نادين الاسعد
الصحافة
نشأة وتطوراً
الدكتور هلال ناتوت
استاذ في كلية الاعلام والتوثيق
من متطلبات درجة الدكتوراه في الصحافة و الاعلام
انترناشونال كاونسيل – لبنان
الفصل الأوّل
المبحث الاول: تعريف الصحافة
– تعريف الصحافة ومحاولات تأريخها
مقدّمة: تعتبر الصحافة الغذاء الفكري اليومي في تنوير عقول الناس بإطلاعهم على مجريات الحوادث والمعارف يتناولها شؤون الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأدبية.
لهذا قال الأستاذ الجسر من مهام رسالتها… الكشف عن الحقيقة وهي مهمة رسولية ورسالية في آن معاً.
أولاً: تعريف الصحافة في اللغة:
الصحافة في اللغة مصدر مشتق من العمل صحف
كما أن الصحافة هي فن إنشاء الجرائد والمجلات وكتابتها، على حين الصحافي هو من يعمل في الصحف بمعنى الورّاق ،”والجورنال” هي نقلاً عن التسمية الغريبة للدلالة على الصحف اليومية ثم ارتأى رشيد الدحداح إطلاق تسمية “صحيفة” إلا أن نظير الدحداح اللغوي اعتمد لقطة “جريدة” بمعنى الصحف المكتوبة.
ثانياً: تعريف الصحافة في الإصطلاح:
– على حد قول بورك الإنكليزي “الصحافة هي السّلطة الرابعة”
– في معجم الرائد ” الصحافة هي فن إنشاء الجرائد والمجلات وكتابتها”
– يعنى بالمطبوعة الصحافية نوعان: سياسية وغير سياسية.
– المطبوعة الصحفية الدوريّة: والتي تصدر بصورة مستمرة باسم معيّن وبأجزاء متتابعة مثل الجرائد اليومية كالديار…
– المطبوعة الصحفية الموقوتة: وهي التي لا تصدر أكثر من مرة في الأسبوع كالشبكة مثلا.
– وللصحافة أربعة مهام هي:
• الكشف عن الحقيقة
• التأثير في الرأي العام
• التعبير عن جمهور الشعب
• صناعة التاريخ
ثالثاً:
1- تعريف الخبر أو النّبأ
أ- الخبر في اللغة: هو ما أتاك من نبأ عمّن تستخبر
ب- الخبر في الإصطلاح: هو إيراد لحادث وقع حالاً وسرد صحيح وموقوت لأحداث وكشوف وآراء تؤثر في القرار والرأي العام وتثير اهتمامهم.
2- تعريف النبأ في اللغة:
أ- النبأ هو الخبر وإن لفلان نبأ أي خبرا
ب- تعريف النبأ في الإصطلاح: النبأ هو الخبر ذو الشأن وقد يكون النبأ عن الماضي أو عن القادم الآتي بأن شيئاً سيقع في وقت أو مكان يقر فيه.
الفصل الأول
أولاً
– مؤرخو الصحافة الغريبة
– مؤرخو الصحافة الأوروبية
– صحافة فرنسا نموذجاً
ومع إصدار دي كاييه “وقائعه” ثم ضمها في مجموعتين إثنتين توثيقيتين من 1559 إلى 1604 عقدت له الريادة في كونه من مؤرخي الصحافة الفرنسية مع “له مركور فرنسييه” في وقت اعتمدت الأكاديمية الفرنسية تسمية جورنال 1684 “أي رواية ما يحدث من أخبار اليوم”.
– صحافة القرن الثامن عشر
لمع اسم “بانكوك” يشرائه ” لاغاريت” دي فرانس وله مركور والمهجرية مثل “جورنال دي جنيف” ونظيرتها “جورنال دي بروكسل” أشبه بالكارتيل الإعلامي.
شهدت فرنسا ظهور أول جريدة يومية هي “جورنال دي باري” كما ظهرت 1000 صحيفة خلال أربع سنوات رافعة شعار “الصحافة حارس الشعب”.
– صحافة القرن التاسع عشر.
لمع اسم لا بلان – وهاتان بمثابة أهم مؤرخين إثنين للصحافة الفرنسية في هذا القرن وبعد هزيمة نابليون لم يبق سوى 4 جرائد فقط مع السماح بصحيفة واحدة في الأقاليم.
– الصحافة الشعبية: ظهرت عبقرية برودون منظراً للعمال وأصدر أول جريدة شعبية .
صحافة القرن العشرين
مع بداية القرن الجديد وظهور 75 صحيفة في باريس بفترة قياسية وظهور 250 جريدة في الأقاليم باتت ظهور محاولات تنظيم الصحافة مهنياً وقانونياً امرا مفروضا.
الصحافة الفرنسية بالحرب العالمية الاولى
مع اشتداد الضائقة المالية اندمجت عدّة صحف فرنسية في كارتيل إعلامي ورضخت “لمكتب الصحافة العسكرية” اضافة الى حرمان المراسلين من الجبهات المتقدمة، بينما ظهرت الصحافة المصورة وتقدمت صحف “فرانس سوار” على زميلاتها كما ظهرت صحف الأطفال ايضا.
صحافة الحرب العالمية الثانية خلافاً للحرب الأولى لم تحتجب الصحافة الفرنسية بل تراجعت أقاليم الجنوب وبلغت 1000 صحيفة وظهرت وكالة الأنباء الفرنسية الإلمانية.
صحافة خمسينات القرن العشرين بعد الخمسينات وتقدم وسائل الإتصال مثل الراديو والإنترنت… على حساب الصحافة المكتوبة التي غدا دورها مكملاً للإعلام وتأثرت بالتقدم التقني والتضخم الإقتصادي فضلاً عن توظيف خدمات وكالات الإعلام في مؤسسة واحدة متكاملة ، كما أن أذواق الجمهور مال نحو الصحافة المتخصصة والخفيفة المسلية.
مؤرخو الصحافة الأميركيّة
– صحافة الولايات المتحدة نموذجاً
عقدت ريادة ” بنسلفانيا غاريت” لفرانكلين بمثابة أول صحيفة مبتكرة صدرت سنة 1728 في فيلاديلفيا وشقيقتها “بنسلفانيا وبوسطن” لادامس.
– نشأة الصحافة الأميركية :
– تشير الإحصائيات إلى وجود 217 دورية سنة 1800 في 13 ولاية مع أولى كبريات الصحف “ذي صن”.
– أما “نيويورك هيرالد” ففرضت ريادتها التاريخية في تحديث الصحافة الأميركية 1838 لجهة اعتماد مراسلين ميدانيين لها في أوروبا وإصدارها 33000 نسخة يومياً.
– أما “نيويورك تريبيون” ابتدعت مبدأ المناظرة 1841بين الليبرالية والإشتراكية كما شكلت حرب الإنفصال الأميركية 1863 – 1865 قفزة هامة لدى مؤرخي الصحافة لجهة اعتماد مراسلي الميدان وتقنيات المراسلات.
انتشار الصحافة الأميركية : شكلت حرب الإنفصال مفترقاً مهماً فأحصيت 2400 دورية سنة 1910 طبع منها 24 مليون نسخة ثم ظهرت “سلاسل للصحف حيث فاق إصدارها 40 مليون نسخة 1940 ، ومع صدور سلسلة “ريدرز جست” 1923 عرف عالم الصحافة تغييرات جذرية في نمط المجلات الثقافية السياسية.
ازدهار الصحافة الأميركية
حثت الحربين الأولى والثانية على تطور الصحافة الأميركية وشكلت الولايات المتحدة نموذجاً ريادياً لتكاملية وسائل الإعلام فغدت الصحيفة في نفس المستوى الإعلامي دعامة دعائية ووسيلة اتصالية متقدّمة وعقّلتها التقنيات الحديثة ووحدت مناهجها.
وتشير وقائع تاريخ الصحافة اليومية إلى ازدياد إصداراتها حتى 60 مليون نسخة 1960 وأدى ارتفاع النفقات والمصاريف المالية إلى “تجميع سلاسل صحفية” وربما ساهمت بامتلاك وإدارة محطات إذاعية وتلفيزيونية 1760 مؤسسة “نمطية” عادية 1960، أما المجلات الدورية فتقدمت شأن الصحف اليومية فمنها على سبيل المثال صحف الأحد وملاحقها الأسبوعية ونجاح مجلات أخبارية وسياسياً مصدر مثل “لوك” والايف” ومجلات نسائية.
المبحث الثاني
ثانيا: مؤرخو الصحافة العربية
نظراً لحداثة تاريخ الصحافة العربية، لم يخطر على بال أحد القيام بتوثيقها وارشفتها لأسباب عديدة منها سوء توزيع البريد والضائقة الإقتصادية فضلاً أن فن البيبليوغرافيا لم يكن معروفاً باستثناء بعض الأوروبيين بيننا ومنهم “هنري غملياردو” قنصل فرنسا في القاهرة سنة 1884 الذي هب لوضع تقرير مسهب عن الصحف الصادرة في وادي النيل باللغة الفرنسية وهناك نسختان عن التقرير في مكتبة القاهرة وباريس.
ثم تبعه جرجي زيدان بنشر مقالة في الهلال 1892 عن الجرائد العربية في العالم حيث بلغت 147 صحيفة ثم نشر نبذة أخرى في “الهلال” 1910 أحصى فيها 600 صحيفة مؤكداً على المصرية منها وهناك عدّة محاولات لم تكن دقيقة.
أصدر هيرثمان الإلماني كتاباً عن الصحافة المصرية سنة 1899 أحصى 168 صحيفة محفوظة في دار الكتب بالقاهرة ويعتبر من أهم الأعمال البيبليوغرافية الموثقة بالمشاهدة.
في العهد العثماني 1914
– مرحلة ما قبل الدستور كانت الصحف قليلة
– مرحلة ما بعد دستور الحريات 1908 صدرت 150 دورية حتى 1914 منها
5 جرائد رسمية – 3 أطفال – 6 أدبية – 18 جريدة هزلية
في عهد الإنتداب الفرنسي: 1918 – 1943 أعطي 220 إمتياز ترخيص : 4 جرائد رسمية – 6 للأطفال – 10 دوريات أدبية – 23 هزلية.
في عهد الإستقلال الوطني 1943 صدرت عدّة قوانين أهمها منع التوقيف كما فتحت الدولة اللبنانية 575 نوع امتياز كما فتحت إمتيازاً جديد منها دوريتان رسميتان – 20 للأطفال –
10 أدبية – 6 كاريكاتورية.
المبحث الثاني
فوائد تاريخية عن الصحافة عموماً والعربية منها بنوع خاص
1- أول جريدة أنشئت في العالم “كين بان” سنة 911 قبل المسيح.
2- أول جريدة ظهرت في أوروبا “الأعمال اليومية” في روما في أواسط القرن الأول للمسيح.
3- أول جريدة مطبوعة اسمها “كينو” ظهرت محفورة على الخشب في بكين الصين منذ أكثر من أربعة قرون ولا تزال.
4- أول جريدة برزت بعد انتشار فن الطباعة الحرفية تسمى “غزته” 1566 في إيطاليا البندقية.
5- أول مجلة علمية “مجلة العلماء” الفرنسية 1665.
6- أول جريدة يومية “الديلي كوران” الإنكليزية 1702
7- أول جريدة في العالم الجديد “بوسطن ثيولستر” 1704
8- أول جريدة عربية هي التي أنشأها نابليون الأول سنة 1799 القاهرة.
9- أول جريدة ظهرت في السلطنة العثمانية “بريد أزمير” 1825
10- أول جريدة تركية “تقويمي وقائع” 1832 القسطنطينية
11-أول من اعتنى بجمع الجرائد في العالم أندراوس ورزي 1835
12-أول من كتب عن الصحافة أندراوس وزري 1820 ألف تاريخاً يتضمن 300 صفحة أخبار جرائد بلجيكا 1605 – 1844
13-أول جريدة عربية أنشأها رجل عربي هي “مرآة الأحوال” في الأستانة 1854 رزق الله حسون الحلبي.
14-أول جريدة عربية مصورة أخبار عن انتشار الإنجيل 1863 للمرسلين الأميركيين بيروت.
15-أول مجلة عربية مصورة “النحلة” 1877 ألقس لويس الصابونجي في لندن.
16-أول من كتب عن الصحافة العربية هنري غلياردو قنصل فرنسا القاهرة.
17-أول صحيفة عربية مرسومة بألوان جريدة “أبو نظّارة” في باريس 1887
18-أقدم جريدة عربية لا تزال منتشرة حتّى اليوم “الوقائع المصرية” 1828 القاهرة
19-أول نادي للمولعين بجمع الجرائد 1890 بلجيكا.
20-أول جريدة عربية ظهرت في العالم الجديد “كوكب أميركا” 1892
21-أول معرض للجرائد 1892 بروكسل.
22-أول مؤتمر للصحافة أنشأ 1894 في مدينة أنفرس.
23-اول ناد للمولعين بجمع الصحف في بلجيكا
24-أول مدرسة للصحافة 1899 باريس
25-أول مؤتمر للصحافة العربية 1900 نيويورك.
26-أجمل جريدة صدرت بين جميع الصحف العربية “البشير” 1902.
27-أول متحف للصحافة 1907 بروكسل.
28-أول من اخترع آلة لصف حروف الطباعة العربية رشيد أفندي الخوري صاحب جريدة “الرموز” 1908 بوينس أيرس.
29-أول جريدة أقامت احتفالاً رسمياً لمرور 50 سنة “حديقة الأخبار” البيرونية 1908.
30-أشهر مجموعة للجرائد والمجلات يملكها ألبرت دي فوفنت 55 ألف صحيفة.
31-أوسع مجموعة للصحف العربية يملكها فيليب دي طرازي 1300 جريدة ومجلة.
المبحث الثاني
تطور الصحافة عموماً
1- انتشار العلم: إن ثورة الطباعة التي نشرت منجزات الفكر الإنساني على كل البشر فاذا بالإرساليات تنشر مراكزها الصحية والتعليمية في المشرق لا سيما مصر ولبنان,
2- الصراع الفكري: أدى ظهور التيارات الفكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية إلى تباين في أشكال أنظمة الحكم الدولية بحيث غدت الصحافة عامة متمايزة عن بعضها البعض.
3- التقدم الآلي التقني: أعطت الإكتشافات والإنتصارات التقنية العديدة تأثيرها على مادة الجريدة وشكلها وإخراجها و تخصصها وانتشارها فظهور”التيلتيب وجهاز نقل الصور التلفزيوني والهاتف والبرقيات والإنترنت ساعدا على تطور عمل الصحافة ،مما مكن إستعمال الآلة الحديثة البالغة السرعة بعملية الطبع حيث غدت الصحافة عملاً تجارياً ضخماً فظهرت دور الصحافة دار النهار – دار الصياد – دار الأهرام – ودار روز اليوسف أو دار اللومند والباري ماتش فرنسا. أو دار النيويورك تايمز والواشنطن بوست أميركا…
4- التزايد السكاني: النمو المتزايد للمدن ولد في المقام الأول مادة ومصدراً أخبارياً فالحوادث والجرائم موفورة يومياً كما أن دور الحياة العملية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية ومواضيع التحقيقات الصحفية كثيرة،كما ظهرت ايضا الصحافة المتخصصة في التربية والتعليم والفنون فهناك: فئة أهل الفكر – فئة العمليين – فئة اللافكريين.
5- حرية الصحافة: واجهت الصحافة تحديات عديدة عبر الحقب المختلفة فعلى حين أدان البابا غريغوريو السابع حب الإستطلاع واعتبره خطيئة حتى أن ناشرا قطع لسانه في روما – بينما تمنى سلاطين بني عثمان وأد الصحافيين في النار لكن الصحافة صمدت في كل مرة لحين بات في استطاعتها أن تنطق دون خوف كونها السلطة الرابعة في الدولة.
الفصل الأول
أنواع الحقوق والحريات
الحقوق والحريات المتعلقة بالشخصية
أ – حق الحياة: هو من حق كل إنسان في الوجود باعتباره كائناً حياً أراد الله له الحياة.
ب- حق الأمن: حق الفرد أن يعيش بأمان واطمئنان دون رهبة أو خوف
ج-حرية الإنتقال: يقصد بحق الذهاب والإياب أي حرية السفر إلى أي مكان داخل حدود الدولة أو خارجها.
د – حرية السكن: حق العيش داخل مسكنه دون مضايقة أو إزعاج.
هـ – سرية المراسلات: بعدم إفشاء سرية المراسلات المتبادلة بين الأشخاص سواء كانت خطابات طرود أو إتصالات.
الحقوق والحريات المتعلقة بالفكر
أ- حرية العقيدة والعبادة: حق الفرد في اعتناق دين معين أو عقيدة محددة
ب- حرية الرأي: حق الشخص في التعبير عن أفكاره ووجهات نظره الخاصة.
ت- حرية التعليم: تشمل الحق في تلقي العلوم المختلفة وفي تلقين العلم للآخرين.
ث- حرية الإجتماع: حرية تمتع الفرد بالحق في الإجتماع مع من يريد وفي المكان الذي يراه مناسباً وذلك في الحدود المقررة قانونياً.
ج- حرية تكوين الجمعيات والإنضمام إليها: الحق في تكوين وإنشاء جمعيات ذات أهداف مختلفة.
الحقوق والحريات المتعلقة بالنشاط، وتشتمل:
أ- حق العمل: لكل فرد الحق في العمل الشريف الذي يناسبه ويختاره بكامل حريته من ناحية النوع والأجر والإنضمام إلى النقابات لحماية مصالحه.
ب- حرية التجارة والصناعة: حرية مباشرة للفرد للنشاطات التجارية والصناعية وما يتفرع عنها.
ت- حق الملكية: حق إمتلاك واقتناء الأموال من عقارات ومقولات في إطار القوانين.
ث- الحقوق والحريات السياسية: وتعني حق المواطنين بالمشاركة في الحياة السياسية والمشاركة في حكم أنفسهم والإشتراك في الإنتخابات والترشيح للهيئات والمجالس وحق التوظيف.
الصحافة اللبنانية وشرعة الإختلاف
تبنت نقابة الصحافة في 25 / 2 / 1974 شرعة الاخلاق التي وضعتها عمدة النقابة برئاسة النقيب رياض طه وفي ما يلي نص شرعة الأخلاق أو “شرف المهنة”.
1- أن الصحيفة مؤسسة تقوم بخدمة عامة ثقافية إجتماعية وطنية قومية إنسانية.
2- تلتزم المطبوعة بمسؤولية أمام الضمير المهني وإزاء القارىء.
3- تلتزم المطبوعة بالصدق والأمانة والدقة وبسرية المهنة.
4- المطبوعة ملك القراء ولهم فرصة التعبير عن حق الرد والتصحيح .
5- للصحيفة أن تعبىء الرأي العام دفاعاً عن البلاد وعن الحق والعدل.
6- تتجنب الصحيفة إثارة التعصب وإثارة النعرات والقدح والتحقير.
7- الأنباء المختلفة أو المحرفة ليست صالحة للنشر.
8- الإفتراء أو الإهتمام دونما دليل يسيء الى الصحافة.
9- تتحاشى الصحيفة نشر الأخبار غير الموثوق بصحتها.
10-تتحاشى الصحافة نشر المواد من شأنها تشجيع الرزيلة والجريمة.
11-احترام سمعة الفرد وتصون كرامته وحياته الشخصية.
12-الشتم والتهويل والإبتزاز من صفات الصحافة الصفراء.
13-المهاترات الشخصية تحط من كرامة المهنة.
14-عدم اللجوء إلى وسائل غير مشروعة لإقتناص الأنباء والأسرار.
15-السبق الصحفي يأتي بعد المصلحة العامة.
الحقوق والحريات بالدستور
1- مبدأ المساواة: إن كل اللبنانيين سواء لدى القانون إذ لا ميزة لأحد إلا من حيث الإستحقاق المادة السابقة.
2- الحريات المدنية والشخصية المادة 8: إن الحرية الشخصية مضمونة في القانون كما أن حرمة المنزل لا يجوز لأحد الدخول إليه إلا في الأحوال القانونية.
3- الحريات الفكرية: مواد 9 – 10 – 13: حرية الإعتقاد مطلقة – حرية التعليم – حرية إبداء الرأي فولاً وكتابة ضمن دائرة القانون.
4- الحريات الجماعية 13: إن حرية الإجتماع وتأليف الجمعيات مضمونة ضمن دائرة القانون.
5- الحريات الإقتصادية: النظام الإقتصادي حر يكفل المبادرة الفردية والملكية الخاصة.
مبدأ حرية الإعلام في القانون اللبناني
1- تعريف الحريات العامة: مجموعة الحقوق التي باتت الشعوب تعتبرها حقوقاً طبيعية كالحرية الفردية – حرية الفكر – حرية التعبير – حرية الإجتماع – حرية الدين – حرية التملك.
2- حرية التعبير والإعلام في الوثائق العالمية: إعلان حقوق الإنسان والمواطن سنة 1789 عن الجمعية التأسيسية للثورة الفرنسية كان بمثابة أول وثيقة رسمية ” لا يجوز التعرض لأي إنسان كان مهما كانت آراؤه شرط أن لا يحدث التعبير عنها تعكيراً للنظام العام الذي يعنيه القانون.
– المادة (11): إن حرية الأفكار والآراء من أهم حقوق الإنسان حيث أن لكل مواطن الحق في الكلام والكتابة والطباعة بحرية على أن يتحمل نتيجة سوء استعماله هذه الحرية أمام القانون.
– المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في باريس عام 1948 لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في طلب المعلومات والأفكار وتلقيها ونشرها بأي وسيلة دون اعتبار الحدود.
– وورد في إعلان إستقلال الولايات المتحدة الأميركية 4 / 7 / 1776 النص التالي: “إن البشر أجمعين إنما خلقوا متساويين وقد منحهم خالقهم بعض الحقوق غير القابلة للتصرف ومن بينها الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة.”
3- حرية التعبير والإعلام في القانون اللبناني: المادة 13 من الدستور 1926 المعدل عام 1990 “حرية إبداء الرأي قولاً وكتابة وحرية الطباعة وحرية الإجتماع وحرية تأليف الجمعيات وكلها مكفولة ضمن القانون”
– قانون المطبوعات 1962 يؤكد على حرية الإعلام “المطبعة والصحافة والمكتبة ودار النشر والتوزيع حرة ضمن القوانين العامة وأحكام قانون المطبوعات”.
البحث الثالث
ثالثا: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
لبنان في عداد البلدان التي اعتنقت نظرياً مبادىء الوثيقة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ك1 1948 والمعلنة لحقوق الإنسان إعلاناً عالمياً ملتزم ولو معنوياً.
– فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
المادة الأولى: يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق.
المادة الثانية: لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي.
المادة الثالثة: لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.
المادة الرابعة: لا يجوز استرقاق أو استعباد أي شخص.
المادة الخامسة: لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا العقوبات القاسية الوحشية أو الخاصة بالكرامة.
المادة السادسة: لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية.
المادة السابعة: كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية كافية دون أية تفرقة.
المادة الثامنة: لكل شخص الحق أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه.
المادة التاسعة :لا يجوز القبض على أي إنسان وحجزه تعسفاً.
المادة العاشرة: لكل إنسان الحق أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة “دون تمييز”.
المادة الحادية عشر: كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئاً إلى أن تثبت إدانته قانونياً بمحاكمة علنية تؤمن له الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
المادة 12: لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته.
المادة 13: لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة وأن يغادر أية بلاد والعودة إليها.
المادة 14: لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى هرباً من الإضطهاد.
المادة 15: لكل فرد الحق في التمتع بجنسية ما.
المادة 16: للرجل والمرأة الحق متى بلغا سن الزواج حق التزاوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين دون إكراه.
المادة 17: حق التملك بمفردة أو بالإشتراك مع غيره ولا يجوز تجريده من ملكه تعسفاً.
المادة 18: لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير.
المادة 20: لكل شخص الحق في حرية الإشتراك بالجمعيات السلمية دون إكراه.
المادة 21: لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تولي الوظائف العامة وإن إرادة الشعب هي مصدر السلطات الحكومية.
المادة 22: لكل شخص الحق في الضمانة الإجتماعية.
المادة 23: لكل شخص الحق في العمل بشروط مرضية .
المادة 24: لكل شخص الحق بالراحة في أوقات الفراغ وفي عطلات دورية بأجر.
المادة 25: لكل شخص الحق بمستوى عيش لائق مادياً وصحياً وللأمومة والطفولة والحق بالحماية الإجتماعية.
المادة 26: لكل شخص الحق بالتعلم وللآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم.
المادة 27: لكل فرد حق المشاركة في التقدم العلمي.
المادة 28: لكل فرد حق التمتع بنظام إجتماعي دولي.
المادة 29: على كل فرد واجبات نحو التمتع الذي يتاح فيه وحده لشخصية أو تنمو نمواً حراً كاملاً.
المادة 30: ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة او فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.
ملحق
اتحاد الصحافة اللبنانية
الفصل الاول-احكام عامة
المادة 77:ينتظم الصحفيون في هيئتين مستقلتين هما:
– نقابة الصحافة اللبنانية
– نقابة محرري الصحافة اللبنانية
ويتألف من هاتين النقابتين هيئة عليا تدعى” اتحاد الصحافة اللبنانية” يرئسها نقيب الصحافة ويتولى أمين السر فيها نقيب المحررين
المادة 78: مركز اتحاد الصحافة بيروت ونطاقه على جميع الأراضي اللبنانية ويتمتع بالشخصية المعنوية.
الفصل الثاني -نقابة الصحافة اللبنانية
المادة 79: تتألف الجمعية العمومية لنقابة الصحافة اللبنانية من جميع مالكي المطبوعات الصحفية في لبنان الذي تنوافر فيهم الشروط وفقاً للمادة 10على أن يكون للمطبوعة عند التصويت صوت واحد.
المادة 80: تعقد الجمعية العمومية دورة عادية في السنة تشرين الثاني وتعقد دورة انتخابي عامة كل 3 سنوات كانون الأول ودورة استثنائية كل ما دعت الحاجة.
المادة 81: يقسم أعضاء الجمعية العمومية الى فئتين:
– الفئة الاولى: الأعضاء الممثلين للمطبوعات الصحفية السياسية.
– الفئة الثانية: الاعضاء الممثلين للمطبوعات الصحفية غير السياسية والوكالات الإخبارية والنقلية والنشرات الإختصاصية.
المادة82: لا يجوز ان تمثل المطبوعة الصحفية الواحدة في جلسات الجمعية العمومية اذا كانت لأكثر من مالك إلا بصوت واحد.
المادة 83 : يدخل في اختصاص الجمعية العمومية:
– المصادقة على الموازنة السنوية
– تحديد بدل الإشتراك ورسم القبول
– مراجعة حسابات السنة المنصرمة وتصديقها
– بحث المسائل التي تهم النقابة
– انتخاب مجلس النقابة وإتمامه إذا انخفض العدد.
– المادة 84 : يؤلف مجلس نقابة الصحافة من 18 عضواً يوزعون كالآتي
– إثنا عشر يمثلون المطبوعات الصحفية السياسية اليومية
– خمسة يمثلون المطبوعات الصحفية السياسية الموقوتة
– واحد يمثل المطبوعات الصحفية غير السياسية.
المادة 85: بعد انقضاء ثلاثة أيام على انتخاب المجلس ينتخب المجلس من بين أعضائه مكتباً للنقابة مؤلفاً من نقيف ونائب نقيب وأمين سر وأمين صندوق.
المادة 86 : يرأس النقيب جميع جلسات النقابة وتكون له الأرجحية عند التعادل في اتخاذ القرارات وينوب عنه نائبه في غيابه.
المادة 87 : تحدد واجبات المجلس بنظام داخلي.
المادة 88: يدخل في اختصاص المجلس النقابي:
1- النظر في القضايا التي تهم أعضاء النقابة
2- وضع نظامها الداخلي وتعديله عند الإقتضاء
3- تعديل نظامها المالي عند الإقتضاء
4- إدارة أموال النقابة
5- انتخاب أعضاء المجلس التأديبي وفقاً للمادة 100
6- تسوية النزاعات التي تقع بين الأعضاء بناءاً لطلبهم ولا يجوز لصحفي تحت طائلة الإحالة إلى المجلس التأديبي أن يقدم شكوى من زميل له0 باللجوء إلى القضاء في شؤون تصل بالمهنة الأبعد إبلاغ الامر إلى المجلس للتوفيق بينهما.
7- إحالة الأعضاء المخالفين إلى المجلس التأديبي.
8- ملاحقة الأعضاء والأشخاص غير الصحفيين بما يتعلق بكرامة المهنة.
9- النظر بالقضايا التي تهم المطبوعات وإبداء الرأي في طلبات الرخص.
10-النظر في جميع القضايا المتعلقة بالمهنة من تحديد حجم الصحف وسعرها ومواعيد صدورها.
11-تحديد وتعديل الرسوم المترتبة لصندوق النقابة على المطبوعات
12-إدخال التعديلات اللازمة على الرسوم المترتبة لصندوق النقابة على المطبوعات عند الإقتضاء.
13-ملاحقة الأعضاء والأشخاص غير الصحفيين أمام القضاء والسلطات الإدارية عند مخالفتهم أحكام هذا القانون عند التعدّي على صفوف زملائهم عن طريق التلاعب بأنواع مطبوعاتهم.
الفصل الثالث-نقابة محرري الصحافة اللبنانية
المادة 89 : تتالف الجمعية العمومية لنقابة محرري الصحافة اللبنانية من جميع الصحفيين العاملين في مطبوعات صحفية تصدر في لبنان دون أن يكونوا من مالكيها على أن يكونوا مسجلين في الجدول النقابي للصحافة.
المادة 90: يجوز للأجنبي أن يمارس التحرير دون الإنتساب للنقابة وله الحق بالبطاقة الصحفية كمحرر صحفي على أن:
– يكون مأذوناً بالإقامة في لبنان وبالعمل فيه
– أن تكون المعاملة بالمثل مطبقة في بلده.
المادة 91 : تعقد الجمعية العمومية لنقابة المحررين دوراتها وتعيين اختصاصها وفق المادتين 80و 83
المادة 92 : يؤلف مجلس النقابة المحررين من إثني عشر عضواً
المادة 93 : تطبيق البنود 1 الى 8 من المادة 88.
المادة 94 : يخضع مراسلو الصحف الأجنبية لنظام خاص.
الفصل الرابع-المجلس الأعلى للصحافة
المادة 95 : يتألف من مكتبي نقابة الصحافة ونقابة المحررين وعضوين من كل نقابة ينتخبها مجلسها لمدة سنة واحدة يجتمع مرة في الشهر على الأقل أو عند طلب مجلس أحد النقابين ويكون رئيس مصلحة الصحافة والقضايا القانونية في وزارة الإعلام مفوضاً للحكومة لدى هذا المجلس.
المادة :96 يدخل في اختصاص المجلس الأعلى للصحافة:
1- النظر في جميع القضايا التي تهم الصحافة والصحفيين بصورة عامة ومشتركة ما عدا القضايا التي تخص كل نقابة.
2- وضع النظام الداخلي لإتحاد الصحافة اللبنانية بعد موافقة وزير الإرشاد والسياحة.
3- العمل على إنشاء صندوق تقاعد للصحفيين.
4- تعيين لجان مشتركة للتمثيل الصحافي في المناسبات الكبرى.
الفصل الخامس- لجنة الجدول النقابي للصحافة
المادة 97 : ينبثق عن اتحاد الصحافة اللبنانية هيئة تدعى ” لجنة الجدول النقابي للصحافة”
تتألف من مكتبي نقابتي الصحافة والمحررين برئاسة نقيب الصحافة
المادة 98 : يدخل في اختصاص لجنة الجدول:
1- النظر في طلب الإنتساب إلى الجدول النقابي للصحافي
2- منح البطاقات الصحفية والمأذونيات بالانتداب الصحفي إلى الخارج
3- منح الشارات الصحفية على اختلافها.
الفصل السادس-المجلس التأديبي
الفصل السابع-أحكام مؤقتة وختامية
مادة 106 : تؤلف لجنة برئاسة مدير عام وزارة الإعلام وعضوية رجلي قانون يختارهما وزير الإرشاد والسياحة وأربعة صحافيين يختارهم مناصفة كل من مجلس نقابتيي الصحافة والمحررين ويعهد لهذه اللجنة.
1- إعداد مشروع قانون بتحديد الإمتيازات التي يتمتع بها الصحفيون
2- تحضير مشروع قانون بإنشاء صندوق تقاعد وإسعاف للصحفيين.
الفصل الثاني
وكالات الاعلام الغربية والعربية
المبحث الاول: وكالات الإعلام الأوروبية
أولاً: وكالة الأنباء الفرنسية
ثانياً :وكالة أنباء رويترز
البحث الأول
وكالة الصحافةالفرنسية
أسس هافاس مكتبة الإتصال والمراسلة في باريس عام 1832 استطاع هافاس اليهودي الأصل تحقيق حلمه وتصوره لوكالة الأنباء مع تطوير عمل مكتبة باسم “وكالة هافاس” إذ ارسى لأوّل مرة في التاريخ أصول تجربة الوكالة الحديثة
فعمل على أن لا يقدم الخبر بمثابة شائعة أو نبأ مزاجي إنما أشبه بتقرير وصفي مختصر وصحيح وسريع وإدراك أن هكذا أخبار تشبع احتياجات القراء ورغباتهم وهي أهم الخدمات التي يمكن أن تقدمها وكالة الأنباء للصحف المستقلة الأخبارية والدينية…
وينبغي أن يكون لها أجهزة متخصصة في جمعها وتحريرها وتوزيعها وهذه الأجهزة هي “وكالات الأنباء” وأن المخبرين هم وكلاء العامة والخاصة في الإعلام.”
غدت إيرادات الإعلانات الدعامة الأساسية للوكالة في خططها وتسويقها وانتشارها عبر مراسليها مما أتاح لها فاس توسيع مؤسسته وشراء أكبر مكتب للإعلانات في فرنسا مكتبة “بولييه” 1860 مما جعله يقدم خدمات ل 200 صحيفة في الأقاليم الفرنسية فضلاً عن توزيع مراسلين للوكالة في معظم عواصم أوروبا لسد حاجات المشتركين حتّى حققت أرباحاً تجاوزت 500 مليون فرانك فرنسي.
مما حدا بأهل السياسة وقادة الرأي على ضرورة فصل الإعلام عن الإعلان وما إن تحقق هذا الإنفصال من الإعلام والإعلان حتى أخذت الأزمات المالية تتوالى على وكالة هافاس في فترة ما بين الحربين كما أن هزيمة فرنسا 1940 عجلت بانهيار كل شيء حيث توقعت الوكالة في بوردو
صحافة المقاومة
ظهرت في فترة الإحتلال النازي لفرنسا, حولت حكومة فرنسا الحرة في المنفى مكتب هافاس إلى “الوكالة الفرنسية الحرة”
ومع عودة السلطة لحكومة فرنسا الحرة كافأت الدولة بالوكالة وسميت “بالوكالة الفرنسية للأنباء عام 1944 وهي مؤسسة عامة تتمتع بشخصيتها المعنوية وباستقلالها المالي وترتبط الوكالة الفرنسية مع 30 وكالة بعقود مهنية لا سيما كبرى العالمية منها مثل الأسوشيت برس ورويترز وانترفاس وولف…. ولها 3 مراكز للإستماع في بيروت وهونغ كونغ وباريس نفسها هذا وتقدم الوكالة الفرنسية بتقديم الأخبار السياسية والديبلوماسية التقليدية واعداد خدمات اقتصادية لرجال المال والأعمال – فضلاً عن خدمات الرياضة.
أما توزيع نشراتها فيتم بواستطها مباشرة عبر وكلائها المنتشرين في اصقاع العالم.
أدخلت عام 1990 تحديثات لنشاطاتها كالمعلوماتية بحيث كتبت حوالي مليون ونصف كلمة يومياً.
تقدم الوكالة الفرنسية خدماتها إلى حوالي 12 ألف مشترك من مختلف الهيئات الرسمية الخاصة و 10 آلاف في قطاع الإعلام والإعلان والتسويق بينها 650 صحيفة و400 محطة إذاعة و200 تلفزيون. 100 وكالة أنباء محلية ووطنية.
كما ترتبط شبكة خدماتها بكل دول العالم مترافقة مع خدمة Flash AFP على أساس عشر نشرات مقتضبة وسريعة مدة الواحدة دقيقتان ونصف.
ثانياً
وكالة رويترز
أسس جوليوس رويترز مكتباً أخبارياً له في لندن سنة 1851 وعني بأخبار البورصة وأخبار المال والسندات والإقتصاد وأثبت كفاءة مهنية على الساحة الإعلامية فكانت ثالث وكالة أوروبية بعد الفرنسية والإلمانية.
ففي القرن التاسع عشر عمدت جريدة التايمس إلى تعيين مندوب مراسلين لها في العواصم الأوروبية لاستقطاب الخبر باكراً مثلما تقدم وكالة رويترز وغدا كلاهما يرتاب من أعمال الآخر.
حفلت سبعينات القرن التاسع عشر بحروب أوروبية وأميركية بين الشمال والجنوب وكانت أخبارهما “مادة ساخنة” لتوزيعها على مشتركيها بفضل خطوط التلغراف السلكية وهنا بدأ الصراع بين وكالات الأنباء محموماً مما رفع قيمة الخبر وبدل تكلفته المادية فوكالة رويترز أول من أذاع نبأ هزيمة نابوليون الثالث واستسلامه وحصل مراسلها على النبأ من يسمارك نفسه مما جعلها موثوقة المصدرية.
وكان لظهور الصحافة الشعبية الزهيدة الثمن أثراً مهما أخذت تتسابق الصحف للإهتمام بزوايا الأخبار على مختلف أنواعها.
ومع تسارع نبض الحياة عند الخبر القصير والسريع بل والمصدر أفضل مادة رائجة.
كذلك يحضر في هذا المقام عنصر المنافسة الشديدة بين الصحف وإصرارها على الإحتفاظ بالريادة والأولوية في عالم الخبر بشكل تتسابق فيه عقارب الساعة على الزمن نفسه.
وكالة رويتر في مصر
على أثر اتفاق الوكالات الثلاثي غدت مصر من نصيب رويتر البريطانية ومع اكتساح الانكليز لمصر عسكرياً اكتسحت رويتر أيضاً الساحة الإعلامية ثم امتدت الى السودان مع امتداد الاستعمار الانكليزي الى السودان بحيث كوفئ الضابط “وينجت” مراسلها الى السودان كحاكم للسودان.
والغريب أن رويتر توزع نشراتها مجاناً على الجنود الانكليز على حين تدفع الحكومة الفرنسية بدلات اشتراكها وثمن النسخ الموزعة على الجنود.
من المنافسة الى الاحتكار
كثرت تجاذب الوكالات الكبرى منافسة حتى انتهى الى تقاسم العالم: سنة 1870
– وكالة “وولف الألمانية” حظيت بمحمية بروسيا والنمسا
– وكالة “رويتر”، فكان نصيبها المستعمرات البريطانية والشرق الأقصى
– “الوكالة الفرنسية”، المستعمرات الفرنسية وقسم من أميركا اللاتينية وحوض المتوسط
وكالة رويتر بخدمة الأمبراطور
مرت رويتر بعدة مراحل منذ تأسيسها
1- مرحلة التأسيس 2- مرحلة الاحتكار 3- مرحلة شركة تعاونية
4- مرحلة الملكية الرباعية الخاصة وهم مالكو الصحف، ومجمعية الصحافة، والصحافة الاسترالية – والصحافة النيوذلاندية
إنهاء وكالة لا تسير في التبعية الرسمية كما أن للوكالة مكاتب كبرى في الخارج مثل نيويورك وباريس وروما – وفرانكفورت والقاهرة – وبيونس أيرس يدير كل منها مدير إنكليزي يعاونه بعض المساعدين الإنكليز والمراسلين المحليين.
– كما أنه لها مكاتب في جينيف وستوكهولم
– كما لرويتر مكتب مهم جداً في نيويورك يغطي القارة الأميركية مع اعتمادها تكنولوجيا الجيل الثالث من الحواسب زاد سوق زبائنها ليبلغ مدخولها الإعلامي 950 مليون جنيه
– يبلغ زبائنها 16 ألف مشترك 60% مؤسسات مالية 25% خدمات تجارية
– أدخلت رويتر عام 1992 نظام ديلينغ 2022 المتطور لعقد الصفقات المباشرة المالية الكترونيا لخدمة القطاع المصرفي
– كما اشترت قسم التصوير والرسوم من وكالة اليوناتدبرس لتحتكر قطاع الصور والرسوم باحترافية عالية فأنشأت بذلك أفلاماً إخبارية مصورة لكل تلفزيونات العالم.
– على حين أعتمدت 1996 نظام سلسلة 3000 المحوسب للمعلومات دفعة واحدة بحسب التوقيت الحقيقي للخبر في وقت فوري خدمات الـ TV المالي والبريد الالكتروني للزبائن.
البحث الثاني وكالات الأنباء الأميركية
أولاً : وكالة الأسوشيتدبرس
ثانياً : وكالة اليونايتدبرس
وكالة الأسوشيتدبرس
تمتل السياق بالحصول على الأخبار الخارجية الواردة بواسطة السفن الأوروبية أشكالاً تمثل بعضها في أول اتحاد صحفي مكون من 6 صحف أميركية في نيويورك وأطلق عليها “اتحاد أخبار الميناء 1848 ” ثم ما لبث أن اتخذ اسماً جديداً هو نيويورك أسوشياتد برس” 1856 وسرعان ما تكونت اتحادات إقليمية في U.S.A مما زاد من حدة الصراع ومنها حصر ملكية الأخبار ولا يمكن قبول أي عضو جديد , كما لا يمكن لأي صحيفة عضو في الإتحاد بيع الأخبار إلى الصحف الأخرى إلا عبر الوكالة. وهكذا اتضح لنا حصرية هذه الوكالة للأخبار وظل حال التنافس إلى حد اقتنع معه جميع فرقاء وكالات الأنباء إلى ضرورة التعاون الحقيقي بينهم بإنشاء وكالة كبرى قوية ظهرت بداياتها في الولايات الغربية الوسطى إلينوي تدعى “وكالة الأسوشياتد برس” 1892
إلا أن نشوة الإحتكار لم تدم طويلاً حين قاضتها صحيفة “نيويورك صن” رداً على احتكارها فتوزيع الأخبار مما دفع القضاء إلى إبطال إحتكار الوكالة الأخبارية وإلزامها بتوزيعها مما حدا بها إلى رحيلها عن إلينوي سنة 1895 لتستقر في نيويورك.
إنتقال الوكالة إلى نيويورك وأوروبا
عمدت الوكالة إلى توسيع أعمالها بافتتاح مكاتب لها في أوروبا دون منافسة نظيراتها الأوروبيات ثم تفاهمت معها على تقاسم العالم إلى مناطق نفوذ للوكالات بحيث تدخل الأوروبية إلى أميركا عبر الاسوشياتد برس لكن الأخيرة شعرت بأن الإتفاقية مجحفة وسعت إلى التخلص منها بكل الوسائل بشعار “لتسقط الحواجز” وهكذا تكون برسم أخبار الشرق الأقصى في اليابان ثم إطلاق يد الوكالات في العالم دون قيود وإذا بالوكالة تعود إلى مبدأ الإحتكار الإعلامي لكن الحكومة الأميركية هددتها بالمقاضاة وإلزامها بتخفيف قيود عضويتها.
– يدير الوكالة مدير لمدّة ثلاث سنوات قابلة للتجديد ولها مئات المكاتب التمثيلية في أميركا وخارجها ومراسلين في مختلف أنحاء العالم ومن أهمها مكاتب سان فرانسيسكو ولندن وطوكيو وتل أبيب وفي الشرق الأقصى.
– تمثلت خدماتها سابقاً تلغرافياً واليوم الكترونياً عبر الاقمارالإصطناعية على شبكات الإنترنت في بث نشراتها وتوزيعها نصوصاً وصوراً وخلافه.
– وتعتبر الوكالة من المؤسسات النادرة في احترافية التصوير الأخباري والإعلامي لا سيما اعتمادها الآلات الرقمية دون أفلام لتبث مباشرة وفوراً الصور الآتية لحديث معين أو صورة عبر الأقمار الصناعية إلى مشتركيها خلال لحظات والذين يفوقون 10 آلاف زبون.
– وتتعاون مع شركة داو جونز للأسهم بتزويد مشتركي الأسهم بأحدث البيانات الفورية في كل أنحاء العالم.
البحث الثاني
ثانياً: وكالة اليونايتد برس اسوسياشن
تعود نشأتها إلى سلسلة( سكريبس – ماكري), (ونيوز اسوسياشن و بابلشرز برس)وأمام حدة المنافسة دمجت الثلاثةباسم “اليونايتد برس اسوسياشن ” 1907
وهي وكالة لا تعترف بالإحتكار بل سارت على سياسة الباب المفتوح لذا كان طريقها صعباً لمقاومة الاسوسياشن برس وسواها من الأوروبيات دأبت الوكالة على تطوير نشاطاتها وخدماتها الإذاعية بلغة إذاعية مباشرة كسباً للوقت حتى أصبح عدد مشتركيها 1700 مشترك في السبعينات موزعين على 52 بلداً
واليونايتد برس ليست اتحاد تعاونيات بل شركة تجارية ذات شخصية معنوية وقانونية تبيع الأخبار والصور والمواد الإعلانية للصحف والإذاعات البالغ عددها 2300 دورية وإذاعة في U.S.A. وتقوم وكالة متفرغة عنها “فيتشر سنديكت” بتوزيع التحقيقات الصحفية والمقالات يضاف إلى ذلك أنها تزود السفن المشتركة في أخبارها في عرض البحر وللوكالة مدير عام للأخبار وثاني تجاري وثالث للخارج ورابع للمبيعات وأخيراً للصور الأخبارية.
وهي لا تتبع أسلوب المركزية وتعطي لمكاتبها الرئيسية صلاحيات واسعة ومكاتبها موزعة في سان فرانسيسكو – وبوينس ايرس ولندن وباريس وطوكيو إضافة إلى 800 مكتباً في سائر العواصم كالقاهرة والرياض والدار البيضاء … لكن ما لبثت أن تكشفت عن أزمات مالية حتى عام 1985 حيث قام الوليد بن طلال بشرائها إلا أن السوق العربية لا تشكل سوى 3% من سوق الإعلام الدولي وانتهى الأمر بأن قادت الوكالة نحوها “مالكين كوريين ” لصن ميونغ موون”
الوكالات كإحتكارات إعلامية
لقد أثرت الأزمة الإقتصادية العالمية خلال الحربين العالميتين على سوق الصحف والوكالات بحيث ارتفعت الأسعار بحيث سقطت صحف كثيرة أو اضطر للإندماج مع صحف أخرى.
إن الوحدات الصغيرة لن تيقى متنافسة لمدة طويلة ولذلك يجب ابتلاع المنافس الصغير وانتهت عمليات التركيز إلى أن اصبحت الصحف تعتمد على مصدرين إثنين همت وكالة الاسوشياتد برس ووكالة اليونايتد برس انترناشيونال.
غير أن الإعتماد على وكالتين اثنتين يقلل من فرص الإختيار وتحقيق الشخصية الصحيفة المستقلة.
لكن الصحف والمجلات تحاول جاهدة أن تتخلص من الطابع الخطي وأن تضفي على نفسها طابعاً شخصياً منجزاً وهو أمر جد عسير في ظروف التقدم التكنولوجي الذي فرض نفقات باهظة ولعل أشهر هذه المحاولات “صحيفة نيويورك تايمز” التي بدأت بأربعة مشتركين ولها الآن 99 مشتركاً داخل U.S.A و 55 مشتركاً خارج الولايات من بينها الأهرام المصرية:.
أسعار بعض وكالات الأنباء حتى 1993
تختلف باختلاف البلد وإمكانية القيمة الشرائية.
مثلاً:
1- وكالة المغرب العربي للأنباء تدفع ستوياً للصحافة الفرنسية 57800$
2- الأنباء اليمنية سيأ تدفع سنوياً للصحافة الفرنسية 17300$
3- الأنباء اليمنية سيأ تدفع سنوياً لرويترز 18000$
4- وكالة السودان للأنباء تدفع سنوياً للصحافة الفرنسية 24000$
5- وكالة الأنباء الكويتية تدفع سنوياً للصحافة الفرنسية 78104$
البحث الثالث
وكالات الأنباء العربية
أولاً: وكالات الأنباء في مصر
ثانياً: الوكالة الوطنية للإعلام
وكالات الأنباء في مصر
– عرف القطر المصري على عهد الخديوي اسماعيل ما يدعى “بوكالة الأنباء” عام 1877 إلا أن البدايات الفعلية لوكالات الأنباء في مصر فظهرت مع أربع مكاتب للأخبار وهي:
وكالات الشرق العربي- وكالة أبناء العروبة – وكالة الأنباء المصرية ووكالة مصر
1935 1940 1950 1952.
وكالة أنباء الشرق الأوسط: و-أ-ش
ارتأى مجلس الثورة نهاية 1955 إنشاء وكالة ذات شأن ظهر تأسيسها في شباط 1956 دعيت “وكالة أنباء الشرق الأوسط” على شكل شركة مساهمة رأس مالها 20000 جنيه على أن تمتلك أسهمها الصحف المصرية متضامنة وهي الأهرام – ودار أخبار اليوم – ودار الهلال – ودار التحري.
– أصدرت الوكالة أولى نشراتها 31 آذار 1956 في القاهرة و افتتحت فروعاً لها في الخرطوم وغزة وعمان وبيروت ودمشق سنة 1956 وكان إن حولت الدولة هذه الوكالة إلى “شركة توصية بسيطة” سنة 1959 بنفس التسمية السابقة ونصبت عليها أحد العسكريين كمال الدين الحناوي وجاء في أغراض إنشاء الشركة الجديدة لأسباب إعلانية ظاهرياً ولكنها سياسته باطنياً. ثم ألحقت بالقطاع العام 1962 ثم تحولت إلى شركة مساهمة 1964 تحت اسم وكالة أنباء الشرق الأوسط مهمتها تنوير الرأي العام ومحاربة الأخبار المدسوسة ضد الجمهور والعالم العربي وطبع الكتب وتوزيعها.
– ومع الاضطراب المستمر في وضعها الإداري نتيجة لتدخل السلطة والعسكر في غير اختصاصهم وبدء اهتزاز مركز الوكالة صدر قرار رئاسي سنة 1967 بتصفية الشركة ونقل كل أصولها إلى “وكالة الصحافة العربية المتحدة” التابعة للأهرام ودار المعارف وأخبار اليوم.
– ومع عهد السادات الحق بالوكالة اتحاد الإذاعة والتلفزيون لتجانس الاختصاص.
– كما وأن الوكالة أبرمت عقوداً مهنية مع أغلب الوكالات العالمية المشهورة لتبادل المعلومات وترجمتها الفورية وبثها ونشرها وتوزيعها على المشتركين والعملاء.
ورغم كل التحولات الداخلية والخارجية لوكالة أنباء الشرق الأوسط ظلت متماسكة في هيكليتها احترافية في أدائها ديناميكية في تحركها وطنية في توجهاتها إقليمية في عروبتها دولية في عصاميتها مهمة في انتشارها موثوق في مصادرها جيدة في تحريرها.
بناءً عليه فقد اعتمدتها في السبعينات – الصحف ومحطات T.V العربية والآسيوية والأفريقية فضلاً عن الأوروبية والأميركية بمثابة المصدر الموثوق والديناميكي عن أخبار الشرق الأوسط يتراوح ما بين 150-200 خبر يومي 300 تسجيلي وأكثر من 150 تحقيق و300 صورة شهرياً.
معطيات قبول الأخبار العربية بوكالات الأنباء الدولية
لقد استغرق أمر معرفة ذوق وكالات الأنباء الدولية وما ترغبه من أخبار ما يقارب الخمس سنوات ولم تكتف الوكالات العربية الطلب من الوكالات الدولية الثلاث بل تجاوزتها إلى وكالة الصحافة الألمانية التي لها امتدادات واسعة في الدول العربية.
بعد استطلاع آراء الوكالات الأنباء رويتر والأسوشياتد برس والألمانية مكتوبة وما هي المعطيات التي تراها مناسبة لقبول الأخبار العربية في نشراتها خرجنا بالوصايا الـ14:
1- يجب أن لا تبقى أي أسئلة دون إجابة مع توضيح الخبر بغية فهمه.
2- ضرورة تحقيق التوازن في الخبرين المتناقضين
3- أن يكون الخبر صالحاً للاستعمال
4- أن يكون بمقدور المحرر تقييم قدرة المتلقي على استيعاب الخبر ومدى احتياجه له.
5- الاهتمام بدقة الخبر لأن الخبر غير الدقيق لا يمكن الفهم منه إذا كان هو رد فعل على حدث ما أم هو سياسة دولة تجاه حدث ما.
6- في حال اقتباس جزء من التصريح ضمن خبر فيجب وضعه داخل قوسين.
7- على المحرر مراعاة استخدام طريقة الاقتباس المباشر عندما يتعامل مع افتتاحيات الصحف.
8- عندما تقوم وكالات الأنباء العربية بتوزيع نشراتها الأخبار باللغة الانكليزية من المفيد وبقدر الإمكان نشر الترجمة الحرفية الكاملة والمباشرة للخبر.
9- على محرري الوكالات العربية استخدام تفاصيل للسيرة الشخصية للأشخاص الواردة ذكرهم في البلاغات وأخبار التعيينات كما في الوفيات وذكر الأعمار.
10- على الوكالات ذكر مصادر الجوانب المختلفة للقصة الإخبارية.
11- السرعة مهمة لكن دون الإضرار بالدقة.
12- من المفيد التحقق مرتين من الأرقام الواردة في بنود الأخبار.
13- من الضروري نشر تقارير إخبارية عن مواضيع خفيفة تثير اهتمام القارئ إضافة إلى الأخبار السياسية.
14- من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن مهمة الوكالة إيراد الأخبار وليس إعطاء تفسيرات لها.
البحث الثالث
الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان
1- تأسيس الوكالة الوطنية وصلاحيتها
تأسست بمرسوم 7276 سنة 1961 وتخضع لإشراف مدير عام الوزارة وصلاحيتها لحظها المرسوم 8588 سنة 1962 حيث أصدرت نشرة باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية.
– ومهمتها “جمع الأخبار والتعليقات والبيانات المتعلقة بالأحداث الآنية الوطنية ومحيطنا ونشرها.
والغاية تأمين مجموعة يومية من الأخبار تعمد إلى نشرها في الإذاعة والتلفزيون والصحافة.
فمهمة المدير بالوكالة “كونه الحارس على التوجيه الإعلامي الرسمي،
– وتتكون الهيكلية الإدارية للوكالة من:
– أمانة السر الإدارية ودائرة الأنباء العامة، ودائرة الأنباء الإذاعية ومعظم الجهاز من الصحفيين.
1- دائرة الأنباء العامة:
تتولى هذه الدائرة “تحري” وجمع الأنباء وتحريرها ونشرها مع التعليقات والبلاغات وخاصة بما يتعلق بأوجه نشاط الدولة والحياة السياسية في البلاد وتضم 6 أقسام.
أ- أمانة التحرير: مهمته جمع ما تنتجه دائرة الأنباء العامة لتبويبه وإعداده.
ب- قسم الأخبار والتعليقات: جمع الأنباء وتحريرها لاسيما نشاط الدولة وأحداثها.
ج- قسم الريبورتاج: مساعدة الصحافة على نشر المعلومات التي تحتاج إلى جهد للحصول عليها.
د- قسم الدراسات واستعراض الصحف: فرع لتخليص تعليقات الصحف والمجلات اللبنانية يومياً.
استعراض الصحف الأجنبية: يترجم كل ما ينشر في الصحف العالمية ومتابعة الصحف العربية فيما يختص بلبنان.
فرع الاستماع الإذاعي: يصدر نشرة يومية تلخص التعليقات السياسية عربياً وعالمياً.
هـ- قسم المحفوظات والأرشيف: مهمته حفظ الأخبار العالمية والمحلية الهامة
و- قسم الشبكة الدولية: يقدم عن طريق التعاون مع الوكالات الدولية والأجنبية التي يمكن الاستفادة منها على عنوان صفحة الوكالة: الوكالة الوطنية للاعلام
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)
2- دائرة الأنباء الإذاعية
مهامها:تهيئة برامج الأنباء المنتظمة المعدة للإذاعة لاسيما نشرات الأخبار اليومية باللغات الثلاث وتضم هذه الدائرة قسمين:
أ- قسم الصحيفة الإذاعية: تقوم بإعداد نشرات الأخبار والصحفية الإذاعية بناءً على العناصر التي تزوده بها وكالة الأنباء الوطنية والإذاعة والوكالات اللبنانية الأخرى.
ب- قسم الأحداث الآنية السياسية:
ويعني بإعداد إذاعات خاصة نشرات مقابلات اجتماعات حلقات ومقتطفات من أقوال الصحف كما يوجد 24 مراسلاً في مختلف الأقضية وخمس مراكز في المحافظات ومكاتب في القاهرة، باريس، لندن وواشنطن.
مركز النشر اللبناني
حدد المرسوم الاشتراعي 25 سنة 1983 لتفعيل “مركز النشر اللبناني” وحددت مهماته بما يتلاءم مع السياسية العامة الوطنية ويضم:
1- دائرة العمل الداخلي: تتابع الرأي العام اللبناني وشرح الأهداف العامة لسياسة الدولة وتضم قسمين:
أ- قسم القضايا الاجتماعية.
ب- قسم التوجيه العام
2- دائرة العمل الخارجي: تعنى بالتواصل مع المغتربين خصوصاً العلاقات العامة مع الآخرين عموماً وتضم ستة أقسام:
أ- قسم النشر بالعربية
ب- قسم النشر بالفرنسية
ت- قسم النشر بالإنكليزية
ث- قسم النشر بالإسبانية
ج- قسم النشر بالبرتغالية
ح- قسم المنشورات المختلفة.
3- دائرة الدراسات والأبحاث: وتهتم بإعداد الدراسات والأبحاث وتحليلات الرأي العام للمساعدة على توجيه نشاطات وزارة الإعلام.
من خطوات تطوير الوكالات الوطنية: ينشر لها 24 مكتباً لمراسيلها في الأقضية والمحافظات واستحدثت 3 أقسام جديدة هي:
– قسم الكمبيوتر – قسم البيئة – والدائرة التقنية
كما عقدت اتفاقيات مع أغلب وكالات الإعلان العربية وعقدت اتفاقيات مع أهم وكالات الأنباء العالمية مثل وكالة الشرق الأوسط ووكالة الاسوسييتيد برس- ووكالة اليونايتد برس- ووكالة رويتر.
كما يجدر الذكر على عقدين مميزين مع وكالة الصحافة العالمية N.P.A والوكالة الفرنسية تتعهدان بإرسال مواد إعلامية إلى الوكالة الوطنية مباشرة عبر (5) أقمار اصطناعية لهذه الخدمة.
فالوكالة تعتبر من أهم المراجع الموثوقة.
الفصل الثالث
تطور الصحافة الفرنسية:
من طبع الإنسان شغفه بالأخبار نظراً لحاجته التبادلية مع الآخرين.
نشأة الصحافة الفرنسية:
ظهرت بدايات الصحافة الأوروبية عبارة عن وريقات مخطوطة طائرة بمبادرة فردية طوال أربعة عقود ” نشرة الوقائع” ثم أجمعت وقائع سنوية 1611 لتأريخ الثوابت الصحفية عرفت بوقائع “له مركور فرنسية” وهي أول دورية غير موثوقة وفي باريس حددت أول دورية غير موثوقة تدعى “نوفيل أوردينير” 1631 إلا أن ظهور “لاغازيت” 1631 كانت أول دورية رسمية في فرنسا
سنة 1650 قام رينودو بجمع افتتاحيات إعداده وملاحقتها سنوياً في مجلدات مستقلة فكان رائداً في تاريخ التوثيق الإعلامي.
– حافظت لاغازيت على رسميتها رغم تبديل اسمها إلى “لاغازيت دي فرانس 1660.
– اعتمدت الأكاديمية الفرنسية تسمية “جورنال” 1648
وبالمقابل ظهرت غازيل 1631 رينودو، جورنال دي سافان 1665. دي ساللو، وميركور 1672.
ومن ثم سنلاحظ ظاهرة الصحافة الفرنسية المهاجرة إلى الجوار انكلترا – وبلجيكا – وهولندا لأسباب مهنية أمنية أو اقتصادية.
صحافة القرن الثامن عشر:
أحد الأثرياء يشتري “لاغازيت” يدعى بانكوك” ويجددها باسم “لا غازيت دي فرانس” 1761 وأيضاً اشترى “ميركور” ويسميها “ميركور دي فرانس”.
وأسس أيضاً صحيفتين مهجرتين “جورنال ده جنيف” و”جورنال ده بروكسل” وبالمقابل ظهرت طفرة للصحافة الأدبية، بموازاة الرسمية ومنها “له سبيكتارتور فرانسيه” 1722 و”له جورنال ديتراجنيه” و”له نوفيل دي باريس” 1735 ثم ظهرت مقاهي ومكاتب المطلعة حيث تأسست صالة كبيرة جداً 1779 تضم أغلب الدور الفرنسية والأوروبية.
بالإضافة إلى إدراج مجالس ورواة الأخبار “وصالوناتها في مجال حركية الصحافة الشفهية أو المحلية على نمط الحكواتي” “الكونت دي ليون”
كما نذكر صالون مدام دوبليه سنة 1570 إذ خصصته لمذكرة “الصحافة السرية” ومنها جريدة “ايكليز تينيك” حتى 1771.
– في هذه الفترة شهدت باريس أول جريدة يومية هي “جورنال دو باري”1771.
صحافة الثورة:
مع عهد التنوير نهض الأديب ميرابو مطالباً بحرية الصحافة فعمد إلى إصدار جريدتين “ايتا” جينرو وبروفانس 1789″ حيث وقعت ثورة نابليون واتسعت حرية الصحافة بحيث صدرت 100 صحيفة في أربع سنوات لغاية 1792 رافقه شعار الصحافة “حارس الشعب” وتميزت بالمزاجية والعفوية في سجالات بين الملكية والجمهورية فأوجس نابليون خفية لاسيما عودة مليونير الصحافة بانكوك لإصدار عدة صحف ثورية منها “له مونيتر أونيفرسال” 1789.
– ويعتبر “هاتان” من أهم مؤرخي صحافة الثورة.
– أولى نابليون صحيفة “له مونيتر” كامل عنايته الرسمية فكان يراجع موادها شخصياً لولعه بالصحافة.
صحافة القرن التاسع عشر:
تميزت بوضع متذبذب للحرية حيث صدر مرسوم عام 1811 يسمح بمصادرة تأميم ملكية الصحف لم يبق في باريس سوى أربعة صحف لكن التأميم زال مع هزيمة الإمبراطور فعادت الحرية ومع عهد الرجعية (1815-1830) بتحريض من مارتينال إلى الملك بأن الصحف ليست سوى أدوات للفوضى لكن الغريب أن السلطة نفسها عمدت بالمقابل إلى شراء ذمم بعض الصحف لتسير في ركاب الحكم ليصدر مرسوم 1830 يقضي باستصدار تصريح كل 3 أشهر لصدور أية جريدة مما حرك الشغب في الشارع حيث فرض لويس فيليب رقابة غير مسبوقة باعتقاله 75 صحفياً ورفع 400 قضية بوجه الصحافة وغرامات 90 ألف فرنك.
الصحافة الشعبية:
ظهرت الصحافة الشعبية “له بتي جورنال” 1863 إثر اضطرابات سياسية متعددة حيث بلغ عدد الصحف عموماً 200 صحيفة سياسية و 400 جريدة متنوعة أشهرها “له طان و لو فرانس”
انتهى الوضع السياسي بانتصار بسمارك على نابليون الثالث سنة 1880 للعودة إلى تنظيم الصحافة مما سمح بظهور صحيفة “الكاريكاتور” 1830 مع فيليبون.
الصحافة الفرنسية في القرن العشرين
نعمت الصحافة الفرنسية بمساحة أوسع من الحرية مطلع القرن فظهر في باريس 75 جريدة مختلفة بـ 4 ملايين نسخة.
وأحصي 250 صحيفة من دوريات الأقاليم 1914 تهتم بشؤون مناطقها.
1- الصحافة والحرب العالمية الأولى
اشتدت الضائقة الاقتصادية على الصحافة فاضطر بعضها للاندماج في مؤسسة واحدة وخضعت للرقابة العسكرية.
أسفرت الحرب عن شحن الرأي العام المدني والعسكري.
فالإعلام في الداخل بخلاف المعلومات على الجبهة وعندما استعيد السلام فقدت ثقة الشعب بالسلطة حيث ساهمت الصحافة الإخبارية المصورة وكذلك الكاريكاتورية كدور أساسي في التسويق والترويج.
2- ركود الصحافة الفرنسية:
بدأ تطور الصحافة الفرنسية مبتكراً مقارنة مع سواها من الأوروبيات فارتفع توزيعها إلى 12 مليون سنة 1929 وتقدمت “فرانس سوار” على غيرها ولمع نجم الصحف المصورة وخاصة للأطفال والكاريكاتور.
إلا أن الملاحظ غياب صحافة الرأي المتعلقة بالقرار وأصحابها وعليه نجد تراجع صحف باريس تدريجياً إلى 30 دورية بعدما كانت قبل الحرب 75 صحيفة هذا بالإضافة إلى ظهور أثرياء الصحافة مثل “كورتي الكورسيكي” الذي لا يمت للصحافة إلا بصلة المال.
وأيضاً ركدت خلال الحرب الثانية ونزحت من باريس إلى نحو الجنوب هرباً من حكومة فيشي في وقت يوزع الألمان المساعدات على الصحف الموالية وكان من الطبيعي ظهور صحافة سرية لمقاومة الاحتلال.
نخلص للقول أن الربع الثاني من القرن العشرين كان فترة توقف وركود وتراجع للصحافة الفرنسية.
3- الصحافة الفرنسية بعد خمسينات العشرين
تشير دراسات تاريخ الصحافة الغربية الحديثة إلى نقلة نوعية في مجال الإعلام عموماً وتقدم وسائل الاتصال مثل الراديو وال TV والانترنت وغيرها على حساب الصحافة المكتوبة التي غدا دورها مكملاً.
التقدم التقني غير حياة الصحافة نحو الأفضل استناداً إلى تقنيات الاتصال والهاتف النقال إلى الخليوي المصور.
كما تميل الدراسات إلى ميل شرائح الجمهور نحو الصحافة المتخصصة.
إن غالبية الصحف الباريسية وجدت صعوبة في المحافظة على قرائها باستثناء “له فيغارو” و”اللومند” التي جاوز إصدارها 400 ألف نسخة يومياً 1967.
إن بقاء الصحيفة المكتوبة وسيلة ضرورية للتأمل الجماعي للعالم اذ لا يمكن الاستعاضة عنها في الدراسات الجادة بالبرامج التلفزيونية إجمالاً.
البحث الثاني
تطور الصحافة الإنكليزية
أولاً: نشأة الصحافة الانكليزية وتطورها.
بعد توفر صدور الدوريات في بعض أقطار أوروبا أخذت لندن تروج للصحافة الهولندية 1609 إلا أنه لم يكن لها التأثير الكافي.
– تطور الصحافة الإنكليزية
صدر أول كتاب أخبار منظم الصدور في إنكلترا سنة 1622 وكان يصدر رسمياً باسم السلطات الحكومية.
أما أول صحيفة إنكليزية بالمعنى المفهوم من اللفظ الحديث من حيث الشكل وثبات الاسم وانتظام الصدور “صحيفة” اكسفورد جازيت” 1665 ثم تحول اسمها إلى “لندن جازيت” ولا زالت حتى يومنا فصدرت أول صحيفة يومية 1702 وهي “ديلي كرنت” كما ظهرت صحف إقليمية عديدة.
– غير أن الثورة الحقيقية في الفن الصحافي الإنكليزي كانت على يد اللورد نورتكليف الذي أصدر صحيفة “ديلي ميل” سنة 1896 فكانت ثورة في التحرير والإخراج وتبعتها صحيفة “ديلي اكسبرس” 1900.
وقد أتاح نمو التعليم إلى زيادة عدد القراء فكان ظهور الصحافة الشعبية.
نشأة الصحافة الإنكليزية وتطورها
1- الصحافة الإنكليزية في القرنين 17-18م
وسمت الصحافة الانكليزية بالدينامية حتى أواخر القرن الثامن عشر حتى لقبت “السلطة الرابعة صاحبة الجلالة” سنة 1770 نظراً لاتساع الحرية.
1- الصحافة والحرية:
بعد صراع مرير بين السلطة والصحافة منحتها مساحة واسعة من الحرية لكن الصحافة الهامة لم تعمر طويلاً كغازيت وبالمقابل ظهرت “نورث بريتون” 1762 في مناوأة السلطة والبرلمان وبين هذا وذاك ظهر مسلسل “روبنسون كروز” في الدايلي بوست 1719.
2- التطور التقني في الطباعة والتكنولوجيا.
انصب التطور التقني هذه الفترة على الإنتاج الصحفي حيث بدأت الدوريات عموماً.
– تأسيس وكالة رويترز
أنشأ يوليوس رويترز سنة 1851 مكتب خدمات الأخبار 1848 وهو متعامل سابق مع هافاكس بواسطة الحمام الزاجل بداية الأمر حتى شهدت له “التايمز” بنوعية خدمته واضطرت للاشتراك فيها 1858.
ثانياً: صحافة القرن التاسع عشر
دأبت السلطة على تشديد الرقابة على الصحف خشية من تقدمها السريع بفرضها ضرائب الدمغة ورسوم البريد من أثار سخط الشارع فاضطرت السلطة لتخفيض الضرائب 1633 تم إلغائها 1861.
1- صحيفة التايمز:
تأسست باسم “ديلي يونيفرسال ريجستر” لجون وولتر 1785 ثم استقرت على التايمز واشتهرت مع مديرها “بين” 1841 وتميزت بنزعتها الاستقلالية وسايرت مبدأ الإصلاح وتحسنت أوضاعها لتوزع 40 ألف نسخة سنة 1850.
2- الصحافة الشعبية
كان من حسنات إلغاء الضرائب على الصحافة أن ارتفع عدد الصحف مباشرة.
– واجهت التايمز منافسة شديدة فاضطر يوليوس إلى حركة التفافية صحيفة على صحيفة ستاندر 1857 وعلى الديلي تلغراف 1855.
– ساهم انتشار الطباعة في ظهور بدعة “صحف الأحد” وتتميز بكونها مصورة وللتسلية في آن يتناولها العامة دون السياسية ومن أشهر الباقيات “الدايلي تلغراف” 25 ألف نسخة 1845 ثم ظهرت المجلات المصورة الإحترافية مثل “بتي ماغازين” 1830 ثم “ايفنيغ نيوز” 1881 و”ذي ستار” 1888 كذلك ظهرت صحافة الأقاليم.
3- إمبراطور الصحافة اللورد نورتكليف
يذهب البعض إلى أن التجدد في الصحافة الإنكليزية مردود إلى هارموست من أثرياء الصحافة وقد منح لقب ” اللورد نورتكليف” لاحقاً 1905 لرعاية مجموعته الصحفية الشعبية “تروست” إذ اشترى صحف “انسرز” 1888 و”ايفنينغ نيوز” 1894 و”الديلي ميل” 1896 ومن خلالها مارس الصحافة الإنكليزية المتميزة وابتدع صفحات نسائية حيث طبع مليون نسخة عام 1901.
وفي مطلع 1904 أسس “ديلي الوسترتيدميرور” على النمط الأميركي حيث احتلت الرسوم والصور مكاناً لهما.
ثالثاً: الصحافة الإنكليزية في القرن العشرين
غدا الصراع التجاري والمنافسة المهنية بمثابة قاعدة التعاطي الاحترافي إعلامياً فنشأت الصراعات وأصبحت الوكالات أبواقاً دعائية سياسية لكل دولة تنتمي إليها وعليه يمكن اعتبار كل الاتفاقيات بين الوكالات العالمية أصبحت ملغاة نهائياً عملياً.
– تسويق مجموعات الصحف الإنكليزية
نظراً لأحداث الحرب والانتصارات البريطانية ارتفع مجموع عدد نسخ الصحف اللندنية إلى 45 مليون نسخة 1920 ثم على حين خرجت مجموعات اللورد نورتكليف من الحرب أكثر ثوة وانتشاراً بل تقدمت على غيرها لكن وفاة صاحبها شكل مفترقاً مهنياً صعباً في الصحافة اللندنية.
الملاحظ أن هذا التطور في الصحافة الإنكليزية شكلاً ومضموناً وعدداً إنما جاء على حساب المستوى الصحفي العام الأوروبي والنوعي إذ أن التنافس الضاري بينهما من جهة والمجموعات الإعلامية من جهة أخرى إلى توظيف الأحداث الساخنة والمميزة بشكل استغلالي وتهويلي واحتكاري بصورة بعيدة عن التقاليد المهنية والأخلاق الصحفية الإنكليزية المألوفة.
وبعد انتهاء الحرب أغرقت سوق الصحافة الإنكليزية بدوريات فردية جديدة مما حشد منافسة المؤسسات الصحفية الكبرى في وجهها مما أدى إلى اعتراف أكثر “الفرديات” بينما ظلت مؤسسات الصحف الراقية مستمرة لثبات رصيدها.
وقد طبع سنة 1937 من الصحف البريطانية ما مجموعه 18 مليون نسخة وصول عام 1961، 27 مليون نسخة بينما قفز العدد من صحف الأحد من 13 مليون نسخة إلى 30 مليون نسخة.
حيال هذا الاضطراب والتفاوت في آن معاً تآلفت لجنتان لدراسة مطولة عن أزمة السوق ما بين 1945-1962 حيث أنشأ “مجلس الصحافة الأعلى” أوكل إليه نوع من إقامة وصاية معنوية على الصحافة.
بالمقابل أدت الأزمة الاقتصادية سنة 1960 إلى خسائر فادحة أي ميدان الصحافة فاحتجب عدة صحف مثل “ذي ستار” و”نيوز كرونيل” ثم اندمجت صحف أخرى مثل “بابلشينغ” مع “ادهامس”العامل.
نشأة الصحافة الأميركية وتطورها
بدايات:
أن أول صحيفة مبتكرة هي “بنسلفانيا غازيت” 1828 بنيامين فرانكلين وفي كل الأحوال كانت معظم مواد الصحف الأميركية في بداية أمرها تنقل من الصحف الإنكليزية الواردة من اوروبا ومثلت صحيفتا بوسطن وبنسلفانيا دورهما الصحفي الحقيقي في إشعال ثورة 1776.
وفي دستور 1791 “لن يأتي الكونغرس بأي قانون يحد من حرية الكلمة أو الصحافة”
بانتظار عام 1830 بدأت بوادر نهضة الصحافة الأميركية بالظهور وتشير الدراسات إلى وجود 17 صحيفة و200 دورية في 13 ولاية سنة 1800 فقد حققت “نيويورك هولد” تحقيقات ميدانية ونقل الأحداث بسرعة باعتماد مراسلين للصحيفة في الخارج فغدا الأمر صرعة فظهرت منافسة الأخريات لاسيما “ويكلي تريبون” سنة 1860 في وقت بلغت الصحف255 دورية
ثانياً: صحافة القرن التاسع عشر
شكلت حرب الانفصال بين الشمال والجنوب (1863-1865) محطة أساسية في تاريخ الصحافة الأميركية وارتفع عدد نسخ الصحف وكان للتلغراف دوره الهام في توصيل برقيات الجبهات الساخنة لمراسلي الحرب بمثابة إعلان ساخن.
1- الصحافة الشعبية:
إن الاضطرابات والأزمات شكلت المادة الساخنة للمحررين والمراسلين ورفعت مداخيل الصحف وأحرزت صحافة الولايات المتحدة مع حرب الانفصال وبعدها تقدماً مذهلاً إذ أشارت الإحصاءات إلى وجود 2500 صحيفة سنة 1910 تصدر 24 مليون نسخة في وقت تابع تقدم صحف السنتين” إنطلاقه وغدا لكل مدينة كبيرة عدة صحف مع رياسة نيويورك لزعامة أكبر مركز لنشر الصحف اليومية حيث صدر فيها 22 صحيفة كبرى يومية 1910.
2- صحافة السنت الواحد
شكلت الصحافة الشعبية قطب جذب ساحر باستمرار إذ راجت بأسعار زهيدة إنما بأعداد كبيرة ونذكر في هذا المجال اسم قطبين:
“بوليترز اليهودي” وهيرست الأميركي، وتحتل صحفهما الرخيصة بسنت واحد آخر حقبة من تاريخ الصحافة الشعبية الأميركية.
أما الأول: بوليترز الهنغاري الأصل فقد ارتحل إلى أميركا بفترة حرب الانفصال فأغرته الصحافة فاشترى امتياز صحيفتين قديمتين وأصدر بديلاً عنهما صحيفة “سانت لويس ديسيباتش” سنة 1878 كصحيفة شعبية ثم اشترى صحيفة “نيويورك وورلد” 1883 واتجه بها إلى عالم الصحافة الصفراء موظفاً بدون خجل الجرائم الدموية والأحداث المثيرة للفضائح فنجح بشكل مذهل.
أما الثاني هيرست كان مواطناً أميركياً أصيلاً وابن أحد الأثرياء بدأ متدرجاً صحفياً في “إكزا مينر” ثم ارتحل إلى نيويورك ليؤسس “نيويورك جورنال” الشعبية بسنت واحد وتميز بطموحه وكان أن أسعفته نشوب الحرب ضد أسبانيا لينفرد في استئثارها من خلال مقالات وتحقيقاته عن كوبا والباخرة “مين” في مرفأها هافانا وقد عرف بوطنيته المتطرفة وبطموح سياسي وظفه في إسقاطاته ضد خصومه على صفحات جرائده كما عرفت صحف الأحد انطلاقاً مماثلاً إذ طبع من “ساتردي ايفنينغ بوست” 1.5 مليون نسخة.
فمن الملاحظ انسجام هذه الصحف شكلاً ومضموناً مع مفهوم عقلية المهاجرين الجدد المتميزة بالخشونة ومن ذوي الثقافة الضحلة والراغبين دائماً بالصحافة المصورة والمرسومة.
ويعود سبب قلة النسخ المطبوعة في الصحف الأميركية إلى اتساع مساحة البلاد جغرافياً بالمقابل عرفت سلاسل الصحف حتى بلغت 13 سلسلة عام 1910 تضم 63 صحيفة يومية أهمها مجموعة هيرست ومجموعة سركيبس في وقت لعبت النقابات دور وكالات للمقالات و لتأمين الصور والرسوم التخزينية.
ثالثاً: صحافة القرن العشرين
شهدت الصحافة في القرن العشرين عدة عوامل تجاذبيتها التكنولوجيا الجديدة وفلسفات سياسية وعوامل اقتصادية أثرت في مجمل وضعها.
1- عناصر مستجدة ومنها:
أ- تحول وظيفة الصحافة: فقد نافست الإخبارية المصورة سائر الصحف المتخصصة التقليدية وعندما انتشر الراديو خسرت الصحافة قراءها بعد الحرب الثانية.
ب-ظهور القوميات الأوروبية لاسيما وقوف الأنظمة وراء المعسكر الليبرالي الأوروبي والشيوعي السوفياتي والتمايزي الأميركي وسعت أميركا لتصدير ديمقراطيتها إلى أوروبا.
ج- التجمعات الصحفية: أسفرت إلى زوال الصغيرة منها بسبب الأزمات الاقتصادية وتجميع الباقيات في “تروستات” لتضمن استمرارها.
د- التقدم التقني: على مستوى المطابع وعبر وسائل الاتصال بهاتف أو الفاكس أو الانترنت أو الأقمار الاصطناعية لتأمين الخبر الساخن.
هـ-أخيراً وكالات الأنباء: وهي الدم الحيوي اللازم لكل صحيفة لتواكب الحدث بمصداقية واحتراف.
2- الصحافة الأميركية والمجموعات:
أ- جهدت الصحافة الأميركية في المحافظة على تقدم انطلاقتها إلا أن الأزمة الاقتصادية بعد الحرب الثانية كبحت جماحها حيث تفاوت عدد نسخ الصحف بين 24 مليون سنة 1910 ليرتفع إلى 40 مليون 1940 وازداد صحف الأحد من 17 مليون نسخة إلى 23 مليون نسخة في نفس الفترة.
ب- المجموعات الصحفية: لم يكن لها سوى تأثير بسيط على تجميع الصحف حيث انخفض عدد اليوميات ما بين 1910- 1940 من 2500 دورية إلى 1800 دورية.
بالمقابل ازدادت محطات الإذاعة والراديو تدريجياً على حين أفلست مجموعة هيرست المشهورة لمنوأتها روزفلت”.
ج- ابتدعت الصحافة الأميركية صيغة “التايلوييد” اليومية بنصف حجم الصحيفة العادية بعناوين فخمة وصور مدهشة ومثيرة مع زوايا صغيرة للسياسة الخماسية هذا فضلاً عن ظهور نمط آخر جديد في الصحافة مع “ريدز جست” لوالاس 1923 لتفردها بنوعية خاصة من المعرفة والثقافة السريعة.
ازدهار الصحافة الأميركية: رغم تداعيات الحرب العالمية الثانية ظلت الولايات المتحدة تحتل نموذجاً فريداً في وسائل الإعلام.
إلا أن الصحافة انتقلت بعد الخمسينات إلى الاحتراف المهني والإداري.
– الصحافة اليومية: تشير الإحصائيات إلى ازدياد إنتاج الصحف اليومية باستمرار كما ارتفع عدد النسخ من 40 مليون إلى 60 مليون.
ما بين 1940- 1960 في وقت عجزت صحف الملحقات وبعض الأقاليم عن مقاومة المطالب العمالية المستمرة فلاغرو إذ بقي في نيويورك اليوم 3 صحف بدل 10 صحف في الخمسينات.
الفصل الرابع
تطور الصحافة العربية:
تدين الصحافة العربية في نشأتها إلى الصحافة الغربية وتحديداً مع الصحافة الفرنسية مع بونابرت سنة 1798 غزوته إلى مصر وتبعه الخديوي محمد علي باشا الكبير فأصدرا جرنال الخديوي 1827 أتبعها بالوقائع المصرية.
أما الجريدة الرسمية يعود إلى الضرورات التي يقتضيها الواقع الرسمي لتنطق.
الصحافة الرسمية في مصر.
أولاً: أولياتها الرسمية مع بونابرت 1798
أثناء حملته على مصر وتزويده بجهاز طباعي متكامل مع فنيين ومعدات ولوازمها مما ساعد على “إصدار أول منشور رسمي” باللغة العربية تاريخ 28 حزيران 1798 موجه للجمهور المصري من على الباخرة “لوريان”.
وبعد احتلاله الثغر في تموز أمر بإنزال المطابع في الإسكندرية ووزع أربع آلات نسخة من المنشور الرسمي الأول شكل ذلك دعاية لحكم نابليون عبر:
– منشورات باللغة العربية والفرنسية في الإسكندرية ثم بالقاهرة.
– جريدة “بريد مصر” باللغة الفرنسية في آب 1798 بالقاهرة.
– مجلة “العشرة المصرية”، باللغة الفرنسية آب 1798.
جريدة بريد مصر: 29 آب 1798 “لو كرييه”
هي الوجه الإعلامي لحملة نابليون أو لجيش الشرق وهكذا تقارب صحيفة لوكورييه الإعلام المتخصص كونها الجريدة الرسمية لجيش الشرق وتحت إشراف قوادها أنفسهم مباشرة على ثلاث عناصر:
أ- الوجه الرسمي: ينشر الأوامر والقرارات العسكرية على قواد جيش الشرق ونقل أخباره
– تعريف الجنود الفرنسيين بالمجتمع المصري وإدارته.
– متابعة سياسة باريس.
ب- الوجه التثقيفي: إطلاع الجنود على نشاط أعضاء المجمع العلمي المصري وثقافتهم وذكر طرائف ادبية .
ج- الوجه الإعلامي: ما يتعلق بحياة الجندي الفرنسي الشخصية من حاجات وغذاء بل تعمد نابليون توصيلها إلى الأسطول البريطاني الذي يحاصره.
ثانياً: تأسيس الوقائع المصرية عام 1828 مع الخديوي
1- جرنال الخديوي 1827: يمثل جرنال الخديوي 1813 الحلقة الأولى من سلسلة الجرائد الرسمية على عهد محمد علي وكان على دواوين الأقاليم إرسال خلاصة اسبوعية الى ديوان الجرنال “في اليوم من كل أسبوع.”
1- ظروف تأسيس الوقائع المصرية تكون جرنال الخديوي هي النواة الأول للوقائع.
2- أسباب ظهورها: 1827 أوعز الخديوي محمد علي باشا بتأسيسها نظراً لشغفه بصحافة الأستانة وأوروبا وطلب إلى رؤساء الدواوين تزويدها بخلاصة خصوصية عن الوقائع التي تحصل بالجبهات.
3- وصف الجريدة: بداية أربع صفحات ثم أصبحت 8 صفحات وبلغ اشتراكها السنوي 77 قرشاً بداية الأمر ثم بلغ 100 ق سنة 1900 وظهرت ثلاث مرات أسبوعياً.
– هويتها: وردت تسميتها بالخط الديواني “وقائع مصرية”.
4- فهرس الوقائع: ضمت الأنباء الداخلية ومجالس الأقاليم ثم زيد عليها أخبار الآستانة.
5- مواد الوقائع: هيأ الخديوي كل الشروط اللازمة لإخراج الوقائع على الصورة الرسمية المرجوة وتولى تحرير موادها باللغة التركية وعاونه محرر المواد للعربية.
6- تطور الوقائع مع الطهاطاوي: 1841 أشار الخديوي بتطور وتجديد الوقائع كصحافة ممالك أوروبا حيث وضع الشيخ الطهطاوي أصول الجريدة بحسب تنظيم اللغة العربية وتنظيم موادها حسب النظام التركي حيث طرأ تطوير جذري من أخبار بسيطة إلى التجديد والغلو في موضوعات في مختلف ضروب المعرفة.
7- تطور الوقائع مع محمد عبده 1880: احتواء أخبار الدواوين والمحاكم والأمن – على أعمال المديريات والنظارات – تقسم الوقائع إلى عدة أقسام: أوامر الخديوي وللنظارات العليا- والعلوم والآداب- والحوادث الخارجية والإعلانات.
8- التطور اللغوي: مع الشيخ محمد عبده وضلوعه باللغة العربية غدت الوقائع مدرسة صحفية لمحرريها حيث رفع أسلوبها لمستوى الحدث والأهم هو اتفاقه مع وكالات الأنباء العالمية رويتر – وهافاس لتزويد الوقائع بالأخبار الدولية.
وما إن احتل الإنكليز مصر حتى اعتقلوا الشيخ عبده ونفوه لتبدأ الوقائع مع الشيخ عبد الكريم سلمان عام 1882.
ثالثا: الوقائع في العهد الإنكليزي 1882-1952.
بعد الاحتلال الإنكليزي اتسمت بطابعها الرسمي المتخصص بنشر محاضر جلسات مجلس شورى القوانين والمقررات الرسمية وغدت جريدة رسمية للحكومة المصرية تصدر مرتين أسبوعياً في أربع صفحات على نسختين انكليزية وعربية مع ابتداعها “حروف التاج MAJUSCULE .
رابعاً: الوقائع في عهد الثورة الجمهورية 1952.
كان ضرورياً مواكبة الوقائع المصري لمستجدات الواقع لثورة 1952 وجاءت في ثلاثة أقسام:
– القسم الأول: هو القسم الرسمي للتشريعات: قوانين مراسم قرارات.
– القسم الثاني: للإعلانات ما كان رسمياً أو خاصاً مسموح به.
– القسم الثالث: المتعلق بنشر محاضر جلسات مجلس الشعب النواب أما في السبعينات فغدت ملحقاً بالجريدة الرسمية لجمهورية مصر العربة في عهد السادات.
– ونخلص إلى تنقل الوقائع المصرية بين ثلاثة عهود: خديوية – إنكليزية- وجمهورية وتبقى في النهاية المصدر الموثوق لتاريخ التشريع الدستوري والسياسي والإداري فيمصر حتى يومنا هذا.
الفصل الرابع
الصحافة الأدبية
– من المعلوم أن الجريدة أسبق في ظهورها من المجلة إلا أن الأخيرة لا زالت تمثل ظاهرة من ظواهر الحياة الحديثة.
وقد عرفت أولى المجلات الأدبية العربية في مصر باسم “روضة المدارس” 1870 وهي أشبه كونها “لسان حال إعلام الفكر والأدب”.
ومهما يكن من أمر فالصحافة الأدبية كما هو معلوم ليست للجميع وإنما لفئة متخصصة من الرأي العام.
تبقى الإشارة إلى أن الصحافة الأدبية المتخصصة لم تجذب إليها أحداً من أصحاب رؤوس الأموال أو المثقفين الميسورين لتوظيف أموالهم في قطاعاتها فظلت “رسالة الفكر والأدب” وفقاً على اهل القلم الذين يحملون رأس مالهم في عقولهم.
مجلة الثقافة سنة 1939
تأسيسها وهدفها: أصدرت لجنة التأليف والترجمة والنشر مجلة الثقافة في كانون الثاني 1939 تحت إشراف أحمد أمين وإدارته لها وهدفها
أولاً: مزاوجة تراث الشرق السابق وحضارته مع الفكر الأوروبي
ثانياً: نشر التراث والإنتاج الفكري العربي والاجنبي الحاضر والسالف.
الثقافة: مجلة أسبوعية للاجتماع والآداب والعلوم والفنون “صاحب امتياز المجلة رئيس لجنة التأليف والترجمة والنشر” أحمد أمين رئيس التحرير المسؤول:محمد عبد الواحد خلاف”
كما أن اغلب أعضاء لجنة التأليف والترجمة والنشر من أهل الفكر وأساتذة الجامعات.
أسرتها وموضوعاتها: مجلة الثقافة
وهكذا كان عماد الثقافة نخبة من الشباب المثقف منذ عام 1914 ومع ثورة 1919 مع جريدة السفور منبراً لهم ثم مع مجلة الرسالة سنة 1932 إلى مجلة الثقافة 1939 وذلك بهمة 80 شخصاً من خيرة أقلام مصر فهذا توفيق الحكيم يتناول موضوع الاشتغال بالأدب والكتابة – وأحمد أمين النقد الأدبي والتراجم – وعائشة عبد الرحمن في التربية والفقه – ومحمد بنوته بالزراعة – ومصطفى الديواني في العلم والطب…
ولم تأل المجلة جهداً في تجديد مقالاتها موضوعاً وأسلوباً وفي مطلع الخمسينات تطعمت المجلة بأقلام شابة متجددة يؤازرها جيل الشيوخ.
الثقافة ومعاجم اللغة العربية دأبت المجلة على الاهتمام بموضوع اللغة العربية عرضاً ونقداً وقد أولى اللغوي الكبير انستاس الكرملي اللغة كل اهتماماته ودورها في حفظ اللغة وصون التراث وبعد ذكره أهم المعاجم اللاتينية مع كليمكس “الموسيون” وفريوس “معاني الألفاظ” و”المعجم” المماثل لدوائر المعارف اليوم وقد نشر في باريس سنة 1502 ثم ينتقل إلى أول معجم عربي بالمعنى الحقيقي للكلمة فيقف عند الخليل أبن أحمد الفرا هيدي مع “معجم العين” ويفصل لنا إنشاءه وابتداعه طريقة خاصة في أسلوبه المعتمد على منطق فلسفي صرف.
وبعد عرض سريع لظروف تأليف كل معجم مع صاحبه وطريقة تصنيفه وعرضه بعض المآخذ يتجه الأب انستاس ليجمل بعض الشوائب والعيوب المشتركة بين المعاجم وقواميس المرحلة السابقة.
1- صعوبة البحث عن الكلمة
2- جهل اللغويين لأصول الأعجميات مثل الشطرنج الهندية الأصل
3- كثرة التصحيفات في الكلام مثل الحال والخال والجال
4- كثرة التصحيفات في التفسير
5- تفسير الواضح بالغامض مثل المبرد أي السوفان بالفارسية
ويختم حاولنا الاختصار واجتزأنا ما تقدم ليكون مثالاً لنا في تلك المعاجم
أثرها وقيمتها: حاولت مجلة الثقافة الوصول إلى اكبر عدد ممكن من القراء والمثقفين رائدها اختيار الأفضل وعرض غزير للمادة وكادت تمثل تزاوج تراث بين الشرق ومدنية الغرب ونشر النشاط الثقافي.
وتوفر للمجلة لجنة غنية بأعضائها مادياً وفكرياً واجتماعياً وسلطوياً وهكذا تبدو قيمتها في ثبوتها الصدارة في عالم الصحافة الأدبية بشأن مثيلاتها من المجلات العربية التي ساهمت في إيقاظ الفكر العربي إذ تناولت شتى ضروب الإنتاج الفكري من أدب وعلم وفن وسياسة واجتماع فإذ بها تعرض لشتى الآراء والأبحاث لكبار الأعلام أمثال عبد الوهاب عزام محمود تيمور وطه حسين.
وأخيراً سارت المجلة على سنة النشوء ففي الطفولة رعاية وفي الشباب كفاح وازدهار وفي الرجولة مثابرة ومعاناة وأخذت في الانحدار أواخر 1952 بسبب تراكم الديون وقيام الثورة المصرية كما يعزى توقفها أيضاً إلى كثرة المجلات في الوطن العربي وتنوعها.
نخلص إلى أن المجلة الأدبية تشكل عاملاً مهماً عن عوامل حركة الفكر كونها
1- بيئة ثقافية متجددة يجد المتعلمون في المجلات المتخصصة من أدبية وفنية وعلمية فرصتهم للتحصيل والاستزادة.
2- بيئة فكرية وخلقية: فدورها المساهمة في بناء صرح الفكر الأدبي والإنساني من خلال الإبداع والاصطفاء في تهذيب الروح العلمية والأدبية.
الفصل الرابع تطور الصحافة في مصر
يعتبر الصحافيون النابهون أن الفكاهة من العناصر الهامة في تحريك القارىء أما عند العرب فكانت بداياتها مع يعقوب صنوع المصري سنة 1877 اقتباساً من الصحافة الفرنسية فدخل عالم الصحافة الهزلية ليهاجم الخديوي اسماعيل الذي لاحقه فهرب بحراً إلى فرنسا 1877.
يقول صنوع عن الصحافة الهزلية: “ليس الغرض منه مجرد الضحك بل معه الاشتمال على الحكم والمواعظ الحسنة وعلى وجه لا تمل منه النفوس”
وكان لتمييز صنوع معرفته عدة لغات أوروبية أعطته قوة الحضور وتألق الشخصية حتى أن الشيخين الأفغاني وعبده أشارا عليه بتنمية جريدته “أبو نظارة” تمثلاً بنظارتيه المشهورتين.
مجلة أبو نظارة 1877
– الكاريكاتور فن السخرية التي تدخل السرور إلى القلب بشكل بالغ دون استئذان مع إضافة البسمة الظاهرة لتضحك من الواقع المحبط.
– فالكاريكاتور هو فن (اللا) الصريحة المتخفية تارة والساذجة طوراً إلا أنه من نزق صدامي هزلي ساخر يقض مضاجع الحكام ويأخذ بيد المظلومين ناشداً لسان حال الحق والحقيقة في آن معاً.
1- تعريف الكاريكاتور في اللغة: هناك معلومات متفاوتة حول نشأة هذا الفن وتسميته وتعريفه فالبعض ينسبه إلى إيطاليا أو بريطانيا أو فرنسا أو هولندا حتى أن التسمية (كاريكاتور) يشوبها اضطراب في تفسير معناها من الناحية اللغوية فمن يقول أصلها لاتيني “كاريكار” Caricare أي حمل ما لا يطاق في حين يقابلها في الفرنسية المصطلح Caricature الذي اعتمدته الأكاديمية الفرنسية 1762 ويذهب البعض من اشتقاق التسمية من عائلة أنيبال كاراكشي الهولندية لبراعته في الرسوم الهزلية.
لذلك يؤلف هذا الفن بأنه عبارة عن رسم تصويري يراعى فيه التهويل بإبراز السمات الفاقعة الشاذة لإحداث أثر ضاحك.
2- الكاريكاتور في الإصطلاح
تذكر أحدث موسوعة عربية أن الكاريكاتور في الاصطلاح هو من يشير إلى صورة رسم يبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية لشخص ما أو ظاهرة معينة حيث يتعمد الرسام إضفاء السخرية على موضوعاته سواء الخاصة أو العامة.
وأصبح يحتل منذ منتصف القرن الثامن عشر مكاناً بارزاً في الصحافة الغربية والشرقية وهو قيمة مجالسية في حد ذاته نراه يعرض التناقض بين ما هو قائم وبين ما هو مأمول.
فالرسم الكاريكاتوري يدين بالشيء الكثير لما في التراث الإنساني من مواد ومظاهر هزلية ساخرة يتمثلها من خلال الفن التشكيلي الحديث.
جريدة أبو نظارة لصنوع 1877
تجدر الإشارة إلى إصدار صنوع ثلاث صحف بسيطة في محاولاته الصحفية المتخصصة الأولى وهي هزلية الطابع.
أ- البعوضة LA MOUSTIQUE
ب- النظارة باللغة الإيطالية LOCHIALINO
ج- الثرثار المصري LE BAVAR EGYPTIAN
بثماني لغات حية وهي ظاهرة فريدة من نوعها في عالم الصحافة إلا أن هذه النشرات الصحفية لم تعمر بدليل عدم العثور على أي منها ولملاحقة الخديوي لتحركاته وعاشت مدرسته الهزلية معه واستمرت مع نظراته ومن أهم صحفه: – أبو نظارة زرقا 1877 في القاهرة
– أبو نضارة 1885 ي باريس
1- جريدة أبو نظارة زرقاء 1877 القاهرة
أصدرها يعقوب صنوع في القاهرة باللغة العربية بأربع صفحات.
– هويتها: إذ يقول : لا نتعرض في هذه الفكاهة لا للديانة ولا للسياسة الوطنية ففي الافتتاحية يتحدث عن نفسه ومجتمعه المصري وقصده من جد لبس لباس الهزل وأسف تحلى بحلى الفكاهة والغزل، وتتطور مسيرة الصحيفة رويداً وتكشف عن عدائها الساخر للخديوي عبر محاورات وهكذا تجاوز صنوع حدود الخطر ولم يتورع عن مهاجمة الوزراء والأمراء حتى أنه لم يوفرا أفراد الأسرة الحاكمة.
واضطر آخر الأمر للجوء إلى القنصلية الإيطالية ومنها غادر مصر 22 حزيران 1878 على ظهر باخرة فرنسية زاعماً أن الجماهير على رصيف الميناء كانت تناشده “لا تتركنا بين مخالب شيخ الحارة” أي الخديوي اسماعيل.
لغة الجريدة: تميزت بلغة محاوراتها وفكاهاتها وهي اللغة العامية الدارجة المصرية وتضمن هذا الأسلوب 1- عدة لهجات. 2- عدة لغات.
هكذا تمكن صنوع من عرض النكتة وجعل في خدمته اللهجة العامية ونجح أيما نجاح كونه يتقن ثماني لغات حية ترسلها في تعريب ما يناسبه من صحف الغرب الفكاهية.
2- صحف أبو نظارة في باريس
عمل كمدرس للغة العربية في باريس ليتدبر أمر معيشته.
2- جريدة أبو نظارة: مصر للمصريين 1885.
إن تواصل صدور حلقة جرائده في باريس تحت أسماء مختلفة وبنفس المضمون والشكل لدليل على استقراره المادي والاجتماعي في فرنسا.
والجدير فيها شكلاً وروعة ومنظراً هذه الصور الممتعة الملونة عدة ألوان 1887 وهي تنافس ما نراه اليوم، صدورها مرة في الشهر ثم مرتين 1890.
نشرت موادها باللغة العربية والفرنسية وأحياناً مع اللغة التركية وخصص لمراجع الساعة قضية السودان واسماعيل والإنكليز أما جديده فكان ذكره لسيرة حياته خوفاً من أن ينساه مواطنوه.
ونوجز: تمثلت الملامح الفنية لدى صنوع بما يلي:
1- تمثلت الملامح الفنية عبر نصوص شبه مسرحية دعاها “اللعبات التياترية”
2- نشر الرسومات الكاريكاتورية بالمجلة في جميع أعداد صحفه بلا استثناء بمثابة لوحات تشكيلية ساخرة.
3- اعتماده المبالغة في النموذج الفني الكاريكاتوري.
4- لجوءه إلى الحوار المباشر باللهجة العامية الدارجة.
لهذا يصرح: “الجرائد ترجمات الأفكار وحدائق الأخبار خصوصاً الجرايد الهزلية اللي بالبدايع محلية وبالنكات مطلية.
خلاصة عن تطور الصحافة المصرية
– واكبت الصحافة المصرية منذ وقائعها الرسمية 1828 لاسيما مع الإنكليز بحدود معينة.
– خضعت مصر للحماية البريطانية بعد الحرب العالمية الأولى فاحتج الشعب مطالباً بالحرية.
– نفى الإنكليز سعد زغلول إلى مالطا 1919.
– أقفلت الرقابة معظم الصحافة المصرية المناوئة ولم تبق سوى الأهرام والمقطم .
– استبدال الدستور بتنظيمات أخرى لم تنجح فأعيد العمل بالدستور ليعلق سنة 1953.
– لم تزل الصحف المصرية تناصر التحرر العربي عموماً.
– عانت الصحف المصرية من تعنت الأجهزة العسكرية.
– فرق قانون المطبوعات بين جريمة الصحافي والمواطن العادي. بإحالة الصحافي إلى محاكم الجنايات بمثابة إرهاب الدولة للصحافيين.
– باركت الصحافة قيام الثورة 1952 إلا أن تجاوز بعضها حدود حرياتها حملت السلطة على الاستيلاء على ممتلكاتها.
– جرت محاولات متكررة لوضع قانون خاص للصحافة لكنها باءت بالفشل.
– ظلت الصحف العاملة تمتثل لتوجهات الاتحاد الاشتراكي حتى غدت الأهرام والأخبار لسان حال الثورة والنظام العسكري.
– في عام 1960 صادرت الدولة كبريات الصحف وأممتها.
– ظهر تشدد صارم جداً إلى حد استحالة الحصول على امتياز لدورية سياسية.
– استندت فلسفة النظام بوجه الصحافة على “ملكية الشعب لوسائل الإعلام”
– ا ما من الناحية الفنية: تطورت في مصر بعد الحرب الأولى بشكل ملحوظ واحتراف مهني بفضل تأسيس معهد الصحافة والإعلام منذ الأربعينات.
بلغ عدد الدوريات 160 صحيفة ومجلة قبل الحرب الأولى وبعد الحرب إلى 50 دورية.
– قلة الصحف الصادرة باللغة الأجنبية.
– ما زال عدد الصحف في تناقص.
الفصل الرابع
أولاً: تطور الصحافة العربية
تطور الصحافة اللبنانية
أولاً: الصحافة الرسمية:
أسفرت فتن 1860 عن قيام نظام المتصرفية مما حمل المتصرفين على الاهتمام بموضوع الصحافة عامة والصحافة الرسمية خاصة فإن إصدار جريدة رسمية في أي عهد سياسي يعود للضرورات التي يقتضيها الواقع الرسمي لتنطق بلسان الحكومة الموجودة لتخدم أغراضها كون الحاكم المولج شؤون البلاد بحاجة إلى جريدة رسمية تنشر نصوص أنظمته التشريعية الرسمية على أفراد الشعب.
تعريف الجريدة: جرد الشيء أي قشره والجريدة في الاصطلاح هي لفظة أول من ابتدع اعتمادها في الصحافة العلامة أحمد فارس الشدياق بإطلاقه “جريدة الجوانب” على صحيفته 1860.
الجريدة الرسمية “بيروت” 1918
2- سبب ظهورها
بعد سقوط سوريا في يد الملك فيصل وانهيار السلطة العثمانية في بيروت حيث استلم مقاليدها عمر الداعوق الذي أعلن الحكومة العربية فيها ورفع الأعلام الشريفية على المباني العامة ورافق ذلك “صدور الجريدة الرسمية بيروت 1918” متضمنة بيانات وأوامر.
3- وصف الجريدة تصدر يومياً ما عدا الجمعة والأحد وباللغة العربية فقط وجاءت على صفحتين اثنتين بحجم 24x 36سم.
4- فهرس الجريدة خلت من أي فهرس يذكر.
الصفحة الأولى – بيان عمومي بتأسيس الحكومة العربية.
الصفحة الثانية: البرقيات الأخيرة إلى رئيس البلدية – إعلانات رسمية – إعلانات خصوصية.
5- لغة الجريدة: اعتماد اللغة العربية الفصحى في تحرير الأخبار والمقالات والتقارير.
أما من ناحية الشكل العام فإن أسلوب البيان المذكور ورد بصيغة الأمر الجازم والمحدود قطعاً نظراً لمتطلبات المرحلة الانتقالية.
وبكلمة نجد جريدة بيروت الرسمية وقد سيطرت عليها النفحة الأدبية أسلوباً ومضموناً.
6- تطورها: لم يتسنى لنا الوقوف على مجموعات متكاملة من “بيروت” الجريدة الرسمية لكن المرجح أن الانتداب على سوريا ولبنان حال دون كل التيارات العروبية.
7- قيمتها: تكمن قيمتها في عدة نقاط
– الأول: كونها المحاولة الأولى الرائدة على الصعيد الرسمي.
– الثانية: إنها تقدم مواد إخبارية وسياسية ودقيقة موثوقة مع بدايات الحكم العربي في بيروت.
– الثالثة: إنها الجريدة البكر التي تجاوزها الباحثون دون التمعن فيها.
الجريدة الرسمية للجمهورية اللبنانية 1943
2- سبب ظهورها: تعتبر الصحيفة السابعة عشر في سلسلة الجرائد الرسمية التي تزامن صدروها مع موافقة المجلس النيابي بجلسته التاريخية 8 تشرين 1943 لجهة إلغاء قانون الانتداب الفرنسي.
3- وصف الجريدة: قد تكون من الصعوبة أن تقع على هذا العدد لعدة عوامل أحاطت بصدوره لناحية السرية والسرعة ولماهيته وقيمته مضموناً واعتباره أهم وثيقة وطنية دستورية تجسد رغبة الشعب اللبناني في الاستقلال جاء عدد 10 تشرين الثاني في 17 صفحة بالحجم الصغير وتضمن قسمين القسم الرسمي وقسم الإعلانات والأحكام القضائية.
الأربعاء 10 تشرين الثاني سنة 1943 العدد 4106 تأسست 1860 صفحة 11500.
4- هويتها: الجريدة الرسمية للجمهورية اللبنانية.
5- فهرس العدد: شغل النصف الأسفل لصفحة الغلاف.
محرروها: ظلت الهيئة الإدارية التي تتولى إصدار الجريدة الرسمية في السراي الكبير.
6- لغة الجريدة: نصت المادة الثانية من الدستور اللبناني حرفياً “اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية” أما اللغة الفرنسية فتستعمل بموجب قانون.
7- تطور الجريدة: ألحقت الجريدة الرسمية منذ مطلع الاستقلال في الخمسينات بوزارة العدلية.
إلا أن السلطة عادت وألحقتها منذ الستينات برئاسة مجلس الوزراء.
مع حركة الإصلاح في عهد الرئيس فؤاد شهاب أخذت تصدر مرتين في الأسبوع يومي الاثنين والخميس على التوالي دونما انقطاع لأدوار انعقاد جلساء المجلس النيابي اللبناني.
أما الجريدة نفسها فتناقص ظهورها إلى مرة واحدة في الأسبوع في كل يوم خميس فقط وخفض عدد نسخها من 4500 إلى 2500 نسخة وغدا اشتراكها اليوم 240 ألف ليرة وسعر العدد 5 آلاف ليرة والطريف في الأمر أن القوانين والمراسيم والقرارات مرتبطة بمهلة زمنية لتصبح سارية المفعول حسب منطوق المرسوم الاشتراعي رقم 9 سنة 1939 لكن مع الظروف الاستثنائية فقد أصبح مفعول نفاذ كافة التشريعات الصادرة عن الجهات الرسمية مرتبطاً بلحظة توقيعها من مصادرها وتعليقها لصقاً على باب رئاسة مجلس الوزراء أو القصر الجمهوري.
ملاحظة: إن بحث الصحافة الرسمية يقدم لنا معلومات قيمة عن جانب من ماضينا القانوني والاجتماعي والثقافي وان الصحافة الرسمية وغير الرسمية كانت تفتقران إلى عناصر الدقة والأمانة أحياناً ما خلا الأخطاء اللغوية والأسلوبية كما قدمت لنا صورة عن أوضاعنا السياسية والاقتصادية طوال فترة صدورها في العهد العثماني وخلال الانتداب الفرنسي وتظهر مدى تشبث اللبنانيين بلغتهم الصرفية.
الصحافة الأدبية
تميزت الصحافة العربية منذ نشأتها وحتى الحرب العالمية الأولى بسمة الأدب الصرف فهي صحافة أدبية في جوهرها فمعظم صحفي الفترة الأولى يأتون عن طريق الأدب.
– مرت الصحافة الأدبية في العالم العربي بأطوار عديدة أهمها فترة الربع الثاني من القرن العشرين حين عرفت المجلات الأدبية في كل من مصر ولبنان وسوريا والعراق عهداً زاهراً بلغت فيه الذروة من الإنتاج الفكري حتى رأينا مجلات أدبية ثقافية جامعة كالبلاغ الأسبوعي 1926 لعبد القادر حمزة – والثقافة 1939 لأحمد أمين والكاتب 1944 طه حسين والعرفان سنة 1909 لأحمد عرف الزين والمعرض الأسبوعي سنة 1929 لميشال زكور.
وقد قامت هذه المجلات بدورها في خلق نهضة ثقافية جبارة عمت العالم العربي بأسره.
ثانياً:
مجلة العرفان 1909
تأسيسها: أسسها الشيخ علي الزين بعد حصوله على امتياز من الدولة العثمانية ثم أصدرها الشيخ أحمد عارف الزين 5 شباط 1909 في مدينة صيدا “مجلة علمية أدبية أخلاقية اجتماعية تصدر في غرة كل شهر عربي”.
– هدف المجلة: تنوير الأذهان ونشر الثقافة والآداب وبفضل مؤازرة أهل الفكر لمؤسسها أبصرت العرفان النور لتزيل ظلمات الجهل عن حبل عامل حيث امتلأت الجدران بعبارة “هيا إلى العلم”…
– أسرتها: تولى تحريرها ثلاثة أعلام (الشيخ الزين- الشيخ محمد علي حامد حشيشو 1918) وسليمان مصوبع ومع ازدياد قراءها ازدادت أسرتها.
– موضوعاتها: تنحصر في أربع: علم – أدب – أخلاق – اجتماع.
– موقف العرفان من اللغة العربية: انطلاقاً من عروبة المجلة ووطنية الشيخ الزين قادت مجلته حملة إعلامية بمبادرة ذاتية لنصرة اللغة العربية واقتراح اعتماد الفصحى وتحسينها- فخصصت المجلة ردوداً متواصلة للرد على المنادين باعتماد العامية بدلاًً من الفصحى ومحاربة دعوة التعريب كما تابعت المجلة رسالتها في الذود عن اللغة العربية بتصديها للجهات المستترة وراء أشخاص بعبنهم أو مؤسسات عامة فاعلة على الصعيد التربوي زعمت أن غايتها “تيسير اللغة”.
وهكذا بفضل الوعي الثقافي والمحافظة على مستوى اللغة العربية فقد صرف النظر عن منهج بلاغة عقل”
أثرها وقيمتها: صادفت مجلة العرفان منذ تأسيسها مشقة بالغة في بيئة يخيم عليها الجهل والأمية فرفعت شعار “هيا إلى العلم”. وجهدت في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء والمثقفين رائدها اختيار الأفضل وعرض غزير المادة فانتشرت في بلاد الشام والعراق ثم تناولها المهاجرون في افريقا والأميركتين ووزعت مطبوعات مجانية.
والملاحظ أن خطها الدولي الذي نهجته أدباً وثقافة واجتماعاً وسياسة أثار حفيظة البعض فدافعت حتى غدت مرهوبة الجانب وأقيم لها احتفال اليوبيل الذهبي 1952 وهكذا تتجلى قيمة مجلة العرفان في استمرار جهادها طوال ثلاث أرباع القرن.
وبكلمة فمجلة العرفان مجلة نهضوية مستقبلية وليست سلفية متزمتة وهكذا تركت بصماتها على الحياة الفكرية عامة والأدبية خاصة في الوطن العربي وأخيراً انتقلت ملكيتها إلى الابن نزار أحمد الزين 1961 لكن وقوع الأحداث اللبنانية 1975 أثر كثيراً على المجلة ولهجرة الأدمغة.
ومع وفاة نزار في الثمانينات تخلفت عن الركب إلا أن ذلك لم يفت من عضدها فأعاد إليها فؤاد الزين الحفيد رونقها ولم تزل.
بيئة فكرية وخلقية: إن دور المجلات الأدبية بناء صرح الفكرالادبي و الإنساني من خلال الإبداع والاصطفاء وقد ظلت المجلات الأدبية في لبان أمينة على هذا التراث تراث الحرية والانفتاح والأصالة ولا تزال تناضل من أجل أن تبقى حرة مستقلة.
البحث الثاني
صحافة الكاريكاتور
بدأ فن الصحافة الهزلية ضعيفا في المشرق مادة وتحريراً وكماً إلى أن أخذ يتطور تدريجياً في مصر ولبنان بحيث خلقت الصحافة الهزلية الكاريكاتورية لوناً جديداًً في أساليب الهجاء والنقد والسخرية لارتباطه بنفوس الجماهير باللهجات العامية والفكاهة والصورة المضحكة.
– تأسس في لبنان بعد الانتداب 25 صحيفة مختلفة منها 23 هزلية كاريكاتورية قلما عمر بعضها لسنة واحدة على حين استمرت “مجلة الدبور” حتى يومنا.
– كذلك في الاستقلال تأسست 6 مجلات كاريكاتورية لم يبق منها سوى واحدة “الصياد” تنتج الكاريكاتور السياسي.
سيرة الدبور رحلة في عالم الكاريكاتور
تأسيس الدبور: حصل يوسف مكرزل على امتياز إصدار الدبور باسمه شخصياً بمثابة أول جريدة كاريكاتورية انتقادية.
– صدر العدد الأول 1923 هدفها التنبيه على مواضع الخلل والنهوض بالوطن وجاء في افتتاحيتها “أصدرنا هذه الجريدة وطنية غايتها الإدلال على النقص والتنبيه إلى الجد وهي لا تتأخر عن أعمال المبضع حيث ترى الدمل، ولا يعجب القارئ إذ يرى تحت ثوب الهزل طنيناً منبهاً كطنين الدبور ولسعاً كلسعته فمن أراد أن يتحايده فليسلك المسلك المحمود.
– ثم ذهب مكرزل لاحقاً بتأسيسه “الدبور اليومي” 1935 لحمل نفس الرسالة لكنها ما لبثت أن توقفت بعد الحرب الثانية لتبقى الدبور الأسبوعية.
الدبور في مرحلة الانتداب: تزامن صدور الدبور في مرحلة سياسية مفصلية من تاريخ لبنان الحديث مع الإعداد لدستور وطني انتدابي فواكبت التطورات والمتغيرات من زاوية التنبه للخطأ.
1- الدبور والسياسة:
أ- الدبور ومجلس النواب
تصف الدبور وضع مجلس النواب في مرحلة الإعداد لمشروع الدستور 1925 بأسلوبها في النقد النثري:
“رن مجلس النواب للفصاحة والخطابة يدخل بالمواضيع من الشباك مش من الباب ويتلهى بالقشور ويترك اللباب”، ويبعزق من دون حساب على ضهر الجناب، ودولة لبنان الكبير رح تكبر وتصير لبنان صغير مثل أيام المير بشير” ثم تتابع منبهة “أصبحت جوانح الدبور كبيرة وعقوصته حامية لخدمة الوطن”… وسيعقص كل خاين وقرص كل متاجر بالوطنية لنوصل لاستقلال البلاد” لذلك تنبهوا يا سادة من عقوصة الدبور وزنبوره…
ويعتمد اللهجة العامية المطعمة بالفصحى.
ب- الدبور وقطار السلطة: فأوردت الدبور رسماً كاريكاتورياً لقطار السلطة رقم 2 عام 1931 عهد إميل إده، في بيت شعر ركب ركباً ركبوا قبض قبضاً قبضوا.
وينتقد فكرة قبول بعض الصحف لرشوة السلطة.
2- الدبور والإدارة: رغم جهود الفرنسيين لتطوير الإدارة ظلت مقولة “تنابلة السلطان”معشعشة في نفوس الموظفين ومكاتبهم.
أ- الدبور والإداريون: ترفع الدبور صوتها “بالنقد الفكري إلى حد لسع الإدارة الانتدابية في منهجية “إشاعاتها” التحديثية بترويجها لمستحدثات غربية فتذكر المجلة: “أما المستشارون فلا يحكمون وكأنهم هامان وفرعون، ويضربون على أوتار القانون كل ذلك على شرب الويسكي والأفيون ونغم الغرامافون وحالتنا معهم فون فون، وما منعلم إذا جبت لهم فرساي والبانتيون”.
وهذا ما يجسد حالة المسؤولين السكارى متجاوزين القانون.
ب- الدبور ومحدلة السلطة: تزامن الموضوع مع إنشاء مكتب لمراقبة الصحافة والمطبوعات في نهاية 1922 أي مع تأسيس الدبور فتنشر المجلة رسماً كاريكاتورياً “المحدلة السلطة” الضخمة تسير وتقضي على بعض الموظفين لتتخلص منهم بينما يفر الآخرون.
وهكذا حملت الصحافة الهزلية رسالتها الإصلاحية الملتزمة في الانتداب خلال الكلمة والنص والرسم والصورة.
أولهما: على صعيد الإصلاح السياسي والإداري والاجتماعي بمعارضتها وجود الانتداب الفرنسي ومناوأتها لزبانيته ومواليه.
ثانيهما: على صعيد الرسم والصورة فقد تطور نسبياً عما كان عليه في العهد العثماني وانتشر الرسم والتصوير على طريقة الزنكوغراف بداية الامر ثم تطور في “توليفه ودمجه” مع الفوتوغرافيا تدريجياً.
الدبور في مرحلة الاستقلال
يقول النقيب طه: “إن صحافة لبنان هي مرآة المواطن”
1- الدبور والسياسة
أ- الدبور ومجلس النواب
جرت العادة التئام مجلس النواب في دورات عقود استثنائية لدراسة وبت أمور ملحة تهم المواطنين فتنعقد الدبور إحداها في صيف 1956 غير المجدية.
“فكانت لنا دورة أطول من شهر الجوع أو من حبل الكذب فماذا استفادت البلاد من هذه الدورة كله واحد!!
فما الفائدة من اجتماع المجلس أو عدمه: فماذا عملوا أو قرروا ونلاحظ كثرة علامات التعجب والاستفهام في النص الانتقادي.
ب- الدبور والحقوق السياسية للمرأة جهدت المرأة اللبنانية في الحصول على حقوقها السياسية التي روجت لها سلطة الانتداب لكنها لم تقرها فشكلت الظاهرة موضوعاً دسماً للدبور فنشرت رسماً كاريكاتورياً ساخراً بريشة ديران 1948 يجسد تظاهرة نسائية صاخبة تلحق بالرئيس سامي الصلح في مشهدية ديناميكة صارخة وقد أطلق ساقيه للريح هرباً من المطاردة والعويل وقاذورات الماكياج من مختلف الأصناف والأحجام والماركات مع عنوان “عندما وقف سامي بك الصلح في وجه المرأة يعارضها”
2-الدبور والإدارة والاقتصاد:
فمع إقرار قانون من أين لك هذا سنة 1953 بسبب كثرة الصفقات فكان على خلاف الدبور “رسماً كاريكاتورياً هزلياً ساخراً لغني ذي كرش ضخم جداً يحاوره مواطن فقير بائس مشيراً متسائلاً بلهجة ساخرة من أين لك هذا؟ بصيغة تجاهل العارف…
ب- الدبور واحتكار الاقتصاد
تعمدت الدبور عرض مظاهر الاقتصاد ” المختلة” في نظام قائم على الاحتكارات السياسية والعشائرية فتنشر الدبور على كامل غلافها “رسماً كاريكاتورياً يحتل احتكار شركات الريجي والمرفأ والإقطاع المتمترسين وراء حصانه السلطة والنظام حيث نشاهد “الرئيس الباقي يتهيأ خلف مدفع 155 لقصف قلاع الاحتكار ويقف أبو طنوس مشيراً عليه بإطلاق قذائف لتهديم احتكار الاقتصاد”.
– أبو طنوس – يالله يا بيك بلش انسفهم بالمدفع.
– الرئيس الباقي – طول بالك يا بو طنوس عم أعمل بروفة تانصيب منيح!
– ونورد دعابة طريفة في الدبور عن حقوق العمال تجاه الغلاء حيث تظهر سيدة في مقدمة مظاهرة عمالية تحمل يافطة عن حقوقها المتمثلة في “وعدونا بالحرير – وصلونا للتعتير – ولعونا بالبنزين ركبونا على الحمير مش رح نسكت يا كبير.
خلاصة عامة:
ازدادت مساحة حرية الصحافة في الاستقلال وغدت مشهدية الكاريكاتور أكثر حرية وتنوعاً بل أكثر من لغة ومدرسة وفن ولون كما احتلت الشخصية النمطية قدراً هاماً في الرسوم الكاريكاتورية، وبدا احتراف الكاريكاتور رائجاً بل ذاع صيت عديدين منهم المهم أن يعيش الكاريكاتور – ويعايش هم الإنسان اللبناني والعربي العادي في تعرية قضايا مجتمعه.
الفصل الرابع الصحافة العربية المهاجرة حديثاً
أولاً: الصحافة المصرية المهاجرة حديثاً
إنها بهدف الخلوص إلى نتيجة منطقية للتفلت من عقال الصحافة الأم المحلية بحثاً عن رسالة للحرية أوسع تمارس معارضتها باطمئنان في وجه أنظمة أقطارها.
بدايات هجرة الصحافة المصرية مع أديب اسحق المتمصر فأسس جريدة “مصر القاهرة” بدعم من الحزب الوطني الأهلي المعارض لسياسة رياض باشا رئيس الوزراء المصري في هذا الجو حضر اسحق إلى باريس ليصدر صحيفة مصر القاهرة 1879 وهي أول جريدة مصرية مهاجرة وجهد اسحق في تهريب صحيفته إلى داخل القطر المصري حيث كانت السلطة بالمرصاد ثم توقفت الجريدة في1881 حيث أسس اسحق “التجارة” في بيروت.
– ومن أهم الصحافيين المهاجرين الشيخ محمد عبده 1884 حيث رحلة الإنكليز مع الأفغاني فاستقرا في باريس حيث أصدرا “العروة” 1884 ثم توقفت بعد ستة أشهر.
والسبب في رعاية باريس للمجلة يستبطن أهدافاً سياسياً للهجوم على الإنكليز.
الصحافة المهاجرة على عهد عبد الناصر:
مع استقرار الوضع السياسي في مصر عند صدور دستور 1923 توقفت الهجرة للصحافيين إلى الخارج حتى ثورة 1952 لكفالة الدستور حرية الصحافة لكن أزمة الصحافة 1954 بإغلاق السلطة للصحف المعارضة ومصادرتها عاودت الصحف سيرتها الأولى في المهاجرة ومن أشهر الصحفيين.
– في الخمسينات نذكر أحمد ومحمد أبو الفتوح أصحاب جريدة المصري متنقلين بين الدول العربية.
– أما في الستينات فنذكر علي أمين أحد صاحبي “أخبار اليوم” الذي عمل مراسلاً للأهرام في لندن 1965 وحضر إلى بيروت لتطوير إصدارات دار الصياد في الأنوار رغم مخالفته هيكل للفكرة وظل علي ابنه مهاجراً تسع سنوات أخيراً عفا عنه الرئيس أنور السادات وعين رئيس تحرير الأهرام بعد إقالة هيكل 1974
هجرة الصحافة في عهد السادات:
حسم الصراع السياسي في السبعينات لصالح السادات مما حمل بعض الصحافيين على الهجرة إلى عدد من الدول العربية أو الأوروبية فإلى ليبيا ارتحل احمد وحبيب والجبرتي وسرحان وغيرهم وإلى العراق ذهب صالح والتائه والسيد ومبارك وغيرهم.
أما باريس فهاجر إليها – العالم وشكري واسكندر بينما ارتحل محمد السعداني إليها ليؤسس صحيفة 23 يوليو شاركه فرح والشرقاوي.
صحيفة 23 يوليو 1979 في لندن
أسفرت أحداث مراكز القوى عن اعتقال محمود السعداني وسجنه ثم هاجر ليؤسس صحيفة 23 يوليو 1979 وهي مجلة مصرية تصدر بلندن لمصر والعالم العربي وشكلها تقتبس عن روز اليوسف وصباح الخير وقد صدرت في 64 صفحة من الحجم الوسط ومجلس إدارتها فيضم محمود السعداني ونور السيد ومحمد محفوظ وغلافها يزينه الكاريكاتور باستمرار الليثي أو البهجوري.
تبويبها: ترتيب موادها كروز وصباح – صفحتها الثانية ترويسة وصورة كبيرة مع تعليق صغير – أما الثالثة لتحقيق صحفي لرئيس المجلة قضية هامة وكذلك باب إخباري بعنوان أسرار حول مصر وآخر داخل الحدود.
محرروها وجمهورها: وجمهورها: فضلاً عن مؤسسيها السعدني والسيد ومحفظ اشترك في تحريرها فريد فرح وفتحي خليل وبكر الشرقاوي وعبد الحكيم قاسم وجمال إسماعيل ومحمد محفوظ فضلاً عن رسامي الكاريكاتور صلاح الليثي وجروج بهجوري.
– تشير 23 يوليو إلى أنها من المصريين المهاجرين وداخلها لنسمع صوتنا لشعب مصر عن الحقائق والرأي الآخر.
ختاماً وقد توقفت المجلة بعد صدور 45 عدداً الأسباب عديدة:
عدم تمويلها من قبل شيخ خليجي مناوئ للسادات بعد حين
لم تؤمن لنفسها مصادر إعلانية أو مساهمات
ومن الصحف المصرية المهجرية نذكر صحيفة الدعوة عن المركز الثقافي الإسلامي في النمسا 1981.
البحث الثالث
ثانياً: هجرة الصحافة اللبنانية حديثاً
عرفت الصحافة العربية المهاجرة مع رزق الله حسون الحلبي سنة 1855 حين ارتحل إلى الآستانة ليؤسس فيها أول جريدة عربية “مرآة الأحوال” 1855 إلا أن الاضطراب السياسي والأمني عام 1860 أدى إلى هجرة صحافتنا حتى أن عبد الحميد الثاني استجلب أنطوان زريق من نيويورك صاحب “جواب الكردي الهزلية ليعدمه وقال عند تنحيته عن العرش 1908: لو عدت إلى قصر يلدز سأرمي بالصحافيين في أتون النار”
وهكذا كان هاجس الحرية هو السبب في هجرة الصحافيين في العهد العثماني إلى فرنسا وتتكرر نفس الظروف سنة 1973 لتعاود الصحافة اللبنانية سيرتها المهاجرة إلى باريس.
– وتعزى الحرب اللبنانية إلى:
1- أسباب سياسية تتعلق بتجاوز “الدستور العرفي” سنة 1943 وتمايز طائفة الرئاسة أشعر البعض بالغنى فكان اغتيال معروف سعد وتفجير بوسطة عين الرمانة ودخول قوات الردع العربية 1976 ومعاودة ظهور ميلشيات معينة أن استهدفت مؤسسات صحفية عريقة كالنهار والسفير والمحرر والدستور بالابتزاز أو التفجير مما حملها على الهجرة إلى أوروبا حيث الحرية أرحب والسلطة لم تكبح جناح بعض الصحف في تطرفها والزعم بأن الصحافة تشحن الرأي العام طائفياً فضلاً عن انتفاء الحس الوطني فكانت الصحافة أولى ضحايا الحرب العبثية المسماة حرب الغرباء تبقى الإشارة إلى أن المرسوم الاشتراعي رقم 1 تاريخ 1/1/1977 ينص “الرقابة المسبقة” على مواد المطبوعات وهذا أمر مرفوض مهنياً وحقوقياً ودستورياً.
هجرة الصحافة اللبنانية حديثاً
1- الهجرة إلى باريس
أ- مجلة الوطن العربي: أسسها وليد أبو ظهر سنة 1977 على أنها مجلة إخبارية أسبوعين تصدر عن “مؤسسة الوطن العربي” في باريس وتعتبر وريثة جريدة المحرر لهشام أبو ظهر 1971 في بيروت سابقاً وقد اضطر وليد للهجرة إلى فرنسا لأسباب أمنية لاسيما بعد قصف مبنى المحرر بالصواريخ والرشاشات في نيسان 1973.
هيئة المجلة وإدارتها: هيئة التحرير بداية: المشرف العالم وليد أبو ظهر، مدير التحرير المفوض نبيل مغربي، المدير الفني فؤاد خربوطلي إلى أن تولى أبو ظهر رئاسة التحرير 1985 وطورت طاقمها التحريري المهني والإداري مع جريدة الأهرام لتبادل المعلومات ثم ألغي ليستبدل باتفاق جديد مع أهم الصحف الأميركية “نيوزويك”.
تبويبها: التزمت أسلوب التبويب الصحفي المتخصص كما في الصحافة العربية بحيث ضم الغلاف صورة الحدث الأهم لأبرز أحداث الأسبوع ثم في تقديم موادها الإخبارية تنطلق مع وكالات الأنباء العربية مشرق ومغرب ثم المقالات والتحقيقات والاقتصاد والثقافة والفنون والتراث والكلمات المتقاطعة والأبراج والسينما.
محرورها: عمدت إلى استكتاب كبار أهل الفكر والسياسة والصحافة والأدباء مشرقاً ومغرباً مثال السيدة جيهان السادات بمقالها السياسي الدوري وشفيق الحوت واسكندر غالي ومحمود درويش وغادة السمان والمرحوم نزار قباني كما اهتمت بنشر مذكرات لكبار السياسيين والقادة العرب “مذكرات عبد الناصر” وبخط يده والشاذلي بطل العبور 1973 وفهمي نائب رئيس الوزراء المصري 1978 لمعارضته زيارة القدس للسادات ومذكرات جنبلاط ومقابلات شخصية من عدة رؤساء لبن بيلا وياسر عرفات وولي العهد عبدالله.
سياسة المجلة: المجلة ليست حزباً ولا تطمح إلى أن تكون نشرة حزبية وبالتالي تحرص على تقاليد الصحافة وأخلاقياتها في نقل الحوادث كما هي وأنها ليست حكراً على اتجاه فكري أو سياسي معين بحيث أفسح المجال الرأي لمختلف اجتهادات الفكر العربي المعاصر بأقلام كتاب مختلف الإنتماءات السياسة والقضائية وتحدد موقفها من الأنظمة العربية بشكل عام فتؤكد “أننا في الوطن العربي لا نعتبر أنفسنا في خصومة مع أحد شخصياً رئيس أو حاكم أو نظام وكل ما نريده أن تكون لنا ولأي مواطن عربي عادي الحرية من أن يقول مؤيداً أو معارضاً دون خوف أو تردد.
رسالة الصحافة المهاجرة
وفي وطن تغيب عن معظمه الحريات والمؤسسات الدستورية والتشريعية والنقابية الحقيقية المنبثقة عن إرادة الشعب تصبح الصحافة المهاجرة رسالة تؤديها نيابة عن الصوت المكتوم هناك بإرادة القهر والتخويف والترويع.
ب- المستقبل: أسسها نبيل خوري ت 2022 وسنة 1977 صدرت عن الشركة العربية الفرنسية للنشر والطباعة.
هويتها: يبدو أنها استمرار لنظيرتها الفرنسية سابقاً في باريس 1919 وقد جاءت بحجم التايمز والنيوزويك الأميركيتين.
هيئتها وإدارتها: نبيل خوري رئيساً ومديراً مسؤولاً شكري نصرالله للتحرير وعصمت شبنور وسيسل الساك وسامي صفير من الصحافيين اللبنانيين المهاجرين.
تبويبها: تشبه مجلتي التايمز والنيوزويك وتستخدم مبدأ المدرسة الأميركية وبالتالي نوزع المواد التحريرية بمواصفات “الوطن العربي”،
محرروها: فضلاً عن هيئتها الدائمة أحمد بهاء المصري عن مصر ظل محايداً في حين فتح ناصر الناشيبي نار المعارضة بوجه السادات في وقت ناصر الرئيس الأسد بوجه السادات كما نذكر فؤاد مطر – رياض نجيب الدين – سمير عطالله – كوليت خوري – ناصيف مجدلاني.
سياسة المجلة: لخص نبيل خوري سياسة المستقبل الاهتمام بالقضية الفلسطينية ووحدة أرض لبنان واستقلاله والتضامن العربي فالصحافة المهاجرة ونحن منها هرباً من الرقابة والضغط تتعرض لأكثر من محنة أقلها منعها دخول أكثر من بلد عربي أخيراً كانت تتعاطف مع النظام السوري وتنشر مقالات تعليم اللواء مصطفى طلاس وغيره من زعماء البعث ومع غياب السادات خف وهج المجلة وأخيراً تم مقطع الخبط مع النظام عند الحركة الانشقاقية عن فتح
ج- النهار العربي والدول 1979
صدر العدد الأول منها في باريس 28 تشرين الثاني 1979 وتعتبر امتداداً لنظيرتها السابقة في بيروت.
د- كل العرب 1982 وسمت نفسها بمجلة الحدث والصورة عند تأسيسها.
2- هجرة الصحافة إلى لندن
اختارت بعض الصحف اللبنانية لندن معقلاً لهجرتها بسبب مساحة الحرية المتوفرة هناك ولكون ثقافة أصحابها تعتمد الإنكليزية أساساً وهكذا ارتحلت “الحوادث والدستورالى عاصمة الضباب لندن.
أ- الدستور أسسها علي بلوط 1974 وأصدرها في لندن وسياستها آنذاك تدعم النظام العراقي.
ب- الحوادث: هاجر بها سليم اللوزي سنة 1978 إلى لندن هرباً من الحرب التي استجلبته مجدداً لتغتاله من قبل مليشيات مرتزقة.
ثالثاًً: الصحافة السعودية المهاجرة
تميزت هجرة الصحافة السعودية بداية الأمر بكونها محدودة وبينية عربية إلى مصر تحديداً.
1- الصحافة المهاجرة الأولى:
أ- جريدة الحرم 1920: أصدرها فؤاد شاكر في القاهرة 1930 وجاءت أسبوعية وإشارة هويتها إلى أنها أدبية اجتماعية مصورة، وسبب إصدارها لكي تنطق باسم السعودية ونتحدث عن سياسة الحكومة في مصر ومنها إلى البلاد العربية ثم توقفت مطلع 1934.
ب- مجلة صرخة العرب 1955: للكاتب أحمد عبيد وتشير هويتها إلى كونها “مجلة سياسية جامعة” تصدر شهرياً وتولى تحريرها المصري اسماعيل الحيروك أما سياستها فجاءت عربية إسلامية تعنى بخدمة القضايا العربية وكان الغرض أيضاً إسماع صوت الحكومة السعودية في الخارج عبر مصر لكنها توقفت بعد سنة من صدورها.
الصحافة المهاجرة حديثاً:
أ- صحيفة الشرق الأوسط 1978 : صدرت في لندن لأسباب خاصة بالعمل وليس افتقادها الحرية في السعودية وتهتم بإبراز شؤون العالم العربي وأخباره والتركيز على أخبار المملكة السعودية والخليج مع اعتمادها منهج الاعتدال.
– محرروها: جهاد الخازن رئاسة تحريرها وكتب فيها مصطفى أمين عماد الدين أديب إحسان عبد القدوس أنيس منصور أحمد حجازي عبدالله الجعفري…
كما تتميز بشبكة واسعة من المكاتب المنتشرة في عواصم هامة.
ورغم كونها تصدر من لندن ترفض تسميتها بالمهاجرة كون شركتها مؤسسة سعودية مسجلة في لندن وتعتبر الشرق الأوسط من الأهمية في سوق الصحافة العربية والإقليمية والدولية.
ب- مجلة سيدتي 1981: مجلة نسائية متخصصة تتولى رئاستها د. فاتنة شاكر وهي من أوائل الإعلاميات السعوديات ثم خلفها عماد الدين أديب وقسمت إلى ثلاثة ابواب – للأخبار والتحقيقات النسائية ثم باب الأزياء والماكياج والجمال ثم باب الأسرة لذا اتسم إخراجها بالبساطة والأنوثة.
………………………………………….. ……………………………………….
منقول عن الكتاب المذكور اسمه واسم كاتبه اعلاه
ان شاء الله تستفيدون منه
والسلام عليكم
شكرا :d