1- لماذا يطلق عليك اسم “الشيطان النحاسي” ؟
– هذه التسمية غير صحيحة ، وقد اطلقت علي بسبب الجهل ، حيث كان عمال المناجم في سكسونيا ، يعثرون غالبا على معدن احمر اللون ، فيظنون خطأ بانه خام نحاسي . ولفشل خبراء التعدين في الحصول على النحاس من هذا “الخام النحاسي” اعلنوا ان السبب في ذلك يعود الى عمل تخريبي تقوم به “نيك” تلك الروح الشريرة التي استوطنت في الاحجار الشطانية ،ولا ترغب في التخلي حتى عن اونصه واحدة مما تملكه من النحاس .وهذه التسمية مشتقة من الجملة الالمانية “kupfer nickel ” حيث تعني كلمة nickel باللغة الالمانية النحاس ، وتعني كلمة kupfer الشيطان ..
“خام البنتتلانديت احد خامات النيكل “
بيد ان الكيميائي السويدي كرونستد (Axel Fredrik Cronstedt ) لم يقتنع بهذا التعليل لانه لا يؤمن بالخرافات ولا يخاف “الشياطين” وتابع دراسته على ذلك المعدن الاحمر ، وتمكن في نهاية الامر من الحصول على عنصر جديد اطلق عليه اسم “النيكل” .
– ما هي قصة سبيكة “النيتينول” ؟
– مع ان عدد سبائكي التي تستخدم في الصناعة والحلي والمجوهرات والحياة اليومية ، يزيد على 3000 سبيكة مختلفة ، الا ان اكثرها اهمية هي سبيكة “النيتينول” التي تتألف من 55% نيكل و 45% تيتانيوم . وقد صنعت هذه السبيكة لاول مرة في احد المختبرات الامريكية ، في بداية الستينات ، وتتميز هذه السبيكة بخفتها ومتانتها ، ولدوو نتها ، ومقاومتها للتآكل ، اضافة إلى “موهبة” رائعة كشفتها التجارب ، حيث اظهرت هذه السبيكة قدرة خارقة على “تذكر” ماضيها .
3- هل يعقل ان تتميز سبيكة “بتذكر” ماضيها ؟
– هذا ما اثبتته التجربة ، حيث قام العلماء بتسخين لولب مصنوع من هذه السبيكة حتى درجة (159م) ثم تركوه ليبرد . وبعدها علقوا به ثقلا جعله يمتط ويتحول الى سلك مستقيم تماما . ثم ظهرت الاعجوبة عندما سخن هذا السلك مرة اخرى إلى درجة (95م) : اذ تحول على مرأى من الحاضرين الى هئيته السابقة وعاد لولبا كما كان اصلا !! واعيدت التجربة مرة تلو الاخرى ، على اشكال مختلفة من هذه السبيكة التي كانت “تتذكر ” شكلها الاصلي ، وتعود اليه فور انتهاء التجربة وفي احدى المرات ، اخذ سلك من هذه السبيكة ولف بحيث شكلت منه كلمة “نيتينول” ثم سخن وترك فترة ليبرد . فإذا بشكله يتشوه ويصبح كتلة متشابكة لا تمت الى الشكل الاصلي بأية صلة ، ولكن ما ان مرر العلماء تيار كهربائي قوي جعلته يسخن فورا ، حتىعاد من جديد الى وضعه الاصلي مؤلفا الكلمة “نيتينول” !!
ولم يجد العلماء تفسيرا دقيقا لهذه الظاهرة ، ولكنهم توصلوا الى استخدام هذه السبيكة في اكثر من 100 تطبيق عملي .
– يقال : ” لولا النيكل ، لما استطاع العلماء الحصول على الشحوم الجامدة من الزيوت النباتية السائلة ” . فما مدى صحة هذا القول ؟
– هذا القول مطابق للواقع . ففي تسعينات القرن الماضي توصل العالمان الفرنسيان ساباتيه وسندرن الى انه يمكن الحصول على الشحوم الجامدة من الزيوت النباتية السائلة ، إذا امكن ضم كمية معينة من الهيدروجين الى حزئ الزيت النباتي . ولكن المعضلة تمثلت في عدم تفاعل غاز الهيدروجين مع الزيت النباتي . وبعد تجربة اضافة مواد مختلفة تحفز على التفاعل ، لم يتمكن العالمان من تحقيق هدفها المنشود ، الا باستخدام مسحوق دقيق من النيكل . وهكذا اصبح الشحم الناتج من هذه العملية يستخدم في صناعة المارجرين الذي سمي بهذا الاسم تشبيها له باللؤلؤ ، اذ ان كلمة ” margaros ” باللاتينية ، تعني اللؤلؤ .
5- هل انت متوافر بكثرة في الكرة الارضية ؟
– تبلغ نسبتي في القشرة الارضية 0,008% ،ونسبتي اكبر من نسبة النحاس والزنك والرصاص .
6- الا تعتبر هذه النسبة قليلة ؟
– اطلاقا . اذ ان الكمية الاجمالية في القشرة الارضية تقدر بحوالي (10 اوس 15) . ولنفرض ان احدا منكم خطر بباله ان يطلي سطح الكرة الارضية بالنيكل ، فهل تكفيه هذه الكمية ؟
يدل الحساب البسيط ان هذه الكمية تكفي لطلاء الارض ، اضافة الى “2000 كوكب كروي” آخر مثل الكرة الارضية !