الحمد لله الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا.
وأَشْهَدُ أَن لاَّ إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا مَزِيدًا.
أَمَّا بَعْدُ؛
فقد كتب شيخنا الفاضل أبو عبد الرحمن عبد السلام بن حسين العاتي الجبوري – حفظه الله تعالى – قصيدة بعنوان ( رسالة إلى مفتون ) في الدفاع عن الإمام الهمام حامل راية الجرح والتعديل بحق في هذا العصر – الذي قلَّ فيه الناصر * وندر فيه المعين * وكثر فيه المبطلون * وتجاوز حدهم المتخاذلون والله المستعان على ما يصفون – الشيخ الجليل ربيع بن هادي عمير المدخلي – حفظه الله ونصر به السنة وأهلها * وردَّ كيد أعاديه في نحورهم – .
وقد القاها الشيخ عبد السلام في تخرج الدورة السادسة دورة الإمام الألباني رحمه الله المقامة في مدرسة السنة العراق – تكريت – العلم .
وهذا نص القصيدة :
رسالة إلى مفتون
إرفِقْ بنفسكَ أيُّها المفتونُ ::::::::: لا تأخذنَّكَ شُبهةٌ وظنونُ
الشيخُ شيخِيَ لا أشُكُّ بصدقِهِ :::: فهو الرَّبيعُ العالمُ المأمونُ
وهو الإمامُ مُعدِّلاً ومُجَرِّحَاً :::::::: بالحقِّ يصدعُ ليسَ فيه يهونُ
بالعلمِ ينطقُ لا بزخرُفِ قولِهِم ::::: شَهِدتْ بذاكَ مجالسٌ وفُنونٌ
حَمَلَ اللواءَ فكان شَيخَاً ناصِحاً ::: كالشَّمسِ في وَضَحِ النَّهارِ تكونُ
كالشَّمسِ يصعَقُ جِنَّهُم ويُبيدُهُ :::: حتَّى يصيخَ الماردُ الملعونُ
كالسَّيفِ فَرَّقَ جَمعَهُم وفُلولَهُم :::: فدهَى التَّحزُّبَ ذِلَّةٌ وطُعُونُ
فَضَحَ والرَّوافِضَ والخَوَارِجَ والذي ::: يبغِي التَّلَوُّنَ قَد عَلاهُ الهُونُ
نَادى بِفضلِ رَبيعِنا أهلُ التُّقى :::: شَهِدتْ صَحَائِفَ خَطَّهَا وَمُتُونُ
هَذا الرَّبيعُ فَهَل تَرى بُستَانَهُ ::::: شَجَرٌ تَأَلَّقَ يَنْعُهُ وَغُصُونُ
الحقُّ أَبلجُ لا تكنْ مُتغَافِلاً ::::: فالبغيُ مِنك سَفاهةٌ وجُنونُ
قُم فِي الدُّجى وسَلِ الهِدايةَ والتُّقى ::: فَستُعطِ نَفسكَ حَظَّهَا وتَصونُ
واحذرْ عِقَابَ اللهِ يَومَ لِقَاءِهِ :::::: فِي يَومِ هَولٍ مَا رَأتهُ عُيُونُ
هو يَومُ كَربٍ مُستَطيرٌ شَرُّهُ ::::: زُمَرٌ هُنالِكَ صُفِّدتْ وسُجُونُ
أَينَ المَفَرُّ وأَنتَ فَردٌ وَاحِدٌ ::::: كَيفَ النَّجَاةُ ومَا لَدَيكَ حُصُونُ
فَاعرفْ لأَهلِ العلمِ وَاجبَ حَقِّهِم :::::: فَهُمُ السَّراجُ تَوَهُجٌ وَهُتُونُ
واعرفْ لشيخِيَ قَدرَهُ فَهْوَ الذي :::: يَرعى الأَمانةَ لا أَرَاهُ يَخُونُ
أخوك قبل أن تفتن : أبو عبد الرحمن