التصنيف: الشعر والنثر
الشعر والنثر
غدر الصديق
.
.
عندما نفتقد اغلى الناس
عندما تتركنا ارواحنا جسد بلا روح
عندما كان لك طرق في الحياة
شي تسعى وتجتهد للوصول اليه
شي يعطى له نفسك وروحك
وفجاة!!!
وبدون مقدمات
يتركك وحيدا
تقف تائه
ام تبكي؟
تقف حزين؟
حائر؟
مهموم؟
ان يطعنك احدهم في ظهرك فهدا امر طبيعي
ولكن ان تلتفت وتجده اقرب الناس اليك
فتلك هي الكارثة
من المؤسف حقا ان تبحث عن الصدق في عصر الخيانة
وتبحث عن الحب في قلوب جبانة
اكثر الناس حقارة هو دلك الدي يعطيك ظهره وانت في امس الحاجة الى قبضة يده
لا تسالني عن الخيانة
فانا لا اعتقد ان هناك كلمات قادرة على وصفها
كل خائن يختلق لنفسه الف عدر ليقنع نفسه بانه فعل الصواب
ايهااااا الخائن!!!!!!
لو كانت كل قصة حب تنتهي بالخيانة لاصبح كل الناس مثلك
الصادقون في عواطفهم لا يبالون بالمظاهر
من السهل ان تحب الناس
ولكن من الصعب ان تجبر الناس على حبك
ليس من الصعب ان تضحي من اجل صديق
ولكن من الصعب ان تحب صديقا يستحق التضحية
المتكبر كالواقف على جبل يرى الناس صغاارا….
ويرونه صغير….
الصداقة معناها الحقيقي
القرب لا البعد
الحب لا الكراهية
الصدق لا النفاق
فهده هي علامات الصداقة ادا ظهرت عليك فستكون صديق وفي
الصديق الحقيقي هو الدي يمكنك ان تبكي امامه وتتبلل كتفاه من دموعك
دكرى مؤلمة ادا عرفت ان صديقك خانك
دكرى مؤلمة ادا عرفت كم من الوقت المبدول للتفكير في هدا الصديق الخائن
لقد سمعت عنه الكثير والكثير
لكني اغفلت قلبي وفكري
واغلقت ادناي عن سماع كلمة تسيء اليه
وكم من ندامة خلفتها وراء هدا الصديق
وكتبت من صميم فؤادي وصديد قلبي
لدلك المنسي!!!!
نعم منسي
لقد نسيته حتى اخر حرف من هده الكلمات
خيانة الصديق سكين تصيب القلب فلا يبرا
يظل في الامه يتقلب ويتقلب
فلا هو بالغفران شفي
ولا بالنسيان
هي جرح تعيد الايام الامه واوجاعه
اضعافا مضاعفة
وكلما اشرقت شمس يوم جديد او غربت
يعتصر الفؤاد حزنا
ويمتلىء القلب الجريح شعورا بالوحدة
فينكسر الامل؟؟؟
ويفقد الشعور بالفرح
وتظل الخيبة و الالم الرفيق الدائم للقلب المغدور
لو صاحبك خانك….!!!
الى اعز ما تحدثه الشفاة البشرية
أبيات في الصداقة
اهلا صديقتي كيف حالك
مروة اشتقت لك
سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا
صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا
( الإمام الشافعي )
* * *
لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِي
مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ
وأَلَـذُّ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسَامِعِـي
صَوْتُ البَشِيـرِ بِعَـوْدَةِ الأَحْبَـابِ
( الشاعر القروي )
* * *
عاشِـرْ أُنَاسـاً بِالـذَّكَـاءِ تَمَيَّـزُوا
وَاخْتَـرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْـلاقِ
( جميل الزهاوي )
* * *
أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ
وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ
فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي
فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ
وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ
وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ
سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ
فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُ
( حسان بن ثابت )
* * *
أُصَـادِقُ نَفْـسَ المَـرْءِ قَبْلَ جِسْمِـهِ
وأَعْرِفُـهَا فِـي فِعْلِـهِ وَالتَّكَلُّــمِ
وأَحْلُـمُ عَـنْ خِلِّـي وأَعْلَـمُ أَنَّـهُ
مَتَى أَجْزِهِ حِلْمـاً عَلى الجَهْلِ يَنْـدَمِ
( الـمتنبـي )
* * *
فَمَا أَكْثَر الأَصْحَـابَ حِينَ تَعُـدُّهُمْ
ولَكِنَّهُـمْ فِـي النَّـائِبَـاتِ قَلِيـلُ
( الصادق يوسف )
* * *
تَكَثَّرْ مِنَ الإِخْوانِ مَا اسْتَطَعْـتَ فَإِنَّهُمْ
عِمَـادٌ إِذا اسْتَنْجَـدْتَهُـمْ وظَهِيـرُ
ومَا بِكَثِيـرٍ أَلْفُ خِـلٍّ وَصَاحِـبٍ
وَإِنَّ عَــدُواً وَاحِــداً لَكَثِيــرُ
( ابن أبي الحديد )
* * *
الأقوال المأثورة
الـرفيـق قبـل الطـريـق
( مثل عربي )
الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب ، إن لم تكن مِثْلَهُ شَانَتْهُ
( —– )
متى أصبح صديقك مثلك بمنـزلة نفسك فقل عرفت الصداقة
( ميخائيل نعيمة )
من يبحث عن صديق بلا عيب ، يبقى بلا صديق
( مثل تركي )
إذا كنت تملك أصدقاء ، إذاً انت غني
( بلوطس )
قل لي من تعاشر أقل لك من أنت
( سرفانتس )
لُمْ صديقك سِراً ، وامدحه أمام الآخرين
كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
و الله روعة ….
شكرا لك عزيزتي فايزة
لا شكر على واجب
يسري حنانك في دمائي مثلما تسري النضارة في الخميل الزاكي
هيهات توجد في الحياة سعادة الا اذا جادت بها كفاك
تتهللين اذا ابتسمت و ان بكت عيناي فجرت الاسى عيناك
ما انت اى نبع حب ترتوي منه النفوس فلا تجول سواك
مهما غنمت من الحياة فلم ارى شيئا يضارع في الحياة رضا لك
اماه !افراح الوجود تجمعت لتكون عيد الكون في مغناك
فتقبلي حب القلوب هدية فلطالما اهديتها نعماك
انت الحياة جمالهاو بهاؤها لولاك لم ننعم بها لولاك
قصيدة أنا العبد
أنا العبد الذي أضحى حزيناً *** على زلاته قلقاً كئيبا
أنا العبد الذي سطرت عليه *** صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسيء عصيت سراً *** فمالي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري *** فلم أرع الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحرٍ *** أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا *** وقد أقبلت ألتمس الطبيبا
أنا العبد المخلف عن أناسٍ *** حووا من كل معروفٍ نصيبا
أنا العبد الشرير ظلمت نفسي *** وقد وافيت بابكم منيبا
أنا العبد الحقير مددت كفي *** إليكم فادفعوا عني الخطوبا
أنا الغدار كم عاهدت عهداً *** وكنت على الوفى به كذوبا
أنا المهجور هل لي من شفيعٍ *** يكلم في الوصال لي الحبيبا
أنا المضطر أرجو منك عفواً *** ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني *** ويسر منك لي فرجاً قريبا
فوا أسفي على عمرٍ تقضى *** ولم أكسب به إلا الذنوبا
وأحذر أن يعاجلني مماتٌ *** يحير لهول مصرعه اللبيبا
ويا حزناه من نشري وحشري *** ليومٍ يجعل الولدان شيبا
تفطرت السماء به ومارت *** وأصبحت الجبال به كثيبا
إذا ما قمت حيراناً ظميا *** حسير الطرف عرياناً سليبا
ويا خجلاه من قبح اكتسابي *** إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موقفٍ لحساب عدلٍ *** أكون به على نفسي حسيبا
ويا حذراه من نار تلظى *** إذا زفرت فأقلعت القلوبا
تكاد إذا بدت تنشق غيظاً *** على من كان معتدياً مريبا
فيا من مدّ في كسب الخطايا *** خطاه أما بدا لك أن تتوبا
ألا فاقلع وتب واجتهد فإنا *** رأينا كل مجتهدٍ مصيبا
وأقبِل صادقاً في العزم واقصد *** جناباً ناضراً عطراً رحيبا
وكن للصالحين أخاً وخلاً *** وكن في هذه الدنيا غريبا
وكن عن كل فاحشةٍ جباناً *** وكن في الخير مقداماً نجيبا
ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ *** تكن عبداً إلى المولى حبيبا
فمن يخبر زخارفها يجدها *** مخادعةً لطالبها حلوبا
وغض عن المحارم منك طرفاً *** طموحاً يفتن الرجل الأريبا
فخائنة العين كأسد غابٍ *** إذا ما أهملت وثبت وثوبا
ومن يغضض فضول الطرف عنها *** يجد في قلبه روحاً وطيبا
ولا تطلق لسانك في كلامٍ *** يجر عليك أحقاداً وحوبا
ولا يبرح لسانك كل وقتٍ *** بذكر الله ريّاناً رطيبا
وصل إذا الدجى أرخى سدولاً *** ولا تكن للظّلام به هيوبا
تجد أجرأ إذا أدخلت قبراً *** فقدت به المعاشر والنسيبا
وصم مهما استطعت تجده رياً *** إذا ما قمت ظمآناً سغيبا
وكن متصدقاً سراُ وجهراً *** ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا
تجد ما قدمته يداك ظلاً *** عليك إذا اشتكى الناس الكروبا
وكن حسن الخلائق ذا حياءٍ *** طليق الوجه لا شكساً قطوبا
فيا مولاي جد بالعفو وارحم *** عبيداً لم يزل يشكي الذنوبا
وسامح هفوتي وأجب دعائي *** فإنك لم تزل أبداً مجيبا
وشفِّع فيّ خير الخلق طراً *** نبياً لم يزل أبداً حبيبا
هو الهادي المشفّع في البرايا *** وكان لهم رحيماً مستجيبا
عليه من المهمين كل وقتٍ *** صلاة تملأ الأكوان طيبا
الأمّ مدرسة
أَعددتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأمّ روضٌ إن تعهّده الحيا
بالريّ أورق أيماً إيراق
الأمّ أستاذ الأساتذة الألى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقول دعوا النّساء سوافراً
بين الرّجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أرَدن لا من وازع
يحذرن رقبته ولا من واقي
يفعلن أفعال الرّجال لواهياً
عن واجبات نواعس الأحداق
تتشكّل الأزمان في أدوارها
دولاً وهنّ على الجمود بواقي
شعر جميل وقصير :) :) :) :) :)
في هذا المقال ستجد الأشعار القصيرة والجميلة أيضاً
كم ذا أغالط عمري كأنّني لست أدري
أغفلت ذاك الّذي كان في مقدم عمري ولم أزل أتمادى حتّى تصرم دهري من لي إذا صرت رهناً بالذّنب في رمس قبري بأي عذرٍ ألاقي ربّي ليقبل عذري .فليت شعري متى أدرك المنى ليت شعري
ربّاه إنّي قد عرفتك …. خفقةً في أضلعي
وهتفت باسمك يا الله …. لحناً يروق بمسمعي
أنا من يذوب تحرّقاً …. بالشّوق دون توجّعي
قد فاض كأسي بالأسى …. حتى سئمت تجرّعي
يا رب إنّي قد غسلت …. خطيئتي بالأدمع
يا رب يا تسبيحتي …. في مسجدي أو مهجعي
يا رب إنّي ضارع …. أفلا قبلت تضرّعي؟
إن لم تكن لي في أساي …. فمن يكون إذن معي؟
يا رب في جوف الّليالي …. كم ندمت وكم بكيت
ولكم رجوتك خاشعاً …. وإلى رحابك كم سعيت
قد كنت يوماً تائهاً …. واليوم يا ربّي وعيت
إن كنت تعرض جنّةً …. للبيع بالنّفس اشتريت
أو كنت تدعوني إلهي …. للرّجوع فقد أتيت
ضحكت فقالو الا تحتشم …. بكيت فقالو إلّا تبتسم
بسمت فقالوا يرائي بها …. عبست فقالو بدا ما كتم
صمتّ فقالوا كليل الّلسان …. نطقت فقالوا كثير الكلم
يقولون شذّ إذ قلت: لا …. وإمّعة حين وافقتهم
فأيقنت أنّي مهما أردت …. رضا النّاس لا بد أن أذم
الصّمت والدّمعة وسنين بعذابـك
والهمّ والحيرة والأحزان والخوف
هذي حياتي كلّهـا فـي غيابـك
صوّرت لك كل المعاناة بحـروف
أعيش بالواقع وأعيش بسرابـك"
هي حيلة الله لاقصر دونك الشّوف
اسألوا دمي .. وسعادتي وهمّي
اسألوا التّوفيق ..
والكدر والضّيق
اسألوا الطّيب في صفاتي ..
والدّعاء الّلي في صلاتي
واسألوا شهودي ..
الدّموع الّلي في سجودي
اسألوهم .. واسألوا دمي .
عن غلا أمي
يا فاتنة الحسن رفقاً بناظريك
أي سحر يشعّ من مقلتيك
أيّ سحرٍ يكحّل جفنيك
وأيّ شهدٍ ينساب من شفتيك
وأيّ وهج نور يتلألأ على خدّيك
يا من تدثّرت بالحرير والزّعفران
وتشبّعت بالمسك والعنبر والألوان
كم زهرة تعطّرت بلمس يديك
حدّثيني يا سيّدة الحسن
كم محبّاً صار لديك
لا تذرفي الدّمع
لا تذرفي الدّمع صغيرتي
فدموعك أغلى من أن تهان
لا تبكٍ يا صغيرتي
فعيونك العسليّة
تحرقني
تهزّ كياني
تدمّرني
منذ عرفتك
وقلبي ينبض من أجلك
لقد تناسى قلبي جسدي
وراح يطاردك
في عتمة الليل
وفي ظلماتها
راح يطاردك دون هويّة
فكلّ ما يحمله
هو الصّدق
لا تخجلي صغيرتي
فأنت ملاكي على الأرض
فأنت كلّ شيءٍ
الحياة
والزّهور
فأنت..أنا
عشقي الأبدي
أنت من أسمّيها ملاكي
ًٌَُشعور غريب لامس قلبي،،
وكأنّني أحلّق وأطير خلف السّحاب،،
دقّات قلبي لا تكاد تتوقّف،،
أنفاسي
ليست هي أنفاسي،،
إحساسي
ليس هو إحساسي،،
كل شيء مختلف،،
أشعر بسعادة غريبة،،
وكأنني أودّع ظلام الغد ببسمة باردة،،
وكأنّني إنسانٌ مختلف،،
ولدت للتّو،،
كوّنتني مشاعر غريبة،،
وبصدقٍ غير معهود صارت أحاسيسي تعانق أحلام الغد،،
فشعرت بأنّني أرغب بالحياة،،
الحياة في ظلالك،،
وشعرت بأنّني أنتمي إليك،،
شيء غريب يشدّني نحوك،،
مشاعر طاهرة تجذبني إليك،،
أتشكّل بين يديك،،
وأغرق في بحور عينيك،،
حتّى وصلت لحد التيهان،،
وعندها فقط،،
أيقنت بأنّني ..أحبّك
أيا حزن ابتعد عنّــــــــــي
ودع جرحي يزل همـّــــــــي
وإنّي بك يا حزنـــــــــي
غيــر العذاب لا أجنــــــــــــي
أيا حزن مالك منـّـــــــي؟
ألا ترى الّذي بي يكفينـــــــــــي
تعبت من كثرة التمنـّـــي
ولست أنت بحائل عنـّـــــــــــي
أيا حزن لا تسئ ظنّـــــي
فأنت في غنــــى عنـّـــــــــــي
فلي من الآلام ما يبكــــي
ولي من الجروح ما يدمـــــــي
ألا يا حزن أتعتقـــــــــــــد انّـــنـــي
منك اكتفيــــــــــــــت
ألم يحن الأوان بعـــــــــد
ألم يحن زوالك يا حزنــــــــــي؟
لا صار وقتك هنا ومتوسع(ن) صدرك
أشوف عنّي تصد ما تلتفت فيني
ولا صار وقتك ملل وضايق(ن) خلقك
تنسى جميع البشر وتتّصل فيني
طبعك تغيّر وما لقينا له أسباب
ولاني مقصّر فيك ولاني بحافي
كنك على فرقاي تفتح لي باب
أقسى عليّ وما جرى منّككافي
cool
إرادة الحياة
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ
فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي
وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ
تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ
مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ
وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
*****
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ
وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ
رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ
وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ
وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ
وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
*****
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ – لَمَّا سَأَلْتُ :
" أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟
أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ
وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ
وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ
وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ
وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم
لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ
مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر
*****
وفــي ليلــة مـن ليـالي الخـريف
مثقَّلـــةٍ بالأســـى* والضجـــرْ
ســكرتُ بهـا مـن ضيـاء النجـوم
وغنَّيْــتُ للحُــزْن حــتى ســكرْ
سـألتُ الدُّجـى: هـل تُعيـد الحيـاةُ*
لمـــا أذبلتــه* ربيــعَ العمــرْ?
فلـــم تتكـــلّم شــفاه الظــلام
ولــم تــترنَّمْ عــذارى السَّــحَرْ
وقــال لــيَ الغــابُ فــي رقَّـةٍ
مُحَبَّبَـــةٍ مثــل خــفْق الوتــرْ:
يجــئ الشــتاءُ* شــتاء الضبـاب
شــتاء الثلــوج* شــتاء المطــرْ
فينطفــئُ السِّـحرُ* سـحرُ الغصـونِ
وســحرُ الزهــورِ* وسـحرُ الثمـرْ
وســحرُ السـماءِ* الشـجيُّ* الـوديعُ
وســحرُ المـروجِ* الشـهيُّ* العطِـرْ
وتهـــوِي الغصــونُ* وأوراقُهــا
وأزهــارُ عهــدٍ حــبيبٍ نضِــرْ
وتلهــو بهـا الـريحُ فـي كـل وادٍ*
ويدفنُهَــا الســيلُ* أنَّــى عــبرْ
ويفنــى الجــميعُ كحُــلْمٍ بــديعٍ*
تـــألّق فـــي مهجــةٍ واندثــرْ
وتبقــى البــذورُ* التــي حُـمِّلَتْ
ذخــيرةَ عُمْــرٍ جــميلٍ* غَــبَرْ
وذكــرى فصــولٍ* ورؤيـا حيـاةٍ*
وأشــباحَ دنيــا* تلاشــتْ زُمَـرْ
معانقــةً – وهـي تحـت الضبـابِ*
وتحــت الثلـوجِ* وتحـت المَـدَرْ –
لِطَيْــفِ الحيــاةِ الــذي لا يُمَــلُّ
وقلــبِ الــربيعِ الشــذيِّ الخـضِرْ
وحالمـــةً بأغـــاني الطيـــورِ
وعِطْــرِ الزهــورِ* وطَعـمِ الثمـرْ
*****
ويًمشيْ الزَّمانُ، فتنموْ صُروفٌ
وتذْوي صُروفٌ، وتحْيا أُخَر
وتُصبح ُ أحلامُها يَقْظةً،
مُوَشَّحةً بغُموضِ السَّحر
تُسائِلُ: أينَ ضَبابُ الصَّباحِ،
وَسِحْرُ المساءِ؟ وضوْئُ القَمر؟
وَأسْرابُ ذاكَ الفَراشِ الأنيقِ؟
ونَحْلٌ يُغَنيْ، وغَيمٌ يَمُرّ
وأينَ الأشِعَّةُ والكائِناتُ؟
وأينَ الحياةُ الَّتي أنْتظِر
ظمِئتُ إلى النُّور، فوقَ الغُصونِ!
ظمِئتُ إلى الظِلِّ تحْتَ الشَّجار
ظَمِئتُ إلى النَّبْعِ، بَيْنَ المُروجِ
يُغَنّين ويّرْقُصُ فَوْقَ الزّهَر
ظَمِئتُ إلى نَغَمَاتِ الطُّيورِ،
وهَمسِ النَّسيم، ولَحْنِ المَطر
ظَمِئتُ إلى الكونِ! أيْنَ الوُجودُ
وأنَّي أرَى العالَمَ المنتظر
هو الكَوْنُ، خَلْفَ سُباتِ الجُمود
وفي أفــــُقِ اليَقَظاتِ الكُبَر
*****
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ
حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها
وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه
وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه
تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ
وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي
شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ
يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء
إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد
إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول
بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم
وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها
وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
*****
وشف الدجى عن جمال عميقٍ
يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ
يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء
وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ
بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ
في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ
لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ
فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
*****
أبي القاسم الشابي
بارك الله فيك
دائما متميزة