العصور الأدبية
هي فترات زمنية تؤرخ للأدب والأدباء فترصد خلالها التغيرات التي حدثت للأدب من إيجابيات وسلبيات ,
وتذكر ما استحدث فيه وما ترك ونسي, كما يذكر الأديب وما له من حظ فيه.وهذه الفترات كان لأحدثها
تأثيرا ما على الأدب.
العصر الجاهلي: ( 450 م- 610 م).
وتطلق هذه التسمية على حياة العرب قبل الإسلام, لتفشي الظلم والجهل والشرك ولسواد القوة بدل الحق
والعدل . وهي قسمان:
جاهلية أولى وهي بائدة وجاهلية ثانية وهي التي ورثنا منها الشعر والنثر, وتبدأ من حوالي 150سنة قبل البعثة.
الشعر الجاهلي ومنزلته وموطنه:
موطنه بوادي الحجاز ونجد , وهو بمثابة وسائل الإعلام الحديثة ووثيقة تاريخية وأنثروبولوجية.
واعتماد الشعر على العاطفة والخيال والانفعال كان أسبق من النثر. وأبرز ما فيه من أشعار المعلقات ,
ومن أبرز شعرائه : زهير , امرؤ القيس , النابغة الأعشى ..
النثر الجاهلي:
كان قليلا محدودا لاعتماده على العقل أكثر من العاطفة ,واعتماده على الاستقرار لا على الترحال , ومع ذلك كان للعرب نثر محدود أهمه فن الخطابة الذي تطلبته بعض المواقف في حياتهم وبعض الوصايا… والحكايات التي تروي أيام العرب ولكنها كانت مشافهة .
نظام حياة العرب نظام قبلي, يعتمدون على الرعي والتنقل , والعلاقة فيما بينهم تناحر , يدينون بالوثنية والنصرانية…
صدر الإسلام: ( ويبدأ من البعثة النبوية إلى 40 هـ // 610 م إلى661 م ).
ويضم عهد النبوة والخلفاء ,انتهى عهد النبوة سنة 631 هـ . وعهد الخلفاء : الصديق3 سنوات , وعهد عمر10 سنوات وعهد عثمان 11 سنة , وعهد علي 5 سنوات . ازدهرت فيه الخطابة وبعض الأغراض الشعرية .
العصر الأموي : (40 هـ إلى 132 هـ // 661 م إلى 749 م ).
سمي نسبة إلى حكام المسلمين بني أمية الذين ينحدرون من أمية بن خلف. ازدهر في عهدهم الأدب بشعره ونثره نتيجة لظروف سياسية ,وخاصة الخطابة والنقائض.
وفي آخر عهدهم عرفت الدولة تنظيمات في شؤون الدولة والحكم.وفي عهدهم بدأ يعرف علم النحو.
العصر العباسي: (132 هـ إلى 656 هـ / 749 م إلى 1258 م).
وعرف بهذه التسمية نسمة إلى حكام المسلمين الذين ينتسبون إلى العباس عم الرسول (ص).
وينقسم إلى فترتين , تنتهي الأولى سنة 334 هـ , وتنتهي الفترة الثانية سنة 656 هـ .
وهاذ العصر هو عصر ازدهار الآداب والعوم , عرف فيه الأدب مع تعرفه العصور المتقدمة عنه , عرف البحوث المطولة في شتى المعارف وفي اللغة والدين وعلم الكلام , وفيه تطورت أغراض وظهرت فنون . ومن أبرز عوامل هذا الازدهار الامتزاج الثقافي بفضل انصهار ثقافات الأمم المجاورة التي دخلت الإسلام في الثقافة العربية الإسلامية كالهندية والفارسية والرومية… فساعدت على ظهور العلوم وتطور الفنون…
عصر الضعف أو الانحطاط: (656 هـ إلى 1213 هـ / م 1258 إلى 1798 م )
عرف بهذه التسمية نظرا لما حل بالدولة الإسلامية من ضعف وتقهقر في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والأدبية والعسكرية.. ورغم ذلك عرفت فيه كتب قيمة لم يعرف المسلون مثلها فيما سبق , هي لس العرب والمقدمة. وهو عهد انقسم بين حكمين المماليك في مصر والمشرق حتى سنة 923 هـ..ثم عهد الأتراك الذين ينتهي حكمهم بحملة نابليون سنة1798 م.
العصر الحديث: يبدأ من حملة نابليون بونابارت على مصر إلى غاية الحرب العلمية الثانية
وفيه عرف العرب يقظة بعد غفلة وركود طويل , وكان السبب في ذلك حملة نابليون على مصر التي زلزلت الأرض من تحت أقدامهم, ولما فتحوا أعينهم على ما وصل إليه الغرب من تقدم علموا مقدار ما كانوا فيه من تقهقر وتأخر. ومما ساعدهم على نهضتهم ظهور الصحافة والطباعة وما كان لهما من فضل في التوعية والتثقيف وبعث التراث , ثم أدركوا فضل العلم فأرسلوا البعثات العلمية إلى الغرب لنهل العلم , فنهلوا وترجموا…وغيرها.. ومن رواد النهضة
الأدبية محمود سامي البارودي ثم شوقي وحافظ . أما النثر فقد انتعش بعد الحرب الكونية الأولى وازدهر بعد
الثانية. وظهرت فنون حديثة كالقصة والرواية والمسرح والمقالة , وفي اشعر ظهرت المذاهب الأدبية الغربية
بآثارها في أدبنا ,كالكلاسيكية و الرومانسية والرمزية والواقعية…
الفترة المعاصرة: من بعد الحرب العالمية الثانية إلى يومنا .
أين شاع الشعر الحر وتحولت رسالة الأدب إلى وجوب الالتزام بقضايا الشعوب لبناء الحياة والإنسان على مبادئ الحق والتسامح والقيم والعدل. فالأديب أصبح مسؤولا على إيجاد الحلول الجذرية لكل المشكلات التي يعانيها الشعب فها هو نزار قباني يقول:
الشعر ليس حمامات نطيّرها نحو & السما ولا نايا ولا ريح صبا
ولكنّه غضب طالت أظافره ما & أجبن الشعر إن لم يركب الخطرا