الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله ، وعلى آلِه وصحبِه ، ومن اهتَدى بهُداهُ ..
أمَّا بعدُ ..
قالَ الشَّيخُ زَينُ الدِّينِ السَّنهوريُّ رحمه الله تعالى ( ت 894 ) في كتابِه ( الجامعُ المفيدُ في صِناعةِ التَّجويدِ ـ ص : 167ـ 168 ) :
قالَ ابنُ الأنباريِّ : سَمعتُ أحمدَ بنَ يَحيى يقولُ : « كَان أحدُ الأئمَّةِ في الدِّينِ يَعيبُ النَّحْوَ ، ويقولُ : أوَّلُ تعلُّمِه شُغلٌ ، وآخرُه بَغْيٌ ، يَزدرِي العالِـمُ بهِ النَّاسَ ، فقرأَ يومًا : ( إِنَّما يَخشَى اللهُ مِنْ عِبَادَهِ العُلَمَـاءَ ) فقيلَ لهُ : كَفَرْتَ مِن حَيثُ لَـم تَعلَمْ ، تَجعلُ الله تعالى يَخشَى ؟! فقالَ : لَا طَعَنْتُ على عِلمٍ يَـؤولُ بي إلَى مَعرِفةِ هَذا أبدًا » .
وقالَ أَبو عمرو الدَّاني في شَرحِ الـخَاقَانيَّـة : « كَتبتُ مِن حِفظِ أبي بَكرٍ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ أحمدٍ الأُذفويِّ المقرئِ قالَ : أُنشِدنا لِـعَليِّ بنِ حَمزةَ الكِسائيِّ ـ الإمام ـ رحمهُ الله تعالَى :
و بِه فـي كُلِّ عِلمٍ يُنـتَـفَـعْ
مَرَّ في المنطقِ مَـرًّا وَاتَّسَـعْ
مِن جَليسٍ نَاطِقٍ أَوْ مُستَمِعْ
هَابَ أَنْ يَـنطِقَ حِينًا فَانقَمَـعْ
كَانَ مِن خَفْضٍ وَ مِن نَصبٍ رَفَعْ
صَعُبَ الحرفُ عَليهِ وَامْتَـنَعْ
صَرَّفَ الإِعْرابُ فِيهِ وَصَـنَـعْ
وَهْوَ لَايَدرِي وَفي اللَّـحْنِ وَقَعْ
وَهْوَ لَا ذَنْبَ لَهُ فِيمـا اتَّـبَـعْ
فَإِذَا مَا شَكَّ فِي حَرْفٍ رَجَعْ
فَإِذَا مَا عَرَفَ الحَـقَّ صَدَعْ
مِـنْـهُما مَا شِئْتَ مِن أَمرٍ وَ دَعْ
لَيْسَتِ السُّـنَّـةُ فِيـنا كَالبِدَعْ
مِن وَضيعٍ قَــد رَأَيـناهُ رَفَـعْ