التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الصحافة الجزائرية قبل الاستقلال

الصحافة الجزائرية قبل الاستقلال
من طرف سميحة زيدي في السبت ديسمبر 26, 2022 9:42 pm

.4-1- الصحافة الجزائرية قبل الاستقلال:

دخلت الصحافة العالم العربي في بداية القرن التاسع عشر مع الحملات الاستعمارية التي قامت بها فرنسا (نابليون) ضد مصر ثم الجزائر، لذا كان طابعها الأول في البلدان العربية ذو صبغة استعمارية (الصحافة استعمارية ناطقة بالفرنسية، هدفها خدمة الاستعمار)، فكان من بين ما حمل في حملة نابليون مطبعة وهيئة تحرير تشرف على إصدار جريدة على أرض الجزائر، فكانت أول جريدة تصدرها بالفرنسية هي “l estafethe de sidi FRedje”، تضمنت أخبارا عن الحملة الاستعمارية, وتوزع على جنود فرنسا, ولم تعمد كثيرا لتستبدل بجرائد أخرى استعمارية كجريدة “الأخبار” في 1839(1).
و بدأ هذا النوع من الصحافة في التطور و التنوع إلى صحف يومية, و أسبوعية و مجلات عامة, و متخصصة و خصت ” الصحافة اليومية” بكثرة المدن الكبرى مثل ” الصحافة الحرة ” صدى الجزائر” “جريدة الجزائر” ” صدى وهران”…الخ. و مع هذا الازدهار النسبي بلغ عدد الصحف بالجزائر ما يزيد عن 150 صحيفة كان أحسن تصنيف لها ذلك الذي بني على مستوى مضامينها و هو كالأتي:

1- الصحافة الاستعمارية: بدأت بالصدور عام 1874, صحافة أحباب الأهالي بدأت عام 1882.
2- الصحافة الأهلية: بدأت بالصدور عام 1893، الصحافة الوطنية الاستقلالية لعام 1903.

4-1-1- الصحافة الاستعمارية:
التي أشرفت عليها فرنسا امتازت بالاستمرارية بدأت بإصدار جريدة ” التبشير” لكن هذه الصحافة لم تكن سوى ركيزة التثبيت الوجود الفرنسي, رغم أنها كانت تصدر بالعربية للتأثير على مساعينا أكثر.

-1-2- صحافة أحباب الأهالي:
تشير التسمية إلى أن أصحابها مستعمرون استاءوا من سياسة دولتهم الاستعمارية, فأرادوا إعانة نخبة معينة من المساهمين الجزائريين, حتى لا ييأسوا من الاستعمار في الجزائر, من بين هذه الجرائد المنتخب 1852, الأخبار, منبر الأهالي…(2).

-1-3-الصحافة الأهلية:هي التي يقوم بها الجزائريون من ناحية التسيير الإداري و التوزيع, و يتعلق موضوعها بقضايا إسلامية جزائرية, و شؤونهم العامة في علاقتهم بالفرنسيين, و من بين هاته الفئة ” جريدة الحق، المغرب، “, و أهم جريدة ” كوكب أفريقيا بالجزائر” 1907.

4-1-4- صحافة الحركة الوطنية:يراد بها الصحافة الجزائرية التي لا تعترف بالوجود الفرنسي و تحاربه, و تنشر من يقوي الوعي السياسي بوجود أمة جزائرية, و ضرورة استرجاع الاستقلال حتى و لو كان بالقوة, و كانت تنطق باللغتين العربية و الفرنسية, و ظهرت بالجزائر و خارجها من 1830 و 1962, و أهم جرائد الصحافة الوطنية جريدة “المجاهد “؛ التي لعبت دورا هاما في نجاح الثورة, و استمرت في الظهور إلى الاستقلال, حتى يومنا هذا (3).

4-1-5 – حركة جمعية العلماء المسلمين و الصحافة:

كان اهتمام الحركة منصفا على الإصلاح الديني و الثقافي, معتبرة إياه الطريقة المثلى لتنديد الرأي العام الجزائري ضد الاديولوجية الاستعمارية, انطلاقا من فكرة أن تغيير عقليات الناس, قد يؤدي بالضرورة إلى تغيير محيطهم (4).

و على هذا, فقد اتخذ الأمام “عبد الحميد بن باديس” الصحافة منبرا يعلن من فوقه مبادئه للرأي العام, فقد ظهرت في الجزائر صحف بالفرنسية و العربية, قبل تأسيس جمعية العلماء المسلمين، لذلك كان طبيعيا أن تستعين بالصحافة, و تجعلها وسيلة من أهم الوسائل لنشر حركتها الإصلاحية، فبعد إنشاء جمعية العلماء المسلمين سنة 1924, و جمع شمل العلماء الذين يؤمنون بالاتجاه الإصلاحي، أنشا عبد الحميد بن باديس مجلة ( المنتقد) سنة 1925, و بعد 18 عددا, خلفتها جريدة الشهاب في نفس السنة لتكون لسان حل الحركة الإصلاحية, و كانت تصدر في قسنطينة بين 1925-1935 ,فاعتبرت الصحيفة الرسمية للمدرسة الإصلاحية في الجزائر ,حيت عبرت عن أخبار، أهداف ، بيانات, بلاغات, و أنشطة الجمعية (5).
لقد عرفت الجمعية في الفترة الممتدة بين (1931-1935) نوع من الصراع الصحفي بين العلماء و السلطة الإدارية, حيت أنشأت الجمعية الصحفية باسم ( السنة), وبعدما أوقفتها الحكومة, أسست في نفس السنة صحيفة الشريعة في 07 جويلية 1933, و صودرت بدورها في نفس السنة في 20 أوت 1933, ثم جريدة ( الصراع السنوي), و هي أسبوعية و صدرت في 11 سبتمبر 1933, و أوقفت في جانفي 1934, كما حدت الحكومة في هذه القترة النشاط الحكومي لبعض أعضاء الجمعية(6).

-2 الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال:إ
ن فترة الاستقلال لا يمكن النظر إليها كحدث ماضي,و الحكم عليه حاضرا بل يجب وضعها كأنه في فترة معاصرة تتعايش معها، لا يحكم عليها نهائيا, وإنما يقدم بعض التحليلات لجوانب من أحداثها تكتسي أهمية, و لها تأثير على مجرى الوقائع (7).

لقد عرفت الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال تسرب بعض المثقفين الاندماجيين إلى بعض مراكز القرار, و جل وسائل الاتصال المكتوبة و السمعية البصرية، حيت تركوا بصماتهم واضحة في توجهها الأيديولوجي إلى يومنا هذا, و من أهم هذه الوسائل الصحافة المكتوبة التي لا زال معظمها يكتب باللغة الفرنسية(, لذا فإن الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال مرت بمحطتين هامتين وفقا للنظام السياسي لكل مرحلة ,وهما مرحلة الأحادية الإعلامية، مرحلة التعددية الإعلامية.

4-2-1-فترة الأحادية الإعلامية:
و تنقسم إلى مرحلتين و هما:

4-2-1-1- مرحلة الغموض “62-65″: تبدأ من عهد الاستقلال, و تنتهي مع 19 جوان 1965 تاريخ التصحيح الثوري لبومدين على بن بلة, و الذي أحدث تغييرا في النظام السياسي من جهة, وحدثا صحفيا من جهة أخرى, وهو ظهور ” المجاهد ” بالفرنسية.
و على هذا, فقد عملت الحكومة على إنشاء يوميات جزائرية، القضاء على الصحافة الاستعمارية, و البحث عن حل للقضية ( Alger Rrépublique )؛ التي كانت تابعة للقطاع الخاص، هذه الأحداث الثلاث تتلخص في فكرة واحدة, و هي البحث عن طريقة لهيمنة الحرب و الحكومة على الصحافة

الصحافة الجزائرية قبل الاستقلال

.4-1- الصحافة الجزائرية قبل الاستقلال:
دخلت الصحافة العالم العربي في بداية القرن التاسع عشر مع الحملات الاستعمارية التي قامت بها فرنسا (نابليون) ضد مصر ثم الجزائر، لذا كان طابعها الأول في البلدان العربية ذو صبغة استعمارية (الصحافة استعمارية ناطقة بالفرنسية، هدفها خدمة الاستعمار)، فكان من بين ما حمل في حملة نابليون مطبعة وهيئة تحرير تشرف على إصدار جريدة على أرض الجزائر، فكانت أول جريدة تصدرها بالفرنسية هي “l estafethe de sidi FRedje”، تضمنت أخبارا عن الحملة الاستعمارية, وتوزع على جنود فرنسا, ولم تعمد كثيرا لتستبدل بجرائد أخرى استعمارية كجريدة “الأخبار” في 1839(1).
و بدأ هذا النوع من الصحافة في التطور و التنوع إلى صحف يومية, و أسبوعية و مجلات عامة, و متخصصة و خصت ” الصحافة اليومية” بكثرة المدن الكبرى مثل ” الصحافة الحرة ” صدى الجزائر” “جريدة الجزائر” ” صدى وهران”…الخ. و مع هذا الازدهار النسبي بلغ عدد الصحف بالجزائر ما يزيد عن 150 صحيفة كان أحسن تصنيف لها ذلك الذي بني على مستوى مضامينها و هو كالأتي:
1- الصحافة الاستعمارية: بدأت بالصدور عام 1874, صحافة أحباب الأهالي بدأت عام 1882.
2- الصحافة الأهلية: بدأت بالصدور عام 1893، الصحافة الوطنية الاستقلالية لعام 1903.
4-1-1- الصحافة الاستعمارية:
التي أشرفت عليها فرنسا امتازت بالاستمرارية بدأت بإصدار جريدة ” التبشير” لكن هذه الصحافة لم تكن سوى ركيزة التثبيت الوجود الفرنسي, رغم أنها كانت تصدر بالعربية للتأثير على مساعينا أكثر.

4-1-2- صحافة أحباب الأهالي:
تشير التسمية إلى أن أصحابها مستعمرون استاءوا من سياسة دولتهم الاستعمارية, فأرادوا إعانة نخبة معينة من المساهمين الجزائريين, حتى لا ييأسوا من الاستعمار في الجزائر, من بين هذه الجرائد المنتخب 1852, الأخبار, منبر الأهالي…(2).
4-1-3-الصحافة الأهلية:
هي التي يقوم بها الجزائريون من ناحية التسيير الإداري و التوزيع, و يتعلق موضوعها بقضايا إسلامية جزائرية, و شؤونهم العامة في علاقتهم بالفرنسيين, و من بين هاته الفئة ” جريدة الحق، المغرب، “, و أهم جريدة ” كوكب أفريقيا بالجزائر” 1907.
4-1-4- صحافة الحركة الوطنية:
يراد بها الصحافة الجزائرية التي لا تعترف بالوجود الفرنسي و تحاربه, و تنشر من يقوي الوعي السياسي بوجود أمة جزائرية, و ضرورة استرجاع الاستقلال حتى و لو كان بالقوة, و كانت تنطق باللغتين العربية و الفرنسية, و ظهرت بالجزائر و خارجها من 1830 و 1962, و أهم جرائد الصحافة الوطنية جريدة “المجاهد “؛ التي لعبت دورا هاما في نجاح الثورة, و استمرت في الظهور إلى الاستقلال, حتى يومنا هذا (3).
4-1-5 – حركة جمعية العلماء المسلمين و الصحافة:
كان اهتمام الحركة منصفا على الإصلاح الديني و الثقافي, معتبرة إياه الطريقة المثلى لتنديد الرأي العام الجزائري ضد الاديولوجية الاستعمارية, انطلاقا من فكرة أن تغيير عقليات الناس, قد يؤدي بالضرورة إلى تغيير محيطهم (4).
و على هذا, فقد اتخذ الأمام “عبد الحميد بن باديس” الصحافة منبرا يعلن من فوقه مبادئه للرأي العام, فقد ظهرت في الجزائر صحف بالفرنسية و العربية, قبل تأسيس جمعية العلماء المسلمين، لذلك كان طبيعيا أن تستعين بالصحافة, و تجعلها وسيلة من أهم الوسائل لنشر حركتها الإصلاحية، فبعد إنشاء جمعية العلماء المسلمين سنة 1924, و جمع شمل العلماء الذين يؤمنون بالاتجاه الإصلاحي، أنشا عبد الحميد بن باديس مجلة ( المنتقد) سنة 1925, و بعد 18 عددا, خلفتها جريدة الشهاب في نفس السنة لتكون لسان حل الحركة الإصلاحية, و كانت تصدر في قسنطينة بين 1925-1935 ,فاعتبرت الصحيفة الرسمية للمدرسة الإصلاحية في الجزائر ,حيت عبرت عن أخبار، أهداف ، بيانات, بلاغات, و أنشطة الجمعية (5).
لقد عرفت الجمعية في الفترة الممتدة بين (1931-1935) نوع من الصراع الصحفي بين العلماء و السلطة الإدارية, حيت أنشأت الجمعية الصحفية باسم ( السنة), وبعدما أوقفتها الحكومة, أسست في نفس السنة صحيفة الشريعة في 07 جويلية 1933, و صودرت بدورها في نفس السنة في 20 أوت 1933, ثم جريدة ( الصراع السنوي), و هي أسبوعية و صدرت في 11 سبتمبر 1933, و أوقفت في جانفي 1934, كما حدت الحكومة في هذه القترة النشاط الحكومي لبعض أعضاء الجمعية(6).
4-2 الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال:
إن فترة الاستقلال لا يمكن النظر إليها كحدث ماضي,و الحكم عليه حاضرا بل يجب وضعها كأنه في فترة معاصرة تتعايش معها، لا يحكم عليها نهائيا, وإنما يقدم بعض التحليلات لجوانب من أحداثها تكتسي أهمية, و لها تأثير على مجرى الوقائع (7).
لقد عرفت الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال تسرب بعض المثقفين الاندماجيين إلى بعض مراكز القرار, و جل وسائل الاتصال المكتوبة و السمعية البصرية، حيت تركوا بصماتهم واضحة في توجهها الأيديولوجي إلى يومنا هذا, و من أهم هذه الوسائل الصحافة المكتوبة التي لا زال معظمها يكتب باللغة الفرنسية(, لذا فإن الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال مرت بمحطتين هامتين وفقا للنظام السياسي لكل مرحلة ,وهما مرحلة الأحادية الإعلامية، مرحلة التعددية الإعلامية.
4-2-1-فترة الأحادية الإعلامية:
و تنقسم إلى مرحلتين و هما:
4-2-1-1- مرحلة الغموض “62-65″: تبدأ من عهد الاستقلال, و تنتهي مع 19 جوان 1965 تاريخ التصحيح الثوري لبومدين على بن بلة, و الذي أحدث تغييرا في النظام السياسي من جهة, وحدثا صحفيا من جهة أخرى, وهو ظهور ” المجاهد ” بالفرنسية.

و على هذا, فقد عملت الحكومة على إنشاء يوميات جزائرية، القضاء على الصحافة الاستعمارية, و البحث عن حل للقضية ( Alger Rrépublique )؛ التي كانت تابعة للقطاع الخاص، هذه الأحداث الثلاث تتلخص في فكرة واحدة, و هي البحث عن طريقة لهيمنة الحرب و الحكومة على الصحافة المكتوبة (9).

لقد صدرت اليومية الجزائرية الأولى في 19 سبتمبر 1962, أعطي لهذه الجريدة اسم (le peuple), و كانت محررة باللغة الفرنسية تلتها اليومية الوحيدة باللغة العربية ” الشعب” في 11 ديسمبر 1962, و بعد ذلك صدرت يوميتان جهويتان بالفرنسية الأولى بوهران, بتاريخ مارس 1963 باسم (ELDJOUMHOURIA ), و الثانية بتاريخ سبتمبر 1963 باسم (ENNASR) بقسنطينة (10).

و في شهر أفريل 1964 تأسست اليومية المسائية الأولى (Alger le Soir), كما أصدرت الحكومة أسبوعية جديدة تحمل اسم (Révolution Africaine) في 02 فيفري 1963 ,و مجلة ” الجيش” الشهرية بالفرنسية في جانفي 1963, و بالعربية في مارس 1964, و مجلات متخصصة أخرى مثل ( الشهاب) و ( المعرفة) و غيرها, كما أنه يجب الإشارة إلى صدور العديد من الصحف التابعة للملكية الخاصة, مثل جريدة ( الجماهير) التي أصدرها الكاتب ( الطاهر وطار), و الجريدة الناطقة باسم الحزب الشيوعي Alger Publicain , في سبتمبر 1963 اجتمع المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني مع أول دستور للبلاد في 8 سبتمبر, قرر تأميم هده الصحف ، فتوقفت عن الصدور و عوضت بصحف أخرى, تمثل أسماء جديدة مثل (En-Nasr) بدلا من (la dépêche de Constantine) و ( El Moujahade) بدلا عن (l’écho d’Oran ), و صدرت اليوميات الثلاثة: الشعب, النصر, الجمهورية, و في 18 سبتمبر1963 و بعناوين ضخمة في الصفحة الأولى تخبر بتأميم اليوميات

بتأميم اليوميات الاستعمارية, و يقول القرار أن هذه الصحافة تذكر بالعهد الاستعماري, و أن وجودها لا يتلازم مع السيادة الوطنية, برغم موقفها الحالي المعتدل رغم وجود صحافة وطنية ناشئة لا تقوى على المنافسة (11).

أما (Alger pepublicain) التي استأنفت نشاطها في اليوم الأول من الاستقلال, و رغم أنها أصبحت تؤيد أعمال الحكومة, و الحزب و برامجها نحو الاستقلال التام, و نحو الثورة الزراعية, و التقدم الاجتماعي و تحديد الثقافة الوطنية, و لكنها بهذه الصفة بقيت حرة لا تقوى عليها الصحافة الحكومية، كان هذا الوضع يقلق كثيرا الدولة الجزائرية, ويعرقل سياستها اتجاه وسائل الإعلام (12) ,

فطرح الشكل أمام مؤتمر جبهة التحرير الوطني الذي أنعقد سنة 1964, حيت قرر إجراء مفاوضات مع مسئولي هذه اليومية حتى يتم إدماجها في الصحف الحكومية ,لكن هذا لم يحصل إلا بعد 19 جوان 1965 ,أين توقفت الجريدة بإرادة من مسيريها (13), و بزوال هذه الجريدة,تمت بصفة نهائية هيمنة الحكومة, و الحرب على الصحافة المكتوبة, و زالت معها الملكية الخاصة في الميدان الإعلامي.

-2-1-2- مرحلة الإعلام الموجه:

و تبدأ بالتصحيح الثوري إلى غاية وفات الرئيس هواري بومدين يوم 27 ديسمبر 1978,

و استلام الرئيس الشاذلي بن جديد السلطة, و تميزت هذه المرحلة بظهور أول لائحة خاصة بالإعلام, و تحويل يومية “le peuple” إلى ” el moudjahid ” ,التي سيطرت على الساحة ب 203 ألف نسخة لوحدها, مقابل 71 ألف نسخة لباقي الصحف عام 1978 ,و ظهور أسبوعية جديدة بالفرنسيةActualité ” Alger” في 1965, كما وضعت جميع الصحف تحت وصاية وزارة الإعلام, و عرفت نهاية هذه المرحلة التعريب التدريجي لكل من يومية ” النصر” ابتدءا من 1972, ” الجمهورية” في 1976 (14) ,وقد مرت هذه المرحلة بعدة أوضاع منها :

أ- إقامة نظام اشتراكي للإعلام:
عملت الحكومة بهذا النظام, و يتمثل في إلغاء الصحافة, و توجيه الصحافة الحكومية و الحربية ( الحرب الواحد), حتى تكون أداة تستعملها الدولة لتعزيز سياستها, كما أممت الدولة شركة ” هاشت” التي كانت تتولى توزيع الصحافة في الجزائر, و أسست شركة جزائرية ” الشركة الجزائرية للنشر و الإشهار”, و خولت لها حق الاحتكار في التوزيع, و لهذا لمراقبة ميدانية، و أدى هذا إلى تجميد الصحافة المكتوبة من حيت تعدد الصحف ,و نوعية الرسالة (15) .

ب- تعريب اليوميات:
في المرحلة الأولى للاستقلال, كانت هناك يومية واحدة معربة, أما مع بداية السبعينات طرحت قضية التعريب كمشكل سياسي, لذلك اتخذت عدة إجراءات كتعريب ” النصر” بقسنطينة عام 1972, ثم” الجمهورية ” بوهران عام 1976, و كان سير التعريب تدريجي ( أي صفحة بعد أخرى مثلا) – التعريب النهائي ” الجمهورية “, كان في 1977 ( أي بعد عام تقريبا من بدايته), كان هذا التغيير في اللغة لم يعرف رواجا, فقد انخفض توزيع النصر في 20.000 نسخة في 1977، مما أدى بالحكومة لاتخاذ قرار تدعيم الهوة لمواصلة العملية و نجاحها,و لم تظهر إلا يومية واحدة بالفرنسية هي ” المجاهد” (16).

جـ- توزيع الصحافة:
شبكة التوزيع لم تعرف تحسنا قبل بداية 1977, حيث و في عام 1976 لم تغط هذه الشبكة للتوزيع سوى 208/704 بلدية، أما في 19778, فقد غطت أكثر من نصف بلديات الجزائر، و تواصلت الجهود في 1978و 1979 مما أدى إلى ارتفاع متزايد في مبيعات اليوميات

مثلا: في 1969 كان مجموع سحب اليوميات 155.00 نسخة, أما في 1970 فقد بلغت درجة السحب 430.000 نسخة, و هذه الفترة لم تعرف ازدهارا كبيرا للصحافة المكتوبة على حد قول عزي عبد الرحمن.

لكن ما يلاحظ على هذه المرحلة كذلك, هو بداية الاهتمام الفعلي بقضايا الإعلام ووسائله، خصوصا في ظل استكمال بناء مختلف المؤسسات, و الهياكل السياسية, و الاقتصادية, و بدأت معالم السياسة الإعلامية تنضج مع صدور أول (سياق وطني ) عام 1976, و الذي أشار إلى الدور الاستراتيجي لوسائل الإعلام في خدمة أهداف التنمية، كما دعا إلى ضرورة استحداث قوانين, و تشريعات تحدد دور الصحافة و الإذاعة و التلفزيون, و السينما في مختلف المشاريع الوطنية, و الاهتمام بالتكوين في مجال الإعلام و توفير الكوادر الإعلامية و اللازمة لمواكبة خطط التنمية, و إشباع مختلف حاجات الجماهير إلى إعلام موضوعي وحيد(17).

و قد عرفت بداية الثمانينات حدث سياسي هام, هو انعقاد المؤتمر الرابع لجبهة التحرير الوطني, الذي أصدر أول قانون للإعلام في الجزائر عام 1982،

و قد تناول هذا القانون لأول مرة مختلف جوانب النشاط الإعلامي، و حدد هذا الأخير الإطار العام لموضوع الإعلام في الجزائر، إذ جاء في مادته الأولى:” الإعلام قطاع من قطاعات السيادة الوطنية، يعبر الإعلام بقيادة حرب جبهة التحرير الوطني، و في إطار الإمتيازات الاشتراكية المحددة في الميثاق عن إرادة الثروة، وترجمت المطابع الجماهير الشعبية،

يعمل الإعلام على تعبئة كل القطاعات و تنظيمها لتحقيق الأهداف الوطنية”.
كما تناول القانون الجديد جملة من القضايا المتعلقة بالنشاط الإعلامي، حيث جاء بهذا الخصوص في المادة الثانية:” الحق في الإعلام حق أساسي لجميع المواطنين، تعمل الدولة على توفير كامل و موضوعي”، و حدد الخطوط العامة لممارسة النشاط الإعلامي ضمن السياسة العامة للدولة المنصوص عليها في الدستور و الميثاق،

حيث جاء في المادة الثالثة منه:” يمارس حق الإعلام بكل حرية ضمن نطاق الاختيارات الإيديولوجية للبلاد، و القيم الأخلاقية للأمة، وتوجيهات القيادة السياسية المنبثقة عن الميثاق الوطني، مع مراعاة الأحكام التي يتضمنها الدستور، و خاصة في مادتيه (55- 73)”، كما أكدت هذه الوثيقة على أن لغة الإعلام الوطني مستقبلا هي: اللغة العربية، في محاولة لحسم موضوع اللغة التي تستخدم في وسائل الإعلام الوطنية، وقد نصت المادة الرابعة من القانون على ذلك بما يلي:” مع العمل دوما على استعمال اللغة الوطنية و تعميمها، يتم الإعلام من خلال نشرات إخبارية عامة ونشرات متخصصة، ووسائل سمعية بصرية”(18).

– هوامش الفصل الرابع:

(1) د. عزي عبد الرحمان وآخرون: عالم الاتصال، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1992. ص97.
(2) نفس المرجع السابق ص 99-101.
(3) نفيس المرجع السابق ص 113-119.
(4) صالح فيلالي ، الأزمة الجزائرية الأيديولوجية ، الحركة الوطنية ، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ط1 1996 ص 19.

(5) الشيخ محمد خير الدين : مذكرات المؤسسة الوطنية للكتاب الجزء الأول الجزائر ص 296
(6) الشيخ محمد خير الدين:مرجع سابق ص299.
(7) ع-الرحمن عزي و آخرون مرجع سابق ص 121.
( د.فضيل دليو ، وسائل الاتصال الجماهيري ، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1996 ص 119.
(9) ع- الرحمن عزي و آخرون مرجع سابق ص 122-124-128.
(10) زهير إحدادن ، مدخل لعلوم الإعلام و الاتصال ، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1991 ص 97.
(11) د.عزي عبد الرحمن و آخرون مرجع سابق ص 129.
(12) د.عزي عبد الرحمن و آخرون مرجع سابق ص 313.
(13) زهير أحدان ، مرجع سابق ص 97.
(14) د.فضيل دليو مرجع سابق ص 120.121.
(15) د.عزي عبد الرحمن ، مرجع سابق ص 132- 133.
(16) د.عزي عبد الرحمن ، مرجع سابق ص 136-137.
(17) د.عزي عبد الرحمن ، مرجع سابق ص 137-138.
(18) الميثاق الوطني .الجزائر سنة 1976 ص131.


شكرا على الموضوع القيم

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

شكرا لك اخي الكريم

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

قانون اعلام

بليييز عاونوني في
القطاع الاعلام في الجزائر من 2000 الى يومنا هذا

تعليم_الجزائر

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

واقع الصحافة المكتوبة العربية

واقع الصحافة المكتوبة العربية الجزائر نمودجا:
تعتبر الصحافة في مختلف دول العالم من وسائل الإعلام الأكثر أهمية للتحكم في الأوضاع وتوجيهها لخدمة أغراض وأهداف وطنية أو لخدمة السلطة أو الجهة المالكة للصحافة، ومع التطور الهائل في تكنولوجيا وسائل الاتصال، من أقمار صناعية وشبكات عنكبوتية باتت تغطي جهات المعمورة الأربع وتصل إلى أقصى نقطة فيها، متيحة الفرصة للعاملين في مجال الأخبار لنقل أدق تفاصيل الخبر وآخر تطوراته لحظة بلحظة، والتعليق عليه وتحليله على الهواء مباشرة من موقع الحدث، بالتوازي مع أجهزة الهاتف الجوال التي أضحت ناقلا مهما للأخبار الطارئة التي تأتينا عبر الرسائل القصيرة، تمكنت الصحافة من الازدهار وأصبحت تستأثر باهتمامات مختلف الأوساط، وتمثل مجال استقطاب للعديد من مراكز اتخاذ القرارات ومجموعات المصالح.

غير أن هذا التطور المذهل في عالم الصحافة أدخل الجزائر منذ الانفتاح الديمقراطي الذي أقره دستور 23 فبراير 1989 م في طوفان إعلامي سببه قضية جوهرية، هو أن طبيعة النظام السياسي لا يقبل إلا بهامش يسير من الحرية على ضيقه… وعندما نتكلم عن هامش الحرية في الجزائر اليوم، يقودنا الحديث عن حرية التعبير التي تتميز بها الصحافة الخاصة المكتوبة فقط، رغم أن معظمها ينتهج أسلوب اختلاق الخبر والانتقائية والكيل بمكيالين..

قد يعطي حال الصحافة المكتوبة في الجزائر الانطباع بأنها مشرقة، لكنها في الحقيقة بائسة، بل شديدة البؤس.. وعنوان بؤسها هو احتكار المطابع ففي الجزائر ست مطابع كبيرة تسيطر الحكومة على خمسة منها تطبع لجل الصحف التي تبقى رهينة التوقيت الذي تحدده لها لتسليم الصفحات حتى يمكن سحب الصحيفة، وحتى حجم سحب كل صحيفة مرهون بطاقة هذه المطابع التي تعاني الاكتظاظ، بغض النظر على قدرة كل عنوان على استقطاب القراء. فيما يبقى مشروع مطبعة الجنوب متوقف والمطابع الخاصة بالشرق والغرب تنتظر الفرج، علاوة على أنها بحاجة إلى ضمانات كبيرة..

وما يزيد بؤس الصحافة المكتوبة مشكل الورق المستعمل في الطباعة، فالورق المستعمل مستورد ولا تتوفر فيه أدنى المعايير والشروط المعمول بها عالميا، ناهيك عن تمسك الصحف بالشكل المتوارث من الحقب الماضية واقتصارها على أربعة وعشرين صفحة أو ما يزيد بقليل، وسعيا منها لارتقاء بمستوى الصحافة الإلكترونية من حيث المحتوى والشكل انتهجت طريقة “نسخ لصق” باقتباس المواضيع، بل يزيد بسرقة ما ينشر في المواقع الإخبارية ونسبها لبعض صحفييها…
ويتفاقم بؤسها باحتكار المال حيث أصبحت مداخيل الإشهار تضمنها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار للصحف المخنوقة بفضل تعليمة الحكومة الصادرة في ماي 2022، والتي تجبر المؤسسات العمومية على تمرير إعلاناتها على وكالة الإشهار العمومية قبل أن يتم توزيعها على الصحف. وهو قرار يرهن تسليم الإشهار العمومي إلا للتلميذ النجيب الذي يحفظ الدروس، فالكثير من الصحف اختفت لأسباب تجارية، وأخرى متعلقة بعقاب السلطة لها على خطها الافتتاحي حتى باتت الصحف التي فلتت من احتواء السلطة شديد الحرص على توازنها المالي أو ربحها، وتموقعها في بيئة اقتصادية يميزها الفساد والصراع المستميت حول الريع.. وربما يتعدى التغطية على الفساد وأحيانا المشاركة فيه والاغتراف منه..

البؤس يتسع ليشمل الصحافيين الجزائريين بسبب القوانين الزجرية في حقهم، ونذكر في هذا الشأن مرسوم حالة الطوارئ، ثم قانون العقوبات المعدل في جويلية 2001 م، حيث تم تشديد العقوبات على جنح الصحافة لا سيما القذف في حق رئيس الجمهورية والمسئولين السامين في الدولة. ولا زلنا إلى اليوم بقوانين تقر بسجن الصحافي عقابا له على كتاباته، والصحافيون يفتقدون لأدنى حماية في ممارسة مهامهم، فهم أول من يكون محل متابعة وتعنيف لما يكتبون عن الفساد، ويكفي في هذا الشأن ذكر عدد الصحافيين الذين مثلوا أمام المحاكم، أو أدخلوا السجن وعانوا من المضايقات وتلقيهم عشرات الاستدعاءات لأنهم أدانوا سوء التسيير والتجاوزات بالإضافة لحالات حرمان مراسلين أجانب من الاعتماد.

معاناة الصحفي لا تتوقف في حدود الحصار الذي تفرضه الخطوط الحمراء، بل تتعدى ليضيق به مكان عمله في التحرير والعمل، فكثير هي الصحف التي لا تتوفر على مكاتب وحتى وإن وجدت فهي تضيق بأهلها كون ولليوم لم توفر الدولة مكان يسع الجميع رغم الوعود… ويمضى الصحفي في العمل ليواجه حصار أخر عن سابقه يتمثل في شبح الحياة الاجتماعي فالكثير منهم يعانون الويل في حياتهم بحثا على لقمة العيش ويحلمون بالحصول على حاسوب محمول، ناهيك عن معاناتهم في الحصول على سكن يأويهم، أو على الأقل رفع الأجور التي لا يتعدى في أحسن الحالات 300 دولار… إلا أن كرامتهم لا تسمح لهم بالتشهير بوضعيتهم المأساوية… فقد وصل الأمر إلى حد مطالبة أحد الصحفيين بالتبرع بكليته مقابل الحصول على مبلغ مالي لشراء بيت لعائلته التي تعيش في الشارع بعد طردها من مسكنها، والأدهى من ذلك أن المساعدة التي تلقاها المعني جاءت من بلد العراق الذي يقبع تحت وطأة الاحتلال، في وقت أدارت – فيه السلطة والنقابات وحتى مؤسسات عمل فيها من قبل كصحفي – ظهرها ولم تكترث لوضعيته، وكثيرون هم أمثال هذا الصحفي…

الواقع المزري يدفعنا للحديث عن واقع التشغيل في هذا القطاع الذي أصبح استغلاليا بقطاعه العام والخاص، فكثير هي الأقلام الشابة، بل يتعدى حتى ليشمل مختلف شرائح رجال الإعلام الذين يواجهون البيروقراطية والإقصاء في مختلف المؤسسات الإعلامية، زد على ذلك وجود ظاهرة التشغيل بعقود ما قبل العمل لتقليل من النفقات ليجد الإعلامي نفسه بعد عام من الاستغلال عاطل عن الشغل ويبحث عن مصير جديد ليبدأ حياته من جديد.. وما يحمس المدراء والمسئولين هم أصحاب الوظائف المزدوجة ذوى الخبرة في جلب الأموال بطرق إلتوائية، ويكون جزاءهم جزء من ذاك المال وقد يتجاوزه إلى منصب عمل في تلك المؤسسات أو لأحد أقاربهم من لا علاقة له بالصحافة…

ورغم الحصار المضروب إلا أن المحيط القانوني في الجزائر ساعد على وجود حرية إعلامية وتعددية عبر صفحات الصحف ارتبطت بالتعددية السياسية التي عجلت الأحداث المأساوية في تشكلها، فكانت مضربا للمثل عربيا وحتى دوليا، وجعل من الجزائر بلد له السبق في بناء صحافة حرة بلغت الجرأة ما لم تبلغه حتى صحافة بعض الدول الديمقراطية وحرية لتعبير، إلا أن هذه الصورة لم تعمر طويلا فتحول إلى بلد يتلذذ بسجن الصحفيين وملاحقتهم عند كل منعرج وكأنهم مجرد مجرمين…

لقد سمحت تلك الحقبة إلى إصدار ستين يومية ونحو مائة أسبوعية، وفُرض توازي بين الصحف المكتوبة باللغة العربية والمكتوبة باللغة الفرنسية كون الساحة الجزائرية تتميز بثنائية الملكية، والسوق اليوم يضم ست صحف حكومية والباقي خاصة، لأفراد وأحزاب، الخاصة تسعى للإثارة والانتشار’ والحكومية تعمل على التأكيد أن كل شيء على ما يرام..

الوضع الذي آلات له الصحافة الجزائرية يتطلب اتخاذ الإجراءات والضوابط الملائمة لترشيد الصحافة لخدمة الثقافة والفكر بهدف تغيير المجتمع نحو الأفضل، ومواجهة الإعلام الثقيل، والتصدي لهيمنته الدولة التي تتضح جليا من خلال سيطرتها على وكالة الأنباء والتلفزيون والإذاعة، وفرضها رقابة مشددة على مصدر الخبر، زد على ذلك إعلان السلطة صراحة أنها لن تفتح مجال الإعلام السمعي بطري أمام التعددية إلى حين تشاء..

وأمام هذا السد يلجأ المواطن إلى الفضائيات العالمية التي تلقى صدى كبير أمام شح التلفزيون والإذاعة للأخبار والبرامج والأعمال الهادفة كما ومضمونا حتى باتت هذه الوسائل يتيمة غائبة من قائمة القنوات المفضلة لدى أفراد المجتمع، وما يزيد نفور الفرد لها اتباع هذه الوسائل لغة إعلامية لا تزال أسيرة لغة فارغة ومطنبة بمفردات الثناء على كل ما هو رسمي بغية التلميع الدائم للسراب.. والكل يعلم مدى التأثير الكبير لهذه الوسائل الإعلامية في بلد بلغت نسبة الأمية فيه الـ 30 % من مجوع السكان، ونفهم لماذا تصر السلطة على احتكارها، وتشجيعها للبرامج الهزيلة وعديمة المنفعة والمصداقية ومثيرة السخرية، فالسبب يكمن في مستوى ومدى وعي المسئولين المسيرين للتلفزيون بقنواته الثلاث والإذاعة بقنواتها الوطنية ومحطاتها الجهوية…

من الترف الحديث عن صحافة حرة ومتطورة في الجزائر، في ظل انعدام منظمات قوية لأهل المهنة ونواد وتقاليد نقابية، وفضاءات حرة لمناقشة القضايا الأخلاقية والمهنية والاجتماعية. هذا الوضع غذته انقسامات فكرية وولاءات سياسية ودوافع مصلحية، والقوى التي تخيفها حرية التعبير لا تقبل بوجود هذه الفضاءات. لذلك لا عجب أن تصنف الجزائر في الرتبة 129 من بين 167 دولة تعاني من غياب حرية التعبير، في ترتيب منظمة “محققون بلا حدود” غير الحكومية الصادر في العام المنصرم 2022، بمعنى أن الجزائر فقدت 34 نقطة مقارنة بأول ترتيب أقامته نفس المنظمة سنة 2022 وهي عام بعد عام تتأخر في الترتيب ومن غير شك أن مرتبة العام 2022 لن يؤشر عليها بالأخضر، طالما أن هناك قوانين تجرّم الصحافيين بحجة القذف والتشهير فالصحفي وإن انحرف بكتاباته أو تمادى ربما في الإساءة لا يمكن أن يعامل معاملة المجرم لأن الرأي حتى وإن كان لم يعجب البعض يبقى رأيا، إضافة للقائمة السوداء التي تتضمن أزيد من 60 صحيفة تم تعليقها وتمنع من الصدور لعدة تبريرات، فضلا عن سياسة التضييق المتواصل على مصادر الخبر والتوزيع غير المنصف للإشهار، والأهم لماذا تعجز الحكومات المتوالية عن إنجاب قانون للإعلام يكون في مستوى طموحات كل المهتمين بهذا القطاع الاستراتيجي ؟

لقد تلقى الوسط الإعلامي عدة دعوات من مختلف الوزراء المتعاقبين على قطاع الإعلام من رحباني إلى هيشور مرورا بمحي الدين عميمور وخليدة تومي ومحمد عبو، فكل هؤلاء جمعوا الصحفيين في لقاءات لإثراء مسودة مشروع قانون للإعلام لم ير النور أبدا، شأنه شأن مجلس أخلاقيات المهنة… واليوم الدور على الوزير الهاشمي جيار لتنشيط المشاريع المتأخرة خاصة أنه أكد أنه هناك إرادة سياسية قوية لتأهيل قطاع الإعلام بمختلف تشكيلاته.

والواقع اليوم ورغم الصورة المحتشمة للصحافة الجزائرية إلا أنها سجلت حضورا في ميدان جديد قد يجهله الكثير هو الإعلام الإلكتروني من خلال إطلالة مجموعة من المواقع الإعلامية المهتمة بالأخبار وتحاليل الأحداث أو حتى الإطلالة الإلكترونية للصحف المطبوعة، فكان لهذه المواقع إسهامات مهمة في استخدام الإنترنت كوسيلة صحفية، باعتبارها وسيلة تكنولوجية مفتوحة المجال نحو العالمية للحريات عبر كل المجتمعات. الظاهرة ورغم حداثتها وجدت صدى لدى الجزائريين في الداخل والخارج أيضاً، رغم أنه من المبكر جداً الحكم عليها ومدى تأثيرها على مستقبل الصحافة بالنظر إلى أن صحافة الورق لا تزال إلى اليوم سيدة الموقف، فإن ذلك لا ينسينا ما نراه في جيل الشباب من افتتان بالمواقع الإلكترونية متابعة لها واستفادة مما تضخه من معلومات بسرعة ومهنية عالية رغم حداثتها”
تقرير مراسلين بلا حدود حول الجزائر
التقرير السنوي للعام2008
بالرغم من هشاشة الصحافة المستقلة الجزائرية، إلا أنه لا مناص منها. تتصدّى للسلطات أكثر من أي حزب سياسي من أحزاب المعارضة، مساهمةً في تشكيل ثقافة ديمقراطية. بيد أن العدد الملفت للصحف المطروحة في السوق لا يدل بأي حال من الأحوال على سيادة حرية التعبير والتعددية الإعلامية.
في التاسع من نيسان/أبريل الماضي، أعيد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة على رأس الجزائر لولاية ثالثة. وفي أيار/مايو 2022، وغداة إعادة انتخابه للمرة الأولى، جدد إصراره “على صون حرية التعبير” في الجزائر معتبراً في بيان صحافي أنه متمسّك بضمان “الممارسة الفعلية لحرية التعبير للجميع بما يتماشى مع أحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”. إلا أن الوضع لم يشهد أي تغييرات ملحوظة بالرغم من هذه الالتزامات المؤيّدة لحرية التعبير.
لا تزال عقوبات السجن والغرامات تفرض على كل من يرتكب جنح صحافة علماً بأن المادة 144 مكرر من قانون العقوبات الجزائري (المرعي الإجراء منذ العام 2001) تنص على عقوبات بالسجن تتراوح بين عامين واثني عشر عاماً وغرامات لكل تصريح يعتبر تشهيرياً. ولا شك في أن التهديد بالسجن هذا بيقى سيفاً مسلطاً على كل الصحافيين الجزائريين. فإذا بالدعاوى القضائية المرفوعة ضدهم ومدراء المؤسسات الإعلامية تزداد فيما لا تفرغ المحاكم منها.
وبالرغم من نهاية احتكارها لقطاع الصحافة في العام 1989 الذي سمح لعدة صحف بأن تبصر النور، إلا أن الحكومة الجزائرية لا تزال تحتفظ بسيطرتها على الطباعة والنشر. صحيح أن الخبر والوطن تمكنتا من إنشاء مؤسسة مستقلة تتولى إدارة مطبعتين ونظام توزيع مستقل (“مؤسسة الجزائر للطباعة والنشر الصحافي”)، لكن هاتين الصحيفتين اليوميتين تستفيدان وحدهما منها. أما الصحف الأخرى فتعتمد كلياً على مطابع الدولة. ولم يساهم إنشاء وزارة الاتصال في تموز/يوليو 2022 مجموعة من الشركات إلا في تعزيز سيطرة الدولة على هذا الميدان. وبالتالي، يعدّ هذا النظام كفيلاً بالحد من أي هامش تحرّك قد تستفيد منه الصحف الراغبة في إلقاء نظرة انتقادية على المجتمع والحياة السياسية الجزائرية. وينطبق الوضع نفسه على توزيع الصحف: باستثناء الخبر والوطن اللتين نجحتا في إرساء شبكة مستقلة، لا تزال الصحف الأخرى تعتمد على شركات التوزيع التابعة للدولة.
مع احتكار استيراد الأوراق، تستكمل السلطات الجزائرية فرض سيطرتها مع الإشارة إلى أنها تملك سلاحاً اقتصادياً إضافياً ضد المتمرّدين عبر احتكارها لتوزيع الإعلانات. فمنذ نيسان/أبريل 1968، تتولى الوكالة الوطنية للنشر والإعلان المنشأة في كانون الأول/ديسمبر 1967 توزيع إعلانات الإدارات والشركات وفقاً للخطوط الافتتاحية، مخصصةً أموالها للصحف المقرّبة من النظام أولاً. ولا يزال القطاع المرئي والمسموع في قبضة السلطة منذ العام 1963.
ولا تتوانى السلطات الجزائرية عن حظر نشر الصحف الدولية في الجزائر باستمرار. ففي بداية نيسان/أبريل 2022، تعرّضت المنشورات الفرنسية الثلاث لكسبرس وماريان وجورنال دو ديمانش للحجب عشية الانتخابات الرئاسية. وفي السابع من آذار/مارس 2022، حظر توزيع أسبوعية أفريك ماغازين بتهمة “الإساءة إلى القيم الوطنية” تماماً كما العدد 2991 من أسبوعية لكسبرس بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2022 بتهمة “الإساءة إلى الإسلام”. وفيالصحـــافة المكتوبة العربية في مواجهة الصحافة الإلكترونية
إذا اندثرت الصحافة الورقية فلتندثرْ. هذا كل ما يمكن قوله عن أنباء نعيها المتواترة منذ ظهور الراديو، ثم التلفزيون، وأخيراً الكومبيوتر، وشبكة الإنترنت. و”الأخبار السيئة تنتقل بسرعة، حسب المثل الإنجليزي. وقد بلغت سرعة انتقال أخبار نهاية الصحافة الورقية حدّ أن العالم ما يزال يحاول اللحاق بها منذ مطلع القرن الماضي. هل يعود ذلك إلى أن الناس يعز عليهم التخلي عن عادة قراءة الصحف الورقية، أم أن نهايتها أضغاث أحلام؟

يتوقف الجواب على ما إذا كنا من مالكي إمبراطوريات إعلامية، كالاسترالي “روبرت مزدوج الذي خسرت شركته العملاقة “نيوزكورب” ثلاثة مليارات و400 مليون دولار في العام الماضي، أو كنا من مُنّظري الإعلام، كالكاتب الأميركي “كلاي شيركي” الذي يعلن ابتهاجه بالوفرة التي جلبتها شبكة الإنترنت للنشر الصحافي. هذا بعض ما يُتوقع أن يناقشه مؤتمر “الصحافة الورقية بين الواقع والطموح” الذي تعقده صحيفة “الاتحاد” في أبوظبي الأسبوع المقبل. والمؤتمر الذي سيشارك فيه عدد من أبرز المفكرين العرب، مكان جيد لبحث فشل الصحافة العالمية في بيع طبعاتها على “الإنترنت”. هل يعود ذلك إلى توقيت البيع مع الأزمة المالية، أم لأن قراء الإنترنت يريدونها مجانية؟

روبرت مردوخ، ناشر صحف عالمية عدة، بينها “تايمز” البريطانية العريقة، و”صن” التي تعتبر أكثر الصحف الشعبية رواجاً، أعلن أخيراً عزمه على إنهاء القراءة المجانية لصحفه على الإنترنت في العام المقبل. وسيبدأ نهاية الشهر القادم في فرض أجور على قراء الطبعة الإلكترونية لصحيفته الأسبوعية “صانداي تايمز”. وهذا هروب إلى الأمام. فصحيفة “صانداي تايمز” التي كانت “البقرة الحلوب” لتغطية خسارة الصحف الأخرى، سجلت في العام الماضي لأول مرة خسارة بلغت نحو 25 مليون دولار، بعد أن كانت قد حققت أرباحاً بلغت نحو 85 مليون دولار عام 2022. ورغم نجاح مردوخ في إقامة إمبراطورية إعلامية، تشمل فضائية “سكاي”، لا يتوقع المراقبون أن يعيد التاريخ نفسه، وأن ينجح كما في ثمانينيات القرن الماضي في تحدي قواعد السوق الإعلامية العالمية.

ولم تفلح لحد الآن سوى “وول ستريت جورنال” الأميركية، و”فاينانشيال تايمز” البريطانية في تقاضي أجور من قراء طبعاتهما الإلكترونية. يعود ذلك إلى طبيعة مادة الصحيفتين اللتين تعتبران أكبر صحف المال والأعمال العالمية، ومعظم قرائهما رجال أعمال لا يدفعون أجور الاشتراك من جيبهم الخاص، بل عبر شركاتهم.

وقد فشلت الصحف العامة في ذلك، لأن “جدار الأجور” يقلل عدد قراء الطبعة الإلكترونية وبالتالي إعلاناتها. تذكر ذلك “فيفيان شيلر”، المديرة العامة السابقة لصحيفة “نيويورك تايمز” التي تعتبر أكثر الصحف الأميركية نفوذاً. وكانت “شيلر” قد فرضت أجوراً عام 1996 على قراءة الطبعة الإلكترونية، رغم اعتراض كتابها المرموقين، ولم تتراجع عن قرارها إلاّ عندما وجدت أنه يؤدي إلى هبوط الإعلانات على موقع الصحيفة في الإنترنت.

وسار في الاتجاه المعاكس تماماً الملياردير الروسي “ألكساندر ليبيديف” الذي شرع هذا الأسبوع بتوزيع صحيفة “إيفننغ ستاندرد” اللندنية مجاناً. وكان ليبيديف قد اشترى، ولقاء جنيه استرليني واحد، الصحيفة التي كانت تسجل خسارة كبيرة بملايين الدولارات شهرياً، رغم أنها الصحيفة المسائية الوحيدة. ويتوقع أن يقضي بيعها مجاناً على صحف مجانية أخرى ستفقد الإعلانات، مصدر رزقها الوحيد. وهذه مفارقة ظريفة إذا صح ادّعاء الصحف أن ليبيديف كان جاسوساً سوفييتياً!

ويبدو الموضوع بالنسبة لكثير من منظري الإعلام، كما رآه الفيلسوف الألماني كارل ماركس، الذي كان يتندر على نصيحة أم زوجته بأن يكوِّن بدلا من الكتابة عن “الرأسمال” رأسمالا يعيش منه! نظرة ماركس المتفائلة حول دور القوى المنتجة في التاريخ، تشكل أساس فلسفات حالية عن تأثير التكنولوجيا الإلكترونية على الصحافة والإعلام عموماً. الكاتب الأميركي “كلاي شيركي” يعتبر وفرة الإنتاج أهم مشكلة تواجهها صناعة النشر منذ اختراع الألماني “غوتنبرغ” الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر. إنتاج نسخة من كتاب أصبح يستغرق وقتاً أقل من قراءته، والأمر نفسه في النشر الصحفي الذي ولد عقب اختراع الطباعة مباشرة. الوفرة في الإنتاج طرحت مشكلة اختيار الكتب أو المقالات التي تستحق النشر، وأدى هذا إلى ظهور المحررين الذين يقوم دورهم الإبداعي على اختيار ما يُنشر وتنقيحه.

هذه الوفرة في الإنتاج أصبحت مع ظهور شبكة الإنترنت وفرة في المنتجين. فالإنترنت نقل آلية إعادة الإنتاج والتوزيع إلى شبكة هياكل ارتكازية مفتوحة لكل من يشارك فيها. ولا تعاني أجهزة الكومبيوتر المشاركة في هذه العملية من عدم التوازن بين سعر شراء جهاز تلفزيون وكلفة امتلاك محطة تلفزيون. فالتوازن هنا كما في استخدام الهاتف، حيث يمكن لمن يسمع أن يتكلم، ولمن يقرأ أن ينشر. ولا يعني هذا في تقدير الكاتب الأميركي أن موهبة التحرير الصحفي أصبحت مبذولة، بل يعني توفر فرص أكثر لعرض مواهب الموهوبين الذين يظلون قلة. ويتيح النشر على الإنترنت الفرصة حتى لمن يُسمون “أصحاب القصيدة الواحدة” أن ينشروها حول العالم من دون الحاجة إلى إيجاد ناشر والخضوع لعقود النشر. لقد زالت القيود الاقتصادية، ولم يعد السؤال الملح لهواة الكتابة هو: “لماذا ننشر هذا”؟ بل أصبح: “لماذا لا”؟!

هذا التحول حقق أعظم زيادة في القدرات التعبيرية في تاريخ البشرية: ناس أكثر يمكن أن يوصلوا أشياء أكثر لأناس أكثر مّما في أي وقت مضى. هل نندب الآن ثقافة الإعلام على هذا العدد الكبير من المشاركين، وعلى الهبوط بالنوعية، وتدمير هيبة صناعة النشر؟ الجواب على ذلك ليس هو أن نريد وسيلة إعلامية تتيح لكل شخص أن ينتج مضموناً، بل كيف نستخدمها. فالصحافة الورقية ليست كل الصحافة، والصحفيون ليسوا كُتّابا من ورق، ومصطلح “الصحافة الورقية” قاصر عن الإحاطة بإبداعهم. ولن تندثر الصحافة الورقية ما لم يتم العثور على وسيلةأخف وزناً وأسهل حملا من الورق، وحروفها أوضح، يمكن تصفحها حتى في السرير، وأكاد أقول أزكى رائحة من الورق، وأن تملك في آن سحر الصحيفة الإلكترونية.

فهذه المقالة التي أكتبها على الكومبيوتر في ضواحي العاصمة البريطانية لندن، أُرسلها مباشرة عبر شبكة الإنترنت إلى مقر صحيفة “الاتحاد” في أبوظبي، حيث يراجعها محررو قسم “وجهات نظر”، وتُحول عبر الشبكة الداخلية للصحيفة إلى المصمم الذي يصممها ضمن الصفحة على شاشة الكومبيوتر، ثم تُبث الصفحات المصممة عبر الإنترنت إلى المطابع، فتُطبع على الورق، وتوزع عالمياً، وتُعرض في الآن ذاته في موقع “الاتحاد” على شبكة “الإنترنت” ليقرأها القراء على شاشة الكومبيوتر أينما كانوا حول العالم. وبعض القراء يفضل طباعة المقالة على الورق، ويستمتع بقراءتها “صباح الأحد مع فنجان قهوة وسماء ممطرة وخريف برليني رمادي”. هل هناك أفضل تقدير لنجاح النشر الإلكتروني العربي من تحية روائية عراقية مغتربة منذ ربع قرن في ألمانيا؟

مستقبل الصحافة المكتوبة العربية :
مع انتشار الانترنت ونشر الصحف المكتوبة على المواقع الالكترونية، سجل تراجع ملحوظ للإعلام المكتوب. وكنا نتساءل باستمرار: هل ينتهي قريباً زمن الإعلام المكتوب؟ هناك أكثر من ظاهرة في انحسار الإعلام المكتوب لصالح الإعلام الالكتروني تجعل تساؤلنا أكثر إلحاحاً.
الإحصاءات والوقائع في السنوات الماضية ترسم صورة قاتمة لمستقبل الصحافة المكتوبة في أميركا، وربما في مناطق كثيرة في العالم. فمنذ عام 2000 انخفض توزيع الصحف في أميركا من 55 مليون نسخة إلى 50 مليوناً. وفي الفترة ذاتها انخفضت عائدات الصحف بنسبة 28 في المئة، أي بقيمة 11 مليار دولار، وهذه الاحصاءات لا تشمل الانخفاض الذي حصل بعد بدء أزمة الكساد الاقتصادي الراهن.
وتتضح بشاعة الخسائر حين تعطى وجهاً إنسانياً، إذ تبين الإحصاءات ان نحو 16 ألف وظيفة تبخرت من الإعلام التقليدي في 2022، ووصل عدد الوظائف التي ألغيت هذه السنة إلى 8484 وظيفة وفقاً لما جاء في صحيفة “بوليتيكو”. ومصير العديد من الباقين أي نحو خمسين ألف صحافي غير مضمون.
وفي الاشهر الأخيرة، حتى كبريات الصحف الأميركية اضطرت إلى تسريح مراسلين ومحررين بعد انخفاض عائداتها. وفي مقدم هذه الصحف “الواشنطن بوست” التي كشفت فضيحة ووترغيت، وأرغمت للمرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة رئيس البلاد ريتشارد نيكسون على الاستقالة. فقد انخفضت عائدات هذه الصحيفة في الفصل الرابع من السنة الماضية بنسبة 77 في المئة، واضطرت إلى إلغاء بعض الأقسام ودمجها بأقسام أخرى. وهناك أيضاً “النيويورك تايمس” التي تعتبر من أبرز الصحف الأميركية والعالمية وأكبرها، وكانت قد كشفت مجازر الحرب في فيتنام وأكاذيبها، اضطرت أخيراً إلى رهن مقرها في مدينة نيويورك في مقابل قرض بقيمة 250 مليون دولار وبفائدة 14 في المئة حصلت عليه من رجل الأعمال المكسيكي كارلوس سليم اللبناني الأصل الذي يملك أيضاً امبراطورية إعلامية.
واضطرت “النيويورك تايمز” أخيراً إلى تسريح مئة موظف وخفضت رواتب الآخرين بنسبة 5 في المئة، وزادت سعر الصحيفة ليصل إلى دولارين في بعض المناطق. وهذه الصحيفة تجد نفسها اليوم معرضة للشراء من رجال أعمال أثرياء من أمثال كارلوس سليم أو ديفيد غيفين (المنتج المعروف في هوليوود) أو روبرت موردوك صاحب الامبراطورية الإعلامية العالمية الذي اشترى صحيفة “الوول ستريت جورنال” النافذة. وقبل بضعة أسابيع تم إنقاذ صحيفة “البوسطن غلوب” القديمة والمهمة التي تملكها شركة “النيويورك تايمس” من نهاية محتمة بعدما تراجع موظفوها ونقابتهم عن رفضهم الاولي لقرار خفض رواتبهم. صحيفة “لوس انجلس تايمس” سرحت هذه السنة 300 موظف. صحيفة “ميامي هيرالد” سرحت 205 موظفين.. وهكذا. وأغلق بعض هذه الصحف، وغيرها مكاتبها في واشنطن أو قلصتها جداً، ولم يعد لمثل هذه الصحف أي حضور في العالم كما كان الوضع في السابق. وحتى في مناطق النزاع أو المناطق المهمة للأميركيين اقتصادياً واستراتيجياً أو ثقافياً، لم تعد تحظى بتغطية وافية من جميع وسائل الإعلام الأميركية، بما في ذلك العراق وافغانستان (العامل الأمني والخطر على حياة المراسلين كان أيضاً سبباً مهماً)، ولكن العامل الأساسي هو عامل اقتصادي. ولشبكة التلفزيون الأميركية المهمة “ان بي سي” مراسل واحد يجول في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وإذا استمرت هذه الأنماط سيستمر انكماش الصحف، وستختفي ظاهرة وجود صحيفتين على الأقل في المدن الأميركية الكبيرة، وربما حرمان بعض هذه المدن صحيفة واحدة.
وإذا نظرنا إلى الإعلام المكتوب في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية وجدنا ان المؤشرات التجارية لهذا الإعلام لم تشهد أي تطور ملحوظ منذ عام 2022. إلا ان التراجع المؤثر في الميزانيات المعتمدة، شهده قطاع الاعلانات في حقل الصحافة، وهو القطاع الأهم تمويلياً. وقد تراجع بنسبة 3.1 في المئة، ليقف عند حاجز 4.15 مليارات يورو. وكانت صحيفة “لومانيتي” الشيوعية الفرنسية قد تعرضت لأزمة خانقة، فعمدت عندها إلى جمع مليون يورو من تبرعات قرائها للخروج من الأزمة موقتاً. هذا وان أزمة هذه الصحيفة لم تكن فريدة من نوعها في فرنسا، فقد سبقتها صحيفة “لوموند” إلى الوقوع في مثل هذا الاختناق المالي، حين شهدت أول اضراب للعاملين في هذه المطبوعة منذ عام 1976. تبعه لاحقاً إضرابان آخران، احتجاجاً على قيام الادارة بإلغاء 130 وظيفة للحد من الخسائر (ربع الوظائف في الصحيفة!). وفي “لوفيغارو” أضرب الموظفون احتجاجاً على إلغاء أكثر من 50 وظيفة لتقليص النفقات، في ظل تدهور الأوضاع المالية للصحف الفرنسية التاريخية، وهزيمتها في منافسة الصحف المجانية والمحلية من جهة، وعالم الانترنت المعلومة من جهة اخرى. وفي تقرير للرابطة العالمية للصحف، أشار إلى أن الدول المتقدمة تشهد منذ مطلع القرن انخفاضاً في اقتصاد الاعلام المكتوب. وقد انخفض مثلاً عدد نسخ الصحف الموزعة في أوروبا خلال ثلاث سنوات من أكثر من 80 مليون نسخة يومياً، إلى أقل من 76 مليون نسخة. وفي اليابان، انخفضت نسبة مبيعات الصحف في خمس سنوات 2.6 في المئة، وهذا يكفي لإسقاط التطورات العالمية اقتصادياً على الحركة في قطاع الإعلام المكتوب الذي يتأثر بالخضّات في الأسواق وبغلاء الأسعار، وبنمو الانترنت، وبتجاذبات قطاع الإعلان.
هناك جيل بكامله في العالم اليوم لا يعرف، أو لم يختبر ذلك الطقس الصباحي الذي اختبره أهلهم وحتى أجدادهم، ألا وهو قراءة صحيفة في الصباح مع فنجان القهوة والفطور في البيت أو في المطعم.
فهل ان كل هذه الظواهر تقود إلى انقراض الإعلام المكتوب؟!همــوم الصحافة العربية :
تختلف أزمة الصحافة العربيّة عن تلك التي يشهدها الغرب وحتّى عن بلدان مثل تركيا. ففي فرنسا، تعيش صحيفة لوموند اليوميّة العريقة أزمةً نتيجة سياسات توسعيّة قامت بها إدارتها في مرحلة معيّنة، في ظلّ تغيّر في النموذج الاقتصادي وظهور الصحف المجّانيّة، وتوسّع سيطرة الشركات الكبرى على الصحافة اليوميّة الأخرى. وفي تركيا تسيطر مجموعة اقتصاديّة واحدة على معظم الصحف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، عدا بعض الصحف القريبة من الأحزاب السياسيّة أو… من الطرق الصوفيّة.
في البلدان العربيّة، الوضع ليس ذاته بين مصر والمغرب من ناحية، حيث هناك نوعٌ من التعدّدية في العناوين المطروحة في الأكشاك تعكس الحريّة السياسيّة النسبيّة، وسورية وتونس من ناحية أخرى، حيث “العرض” أقلّ بكثير نتيجة السياسات الرقابية الشديدة وتسلّط أصحاب السلطة والمال مباشرةً على الصحافة. إلاّ أنّ الفرق الأساسي بين البلدان العربيّة وغيرها، هو أنّ مجالات نموّ الصحافة المطبوعة ما زال كبيراً، لأسبابٍ كثيرة، منها مثلاً أنّ الصحافة لم تكن تصل عادّة إلى المناطق خارج العاصمة والمدن، ولم تكن تستطيع الاستفادة من سوق الإعلان المحلّي، وأنّ هناك شغفاً لقراءة كلّ ما هو خارج الصحافة الرسميّة التي سيطرت على هذا الفضاء لعقود.
هذا هو مثلاً سبب نجاح صحيفة “الخبر” الجزائريّة التي استطاعت الوصول إلى أرقام توزيع غير متوقّعة، مع أنّها لا ترتبط بالحكومة أو بأحد الأحزاب أو المجموعات الاقتصاديّة، لأنّها عرفت كيف تنظّم توزيعها صباحاً في كافّة مناطق هذا البلد الشاسع الأطراف؛ ولأنّها دفعت بتحقيقاتها حدود المادة الإعلامية المتاحة للمواطنين، مع المخاطرة بعشرات الدعاوى القضائيّة المرفوعة ضدّها. والمنافسة شديدة في مصر (خاصّة بين “الأخبار” و”الأهرام” الحكوميّتان وبين “المصري اليوم”) وفي المغرب (مع القفزة النوعيّة في التوزيع لصحيفة “المساء”) وفي السعوديّة (بين الصحف الوطنيّة “الرياض” والقوميّة “الحياة” وتلك المحليّة “الوطن” و”عكاظ” وغيرها لأمر سهلٌ في البلدان ذات الرقابة المسبقة، إذ تختفي المجلاّت الاقتصادية “الشرعيّة” في سورية بشكلٍ دوريّ من الأكشاك، حالما تجرّأت على ملامسة الحدود، وإن كانت جدّ منخفضة. كما صودرت خمس صحفٍ سودانيّة الأسبوع الماضي: “الأحداث”، “الأيام”، “أجراس الحريّة”، الصحافة”، “السوداني”. والأمر أصعب في البلدان ذات “الحريّة” النسبيّة، حيث تدفع هذه الحريّة والمنافسة أحياناً إلى نزعة “الصحف الصفراء”، مع قصصٍ مختلقة وطروحات شعبويّة، بغية جلب القارئ بأيّ ثمن. وكثيرٌ من الصحف المصريّة “المستقلّة” قد فقد مصداقيّته من جرّاء ذلك.
أين حدود الصحافة إذاً؟ ومن يضعها، في ظلّ تبعيّة النظام القضائي في الكثير من البلدان العربيّة للسلطات الحاكمة؟
تنطرح هذه الإشكاليّة بشكلٍ حادّ اليوم. فها هم القائمون على صحيفة “الموقف” التونسيّة يضربون عن الطعام، بعد مقاضاة شركات الزيوت التونسية للصحيفة ولهم بمبالغٍ طائلة نتيجة نشر خبرٍ عن تقرير لمخبرٍ جزائريّ عن الزيوت التونسيّة؛ هذا مع سحب العدد من الأسواق قبل توزيعه [1]. وها هي صحيفة “المساء” المغربيّة تُقاضى بأكثر من 800 ألف دولار لنشرها اسم قاضٍ حضر احتفالاً في مدينة “قصر الكبير”، نُشِرَت أفلاماً عنه في المواقع الإلكترونيّة، وهاج الشارع المحافظ بعدها في المدينة ليقتصّ بيده من المثليّين الجنسيين [2]. وأخيراً هاهم صحافيّو كردستان العراق يضربون ويثورون ضدّ مشروعٍ قانونٍ جديدٍ للصحافة (في ظلّ الديمقراطية التي ينشرها السيّد جورج والكر بوش) وَصَفهُ “مرصد الحريّات الصحافيّة” في العراق أنّه “يبرز الوجه القبيح لتجربة الإقليم أمام الرأي العام (…) كما يشتمل على الكثير من العقوبات بحق الصحف (غرامات ماليّة باهظة، إيقاف صدور الصحف لمدد طويلة) والصحفيين ويشرّع اعتقال الصحفيين بشكلٍ لم يعُد مقبولاً حتى في بعض دول الجوار” [3[
مع الاختلاف الشديد للمضامين، يتعلّق الأمر، في هذه الحالات الثلاث، بالحدّ من الحريّات الصحافيّة. ولكن الشأن المطروح يذهب أبعد من ذلك. فما هي “حدود” الصحافة في طرحها لقضايا تتعلّق بصحّة المواطنين ونشر تقارير عن إمكانيّة أن تضرّ منتجات بها، في ظلّ تردّي عمل الإدارات الحكومية؟ وهل المشكلة في ما يخصّ “المثليّة” الجنسيّة هي في شعبويّة الصحافة وتخطّيها للحدود، أم هي في أنّ قوانين البلاد التي تجعل من هذه “المثليّة” جرماً قضائياً؟ [4]. وهل المشكلة في العراق هي في عدم وجود تعدديّة حزبيّة أم في آلية هذه التعدديّة نفسها التي تقوم فوق المواطنين والمهنيين؟ وكيف يمكن ضمان التمييز بين الخصوصيّة الشخصيّة (التي يجب احترامها) والشأن العام؟ ومن يحدّث القوانين: السلطة وحدها، أم الحوار المجتمعي والتداول مع الفعاليّات والجمعيّات الأهليّة والصحفيين؟
مشكلة حريّة الصحافة و”حدودها” مشكلة عويصة وشائكة، ولها دلالتها الواضحة عن تطوّر الدولة والمجتمع على حدٍّ سواء؟ ولكن أفضل ما يحدث اليوم في البلدان العربيّة، أن هناك من يحاول “أخذ” هذه الحريّة (فهي لا تُعطى بل تؤخذ، ويدفع الصحفيّون كأشخاص الثمن الغالي من أجل ذلك)، وأنّ الحدود تداس كل يومٍ لتضع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أمام المجتمعات لتحلّها (ليس دائماً بالصيغة الأفضل، ولكن ذلك هو الثمن)
الصحافة تخطيء وتصيب. كما كلّ اللاعبين في المجتمع؟ ولكن لا ترموها بحجر. فمن منكم بلا خطيئة؟ ولا تقتلوها… لأنّها في

أيار/مايو 2022.




هذا الموضوع بحث عليه طويلا … شكرا شكرا شكرا

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

مفاهيم حول العلاقات العامة وخصائصها والوظائف التي تقوم بها


العلاقات العامة هي الجهاز الذي يربط المؤسسة بجمهورها الداخلي والخارجي . وللتقدم التقني في وسائل الاعلام المختلفة ولاسيما فيما يتعلق بالاتصال دور في زيادة فعالية هذا الجهاز . ازداد الطلب في الاونة الاخيرة على تطوير اقسام العلاقات العامة ، وسبب الاقبال على هذا الفرع من فروع الادارة هو الدورالذي يلعبة هذا الجهاز واهميته لكل مؤسسة حيث يقوم بنقل صورة للنشطة والخدمات التي تقدمها للجمهور وحاجة الجمهور للحصول على تلك المعلومات.
هنالك الكثير من التعريف للعلاقات العامة وهذه التعاريف تتطور مع تطور هذه الاداة ومن هذه التعاريف :

• تعريف العلاقات العامة في قاموس اكسفورد(( العلاقات العامة هي الفن القائم على اسس علمية لبحث انسب طرق التعامل الناجحة المتبادلة بين المنظمةوجمهورها الداخلي والخارجي لتحقيق اهدافها مع مراعاة القيم والمعيير الاجتماعية والقوانين والاخلاق العامة بالمجتمع))
• الجمعية الدولية للعلاقات العامة (( هي وظيفة ادارية دائمة ومنظمة تحاول المؤسسة العامة او الخاصة عن طريقها ان تحقق مع من تتعامل او يمكن ان تتعامل معهم التفاهم والتأييد والمشاركة ، وفي سبيل هذه الغاية على المؤسسة ان تستقصي راي الجمهور ازاءها وان تكيف معه بقد الامكان سياستها وتصرفاتها وان تصل عن طريق تطبيقها لبرامج الاعلام الشامل إلى تعاون فعال يؤدي إلى تحقيق جميع المصالح المشتركة ))

نمت العلاقات العامة كمفهوم إداري وعمل مؤسسي سريعا في الخمسين عاما الماضية، وذلك نتيجة حتمية للتطورات الحاصلة في المجتمع الحديث، والقوة المتزايدة للرأي العام، وأصبحت العلاقات بين الأفراد في المنظمة، وبين المنظمة وجمهورها الخارجي أحد أهم مقومات تطور المنظمة ونموها.
ويمكن توضيح أهمية العلاقات العامة مع الجمهور الخارجي من خلال ما تؤديه من تكوين السمعة الطيبة للمنظمة والصورة الذهنية الممتازة عنها لدى مختلف فئات المتعاملين معها. على أساس من الحقائق والمعلومات الصادقة

أقرب تعريف للعلاقات العامة: أنها مهمة عملية تسعى لتنشيط العمليات الاتصالية الإنسانية والعملية بين المنظمة وبين جمهورها الداخلي (الموظفين) والخارجي (الفئات المستهدفة)، من خلال خلق تفاهم متبادل بينهم، بما يزيد من التعاون المشترك، الذي يعمل على إيجاد الثقة المتبادلة لمعرفة الاحتياجات ومواجهة المشكلات واقتراح الحلول بشيء من المكاشفة المنضبطة التي تزيد من فاعلية المنظمة.
فالعلاقات العامة أداة إدارية تساعد على تقييم مواقف الجمهور الداخلي والخارجي للمنظمات، وتساعد على تحقيق التقارب بين سياسات وإجراءات المنظمة وبين اهتمامات جمهورها، كما تساعد على فهم وتعرّف الجمهور لواقع وطبيعة المنظمة وتوجهاتها.

وظائف العلاقات العامة

يكمن الاستخدام الناجح للمنظمات غير الحكومية للعلاقات العامة في أن يكون بطريقة تبادلية الاتجاه وليس بطريقة أحادية الاتجاه، بمعنى أن تبدأ المنظمة بالتعرف على مواقف وآراء الفئات المستهدفة ودراستها، ومن ثم تقوم بالاستجابة لها من خلال تطوير رسائل ومبادرات تعبّر وتستجيب لاهتمامات الفئات المستهدفة.
وتساعد الوظائف التي تؤديها العلاقات العامة العديد من المهام التي تباشرها المنظمات غير الحكومية، وفيما يلي عرض لأهم الوظائف التي تقوم بها العلاقات العامة:

* التوعية العامة:
فالعلاقات العامة تساعد على توعية المجتمع بأهمية القضايا التي تتصدى لها وأهمية الخدمات والبرامج التي تنفذها المنظمة، وحيوية ارتباطها بمصالح المجتمع.

* كسب أعضاء جدد:
فالعلاقات العامة توسّع من اطلاع الأفراد على فلسفة المنظمة ورسالتها وأهدافها، وكذلك تساعدهم على تقييم برامجها وخدماتها الاجتماعية مما يشجع من إقبال المهتمين على الانضمام لها.

* كسب التأييد :
فالعلاقات العامة تساعد على إيصال السياسات والآراء التي تتبناها المنظمة عبر عدّة وسائل وهو ما يؤثر في الرأي العام وبالتالي قد يؤدي إلى تأييده لمواقف المنظمة ودعمها.

* تنمية الموارد المالية :
فالعلاقات العامة تساعد المنظمة على عرض الخدمات والبرامج التي تنفذها، وتساعدها على الوصول إلى الجهات التي من الممكن أن تتبنى مثل هذه الخدمات والبرامج وتمولها.

* واقعية أعمال المنظمة :
تساعد العلاقات العامة المنظمة على استشعار اهتمامات المجتمع وبالتالي تمكنها من الاستجابة لهذه الاهتمامات من خلال تطوير برامج وخدمات تلبيها.

* خلق علاقات طيبة مع الجمهور:
وذلك من خلال استمرار تواصل وتفاعل المنظمة مع الجمهور وتبادل المعلومات معهم في إطار من المصداقية.

خطوات العلاقات العامة :

إذا اتفقنا على أن العلاقات العامة تشكل عملية هامة في تزويد الجمهور بكل الحقائق المتصلة بموضوع ما، وتمكينه من تكوين آراء منطقية سليمة حول المسائل المتفق عليها أو ربما المختلف عليها، فإن أكثر الناس معرفة هم أقدرهم على الوصول إلى آراء واختيارات ذكية تقوم على أساس التفكير العقلي.
من هنا يمكن أن نحدد الخطوات التي يمكن أن تتبعها وحدة العلاقات العامة في أي منظمة لتحقيق أهدافها، وهي:

* البحث والتحري :
وهي أهم الخطوات التي تنبني عليها المقومات الأساسية لنجاح نشاط العلاقات العامة، فالمنظمة بحاجة إلى معرفة آراء المجتمع وردود الفعل عند اتخاذ أي قرار أو تنفيذ أي نشاط، لذا ينبغي الإجابة في نهاية البحث عن سؤال مهم مفاده: ماذا الذي يجري الآن ؟

* التخطيط :
وتشمل تحديد الأهداف القصيرة والطويلة المدى، ورسم البرامج التنفيذية، وغيرها. وهنا ينبغي الإجابة عن: ما الذي يجب القيام به ؟

* التنفيذ:
وهي الخطوة التي تتضمن القيام بتنفيذ البرنامج الموضوع من خلال “التواصل” الذي يسعى إلى تحقيق الهدف الأساسي من البرنامج المعد سواء لتعريف المجتمع بالمعلومات المطلوبة أو لخلق علاقة إنسانية واجتماعية. ويجيب هذا الإجراء عن سؤال: كيف يمكن أن ننفذ الاتصال بأيسر السبل وأقواها تأثيرا ؟ ‍

* القياس والتقويم:
وهنا تسعى الإدارة لمعرفة ما حققه البرنامج، وقياس مدى تأثّر واستفادة الجمهور منه، وفي هذه الخطوة نجيب على السؤال الأساسي : ماذا حققنا من نتائج ؟

* التوثيق:
حيث سيساعد ذلك في تدعيم بنك المعلومات للرجوع إليها عند الحاجة، وهنا نسأل : كيف نوثق هذه التجربة ليسهل الرجوع إليها عند الحاجة ؟

متطلبات تنفيذ عملية الاتصال

* متطلبات عملية :
ـ وضع خطة قريبة وأخرى بعيدة المدى لتحقيق أهداف العلاقات العامة.
ـ تحديد البرنامج، أو الموضوع المراد التطرق إليه، وربما كانت مشكلة وتحتاج إلى حل ( وفق جدول زمني بحسب الخطة ).
ـ جمع المعلومات والحقائق المتعلقة بالبرنامج، ومن ذلك: ما ينشر في وسائل الإعلام، والكتب والدوريات العلمية.
ـ إشعـار كل العاملين بأنهم معنيون أساسا بالموضوع، وإشراكهم في أبعاده.
ـ الرجوع لبنك المعلومات الذي يساعد في التعريف بهذا الموضوع.
ـ التوقيت المناسب للطرح الذي يساعد في اكتمال دائرة الاتصال.
ـ محاولة تقدير الاحتياجات ومتطلبات التنفيذ البشرية والاقتصادية، ويمكن الاستفادة من القطاع الخاص لتمويل الحملة أو المساهمة في تكاليفها.

* متطلبات شخصية :
يجب أن يتصف مسؤول العلاقات العامة بالذكاء وسرعة البديهة، وحسن المعاملة، وحسن المظهر، وإتقان اللغة، ودراسة علم النفس، والقدرة على إعداد الخطابات، وجمع المعلومات وتصنيفها، وفن التعامل مع الآخرين، وغيرها من المهارات الشخصية.
إلى جانب ذلك لابد من دراسة وسائل الاتصال بالجماهير والدعاية والتحرير الصحفي وإقامة المعارض والحملات والاجتماعات والمؤتمرات، وإجراء البحوث العلمية
الى من تهمه المساعدة ارجو اعانتي في بحث بعنوان دراسة جمهور وسائل الاعلام السمعية البصرية



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

رسالة دكتورة في الصحافة نشاة و تطورها

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

تكنولوجيا الاتصال

تكنولوجيا الاتصــال
– في الاعلام –

أ. د. زين عبد الهادي
رئيس قسم المكتبات والمعلومات
كلية الآداب – جامعة حلــوان

القاهـــرة

2022

بيانات التأليف والنشر:

تكنولوجيا الاتصال / إعداد زين عبد الهادي.- القاهرة، 2022.

جميع حقوق الطبع والنشر والاستنساخ بكل الصور التقليدية والإلكترونية محفوظة للناشر، وأى اقتباس من هذا العمل يجب الإشارة إلى بياناته الببليوجرافية كاملة.

تعريف بالمؤلف :
ا.د. زين عبد الهادي
كاتب وروائي مصري
يعمل رئيسا لقسم المكتبات والمعلومات – كلية الأداب – جامعة حلوان ( من 2022 – )
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)

…………………….
قائمة المحتويات

الموضوع رقم الصفحة
مقدمة……………………………………… ……………………….. 3
1 – ماهية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ……………………………. 5
2 – دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. 7
3 – تعريف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات …………………………… 9
4 – تكنولوجيا المعلومات والاتصالات : المكونات ………………………. 9
4-1 الحاسب الآلي……………………………………… ……… 10
4–2 البرمجيات ………………………………………….. ….. 12
4-3 الاتصالات ………………………………………….. …….
15
4–4 الشبكات ………………………………………….. …….. 15
4–5 شبكة الإنترنت ………………………………………….. . 16
5 – التجارة الإلكترونية ………………………………………….. …. 18
6 – نظم المعلومات في المؤسسات…………………………………… .. 18
7 – علاقة الاعلام بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ………………… 20
8 – الاعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات………………………… 20
8-1 استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاعلام……. 20
8-2 كيف تنفذ نظاماً جيداً للمعلوماتية في الاعلام…………………. 25
8-3 التحول إلى الاعلام الإلكتروني……………………………….. 26
9- مستقبل الاعلام في ظل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات……………… 27
خاتمة……………………………………… ……………………….. 28
قائمة ببليوجرافية………………………………… …………………… 29

تكنولوجيا الاتصال

أ. د. زين عبد الهادي
أستاذ علم المعلومات
كلية الآداب – جامعة حلوان

مقدمة :
يعود الاهتمام العالمي بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى عقود ماضية عدة، وعلى الرغم من أن العقد الماضي قد شهد مؤتمران دوليان تحت مسمى الاجتماع العالمي لمجتمع المعلومات information society World summit forعقدا في جنيف 2022 ، وفي تونس 2022 فإنه أيضا في هذا السياق ينتظر للقاهرة أن تستقبل المؤتمر الرابع في 2022.
كما يمكن ملاحظة أن هناك ثمة اهتمام دولي متصاعد ومتسارع بما يسمى بمجتمع المعلومات Information Society ، يعني أنه قد أصبح هناك يقين عالمي بأن هذه التكنولوجيا قد دخلت في جميع مسام الأعمال اليومية للدول والمؤسسات والأفراد، إلى الحد الذي كونت فيه مجتمعاً قائماً بذاته، وأيضا إلى الحد الذي شكلت فيه مجتمعا جديدا قائما بذاته يختلف عن المجتمع الانساني الطبيعي الذى نعيشه، هذا المجتمع مبني من ملايين الحاسبات المنتشرة في جميع أنحاء العالم ومن ملايين الوصلات الشبكية، ويتم فيه ارسال واستقبال عشرات المليارات من الرسائل المعلوماتية.
لا ينظر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليوم على أنها مجرد أداة لتسهيل وتيسير الأعمال المؤسسية والفردية ، بل أصبح ينظر إليها على أنها ضرورة قصوى من أجل اللحاق بكل المتغيرات الآنية في العالم ، هذه المتغيرات التي أصبحت تتشكل على أسسها قرارات الدول والأفراد، وأصبحت هذه التكنولوجيا هي عماد الاقتصاد لبعض الدول، إن لم تكن قد أصبحت تشكل جزءا هاما من اقتصاد كل دول العالم.
أصبح أيضا المكون المعلوماتي من أرقام وبيانات واحصاءات جزءاً لا يتجزأ من الأرضية التي تتخذ عليها القرارات الاستراتيجية وحتى التكتيكية منها ، كما أصبح ينظر إلى التكنولوجيا التي تساعدنا على الوصول إلى هذه المعلومات على أنها واحدة من الوسائل الهامة للوصول إلى الأهداف المجتمعية المتفق عليها عالمياً والمتعلقة بالشفافية وما يترتب عليها من نزاهة وتجرد وصولاً إلى الديمقراطية السليمة.
وعلى ذلك فإن هذا الكتيب يعد أداة لطالب ماقبل التخرج بقسم الاعلام، أداة للتعرف على المفاهيم المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومكوناتها والأدوار التي يمكن لها أن تقوم بها داخل مؤسسات العمل الإعلامي والفوائد التي يمكن أن تعود على هذه المؤسسات من استخدامها وتوظيفها التوظيف الأمثل في جميع عمليات الاعلام، ومايمكن أن تحصل عليه من قيمة مضافة لأعمالها نتيجة هذا الاستخدام الواعي والمدروس.
هذا الدليل على الرغم مما يقدمه من شروحات وعرض للمفاهيم المتعددة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلا أنه لا يعد كاف لوحده للوصول لمفهوم عميق لهذه التكنولوجيا، وإنما يعد مفتاحاً لها، وهذا يستوجب معه الرجوع لدراسات وتقارير وأبحاث أخرى تحمل مضامينا أكثر تفصيلاً عن المفاهيم العلمية الراهنة، المتطورة أو تلك الراسخة معا لعلوم الاتصالات والمعلومات.

1 – ماهية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات :
مر العالم عبر تاريخه بمجموعة من العصور هي التي حددت تطوره ، وتحددت هذه العصور التاريخية بناء على أدوات تخزين واسترجاع المعلومات بشكل أساسي إضافة إلى بقية الأدوات الحضارية التي نقلت المجتمعات من حضارة إلى أخرى، وعلى هذا الأساس ينظر إلى العالم عبر العشرة آلاف السنة الماضية من عمر البشرية على أنه عبر الجسر الموصل إلى عصر المعلومات من خلال ثلاثة عصور سابقة ، هي عصر الصيد والقنص ثم العصر الزراعي ثم العصر الصناعي وصولاً إلى العصر الأخير الذي يطلق عليه الآن عصر المعلومات information age وإن كان بعض المتخصصين يفضلون إطلاق مصطلح عصر المعرفة على السنوات العشر الأخيرة، وإن كان هذا الأمر مازال محل جدال.
إن هذا المصطلح “عصر المعلومات” لايعني فقط اعتماد الإنسان على استخدام الحاسب والوسائل الإلكترونية فى جميع أعماله، وإنما يعني أيضا ازدياد حجم المعلومات التي انتجها البشر خلاله، كما تعني أيضا الاعتماد على المعلومات المتاحة في جميع عمليات التنمية، بجانب حرية تداول المعلومات والبيانات بهدف إنتاج أكبر للمعرفة والمعلومات، فالمعلومات تزيد بالاستخدام ولاتزيد بالحد من حركتها.
الملاحظ في هذا الأمر أن الإنسان كلما ابتعد عن استخدام عضلاته البشرية وتوجه نحو استخدام الآلة كلما كان أكثر تحضراً ، وكلما كانت مساحة تخزين معلوماته ومعارفه أصغر حجماً كلما كانت أكبر قدرة على احتواء أكثر كمية من المعلومات وكلما أيضا ماكان أكثر تحضراً، وعلى ذلك يرى كثير من الخبراء أن استخدام الحاسب الآلي Computer يعد نقطة انطلاق ثورة عصر المعلومات ، وإذا أضيف إلى ذلك استخدام كل أشكال الاتصالات الحديثة من الأقمار الصناعية والألياف الزجاجية الممتدة تحت أسطح البحار والمحيطات، فإن عمليات تخزين المعلومات وتوصيلها من مكان إلى آخر ، يعد أقصى درجات انتصار البشرية – حتى هذه اللحظة – في استخدام أدوات تكنولوجية لتخزين المعلومات واسترجاعها ونقلها بين مكان وآخر ، وتمثل شبكة الإنترنت في شكلها الحالي الشكل الأساسي الحالي لاستقرار عصر المعلومات.
ثمة كثير من الشواهد في العصر الحالي بأن البشرية تمكنت بشكل أو بآخر من القبض أخيراً على خناق أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبأنها تستخدمها في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية. على الرغم من وجود آراء أخرى معارضة لذلك تقول بأننا مازلنا في بداية عصر المعلومات، وبأن اكتشاف الحدود الذي يمكن أن يتقدم إليها البشر مازال مجهولا، أو كما يقول البعض أننا مازلنا في مهد عصر المعلومات.
إن ما انتجته البشرية – على سبيل المثال – من معلومات خلال عامي 2022 و 2022 يوازي كل ما انتجته البشرية من معلومات منذ بداية التاريخ وحتى بداية القرن الواحد والعشرين ، وفي مجال الكيمياء وحده وصلت عدد البحوث والدراسات التي سجلتها واحدة من أشهر أدوات حصر المعلومات في العالم * إلى 30 مليون دراسة عام 2022 ، هذه الأرقام تقف دلالاتها عند حدود ردود أفعال دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تقدم البحث العلمي.
أصبح بإمكان كل باحث لديه حاسب آلي ويمكنه الاتصال بشبكة الانترنت من أن يضع على جهازه عشرات بل مئات الأبحاث بلغات متعددة ، ومما مكنه في ذات الوقت من تقليل زمن إعداد أبحاثه التي كانت تستغرق سنوات منذ عشر أو عشرين عاماً إلى بضعة أسابيع الآن ، وكذلك مكنه استخدام شبكة الإنترنت من الاتصال بالعديد من العلماء والخبراء عبر العالم في مجال تخصصه، ومن استشارة أدوات البحث بجميع أنواعها على شبكة الإنترنت في الحصول على ما يريده من معلومات عن أي شيء على ظهر الأرض.
لقد مر اختراع الحاسب الآلي بالعديد من الصعوبات ، ومرت البرامج التي يمكن استخدامها من خلاله بالعديد من التطورات ، كذلك مرت أساليب تخزين واسترجاع المعلومات بكثير من التجارب حتى تستقر على أوضاعها الحالية ، وجرت مئات الآلاف من التجارب على أشكال الاتصال بين الحواسيب ، حتى أن شبكة الإنترنت نفسها مازالت في طور التجارب ، وعلى الرغم من كل ذلك فقد قدمت هذه المجموعة من التكنولوجيا – غير المستقرة حتى الآن – العديد من الخدمات البشرية ككل ، وهي في مجال الاعلام قد أثبتت جدواها في المؤسسات الصحفية وشبك التليفزيون والاذاعه. تأكيداً على كل ما سبق ، فإنه يمكن لنا التعرف على المفاهيم المتعلقة بمكونات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، حتى يمكننا الانتقال إلى أدوارها وفوائدها للعمل الإعلامي.

2 – دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية :
من أجل تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مناحي الحياة ، لابد أن نقتنع أولاً بأهميتها وبالدور الذي يمكن أن تلعبه في خلق مجتمع الرفاه ، وثانياً بما يمكن أن تقدمه من قدرة على تغيير مستوى المعيشة ومستوى التفكير وصولاً بأفراد المجتمع إلى درجات ابداعية عالية ، ويعرض الشكل التالي العلاقة بين التكنولوجيا والتنمية البشرية.

(شكل) العلاقات بين التكنولوجيا والتنمية البشرية. (1)
لا شك أن تقارير الأمم المتحدة المختلفة قد أشارت إلى أهمية استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، وليس هناك من شك الآن في الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في مجال البرلمانات كجزء من التنمية السياسية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات، هذا الدور الذي يعد من أوائل اهتمامات المجتمع العالمي.
تعزز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قدرات الاعلام ، إضافة إلى أنها توفر العديد من الوسائل لتعظيم انتاجيته كجهاز يمثل الرأي العام، كما توفر الأدوات المساعدة على قياس أدائه ، ناهيك عن تسجيل اللقاءات بين الكتاب والصحافيين، وتوفير قدر عال من المرونة في الاتصالات الداخلية ، وامكانية متابعة وملاحقة الأماكن التي تمثل عنق زجاجة بالنسبة لأعمال مؤسسات الاعلام، وبالتالي حل مشكلاتها والقضاء عليها، إضافة إلى كل ذلك معالجة نواحي القصور التي يمكن أن تظهر في عمل المؤسسات الاعلامية، وتوفيروقت العاملين لأداء أعمال أكثر إبداعية بدلاً من قيامهم بأعمال تكرارية يمكن للحاسب القيام بها بسهولة، إضافة إلى توفير الفرصة أمام تلقي مقترحاتالقراء وشكاواهم والبحث عن حلول وتوصيل أصوات أصحابه لمتخذ القرار، إن هذا الشكل من العمل يوفر شفافية مطلقة أمام أصحاب المصالح اختلفة داخل المجتمع :
يجب تطويع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تقديم حلول مبتكرة لمشكلات دول العالم الثالث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وليس الاعتماد فقط على تلك الحلول التي خرجت بها دول العالم المتقدم لمشكلاتها، إن العمل بمثل هذا المبدأ سوف يوفر على دول العالم الثالث الكثير في سبيل إعادة التفكير في الطرق التي يمكن بها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لحل تلك المشكلات المزمنة التي تواجهها هذه الدول.
وعلى ذلك فإن التفكير الابتكاري لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا للدول الناشئة يجب أن يكون مختلفاً على وجه كبير مما قدمته في دول العالم المتقدم. هناك علاقة ايجابية عالية بين التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبين تكنولوجيا المعلومات.
لقد ساهمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في رفع مستوى المعيشة في دول العالم المتقدم وفي توفير المعلومات الداعمة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية نحو مجتمع أكثر رخاء، إضافة إلى أنها خلقت ملايين من فرص العمل، ودعمت اقتصاد الدول، ومكنت من تقديم نوع من التعليم أكثر إيجابية، كما ساعدت على حل مشكلات صحية مجتمعية من خلال وسائل الاتصال، ومكنت من المساعدة على الحد من الفقر في بعض دول العالم النامي، في ذات الوقت الذي تمثل فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عصباً رئيسياً في اقتصاد الدول المتقدمة.

3 – تعريف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات :
مصطلح تكنولوجيا هو مصطلح مكون من شقين الشق الأول يعني تكنو ومعناه المهارة الفنية، ولوجي معناه العلم، وعنى ذلك أن مصطلح تكنولوجيا يعني تكنولوجيا المهارة الفنية.
أما مصطلح اتصال فيعني الوسيلة أو الأداة أو الطريقة التي يتم عبرها نقل المعرفة والأفكار من شخص إلى آخر أومن جهة إلى أخرى بقصد التفاعل والتأثير المعرفي أو الوجداني في هذا الشخص أو هذه الجهة أو إعلامه بشيء أو تبادل الخبرات والأفكار معه أو إقناعه بأمر ما أو الترفيه عنه . مثل اللقاء والورشة العلمية والمحاضرة أو الندوة أو المؤتمر العلمي وغير ذلك .
يمكن القول بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي مجموعة الأدوات والأجهزة التي توفر عملية تخزين المعلومات ومعالجتها ومن ثم استرجاعها ، وكذلك توصيلها بعد ذلك عبر أجهزة الاتصالات المختلفة إلى أي مكان في العالم ، أو استقبالها من أي مكان في العالم.
أهداف الاتصال :
يهدف الاتصال إلى تحقيق نوعين من الأهداف هما : الهدف العام ، والهدف الخاص.
الهدف العام للاتصال : عادة ما تسعى الشعوب إلى الاتصال بتراثها ؛ أي الاتصال بما خلّفه الآباء والأجداد من معارف وخبرات وتجارب وقيم ، كما تسعى إلى الاتصال بما خلّفته الشعوب الأخرى . وهذا النوع من الاتصال يساهم في إغناء تجارب الأبناء، وقد يكون في نموذج اللغة الهيروغليفية ومعرفة حروفها ماأفادنا في التعرف على التاريخ الفرعوني كله، إنه هنا الاتصال التاريخي كما يطرحه هذا النموذج، ومعنى ذلك أنه لايمكن أن يحدث اتصال مباشر بين كائنات مختلفة، وإذا حدث فإنه يكون اتصالا رمزيا، بينما إذا أراد صحفي مثلا أن يتحدث إلى متخصص في التنمية البشرية فيجب أن يكون واعيا بمصطلحات ومفردات وقضايا التنيمة البشرية.
الهدف الخاص للاتصال : وهذا الهدف يتوزع بحسب المرسِل أو المستقبِل :
وجهة نظر المرِسل : يهدف المرسِل إلى التأثير في المستقبِل أو إعلامه بالأخبار أو إقناعه بالأفكار أو نقل الأفكار إليه أو تعليمه . مثل : سعي المدرس لنقل المعرفة إلى طلابه ، وسعي الخطيب إلى التأثير العاطفي والوجداني في عامة الحضور وسعي طالب الوظيفة فـي إبراز قدراته ومهاراته الذاتية والعلمية في لجنة المقابلة ، وغير ذلك .
وجهة نظر المستقبِل : يهدف المستقبِل من تلقي رسالة المرسِل إلى فهم الأفكار ومعرفة الأخبار الأخبار وتعلّم مهرات جديدة وفهم ما يحيط به من أحداث ومشكلات والحصول على معارف تنمّي شخصيته وتهينه على حل مشكلات حياته الراهنة والمستقبلية .
أركان الاتصال الأربعة:
 المرسِل
 المستقبِل
 الرسالة
 قناة الاتصال
أولاً- : المرسِل : هو الطرف الأول في عملية الاتصال لأنه المسؤول عن اختيار شكل الرسالة وطبيعتها ومضمونها وطريقة إيصالها .
1- : المهارات العامة للمرسِل :
– العلم الجيد بالموضوع الذي يريد إرساله .
– الذكاء الوظيفي
– وضوح الهدف
– القدرة على التعبير
– القدرة على تحصيل المعرفة
– القدرة على إدراك فحوى الكلام
– القدرة على اختيار قناة الاتصال وتوظيفها
– القدرة على التقويم
– 2- : المهارات الخاصة للمرسِل :
– – مهارة التحدّث
– – مهارة الكتابة
– – مهارة القراءة السليمة
– – مهارة الإصغاء الإيجابي
– 3- : أنواع المرسِل :
– – المرسل المبدع
– – المرسل الدقيق
– – المرسِل العادي
– – المرسِل المشوّش
– ثانياً – : المستقبِل : هو الطرف الذي يتلقّى رسالة المرسِل ويفهمها ويتفاعل معها ويبدي رأيه فيها .
– يحتاج المستقبِل إلى نوعين من المهارات لكي يكون مؤهّلاً لاستقبال رسالة المرسِل والتفاعل معها .
– أ- المهارات العامة للمستقبِل : وهي :
– 1- : المهاراة اللغوية
– 2- : المهارة العقلية
– 3- : المهارة النقدية
– 4- : المهارة الأخلاقية
– ب- المهارات الخاصة للمستقبِل : وهي :
– 1- : مهارة فهم الرسالة واستيعاب مضمونها ودلالاتها والتفاعل معها
– 2- : مهارة الارتباط الدلالي المتبادل
– 3- : مهارة إبداء الرأي في قضايا المجتمع والوطن والأمة
– 4- : مهارة اكتساب الخبرات وتعديل أنماط السلوك
– ثالثاً – : الرسالة : هي المحتوى الذي يريد المرسِل أن يوصلَه إلى المستقبِل .
– 1- شكل الرسالة : هو الصورة التي تحملها الرسالة .
– والشكل في الرسالة خمسة أنواع ، هي :
– الشكل اللغوي : النصوص المكتوبة والشفوية ، الكتب ، الصحف الإعلانات .
– الشكل اللوني : اللوحات – الوشائل التعليمية ، الإيضاحية – الأطالس الجغرافية – الرسوم المصاحبة للمواد المكتوبة في المعاجم والمجلات .
– الشكل الضوئي : إشارات المرور .
– الشكل الرقمي : الجدوال – البيانات الإحصاءات – حسابات البنوك ، والمؤسسات .
– الشكل الصوتي : الإذاعة ، مكبرات الصوت ، المؤثرات الصوتية المصاحبة للأشرطة السينمائية والتلفازية والمسلسلات .
– 2- : مضمون الرسالة : هو المحتوى المراد إيصاله إلى المستقبِل في شكل من أشكاله السابقة .
– وأنواع المضمون كثيرة تشمل كافة جوانب الحياة الفكرية ، والوجدانية ، والعلوم الإنسانية : كالفن والحقوق والسياسة والتاريخ والجغرافية والتربية ، والعلوم التطبيقية كالطب والفبزياء ، وغير ذلك .
– 3- : طبيعة الرسالة : تُقسم الرسالة بحسب طبيعتها إلى ستة أنواع ، هي :
– أ- الرسالة الحيادية : هي الرسالة الوصفية التي تعرض الشيء كما هو في الواقع جون أن تقرنه برأي كاتبه أو مقدّمه ودون أن تضمنه أية مشاعر أو أحاسيس . مثل الأفلام الوثائقية .
– ب- : الرسالة الانتقادية : هي الرسالة التي تحرص على بيان الصواب والخطأ في الموضوع.
– ج- : الرسالة الترسيخية : هيالرسالة التي تجعل هدفها ترسيخ ماهو قائم وتبتعد عن التشكيك فيه .
– د- : الرسالة الوعظية : هي الرسالة التي تسعى إلى توير الناس وتعليمهم وتربيتهم من خلال بيان الخطأ الصواب والنافع والضار في القضايا الدينية والاجتماعية .
– هـ- : الرسالة الخبرية : هي الرسالة التي تهدف إلى إيصال خبر منالأخبار إلى المستقبل سواء أكان هذا الخبر ساراً أم محزناً .
– و- : الرسالة التحليلية : هي الرسالة التي تفتت النص إلى جزئياته لتتمكن من وعي مكوناته ومن إدراك العلاقة بينها ومن معرفة أسبابها ونتائجها .
– 4- : قناة الاتصال :
– هي القناة التي تتكفل بنقل الرسالة إلى المستقبل . فقد تكون هذه القناة اللغة البشرية المنطوقة كالتلفاز والإذاعة والخطابة والمؤتمر ، ووقد تكون اللغة البشرية المكتوبة في الكتب والمجلات والإعلانات وقد في الخط ( الخرائط واللوحات ) أو الضوء والصوت .
– 1- : المستويات اللغوية الوظيفية لقناة الاتصال :
– أ – : المستوى التذوقي الجمالي : يستخدم هذا المستوى النصوص الأدبية التي تسعى إى إقناع الآخرين وإمتاعهم من خلال التأثير الوجداني في نفوسهم . ويحتاج هذا المستوى إلى اللغة الفصحى كالقصص والروايات والمسرحيات والشعر . وأحياناً يميل هذا المستوى إلى إلى الجانب الشفوي فيقدم منطوقاً كالشعر النبطي . والمسلسلات …
– ب- : المستوى العلمي النظري . يُستخدم هذا المستوى في النصوص العلمية التي تسعى إلى تقديم معرفة أو ترسيخ مهارة تخص علماً من العلوم الإنسانية والتطبيقية والهندسية والطبية .
– ج- : المستوى الاجتماعي الوظيفي : يُستخدم هذا المستوى في قضايا الاتصال الاجتماعي الوظيفي اليومية كالبيع والشراء والعلاقات الاجتماعية العمة والخاصة . وتلجأ قناة الاتصال فيه إلى العامية .
– 2- : الضوابط اللغوية لقناة الاتصال : من أجل التأثير في المستقبِل لابد من الالتزام بثلاثة ضوابط لقناة الاتصال هي :
– أ- : قدرتها على إيصال المحتوى . فكثيراً من النصوص ذات المحتوى العلمي تمتلك لغة ركيكة فتفقد القدرة على التأثير في المستقبِل .
– ب- : تيسيرها وتقديمها بشكل مرتّب ومنظّم ، مثل اختلاف طرق إيصال المعلومة لدى أساتذة الجامعات .
– ج- : مراعاتها للمستوى العقلي للمستقبِل ، مثل مخاطبة من هم أدنى منا علماً.
بناء على هذا المفهوم الواسع والبسيط يمكن لنا تحديد مكونات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ومن ثم أهم استخداماتها.
4 – تكنولوجيا المعلومات والاتصالات : المكونات :
يمكن لنا ببساطة الإشارة إلى أن أي جهاز حاسب مرتبط بشبكة الانترنت يمكن أن يمثل مجموعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ولكن الأمر دائماً ليس بهذه البساطة.
إن استخدام أي عنصر أو أداة متعلقة بتكنولوجيا المعلومات في أي مجال أو صناعة يمثل في حد ذاته مظهراً من مظاهر تكنولوجيا المعلومات ، ولكن العمود الفقري في تكنولوجيا المعلومات هي أجهزة الحاسب.

4-1 الحاسب الآلي Personal Computer (PC’s)
الحاسب الآلي أو الكمبيوتر أو الحاسوب كلها مسميات لهذه الآلة التي تتكون من مجموعة من الأجزاء هي :
أ – المعالج Processor : وهي الأداة التي يمكن أن تقوم بمعالجة المعلومات والبيانات التي يمكن ادخالها في الحاسب.
ب – أداة التخزين Storage Media : وهي تمثل القرص الصلب الذي يتم تخزين المعلومات عليه بهدف حفظها أو استرجاعها أو معالجتها في وقت لاحق.
ج – أدوات ادخال واستخراج البيانات Input / Output tools : وهي تنمثل في تلك الحالة لوحة المفاتيح Key Board والفأرة Mouse والماسحة الضوئية Scanner وكلها أدوات لادخال البيانات وتخزينها على القرص الصلب للحاسب أو أي أداة تخزين خارجية كالأقراص الممغنطة والأقراص الضوئية وغيرها.
أما أدوات الإخراج والعرض فهي تمثل شاشة الحاسب Monitor التي يتم عرض المعلومات عليها ، وكذلك الطابعة Printer التي يتم استخراج المعلومات في شكل مطبوع عليها، وكذلك تمثل الأقراص الممغنطة والضوئية أدوات لإخراج المعلومات والبيانات عليها والرجوع إليها عند الضرورة.
ويمثل الشكل التالي طريقة ادخال البيانات واسترجاعها عبر الحاسب الآلي.

أدوات إدخال البيانات معالجة البيانات إخراج البيانات وعرضها
الفأرة
لوحة المفاتيح
الماسحة الضوئية
الأقراص الصلبة
الأقراص المرنة الممغنطة
الأقراص الضوئية

المعالج شاشة الحاسب
الطابعة
الأقراص الصلبة
الأقراص المرنة الممغنطة
الأقراص الضوئية
)شكل( يوضح أجزاء الحاسب الآلي

تمثل هذه المجموعة من المكونات أبسط أشكال مكونات الحاسب الآلي ، ويمكن القول بأن هذه الأجهزة تطورت بشكل درامي منذ منتصف الثمانينيات حتى الآن ، وعلى الأخص في الأجزاء المتعلقة بسرعة المعالج الذي يتحكم في القدرة على معالجة البيانات والمعلومات ، وأيضاً في القدرة على التخزين حيث ظهرت الحاسبات الأولى بدون أجهزة داخلية لحفظ المعلومات كالأقراص الصلبة Hard Disks وإنما بأقراص مرنة فقط يتم تشغيل الحاسب بها ومن ثم تخزين المعلومات عليها وكانت كمية البيانات والمعلومات التي يمكن تخزينها عليها متواضعة للغاية ويمكن تشبيه قدرات الحاسبات وتطورها خلال العشرين عاماً الماضية بأنه الفرق بين عربة تجرها أحصنة تسير بسرعة خمسة كيلو مترات في الساعة وبين صواريخ (ساتيرن) الحاملة لسفن الفضاء التي تسير بسرعة توازي ثلاثة وعشرين ضعفا ونصف بسرعة الصوت ، وهو ما يعني إجمالاً تطوراً هائلاً في قدرة الحاسبات سواء على التخزين أو المعالجة أو سرعة البحث عن المعلومات.
لايتعلق الأمر فقط بهذه التطورات المتعلقة بجهاز الحاسب أو بإمكاناته، وإنما أيضا بالأجهزة الملحقة عليه كالماسحات الضوئية وقدراتها على تصوير الصفحات بألوان مختلفة، أو بالطابعات وسرعاتها الهائلة فى الطباعة، كذلك ارتفاع قدرات التخزين فى الأقراص الضوئية Cd’s حتى أن القرص الواحد ممكن أن يحتوى على معلومات تبلغ نصف مليون صفحة مقاس A4.
امتد الأمر إلى ظهور أجهزة الحاسبات الخادمة Servers والتي تبلغ سرعة معالجتها أضعاف سرعة معالجات الحاسبات الشخصية، وكذلك القدرة الهائلة على تخزين البيانات ومعالجتها.
ولم يتوقف الأمر على ذلك بل تعداه إلى مستوى الحماية التي يمكن أن تكفلها أجهزة وبرامج التأمين من الدخول غير المشروع على الحاسبات سواء من قراصنة أو متسللين عبر شبكات الحاسب إليها، وكذلك برمجيات اكتشاف الفيروسات، وتطورت أساليب التوقيع الإلكتروني حتى يمكن إجراء معاملات متعلقة بالتجارة الإلكترونية أو تسهيل استخدام الحاسبات في أعمال المؤسسات والمنظمات الحكومية أو تلك العاملة فى القطاع الخاص.

4 – 2 البرمجيات :
لم يكن من الممكن استخدام الحاسب الآلي وبالتالي معالجة المعلومات دون أن تتطور صناعة البرمجيات نفسها.
تمثل البرمجيات عقل الحاسبات ، فالأجهزة والمكونات التي أشرنا إليها لا يمكن أن تعمل وحدها، وإنما لابد لها من برامج ونظم يتم تثبيتها على الحاسبات حتى يمكن تشغيل الحاسبات، فالحاسبات تعمل من خلال نظم تشغيل Operating Systems ولا يمكن بدون هذه النظم تشغيل الحاسبات أو استخدام أي من التطبيقات الشائعة كبرامج اعداد النصوص أو الجداول أو الرسم أو الصوت أو الصورة المتحركة فبدون هذه البرامج لم يكن من السهل التعامل مع الحاسب أو استخدامه بشكل أفضل ، ويمكن الإشارة إلى هذه البرامج فيما يلي :

أ – معالجات النصوص : Word Processing
لا يمكنك كتابة رسالة أو خطاب أو تقرير أو مذكرة أو إعداد دراسة أو مشروع قانون دون أن تملك القدرة على التعامل مع واحد من أهم تطبيقات الحاسب ألا وهي معالجات النصوص ، فهي التي تمكنك من عمل ذلك إضافة إلى التحكم في أنواع الخطوط وأشكالها وحجم الصفحة وعدد السطور بها إلى آخر تلك العمليات الضرورية لإخراج مستند مقروء، وبحيث يمكنك فى نهاية المطاف أيضا من حفظ المستند أو طباعته أو إرساله بالبريد الإلكتروني إلى من تريد.

ب – معالجات الجداول : Spread Sheets
كم من مرة توقفنا لإعداد جدول إحصائي بعدد العاملين في الأمانة أو عدد الحضور أو نسبة التصويت على قرار أو متوسط الغياب لموظف كل هذه العمليات الإحصائية التي تتم في شكل جداول غالباً تتم عبر ما يعرف ببرامج اللوحات الجدولية Spread Sheets وهناك الكثير من البرمجيات المتقدمة التي تقوم بعمليات أكثر تعقيداً كإعطاء رسوم بيانية لهذه الجداول، أو استخراج متوسطات حسابية أو معاملات انحدار وارتباط … إلى آخر هذه العمليات.

ج – برامج الرسم والملتميديا : Graphics and Multimedia
لا يمكن تسجيل الصوت والصورة الثابتة أو المتحركة أو القيام بالرسم واستخدام الألوان دون أن تكون البرامج الداعمة لمثل هذه البرمجيات موجودة على الحاسب، ووتوافر الكثير من التطبيقات سواء تلك التي يتم تثبيتها عبر نظام التشغيل أو تطبيقات يمكن الحصول عليها مجانا عبر الإنترنت، أو تطبيقات يمكنك شراؤها، ومن المفهوم أنه كلما ارتفعت إمكانات وخدمات التطبيق كلما ارتفع سعره.

د – قواعد البيانات : Databases
وهي البرمجيات التي يمكن استخدامها لوضع كمية ضخمة من البيانات على هيئة تسجيلات مثل بيانات كل موظف في الأمانة أو بيانات الأعضاء ومن ثم استرجاعها عند الضرورة ، ولا تكاد توجد مؤسسة في العالم حاليا لا تعمل الآن باستخدام هذه القواعد والتي تتوافر معها وسائل لاسترجاع المعلومات والبيانات التي تم ادخالها مسبقاً وكذلك ضمان تعديلها أو حذفها أو الإضافة إليها عند اللزوم، وهناك عدة أنواع من قواعد البيانات مثل قواعد البييانات النصية وقواعد بيانات الصور وقواعد البيانات الببليوجرافية وقواعد البيانات الإحصائية وقواعد البيانات الكيميائية وغيرها الكثير.

هـ – برمجيات الذكاء الاصطناعي :
وهي برمجيات توفر على الإنسان الكثير من الوقت وتقوم بأعمال أقرب إلى أعمال البشر ولعل من أهمها مثلاً برمجيات الترجمة ، وهي التي تقوم بالترجمة من لغة إلى أخرى، أو برمجيات تحويل الخطب المقروءة إلى نصوص ، وهى برمجيات تمتلك خاصية التعرف على الصوت Speech Recognition أو تلك التي تقوم باختزان خبرات بشرية في مجالات معينة كالطب والزراعة واسترجاعها عند الضرورة وتسمى تلك الأخيرة بالنظم الخبيرةExpert Systems وهذا النوع من النظم متقدم للغاية في الدول المتقدمة، كذلك هناك نظم التعرف الضوئى على الحروف، أى تحويل الكتابات على الورق من شكلها كصورة إلى نصوص مع إمكانية تعديلها وتسمى Optical Character Recognition ، وهناك أيضا حقل فى غاية الأهمية هو حقل الروبوط أو الإنسان الآلى.
كل هذه التطبيقات وغيرها يمكن استخدامها فى المؤسسة البرلمانية مثل تحويل خطب الأعضاء من الشكل الصوتي إلى شكل الحروف والجمل باستخدام خاصية التعرف على الصوت.

4-3 الاتصالات :
واكب تطور الحاسب الآلي وقدراته تطور القدرات الاتصالية من بلد لآخر ومن قارة لأخرى على الأرض ، وإذا كان الهنود الحمر – عند اكتشافهم – كانوا يتصلون عبر رسائل الدخان حيث يتم ارسال اشارات دخانية كل اشارة لها رمز معين ، وفي أفريقيا كانوا يتصلون عبر الطبول وأصواتها وكان لصوت الطبلة أيضا رمز خاص ، وفي العصور المتقدمة استخدم الحمام الزاجل لنقل الرسائل، وفي العصر الصناعي استخدمت السيارات والبواخر والقطارات والطائرات واشارات مورس، أما في عصر المعلومات أصبح الاتصال ونقل المعلومات بين الحاسبات وأجهزة التليفون المحمول يتم عبر الأقمار الصناعية بأسرع من لمح البصر ، وهو ما يعني سرعة وسهولة انتقال المعلومات وهو ما وفر ميزات اقتصادية للدول المتقدمة عن دول العالم النامي الذي مازالت بنيته الأساسية المتعلقة بالاتصالات أقل من المستوى المأمول.
لقد ظهرت شبكة الإنترنت التي جمعت بين سهولة الاتصال وبين تطور أجهزة الحاسبات والبرمجيات بشكل كبير حتى أصبح يطلق على العالم اسم القرية الصغيرة.

4 – 4 الشبكات : Networks
بهدف الاتصال بين الحاسبات وبعضها البعض بدأ الأمر بمحاولة توصيل جهاز حاسب بآخر ولما نجحت التجارب ، بدأ العلم يتجه نحو وصل عدة أجهزة حاسب بمجموعة أجهزة حاسب ثم القراءة من حاسبات عن بعد ، أو جعلها تنفذ عمليات عن بعد، ومن هنا بدأ يتطور مفهوم الشبكات ، والشبكات نوعان :

أ – الشبكات المحلية : Local Networks
وهي الشبكات التي تربط بين مجموعة من الأجهزة في طابق في بناية أو بين عدة حاسبات في بنايات متجاورة أو على نطاق أوسع في منطقة محددة.، وقد تكون هذه الحاسبات مرتبطة عبر أسلاك أو عبر موجات قصيرة تسمى Wi-Fi

ب – الشبكات العريضة : Wide area Networks
وهي الشبكات التي تربط بين الحاسبات من دولة لأخرى أو من قارة إلى أخرى أو بين مختلف المناطق في العالم.
والحقيقة أن ذلك يتم الآن بمنتهى السهولة عبر أسلاك الهاتف وعبر الأقمار الصناعية ، وعبر تجمعات عنقودية لبعض أجهزة الحاسب المتقدمة التي يطلق عليها الأجهزة الخادمة Servers وهي التي تمثل مخزناً إلكترونياً لكم ضخم من البيانات والمعلومات يطلع عليها عدد كبير من المؤسسات والبشر في أماكن متعددة من العالم.

4 – 5 شبكة الإنترنت :
مع تطور البرمجيات والشبكات ظهرت شبكة الإنترنت في نهاية الستينيات من القرن الماضي تمثل مطلباً عسكرياً في البداية للمؤسسة العسكرية الأمريكية ، إذ أنه إبان الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا ظهر تساؤل في البنتاجون فحواه ماذا يحدث إذا أطلق الاتحاد السوفيتي صواريخه على أمريكا فانقطعت الاتصالات داخلها ، فكيف يمكن تحريك الوحدات العسكرية الأمريكية في حال انقطاع خطوط الاتصال وبعد عدة سنوات من العمل ظهرت شبكة الإنترنت كإجابة على هذا السؤال ثم انقسمت الشبكة بين المجتمع العسكري الأمريكي والمجتمع العلمي هناك ليتولى الجزء المدني منها مجموعة من الجامعات وأخذت في التطور حتى ظهرت شبكة الإنترنت للعالم أجمع، وانتشرت عقب ظهور تقنية النص الفائق Hypertext وهي الثورة الحقيقية في عالم الإنترنت إذ مكنت هذه التقنية العالم من الاتصال بسهولة عبر الإنترنت وتبادل المعلومات وانشاء المواقع.
وتقنية النص الفائق تعني ببساطة امكانية التنقل بين النصوص بشكل عشوائي وهذا التنقل يتم أيضاً بين المواقع وعلى سبيل المثال فإنك لو كنت تقرأ مجموعة من المعلومات عن البرلمان الإنجليزي وأثناء القراءة توقفت عند كلمة (الملكة إليزابيث) وإذا أردت معلومات إضافية عن الملكة إليزابيث فإنك بالنقر عليها ستنتقل لصفحة أخرى تضم السيرة الذاتية لها وأثناء قراءتك لسيرتها الذاتية وجدت أنها زارت مملكة البحرين وأردت معلومات إضافية عن البحرين فإنك بالنقر على كلمة (البحرين) ستنتقل للموقع الخاص بحكومة المملكة لتحصل على بغيتك هناك ، وهكذا يمكنك التجول في شبكة الإنترنت كلها من موقع لآخر دون أن تكمل قراءتك لموقع بأكمله ، وجدير بالذكر أن الكلمات التي تقوم بالنقر عليها عادة ما تكون بلون مخالف للون بقية النص وقد تعود غالبية معدى هذه الصفحات وضعها بلون أزرق كما أنك تجد رأس الفأرة المثلث على الشاشة يتحول إلى شكل يد مما يعني أنك تقف على نص فائق وليس نص عادي ، وهذا الحال يمكنك أن تجده مع الصور وكذلك مع التسجيلات الصوتية إذا كانت متاحة، كذلك من المهم الإشارة إلى أن النص العادي يسمى النص التتابعي Sequential Text أي أنك تقرأه بانتظام من صفحة للصفحة التالية، بينما النص على الإنترنت يسمى بالنص العشوائي Random Text حيث يمكنك القفز بين صفحات عدة في عدد من الموقع ولست ملزما بالقراءة التتابعية.

وتقدم لنا شبكة الإنترنت خدمات متعددة منها :
أ – خدمة التجول بين المواقع :World Wide Web Browsing
حيث باستخدام خاصية النص الفائق Hypertext يمكنك التجول بين المواقع باللغات المختلفة في كل دول العالم، وإحدى أجزاء شبكة الإنترنت مايعرف بالشبكة العنكبوتية العالمية، وهى المواقع المبنية باستخدام خواص النص الفائق، وهناك بعض البرمجيات التي يمكن عن طريقها بناء المواقع على شبكة الإنترنت مثل HTML أو باستخدام بعض التطبيقات التجارية الجاهزة، وهناك العديد من هذه التطبيقات أيضا متاح مجانا على شبكة الإنترنت.

ب – خدمات البريد الإلكتروني :E-Mail
حيث يمكنك إنشاء عنوان بريد إلكتروني لكي تستقبل عليه كل البريد الذي يأتي إليك، كما يوفر لك صندوق بريد الكتروني ترسل منه خطاباتك إلى الآخرين عبر الإنترنت.

ج – خدمات المنتديات والدردشة :Chatting
حيث يمكنك الاشتراك في المنتديات الإلكترونية المتاحة عبر الإنترنت والتي قد تتوافق موضوعاتها مع اهتماماتك وهناك العشرات من المواقع الخاصة بهذه المنتديات خاصة في مجال البرلمانات على شبكة الإنترنت.

د – خدمات البحث : Search Tools services
حيث يمكنك البحث عن أي موضوع تريده باستخدام واحد من أدوات البحث على الشبكة مثل محركات البحث التي تمكنك من البحث في موضوع محدد لا تعرف مسبقاً أين هي المواقع التي تريد التجول فيها ، أو أدلة البحث والتي توفر قوائم بموضوعات تجد بكل موضوع عشرات من المواقع التي تغطي محتوياته ، وهناك أدوات البحث الذكية التي تحفظ أبحاثك السابقة وتضيف إليها عند ظهور جديد.

هـ-خدمات تحميل الملفات:File Transfer Protocol (FTP)
وهى واحدة من أهم خدمات شبكة الإنترنت ونعني بها إمكانية نقل وتحميل الملفات عن بعد سواء تم إرسالها عبر البريد الإلكتروني أو تم تحميلها من موقع محدد على الإنترنت

5 – التجارة الإلكترونية :
حيث يمكنك القيام بعمليات شراء الكتب والدوريات والأجهزة والملابس وغيرها عبر الإنترنت وباستخدام بطاقة الائتمان خاصتك Credit Cards وعادة ما تكون هذه المواقع مؤمنة من الدخول غير المشروع عليها.
وتوفر الإنترنت خدمات أخرى كالأدلة والقواميس والموسوعات والمكتبات الرقمية وغيرها العشرات.
6 – نظم المعلومات في المؤسسات :
تعمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال منظومات محددة بهدف تنسيق العمل التشغيلي والإداري والمؤسسي في جميع المؤسسات في العالم ولا يقتصر هذا الأمر على البرلمانات فقط وينظر إلى نظم المعلومات بأنواعها المختلفة وفقاً للشكل الهرمي التالي :

نظم معلومات
دعم اتخاذ القرار

نظم المعلومات
التنفيذية

نظم المعلومات الإدارية

نظم المعلومات التشغيلية

(شكل) أنواع نظم المعلومات
وتمثل نظم المعلومات التشغيلية قاعدة الهرم لأنها تمثل أدنى مستوى من المعلومات والذي يطلق عليه عادة اسم (البيانات Data) مثل الحضور والانصراف والغياب ، تليها في الدرجة نظم المعلومات الإدارية والتي تمثل مختلف التطبيقات التي يعمل عليها الموظفون في الإدارات المختلفة كنظام المضابط واللجان ونظم معلومات الموارد البشرية والمالية وغالبا مايقع على عاتق رؤساء الوحدات مراقبة انتظامها، ثم يليها نظم المعلومات التنفيذية والتي تعرض أداء الوحدات والإدارات كل على حدة وبالتالي تنتظر من المدير أو المسئول غالباً تمريرها أو إعادتها لأمر ما ، ثم معلومات كلية لأداء البرلمان ونواحي القصور وارتفاع الأداء والمشكلات التي تواجه البرلمان ككل وتنتظر من الرئيس أو الأمين العام قراراً مبنياً على نظام لدعم اتخاذ القرار مثل زيادة عدد العاملين، أو صرف مكافآت ، أو تحديث شبكة الحاسب ، أو التعامل مع حالات القصور في الموازنة.
وغالباً ما يتوافر في المؤسسات العربية نظام المعلومات التشغيلي والإداري أما نظم المعلومات التنفيذية ونظم دعم اتخاذ القرار فما زالت لم تجد لها بعد سوقا واسعة في المؤسسات العربية ، وقد نتج ذلك في بعض أسبابه من عدم الوعي بأهميتها ، أو قصور الموازنات ، أو عدم تقديم موردي النظم لمثل هذا النوع من النظم في عروضهم إلى آخر هذه الأسباب ، أو لأن العمل لا يتم بشكل مؤسسي في بعض المؤسسات ومتروك لقرارات الأفراد.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . هل من الممكن ان اجد بحوزتك بعض العناوبت لرسالات التخرج علم الاجتماع الاتصال

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

العنوان لكل طلبه السنه الثالثه اتصال

يستمد العنوان الصحفى خصائصه من ظروف نشأته وتطوره، ويرتبط بطبيعة المجتمع الجماهيرى الذى ينطوى على كتل بشرية غير متجانسة فيما بينها. ومع تطور صناعة الصحافة أصبحت الحاجة ملحة إلى وجود العناوين لتساعد القارئ على اختيار الموضوعات التى تهمه، وتلبية حاجات القارئ وإشباع رغبته فى المعرفة السريعة لطبيعة الأحداث التى تجرى من حوله. حيث أن صفة الجاذبية فى العنوان تساعد على كسر جمود مادة النص الصحفى المصاحب له العنوان.

وحتى يتحقق للعنوان أهميته يجب الآتى:
(1) إبراز أهم حقيقة فى الحدث فى مضمون العنوان المصاحب للنص.(2) استخدام الكلمات المألوفة والقصيرة.(3) تجنب التطويل والبعد عن الألفاظ الغريبة.(4) تجنب الكلمات الرنانة التى لا تؤدى إلى معنى.وظائف العناوين الصحفية:

(1) تلخيص الخبر.(2) تقديم أهمية للموضوع المنشور.(3) الفصل بين النص المصاحب والمواد الأخرى.(4) إعطاء جاذبية للصحيفة.(5) يدل على نوعية المادة التحريرية التى يرتفع فوقها.(6) يفتح شهية القراء إلى القراءة ومتابعتها.(7) يقدم فكرة سريعة ومركزة للقارئ المتعجل.(8) يقوم على الترويج والتسويق للصحيفة. (9) المساهمة فى تحديد شخصية الصحيفة.(10) يساعد العنوان القارئ على اختيار ما يرغب فى قراءته.(11) تؤدى العناوين إلى إثارة الحس الفنى للقارئ.(12) استمالة القراء لقراءة موضوعات معينة. وظائف العناوين فى الإخراج:

1- تحقيق التوازن فى بقية العناصر التيبوغرافية كالصور.2- المساهمة فى بناء الصفحة، وتحديد هيكلها العام.3- عنصر جمالى مرتفع الكفاءة.4- تحقيق راحة للعين أثناء عملية القراءة.5- التباين بين الدرجة الرمادية الباهتة عن طول أعمدة المتن.6- المساهمة فى خلق شخصية مميزة للصحيفة.7- كسر حدة بياض أو سواد الصفحة.أنواع العناوين التحريرية:

(1) العنوان الإخبارى.(2) العنوان المقارن.(3) العنوان التساؤل.(4) العنوان الوصفى.(5) العنوان الطريف.(6) العنوان النقدى.(7) العنوان المثل أو الحكمة.(8) العنوان المقتبس.(1) العنوان الإخبارى:

ويعنى العنوان الذى يحمل معلومات عن الموضوع المصاحب له ويقدم معلومات جديدة تتصل بالخبر الأساسى بحياد تام.(2) العنوان المقارن:

ويقوم هذا العنوان على أساس المفاضلة بين الأفكار والآراء وإبراز جوانب التفاصيل، ويعتمد على عنصر المقابلة بين حقيقتين أو أكثر من الحقائق المتصلة بالخبر.(3) العنوان التساؤل :

ويكون العنوان على شكل سؤال هام ومثير، ويهم الجمهور، ويفضل ألا يزيد العنوان عن سطر واحد.(4) العنوان الوصفى:

ويقوم على رسم صورة وصفية للموضوع فى ذهن القارئ، بحيث تجذبه هذه الصورة لقراءة الموضوع، وهذا العنوان يستخدم الألفاظ القوية التى تدعو القارئ إلى القراءة. (5) العنوان الطريف :

ويهتم بالجانب الطريف فى القصة الخبرية بحيث يثير ذلك اهتمام القراء وجذبهم للقراءة.(6) العنوان النقدى:

وهو العنوان الذى يتخذ موقف من الأحداث وبالتالى فهو يستخدم بكثرة فى الأحاديث الصحفية والمقالات والتحقيقات.(7) العنوان المثل أو الحكمة:

ويكون فحوى العنوان مثل أو حكمة معروفة لدى الجماهير تتفق وطبيعة المضمون الذى يحمله النص الخبرى.(8) العنوان المقتبس:

ويكون فى المعتاد مقتبساً من تصريح المسئول أو الشخصية التى يتم إجراء الحوار معها، وقد يتضمن الاقتباس آيات من القرآن الكريم تكون متطابقة مع المضمون الذى يهدف إليه المعنى.ومن هنا ينبغى عن تحرير العناوين الآتى:

(1) الابتعاد عن العناوين السلبية.(2) عدم الإسراف فى العناوين الفرعية.(3) أن يحمل العنوان سطر مستقل.(4) البعد عن الألفاظ التى تعطى أكثر من دلالة.(5) الاستغناء عن التفاصيل غير المهمة.تحرير العناوين الصحفية:

يرى اتجاه أن سكرتير التحرير أو المخرج الصحفى يجب أن يحرر العناوين وهذا ما تراه المدرسة الأوربية والأمريكية.أما الاتجاه العربى فيرى أن يقوم كاتب المحرر بتحرير عناوينه باعتباره هو الأجدر على استخلاص أهم قيم الخبر.وهناك اتجاه يرى ضرورة ترك العناوين لقسم المراجعة والديسك المركزى.أما الاتجاه الجديد فيرى ضرورة أن يكون هناك محرر متخصص فى العناوين مهمته قراءة الموضوعات ووضع عناوين لها وهو فى المعتاد نائب رئيس التحرير.ومن هنا فإن مهارات محررى العناوين لا تأتى من فراغ ولكن وليدة تجارب وخبرات طويلة حتى يتمكن من أداء هذه المهمة بنجاح.



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

عنوان مذكرة تخرج مع الخطة

خطة البحث
الإطار المنهجي
1- الإشكالية
2- أهمية الموضوع
3- أسباب اختيار الموضوع
4- أهداف الدراسة
5- تحديد المفاهيم
6- فرضيات الدراسة
الإطار النظري
i – الفصل الأول : العلاقات العامة
i -1 المبحث الأول : ماهية العلاقات العامة
i -1-1 مفهوم العلاقات العامة
i -1-2 نشأة و تطور العلاقات العلامة
i -1-3 وظائف العلاقات العامة
i -1-4 أهداف العلاقات العامة
i -1-5 عوامل الاهتمام بالعلاقات العامة
i -2 المبحث الثاني : المجالات التطبيقية للعلاقات العامة
i -21- المفاهيم المشابهة للعلاقات العامة
i -22- مبادئ العلاقات العامة
i -23- خصائص العلاقات العامة
i -24- أهمية العلاقات العامة
i -25- مؤهلات و صفات القائم بالعلاقات العامة
ii – الفصل الثاني : إدارة العلاقات العامة
ii -1 المبحث الأول : التخطيط لنشاط العلاقات العامة
ii -1-1 مفهوم التخطيط
ii -1-2 مراحل التخطيط
ii -1-3 أهداف التخطيط
ii -1-4 نموذج التخطيط في العلاقات العامة
ii -1-5 أنواع العلاقات العامة
ii -2 المبحث الثاني : آليات تسيير العلاقات العامة من حيث الأجهزة و التنظيم
ii -2-1 تنظيم أعمال العلاقات العامة و برامجها
ii -2-2 طرق تنفيد نشاطات العلاقات العامة
ii -2-3 و سائل و تقنيات الاتصال في العلاقات العلامة
ii -2-4 جمهور العلاقات العامة و الصورة الذهنية
ii -2-5 مجالات العلاقات العامة
الجزء التطبيقي
1- الإطار المنهجي للدراسة
2- مجالات الدراسة
3- تحليل و تفسير البيانات
4- الاستنتاجات العامة
5- التوصيات



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

أهمية المعلومات في عملية صنع القرار

أهمية المعلومات في عملية صنع القرار

_____.html


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الإعلام والمجتمع

الإعلام والمجتمع

وسائل الإعلام في المجتمعات الحديثة

وظائفها .. استخداماتها .. تأثيراتها

د. محمود عبدالنبي الموسوي

ما هو الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في الحياة المعاصرة ؟

وسائل الإعلام قوة تؤثر على سلوك البشر،

وتلعب دورا في الحياة السياسية والإجتماعية ،

وتستطيع الإطاحة برؤساء دول ،

وتغير سياسات حكومات.

لتحقيق الأهداف المرجوة لوسائل الإعلام في التأثير

لا بد

أن نقوم بفهم لعملية الاتصال

(من الاتصال الذاتي الى الاتصال الجماهيري)

ثم

نستعرض نظريات تأثير وسائل الإعلام

ولابد

من التعرف على وظائف وسائل الإعلام الجماهيري واستخداماتها ، وتأثيراتها

دراسة تأثير الإعلام على الحياة المعاصرة لا يمكن أن يكتمل
دون دراسة أنشطة الاتصال.

الدعاية

الرأي العام

الإعلان

العلاقات العامة

أنشطة اتصالية تشكل حياتنا المعاصرة سلوكا واتجاهات وآراء.

وأخيرا

لا بد من التعرض للمناخ الذي تعمل به وسائل الإعلام في ظروف الحرية والمسؤولية الإجتماعية

إذ أنهما شرطان ضروريان للإعلام الناجح

ما هو الاتصال ؟

عملية ديناميكية يقوم بها الشخص بنقل رسالة ما تحمل المعلومات أو الآراء أو الاتجاهات أو المشاعر إلى الآخرين لهدف ما ، عن طريق الرموز ، في ظرف ما ، بغض النظر عما قد يعترضها من تشويش.

عناصر الاتصال

التعريف السابق يشتمل على مجموعة من العناصر:
المتصل (القائم بالاتصال) شخص عادي أو( مؤسسة / شركة / وزارة …. الخ )
الرسالة ( المعلومات / الآراء / المشاعر / الاتجاهات ) ( رموز: صوتية / صورية / حركية / لونية )
المتلقي ( فرد / جماعة / جماهير )
الهدف ( تأثير على أفكار / مشاعر / اتجاهات / آراء المتلقين )
نقل الرسالة (الوسيلة) ( شفوي / كتاب / جريدة / إذاعة / تلفزيون / سينما )
الظرف الذي تتم فيه عملية الاتصال والتشويش

نموذج عملية الاتصال

نموذج بيرلو Berlo
المصدر>>الرسالة>>القناة>>المتلقي

نموذج هارولد لاسويل Harold Lasswell


وبأي تأثير ؟

With What Effect

لمن ؟

To Whom

بأية وسيلة ؟

In Which Channel

ماذا يقول ؟

Says What

من ؟

Who
من خلال نماذج الاتصال يمكننا أن نحلل عملية الاتصال ونكتشف عناصرها السابقة.

ولكن الاتصال عملية لها عدة مستويات ، ويمكن أن تتم من حيث الأداء بأشكال مختلفة. ويمكن أن يكون لها أصناف عديدة.

مستويات الاتصال

الاتصال الذاتي:
اتصال المرء مع نفسه ( التفكير في أمر سنتخذ فيه قرارا ) نستخدم نفس الرموز للاتصال ..
الاتصال بين الأشخاص:
اتصال مباشر ( وجها لوجه ) – استخدام الحواس الخمس
الاتصال الوسطي:
يقع وسط نوعين: الشخصي والجماهيري ( الهاتف ، التلكس ، الفاكس ، والإنترنت )
الاتصال الجماهيري:
استخدام وسائل الإعلام الجماهيرية – جمهور عريض متباين الاتجاهات والمستويات

اساليب الاتصال

الاتصال بدون وسيلة مساعدة


1-اتصال ذاتي.

2-اتصال مواجهي.

الاتصال بوسيلة مساعدة

* الاتصال الوسطي

* الاتصال الجماهيري

أهمية المغربل

أي مجتمع له قيمه وعاداته وتقاليدة التي يجب المحافظة عليها….

( المستويات الفنية واللغوية والإبداعية – لكل مجتمع قوانينه – لكل مجتمع ذوقه الخاص )

أهمية الإعلام في حياتنا

يمكن أن يمنع الرسالة من الوصول الى الجمهور
يمكن أن يغير في الرسالة بحذف بعض أجزائها
يمكن أن يؤثر على وسيلة اعلامية أخرى ، كأن يمتنع عن مراجعة كتاب جديد أم مناقشة فيلم مما يمنع وصول المعلومات الى الجمهور
يمكن أن يضيف أو يلغي المعلومات ( ابراز أو تقليل الأهمية )

وسائل الإعلام الجماهيرية و حياتنا اليومية

في أمريكا: التلفاز يعمل 7.5 ساعة يومياً.
الإنسان العادي يقضي 2.5 ساعة يومياً أمام التلفزيون.
مما يساوي 38 يوماً خلال سنة واحدة (فقط التلفاز).
إذن تعرضنا لوسائل الإعلام يعتبر شيئاً مهماً في حياتنا
اليومية كالأكل و الشرب.
بل إن الإعلام أصبح مؤسسة إجتماعية تلعب دوراً يفوق
المدرسة و المسجد.

وسائل الإعلام في المجتمعات الحديثة

وسائل الإعلام اليوم تنقل الينا المعلومات والآراء والأفكار والإتجاهات.

من خلالها يتم نقل العادات والتقاليد

ويتم تعزيز القيم السائدة في المجتمع
وقد تقوم بهدم القيم
وخلق قيم جديدة

وسائل الإعلام … سلاح ذو حدين

هي قوة ايجابية داخل المجتمع.
تعمل على تماسكه وتدعيم بنائه.
تعبر عن قضاياه وتكشف عن ألوان الفساد والمحاباة والانحراف.
تساهم في دفع عجلة التنمية فيه.

هي قوة سلبية اذا لم يحسن استخدامها.
قد تعمل على تخريب المجتمع، وتفتيته، وتحطيم معنوياته، وتشويه
شخصيته الوطنية بغرس قيم غريبة فاسدة.
تقديم صور من النماذج الغريبة للاحتذاء.

من الضروري فهم وظائف وسائل الإعلام واستخداماتها ؟

سؤاال:

لماذا نسمع أو نقرأ أو نشاهد وسيلة اعلامية ما .. ؟
ماذا تحقق لنا هذه الوسائل ؟

جوااب:
تقودنا الى التفكير في وظائف وسائل الاعلام واستخداماتهاوتأثيراتها على الإنسان.

وظائف وسائل الاعلام في المجتمع


المتتبع للدراسات الإعلامية حول الاتصال الجماهيري ،سيجد:

لا يوجد اتفاق أساسي حول وظائف الاتصال الجماهيري.
و كثيرا ما يتم الخلط ما بين الوظائف وما بين التأثيرات.

وظائف وسائل الاعلام:
تهتم بالدور العام الذي تؤديه وسائل الاتصال.

تأثيرات وسائل الاعلام:
هي نتائج لهذا الدور العام.
هي تخصيص وتحديد لهذه الأدوار العامة التي تؤديها وسائل الاتصال.

مثال

متفرج يشاهد برنامجا ما بمفردة. لماذا ؟

يمكن أن يكون تأثير المشاهدة عليه:

القضاء على شعوره بالوحدة أو الملل أو غيرهما

آراء بعض الباحثين في وظائف وسائل الإعلام في المجتمع


هارولد لاسويل Lasswel
1.الإشراف / الرقابة على البيئة أو المحيط.
2.العمل على ترابط أجزاء المجتمع في البيئة التي يعيش فيها.
3.نقل التراث الاجتماعي والثقافي من جيل إلى جيل آخر.

لازارسفلد و مورتون Lazarsfield & Morton
4.وظيفة تشاورية: خدمة القضايا العامة والأشخاص والتنظيمات …..
2.وظيفة تقوية الأعراف الاجتماعية: فضح وكشف الانحرافات عن الأعراف الاجتماعية وذلك بتعرية هذه الانحرافات للرأي العام.
3.الوظيفة التخديرية: زيادة مستوى المعلومات تحوّل معرفة الناس الى معرفة سلبية.

شــرام Schramm

1.وظيفة المراقب: اعداد التقارير عن الأخطار والفرص التي تواجه المجتمع.
2.الوظيفة السياسية: اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة ، اصدار التشريعات.
3.دور المعلم: تنشئة أفراد المجتمع الجدد بامدادهم بالمهارات والمعتقدات التي يقدرها المجتمع.

ليزلي مويلز Leislie Moeller
1.وظيفة الأخبار والتزويد بالمعلومات ورقابة البيئة.
2.الربط والتفسير والهدف منه تحسين نوعية فائدة المعلومات وتوجيه الناس.
3.الترفيه وهدفه تحرر الناس من التوتر والضغط والمصاعب.
4.التنشئة الاجتماعية وهدفها للمساعدة في توحيد المجتمع (قاعدة مشترك … قيم)
5.التسويق
6.المبادرة في التغيير الاجتماعي وذلك بقيادة التغير الاجتماعي في المجتمع.
7.خلق النمط الاجتماعي: وهدفه وضع النمط للمجتمع ( الأدب ، الثقافة، نمط الحياة).
8.الرقابة.
9.التعليم.

دوفـلـور DeFleure و بول – روكيش Ball – Rokeach

1.اعادة بناء الواقع الاجتماعي.
2.تكوين الاتجاهات لدى الجمهور.
3.ترتيب الأولويات لدى الجمهور ” وظيفة وضع الأجندة “.
4.توسيع نسق المعتقدات لدى الناس.


تتصف تلك الوظائف بشئ من العمومية والتداخل. يدخل بعضها في مجال التأثيرات وتكوين الاتجاهات، وبعضها يدخل في مجال الوظائف.

الاتصال يقوم بمجموعة أساسية من الوظائف ، والتي تحقق مجموعة من التأثيرات المتنوعة، والبعيدة النتائج. سواء على مستوى الفرد ، أو الجماعة ، أو المجتمع

وظائف وسائل الإعلام في المجتمع


وظيفة الاخبار
وظيفة الاعلام والتعليم
وظيفة ترابط المجتمع ونقل تراثه
وظيفة الترفيه
وظيفة الرقابة
الإعلان والترويج
تكوين الآراء والاتجاهات

وظيفة الأخبار


وظيفة تتمثل بنقل الأخبار
لمتابعة ما يجري حول المرء في عالمه الصغير والكبير:
(محلية – أقليمية – دولية)
(اقتصادية – سياسية – اجتماعية – فنية)

الهدف: وصل الانسان بالعالم الخارجي غير الشخصي وتزويده بما يستجد من أخبار

وظيفة الاعلام والتعليم


تقدم وظيفة الاعلام للمرء المعلومات التي يستفيد منها:
توفر له مادة يستفيد منها المرء في حياته
ماديا – فكريا – اجتماعيا

تقدم وظيفة التعليم نوعا من المعلومات المنهجية التي تستخدم:
تدعيم عملية التعليم الرسمي
تقدم معلومات تكسب المرء مهارات جديدة في اطار التعليم غير الرسمي

وظيفة ترابط المجتمع ونقل تراثه

هو السبيل الوحيد الى ترابط المجتمع
يربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض
يربط أفراد المجتمع بعضهم بالبعض الآخر
يربط الشعب بحكومته
من خلال نقل تراث الشعب
قيمه وعاداته وتقاليده ولغته
تمكن الشعوب من امتلاك خصائصه المميزة
تجعله قادرا على تماسكه ووحدته


وسائل الاتصال في المجتمع كالجهاز العصبي في الجسم كلاهما يعمل على تماسك الأعضاء وتنسيق حركاته

وظيفة الترفيه


من أقدم الوسائل التي عرفها الإنسان للاتصال
وظيفة اساسية لتحقيق بعض الاشباعات النفسية والاجتماعية
لازالة التوتر الانساني على مستوى الأفراد والجماعات
ولكن هذا يستدعي أن يكون هناك توازن بين وظائف الاتصال
فلا يغلب الترفيه على الوظائف الأخرى ( القنوات الفضائية !!)


وظيفة الرقابة ” أو الرقيب العمومي “


تمثل أحد الدروع الأساسية لحماية المجتمع وصيانته من الفساد والمخالفات واساءة استخدام السلطة.
أطلق على الصحافة اسم السلطة الرابعة.
يجب على الحكومة أن تسعى لايجادها لأنها تمثل عونا لها في كشف أشكال الفساد.

الاعلان والترويج


يعتبر الإعلان من الوظائف الرئيسية للاتصال في المجتمعات الحديثة.
الإعلان هو الوسيلة الحديثة لترويج السلعة.

يقوم الإعلان بتقديم خدمات على مستويات عدة:
يخدم المستهلك
يخدم المعلن صاحب السلعة
يخدم الوسيلة الإعلامية التي أعلن فيها
يقدم خدمة لتنشيط الحركة الإقتصادية والتجارية الوطنية والعالمية

التأثيرات السلبية للإعلان

في المجتمعات الاستهلاكية غير المصنعة (الدول العربية/العالم الثالث)

تشجيع الروح الاستهلاكية
تكوين عادات شرائية ( مما يثقل ميزانيات الأفراد وميزانية الدولة )
تقوم في الانفاق على كماليات يمكن الاستغناء عنها

ويؤدي ذلك الى عجز في ميزانية المدفوعات في الدول ذات الطبيعة المستهلكة غير المنتجة

تكوين الآراء والاتجاهات


من الوظائف العامة والرئيسية التي تؤديها وسائل الاتصال الجماهيرية
تمتاز بخصوصية تكمن في الهدف من هذه الوظيفة، والتي تُعنى بتشكيل الآراء والاتجاهات لدى الجمهور .