التصنيفات
الأدب و اللغة العربية السنة اولى ثانوي

بحث حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي
مقدمة
كان العصر الجاهلي عصرا فقيرا فكريا و ثقافيا إذا ما قورن بعصور اليونان و الرومان و الفرس و الهنود حيث العلوم و الفلسفات و الآداب و لم يميز الحياة العقلية الجاهلية سوى اللغة و الشعر و الأمثال و القصص كما كانت لهم معرفة بالأنساب و السماء و معرفة بشيء من الطب الذي توارثوه.
و لكن من الخطأ الكبير أن نسمي هذه المعارف البسيطة علوما لأن الظروف التي عاشها العرب لا تسمح بوجود علم منظم و لا علماء يدونون قواعده و يوضحون مناهجه اذ أن وسائل العلم غير متوفرة و كذا وسائل العيش و لذلك فإن الكثير منهم لا يجدون ما يمكنهم من التفرغ للعلم. و كذلك لا أثر للمذاهب الفكرية عندهم و إن كل ما كان في هذا المجال مجرد خطرات و نظرات وردت في أشعارهم كقول زهير
" رأيت المنايا خيط عشواء من نصب <><> تمته و من تخطئ بعمر فيهرم "
و لقد وجد في أطراف الجزيرة العربية في الجاهلية شئ من العلم، ففي اليمن كان هنالك شئ من العلم والفن وظهر ذلك في طرق إرواء الأرض وهندسة بناء القصور ، كما عُرف الطب والزراعة و بيطرة الدواب وإن لم يكن ذلك علي درجة كبيرة. وقد جاءهم ذلك من الفرس والرومان والحبشة حيث كانت اليمن علي اتصال بتلك الأمم
ونجد أيضا في الحيرة العلوم والفنون وقد بنيت بها القصور كقصري الخورنق والسدير وجاءهم ذلك من الفرس واليونان حيث كانت الصلة وثيقة بين الفرس وملوك الحيرة مما عمل علي نقل هذه العلوم والمعارف إلي الحيرة.
وفي الشام وُجدت أيضا بعض العلوم والفنون وقد وصلتهم من الرومان واليونان ولقد فتحت صلة الغساسنة ملوك الشام بالرومان طريق العلم إلي جزء من بلاد العرب
أما في أوساط الجزيرة حيث يقيم البدو فقد انعدم العلم اللهم إلا ما استفاده البدو من التجارب أو ما هدتهم إليه العقول أو ما جاءهم فيصورة فردية من الأمم المجاورة كعلوم النجوم ومطالعها والطب حيث كانوا يداوا بعض الأمراض بالكي والنباتات الصحراوية وكذا الفراسة وعلم الأنساب والكهانة والعرافة وبيطرة الخيل والجمال والتاريخ وأعظم مظاهر الحياة العقلية عند العرب تلك اللغة التي وصلتنا بما تحمله في طياتها من أمثال وتجارب وحكم وشعر وأدب.
أخلاق العربي في الجاهلية

لا شك أن أهل الجاهلية كانت فيهم دنايا ورذائل وأمور ينكرها العقل السليم ويأباها الوجدان، ولكن كانت فيهم من الأخلاق الفاضلة المحمودة ما يروع الإنسان ويفضى به إلى الدهشة والعجب، فمن تلك الأخلاق‏:‏
1 ـ الكرم‏:‏وكانوا يتبارون في ذلك ويفتخرون به، وقد استنفدوا فيه نصف أشعارهم بين ممتدح به ومُثْنٍ على غيره، كان الرجل يأتيه الضيف في شدة البرد والجوع وليس عنده من المال إلا ناقته التي هي حياته وحياة أسرته، فتأخذه هزة الكرم فيقوم إليها، فيذبحها لضيفه‏.‏ ومن آثار كرمهم أنهم كانوا يتحملون الديات الهائلة والحمالات المدهشة، يكفون بذلك سفك الدماء، وضياع الإنسان، ويمتدحون بها مفتخرين على غيرهم من الرؤساء والسادات‏.‏
2 ـ الوفاء بالعهد‏:‏ فقد كان العهد عندهم دينًا يتمسكون به، ويستهينون في سبيله قتل أولادهم، وتخريب ديارهم، وتكفي في معرفة ذلك قصة هانئ بن مسعود الشيباني، والسَّمَوْأل بن عاديا، وحاجب بن زرارة التميمي‏.‏
3 ـ عزة النفس والإباء عن قبول الخسف والضيم‏:‏ وكان من نتائج هذا فرط الشجاعة وشدة الغيرة، وسرعة الانفعال، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها رائحة الذل والهوان إلا قاموا إلى السيف والسنان، وأثاروا الحروب العوان، وكانوا لا يبالون بتضحية أنفسهم في هذا السبيل‏.‏
4 ـ المضي في العزائم‏:‏ فإذا عزموا على شيء يرون فيه المجد والافتخار، لا يصرفهم عنه صارف، بل كانوا يخاطرون بأنفسهم في سبيله‏.‏
5 ـ الحلم، والأناة، والتؤدة‏:‏ كانوا يتمدحون بها إلا أنها كانت فيهم عزيزة الوجود؛ لفرط شجاعتهم وسرعة إقدامهم على القتال‏.‏
6 ـ السذاجة البدوية، وعدم التلوث بملوثات الحضارة ومكائدها‏:‏ وكان من نتائجها الصدق والأمانة، والنفور عن الخداع والغدر‏.‏

حياة العرب الاجتماعية

ينقسم العرب إلى قسمين رئيسيين:
(أ) سكان البدو: وهم أغلب سكان الجزيرة،وعيشتهم قائمة على التنقل وراء العشب و الماء و من ثم سكنوا الخيام المصنوعة من الوبر و الشعر والصوف،وقد أكثر الشعراء في وصفها و الوقوف أمام أطلالها (ما بقي من أحجار بعد رحيل سكانها) ،وأكثر طعام أهل البادية: الحليب و التمر،والإبل عماد حياتهم،يأكلون من لحومها،ويشربون من ألبانها،ويكتسبون من أوبارها،ويحملون عليها أثقالهم،ولقد قوموا بها الأشياء،وافتدوا بها أسراهم في الحروب: وقال فيها شعراؤهم القصائد الطويلة،كما كانوا يعنون بالخيل، فاستخدموها في الصيد و السباق والحروب،وكانت متاع المترفين،لذلك ورد فيها أقل مما ورد في الإبل.
(ب) سكان الحضر: فقد سكنوا المدن،وعاشوا في استقرار،واتخذوا الدور والقصور،وكانوا أقل شجاعة وأشد حبا للمال،وكان أهل اليمن أرسخ قدما في الحضارة،وقد نقل المؤرخون كثيرا من أحوالهم،في ثيابهم الفاخرة،وأطباق الذهب والفضة التي يأكلون فيها،وتزيين قصور أغنيائهم بأنواع الزينة،وقد أمدهم بذلك كثرة أموالهم عن طريق التجارة و الزراعة،وكانت (قريش) في مكة أكثر أهل الحجاز تحضرا،فقد أغنتهم التجارة ومن يأوي إليهم من الحجيج،فنعموا بما لم ينعم به غيرهم من سكان الحجاز.
حياة العرب الدينية

تعددت الأديان بين العرب،وكان أكثرها انتشارا عبادة الأصنام و الأوثان،واتخذوا لها أسماء ورد ذكرها في القران الكريم،مثل: (اللات،و العزى،و مناة) وقد عظمها العرب وقدموا لها الذبائح،وتأثرت حياتهم بها،حتى جاء الإسلام فأزالها وأنقذهم من شرها وكان من العرب من عبدوا الشمس كما في بعض جهات اليمن ،ومن عبدوا القمر كما في كنانة،وقد انتشرت اليهودية في يثرب واليمن وانتشرت النصرانية في ربيعة و غسان و الحيرة ونجران،وهناك طائفة قليلة من العرب لم تؤمن بالأصنام ولا باليهودية ولا بالنصرانية و اتجهت إلى عبادة الله وحده وهؤلاء يسمون بالحنفاء وكان من بينهم زيد بن عمرو بن نفيل،و ورقة بن نوفل وعثمان بن الحارث.وهكذا تعددت الأديان بين العرب،و اختلفت المذاهب حتى أشرق نور الإسلام فجمع بينهم،وأقام عقيدة التوحيد على أساس من عبادة الخالق وحده لا شريك له
الشعر في العصر الجاهلي

يظل الشعر الجاهلي ثرياً، لا يمكن أنْ تحيط به دراسة، وينطوي الشعر الجاهلي على معضلات تعترض القارئ ، إذ يلتقي بنصوص أدبية، فيها قدر من الصعوبة والغموض، وتشتمل على قدر من الخصائص الفنية والجمالية التي لها أهميتها وقيمتها

أهم الشعراء في العصر الجاهلي:
– الأعشى
? – 7 هـ / ? – 628 م
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير.
من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات.
فلا تحرِمنّي نداكَ الجزيل
فإنّي أُمرؤ قَبْلكُمْ لم أُهَنْ
– أبو طالب
85 – 3 ق. هـ / 540 – 619 م
عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم من قريش، أبو طالب والد الإمام علي كرم الله وجهه، وعم النبي صلى اللَه عليه وسلم كافله ومربيه ومناصره كان من أبطال بني هاشم رؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة.
ألا إنَّ خيرَ الناسِ حيّاً وميِّتاً
بِوادي أشِيٍّ غيَّبَتْهُ المقابِر
– أوس بن حجر
95 – 2 ق. هـ / 530 – 620 م
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.
شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة
تَنَكَّرتِ مِنّـا بَعـدَ مَعرِفَـةٍ لَمـي وَبَعدَ التَّصَابِي وَالشَّـبَابِ المُكَـرَّمِ
المعلقات العشر:

1- معلقة عنترة بن شداد 2- معلقة زهير بن أبي سلمى
3- معلقة طرفة بن العبد 4- معلقة امرئ القيس
5- معلقة لبيد بن ربيعة العامري 6- معلقة النابغة الذبياني
7- معلقة عمرو بن كلثوم 8- معلقة الأعشى
9- معلقة عُبَيد بن الأبرص 10- معلقة الحارث بن حلزة
أغراضالشعر العربي الجاهلي
1-الوصف:
لقد أحاط الشاعر الجاهلي في أوصافه بجميع مظاهر البيئة، فوصف كل ما يخطر على باله ومايتراءى أمامه من مولدات شعورية، فحين يصف "عميرة بن جُعل" ديار الحبيبة الداثرة يبدعفيقول:

2-الغزل:
وقد اختص الشاعر قصائد بعينها وأوقفها على الغزل وذكر النساء، وفي أحيان أخرى كان يجعلالغزل في مقدمة القصيدة بمثابة الموسيقى التمهيدية للأغنية، توقظ مشاعر المبدع والسامع فتلهبالأحاسيس، وتؤجج العواطف،ورغم السمة العامة للغزل وهو الغزل الصريح المكشوف الذي يسعى للغريزةأولما يسعى، فإن المثير أنيعجب بعض الشعراء الصعاليك (الشنفرى) بحسن أدب المرأة وأخلاقها العالية
3-الرثاء:
وعاطفة الشاعر البدوية الفطرية كانت شديدة التوهج، فإن أحب هام وصرَّح وما عرف للصبرسبيلاً، وإن حزن فبكاء ونحيب حتى يملأ الدنيا عويلاً، وكلما جفت الدموع من عينيه استحثها لتسحوتفيض.
ومضربالمثل في الرثاء صخر أخوالخنساء الذي رثته أبياتًا، وبكته أدمعًا ودماءً، تقول الخنساء:
أعيني جـودا ولا تجمـدا ألا تبكيان لصخر الندى؟
ألاتبكيان الجريء الجميل؟ ألاتبكيان الفتى السيـدا؟
وهي ترجووهي ترجو صخرًا ألا يشعر بالم تجاه عينيها الذابلتين من البكاء وتلتمس لهما العذر
ألا يا صخر إن بكَّيت عينـي لقد أضحكتني زمنًا طويـلاً
دَفَعْتُ بك الخطوب وأنت حي فمن ذا يدفع الخطب الجليلا؟
إذا قبح البكـاء علـى قتيـل رأيت بكاءك الحسن الجميلا
4-الفخر:
كان الجاهلي إذا فخر فجر … هكذا قالوا…
فانتماءالجاهلي لعشيرته وعائلته أمر مقدس، وعوامل ذلك متعددة منها: طبيعة الحياة القاسية التي عاناها العربي مما جعله يعتصم بقوة أكبرمنه ويتحد معها؛ليتحصن من صراع الحياة البدائية المريرة، مما جعل عمرو بن كلثوم يقول بملء فيه:
وأنـاالمنعمون إذا قدرنا وأنا المهلكون إذا أتينا
وأنـا الحاكمون بما أردنا وأنا النازلون بحيث شينا
وأنـا النازلـون بكل ثغـر يخافا لنازلون به المنونا
ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ويشرب غيرنا كدرًا وطينًا
ألا لايجلهن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ملأناالبر حتى ضاق عنا كذاك البحرنملؤه سفينًا
5- الهجاء:
والهجاء المقذع عندهم يزكم الأنوف،ويعشو العيون، ولكنَّ لهم هجاء طريفًا ومنهالتهديد والوعيد بقول الشعر الذي تناقله العرب، فيتأذى منه المهجو أكثر من التهديد بالقتل، وكانالهجاء سلاحًا ماضيًا في قلوبالأعداء فهم يخافون القوافي والأوزان أكثر من الرماح و السنان.
يقولمزرد بن ضرار:
فمنأرمه منها ببيت يَلُح به كشامة وجه،ليس للشام غاسلُ
كذاكجزائي في الهدى وإن أقل فلا البحر منزوح ولا الصوت صاحل
فهو يشبهقصيدته بالشام في الوجه لا يُتخلص منه، وهذا طبعه في الهدايا،وإن الشعر عنده لا ينفد كما أن البحر لا ينفد،والصوت لا يُبح ولا ينقطع.
والأدهىمن ذلك أن كان غلام لخالد الذبياني يرعى الإبل فغصبها (آلثوب) منه فرجع يبكي إلى سيده فذهب خالد إلى مزردبن ضرار الذبياني، فقال: إني أضمن لك إبلك أن تُرد عليك بأعيانها وأنشأ هجاءً يقول:
فإن لم تردوها فإن سماعها
لكمأبدًا من باقيات القلائد
فيا آلثوب إنما ظلم خالد
كناراللظى لا خير في ظلم خالد
فما لبث (آل ثوب) أن ردوا الإبل قائلين:
لئنهجانا مزرد لقد هجتنا العرب أبد الدهر.
6- المدح:
ومنرواده زهير بن أبي سلمى وكان لا يمدح إلا بالحق، وكذا النابغة الذبياني الذي تخصص في مدح العظماء والملوكراغبًا في العطاء السخي، ومنهم "الأعشى" وكانسكيرًا مغرمًا بالنساء لا يهمه من يمدح ما دام يعطيه، وقد أنفق كل ما أعطيعلى خمرهونسائه.
قالزهير في مدح حصن بن حذيفة:
وأبيضفياض يداه غمامـة على معتفيهما تغب فواضـله
أخي ثقةلا تتلف الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائلــه
تراه إذاما جئتـه متهلـلاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ومن طرائفأشعارهم شكوى النساء وحدة ألسنتهن – ويبدو أنها شكوى الأدباءوالمفكرين والناس دومًا – فهذا الشنفرى الأزدي يرجع لبيته، وقد مات كلبا صيد كانا يقتنصان الطعام له فقال:
وأيقـن إذا ماتا بجـوع وخيبة وقال له الشيطانإنك عائـل
فطوَّف في أصحابه يستثيبهـم فآب وقد أكدت عليهالمسائـل
إلى صبية مثلالمغالي وخرمل رواد ومن شر النساء الخرامل
فقاللها: هل من طعـام فإننـي أذمإليك النـاس أمـك هابـل
فقالت: نعم هذا الطوي ومـاؤه ومحترق من حائل الجلد قاحل
تغشىيريد النوم فضل ردائـه فأعيا على العين الرقاد البلابل
فالشيطانيعيره بفقره وأصحابه لا يعطونه شيئًا ، فيعود إلى صبية ضعاف وزوجة سليطة اللسان فسألها الطعام وهو يشكوالناس لها.
فأجابتهبغيظ و ضيق: نعم لتأكل ماءالبئر أمامك وجلدًا كان حذاءً قديمًا لك.. كله هنيئًا مريئًا.. فهرب صاحبنا إلى النوم عله يحل مشاكله في الأحلام، فصعب على عينهالنوم وظل مؤرقًا و حيدًا..
7-المعلقات:
وهي أعظم نتاج الشعر الجاهلي كتبها الفحول العظماء؛ وسميت كذلك لأنهم علقوها علىجدران الكعبة، وقيل: لأنها كاللآلئ الثمينة بين باقي القصائد، وقيل غير ذلك وتتميز بطولها وجزالةألفاظها وتماسك أفكارها.
ويعتقدد. علي الجندي أستاذ الأدب الجاهلي بجامعة القاهرة أن من أسباب خلود المعلقات أن كلاً منها تشبع غريزة منغرائزالنفسالبشرية..
فحب الجمال فيمعلقة امرئ القيس، الطموح وحب الظهور في معلقة طرفة، والتطلع للقيمفي معلقة زهير، وحب البقاءوالكفاح في الحياة عند لبيد، والشهامة والمروءة لدى عنترة،والتعالي وكبرياء المقاتل عند عمرو بن كلثوم،والغضب للشرف والكرامة في معلقة الحارث ابن حلزة.
والمعلقات كلها تبدأ بالحديث عن الأطلال وموكبالارتحال عدا ابن كلثوم الذيطلب الخمر كأنما يريد أن يذهل عن الوجود الذي سيطعنه بارتحال الحبيب، والعربي منذ الأزل ارتبط بأرضه ووطنه،فالمكان لديه أخ وأب وصاحبة،والارتحال يفرق بين قلوب إلى مدى لا يُعرف، والتأثر يكون أقوى إنكان للمكان ذكرى حلوة، ولاعجب إن فرَّج عن نفسه بالبكاء لعل الدموع تطفئ نار الوجد، والعجيبأنهم وإن اتفقوا في الفكرةإلا أن جانب الشعور لديهم كان مختل
المثل والحكم :
للمثل أوالحكمة مكانة في الأدب العربي سواء ما نتج عن قصة فأصبح مثل متداول أو ما نتج عنتجارب و عصارة خبرات عقلية أو حياتية فخرجت حكمة يتداولها الناس .
بهذا الخروجإلى محيط الناس و كثرة التناقل أصبح المدلول للمثل أو الحكمة كأنة الفيصل في أي حدثمن حيث حيثيات الوجهة التي يراد الاستدلال بها ، ليكون المثل أو الحكمة عبارة عنجواب قاطع يجزي عن كلام كثير ، لتكرار الشيء المراد الاستدلال به ، فلا حاجة لكثرةالكلام ، يكفي أن تقول حكمة أو مثل لتكون قد قطعت شوط كبير لما تريد أن توضيحه ،هذا هو احد الأساسات التي أخرجت المثل أو الحكمة .
لا أريد صرف الموضوع باتجاهالدين فما خرج من الكتاب و السنة من حكمة أو مثل لا جدال فيه ، و إنما ما أخرجهالبشر على مر العصور و كأن تلك الأمثال و الحكم وثائق تاريخية محملة بعقول و تجاربو قصص الغير فمن حيث انتهى المثل أو الحكمة و جب علينا أن نبتدئ .
و أن نأخذ تلكالأمثال و الحكمة بشيء من الجدية الصارمة فهي توجه و تحكم و تنزل الحدث موقع الواقعفي ظن الكثير و تقود السلوك إلى الخضوع و التصديق لما قيل
( فاقد الشيء لايعطيه)
هنا حكم بالإعدام و لكن بطريقة ليست فيزيائية .
عندما نقول تلكالمقولة عن شخص عدواني أو بخيل أو غبي أو متكبر أو فقير
يكون الحكم بأن العدوانيفاقد للتسامح و البخيل فاقد للكرم و الغبي فاقد للذكاء و المتكبر فاقد للتواضع والفقير فاقد للمال ، فهذه العينات لا تعطي الشيء المطلوب سواء كان الشيء محسوس وملموس او معنوي .
هذا الحكم بالإعدام في هذه المقولة تبرمج الدماغ بأن الأملمفقود نحو التغيير ، إذا أصبح العدواني متسامح هل سنقول ( من أستملك الشيء يعطيه)؟
و من الأقوال المشهورة و التي تأتي في نفس هذا السياق ( إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب)
هذه المقولة دائما تقال لمن هم في مقتبل العمر ، لكي لايقعوا في المحضور أو لكي لا ينطق ( بالعيب )، حتى أصبح السكوت ميزة للكثير منالأطفال و تربوا على هذا الشيء و كبروا على السكوت ، لا يسأل و لا يستفسر و لايحاور و لا يتحدث ، الكلام مقنن لا يطالب بحقوقه بطريقة مدنية ، بل حتى اذا خرج منسكوته نطق الكفر في كثير من كلامه لأن الذي أخرجه من صمته بعد تلك البرمجة هو الغضب .
الأمثلة كثيرة جدا و الحكم كذلك و لكم أن تروا اثر تلك الأقوال على مجرياتحياة الناس .
و للفرع الأخر من المثل و الحكمة وقع اشد برمجة إلا و هو المثلالشعبي
الذي يعكس حياة الناس في أي مقولة يتم تداولها .

بقي أن أضيف شيء
المثل أو الحكمة ليستكتاب منزل ، المثل أو الحكمة جميلة من حيث سماعها و تطبيق بعض جوانبها حسب الحالةالمرادفة لتلك المقولة
المثل أو الحكمة ليست مرآة ثابتة لأي مجتمع يتم تعليقهافي لبنات المجتمع لتكون وسيلة من وسائل البرمجة
القصص:
ومن فنون النثر الجاهلي القصص وما يتصل منها بسبب،كالأسمار،والحكايات، والأساطير، التي تتناثر في كتبالأدب والتاريخ والأمثال، والتفسير، وكتب الشواهدالنحوية والبلاغية، ومؤلفات الشرَّاح مما يؤلف ذخيرة قصصية غزيرة، تمثلفي مضمونها جوانب من المجتمع العربي في العصر الجاهلي،أو ما هو قريب منه، إذا صحت نسبتها إلى ذلكالعصر.
وقد بقي الناسيتداولون هذه القصص عن طريق الرواية الشفوية، حتى بدأتدوين بعضها في العصر الأموي، ولكن لم يصل إلينا شيء منه، بل وصل ما دُوَّن في أوائل العصر العباسي، وما بعد ذلك، بعد أن تنقلتروايته في المجالس،وزيد فيه، ونقص منه، ولا يعرف مدونهولا راويه، وإن حمل بعضه على الأصمعي وغيره،سواء فيذلك ما كان فيه إطالة وتفصيل، أو قصر وإيجاز. وقد كانت هذه القصصالجاهلية المتداولة نواة للقصص الشعبي الذي ازدهر فيالعصرين: العباسي والمملوكي.
ولهذا كله، يقع الشك في صحة نصوص القصص التي ترفع إلى العصرالجاهلي، من حيث الصياغة على الأقل. ذلك أنها لم تدونفي ذلك العصر قط، ولا فيما هو قريب منه،بل صيغتبأساليب العباسيين، ومن بعدهم، الذين تصرفوا فيها صيغة ومضموناً،ولاسيما الطويلة منها. وتكفي الإشارة إلى أن أيام العربوملامحهم الحربية تؤلف ينبوعاً قوياً لتلك القصص، وقددونها أبو عبيدة في شرحه لنقائض جرير والفرزدق. ومن هذاالتراث القصصي أيضاً ما يتصل بملوك المناذرة والغساسنة والدولةالحميرية، وغيرهم ممن سبقوهم أو عاصروهم، كالزباء أوزنوبية. ومنه أيضاً قصص العشاق وأخبارهم، وبعض الأساطيرعن الحيوانات كقصة الحية والفأس في خبر المثل: «كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟
هذا، إلى قصص أخرى متناثرة في كتاب الأغاني وغيره عن عمرو بنكلثوموربيعة بن مكدم، وعبد الله بن جدعان، وغيرهم. وكلذلك من موروثنا النثري، ولكنه لايمثل أسلوب الجاهليينولا صياغتهم.

أديان العرب في الجاهلية :

كانت لبلاد الحجاز أهميتها من الناحية الدينية، ففيها تلاقت جميع الأديان الوثنية وعبدة الكواكب والنار إلى جانب اليهودية والنصرانية، وقد كان بعض العرب يقدّسون الحيوان ويعبدونه لتحصيل البركة ويتسمّون بأسماء الحيوان، أو بأسماء طيور أو أسماء حيوانات مائية أو بأسماء نباتات أو بأسماء أجزاء من الأرض أو بأسماء حشرات، فهذه الأسماء تدل على تقديس العرب للحيوانات والنبات إلى جانب تفاؤلهم بها، كذلك كانوا يتعمدون تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء، وكانت هذه التسميات تتسم بطابع الحياة التي كان يعيشها المجتمع العربي آنذاك.
ومن اللافت للانتباه أنّ العربي في تلك الحقبة كان يتجنب قتل بعض الحيوانات اعتقاداً منه أنه لو قتله جوزِيَ بقتله، بالإضافة إلى ذلك، فإنه كان يتفاءل ببعض الطيور كالحمام ويتشاءم من بعضها كالغراب، وأكثر من ذلك، فإنه كان يؤمن بوجود قوى خفية روحية مؤثرة في العالم والإنسان، وهذه تكمن في بعض الحيوانات والطيور والنبات والجماد وبعض مظاهر الطبيعة المحيطة به كالكواكب، الأمر الذي أدى به إلى أن يربط بين هذه الكائنات والموجودات وبين القوى الخفية.
ولكن هذه الحالة الاعتقادية ما لبثت أن تطورت ممثلة بالوثنية التي تجاوزت حدود المعقول، وأدت إلى عبادة قطع من الصخور التي كان يستحسن مظهرها وهيئتها، وهذا بدوره أدى إلى نسج الأساطير والقصص بالموجودات التي تحيط به، كالجبال والآبار والأشجار.
ولم يكن تقديسه لهذه المظاهر الطبيعية وعبادته لها باعتبارها تمثل أرباباً، ولكنه كان يشعر تجاهها بنوع من الإجلال والتقدير، وقد تنوّعت طرق تعاطيه معها، فتارة يقدسها، وأخرى يستقسم بها وثالثة يأكلها حين الجوع…
أ ـ عبدة الأصنام والأوثان:
كان العرب في الجاهلية يعبدون الأصنام والأوثان والأنصاب التي تحوّلت كما يبدو إلى أصنام، وكانت الأصنام على أشكال متنوعة، منها ما هو على صورة إنسان أو حيوان أو طير، ومن أشهرها (ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرا، واللات والعزى، ومنآة، وهبل..).
ب ـ عبدة الكواكب والنار:
لم تقتصر الحياة الدينية في شبه الجزيرة العربية على عبادة الأصنام والأوثان، بل وجدت بعض الفئات الأخرى التي انصرفت إلى عبادة الكواكب والنجوم بأشكالها المتعددة كالشمس والقمر والزهرة وعطارد والثريا وغيرها..
وقد عرفت هذه الجماعة بالصابئة التي استمدّت أصولها الاعتقادية كما تدعي بالأخذ من محاسن ديانات العالم وإخراج القبيح منها قولاً وفعلاً، ولهذا سموا بـ”الصابئة”، وقد وجد إلى جانب هؤلاء عبدة النار “المجوسية”، وكانت قد عرفت هذه الديانة عن طريق الفرس في الحيرة واليمن، كما انتشرت الزندقة بين صفوف سكان شبه الجزيرة في الحيرة.
والزنادقة قوم أنكروا الخالق والبعث، ومنهم من أنكر الرسالة وأنكر بعث الأنبياء، وإلى جانب هذه النظرات الاعتقادية وعبادة الأوثان، نجد أنه كان للعرب آراء ومعتقدات خرافية، فمثلاً كانت لهم في الجاهلية مذاهب في النفوس، فمنهم من زعم أنّ النفس هي الدم وأن الروح هي الهواء، وزعمت طائفة أن النفس طائر ينبسط في جسم الإنسان فإذا مات لم يزل مطيفاً به في صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشاً ويسمونه “إلهام” و”الواحدة”، كما أنهم كانوا يعتقدون بالوهميات كالغول وغير ذلك…
مدلول مصطلح الجاهلية :

ونحب أن نصحح بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا العصر ، فقد درج أكثر القدماء والمحدثين على تفسير معنى الجاهلية بالأمية، أي عدم معرفة القراءة والكتابة، وَوُصمَ العصرُ الجاهليُّ بالتخلّف الحضاريّ، وأبناء العصر بالتخلّف الثّقافيّ. ولكن النظرة الموضوعية أسهمتْ في إزالة الغبار الذي علق بهذا المصطلح، وقد رأى فيليب حَتي أن الحقيقة خلاف ذلك. فالجاهلية في المعنى الصحيح هي ذلك العصر ، الذي لم يكن لبلاد العرب فيه ناموس وازع، ولا نبيٌّ ملهم، ولا كتاب منـزل . فمن الخطأ أن نصف بالجهل والهمجية هيئة اجتماعية امتازت بما يمتاز به عرب الجنوب من ثقافة ، وحضارة قطعتْ في ميدان التجارة والأشغال شوطاً بعيداً قبل الإسلام بقرون متطاولة “.
وهكذا ينتهي المؤلف إلى تفسير فكرة الجاهلية على أساس ديني محض، فالعرب لم يكونوا أُميين، ووصْفهم بالجاهلية إنما هو تعبير عن أميتهم الدينية. وشبيه بذلك ما ذهب إليه الدكتور ناصر الدين الأسد، حيث يقول نافياً تجهيل الجاهلية :” إن حياة العرب في الجاهلية – فيما بدا لنا- بعيدة كل البعد عما يتوهمه بعض الواهمين ، أو يقع فيه بعض المتسرعين الذين لا يتوقفون، ولا يتثبتون، فيذهبون إلى أن عرب الجاهلية لم يكونوا سوى قوم بدائيين، يحيون حياة بدائية في معزل عن غيرهم من أمم الأرض… ونذهب إلى أن عرب الجاهلية الأخيرة كانوا من الحضارة بمنزلة لا سبيل إلى تجاوزها ، ولا مزيد عليها لمستزيد….
ومن الباحثين من ذهب إلى أن كلمة الجاهلية أُطلقتْ على هذا العصر ، ليست مشتقة من الجهل الذي هو ضد العلم ونقيضه، وإنما هي مشتقة من الجهل بمعنى السفه والغضب ، والنّزق، فالكلمة إذن تنصرف إلى معنى الجهل الذي هو مقابل الحلم، ومن هذا قولُ الشنفرى الأزدي في لاميته:
ولا تزدهي الأجهالُ حِلْمي ولا أُرى سؤولاً بأعقاب الأقاويل أنمل
والى هذا المعنى يذهب عمرو بن كلثوم في معلقته إلى القول:
ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا
بُغاةً ظالمين وما ظُلمْنا ولكنّـا سنبـدأ ظالمينـا
وواضح من هذه الأقوال أن الجهل هنا يُقصد به الحمقُ والسّفهُ ، وعدمُ ضبط النفس ، وفقدانُ سيطرة العقل ، وعدمُ السلوك الحكيم.
ولكن ينبغي أن ننبه إلى أن هذا لم يكن حال القوم في مجموعهم، ولم يكن كل من عاش في ذلك العصر متصفاً بهذه الصفات التي تتنافى مع العقل والحكمة، والاتزان، والروية . فقد كان هناك أفراد اشتهروا بالعقل السديد ،والرأي الصائب، وبُعْدِ النظر، كزهير بن أبى سلمى، وأوس بن حجر، وعبيد بن الأبرص، والحارث بن عوف، وهرم بن سنان ، وقيس بن عاصم ، والحارث بن عباد، وعامر بن الظرب العدواني ، والربيع بن زياد العبسي. وكانت سمتهم الظاهرة الحكمة ، حتى أن العرب اتخذوا من أولئك العقلاء حكاماً ، يستشيرونهم في شؤونهم ، ويحكمونهم في دمائهم ومواريثهم، اذكرُ منهم : اكثم بن صيفي ، وضمرة بن ضمرة النهشلي، وربيعة بن مخاشن، وحاجب بن زراة .
والأولى أن تكون كلمة الجاهلية قد أُطلقتْ – حين أطلقت – لتدل على شيوع عبادة الأوثان بينهم، فلا شك أن من بين العرب من كان يركع لصنم، أو ينحر لنصب، أو يتمسح بوثن، فالجاهلية مصطلح إسلامي يشير إلى أن العرب قبل الإسلام لم تكن ناعمة بزمن الإسلام، وإشراق تعاليمه)، وليس ثمة ما يُسوّغ انصراف مصطلح الجاهلية إلى توحّش العرب ، وجهلهم بعلوم زمانهم
ويمكن ردّ التطرف ضد العرب قبل الإسلام ، ونعتهم بالتوحش ، والجهل المطبق إلى ثلاثة أسباب :
الأول : دينيّ ، ويتضح من خلال الحرص على تبيان أثر الإسلام في المجتمع العربي ، وكأنّ الإسلام قد خلق هؤلاء الذين آمنوا خلقاً جديداً ،لم يكونوا قبله شيئاً يذكر
الثّاني: شعوبي، ومن المعلوم أن الشعوبية تنوء بكراهية العرب، فلم تتركْ عادة قبيحة ، إلا وألصقتْها بالعرب، إذ لم يرُق لهم كونُ العرب أمةً تسعى للمعرفة والخير) .
الثالث : المستشرقون ، وإذا كان بعضهم – ممن اتسم سلوكه بالموضوعية، والأمانة العلمية – قد أفاد مكتبة العصر الجاهلي الأدبية ، سواء أكان ذلك بالأبحاث ، أو تحقيق بعض دواوين الشعراء ، فإن دراسات بعضهم من أمثال مرجوليوث ،ورينان وأوليري ، ” قد أساؤوا إلى العرب وأدبهم وحضارتهم وعقليتهم ” إساءة متعمدة فقد صدروا – فيما كتبوا – عن روح عنصرية يبرأ منها العلم.

الخاتمة :

لا يبدو أننا نسير على طريق سَويّ رغم ادعاء مرورنا بتاريخ عريض من الرقي والتحضّر بحكم انفتاحنا على حضارات عدة، ولكن يبدو أننا وقفنا على أعتابها فقط متفرّجين دون الاستفادة من مرورنا ذاك فنكصنا إلى مقولتنا الأثيرة “انصر أخاك ظالماً ومظلوماً” لنكرّس حياتنا من جديد لمفاهيم جاهلية في عصر لن يلتفت للوراء أبداً، فمضت كل الشعوب بما اكتسبت في مسيرتها وتأخرنا نحن رغم إرادتنا الكبيرة التي نراهن عليها، وعلى ما يمكن أن تحققه مفاهيم لازلنا نلوكها بتلذذ كالحرية واحترام الإنسان لأخيه الإنسان وعدم توزيع التهم على الآخرين دون حساب رغم كل الاختلافات.
إن أشد ما يؤلم هنا هو استنفار مثقف وشاعر ليستجدي أقلام أصدقائه ضد من يرى أنهم – ربما – اقتبسوا مفردتين أو ثلاثة من قصيدة له ضمنوها قصائد بأسمائهم رغم اختلاف الصورة والبناء والرؤية. وليس هذا بالمهم، فتاريخ الاقتباسات مليء بأكثر من هذا، ولكن المهم حقاً، أو ما ينبغي التوقف عنده أن هذه “الفزعة” كانت من الخطورة بحيث لم يحسب حسابها أصدقاء الشاعر حين نصّبوا من أنفسهم قضاة بعد أن أوجدوا التهمة ثم صاغوا حكمهم بتجريم هذا الشاعر وكل ما في أيديهم أرباع أدلة قد لا تصمد كثيراً بوجه أي تمحيص منصف، فقد غفلوا تماماً في غمرة “فزعتهم” أن مثل هذه الاتهامات و التقريرات المسبقة التمترس من النوع الذي يعاقب عليه القانون الجزائي في أي بلد في العالم إذا ما طالب الشاعر المتهم “جرّهم” إلى المحكمة بادعاء اتهامهم له بقائمة كبيرة من التهم مثل (سطى، سرق، لطش، لص، محتال، سارق).
إن مقولة الغابرين تلك أعمت بصر وبصيرة أصدقاء الشاعر فتخلوا عن مقولاتهم العظيمة في المبادئ والأخلاق والقيم العليا التي يتنافخون بها ضد التمترس و “الإخوانية”، وأثبت هؤلاء أن هذه الشعارات مجرد كلام ليل يمحوه الارتطام على صخرة الجاهلية. وهنا؛ هنا فقط، تختفي أقنعة وتظهر وجوهٌ على حقيقتها.
كتب تناولت المظاهر العقلية للحياة في الجاهليةأنماط المديح في الشعرالجاهلي -دراسة فنية- لحسنة عبد السميع . الناشر عين للدراسات و البحوث الإنسانية والاجتماعيةتاريخ النشر 2022 . طبعة 1.أساليب الاستفهام في الشعرالجاهلي لحسني عبد الجليل يوسف .الناشر الأصلي دار المعالم الثقافية -السعودية- الناشر مؤسسة المختارتاريخ النشر 2001 . طبعة 1.فن الوصف في الشعرالجاهلي لعلي احمد الخطيب. الناشر الدار المصرية اللبنانية. تاريخ النشر 2022. طبعة 1.شعر الرثاء في العصر الجاهلي لمصطفى عبد الشافي. الناشر الشركة المصريةالعلمية للنشر-لونجمان- .تاريخ النشر 1995 .طبعة 1المرجع تاريخ الأدب العربيللمؤلف .حنا الفاخوريالمكتبة البوليسية ، بيروت لبنان ، طبعة تاسعة 1978المرجع مصادر الشعر العربي وقيمتها التاريخية .المؤلف: د.ناصرالدين الأسددار المعارف بمصر الطبعة الرابعة 1969مظهر الحياة العقليةالعلوم كالطب والجغرافيا والفلك والأنسابالمرجع دروس ونصوص في قضايا الأدبالجاهليد.عفت الشرقاويدار النهضة العربية للنشر والطباعةبيروت1979
الفهرس
مقدمة ………………………………………….. ………………………………………….. …………. صــفـ1حـــة
أخلاق العربي في الجاهلية ………………………………………….. …………………………………. صــفـ1حـــة
– الكرم ………………………………………….. ………………………………………….. … صــفـ1حـــة
– الوفاء بالعهد ………………………………………….. ……………………………………… صــفـ2حـــة
– عزة النفس والإباء عن قبول الخسف والضيم‏ ………………………………………….. ……… صــفـ2حـــة
– المضي في العزائم ………………………………………….. ……………………………….. صــفـ2حـــة
– الحلم، والأناة، والتؤدة ………………………………………….. …………………………….. صــفـ2حـــة
– السذاجة البدوية، وعدم التلوث بملوثات الحضارة ومكائدها …………………………………….. صــفـ2حـــة
حياة العرب الاجتماعية ………………………………………….. …………………………………….. صــفـ2حـــة
أ‌- سكان البدو ………………………………………….. ……………………………………….. صــفـ2حـــة
ب‌- سكان الحضر……………………………………… ………………………………………….. صــفـ2حـــة
حياة العرب الدينية ………………………………………….. …………………………………………. صــفـ2حـــة
الشعر في العصر الجاهلي ………………………………………….. ………………………………….. صــفـ3حـــة
• أهم الشعراء في العصر الجاهلي ………………………………………….. ………………….. صــفـ3حـــة
Ü الأعشى ………………………………………….. ……………………….. صــفـ3حـــة
Ü أبو طالب ………………………………………….. ……………………… صــفـ3حـــة
Ü أوس بن حجر ………………………………………….. …………………. صــفـ3حـــة
• المعلقات العشر ………………………………………….. …………………………………… صــفـ4حـــة
• أغراض الشعر العربي الجاهلي ………………………………………….. …………………… صــفـ4حـــة
ü الوصف ………………………………………….. ………………………………… صــفـ4حـــة
ü الغزل ………………………………………….. …………………………………… صــفـ4حـــة
ü الرثاء ………………………………………….. …………………………………… صــفـ4حـــة
ü الفخر ………………………………………….. …………………………………… صــفـ4حـــة
ü الهجاء ………………………………………….. ………………………………….. صــفـ5حـــة
ü المدح ………………………………………….. …………………………………… صــفـ5حـــة
ü المعلقات ………………………………………….. ………………………………… صــفـ6حـــة
• المثل و الحكم ………………………………………….. …………………………………….. صــفـ6حـــة
• القصص ………………………………………….. ………………………………………….. صــفـ7حـــة
أديان العرب في الجاهلية ………………………………………….. …………………………………… صــفـ8حـــة
[IMG]file:///D:/DOCUME%7E1/PRINCE%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] عبدة الأصنام و الأوثان ………………………………………….. …………………………… صــفـ8حـــة
[IMG]file:///D:/DOCUME%7E1/PRINCE%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] عبدة الكواكب و النار ………………………………………….. …………………………….. صــفـ9حـــة
مدلول مصطلح الجاهلية ………………………………………….. ……………………………………. صــفـ9حـــة
الخاتمة ………………………………………….. ………………………………………….. ……….. صـفـ11حـــة
كتب تناولت المظاهر العقلية للحياة في الجاهلية ………………………………………….. …………….ص 12


شكراا على الموضوع و بالتوفيق.


تعليم_الجزائر

شكــــــــــــــــراااااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.