التصنيفات
العلوم الهندسية

الهندسة القيمية Value Engineering

كانت نشأة الهندسة القيمية في الأربعينات الميلادية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي شركة جنرال إليكتريك (General Electric) على وجه ا لتحديد ، وهي الشركة التي كانت تتولى صناعة محركات سفن وغواصات البحرية الأمريكية و القصة هي أنه في أثناء قيام الحرب العالمية الثانية وتحديدا في العام 1947 ظهر المفهوم الجديد وهو ((التحليل القيمي Value Analysis)) على يد المهندس” لورانس ماليز” والذي كان يعمل في شركة General Electric وكانت مهمته توفير البدائل نتيجة النقص الشديد في قطع الغيار لبعض الأجهزة والمعدات في الشركة بسبب الحرب بحيث تساهم في تقليل التكلفة وتطوير المنتج ، حيث أنه قام بالتركيز على الوظيفة (Function) لكل منتج ، أي قام بتطوير الأسس التي تقوم على تحليل الوظيفة أو الأداء وليس على المواد، ومن هنا نشأة طريقة ” القيمية” المعتمدة على التحليل الوظيفي (Function Analysis ) الذي يميزها عن غيرها من التقنيات الإدارية الأخرى،
وفي عام 1954م تم تطبيق فكرة الهندسة القيمية في البحرية الأمريكية ، ثم في وزارة الدفاع الأمريكية (DOD) عام 1958م، وفي وكالة الخدمات العامة الأمريكية (GSA) ، ومنها انتقلت إلى عدد من الهيئات والمنظمات العالمية بدءً بأوروبا في عام 1975م ، ثم اليابان واستراليا والهند وكوريا وغيرها من بلدان العالم.
وفي عام 1406 هـ تم اقتباس هذا التقنية وتطبيقها على مشروعات وزارة الدفاع والطيران بالمملكة العربية السعودية، واستمر جلُّ التطبيق على المشروعات العسكرية حتى عام 1415هـ حيث تم تطبيقها على المشروعات المدنية بمختلف أنواعها.

مدخل لفهم الهندسة القيمية :

كما هو متبع حاليا, يتم تطوير المشروعات الإنشائية بوضع برامج احتياجات ومتطلبات بواسطة مهندسين واستشاريين من الداخل أو عن طريق التعاقد مع استشاريين وأخصائيين أو بإسناد العمل إلى جهة استشارية، تبدأ بالبرمجة والتصميم وتنتهي بترسية العقد الإنشائي. وفي كل الحالات، قلما نجد برامج لمراقبة الجودة والنوعية وتحسين القيمة رغم إن هذه البرامج جزء لا يتجزأ من العملية الإدارية والإنتاجية في القطاع الصناعي.

تعليم_الجزائر

مفهوم الهندسة القيمية:

إن منهج الهندسة القيمية من أهم وأحدث هذه البرامج والتي تم تطبيقها الآن في الكثير من البلاد المتقدمة تقنيا وتطبق حاليا في دول مجلس التعاون منذ ما يزيد على العشرين سنة. تعرف الهندسة القيمية بأنها ” جهد جماعي منظم لأجل تحليل وظائف المشروع ومطابقتها لأهداف ومتطلبات المالك والمستفيد ومن ثم ابتكار بدائل تؤدي تلك الوظائف وتحقق الأهداف بأقل تكاليف ممكنة دون الإخلال بالجودة والوظائف الأساسية” . فهي تقنية حديثة وعلم منهجي معروف أثبتت مكانتها لأنها تساعد على تقليل التكلفة وتحسين الجودة في آن واحد.

تعليم_الجزائر

إن أسلوب الهندسة القيمية هو أسلوب علمي مدروس أصبح مستخدما بفعالية من قبل الكثير من الشركات والمؤسسات الهندسية العالمية والمحلية. ونجاحها يعود إلى أنها تسهل على المالك اتخاذ القرار وتساعده على الحصول على أكبر عائد مادي وفي نفس الوقت تحقيق الأهداف والمهام المطلوبة مع مراعاة الحصول على الوظائف التي يرغبها المالك مثل الجمال والبيئة والسلامة والمرونة وغيرها من العوامل الهامة التي تفي أو تفوق توقعات المالك والمستفيد .

أسباب زيادة التكاليف الغير ضرورية ورداءة الجودة:

هناك الكثير من الأخطاء التي وقعت وتقع في معظم المشروعات الإنشائية في جميع المراحل وخصوصا في المراحل الأولى ومن النادر الحصول على عمل إنشائي متكامل يرضي المالك والمستفيد. ونتج من هذه الأخطاء تكاليف زائدة وتكاليف غير ضرورية. ولا يزال هناك الكثير من العوامل التي تساعد على رداءة القيمية. إن هذه العوامل (موضحة أدناه ) تعتبر عقبات في طريق الحصول على القيمة الجيدة وأن أفضل طريقة للتغلب هذه العقبات هي استخدام أسلوب العمل الجماعي المتبع في الهندسة القيمية بواسطة فريق عمل متعدد التخصصات مكون من جميع الأطراف ذات العلاقة.

إن الاستغلال الأمثل للموارد هو مطلب تزداد الحاجة له يوماً بعد يوم لأن معظمها إن لم يكن جميعها قابل للنضوب ويزداد الطلب عليها باضطراد. ومن أجل هذا يصبح تطبيق منهج الهندسة القيمية على المشروعات والخدمات وغيرها مطلب ملح للبقاء في ظل المنافسة العالمية الشديدة . وخصوصا إذا علمنا أن هناك الكثير من العوامل التي تساهم في زيادة التكاليف الغير ضرورية ورداءة الجودة والقيمة معا، ومنها:-
• غياب المواصفات المحلية
• قلة المعلومات (الأهداف ، المتطلبات ، التكاليف)
• المبالغة في أسس التصميم والمعايير
• المبالغة في معامل الأمان ( ( Safety Factors
• عدم الاستفادة من التقنيات الحديثة.
• ضعف العلاقات والتنسيق بين الجهات المعنية باتخاذ القرار
• عدم تقدير وتحديد التكلفة في البداية
• الاعتماد على الفرضيات دون الحقائق
• التركيز على التكلفة الأولية وليس التكلفة الكلية.
• ضيق الوقت المتاح للدارسات والتصميم

منهج الهندسة القيمية:

الهندسة القيمية أو إدارة القيمة هو أسلوب منهجي فعال لحل المشكلات (Problem Solving Methodology) ثبتت جدواها في معظم بلاد العالم المتقدمة، حيث أنها تركز في البداية على الفعالية (Effectiveness) عن طريق تحليل الوظيفة (Function) أو الوظائف المطلوب تحقيقها وتحديد الأهداف والاحتياجات والمتطلبات والرغبات (Goals, Objectives, Needs, Requirements and Desires) ومن ثم تبحث في الكفاءة (Efficiency) عبر تحديد معايير الجودة (Quality) التي تجعل من المنتج أكثر قبولا، و أخيرا تسعى للحصول على ذلك بأوفر التكاليف الممكنة. والتكاليف هنا يعنى بها التكاليف الكلية (Life Cycle Cost, LCC) وليس التكاليف الأولية فقط.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.