التصنيفات
الفلسفة السنة الثالثة تانوي

الإرادة

2009

La Volontéالإرادة
ما هي الارادة ؟ ـــ هي القصد الى الفعل، والإصرار على تحقيق الهدف ـــــــــــــــــ
صفــــات الفعل الارادي

الفعل الارادي فعل جديد /،ارادة الفرد تظهر دائما في مواجهة المشاكل الطارئة ، فتتطلب منه المواجهة و الإقدام و الإصرار على إتيان الغرض و الإرادة تنظم الحركات ، أو التصورات تنظيما موافقا للظروف الجديدة مثل اختيار مهنة معينة ، أو التصرف بحكمة عند تعرضنا لمشكلة .الفعل الارادي فعل تأملـي / فالإرادة تمنع الفرد من الاندفاع الآلي ، وتقلب الفعل الغريزي أو الاعتيادي الى فعل تأملي مقصود ،. و معنى ذلك أن المرء يشعر بما يفعل ، و يعي ما يقول ، و يدرك في الوقت نفسه غاية فعله، و يختار الوسائل التي تمكنه من تحقيق مبتغـاه ، فالفعل الإرادي إذن فعل معقـول . الفعل الارادي فعل ذاتي / و معنى ذلك أنه يتبدل بتبدل الأفراد ، و يعبر عن رغباتنا و مقاصدنا ، فالفعل الارادي مخالف لفعل الاعتيادي لأن العادة تقوم على التكرار ، و هو مباين أيضا للفعل الغريزي لأن الغريزة عمياء

مـــراحل الفعل الارادي
1– تصور الهدف / الذي نريد الوصول اليه ، و هذا التصور مشترك بين نية الفعل و ارادة الفعل ، به يتميز الفعل الارادي عن الفعل المنعكس ، و الفعل الغريزي – 2 المناقشة و التدبر / قبــل الإقدام على الفعل نجري حوار مع الذات و ننظر في بواعث الفعل ، و في الوسائل و الطرق التي تمكننا من تحقيـق الهدف ، و نرى ان كان ينبغي فعله او تركه – 3 اتخاذ القرار/ ان المناقشة في البواعث والعوامل تسوق الى العزم أي اتخاـذ القرار و الفصل في الأمر اما بتحقيق الفعل او تركه فالقرار هو اختيار احد أحد الأفعال الممكنة يقول هيدجـر (الفـعل الارادي هو اختيار وجه من أوجه الممكن و نبذ سائر الممكنات )
4 التنفيذ/ يتعلق بالظروف الخارجية ، فيتحول الحكم الى سلوك ،
شروط الفعل الارادي

1– تصور المثل الأعلى / ضروري لكل إنسان . و هو يختلف باختلاف الناس و يتبدل بتبدل ظروفهم المادية و النفسية و الاجتماعية ، فالمثل الأعلى للفنان هو التعبير عن الجمال ، و المثل الاعلى للعاـلم هو الكشف عن الحقيقة ، و المثل الاعلى للقائد هو الفوز في المعركة و، و المثل الاعلى للطالب هو النجـاح في الامتحان ، و المثل الاعلى للحسناء أن تحضى بفتى جميل غني ، يحبها و تحبه ، و لهذا المثل الاعلى سلطـان قوي على النفس ، و هو الذي يوجه أعمالنا ، و يحشد قوانا النفسية في خدمة غاية واحــدة 2– الايمان بالنفس / إذا لم يؤمن الإنسان بنفسه خسر معركة الحياة ، و اذا لم يقاوم شعوره بالنقص ضعف و انتكس ، ان الشاب ضعيف الإرادة يقول في نفسه : انا لا أستطيع أن أقوم بهذا العمل ، و اذن فأنا لا أصلح لشيئ ، أما قوي الإرادة يجد نفسه قادرا على القيام بكل عمل ، و قادرا على تحقيق ذاته . يؤمن بقدرته ، و يثــق بنفسه 3 – تنظيم الافكــار/ في الارادة يتم تنظيم الأفكار و السيطرة على النفس ،ان أعظـم الرجال أكثر الناس سيطرة على عواطفهم ، و أهوائهم ، وإدارة أنفسهم بأنفسهم ، لأنهم يريدون ما يفعلون ، و يفعلون ما يريدون ،فالإرادة تتلاشى عندما يقع العقل في قبضة الغرائز و الشهوات العمياء ، فتصبح الأفكار مشوشــة ، و الرغبات متناقضة ، وغالبا ما ينتهي الأمر في هذه الحالة باختيارات سيئة و قرارات فاشلة . ان الارادة لا تكــون قوية الا اذا كانت الافكار و النزعات المقومة لها قوية أيضا . فالطالب الناجدح هو من يفكر في الوسائــل و الطرق التي تجعله ينجح ،كضرورة الاجتهاد ، و تنظيم المراجعة ، وتحدي العوائق التي تحول دون تحقيقه ، لذلك كــان معنى الإرادة مرادفا في لغة علم النفس لمعنى الجهد

العلاقة بين العادة ولارادة

العادة متصلة بالإرادة ، لأن الحركات الارادية مبنية على حركات آلية مستقلة مسبوق بتصور واضح ، و هذه الحركات الآلية ضرورية لحذوث الفعل الارادي ، و هذا يدل على ان العادة ليست وظيفة من وظائف الحفظ و الاتباع ، و انما هي في الوقت نفسه عامل من عوامل التقدم و الابداع ، فآلية الفعل تسهل القيام بالفعل ، و تزيد في سرعته ، و تقلل الخطأ و التعب ، و الارادة من جهة أخرى تعيد تنظيم حركات اعتيادية سابقة و تهذيبها مع ازالة حركات غير مفيدة ، فالشخص لا يكرر أبدا الحركة نفسها ، و كل حركة انما تختلف عن سابقتها بشيئ من التغير الارادي ، و في نفس الوقت لو لم يوجد هذا التغير المستمر لما تكونت العادة أيضا، فالطفل الذي يتعلم الكتابة يكرر الفعل بارادته لكن بشيئ من التجديد في كل حركة حتى يكتسب عادة الكتابة ( هناك علاقة تداخل ، و تكامل رغم الاختلاف الموجود بينهما ، و هذا التكامل يسهم في تكيف المرء مع العالم الخارجـــــــــــــــي



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .