الموزاييك
فن الموزاييك … معناه باللغة العربية ( الفسيفساء ) ، هو فن زخرفي تشكيلي يحتاج الى انامل فنية بارعة وذوق رفيع عالي المستوى للوصول الى ابداع التحفة الفنية النهائية . وتعد من الصناعات الحرفيه القديمة والتي مازالت مستمره حتى يومنا هذا .
وتتعتبر اللمسات الجمالية من أساسيات بناء الديكورات الداخلية والخارجية في المنزل، وشرط ضروري في الأثاث .ويعتبر فن الفسيفساء من الفنون التي تعتمد على تجميع قطع من البلاط والزجاج بأحجام مختلفة وألوان مختلفة لتكوين تصميم متكامل. وقد عرف هذا الفن منذ قديم الزمان في اليونان، واشتهر به أيضا الرومان، وانتقل الفسيفساء للعرب في الأندلس حيث تعرفوا عليه عن طريق الأسبان.
نبذه تاريخيه
انحدر هذا الفن من قديم الزمان في اليونان لدى الاغريق ، وقد كانت اللوحات متعددة الوجوه فتمثل حياة الناس ونشاطهم الاجتماعي والاقتصادي والديني وغيرها من النشاطات الانسانية ، كما عرفه الرومان فزينو به قصورهم .
وانتقل بعدها للمسلمين (وهناك مقوله بأن البدايه كانت عربيه)، وكان ذلك في الاندلس عن طريق الاسبان وقد كان لهم الفضل في تطوير أساليبه وتقليل حجم المواد المستعمله فيه .
ولا شك بأن فن الموزاييك الاسلامي هو الاكثر تفردا وتميزا من بين كل فنون الموزاييك الاخرى ، فأعطاها المسلم الروح والنكهه الاسلاميه الخاصه والمتميزه ونستطيع ان نلمس ذلك في النقوش واللوحات الموجوده في قبة الصخره والجامع الاموي، هناك الكثير من تلك اللوح ايضا بجانب فلسطين وسوريا فانها في المغرب والاردن ولبنان وغرها من البلاد العربيه الاسلاميه .
التعريف الفعلي هو
هو نوع من التصوير أو الرسم ، يقوم على أساس تغطية المساحات اللونية بواسطة قطع صغيره الحجم مختلفة الاشكال فمنها المكعب او المثلث او السداسي وغيرها
.
وكانت القطع الستعمله قديما تصنع من الطين المشوي كي تكون صلبة بما فيه الكفايه فتصمد للاستخدام طويل المدى وتتحمل آثار الزمن عليها .
ان هذا الفن قد شهد تطورا كبيرا في النصف الثاني من القرن الماضي تمثل باستخدام انواع مختلفة من الخشب (كخشب الورد والكينا والليمون) اضافة لدخول الصدف اليها ما اضفى جماليه ورونقا مختلفا.
أرادوا الغرب يقطعون قطع الموزاييك او الفسيفساء بشكل واحد أما المسلمين فلقد تفننوا في تقطيعه كما شاهدنا في الصور السابقة ، ولا زال الغرب يتبعون نفس الاسلوب الا ازا استعانوا بفنانين من العرب .
أصبح يستخدم الموزاييك الان بشكل حديث ليواكب العصر ، فنراه مستخدما في الحمامات والمطابخ وأحواض السباحه كما نجده في مداخل المنازل أو قاعات الجلوس ، كما اصبحت هناك اكسسوارات للمنزل من الفسيفساء .
ومن الملحوظ أن الموزاييك قد أصبح يخرج من المتاحف وكتب الفن التاريخي لتدخل فن الديكور الداخلي العصري. ويمكن القول ان هذا الفن أصبح اليوم عنصراً من عناصر الديكور الحديث، ويشهد إقبالاً كبيراً من محبي الديكور الذي تطغى عليه الزخرفات. البداية كانت من خلال مساحات صغيرة زينت المرافق العامة في بيروت والمناطق الجبلية، لتنتشر فيما بعد إلى المنازل والمكاتب والقصور . وعن هذا الانتعاش الذي يعرفه الموزاييك، ويقول المهندس أحمد فادي أن مبدأ استخدام الموزاييك في الديكور ينطلق من العمل على لوحة تنجز ليصار بعد ذلك الى تثبيتها في المنازل على الجدران او السقوف او بكل بساطة كطاولة تثبت على قاعدة.
ويستغرق العمل في زخرفة اللوحة نحو 10 أيام كحد ادنى ليصل الى حوالي الشهر وفق حجمها.
وآلية العمل تستوجب تثبيت قطع الفسيفساء الصغيرة وفق رسوم يتم اختيارها، وبالطبع ينبغي استعمال مواد لاصقة تقوي قاعدتها وتحافظ عليها.
ولابد من دراسة الأماكن التي يرغب اصحابها في زخرفتها بالموزاييك، لتحديد شكل الموقع ومساحته لتصميم اللوحة بعد الاطلاع على ذوق صاحب المشروع لتقديم ما يناسب رؤيته.
مع مراعاة الموقع وتصميمه للتمكن من اختيار الالوان سواء كانت متضاربة او داكنة لتتناغم مع أشكال النقوش. وللحجم قواعد معينة يجب مراعاتها، فزخرفة المنزل تختلف عن المكتب، وما يصمم للحديقة غير ما يليق بالشرفات. كما ان زخرفة الصالون تحتاج الى رونق فريد تتميز به ألوان الحجارة المتنوعة، اما في زخرفة قاعة الطعام وما شابه فيفضل استخدام زخرفة بسيطة تضيف الى هذه القاعات ميزة خاصة تتجلى في العناصر الهندسية.
وفي المرحلة الاولى يتم اختيار موضوع اللوحة، بعدها ترسم خطوط الزخرفة المطلوبة وتبدأ عملية التصميم الهندسي والفني لتثبيتها في موقعها على يد مهندس الديكور. وهنا تلعب المساحة دوراً مهما، ففي المساحات الصغيرة يفضل توزيع اللوحات على الجدران. اما في الاماكن المفتوحة فالمجال واسع لوضع اللوحة على السقف او تحويلها إلى ارضية، بحيث تترك ضخامتها انطباعاً فريداً يحول الصالون الواسع الى قاعة تشبه قاعات قصور الف ليلة وليلة. وفي المكاتب يستحسن وضع لوحة الموزاييك على الحائط خلف طاولة المكتب مباشرة. أما في الحدائق فالموزاييك يصبح قطعة من تصميم الزينة وسط الحديقة تماما، بحيث يشكل محوراً طبيعياً تمتد حوله مساحات العشب والنبات والزهور. والجدير بالذكر ان اظهار الموزاييك كعنصر زينة يتطلب توزيعا مدروساً للانارة في اشكال مختلفة بحيت تتلاءم مع كل زاوية وحاجتها، كي لا تعكس ظلالاً تؤدي الى تشويه ألوانها وتفقدها جمالية اللوحة ورونقها الفريد.
والمعروف ان زخرفة الموزايك توزعت ضمن الهندسة المعمارية وتنوعت مواضيعها وأساليب تنفيذها عبر العصور، كما شكلت عناصر الطبيعة الموضوع الرئيسي المستخدم فيها تقريبا.
فكانت تجسد اللوحات ضمن مشاهد مستقلة كالأشجار والزهور المتنوعة والفاكهة، وإما ممزوجة بمشاهد إنسانية أو حيوانية تعبر عن حدث معين أو واقعة تاريخية. ومع التطور الذي واكب عصر النهضة في أوروبا، سُجل حضور فن الموزاييك في عناصر زخرفة الأثاث والطاولات والجدران، فدخل المنازل مطلع القرن العشرين بصيغة معاصرة ومواكبة لتيارات الفن الحديث
خالد عويس
منتدى العلوم الهندسية