في جامعة الإمارات العربية المتحدة قامت (لجنة الكفاءة اللغوية) في وحدة المتطلبات الجامعية العامة بالبدء في مشروع كبير النفع عظيم الفائدة، وهو (اختبار العين لقياس الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية)، والحق أن هذا المشروع قد بُدِئ في تنفيذه ليبدأ تطبيقه على الآلاف من الناطقين بالعربية، وسيتم فتح باب الاشتراك للجميع.
المشروع يقوم عليه أناس جمع بينهم (الوعي) و (الإخلاص) و (التخصص) و (الإبداع) و(الحرص على اللغة *********، ولا نغالي إذا اقتبسنا كلمة لأحد الإخوة في وصف المشروع حيث قال:
(أراه مشروعاً عظيماً يليق بدولة عظيمة مثل دولة الخلافة القادمة) وقد صدق فيما قال.
أما عن المشروع فإليكم بياناً موجزاً عنه، ولمن أراد المزيد فعليه بالرابط الموضوع آخر البيان.
– ما هو مشروع اختبار العين ؟
مشروع (الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية) هو منظومة اختبارية متكاملة، تقيس كفاءة أبناء العربية في التواصل باللغة الفصيحة، ويوفر المشروع مادة علمية ثرية متنوعة تتيح للمُقبلين على الاختبار فرصة تعزيز المهارات اللغوية التطبيقية، واختبارات تجريبية تهيئهم للتعامل مع الاختبار، كمايمكنه أنيوفر دورات لغوية مكثفة تهدف إلى الارتقاء بالمهارات اللغوية ومعالجة مظاهر الضعف اللغوي. ويقدم المشروع لكل مختبر شهادة موثقة؛ تحتوي على توصيف علمي مفصل لمهاراته وقدراته اللغوية في الاستماع والقراءة والكتابة والإصدار الشفوي.
والمشروع خاص بالناطقين بالعربية المحتاجين إلى الدراسة، أو المتقدّمين إلى العمل، في بيئات تكون العربية لغةالتواصلفيها. وتقوم بإعداد المشروع وتنفيذه (لجنة الكفاءة اللغوية) في وحدة المتطلبات الجامعية العامة بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
– لماذا سمي المشروع باسم اختبار العين ؟• حرف العَين (ع) هو الحرف الأول من كلمة (عربي وعربية) وهو الدال على اللغة العربية في مقابل حرف (E) الدال على الإنجليزية.
• صوت العَين (ع) يميز اللغة العربية عن غيرها من معظم اللغات.
• حرف العَين (ع) هو أول حرف في ترتيب الحروف العربية عند العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي، و(العَين) اسم أول معجم في اللغة العربية، واختبار (العَين) هو أول اختبار في قياس الكفاءة التواصلية في اللغة العربية.
• انطلق الاختبار من مدينة (العَين)؛ فقد صمّمه فريق من وحدة المتطلبات بجامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العَين، ومن المنتظر أن يتم نشره في العالم العربي، ومن المناسب أن يحمل اسم المدينة التي شهدت انطلاقه.
– ما مدى أهمية اختبار العين ؟
العربية من أقدم اللغات الحية؛ إذ يتجاوز عمرها سبعة عشر قرنًا من الزمان، وهي لغة التواصل بين ملايين العرب، ولغة الشعائر الدينية لمئات الملايين من المسلمين، وقد ظلّت العربية لغة للعلم والحضارة فترات طويلة من تاريخ العالم، وبذل أجدادنا جهودًا كبيرة في خدمتها وخدمة علومها المتعددة، وعلى الرغم من هذا الماضي العريق للعربية وعلومها فإنها ـ وفق علمنا ـ ما زالت تفتقد وجود معيار علمي دقيق يقيس كفاءة المتواصلين بها؛ إذ جرت العادة على استخدام عبارات تقييمية فضفاضـة نحو: فلان متميّز في اللغة العربية، وفلانة جيّدة، وفلان ضعيف، دونما تحديد لمعاني التميّز والجودة والضعف، ودونما تحديد لمجالات التقييم: أهي المعارف اللغوية، أم المهارات التواصلية، ودونما تحديد للمستوى اللغوي المقيس: أهو فصحى التراث أم فصحى العصر أم مزيج منهما؟
ولم يعد هذا الوضع مقبولاً في هذا العصر العلمي الرقمي الذي وضعت فيه المعايير العلمية والمقاييس الدقيقة لمعظم المناشط البشرية.
ومن هنا تبدو أهمية تصميم أداة قياس معيارية موحّدة قادرة على قياس الكفاءة التواصلية بالعربية الفصيحة، ومن هنا أيضًا تظهر أهمية هذا المشروع الذي يأتي ليسد ثغرة كبيرة في مجال التواصل اللغوي بالعربية، ولينتقل بالعربية من مرحلة تعتمد على الذاتية في التقييم إلى مرحلة أخرى مؤسسة على معايير موضوعية علمية دقيقة.
– المنطلقات التي يقوم على أساسها اختبار العين :
يصدر مشروع قياس الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية عن رؤية مؤسَّسة على المنطلقات الآتية:
• الوظيفة الأساسية للغة هي التواصل.
• الكفاءة في اللغة العربية مطلب دينيّ وقومي واجتماعي ومعرفي وتربوي.
• كفاءة لغوية أفضل تعني تحقيق تواصل أفضل وظيفيًا وإبداعيًا.
• أنسب طريقة لاكتساب الكفاءة اللغوية هي تعلّم اللغة باللغة.
– من هم القائمون على مشروع الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية واختبار قياسها (اختبار العين) ؟
تقوم بإعداد المشروع وتنفيذه (لجنة الكفاءة اللغوية) في وحدة المتطلبات الجامعية العامة بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ولكن هناك نقاط مضيئة حق أن نذكرها في هذا المقام وهي :
• كان د. عبد الله الخنبشي (مدير جامعة الإمارت العربية المتحدة) أول من نبه إلى أهمية تبني مشروع الكفاءة اللغوية في العربية، وكان ذلك عام 2022م، عندما كان مديرًا لوحدة المتطلبات الجامعية العامة، وعندها بدأت مرحلة التنظير والدراسات والعصف الذهني.
• وفي عام 2022م قام د. محمد أحمد الزرعوني (عميد وحدة المتطلبات الجامعية) بتكليف مساق اللغة العربية بالبدء في تنفيذ المشروع، وظل يرعاه ويدعمه في كل مراحله.
• بناء على ذلك انطلق فريق من محاضري قسم اللغة العربية في وحدة المتطلبات الجامعية في تحويل الدراسات النظرية إلى واقع ملموس، وذلك بمتابعة أ.رامي حمدان (مدير الخدمات الأكاديمية، ومدير المشاريع الخارجية بالوحدة).
• تشكل فريق المشروع عند انطلاقه من كل من: د. إبراهيم محمد علي (منسق مساق اللغة العربية والمشرف على المشروع)، والزملاء: د. أحمد محمود الخليل، ود. نورة علي خليل، ود. محمد عبدالباقي أبو عيانة، ود. باسلة موسى جلو، وأ. بلال فتحي سليم، ود. يسري صبحي الصاوي.
• ثم تم رفد الفريق بمجموعة من الزملاء في قسم اللغة العربية لإتمام عمليات التقييم والتزويد، هم: د. عمرو مدكور، وأ. إسلام مصطفى، ثم الزملاء: د. محمد عديل عبدالعزيز، ود. عبدالرحمن دركزللي، وأ. عبدالله محمد العبد. كما يشارك معظم محاضري القسم في عمليات المراقبة والتصحيح.
ما هي مخرجات اختبار العين ؟
تقوم فكرة الاختبار على تقديم توصيف علمي دقيق للحالة اللغوية للمرشح بعد دخوله الاختبار، ولا يعتمد الاختبار على معيار النجاح والرسوب، فليس هناك راسب وناجح في هذا الاختبار، وإنما هناك درجة يحصل عليها المرشح، وتترجم تلك الدرجة إلى توصيف للمهارات اللغوية والقدرات التواصلية التي يمتلكها، وإلى تحديد دقيق لمكانه على سلم المستويات اللغوية الخاص بالاختبار، وفيما يلي توضيح لهذا السلم:
9 ممتاز
8 جيد جدًّا
7 جيد
6 مؤهل
5 متوسط
4 دون المتوسط
3 محدود
2 محدود جدًا
1 ضعيف
0 ضعيف جدًا
لمزيد من التفاصيل يمكنكم زيارة الرابط التالي :
http://www.ugr.uaeu.ac.ae/alpt/index.shtml
والحق يقال أنني قد تابعت تفاصيل هذا المشروع ووجدت أنه بحق مشروع يليق بأمة عظيمة كأمة الإسلام، ودولة عظيمة كدولة الخلافة القادمة بإذن الله، فهذا المشروع يقوم على وضع معيار لتصنيف مدى الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية، وقد رأينا أمثلة شبيهة بذلك في اللغات الأجنبية، مثل امتحان (التويفيل) الخاص بالإنجليزية ومثله للألمانية وللفرنسية وهكذا.
إن من حق لغتنا، اللغة العربية، لغة كتاب الله، لغة التشريع في الإسلام، من حق هذه اللغة علينا أن نوفيها حقها، بوضع هذا المعيار الذي يعتبر خطوة أولى في مشروع الأمة الأعظم، فاليوم نقيس الكفاءة اللغوية، وغداً توضع المعالجات لرفع الكفاءة اللغوية، وهكذا نسير حتى يعود مزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية وتعود لغتنا العربية إلى ما كانت عليه أيام الخلافة الراشدة الأولى.
ننصح بزيارة الصفحة ومتابعتها تأهباً للمشاركة في حال فتح باب المشاركة للجميع، وفي الموقع هناك فيلم مدته نصف ساعة يقدم شرحاً موجزاً وكافياً عن اختبار العين وكيفية التعامل معه والتدرب عليه.
بارك الله بكل القائمين على هذا المشروع وزادهم علماً واخلاصاً وابداعاً، وقد علمنا منهم رجالاً نذروا أنفسهم لحمل قضايا الأمة واستئناف الأمة السير على دروب العزة.