+++
شعر الدكتور عدنان علم الدين زيدان
+++
أشعلتَ في قلبي حنيناً يهدرُ حلو الضياءِ في الدجى يا زائرُ
حُبُّ الأحبةِ في فؤادي يغزرُ عن حالتي في الغربةِ مَنْ يسألُ
هلْ في الحمى ما زالَ أسمي يُذْكَرُ يا بدرُ في عتم الليالي مُشْرِقُ
قلبي بحبِّ الوالدين يزْخَرُ حيِّ ربوعَ الحي حينَ تنزلُ
حوريةً باليُمْنِ قلبي تغْمُرُ فتحتُ عيني مذْ خُلِقْتُ أرصدُ
صليتُ كي تبقى بقربي تخْفُرُ لمَّا انحنت فوقي جبيني تلثمُ
في صوتها لحنٌ حواسي يأسرُ مِنْ صدرِها دفءُ الحنان ينبعُ
مِنْ خوفي, كالبرقِ إليَّ تحضرُ كَمْ منْ ليالً كنتُ فيها أصرخُ
كالميلِ ما بينَ الجفونِ تعْبُرُ كمْ داعبتْ شَعْرِي بأطرافِ اليدِ
مهما فَعْلتُ بالدلالِ أشْعُرُ بالبسمةِ دوماً نهاري يبدأُ
مَنْ مثلكِ رغمَ شقائي يصبرُ مسْرورةٌ والرملُ مني يهطلُ
حتى متى هذا ا لغوى يا أسمرُ بين الجميعِ قلتِ لي يا قيصرُ
مَنْ غيركِ يُعطي ولا يستكثِر توحي إليَّ بالوماءِ أفرحُ
والثغرُ كالفجرِ جميلٌ نَيِّرُ ُالفرحةُ فوقَ الجبينِ ترقصُ
أستلقي في أحضانك لا أُدبِرُ أعدو إليكِ كالغزالِ أمرحُ
حين أراكِ الجوعُ قلبي يَعْصُرُ مازلتُ يا أُمي رضيعاً يحلمُ
إلا على لحنِ الحنانِ ينثُرُ ما كانَ جسمي للكرى يستسلمُ
بلْ حضنكِ تحت الدوالي أسمرُ ما طابَ لي فرشُ القصورِ الفاخِرُ
حتى ولو من غفلتي لا أشكرُ عنْ نفسكِ ما طابَ لي قد يحرمُ
أبقى صغيراً عندكِ لا أكبَرُ في دوحةِ الأيامِ جسمي يهرمُ
ما صادَفَتْ عيني سواكِ يُبْهِرُ حلقتُ في شِعْري النجومَ أرسمُ
فيكِ النقاءُ الطاهرُ لا يسترُ يا أمي يا قيثارةً لا تصمتُ
فوق البياض أحلى حلمٍ تحفرُ من سودِ عينيكِ حروفي تشربُ
إني إلى كسبِ رضاكِ أُبْحِرُ يا أمي يا نبعُ الحنانِ الطافحِ
في الغدِّ قد يشقى الفتى أو يفجُرُ أنتِ التي إن طالكِ ما يُفْسِدُ
لو أدركَ من نفسه قد ينْفُرُ لا يدْرِكُ معنى الأمومة جاحدُ
هذا العطاءُ الرائعُ أو ينكر مَنْ ذا الذي في سرهِ لا يُدْرِكُ
هذا الرضى رغم الأذى لا يفترُ إني على وصفِ أناكِ عاجزُ
أبكي على الماضي ومنه أسخرُ قلبي على إبني ولا أستغربُ
دعني أُريحُ النفسَ مما تطمرُ يا دمع عيني بالندى لا تبخلُ
حسبي بأن الأم دوماً تغفرُ واليوم يبكيني جفائي البائدُ
لكنني رغم الأسى لم أظفرُ سافرتُ عن معنى الوفاء أبحثُ
إذهبْ إلى مَنْ بالعطاءِ تذخرُ قالَ الحكيمُ نفسكَ لا تُتْعِبُ
تطوي الدجى حول سريري تسهرُ أمي التي لو طالني ما يقلقُ
إني إلى كسبِ رضاكِ أبحرُ يا أمي يا نبعَ الحنان الطافحِ
منْ أجلكِ في كل يومً أُشْعِرُ في مهجتي حبي لكِ مستوطنُ
من وحيهِ دربَ الخلاصِ أُبصِرُ في الذاكرة طيفٌ لكِ لا يبرحُ
جوُّ الأمانِ في فؤادي ينشرُ حين يطوفُ فوق رأسي طيفكِ
في واحة الحبِ الهدى أنهرُ كان نجاحي من مداد صبركِ
علمتني كيف الكبار تكبرُ كنتِ الثريا حين ليلي يُطبقُ
إني رهين الماضي مهما أكبرُ مهما أتِّيتُ من قوى لا أقدرُ
حتى غدى في سيرتي المصدرُ أحببتُ ما في الماضي عنك يصدر
في وجهكِ مهما جرى لا أنهرُ مهما حصدتُ من أذى لا أضجرُ
تلكَ الشهورُ مِنْ وحامٍ يضْمرُ أ ماهُ يا أُماه مَنْ لا يعرفُ
مشغوفة تعنى بهِ ما تقدرُ الحملُ في أعبائه كم يُبْرِحُ
الحب للمولودِ جماً تضمِرُ في غمرةِ الطلق الذي لا يرحمٍ
اللؤلؤ من شاطئيها يطفُرُ حتى إذا جنَّ الأذى لا تظهرُ
يسقي وروداً فيها يزهو الأحمرُ ينهالُ فوق العاجِ لا يستعجلُ
إن قلتُ أمي بالقوافي يُزْهِرُ وردُ الربيعِ مثل شعري ناطرُ
فيه غدى بين الفصولِ الساحرُ في عيدكِ فجرُ الربيعِ يفخرُ
إني على ردِّ الجميلِ قاصِرُ يا رحمةُ الرحمن كم أستغفرُ
منكِ الدعاءُ يستجيبُ القادِرُ يا أشرفُ منْ في الوجودِ يُذْكَرُ
ٌعقلي بقلبِ الأمِ جداً حائرٌ يا ربُ زدني من لدنكَ الخبرةَ
حباً و إيثاراُ بهم تستأثِرُ سبحانكَ ا لله لها كم تمنحُ؟
أبي
+++
شعر الدكتور عدنان علم الدين زيدان
+++
يا ليتني أدركتُ ماذا تفعلُُ أورثتني ما كنتَ فيهِ تحلمُ ُ
حتى أراكَ بالسرورِ ترفلُُ قد كان همي أن تراني ناجحاًُ
بين الذئابِ في الظلامِ تعملُُ كم من ليالٍ كنتَ تسري بالدجىُ
والشمسُ من دمعِ العناءِ تنهلُُ والفجرُ كم حياكَ حين أشرقَُ
قالَ لهم غير العلى لا أقبلُُ قالوا أبي أمضى الحياةَ يركضُُ
بعضُ الدلالِ دونَ قيدٍ يُفْشِلُُُ إنَّ الحنانَ بالعطاءِ يُلْمَسُ
والباطلُ حينَ يراهُ يَبطلُُ سيفٌ على من شاغبَ قد سلطَُ
والناسُ إن جارتْ بهِ لا يبخلُُ كفٌ على صقلِ البنى قد ينفعُُ
والجـَّــدُّ في صرحِ الجبينِ ماثلُُُ البسمةُ فوقَ الشفاهِ تظهرُ
والدهرُ أسباب الحياة يغسلُُ كيف السبيلُ و البنونُ تكبرُُ
رغمَ الشقاءِ كان فيهِ العسلُ لا تسأل الماضي ولا كيف مضىُ
هذا النجاحُ في البناءِ حاصلُ واليومَ حينَ أجمعُ و أضربُُ
بالصدِ بالإقناعِ أنتَ مُذْهلُِ طوبى لكَ يا والدي ما أروعكُْ
الخبزُ غالي الشرابُ حنظلُُ علمتني دربُ المعالي مُوعِرُ
مَنْ أخطأ عن غيرِ عمدٍ تهملُُُ في قلبكَ حبُّ البريةِ قائمُُ
في كبحِ مَنْ شاءَ الأذى لا تمهلُُ لكنكَ للعزِ دوماً بيرقُُ
ُ