من النحو الوافي – (4 / 279)
زيادة وتفصيل:
إذا بني المضارع المجرد من الناصب والجازم على الفتح “لاتصاله المباشر بنون التوكيد”، أو على السكون؛ “لاتصاله بنون النسوة”- فهل يكون له محل من الإعراب؛ فيقال عنه: مبني في محل رفع؛ لأن الرفع هو الأصل الثابت له قبل أن تطرأ عليه فتحة البناء وسكونه؟
الأحسن الأخذ بالرأي القائل: إنه مبني على الفتح أو على السكون في محل رفع؛ لأنه الأصل الذي تجب مراعاته عند مجيء مضارع آخر بعد الأول، تابع له “كأن يكون الثاني معطوفا على الأول، أو توكيدا لفظيا له، أو بدلا منه”؛ فيجب رفع الثاني المجرد عن الناصب والجازم؛ تبعا لمحل الأول من غير أن يتأثر ببناء الأول؛ إذ التابع لا يكتسب البناء من المتبوع.
أما إذا كان المضارع المبني غير مجرد -لوقوعه بعد ناصب أو جازم- فإنه يبني على الفتح، أو على السكون، على حسب نوع النون المتصلة بآخره، ويكون في محل نصب إن سبقه ناصب، وفي محل جزم إن سبقه جازم. ويراعى هذا المحل في المضارع الذي يجيء بعده تابعا له؛ “معطوفا، أو توكيدا لفظيا، أو بدلا…”؛ لأن مراعاة المحل واجبة في هذه الصورة. ويتعين فيها أن تكون العلامة الإعرابية في التابع مماثلة للعلامة الإعرابية المحلية في المتبوع.
فمثال المضارع المبني على الفتح في محل نصب: “… إذن لا أصاحبن الخائن، ولا أرافقه”، فالفعل “أصاحب” مبني على الفتح في محل نصب بالحرف “إذن”، والفعل “أرافق” معطوف عليه معرب منصوب تبعا لمحل المعطوف عليه. ومثال المضارع المبني على الفتح في محل جزم “لا تخافن إلا ذنبك، ولا ترجون إلا ربك”، وقول الشاعر:
لا تحسبن المجد والـ … ـعلياء في كذب المظاهر
فالأفعال: تخاف، ترجو، تحسب- مبنية على الفتح في محل جزم بـ”لا الناهية.
ومثال المضارع المبني على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة، أو في محل نصب، وإما في محل جزم على حسب الأداة التي قبله- قول بعض المؤرخين في وصف الأعرابيات: اشترك كثيرات منهن في الحروب، كما تشترك فرق المتطوعات اليوم. ومع اشتراكهن لم يهملن التصون والتحفظ. وأني لهن أن يتركنه، والدين والنشأة العربية الأصيلة خير عاصم للحرائر؟
فالمضارع “يهمل” -مبني على السكون في محل جزم بالحروف “لم”، والمضارع “يترك” مبني على السكون في محل نصب بالحرف “أن”.
ويجب مراعاة هذا المحل في التوابع كما سلف؛ فيجب نصب المضارع المعطوف مثلا إن كان المعطوف عليه مضارعا مبنيا في محل نصب، كما يجب جزم المضارع المعطوف مثلا إن كان المعطوف عليه مضارعا مبنيا في محل جزم، وهكذا بقية التوابع؛ فلإعراب المضارع إعرابا محليا أثر في توابعه وفي المعنى.
زيادة وتفصيل:
إذا بني المضارع المجرد من الناصب والجازم على الفتح “لاتصاله المباشر بنون التوكيد”، أو على السكون؛ “لاتصاله بنون النسوة”- فهل يكون له محل من الإعراب؛ فيقال عنه: مبني في محل رفع؛ لأن الرفع هو الأصل الثابت له قبل أن تطرأ عليه فتحة البناء وسكونه؟
الأحسن الأخذ بالرأي القائل: إنه مبني على الفتح أو على السكون في محل رفع؛ لأنه الأصل الذي تجب مراعاته عند مجيء مضارع آخر بعد الأول، تابع له “كأن يكون الثاني معطوفا على الأول، أو توكيدا لفظيا له، أو بدلا منه”؛ فيجب رفع الثاني المجرد عن الناصب والجازم؛ تبعا لمحل الأول من غير أن يتأثر ببناء الأول؛ إذ التابع لا يكتسب البناء من المتبوع.
أما إذا كان المضارع المبني غير مجرد -لوقوعه بعد ناصب أو جازم- فإنه يبني على الفتح، أو على السكون، على حسب نوع النون المتصلة بآخره، ويكون في محل نصب إن سبقه ناصب، وفي محل جزم إن سبقه جازم. ويراعى هذا المحل في المضارع الذي يجيء بعده تابعا له؛ “معطوفا، أو توكيدا لفظيا، أو بدلا…”؛ لأن مراعاة المحل واجبة في هذه الصورة. ويتعين فيها أن تكون العلامة الإعرابية في التابع مماثلة للعلامة الإعرابية المحلية في المتبوع.
فمثال المضارع المبني على الفتح في محل نصب: “… إذن لا أصاحبن الخائن، ولا أرافقه”، فالفعل “أصاحب” مبني على الفتح في محل نصب بالحرف “إذن”، والفعل “أرافق” معطوف عليه معرب منصوب تبعا لمحل المعطوف عليه. ومثال المضارع المبني على الفتح في محل جزم “لا تخافن إلا ذنبك، ولا ترجون إلا ربك”، وقول الشاعر:
لا تحسبن المجد والـ … ـعلياء في كذب المظاهر
فالأفعال: تخاف، ترجو، تحسب- مبنية على الفتح في محل جزم بـ”لا الناهية.
ومثال المضارع المبني على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة، أو في محل نصب، وإما في محل جزم على حسب الأداة التي قبله- قول بعض المؤرخين في وصف الأعرابيات: اشترك كثيرات منهن في الحروب، كما تشترك فرق المتطوعات اليوم. ومع اشتراكهن لم يهملن التصون والتحفظ. وأني لهن أن يتركنه، والدين والنشأة العربية الأصيلة خير عاصم للحرائر؟
فالمضارع “يهمل” -مبني على السكون في محل جزم بالحروف “لم”، والمضارع “يترك” مبني على السكون في محل نصب بالحرف “أن”.
ويجب مراعاة هذا المحل في التوابع كما سلف؛ فيجب نصب المضارع المعطوف مثلا إن كان المعطوف عليه مضارعا مبنيا في محل نصب، كما يجب جزم المضارع المعطوف مثلا إن كان المعطوف عليه مضارعا مبنيا في محل جزم، وهكذا بقية التوابع؛ فلإعراب المضارع إعرابا محليا أثر في توابعه وفي المعنى.
جزاكم الله كل الخير