أن الطاقة المغناطيسية أحد أنواع الطاقة الموجودة في الكون. والأرض محاطة بمجال مغناطيسي يؤثر على كل شيء بدرجات متفاوتة وهو يتناقص في القدرة حيث أثبت العلماء أنه في خلال الألف سنة الأخيرة فقدت الأرض 50% من قوتها المغناطيسية، وهذه الطاقة مهمة جداً للحياة على الأرض بالنسبة للكائنات الحية، فهي تمنع وصول الأشعة الكونية المهلكة إلى الأرض، كما تلعب دوراً في الوظائف الحيوية للكائنات الحية كافة، ويقول بعض العلماء أنه لسوء الحظ فإن طريقة الحياة المعاصرة تدفعنا لعزل أنفسنا عن المجال المغناطيسي الأرضي، فنحن نعمل ونعيش في بيوت من الأسمنت مبطنة بالحديد الصلب، ونركب السيارات بعجلات من المطاط، وهذه العوامل العازلة تمنع أجسامنا من امتصاص الطاقة المغناطيسية اللازمة لأجسادنا، كذلك تدفعنا طريقة عيشنا للتعايش مع نوع من التيار الكهربائي المتردد مثل الراديو والأجهزة الإلكترونية والتلفزيون والكمبيوتر، وكلها أجهزة تمنعنا من استخدام الطاقة المغناطيسية الطبيعية.
أما علاقة الطاقة المغناطيسية بالماء فإن ما يفهمه الإنسان منذ القدم أن الماء ـ كما يقول الدكتور رأفت كامل واصف الأستاذ بعلوم القاهرة ـ مكون من ذرات هيدروجين وأكسجين وجزيء الماء في غاية البساطة، وجزيئاته ترتبط ببعضها بروابط هيدروجينية، وقد تكون هذه الروابط ثنائية أو متعددة فقد تصل إلى عشرات الروابط، وعند وضع جزيئات الماء داخل مجال مغناطيسي فإن الروابط الهيدروجينية بين الجزيئات إما تتغير أو تتفكك وهذا التفكك يعمل على امتصاص الطاقة ويقلل من مستوى اتحاد أجزاء الماء ويزيد من قابلية التحليل الكهربائي ويؤثر على تحلل البلورات.
وعلمياً لا يوجد خلاف على ما إذا كانت المعالجة المغناطيسية فعالة أم لا في تحسين خواص الماء، ففي الاتحاد السوفيتي سابقاً كانت المعالجة المغناطيسية للمياه مستخدمة على نطاق كبير وبتأثير اقتصادي ضخم، والجدل الحقيقي والوحيد يتركز حول كمية شرح هذه الظاهرة أو النظرية بطريقة صحيحة والتغيرات التي تحدث للمياه نفسها حينما توضع تحت مجالات مغناطيسية معينة، وعلى أية حال فقد وجد أن الحقل المغناطيسي قدرة 1000 وحدة مغناطيسية تزيد سعة امتصاصه للأيونات بالتبادل بحوال 5 ـ 8% بينما قدرة 3000 وحدة تزيد هذه النسبة إلى ما يتراوح بين 19% إلى 26%.
من هذه الخلفية انطلق العديد من العلماء في القول بأنه من الممكن انتاج العديد من التأثيرات الإيجابية فيما لو تم تعريض الماء لمجال مغناطيسي بشدة معينة، ومن ثم التأثير في خواص هذا الماء واعتباره ماء ممغنطاً أو ماء مغناطيسياً كما هو معروف حالياً، ومن هنا بدأت سلسلة الأبحاث المتنوعة التي اختبرت الفوائد العلاجية والتصنيعية للماء المغناطيسي.
وفي مجال الطب والعلاج افتراض الدكتور كايوشي ناجاشاوا مدير مستشفى ايسوزو في طوكيو أن عمليات العزل التي يتعرض لها إنسان اليوم والتي تبعده عن القوى المغناطيسية الطبيعية تحدث مرضاً يمكن أن يطلق عليه (متلازمة نقص المجال المغناطيسي) وهو أمر أحدث خللاً في الاتزان البيولوجي للجسم البشري وعرضه للعديد من الأمراض، وبالتالي أصبح من الضروري تعويض هذا النقص حتى يصل للحد المثالي لشفاء الجسم نفسه، وفي رأيه أن الإنسان محتاج لطاقة مغناطيسية لاستغلالها في شفاء المرضى والمحافظة على الصحة، فالمغناطيسية لا تساعد فقط المرضى ولكن تعمل أيضاً كإجراء وقائي تحفظي، ويؤيد هذا الرأي الدكتور سميث ماكلين من ولاية نيويورك بقوله أن التعرض للقدر المناسب من المجال المغناطيسي على الأقل سوف يجنبنا أي أذى، وهما يعززان رأيهما بأن الجسم البشري يتكون من عدد ضخم من الخلايا التي تتجمع لتكون الأنسجة الأعضاء والدم، وهذه الخلايا تجدد نفسها ومسؤولة عن الحفاظ على الجسم في صحة جيدة، والقوة التي تنشط الخلايا وتساعدها على الانقسام هي الطاقة المغناطيسية، والقوة التي تحث على تكوين الخلايا وانقسامها هي الطاقة المغناطيسية، ويوجد اعتقاد بين العلماء بأن الشحنة المغناطيسية تتلاشى عندما تؤدي الخلايا وظيفتها الطبيعية في الجسم، وبهذا يحاول الجسم إحياء هذه الخلايا المجهدة الفاقدة للشحنة المغناطيسية ويفعل الجسم هذا بواسطة إرسال نبضات من الطاقة الكهرومغناطيسية من المخ ومن خلال الجهاز العصبي لكي يشحن الخلية مرة أخرى ويقومها، وخلايا الجسم يوجد بها شحنات مغناطيسية سالبة وموجبة، والخلية تكون في تعادل بين هذه الشحنات عندما تكون متساوية، وهذا يدل على أن الجسم في حالة جيدة، ولكن إذا حدث خلل بين الشحنات السالبة والموجبة فإنه ينتج عنه حالة تشخص بالمرض، والعكس صحيح، أي أن تعادل الشحنة السالبة والموجبة في الجسم يجعل الجسم يعالج نفسه بنفسه ولا يكون في حالة مرضية، وهذا الاتزان يطلق عليه العلماء اسم المغناطيسي الحيوي.
وعملية إزالة الحصوات تتم حالياً عن طريق التفتيت بالموجات، ولكن نتيجة لذلك سرعان ما تظهر الحصوات في المثانة مرة أخرى، ولكن التجارب التي أجريت منذ عام 1975 أشارت إلى أن الماء المعالج بحقل مغناطيسي يمكن استخدامه في علاج وتجنب الإصابة بالحصوات في الجهاز البولي، وأجريت تجارب عديدة على الحيوانات وأبحاث لأكثر من عشرة أعوام، بمستشفيات الصين، وظهر أثر ذلك واضحاً في مستشفيات شنغهاي ووباي وبوانج دونج، التي كانت تستخدم المياه الممغنطة.
وتوصل الدكتور بيرلي بايين فيزيائي وعالم نفسي إلى تفسير لتأثير الكائنات الحية بالمجال المغناطيسي، وهو أن المجال المغناطيسي يعمل على حدوث زيادة في انسياب الدم للعضو وبالتالي زيادة كمية الأوكسجين الواصلة للعضو وهذان العاملان يساعدان بشدة ليعالج الجسم نفسه بنفسه، وبالنسبة للعظام المكسورة فإن المجال المغناطيسي يسرع بعملية الالتئام بواسطة زيادة هجرة أيونات الكالسيوم للجزء المكسور ومساعدته على الالتئام، وفي حالات التهابات المفاصل المؤلمة يساعد على سحب أيونات الكالسيوم من المفصل وبالتالي الشعور بالراحة من الألم.
المغنطة
ثبت أيضاً أن المغنطة تزيد من نسبة فاعلية التعويم ومغنطة المياه تزيد بنسبة 40% إلى 80% من قابليتها لإزالة الأتربة من الحفر كما هو الحال في المناجم، وكذلك استخدام الإسمنت المعد بالمياه الممغنطة تزداد قوته بمعدل 15 إلى 40% وقد انتشرت عملية المغنطة في معظم الدول المتقدمة، وهناك مصانع تجارية قائمة بالفعل في دول الاتحاد السوفيتي السابق، لأن هذه الطريقة ستساعد في التخلص من الموازين طبقاً لدرجات الحرارة والسيطرة على الطبقات القشرية على الأجهزة أو الصدأ والتقليل من الرواسب والأملاح المترسبة داخل المواسير وزيادة قوة عمليتي التجلد وتكون البلورات، وتحسن الأداء البكتيري للمطهرات، وزيادة فاعلية تبادل الأيونات وإزالة الذرات في تطهير أو إعادة استخدام المياه وتجميع المعادن المفيدة من المعادن الخام عن طريق التعويم المركزي، وسرعة تماك بعض أنواع الإسمنت، وزيادة وصلابة وكثافة الفطريات
وجد أيضاً أن المياه التي لها رائحة الكبريت تفقد هذه الرائحة بعد معالجتها بأجهزة مغناطيسية، وكذلك الأمر مع رائحة الكلور التي تنخفض إلى حد كبير بعد معالجة المياه مغناطيسياً، وبالنسبة للشاي أو القهوة فإن فقد المركبات العطرية بها يمكن أن ينخفض بدرجة كبيرة بعد معالجة المياه المستخدمة في صنعها بالمغناطيسية، الأمر الذي يجعل رائحة الشاي والقهوة أكثر وضوحاً إلى حد كبير، وفي الصين يقوم البعض بغلي الماء داخل أواني بها قطعة من المغناطيس.
ومن الفوائد الأخرى للمياه الممغنطة قدرتها على زيادة قوة المنظفات الصناعية والمذيبات بدرجة تجعل من الممكن استخدام ثلث أو ربع الكمية المستخدمة عادة من هذا المنظف، أما في حالات التلوث الطبيعي لمياه البحيرات فإن المياه المعالجة المغناطيسية جعلت مياه البحيرة صالحة للاستهلاك الآدمي. ولأن الماء المغناطيسي يجري وينساب على الأسطح بشكل أسرع، كما يتخلل الأقمشة بشكل أسهل فهو أكثر صلاحية لري نباتات الزينة بالمنزل بواسطة البخاخة حتى لا تعلق بالورق مياه كثيرة والمعالجة تجعل الماء يصعد خلال مساحة النباتات وتملأ الشعيرات وتعمل على قدرة المياه لتتخللها الشمس والمواد الأخرى، وعلى ذلك ليس مدهشاً أنه أينما تمت عملية المعالجة المغناطيسية فإن عملية النمو تختلف.
وشجرة برتقال تم ريها بمياه ممغنطة نمت بشكل أكبر وثمار أقل ولكن كل ثمرة كانت مليئة بالعصير وتزن الواحدة 20 أوقية في المتوسط وفسر أحد العلماء ذلك بأنه كلما قل توتر سطح الماء الممغنط فإن المياه تتخلل جدران الخلايا وهذا يؤدي إلى سرعة انقسام الخلايا في مناطق النمو بالكائن الحي، مما يؤدي إلى زيادة النمو الخضري وقلة القطاع المسؤول عن الزهور والثمار.
وبالنسبة للبكتريا والطحالب فهم يمتصون غذاءهم عبر جدار الخلية نفسه ويمتصون مياه كثيرة من خلاله ولكن لا يصلهم أي من الأملاح المعدنية والتي تستطيع اختراق جدار الخلية وعلى هذا فإن الماء الممغنط يساعد على قتل البكتريا والطحالب، وفي هذا الصدد يمكن استخدام المياه الممغنطة مع حمامات السباحة فإذا كانت مياه الحوض ممغنطة يمكن استخدام نصف كمية الكلور المستخدمة عادة لتطهير المياه، وحتى بدون الكلور لا يمكن للفطريات والطحالب أن تنمو داخل الحوض، وذلك لمدة قدرها 36 ساعة، وهذا يعتبر شيء طبيعي بالنسبة لفاعلية المياه الممغنطة، وبعد يوم أن اثنين تبدأ البلورات في التحلل مرة أخرى مما يعطي فرصة لنمو الطحالب في الأحواض الخالية من الكلور.
لقد أثبتت الكثير من الأبحاث والتجارب التي أجريت في عدة مراكز علمية متخصصة في مختلف دول العالم، بأن أحد الأسباب الرئيسة المسببة للعديد من المشاكل التي تعاني منها البشرية الآن مرتبط ارتباطا وثيقا بالتغيرات التي تحدث على مستوى المجالات المغناطيسية لكوكب الأرض.
هذه التغييرات هي التي يمكن أن تفسر بوضوح لماذا صار الناس في مختلف الدول يعانون من التهابات مزمنة تكاد أن تصل إلى مستوى الأمراض الوبائية، كنتيجة مباشرة للنشاطات الحياتية المدمرة للبيئة التي تقوم بها البشرية كافة وبدون استثناء، مما أدى إلى حدوث خلل رهيب في التوازن البيئي، تجلت ظواهره في شكل كوارث كونية كظاهرة الاحتباس الحراري، وبسبب هذه النشاطات التي لم تأخذ منذ بداياتها فوانيين التوازن البيئي، فقدت الأرض أكثر من 50% من قوتها المغناطيسية في الألف سنة المنصرمة فقط.
ومن المثبت علميا أن الطاقة المغناطيسية تلعب دورا محوريا في تنظيم كل أشكال الحياة على سطح الكرة الأرضية. حيث أنها تشكل درعا واقيا للحيلولة دون وصول الأشعة الكونية المهلكة مثل أشعة جاما والأشعة السينية، كما وأنها تلعب دورا مهما للغاية في تنظيم الوظائف الحيوية لجميع الكائنات الحية.
ومن بين أحد الأسباب الرئيسة التي تساعد في انتشار المشاكل الصحية التي نعاني منها اليوم هو شكل الحياة المعاصرة التي نعيشها هي التي تعزلنا من الاستفادة من التأثير الايجابي للمجال المغناطيسي للأرض.
فنحن نعيش في بيوت من الاسمنت مبطنة بالحديد والصلب، وهذه المواد تعتبر بمثابة مواد عازلة تمنع أجسامنا من امتصاص الطاقة المغناطيسية القادمة من الفضاء، واللازمة لتنظيم العمليات البيوكيميئية والفزيولوجية في داخلها.
والذي يعقد المسألة أكثر هو أننا صرنا نتعامل بشكل يومي مع أجهزة الراديو، والتلفاز، والكمبيوتر، والموبايل… الخ والمعروف بأن هذه الأجهزة تصدر مجالات مغناطيسية غير طبيعية يشتبه في أن لها علاقة مباشرة ببعض المشاكل الصحية مثل الصداع، والإرهاق، وضعف البصر، سوء الهضم، آلام الجسم المختلفة….. الخ.
ولقد أثبتت التجارب التي أجريت في اليابان في الخمسينيات من القرن الماضي بأن وجود الإنسان لفترات طويلة بمعزل عن التأثير المباشر للقوى المغناطيسية الطبيعية يؤدي إلى حدوث خلل في الاتزان البيولوجي للجسم البشري، والمتمثل في فقدان الحيوية والنشاط، وآلام وأوجاع متفرقة في أنحاء الجسم، بالإضافة إلى صداع متقطع، وإحساس بالدوخة، وهذه الأعراض تجعلنا عرضه، وفريسة سهلة للعديد من الأمراض، والتي يمكن لبعضها أن يكون فتاكا.
من كل ما ذكر نستطيع أن نفهم لماذا تعتبر الطاقة المغناطيسية الطبيعية عاملا أساسيا وحيويا لا يمكن للحياة على سطح الكرة الأرضية أن تستقيم بدونه؟
المغناطيس الحيوي في داخل جسم الإنسان.
كما هو معروف بأن الجسم البشري يتكون من ترليونات الخلايا، والتي تكون لاحقا أنسجة الجسم المختلفة والدم. هذه الخلايا تعمل بشكل دقيق ومحكم. ويعتمد نشاط هذه الخلايا أو خمولها على الطاقة المغناطيسية، حيث أن كل خلية من خلايا الجسم هي عبارة عن مولد مغناطيسي صغير. ويقوم الجسم بإرسال نبضات من الطاقة الكهرومغناطيسية من المخ عن طريق الجهاز العصبي للخلايا حتى تقوم بأداء وظائفها على حسب حاجة الجسم.
وهذه العمليات البيولوجية المعقدة تتم بسرعة متناهية، تساعد الجسم حتى يعالج نفسه بنفسه دون أن يصل إلى مرحلة المرض، حيث أن شحنات الجسم تكون في حالة تعادل، وهذا النوع من الاتزان البيولوجي الداخلي يطلق عليه أسم المغناطيس الحيوي.
ويرى العديد من العلماء بأن توظيف علوم المغناطيس في المجالات الصحية و الطبية المختلفة سوف يكون له قصب السبق في المستقبل المنظور، لأنه مستوحى من الطبيعة البكر، وهو ما يطلق عليه الآن اسم “صديق البيئة”، الذي ليست له أي أعراض جانبية بالمقارنة مع الأدوية الكيميائية والمواد الصناعية السامة التي نستخدمها بصورة يومية.
وقد أثبتت آخر الأبحاث الطبية بأن تعرض الجسم للمجالات المغناطيسية، تستطيع أن تؤثر طاقتها على كل خلية من خلايا الجسم بسبب مقدرتها على النفاذ العالية إلى داخله. وهذا ما يفسر التأثير الملحوظ للمجالات المغناطيسية في معالجة الجروح، حيث ثبت أنها تقلل من التليف، والتثقيب في الجروح المختلفة المنشأ.
كما وثبت أيضا بأن التعرض للمجالات المغناطيسية يقلل من الإحساس بآلام لحالات مرضية معينة مثل آلام الأسنان، وتصلبات المفاصل وآلامها، بالإضافة إلى المساعدة في علاج حالات الإكزيما والربو. ولوحظ بأن قوة المجال المغناطيسي تتناسب طرديا مع نوع العمليات الحيوية التي تتم في داخل الخلايا ونوع الأنسجة التي تتعرض للمجالات المغناطيسية.
التقنيات المغناطيسية تساعد في إيجاد حلول لمشكلة نقص المياه والمشاكل المتعلقة بالزراعة.
لعل من بين أكثر المجالات الواعدة، والتي يمكن لتقنيات المغناطيس أن تساعد في إيجاد الحلول لها هي مشكلة ” نقص المياه”، والتي تعتبر في الوقت الراهن، إحدى أخطر المشكلات التي تواجه العالم بصفة عامة، والعالم العربي بصفة خاصة، والذي يزيد المشكلة تعقيدا هو أن مشكلة المياه في استفحال بصورة مستمرة، ولذلك لم يكن من قبيل الصدفة أن بدأ العلماء في دق نواقيس الخطر إلى أن الحروب القادمة سوف تكون بسبب النقص الشديد في توفير المياه الصالحة للتوظيف في المجالات المختلفة.
وعلى الرغم من أن المنطقة العربية غنية بمصادر المياه الطبيعية، إلا أن سوء ترشيد الاستهلاك، وتوظيف طرق تقليدية في المحتفظة على مصادر المياه الطبيعية، والتخلص من مخلفات المصانع الكيميائية السامة وتصريفها إلى جوف البحار والأنهار، والذي يزيد الطين بلة هو الزيادة المضطردة في عدد المحطات التي تقوم بتحلية المياه، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة ملوحة البحار والأنهار.
ويري الكثير من العلماء بأن عملية تحلية المياه بالطرق التقليدية هي ليست إلا سيف قتل بطئ للماء، لان التحلية تعتمد على إضافة بعض المواد الكيميائية مثل الكلورين، والفلوريد، وأملاح الألمونيوم والتي ثبت علميا بتأثيرها الضار على صحة الناس. أضف إلى ذلك يتم تعريض الماء إلى عمليات التكثيف، وضغط الهواء العالي، مما يؤدي إلى تكون ما يسمى اصطلاحا” بالماء الميت”. وعند استخدام هذا الماء يكون قد فقد الكثير من خواصه الحيوية الفريدة، ومسببا للكثير من المشاكل الصحية المختلفة.
ومن كل ما سبق يتضح بأن عملية إيجاد طرق جديدة للتقليل من الآثار السلبية لتحلية المياه، باستخدام أساليب تتوافق مع قوانين الطبيعة، يمكن أن تساعد دون شك في حل الكثير من المشاكل الصحية والبيئية، خاصة وإذا أخذنا في الاعتبار أن هنالك ما لا يقل عن مليار شخص على مستوى العالم لا يجدون مياه نقية وصالحة للشرب، أو يشربون ماءا ملوثا، بحسب تقارير المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال.
مما يفسر بوضوح ظاهرة انتشار الكم الهائل من الأمراض الوبائية أو تلك التي لم تكن أصلا معروفة من قبل. والذي يعقد المسألة أكثر هو أن حوالي 60% من الماء الذي نشربه هو ماء غير صحي وفاقد للحيوية من الناحية البيولوجية، وهذا الماء اصطلاحا يسمى ب”الماء الميت”.
ومن بين أكثر التكنولوجيات الواعدة التي يمكن أن تساعد في التغلب على الآثار السلبية الناجمة عن شرب أو استخدام الماء المحلى، أو الملوث هو عملية استخدام أنابيب مغناطيسية خاصة تعمل على مغنطة مياه الشرب، أو تلك التي تستخدم في الصناعات المختلفة، وذلك عن طريق تمرير الماء من خلال الأنابيب المغناطيسية، وبعد ذلك يمكننا أن نحصل على ما يمكن أن نطلق عليه اصطلاحا ب ” الماء الممغنط”.
أن مغنطة المياه هي عبارة عن محاولة مبسطة لتقليد ما يحدث في الطبيعة تماما، و ذلك لأن الماء عندما يمر من خلال المجال المغناطيسي الطبيعي يصير أكثر حيوية، ونشاطا من الناحية البيولوجية، لأنه يساعد في تحسين حركة الدم وتوصيله إلى أنسجة الجسم وخلاياه، مما يساعد بشكل ملحوظ في رفع قدرات الجهاز المناعي.
وبعد مغنطة المياه تتغير فيها الكثير من الخواص الفيزيائية والكيميائية. وقد لاحظنا بأن مغنطة الماء تساعد على تذويب الأملاح والحوامض بدرجة أعلى من الماء غير الممغنط، كما وأن الماء الممغنط لديه خاصية تذويب الأوكسجين بدرجة أعلى من الماء المحلى، بالإضافة إلى تسرع التفاعلات الكيميائية وقد أثبتت الأبحاث التي قمنا بها أن مغنطة المياه تساعد بشكل ملحوظ في عمليات التنظيف، والتخلص من الجراثيم ، والكثير من الملوثات الكيميائية.
ومن ناحية أخرى أثبتت دراساتنا بأن شرب الماء الممغنط بمعدل لترين يوميا، وخصوصا في البلدان الحارة يساعد في تخليص أجسامنا من كميات كبيرة من السموم المختلفة الموجودة في داخل أجسامنا، ويساعد كذلك في تحسين عمل الجهاز الهضمي. وهناك العديد من الحالات لمرضى كانوا يشتكون من وجود حصاوى في الكلي تفتت وخرجت من أجسامهم دون تناول أي نوع من الأدوية، ودون التدخل الجراحي كما وهناك حالات لأمراض جدلية كان بعضها مزمنا ولسنوات طويلة قمنا بعلاجها عن طريق الشرب والاستحمام بالماء الممغنط مع توظيف بعض الأجهزة المغناطيسية الأخرى لنفس الغرض.
و نظريا نفترض أن شرب الماء الممغنط بشكل مستمر يمكن أن يساعد في الوقاية من الإصابة من الذبحات الصدرية، والجلطات الدماغية، وتصلبات الشرايين، والمشاكل المتعلقة بضغط الدم، وذلك لان الماء الممغنط ينشط من حركة الدم في داخل الشرايين والأوردة، ويساعد في تذويب الأملاح المترسبة على أسطحها. وكذلك يقي ويعالج من حموضة المعدة والإمساك والصداع المزمن. ويرى الطبيب الأمريكي الشهير كنيث ماكلين بأن “المغناطيس هو هبة من عند الله، فهو ينفع مع كل شئ”.
ويعتقد الكثير من العلماء والباحثين بان العلاج بالمغناطيس سوف يصبح أحد الأعمدة الأساسية للطب البديل في مجال التشخيص والعلاج، وللتأكيد على ذلك نذكر بأن أكثر جهاز آمن ودقيق يستخدم في المجال التشخيص الطبي حاليا هو جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي Mri
أما في المجال الزراعي
فان التجارب التطبيقية التي أجريت في كل من الإمارات، والسودان، ومصر، وأندونسيا قد بشرت بنتائج مهمة في استخدام الماء الممغنط في عمليات ري المحاصيل الزراعية، ومغنطة البذور بالنسبة لكثير من النباتات قبل البدء في زراعتها، حيث أن مغنطة البذور يساعد على تنشيط الطاقة الكامنة فيها.
وتعتمد عمليات توظيف التقنيات المغناطيسية في الري على الأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها ملوحة الماء، وملوحة التربة، وسرعة تدفق الماء من الأجهزة المستخدمة للري ونوعها.وبحكم أن الماء الممغنط يساعد في تكسير وتفتيت ذرات الأملاح فأنه يساعد بشكل واضح على غسيل التربة، ومساعدة النباتات على امتصاص الماء والمعادن بسهولة حتى في الترب عالية الملوحة وعلى ضوء المعلومات المتوفرة لدينا فان عملية الري بالماء الممغنط يساعد في تسريع عمليات نضج المحاصيل الزراعية ، وزيادة قدرة النباتات والمحاصيل الزراعية على مقاومة الأمراض، والحصول على محاصيل زراعية جيدة من حيث الكم والنوع، والأهم من ذلك، أن مغنطة الماء تساعد في توفير الماء المستخدم في الري، والتقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية، مما ينعكس إيجابا على صحة البيئة والناس.
وتجرى الآن بعض الدراسات والأبحاث على توظيف ما يسمى ب ” الرواسب المغناطيسية” التي تأتي مع مياه النيل، والتي يعتقد بأنها سوف تحدث ثورة في المجال الزراعي، وخصوصا في حال توظيف هذه التقنية في المناطق الصحراوية، ولا يقتصر توظيف التقنيات المغناطيسية فقط على المجال الطبي والزراعي، ومجالات تحلية المياه، ولكن يمكن كذلك أن توظف في مجال الطاقة الحرارية، وصناعة البترول، والبتروكيمائيات، والإنشاءات حيث أن استخدام الاسمنت المعد بالمياه الممغنطة تزداد قوته مع إمكانية التوفير في الإسمنت، وتكنولوجيا المواد الغذائية، وحتى في مجال أبحاث المطر الصناعي.
ومن الفوائد الأخرى للمياه الممغنطة قدرتها على زيادة قوة المنظفات الصناعية والمذيبات بدرجة تجعل من الممكن استخدام ثلث أو ربع الكمية المستخدمة عادة من هذا المنظف، أما في حالات التلوث الطبيعي لمياه البحيرات فان المياه المعالجة مغناطيسيا جعلت مياه البحيرة صالحة لاستهلاك الآدمي.
وفي مجال تربية الحيوانات
فان تطبيق هذه التكنولوجيا يؤدي إلى ازدياد ملحوظ في أوزان ونمو الحيوانات الصغيرة وكذلك زيادة في معدل إنتاج الحليب وانخفاض في معدل الوفيات. وهناك نتائج ممتازة في مجال تربية الدواجن من جانب زيادة الوزن.
وكذلك يساعد الماء الممغنط على قتل البكتريا والطحالب. وفي هذا الصدد يمكن استخدامه مع حمامات السباحة فإذا كانت مياه الحوض ممغنطة يمكن استخدام نصف كمية الكلور المستخدمة عدة لتطهير المياه.
مما لا شك فيه أن علوم المغناطيس، وسوف تسهم إسهامات فاعلة في إيجاد حلول ناجعة للكثير من المشاكل الصحية والبيئية التي تعاني منها البشرية بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص، وذلك لان هذه العلوم تقوم على أساس العلاقة العميقة التي تربط الإنسان بالطبيعة.
ترسل الأرض (كونها مغناطيساً ضخماً) الطاقة المغناطيسية إلى كل الكائنات الحية كالإنسان والحيوان النبات. وللأرض مغناطيس طبيعي ضخم له قطبان (شمالي وجنوبي) حيث يقع القطب الشمالي في أقصى الشمال من أمريكا الشمالية، أما القطب الجنوبي فيقع إلى الجنوبي من فكتوريا في قارة استرالياً. ولا تبقى مواقع القطبين ثابتة بل تجرى عليها تغيرات بطيئة.
ويعد جسم الكائن الحي مغناطيساً آخر، وله جهات مغناطيسية، فعند الإنسان يعتبر الرأس والجزء العلوي من الجسم قطبه الشمالي، أما القدمان والجزء السفلي من الجسم فهو قطبه الجنوبي. هذا عمودياً، أما أفقياً فالجهة اليمنى هي القطب الشمالي والجهة اليسرى هي القطب الجنوبي. كذلك تعتبر الجهة الأمامية قطباً شمالياً والجهة الخلفية قطباً جنوبياً. وبتوافق مع قوانين القوى فإن أي حركة أو عمل يتم في الاتجاه الصحيح يؤدي إلى النتائج الحسنة أو إلى اضطرابات واختلالات أقل شدة منه إذا تم في الاتجاه المعاكس. فإذا ما نام الإنسان ورأسه إلى قطب الأرض الشمالي وقدماه إلى قطبها الجنوبي فإنه يتجنب الأرق وعدم الراحة لأنه يحقق التوازن الطبيعي كما تحققه قطعة المعدن المعلقة في الهواء حيث تتجه إلى الاتجاه المغناطيسي الطبيعي. وسبب الراحة هو أن التيارات المغناطيسية بين القطبين الأرضيين تؤثر على الجسم عندما يكون في اتجاهها تأثيراً إيجابياً
مبدأ عمل المغناطيس في الجسم
تعتمد فكرة العلاج المغناطيسي على نفس قواعد الطاقة المغناطيسية في الطبيعة. حيث تخترق الطاقة المغناطيسية الجلد في موضع معين لتمتص عن طريق الشعيرات الدموية الموجودة في الجلد المغطي لهذا الموضع، فتسير في الدم حتى تصل إلى مجرى الدم الرئيسي الذي يغذي جميع الشعيرات الدموية الموجودة بالجسم. ويرجع امتصاص الطاقة المغناطيسية في الدم إلى احتواء هيموجلوبين الدم على جزيئات حديد وشحنات كهربية أخرى تمتص هذه الطاقة المغناطيسية؛ فينشأ تيار مغناطيسي في مجرى الدم يحمل الطاقة المغناطيسية إلى أجزاء الجسم المختلفة.