أفلاطون
التسويقُ للذاتِ خطوةٌ رائعةٌ في تعريف الناسِ بـ : الذات ، و ما فيها من الصفات الرائعة الجميلة التي تجذبُ الآخرَ إليها ، كلُّ الناجحين سوَّقوا لأنفسهم ، و عرَّفوا بها في كلِّ ميدانٍ قَدروا على الوصول إليه و بلوغِه ، بعد أن كانوا لا شيءَ يُذكر صاروا شيئاً في كل محلٍّ و منزلٍ .
الناسُ لا يعرفون الشخصَ و قُدُراتِه ، فهم معذورون في ذلك ، و عند تعريف الناسِ بقُدراتِك و قُواكَ و مواهبك و إبداعاتك يعترف بك أهل الفضل ، و هذا ما يُرادُ في ” التسويق الذاتي ” .”
التسويقُ الذاتيُّ ” يقومُ على قواعد مهمة في تحقيق المقصود منه :
القاعدة الأولى : معرفة السلعة ،
معرفة الشخصِ بنفسِه ، و معرفته بقُدراته هو الخطوة الأولى و الأساسية لنجاح عملية التسويق ، ليس صحيحاً أن يُسوِّقَ الشخصُ سِلعةً لا يدري ما هي ، و لا يعرف لها اسماً و لا نعتاً ، و من بعدُ فلن يقبَل أحدٌ منه تلك السلعة ، و تسويقُه عيبٌ .فحتى تُسَوِّق لذاتِك تسويقاً راقياً رائعاً قِفْ على نفسك و اعرف ما هي ، و ما لديها من قُوى تأخذُ بقلوب العملاءِ و الزبائن ، و ما القُدُرات التي هي مكامنُ الإبداع و التميُّزِ ، عندها يكون لديك نموذجاً لعرضِه على الناسِ .
من ليس يملك شيئاً عن نفسِه ، و لا يعرف أيةَ معلومةٍ عنها لا يستطيع أن يخطو خطوةً في نجاحٍ ذاتي ، و لا في نجاحٍ خارجي ، و من كانت حالته هكذا فإنه لا ينطلقُ بقوةٍ نحو الساحات أمام الناس ليقول لهم أنا كيتَ و كيت ، فمن كان بنفسِه جاهلاً فبغيرِه أجهل ، و لا يلومنَّ غيرَه بجهلهم إياه .
عندما تقفُ على نفسِك و تعرفَها فإنك تنطلقُ نحو :
القاعدة الثانية : مواصفات السِّلعة ، أؤمنُ بأنَّ لديك من نقاط الإبداع و الناجح الكثير ، و التي تميِّزُك عن غيرك ، و تكتملُ بها صورة ذاتك الرائعة في عيون الناسِ ، ابحثْ عن هذه المواصفات ، و نمِّها ، و طوِّرها ، لتكون السلعةُ مرغوبةً في كل عين من عيون الناس .
لا شيءَ يَحصُرُ مواصفات الذات ، فلكلِّ ذات و شخصية قُدُراتٍ و مواصفات قد توجد في الآخرين ، و لكن يكون تميزٌ في شيءٍ منها ، و ربما لا تُوجد القُدرات في أحد فتكون متميِّزاً في الكلِّ .
إن وُجدانَ الصفات المُغرية للسلعةِ يدفعك كثيراً نحو التزوُّدِ من مقوِّمات التطوير و التنمية لها ، فذو النجاح لا يقف عند حدٍّ .
عندما تكتشف مواصفاتك تكون مُؤهَّلاً لـ :
القاعدة الثالثة : العرض للسلعة ، في كلِّ محفَلٍ من محافل الناس و اجتماعاتهم تَبدو مُظهراً ذاتك ، عارضاً مواهبَك ، ذاكراً نجاحاتك ، يراك الناسُ فيعرفون أنَّك ناجحٌ و مؤهلاتُ النجاح أمامهم .
لكن ما الوسائل التي تعرضُ فيها نفسَك ؟
في ظلِّ التطورات التسويقية تجد الكثير من وسائل التسويق ، بإمكانك أن تتخذَ واحدة أو عشراً فتسوِّقَ لذاتك ، من الوسائل :
1 ) الكتابة : الكتابة فنٌّ باقٍ على طولِ الزمان ، و المكتوبُ يُبقي صاحبَه ، فتسويقُك لذاتك من خلال الكتابةِ له أثرُه و نتيجته ، سوِّق لفكرةٍ تحملها ذاتك ، أو سوِّق للذاتِ نفسها ، كسيرة عن نفسِك و من تكون ، كلٌّ سيقرأ ، و ستجد من يقرأُ ذاتك وجهاً لوجه .
2 ) السمعيات و المرئيات : سجِّل ما تريده بصوتٍ ، أو معَ صورة ، اطرح ما لديك ، عرِّف الناسَ بك ، و أخبرهم بحقيقتك و جدارتك .
3 ) البطاقة الشخصية: ظاهرة البطاقة التعريفية المُوجزَة ( الكرت ) تذكرُ فيها شيئاً عن نفسك ، اسمك ، مؤهلاتك ، خبراتك ، إنجازاتك ، و في الأخير كأن القاريءَ قد يقول : كيف أصلُ إليك ؟ ، فإذا بك قد وضعت أرقام اتصالٍ بك ، إيميلك الشخصي ، سيأتونك من كلِّ جهةٍ .
4 ) الموقع العالمي: للشبكة العنكبوتية أثرها الكبير في التسويق ، فلو أسستَ موقعاً خاصاً بك تضعُ فيه شيئاً من إنجازاتك و معلوماتك و وضعته في : البطاقة (3) ، فبلا شك أن الإقبال سيكون كبيراً عليك .
الوسائل كثيرة جداً ، و لكن لن يتمَّ المقصود من ” التسويق الذاتي ” إلا بـ :
1 ] كونك واثقاً من نفسِك ، مؤمناً بقيمتك ، عارفاً حقيقتك ، لا تشكُّ في شيءٍ منها .
2 ] منطلقاً بُقُدُراتٍ جبارةٍ ، تعرفُ كيف تستغلها ، لا تعتريك حالات الضعف و الخوف و الشك .
3 ] قابلاً للتجديد و التطوُّرِ الدائمين ، مُنميِّاً ذاتَك و صفاتِك بكلِّ جديد .
4 ] ثابتاً على أصل البلوغ للنجاح