هذا أمرٌ موقوفٌ على ما ورد فى صحيح الأحاديث، ففى صحيح الأحاديث الروايات التى روت حادثة الإسراء والمعراج جمعها الإمام السيوطى وقال: هى سبعة وستين رواية، لكن ليس معناها أنها سبعة وستين إسراء ومعراج.
لكن كل رواية تحكى جانباً من جوانب الإسراء والمعراج، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أُسرى به وهو فى مكة، وعندما أخبر أهل مكة لم يخبرهم إلا بالإسراء، لأن عقولهم لا تتحمل غير ذلك، ولم يبح بشيء عن المعراج إلا فى المدينة لأهله ومحبيه ولأهل خصوصيته، وكان كل آونة يبيح بشيء، ولذلك فكل رواية تختلف عن الأخرى، لأنه يبيح بما تتحمله العقول وتشرأب إليه قلوب الحاضرين والسامعين.
وإن كان هناك بعض السادة الصالحين كالشيخ محي الدين بن العربي يحكي ـ والمسئولية عليه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسرى به وعُرج به أكثر من أربعين مرةً مناماً، ولكننا لم نجد شيئاً من ذلك فيما ورد من صحيح السنة، فهو يذكر أنه أُسرى به وعُرج به أكثر من أربعين مناماً، لكن المرة الواحدة التى أُسرى به بالجسم والروح مرةً واحدة، وهذه ما عرفناها والتى ذكرها القرآن: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} الإسراء1
وكذلك فى أول سورة النجم وهى الآيات التي فسَّرتها السنة فى روايات كثيرة بحسب ما أباح صلى الله عليه وسلَّم لأهل كل قوم.
وما لم نجده فى صحيح السنة فلا ينبغى أن نتعنَّى فى البحث عنه ولا نشتط فى طلبه، فينبغي أن لا نعرف الغيوب إلا من رسول الله أو من كتاب الله أو ما ورد فى سنته صلى الله عليه وسلم: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} الجن26
قد يكون سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خصَّ بعض الصالحين بخصوصية فى عالم المنام ويُعلمه بأمر فتكون خصوصية له، وليست للمسلمين، وحتى هو نفسه لا ينبغى أن يذيع ولا يشيع، لكن أنا أذيع وأشيع ما ورد فى القرآن، أو ما ورد فى السنة، ونفرض أننى رأيت رؤيا من هذه الرؤيات المنامية، فطالما لا أجد دليلاً يؤيدنى فى القرآن أو السنة فهذا علمٌ خاص بي فينبغي علىَّ أن لا أبيح به.
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…&id=1478&cat=4
منقول من كتاب {تجليات المعراج}
اضغط هنا لتحميل أو قراءة الكتاب مجاناً
[IMG][IMG][/IMG][/IMG]
[/frame]