التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

قصيدة رثاء رائعة ـ مرثية الهلالي لوالده يرحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
في فجر يوم الخميس 11 ـ 3 ـ 1443هـ الموافق 25 ـ 2 ـ 2022م
وفي محافظـة المجاردة ـ جـنـوب المـمـلكة الـعـــربـية الســـــعوديـة
انتقل الوالـد الغـــالي حسن ظافر الهلالي إلـى رحــمـــة الله تعـــالى
نســأل الله تعالى أن يتغمده بواســع رحمته وأن يسـكنه فسيح جناته
وهـــــــــذه القــصـــــيدة لإبـنــه : مـحــمـــد يرثـيه بــــــــــــهـــا :
مرثية الهلالي :
أيّ ليـلٍ وأيّ صــــبحٍِ صـبـاحـيْ ***من يُداريْ ومن يُداويْ جراحي
لا تلُمْني لـمـا ترى لســـت تدريْ ***رُبّ صـاح تـظـنـه غـير صـاح
لا تَلُمْني فإن في الـقـلـب شـــيءٌ ***لا يُدارى وليـس يمـحوه مـاحـي
وفــراقِ الآبـاء شــيءٌ عـظـــيـمٌ ***ما لـذكـرى هـمـومـه مـن بَـراح
كيف أنسى من كـان كالبدر نوراً ***قد أضـاءتْ مـن نورهِ كـلُّ سـاحِ
وسـراجـاً إلـى المـعــالي مـنيـراً ***ودلـيـــلاً إلـى دروبِ الـنـجـــاح
كيف أنسـى من كان حبّي وقـلبي ***وحــيـاتي وجـنّـتي وارْتِــيَـاحي
كـان باللـيـل كالســــراج مــنـيراً***فـتـوارى بـنـوره فـي الصــبـاح
قد سما للسـماء والـروح صارت ***فـي جـوارِ العــليــــمِ بـالأرواح
فـي جـــوارٍ أنـعم به من جـــوارٍ ***هــو أهــل الثـنـــاء والأمـــداح
رَبِّ ألهمْه ثابت القــول واجــعلْ ***حــولـه الـقـبـرَ من جنانٍ فِسـاحِ
وتــقـبّــله صــــابراً وشـــهـيــداً ***ورفـيـقـاً أهـلَ الـتـقى والصلاحِ
فـزْتَ يا والــديْ بقـــولٍ ســـديـدٍ ***وبـوجـهٍ يُـنـيـرُ كـالمــصـــبـاحِ
لكَ فـرضٌ وواجـبٌ في صــلاتي ***بدعـــاءٍ بــوافـــرِِِ الإلـــحــــاحِ
لكَ خيرُ الدعـاءِ مـا دمْــتُ حـــياً ***ورجــائيْ فــيْ فـالـقِ الإصـباحِ
أنـت حـــيٌ أراك فـي كــل دربٍ ***مـن دروبـي وحـَيثما كنتُ ناحي
فــي بـيــوتٍ بنـيـتها شــاهـــقاتٍ ***شـــاهـداتٍ بخـــيرِ كــفٍ وراحِ
أنت حيٌّ أراك فـي الـبــدر لــمـا ***يـتـجــــلّى بـنـــوره الـوضـــّاحِ
أنـت حيٌ ذكـراك في كـل شــيء ***في وصاياك في جميع النواحي
ذكريات أصـــولها مــن نـخـيــلٍ ***باســقـاتٍ وزهـــرهــا من أقاح
حـكمـة منك يا أبـي كيف أنســى ***حـين جـمـع الأكـف راحاً براحِ
لك ذكرى كـثـيرة فـي الوصــايـا ***كــنــت والله ســـيّد النّـصــــّاحِ
كنـت تروي قلوبَنـا بالـوصــــايا ***وطـبيـباً مــداويـــاً لـلجـــــراحِ
ولـبـيـبـــاً إذا تـغـــلّـق بـــــــاب ***جـاء مـنـك الجــواب كالمـفـتاحِ
نادرٌ في الرجـال شـهـمٌ كــــريـمٌ ***حســـنُ الخلقِ ظــافرٌ بالمــداحِ
فســـلامٌ عــليك فــي كـل لـيــــل ***وســـــلام عليك كـل صـــبـاحِ
وســلامٌ عــلـيـكَ مـا طـــارَ طيرٌ ***أو تـغـنــّي بـصــوتهِ الصــّدّاحِ
وســــلامٌ عـلـيـكَ مـا قــــامَ نَبْتٌ ***واسْتـمالـتْ أغـصــانُهُ بالـرياحِ
وســـلامٌ عـلـيــكَ ما شَـــعّ نــورٌ ***أو تـوارَى فـي غـَدوةٍ أو رواحِ
وســــلام عـليـك فــي كـل حـين *** يا شـبيهـاً للبدر في الإيضــاح

توضيح بعض المعاني:
توارى بنوره في الصباح = إشارة إلى وقت الوفاة
فزت يا والدي بقول سديد = نطق الشهادة
حين جمع الأكف راح براح = عندما جمع ايدي اولاده ليوصيهم عند موته رحمه الله
حسنُ الخلقِ ظافرٌ بالمداح = في هذا البيت إشارة إلى اسم الفقيد ـ حسن ظافر ـ يرحمه الله

ملاحظة : عند نقل القصيدة لمنتدى آخر يجب اختيار نوع الخط Arial للمحافظة على تنسيق الأبيات


رائع

وننتظر جديدك


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.