” السلام عليكم ورحمة الله وبركاته “
إن الصراع مع المرض ، هو ظاهرة تاريخية بدأت منذ وجود الكائنات ،
فعالم الكائنات المجهرية من ميكروبات وفيروس وغيرها .. يحاول دائماً
إثبات ذاته أمام الكائنات الكبيرة .. وهنا يكمن سر وجود الإلتهابات التي
تصيبنا من وقت لآخر …
فكم من الملايين قد قضوا نحبهم من جراء مرض الملاريا المعروف في
القرن الثامن عشر والتاسع عشر حتى تم اكتشاف مادة ” Quinine ” ..
وكم من الناس الذين أردتهم أمراض السل والكوليرا والطاعون حتى تم
اكتشاف العلاج الملائم لها .. والآن تتحدى عظمة الإنسان أمراض
جديدة كالايدز والسرطان الذي يأخذ أشكالاً عديدة تتم محاربة البعض
منها حسب تطورها … وإلى ما هنالك من أمثلة ….
حسنــــــــاً إذن ….
الكيمياء والصحــــــــــة … ما هي العلاقــة بينهمــا ؟؟؟
تعتبر علاقة الكيمياء بالصحة من أوثق العلاقات وذات جوانب متعددة …
ومن ضمن هذه الجوانب …
المعالجة الكيميائية والتي هي عبارة عن إعداد العقاقير بعد التعرّف على
بنائها وخواصها ويتم تصنيعها في المعامل والمختبرات ..
ففي هذا العصر دخلت العلاقة بين الكيمياء والطب مجالاً واسعاً جداً …
فمثلاً في أوائل الثلاثينات لم نكن نعرف الفيتامينات وغيرها من العقاقير
والأدوية ..
فما هو دور كيمياء الفيتامينات في علاج بعض الأمراض ..؟؟؟
“فيتــــــــــــــــــامينب12”
“::×::نبـــــذةتــــاريخيـــــــــة::×::”
يطلق على هذا الفيتامين بالمضاد للأنيميا الخبيثة وهو مرض تم
اكتشافه عام 1849 م على يد العالم أديسون . ولم يتم التمكن من
إيجاد دواء له إلا سنة 1926 م بواسطة العالمين :
” Miont ” و ” Murphy ” .
وفي عام 1948 م تمكن الدكتور ” E.L.Smith ” في بريطانيا والدكتور ”
K.Folkers ” في أمريكا من عزل هذا الفيتامين من الكبد ” 20 ملليجرام
من طن كبد “… و أطلق عليه اسم ” فيتامين 12 ” …
وتلا ذلك أبحاث حول هذا الموضوع أثبت من خلالها فاعلية ب 12
كفيتامين …
أما التحضير صناعياً فلم يتم إلا سنة 1973 م حيث قام مجموعة من
العلماء بالتعرف على هذا الفيتامين وإثبات تركيبه الكيميائي …
ويحضّر الآن تجارياً عن طريق عملية التخمير …
“::×::كيميــــــــاءفيتـــــــامينب12::×::”
:: المسميات الأخرى ::
الكوبالامين ….. ” Cobalamin ”
السيانوكو بالامين ….. ” Cyanocobalamine ”
الفيتامين المضاد للأنيميا الخبيثة ….. ” Antipernicious anemia
Vitamin ”
عامل البروتين الحيواني …… ” Animal protein factor (APE) “
الوزن الجزيئي
1357
التركيب الكيميائي
يحتوي على 4% من عنصر الكوبلت ” لذلك سُميّ Cobalamin ” و 3‚2
% فوسفور وإن تركيبه يكون على الشكل التالي …
ذرة كوبلت مركزية متصلة بأربعة ذرات N للبيرول الرباعي على هيئة
حلقة تُسمى ” حلقة كورين ” وإلى نيوكليوتيد بنزاميد أزول وكذلك متصل
هذا العنصر بجذر CN ” لذلك أطلق عليه Cyanocobalamin ”
فترتبط ذرة الكوبلت بمجاميع عدة لتكوين مركبات عديدة كمشتقات لهذا
الفيتامين …
حلقة الكورين …
التركيب الجزيئي
:: خــــــــواصـــــــه ::
مركب أحمر بللوري لاحتوائه على الكوبلت …
قليل الذوبان في الماء ..
يذوب في الكحول الإيثيلي بينما لا يذوب في المذيبات العضوية الأخرى ..
لا يتأثر بالحرارة في الوسط المتعادل أو الحامضي لكنه يتلف بسرعة في
الوسط القاعدي .. ويقاوم الأكسدة ..
وهو يصنّع من قليل بعض الكائنات المجهرية فقط …
ويوجد في الطبيعة على شكل إنزيم مساعد يتحول بسرعة في الضوء إلى الشكل الذي يسمى به فيتامين …
:×:وظــــــائفــــه:×:
* يشارك في عملية تكوين كريات الدم الحمراء في نخاع العظام ..
* يزيد النمو ويحث على الشهية للطعام …
* يساعد على عدم تراكم الشحوم في الكبد ..
* يشارك في تكوين الأحماض النووية وعلى الأخص الثايميدين …
* يشارك في عملية تحول الكربوهيدرات إلى حوامض أمينية وإلى
شحوم …
* ترتكز عملية إنتاج البروتين والدهن بالإضافة للأحماض الدهنية على
مساعدة فيتامين ب 12 كمرافق إنزيمي ..
* يقوم بدور الحماية للجهاز العصبي …
* يدخل في عملية تحويل حمض الفوليك إلى حمض الفولينيك لإنتاج
كريات الدم الحمراء …
مصادرالفيتامين:
يوجد فيتامين ب12 بكثرة في الأغذية الحيوانية كاللحوم والكبدة والجبن
والحليب ومشتقاته بينما لا يوجد هذا الفيتامين تقريباً في النباتات ..
ولذا يجب الحذر من الاعتماد فقط على الأغذية النباتية كمصدر غذائي
للجسم لافتقارها لهذا الفيتامين …
إن أفضل المصادر للحصول على فيتامين ب12 هي اللحوم العضوية مثل
السمك وبالأخص اسماك الساردين،
والهيرينغ، وبعض الحلزونات البحرية، كذلك يمكن الحصول عليه في من
لحم الفخذ ولحوم الدجاج والجبن والبيض الذي يعتبر مصدرا مهماً
للفيتامين ب 12والحليب ومشتقاته ، بينما لا يوجد هذا الفيتامين تقريباً
في النباتات ..
ولذا يجب الحذر من الاعتماد فقط على الأغذية النباتية كمصدر غذائي
للجسم لافتقارها لهذا الفيتامين … ومن النباتات المعروفة بوفرة هذا
الفيتامين مثل : نبات الفلفا (الفص) والخميرة وكذلك في نوعين
على الأقل من النباتات البحرية اليابانية هما (واكامي وكومبو).
:×:التصنيع الحيوي للفيتــــامين:×:
يقوم الجسم بتصنيع كمية لا بأس بها في الأمعاء من فيتامين ب 12
ويحتاج الإنسان إلى جرعات يومية …
كالتالي ..
البالغين ………… 2- 3 ميكروجرام / يوم ..
الحوامل ………. 5‚2 – 3 ميكروجرام / يوم …
المرضعات …… 2 – 5‚2
الأطفال حتى سنة ….. 3‚0 – 5‚ 0
الأطفال ……… 5‚0 – 9‚1
أعراض نقص الفيتامين:
ينصح أولئك النباتيون الذين يتغذون فقط على الخضراوات كمصدر للغذاء
بان يتناولوا هذا الفيتامين لمنع حصول نقص في الجسم منه. كما أن
استهلاك كميات كبيرة من الكحول تسبب الحاجة اكبر لمزيد من فيتامين
ب 12، ويصح نفس الشيء على تناول المضادات الحيوية. ويعاني بعض
الناس من عدم القدرة على امتصاص الفيتامين ب 12 أثناء عملية
الهضم لأسباب داخلية في المعدة ناجمة عن نقص بعض الإنزيمات.
لذلك فهم يحتاجون إلى أن يأخذوا هذا الفيتامين عبر حقنهم به. ومن
المفيد أن الكبد يستطيع أن يخزن كمية من هذا الفيتامين تكفي ستة
أعوام. وهذا يعنى أن نقص هذا الفيتامين يعتبر نادراً.
” الأنيميــــــــا ”
ويدعى مرض نقص الفيتامين ب12 بفقر الدم الخبيث ويأتي هذا النقص
كنتيجة لنقص عوامل داخلية في المعدة تؤدي إلى امتصاص شديد
للفيتامين.
وتنجم الأنيميا من نقص في مركبات DNA نتيجة لانعدام وصول بعض
المركبات الداخلية، ويؤدي وجود المركب النكليوتايد بيسونثسز الى ظهور
تأثير الفيتامين على الحامض «فوليت ميتابوليزم». وعندما يحصل النقص
في فيتامين «ب12» يتكلس الحامض الأميني «فوليت» ويتحول إلى أن
5 ميثيلتيتراهايدروفوليت كنتيجة لنقص الخواص.
ومن أعراض هذا المرض كبر حجم الكريات الدم الحمراء وانخفاض
عددها … ويمكن علاجه بحقن المريض بحدود 1 ميكروجرام يومياً من
هذا الفيتامين …
تؤدي حالة أخرى إلى منع السينثيسز ومركبات التيتراهايدروفوليت
الحامضية من التحول المطلوب لإنضاج عملية تكون الحمض النووي «
DNA». وتعزى بعض التعقيدات والمشاكل العصبية لنقص فيتامين ب 12
والتي تنجم من تهدم خلايا الأعصاب المستمر، ويعتقد أن عملية الهدم
ناجمة من زيادة مادة ميثيلمالونيل كو أي الناجمة من نقص فيتامين ب
12.
حالة هزال وكآبة وعصبية وزيادة درجة الحمى في اللسان والفم إضافة
إلى تنمل في الساقين والأذرع.
اضطرابات في الجهاز العصبي :-
” خلل في عمل الأعصاب وتعب في الساقين والمفاصل والتهاب
اللسان ” ..
ضعف البصر وحدوث اضطراب في النخاع العظمي ..
نقص فيتامين (ب 12) يؤدي إلى هشاشة العظام
حذرت دراسة متخصصة نشرت مؤخرا, من أن السيدات الكبيرات في
السن اللاتي يعانين من نقص فيتامين ( ب 12) أو من وجود مستويات
منخفضة منه, أكثر عرضة لفقدان سريع في الكثافة العظمية.
وقال الباحثون في مجلة /الأيض وعلوم الغدد الصماء السريرية/, إن هذه
النتائج تركز على أهمية فيتامين (ب 12) لصحة العظام وسلامتها عند
السيدات مع التقدم في السن, حيث يحتاج الجسم لهذا الفيتامين الذي
يتوافر في المنتجات الحيوانية من لحوم وحليب وألبان وجبن ومحار
وبيض, لإنتاج خلايا الدم الحمراء والمحافظة على حيوية الجهاز العصبي.
ووجد العلماء في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو الأمريكية, بعد
متابعة الكثافة العظمية في الأوراك عند 83 سيدة تجاوزن الرابعة
والستين من العمر, لمدة سنتين إلى ست سنوات, أن النساء اللاتي
عانين من انخفاض مستويات فيتامين (ب 12) شهدن أسرع خسارة
عظمية, مقارنة بمن تمتعن بمستويات طبيعية منه, وهو ما أدى إلى
ارتفاع معدل إصابتهن بالكسور. ويرى الباحثون ضرورة أن تتعاطى
السيدات الكبيرات في السن مكملات غذائية بسيطة من فيتامين (ب
12) أو الفيتامينات المتعددة أو إجراء بعض التعديلات الصحية التي
تساعد في إبطاء معدلات الخسارة العظمية كتناول الكالسيوم سواء من
المكملات أو الغذاء.
الكبديستطيع تخزين كمية من الفيتامين ب12تكفي ست سنوات
يعرف الكوبالامين بشكل شائع بفيتامين «ب12» ويتكون من تركيبة
كيميائية قرصية التشكيل أو حلزونية يتمركز فيها الحديد.
ويوجد فيتامين ب 12 بشكل جزيئات ميكروسكوبية في كبد الحيوانات
اقرب إلى البروتين بصيغة ميثيكوبالامين او دي اوكسايدينوزيلكوبالامين 5.
ولا بد لهذا الفيتامين من المرور بعملية الهدرجة لكي يصبح فعالاً، وتتم
هذه العملية في المعدة بواسطة الحوامض الموجودة في المعدة أو في
الأمعاء والمسماة بمادة أو خميرة التربسين التي يفرزها البنكرياس. وتتم
تلك العملية بعد تمثل اللحم الحيواني المهضوم وامتصاصه، ومن ثم
تزويد الجسم به عند الحاجة.
ويتم تحرير البروتين من جدار المعدة بعد عملية الهضم ومن ثم يأخذ
طريقه عبر تلافيف الامعاء حيث تجري عملية الامتصاص أثناء مروره فيها.
وبعد عملية الامتصاص يأخذ الفيتامين طريقه إلى الكبد حيث يحفظ
هناك متحولاً إلى مركب يدعى ترانسكو بلامين 2.
وتتمثل الحاجة إلى هذا الفيتامين في الجسم من خلال مؤثرين مميزين
يتعرض لهما الجسم ويحتاج فيهما فيتامين ب 12 بشكل خاص. والمؤثر
الأول هو، أثناء عملية هدم خلايا الأحماض الدهنية التي تولد جزيئات
فردية من النويات الكربونية والحامض الأميني، وتنتج من ذلك مركبات
كيمياوية احدهما يؤدي إلى ظهور إنزيم يدعى ميثيلمالونيل كو أي
موتاس الذي يحتاج الى فيتامين 12 كعامل مساعد للتحول الى
سوسنيل كو أي، حيث تبرز الحاجة إلى المركب المشتق دي
أوكسايادينوزين الناجم من كوبالامين لاكمال هذه العملية.
أما المؤثر الثاني، فيحتاج فيتامين ب 12 كمحفز لتحويل الهيموسايستين
إلى مادة الميثيونين ويجري تحفيزه بمادة ميثيونين سينثاس. إن عملية
التحفيز هذه تؤدي إلى تحول مجموعة ميثي 1 من أن 5
ميثيلتيتراهايدروفوليت إلى هايدرو أوكسي كوبالامين التي تؤدي إلى
إنتاج مادة تيتراهايدروفوليت ومادة الميثيل كوبالامين خلال عملية
التحول تلك.