بسم الله الرحمن الرحيم
الذبُّ الرَّفيع عن الإمام العلاَّمة ربيع
أَوافِرُ أين أسرارُ البديعِ *** لأنسجَ حُلَّةَ الشِّعرِ الرَّفيعِ
وأُلبِسَها حُماةَ الدِّين شُكرًا *** إذا لبسَ الجُفاةُ من الوضيعِ
وأحشدَ للقريضِ حُروفَ شِعري *** إذا حشدوا من السَّبِّ الشَّنيعِ
فأُرسِلَها شهابًا ثاقِباتٍ *** على من جاء بالنَّهجِ الوسيعِ
إمامُ المنهجِ السَّلفيِّ أضحى *** كمثلِ دعامةِ الحِصنِ المنيعِ
يحوطُ الدَّارَ أن تُرمى بنبلٍ *** يُطيحُ بها على جَنبِ الصَّريعِ
ويأخُذُ بالأكُفِّ إلى رياضٍ *** من الثَّمَرِ المُنضَّدِ والينيعِ
فماذا يحملون عليه غيظا *** وماذا ينقمون على الرَّبيعِ؟
أغيرَتَه على حُرُماتِ ربِّي *** ونُصحًا للمُخالفِ والمُطيعِ
أمِ الردَّ المبينَ على ضلالٍ *** غدا في النَّاسِ كالسُّمِّ النقيعِ
أم الجرحَ القويمَ لأهلِ غيٍّ *** إذًا فلينقِموه على الجميعِ
على صَحبِ الرَّسولِ وتابعيهم *** ومن ساروا على نهجِ الشفيعِ
ربيعٌ شامخٌ في العِلمِ يبدو *** لأهلِ الحقِّ كالحملِ الوديعِ
تجيءُ الفتنةُ العمياءُ ليلاً *** فيجعلها تنامُ بلا ضجيعِ
ويُكفى النَّاسُ في حضرٍ وبَدوٍ *** بفضلِ الله من شرٍّ فظيعِ
كذاك العبدُ للأطوادِ يأوي *** إذا جرَتِ العواصِفُ بالصَّقيعِ
وأهلُ الإنحرافِ رأَوا ربيعًا *** كليثٍ قاتلٍ شرِسٍ مُريعِ
نعم ليثٌ على الأهواءِ حَربٌ *** يُجرِّعُ أهلها طعمَ الضَّريعِ
وما ضرَّ الرَّبيعَ نُباحُ كَلبٍ *** يُناجِزُهُ بأجلافِ القطيعِ
فعينُ السُّخطِ تُبدي الحُسنَ عيبًا *** وتُبدي العيبَ مِن جنسِ الخليعِ
إذا وافاهُ كأسُ الموتِ يومًا *** وغُيِّبَ بين أرماسِ البقيعِ
وقال المنهجُ السَّلَفيُّ ويلي *** فحينئذٍ تعي قَدرَ الرَّبيعِ
كتب: أبو زياد حمزة الجزائري
يوم الأربعاء الثاني من شهر رجب لعام ثلاثةٍ وثلاثين وأربعمائة وألف
بقسنطينة.