التصنيف: اللغة العربية وعلومها
اللغة العربية وعلومها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فلِما نلمُه من نشاط من كثيرٍ من الإخوة والأخوات في هذا المنتدى المبارك في تفريغ المواد العلمية؛ رأيتُ أن نتعاون في التنبيه على بعض الأخطاء النحْوية الشائعة؛ حتى يقع العمل منهم على أفضل ما يكون بإذن الله. سائلة الله التوفيق للجميع.
فأبدأ باسم الله بهذا الخطأ النحْويّ:
تنوين صيغة منتهى الجموع في حال كونها نكرة، والصحيح أنها تكون ممنوعة من الصرف.
صيغة منتهى الجموع
هي "كل جمعٍ ألفُه ثالثةٌ ما بعدها حرفان، أو ثلاثة أحرف أوسطها ياء"، وهي ممنوعة من الصرف في حالة التنكير.
إلا أن البعض يُخطئ فيصرفها وينوّنها، ومن أمثلة ذلك قول بعضهم: "أصدر الرئيس مراسمًا متعددة"،والصواب: "مراسمَ"، ومثلها: "منازل، ومواقف، وجرائم، وطوابق، وحشائش، وخرائط، …".
وكذلك المثال: "تضمنت الخطة مواضيعًا متعددة"، والصواب: "مواضيعَ"، ومثلها: "عناوين، وبساتين، وخراطيم، ودنانير، وصراصير، وشياطين، …".
وكذلك يكثر صرف "موادّ" مشددة الآخر، ظنًّا بأن ما بعد الألف حرف واحد، والصواب أنهما حرفان، فيقولون: "تضمن القانون موادًّا متعددة…"، والصواب "موادَّ".
وهنا يجب التفريق بين صيغة منتهى الجموع والجموع التي ألفُها ثالثة لكنْ بعدها حرفٌ واحدٌ فقط، مثل "رجال"، فهذه غير ممنوعة من الصرف، لأن ألفها ثالثة نعم، لكن بعدها حرف واحد وليس حرفين، أو ثلاثة أوسطها ياء.
وشرط الياء الوسطى هنا في حالة الأحرف الثلاثة بعد الألف ضروري لإخراج الجموع الأخرى من هذه القاعدة، فهناك جموع كثيرة ألفُها ثالثة ما بعدها ثلاثة أحرف ليس أوسطها ياء، وهذه الجموع مصروفة، كما في: "شهدت العصور القديمة فلاسفةً كثُرًا"، ومثلها: "قياصرة، وأباطرة، وجهابذة، وعباقرة، …". كلها وأمثالها مصروفة.
وهنا أيضا لا بد من توضيح صيغة منتهى الجموع في الاسم المنقوص النكرة، مثل: "أغاني، ومعاني، ومباني، وثواني، وقوافي، وسواقي، ونوادي، ومواشي، وبراري، …"، فهذه كلها وأمثالها- في حالة التنكير- كلمات ممنوعة من الصرف، ولا تنوّن تنوينَ الإعراب، فلا نقول: "قصدتُ من كلامي معانيًا مختلفة"؛ بل تكون علامة نصبها دومًاالفتحة الظاهرة على الياء، وليس التنوين.
أما في حالتي الرفع والجر فتُحذف الياء منها، وتُقدر علامتا الإعراب على الياء المحذوفة، وتكون الضمة في حالة الرفع والفتحة في حالة الجر، فنقول: "ألقى الشاعر القصيدة في عدة نوادٍ"(نوادٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة المقدرة على الياء المحذوفة، والتنوين عوض عن الياء المحذوفة للنقص)،
وكذلك أيضا: "في المدينة مبانٍ جميلة" (مبانٍ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة، والتنوين عوض عن الياء المحذوفة للنقص).
وهنا يقع كثير في لبس سبب التنوين، فيظنون أنه تنوين الإعراب في حالة الجر، والصواب أنه تنوين العوض عن الياء، وليس تنوين إعراب، كما أن الممنوع من الصرف لا ينوّن تنوين إعراب مطلقًا.
(المقال منقول)
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يُقالُ كأسٌ إلاّ إذا كان فيها شَرَاب، وإلا فهي زُجَاجة.
ولا يُقَالُ مائدةٌ إلاّ إذا كان عليها طَعَامٌ، وإلاّ فهي خِوَان.
لا يُقالُ كُوزٌ إلا إذا كانَتْ له عُرْوَة، وإلا فهو كُوب.
لا يُقالُ قلَمٌ إلاّ إذا كانَ مبريًّا، وإلاّ فهو أُنْبوبَة.
ولا يُقالُ خاتَمٌ إلاّ إذا كانَ فيه فَصّ، وإلاّ فَهُوَ فَتْخَةٌ.
ولا يُقال رُمْح إلاّ إذا كانَ عَلَيهِ سِنَانٌ، وإلا فهو قناة.
لا يُقالُ نَفَقٌ إلاّ إذا كان له مَنْفَذ، وإلاّ فهو سَرَبٌ.
ولا يُقالُ خِدْرٌ إلاّ إذا كانَ مُشَتَمِلاً على جارِيَةٍ مُخَدَرَةٍ، وإلاّ فهو سِتْر.
ولا يُقالُ وَقُود إلاّ إذا اتَّقدَتْ فيهِ النارُ، وإلاّ فهو حَطَب.
ولا يُقالُ عَوِيلٌ إلاّ إذا كانَ مَعَهُ رَفع صَوْتٍ، وإلاّ فهو بُكَاء.
ولا يُقالُ ثَرًى إلاّ إذا كان نَدِيًّا، وإلاّ فهو تُراب.
لا يُقالُ لِماءِ الفَمِ رُضاب إلاّ ما دامَ في الْفَمِ، فإذا فارقَهُ فهو بُزَاق.
لا يُقالُ للّشجاع كَمِيّ إلا إذا كان شاكيَ السِّلاحِ، وإلاّ فهو بَطَل.
[فقه اللغة للثعالبي: 29]
منقول
قصيدة لداعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ : الطيب العقبي الجزائري ـ رحمه الله :
أحد رجالات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ماتت السنّة في هذي البلاد*** قُبِر العلم وساد الجهل ساد
المصدر :
رسالة الشرك ومظاهره للشيخ مبارك الميلي ـ رحمه الله .
فَغَدَوْا يُوبِقُونَ أَنْفُسَهُمْ بِتَشْرِيعِهِ ، وَ يَتَشَدَّقُونَبِتَلْمِيعِهِ ، وَ يُرَقِّقُونَ حِسَّهْم لِتَمْرِيرِهِ ، وَ يُعَلِّبُونَ نَجْسَهُم لِتَصْدِيرِهِ ، وَ حَتَى لاَ يُفْضَحَ أََمْرُهُمْ ، وَ لاَ يُنْضَحَ مَكْرُهُمْ ، قَامُوا يُنَّفِرُونَ عَنْهُ الذُّبَابَ بِتَلْوِيحِ الْجَرَائِدِ 20، وَ يُشَيِّدُونَ أَعْمَدَةَ مَدِيحٍ فِي الْجَرَائِدِ 21 ، وَ يَشِيدُونَ بُِنكْهَتِه عَلَى الْمَوَائِدِ 22 ، بَلْ مَا مِنْ مَوْضِعٍ فِي أَسْوَاقِ "النّاتِ"، إِلاَّ وَ ميَّزُوهُ بِـ(الرَنَّاتِ)، وَ مَا عَلِمَ الجُّهالُ خُلُوَّهُ مِنَ "الفيتامنَاتِ "… فَآنَسَهُمُ الْجُمْهُورُ بِعَاطِفَةٍ عَنِيفَةٍ 23، وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ قَوْمٌ خِيفَةً ، وَ رَفَسَهُمْ الرَبَّانِيِّونَ كَوْنُهُ جِيفَةً ، وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُم 24بِمَا كَسَبُوا إِلَى ذُعْرٍ وَ رَجِيفَةٍ ، فَلمَّا اشْتَدَّ الوَجَعُ وَ الْأََنِينُ ، وَ امْتَدَّ الوَضْعُ الْمُشِينُ ، دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ، فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ، فَهَاهُمْ :عَلَى إِرْثِ الْمَقَاعِدِ يَعْتَرِكُونَ ، وَ عَلَى القَوَاعِدِ 25 يَضْحَكُونَ .. أباَ أنَاةٍ : تأمَّلِ النَّقْلَ ، ثُمَّ سَلِ العَقْلَ : آلسَّلاَمَةُ خَيْرٌ وَ لَوْ خَسِرْتَ دُرَرَا ثَمَنا ، أَمِ النَّدامَةُ وَ لَوْ اخْتَصَرَتَ زَمَنَا ؟ ، فَكَيْفَ بِصِرَاطٍ يَرْبُو عَلَى الْحُسْنَيَيْنِ ، وَ حَفَّتُه أَنْوَارُ الوَحْيَيْنِ ، وَ عُبِّدَ بِفَهْمِ السَّلَفِ الْمُتَّقِينَ ، ( وَ بِالصَّبْرِ وَ الْيَقِينِ ، تُنَالُ الِإمَامَةُ فِي الدِّينِ ) ، ( وَ لَمِثْقَالُ ذَرَةٍٍ مِنْ بِرًّ مَعَ تَقْوَى وَيَقِينٍ ، أَعْظَمُ مِنْ أَمْثَالِ الْجِبَالِ عِبَادَةً مِنَ الْمُغْتَرِينَ ) 26 ….و لو جُمِع هَذَا الغُثَاءُ فِي صَعِيدٍ ، وَ رَمَقتَهُمْ بِبَصَرٍ مِنْ حَدِيدٍ ، مَا سَرَّكَ مِنْ سَوَادِهمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ، بَلْ مَلأَ عَيْنَيْكَ الذَّاهِلُ مِنْ سِحْرِ الْعُيُونِ ، النَّاهِلُ مِنْ سِفْرِ التَّلَفِزْيُونِ ، الْجَاهِلُ بِمَا تَنْفْخُهُ الصُّحُفُ وَ الصُّحُونُ، وَ مَا هِيَ فِي الْيَقظَةِ إلاَّ فُقَاعَاتُ الصَّابُونِ 27 ، فَأَنَّى لاَ تَنْقَلِبُ فِي ذِهْنِهِ الْحَقَائِقُ ، وَ لاَ يُوَالِي كُلَّ الطَّرَائِقِ ، وَ لاَ يَرْضَى بِالسَّيْرِ بَيْنَ الْمَضَايقِ ؟ ، وَ قَدْ يَتَخلَّلُهم مُرْجِفٌ تَلوَّث نَعْلُ فِكْرِهِ بِالنَّجَاسَة ، كَالْحِزْبِيَةِ وَ التَّقْرِيبِ 28 ، وَ الخَسَاسَةِ ، وَ مُجَوَّفٌ تَخَمَّرَ عَقْلُهُ بِالإحْبَاطِ وَ السِّياسَةِ ، وَ بُلِي بِِعِشْقِ الْبِلاَطِ و َالرِّيَاسَةِ ، فَأَنَّى تُوِّجُوا بِالكيَاسَةِ ؟ ، وَ مُتَسَاهِلٌ سَكْرَانُ الْهَوَى ، وَ مُتَخَاذِلٌ اسْتَبْدَلَ الأَدْنَى بِالْهُدَى ، وَ حَرَّكَ ذَيْلَهُ طَرباً لِلْعِدَى ، وُ مُتَسَوِّلٌ أَرْخَى رِيقَه لِلْأَطْمَاعِ وَ الْمُنَى ، وَ مُتَقَوِّلٌ مِنَ حُجُرَاتِ الْغَرْبِ29 حَتَّى أَرْغَى زَبَدَهُ مِنَ الوَنَى30 ، وَ مُتَبَوِّلٌ وَجِلٌ مَا كَثَّرَ سَوَادَهُمْ إِلاَّ بِالبنَِى ؟ فـ(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ) …وَ لَكِنْ مَا زَادَتِ الطِّينَةُ بِلَةً وَ لاَ الزَمَانَةُ عِلَّةً ، إِلاَّ لَمَّا صّفَّقَتْ عَمَائِمُ زُورٍ طَرَبًا وَ تَبْجِيلاً ، وَ لَفَقَّتْ أَوْهَى الْحُجَجِ قُرَبًا وَ تَأْوِيلاً ، وَ أَنْفَقَتْ شَوْبًا مِنَ الْحَقِّ حُجُبًا وَ تَضْلِيلاً ، وَ لَكِنَّهَا تَفْرُقُ مِنْ صَدَى الْحَقِّ هَرَبًا وَ عَوِيلاً ، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ عَلِيلاً …وَ ياَ أَسَفَاه .. عَلَى مَنْ أَيْقَنَ الْمَخْرجَ ثُمَّ جَفَاهُ ، وَ وَقَفَ لِسَانَهُ لِلْبَهْرَجِ وَ وَافَاهُ ، فَضَّ اللّه فَاه ، فَرَوْمًا لِلرَّبِيعِ الْمَنْحُول ، وَ اسْتِحْلاَلِ أَنْصافِ الْحُلُولِ ، إِمْتَطَى النَّاسُ الصَّعْبَ وَ الذَّلُولَ ، وَ تَقَرَّبُوا بِصَدَقَةٍ فِيهَا غُلُولٌ ، عَسَى أَنْ يُمِيطُوا – زَعَمًا – أَذَى الْحَاكِمِ الْمَسْؤُولِ ، وَ جَعَلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ 31 مَوْعِدَا ، وَ صَوَّرُوهُ لِلْمُرَابِطِ نَوْمًا مُسْعِدَا ، فَطَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَ وُحْدَانًا ، وَ سَارُوا رجِاَلاً وَ رُكْبَانًا ، فَلمَّا تَسَوَّرُوا مِحْرَابَ سَاحَةِ التَّحْرِيرِ ، وَ تَعَالَى الشَّيْطَانُ يَتَفَكَّهُ بـِ ( التَّغْرِيرِ ) ، وَ خُطُوَاتُهُ تُسَوِّى وَ تُدِير ، اسْتَهَلَّ أَرْبَابٌ بِتَدْفِئَةِ الطَّبْلِ ، وَ سَلَّ شَبَابٌ رِبِاطَ حِجْرِهِمْ للرَّقْصِ وَ الْهَبَلِ32، وَ تنَمَّرَ السُذَّجُ الْجِيَاعُ تَكْثِيفَ الْمَسِيرِ ، وَ شَمَّرَ الْهمَجُ الرِّعاَعُ لِلْحَرْقِ و التَّكْسِيرِ ، يَمُوءُونَ بِـ ( "هَرِمْنا " مِنْ سُوءِ التَّسْييرِ ) ، ( "نَعَمْ" لِلْحُرِّيَةِ وَ التَّطْوِيرِ ) ، وَ أَبْوَاقُ الِإعْلاَمِ مِنْ حَوْلِهِمْ بِالسُّؤْلِ وَ التَّصْوِيرِ ، وَ إِنَّ اللّهَ مَا غَيَّرَ مَا بِهِمْ من النِّعَمِ وَ التَّيْسِيرِ ، حَتَّى غَيَّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ من العَدْلِ33 و التَّنْوِيرِ تَرَاءَى أَرَاذِلُ أَمْصَارٍ هِلَالَ الرَّبِيعِ ، وَ لَكِنْ غُمَّ عَلَيْهِمْ- بِفَضْلِ الله ِ- لِقَتْرٍ مَنِيعٍ ، فَأَكْمَلُوا عِدَّةَ صَبْرِهِمْ بُعَيْدَ خِذْلاَنٍ شَنِيعٍ ، إِلَى أَنْ ضَاقَ القَعَّدِيَّةُ 34 مِنَ الْحَمْلِ الْوَدِيعِ ، فَانْتَفَضُوا يُؤَلِّبُونَهُ عَلَى القِّيَادَةِ ، وَ يُمَنُّونَهُ بِالأَلْقَابِ وَ الرِّيَادَةِ ، وَ يُجَنِّونَهُ بِالْبُطُولَةِ وَ السِّيَادَةِ ، حَتَّى اغْترَّ بِضَرُورَةِ العُرُوجِ ، و انْجَرَّ مِنهُ نَحْوَ صُورَةٍ لِخُضْرَةِ الْمُرُوجِ ، وَ رُبَّمَا سَيَرِدُ مَضَرَّةَ الْخُرُوجِ …فَعَلَى رِسْلِكَ أَبَا أنَاةٍ : قَدْ هَيَّؤُوك بِسُوءِ الْمَكْرِ وَ الْفِكْرِ وَ الْحَزْرِ ، وَ هَيَّجُوكَ لِلشرِّ وَ الْفَقْر وَ الوِزْرِ ، فَارْبأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرعَى مَعَ الهَمَل ، وارْفَقْ بِحِسِّكَ أَنْ تَسْعَى إِلَى الْغَمَلِ35 ، لَيْت َشِعْرِي لَوْ تَأَمَّلْتَ هَذَا الزَّبَدَ وَ الفَيْضَ ، وَ هَذَا الْكَمَدَ وَ الْغَيْظَ ، مَا أَمَّلْتَ مِنْ بَرَكَتِهِم إلاَّ يَدَ الدُّنيَا الكَنِيفِ ، كَالسَّكَنِ وَ الوَظِيفِ ، وَ الْمَسْكَنِ وَ الْمَرْكَبِ اللَّطِيفِ ، وَ مَا عَلِمُوا أَنَّهَا كَالْبَغِيِّ لاَ تَثْبُتُ مَعَ عَنِيفٍ ، فَهَيْهَات أَنْ يَجَعَلَ اللَّهُ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي تَجْوِيفٍ
بقلم الفقير إلى عفو ربه أبو خليل عبد الرحمان مالكي الجزائري ( عين الدفلى )
المقامة الصنعانية
فإن مما تستروح به النفس بليغ الكلام وفصيحه
وهوكذلك ممايستفيد منه طالب العلم في اسلوبه لذا احببتُ أن انقل هذه المقامة الصنعانية من مقامات الحريري وهي اول مقامة في مقامته
"حدّثَ الحارثُ بنُ هَمّامٍ قالَ: لمّا اقتَعدْتُ غارِبَ الاغتِرابِ. وأنْأتْني المَترَبَةُ عنِ الأتْرابِ. طوّحَتْ بي طَوائِحُ الزّمَنِ. الى صنْعاء اليَمَنِ. فدَخَلْتُها خاويَ الوِفاضِ. باديَ الإنْفاضِ. لا أمْلِكُ بُلْغَةً. ولا أجِدُ في جِرابي مُضْغَةً. فطَفِقْتُ أجوبُ طُرُقاتِها مِثلَ الهائِمِ. وأجولُ في حَوْماتِها جَوَلانَ الحائِمِ. وأرُودُ في مَسارحِ لمَحاتي. ومَسايِحِ غدَواتي ورَوْحاتي. كريماً أُخْلِقُ لهُ ديباجَتي. وأبوحُ إلَيْهِ بحاجتي. أو أديباً تُفَرّجُ رؤيَتُه غُمّتي. وتُرْوي رِوايتُه غُلّتي. حتى أدّتْني خاتِمَةُ المَطافِ. وهدَتْني فاتِحةُ الألْطافِ. الى نادٍ رَحيبٍ. مُحتَوٍ على زِحامٍ ونَحيبٍ. فوَلَجْتُ غابةَ الجمْعِ. لأسْبُرَ مَجْلَبَةَ الدّمْعِ. فرأيتُ في بُهْرَةِ الحَلْقَةِ. شخْصاً شخْتَ الخِلْقَةِ. عليْهِ أُهْبَةُ السّياحَةِ. وله رنّةُ النِّياحَةِ. وهوَ يطْبَعُ الأسْجاعَ بجواهِرِ لفظِهِ. ويقْرَعُ الأسْماعَ بزَواجِرِ وعْظِهِ. وقدْ أحاطَتْ بهِ أخلاطُ الزُّمَرِ. إحاطَةَ الهالَةِ بالقَمَرِ. والأكْمامِ بالثّمرِ. فدَلَفْتُ إليهِ لأقْتَبِسَ من فوائِدِه. وألْتَقِطَ بعْضَ فرائِدِه. فسمِعْتُهُ يقولُ حينَ خبّ في مجالِه. وهَدَرَتْ شَقاشِقُ ارتِجالِه. أيّها السّادِرُ في غُلَوائِهِ. السّادِلُ ثوْبَ خُيَلائِهِ. الجامِحُ في جَهالاتِهِ. الجانِحُ الى خُزَعْبِلاتِه. إلامَ تسْتَمرُّ على غَيّكَ. وتَستَمْرئُ مرْعَى بغْيِكَ؟ وحَتّامَ تتَناهَى في زهوِكَ. ولا تَنْتَهي عن لَهوِكَ؟ تُبارِزُ بمَعصِيَتِكَ. مالِكَ ناصِيَتِكَ! وتجْتَرِئُ بقُبْحِ سيرَتِك. على عالِمِ سَريرَتِكَ! وتَتَوارَى عَن قَريبِكَ. وأنتَ بمَرْأى رَقيبِكَ! وتَستَخْفي مِن ممْلوكِكَ وما تَخْفى خافِيَةٌ على مَليكِكَ! أتَظُنُّ أنْ ستَنْفَعُكَ حالُكَ. إذا آنَ ارتِحالُكَ؟ أو يُنْقِذُكَ مالُكَ. حينَ توبِقُكَ أعمالُكَ؟ أو يُغْني عنْكَ ندَمُكَ. إذا زلّتْ قدَمُكَ؟ أو يعْطِفُ عليْكَ معشَرُكَ. يومَ يضُمّكَ مَحْشَرُكَ؟ هلاّ انتَهَجْتَ مَحَجّةَ اهتِدائِكَ. وعجّلْتَ مُعالجَةَ دائِكَ. وفَلَلْتَ شَباةَ اعتِدائِكَ. وقدَعْتَ نفْسَكَ فهِيَ أكبرُ أعدائِكَ؟ أما الحِمام ميعادُكَ. فما إعدادُكَ؟ وبالمَشيبِ إنذارُكَ. فما أعذارُكَ؟ وفي اللّحْدِ مَقيلُكَ. فما قِيلُكَ؟ وإلى اللّه مَصيرُكَ. فمَن نصيرُكَ؟ طالما أيْقَظَكَ الدّهرُ فتَناعَسْتَ. وجذَبَكَ الوعْظُ فتَقاعَسْتَ! وتجلّتْ لكَ العِبَرُ فتَعامَيْتَ. وحَصْحَصَ لكَ الحقُّ فتمارَيْتَ. وأذْكَرَكَ الموتُ فتَناسَيتَ. وأمكنَكَ أنْ تُؤاسِي فما آسيْتَ! تُؤثِرُ فِلساً توعِيهِ. على ذِكْرٍ تَعيهِ. وتَختارُ قَصْراً تُعْليهِ. على بِرٍ تُولِيهِ. وتَرْغَبُ عَنْ هادٍ تَسْتَهْدِيهِ. الى زادٍ تَستَهْديهِ. وتُغلِّبُ حُبّ ثوبٍ تشْتَهيهِ. على ثوابٍ تشْتَريهِ. يَواقيتُ الصِّلاتِ. أعْلَقُ بقَلبِكَ منْ مَواقيتِ الصّلاةِ. ومُغالاةُ الصَّدُقاتِ. آثَرُ عندَكَ من مُوالاةِ الصَّدَقاتِ. وصِحافُ الألْوانِ. أشْهى إلَيْكَ منْ صَحائِفِ الأدْيانِ. ودُعابَةُ الأقْرانِ. آنَسُ لكَ منْ تِلاوَةِ القُرْآنِ! تأمُرُ بالعُرْفِ وتَنتَهِكُ حِماهُ. وتَحْمي عنِ النُّكْرِ ولا تَتحاماهُ! وتُزحزِحُ عنِ الظُلْمِ ثمْ تغْشاهُ. وتخْشَى الناسَ واللهُ أحقُّ أنْ تخْشاهُ! ثمّ أنْشَدَ:
تباً لطالِبِ دُنْيا … ثَنى إلَيها انصِبابَهْ
ما يسْتَفيقُ غَراماً … بها وفَرْطَ صَبابَهْ
ولوْ دَرى لَكفَاهُ … مما يَرومُ صُبابَهْ
المصدر :مقامات الحريري(المكتبة الشاملة)
فهذه صفحة لاقتناص الفوائد والشوارد المنثورة في بطون الكتب وخلل الدروس نصبنا لها فخ الجمع والتدوين لتكون نبراسا لمن يبتغي أن يطرق هذا الباب:
وهذه فائدة اقتنصتها بشص السمع الذي لايمكنه في الغالب إلا النقل بالمعنى من سماحة العلامة محمد بن صالح بن عثيمين عليه رحمة الله في درس من الدروس بإذاعة القرآن الكريم
قال رحمه الله:وضمير الفصل في نحو قوله تعالى : (( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين))يفيد ثلاثة أشياء:
1- التوكيد-أي – هم الظالمون حقا
2- الحصر -أي-هم الظالمون فقط
3- التمييز -أي- هم الظالمون فعلا
((هَدِيَّةٌ لِلْحَدَّادِيَّةِ الجُدُدِ))
فُجُورٌ لَيْــــسَ يَعْـدِلُهُ فُـجُورٌ *** وَقَـوْلٌ فِيهِ إِجْـــحَافٌ وَزُورُ
وَ نَهْجٌ بِالــغِوَايَـــةِ دَنَّسُـوهُ*** وَ مَكْرٌ فِيهِ حَــيْفٌ بَلْ ثُبُـــورُ
وَ سِلْعَتُكُمْ أَيَا يـَـــحْيَ غُـلُوٌ *** وَهَــذِي فِي البَضَائِعِ قَــدْ تَبُورُ
وَ يَا عَجَبِي مِنْ الصِنْفِ الحَـجُورِي ***مَعَ التَزْوِيرِ شـَـــيَّنَـهُمْ غـُرُورُ
وَ دَعْوَى قُــوَّةٍ فِي نَصْرِ حــَقٍّ *** عَلِـــمْنَا أَنَّهـَا حَــقًّا فُـجُورُ
وَقَحْطٌ قَدْ عَـرَى أَرْضَ الهُــدَاةِ *** وَ ذِي دَمَّــــاجُ وَدَّعَـهَا السُّرُورُ
فَبَعْــدَ العِلْمِ يَنْــشُـرُهُ الإِمَامُ *** إِمَـــامُ الحَقِّ مُقْبِلـُــنَا الصَّبُورُ
رَقَى كُرْسِيَّـــهُ رَجُــلٌ سَفِيهٌ *** مَجَـــالِسُهُ كَمِنْشَـــارٍ يَدُورُ
أُشَـبِّهُـــــهُ غُلُّواً مَعْ فَسَادٍ *** بِذَا الـحَدَّادِ حِيـــــناً إِذْ يَثُورُ
وَحِيـــناً إِذْ يُجَعْجِعُ فِي الكَلاَمِ *** بِذَا الحَرْبِيِّ فَـالِحَ إِذْ يَفُـــــورُ
وَ إِنِّي نَاصِـــــحٌ إِيَّاكَ يَحْيَ *** أَلاَ فَاقْبَلْ فَنُصْحِـــــي فِيهِ نُورُ
عَزِمْتُ عَلَيْكَ تَـلْزَمَ غَرْزَ شَيْخِـي *** رَبِيعَ الخَـــيْرِ عَالِمُـنَا الجَـسُورُ
رَبِيعَ الخَيْـرَ لِلْمِنْهَـــاجِ حِصْنُ ***بَشُوشٌ فِي مَجَالِـــــسُهُ حُبُورُ
عُبَيْــدُ كَابْنِ هَادِي يَا حَجُورِي *** إِمَامُ فِي تُقًـــى* مَـاءٌ طَــهُورٌ
عَمِيُّ القَلْــبِ يَشْقَى فِي عَمَاهُ *** عَمِيُّ العَيْـــنِ بِالتَّقْـــوَى بَصِيرُ
هُمُ الأَقْحَاحُ يَـــا يَحْيَ وَلَكِنْ *** مُسِـيءُ الظَنِّ لِلْــنُّعْمَى كَــفُورُ
أَبَا أَنَسٍ* عُبَيْـدُ مَعْ رَبِــيـعٍ *** لِذَا المِنْـــــهَاجِ حَـقًّا هُمْ صُقُورُ
أَلاَ فَامْسِكْ لِسَـانَكِ يَا حَجُورِي *** وَ لاَ تَنْــسَ فَدُونَـكَ ذِي القُـبُورُ
فَمَا يَبْقَــى عَلَيْـهَا مِنْ رَئِيسٍ *** وَلاَ مَلِكٍ بِعَــــدْلٍ أَوْ يَــجُورُ
وَ مَهْمَا أَزْبَــدَ الطُوفَـانَ يَوْمًا *** بِلاَ شَكٍّ سَـيُنْسَـــى إِذْ يَــغُورُ
خِتَامًا نَسْـــأَلُ الرَّحْمَنَ عَفْوًا *** مَعَ الإِلْحَــاحِ يَرْحَمُــنَـا الغَفُورُ
كتبها من كيسه و لم يسرقها من غيره !!!
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَّمَدُ بْنُ الهَاشِمِيّ
العكرمي نسباً *الغليزاني نشأة ً*الجزائري موطناً* السّلفي معتقداً ومنهجاً
الأربعاء 18 شوال 1443 هجري.
بارك الله فيكم * ما هي أجود الكتب وأمتنها بعدكتاب الله تعالى في باب بيان فضل اللغة العربية ؟
الجواب: أجود الكتب والله الكتب كثيرة * على كل حال مثلاً تجد بيان فضل اللغة العربية في كلام بعض العلماء في أماكن خاصة من بعض مؤلفاتهم * كما تقدم أن ذكرنا عن الإمام الشافعي في الرسالة * وكلامه هذا جامع شامل * وكذلك تجد ما ذكرته عن شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى * وهذا الكتاب مجموع الفتاوى تجد فيه البيان عن فضل اللغة العربية * كما تجده كذلك – بيان فضل اللغة العربية – في كتاب آخر له اسمه [تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل ] تجدكلام له في فضل العربية أيضاً * وتجد كذلك مثل هذا للإمام الشاطبي في [ الموافقات]فقد تكلم على فضل اللغة العربية * وأفاض إفاضة جيدة في هذا أيضا * وتجد كذلك مثل هذا في كلام لابن القيم الجوزية الدمشقي في كتاب له سماه [ بدائع الفوائد ] تجد كذا شذرات من الكلام على فضل العربية * لاسيما في بيان اتساع العربية وأساليبها التي لا يمكن للإنسان أن يعرف أسرار الكتاب والسنة إلا إذا عرف هذه الأساليب في اللغة العربية * فهو على كل حال هذا موضوع مبسوط * وغالباً ما تجد أن العالِم إذا جاءت مناسبة له في كتاب ألفه – جاءت المناسبة على العربية – فتجده يفيد الكلام ويمعن البيان لفضل العربية * فهذا في الحقيقة مبثوث * البيان لفضل العربية مبثوث عند العلماء في كتبهم * فمثلاً تجد بعض المؤلفات لبعض علماء اللغة إذا قرأت هذه المؤلفات هي تدل على فضل العربية * وهذا مثلا ًفي كتب الأدب الكبار كـ [ الكامل]للمبرد * وكذلك [ البيان والتبيين ] للجاحظ * هذا وإن كان معتزلياً لكن كتابه منجهة العربية تستفيد * تستفيد من جهة العربية المحضة وتعرف مكانة العربية * وكذلك في كتاب سيبويه ذلك الكتاب العظيم الذي هو [ بحر الكتب النحوية] فجميع كتب النحو عائدة إلى هذا البحر * وهكذا الكلام على فضل العربية إذا جاءت مناسبة لأي عالم في تعريفه يتعرض له . نعم.
السؤال الثاني:
أحسن الله إليكم * السؤال الثاني * هل يعد متن الآجرومية على التحقيق كما يؤكد الكثير من أهل العلم والتخصص هو أسهل متن في النحو العربي * أم يوجد متون أسهل منه ؟ حفظكم الله.
الجواب:في الحقيقة كتاب بورك فيه بسبب إخلاص مؤلفه * وهو كتاب قصد المؤلف أن يضع اللبنات الأولى لهذا الفن * ووفق أيما توفيق * فجاء بهذه اللبنات الأولى في أسلوب ميسر * لايمكن أن يوجد في الحقيقة كتاب أخصر وأسهل وأدل على أصول هذا الفن من هذا الكتاب * لو وجد كتابا في مستوى هذا الكتاب فإنه قد يوازيه * لكن كونه يكون أسهل منه فهذا في الحقيقة ليس بمعروف * وصاحبه وفق أيما توفيق إلى وضع هذه الأصول الأولية بهذا الفن.نعم.
السؤال الثالث:
أحسن الله إليكم * السؤال الثالث : مَن علماء النحو المؤتمنون مِن أهل السنة من حيث سلامة المعتقد ؟ بارك الله فيكم.
الجواب : هذا في الحقيقة سؤال مجمل ؛ لأن علماء أهل السنة والجماعة المؤتمنون على النحو كثيرون ، وأهل السنة كذلك منهم موجودون * وهم أيضاً كثيرون * فهل يقصد بهذا المتقدمين من الطبقة المتقدمة ؟ أو يقصد به علماء أهل السنة المؤتمنين في القرون الوسطى ؟ أو في هذه العصور المتأخرة ؟ هذا سؤال مجمل جداً * لكن مثلا المتقدمون من فوق طبقة سيبويه مثلاً * كالخليل وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي شيخ سيبويه * وكذلك عمرو بن العلاء * ويونس بن حبيب من شيوخ سيبويه أيضاً * هؤلاء طبقة فوق طبقة سيبويه ؛ لأن هذه الطبقة التي ذكرت بعض منهم هم شيوخ سيبويه * فالطبقات المتقدمة عموماً تجد فيهم السلامة * وتجد فيهم الأمن من جهة الاعتقاد * عموماً هكذا مثل سيبويه نفسه وكذلك من فوقه عموماً تجد فيهم السلامة * فسيبويه مثلاً في كتابه هذا إذا قرأته أو كنت تعرفه لا تجد عليه ما يؤخذ من جهة الاعتقاد * لو وجدت هذا فهذا قد يكون قليلا ً* وهكذا لو وجد لكن لا تجد هذا * وأما من بعد طبقة سيبويه إلى ما بعد القرن الثالث مثلاً ؛ لأن سيبويه في القرن الثاني * كان سيبويه في القرن الثاني * وكان أحد مشايخه وهوأبو زيد الأنصاري من أهل المدينة * وهؤلاء المتقدمون جداً من القرون المفضلة ؛فلذلك لا تجد فيهم هذه المآخذ في الانحراف العقدي * فالذين في القرون الوسطى عموماً تجدهم سالمين * لكن بعد هؤلاء إلى ما بعد القرن الرابع أو بدءاً من القرن الرابع وهكذا * تجد أن علوماً تدخلت في العلوم العربية أو في العلوم الشرعية * وبدخولها حصل شيء من الكلام الذي ليس بمستقيم عند أهل السنة والجماعة للغة العربيةً * فهم أدخلوها في العربية أو يطبقون بعض القواعد العربية وفق هذا الانحراف العقدي * هذاحصل أخيرا فعلا * هذا حصل بعد القرون المفضلة * وعليه لو أتينا إلى علماء ما بعدالقرن الثالث سنجد علماء هم معتزلة * وهم ماتوريدية * وهم أشعرية مثلاً كل هذا تجده فيهم * فمثلاً تجد ( أبا علي الفارسي ) وهذا كان كبيراً جداً في العربية * هو من نجوم العربية * لكن كنت تجد عنده شيئاً من الاعتزال * وكذلك تلميذه(ابن جني ) هذا فيه اعتزال تجد كلامه في بعض كتبه كـ(المنصف) وكذلك ( الخصائص ) * تجده كلاماً له فيه تأييد أو نصرة للاعتزال * لكنه عن حسن نية منه * يرى أن هذا هو الحق * وهذا ما هو من الجهل على كل حال * لكن هو يرى أنه حق * وكذلك تجد مثلاً الزمخشري [محمودبن عمر الزمخشري ] هذا في القرن الخامس بعد هؤلاء * فهذا تجده معتزلياً كبيراً،حتى يفتخر باعتزاله * فكان إذا أتى إليك تارة يدق الباب * فإذا قلت من بالباب ؟ قال أنا الزمخشري المعتزلي * لكنهم في هذه الحقيقة أصيبوا بهذا الانحراف العقدي * قد يقول قائل : هل هذا عن حسن نية منه أو لأنه ما تبين لهم الحق ؟ أو ما وجدوا من يبين لهم الحق أو لا ؟ فهذا قد يقال وإلا فهم منحرفون بالاعتقاد * ولذلك تجد كلامهم في العربية إذا كانت المسألة عربية ولها علاقة بما يتعلق بالله وبالشرع وما أشبه ذلك * فقد تجد لهم انحرافاً في هذا * وهكذا فعلى كل حال مثلاً عندك في [ ابن مالك] هذا بعد القرون المفضلة هو في القرن السابع * ابن مالك تغلب عليه الاستقامة * فلم يعرف بأشعرية * إذا ًفهو ممن يُعتمد في كتبه * وإن كنت قد تجد بعض هنات في كلامه له علاقة في العقيدة مثلاً * أو تجده في بيان مسألة * أو في شرحه آية من الكتاب تكون هذه الآية عقدية * فتجده أحياناً يوافق تفسيره تفسير الأشاعرة أحياناً * لكن هذا قليل * ولذلك لا يعتبر من الأشاعرة * وغيره كذلك كـ [ابن هشام الأنصاري] مع أنه كان حنبلياً * لكنك تجد أحياناً في تفسيره في بعض الآيات القرآنية * تجد له تفسيراً أو إعراباً يوافق المعتقد الأشعري * وهكذا…
إذاً فعموم المتقدمون جيدون * طبقة سيبويه جيدون من حيث الجملة * طبقة سيبويه الذين هم الطبقة الثانية فهؤلاء من حيث الجملة جيدون ، والذين بعد سيبويه * كذلك الذين في القرون المفضلة تغلب عليهم الاستقامة . نعم.
السؤال الرابع :
أحسن الله إليكم * سائل يقول : ما هو أجود معجم أو قاموس في شرح غريب ألفاظ القرآن * وفي شرح غريب الحديث * وفي شرح الألفاظ العربية الغريبة عموماً ؟
الجواب: إذا خصه بألفاظ القرآن فهذا المعروف فيه[المفردات في غريب القرآن ] للأصفهاني * لكن بعض المفسرين الذين فسروا القرآن كله تجد بعضهم يجيدون تفسير مفردات القرآن إجادة جيدة تامة * تجد هذا مثلاً عند[القرطبي]لكن ليس خاصا بتفسير الغريب فقط * أما الخاص بتفسير الغريب هو[ المفردات]للراغب الأصفهاني * هذا مشهور وإن كان هو أيضاً فيه شيء من الأشعرية في الحقيقة ، لكن [المفردات] هذه هي جيدة ليست في بعض المفردات التي يحصل فيها شيء من التفسيرإذا كانت هذه المفردة تتعلق بالله كالساق مثلاً كقوله تعالى : (يوم يكشف عن ساق)، قد تجد عنده أحياناً تفسيرا له على ما عند الأشاعرة * وإلا تجد المفسرين الذين فسروا القرآن جميعاً هذا ما يعرف في هذا * والمفسرون للقرآن من المتقدمين والمتأخرين كثيرون * فكثيراً تجد عندهم تفسير المفردات للقرآن لكن ضمن التفسير لا أنهم خصوا تفسير المفردات بكتاب ؛ إلا من كان من صاحب [ المفردات في غريب القرآن]للراغب الأصفهاني . نعم .
وماذا بعده وفي تفسير إيش * في غريب إيش ؟
الطالب : غريب الحديث ؟
الشيخ : في غريب الحديث من أحسن ذلك : [غريب الحديث] للهروي * هذا جيد * في أربعة أجزاء * وكذلك للزمخشري ، الزمخشري له كتاب في غريب الحديث هذا جيد في غريب الحديث . نعم .
الطالب : في شرح ألفاظ العربية الغريبة؟
الشيخ : وفي شرح ألفاظ العربية الغريبة هذا عندك : [ تهذيب اللغة ] لأبي منصور الأزهري * هذا جيد * هذا من أصول المعجمات الأصلية * فهذا أولاً يقدم ثم [ الصحاح ] للجوهري * ثم
[ القاموس ] للفيروز آبادي * ثم [ اللسان ] لابن منظور الأفريقي المصري * هذه الكتب لهؤلاء جيدة في بيان غريب مفردات اللغة * هذه القواميس ليست للغريب فقط ؛ لأن قولك غريب أو لأن قوله غريب ما معناه ؟ معنى الغريب : أن تكون الكلمة ذات غرابة لعدم اشتهار معنى الكلمة ؛ لأن العرب الفصحاء ما كانوايستعملونه كثيراً * فكان معناها غريبا لأجل هذا * وإلا فهي عربية صحيحة فصيحة * لكن معنى غريب لعدم الاستعمال أو لعدم الاشتهار في هذا المعنى فصارت اللفظة غريبة * إذاً فالغريب في الحقيقة معناه هذا * وأما تفسير المفردات عموماً فهذا موجود في ما تقدم من نحو: [تهذيب اللغة ]* و [الصحاح ] للجوهري * و [القاموس]* و[لسان العرب].
يوجد كتاب مفرد خاص بهذا ألفه أبو زيد الأنصاري[النوادر في اللغة ] * فالنوادر في اللغة من هذه الكتب التي تعتني بالغريب فقط لا بشرح المفردات كلها * لا * لكن هذا خاص بالغريب ، النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري وكان في القرن الثاني * وكان من شيوخ سيبويه ،وكان معاصر لشعبة بن الحجاج * و من أوائل نقدت الحديث في هذه المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
السؤال الخامس :
أحسن الله إليكم * هل الأصح أن نقول اللغة العربية أم لسان العرب ؟
أوما الوجه الأصح هنا على كل حال إذا قلت اللغة العربية أو لسان العرب؟
الجواب : اللغة العربية هي لسان العرب * ولسان العرب هي اللغة العربية * كلاهما صحيح * ما نقول هذا أفصح من هذا * لكن قد يوجد مقام من المقامات في التخاطب مجيئك باللسان العربي يكون أنسب وأبلغ * وفي مقام آخر مجيئك باللغة العربية يكون أنسب وأفضل * في الحقيقة كون هذا أفصح أو أولى من هذا * شيء يبحث عنه في المقامات * في مقامات الكلام * في مقامات التخاطب * أو في مقامات ذكر أحد الاسمين فقط * وإلا كلاهما صحيح * كلاهما أصح * لكن متى نقول لسان العرب ؟ هذا له موطن * على كل حال هذا يحتاج إلى ضرب مثال * لكن لعل هذا يكفي في أنهما سواء . ما أذكر الآن * يكفيك في أنهما سواء ؛ لدلالتهما على شيء واحد * لكن متى تضيف اللسان للعرب ؟ ومتى تأتي باللغة ثم تصفه بالعربية ؟ هذا في المقامات البلاغية عند وجه التخاطب يعرف * هذا في المقامات التخاطبية عند التخاطب فقط . نعم.
السؤال السادس:
أحسن الله إليكم سائل يقول : هل لطالب العلم المبتدئ أن يجمع بين نوعين من علوم اللغة العربية في وقت واحد * كأن يجمع دراسة متن في النحو وآخر في الصرف؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب : هذا ليس خاصا بالعربية فقط لكن هذا عام في علوم الشرع كما عليه درج السلف
– أعني بالسلف من كان على منهج السلف – وإلا فمثلاً في القرون الوسطى من القرن الرابع إلى القرن السابع أو القرن العاشر وهكذا * تجد علمائنا لا يجمعون بين فنين أو كتابين في فن واحد هذا المعهود عندهم أو هذا المعروف عندهم ؛ والسر في ذلك أنهم كانوا ينظرون إلى النتيجة في الطلب على هذا المنهج ؛ فإن النتيجة لهذا المنهج في الطلب هي التمكن والضبط الجيد والحفظ للعلم * ولذلك ما كانوا يتعجلون * وليس أمامهم غاية يريدون البلوغ إليها ولربما فترت همتهم بعد ذلك . لا ؛ لأنهم كانوا يطلبون العلم للعلم * فلذا يريدون إتقانه فيسلكون السبيل الذي به يقيمون العلم * والعلم ثقيل ؛ فكونك تجمع عدة فنون أو عدةكتب في اليوم وإن أمكنك أن تفهمه قراءةً * لكنه لا يمكنك أن تضبطه ضبطاً وتحفظ النص حفظاً إذا كثروا * فإذا قلََّ : أنت تتمكن منه * وهم كانوا ينظرون إلى التمكن وينظروا إلى النتيجة في الطلب على هذا المنهج ؛ لأنهم ما كانوا متعجلين فلذلك ما كانوا يجمعون * ولكن إذا عرفت العلة أنهم يريدون التمكن والضبط والحفظ – إذا عرفنا هذا – إذاً لا نستغرب لماذا لا يجمعون ؟ لأنهم يعرفون إذا جمعوا كثيراً ما يتقنون كما يريدون الإتقان * فلذلك ما يجمعون بين فنين * لكن إذا كان الإنسان يأنس من نفسه أنه يستطيع أن يجمع بين فنين في الطلب لقوة نفسه واستعداده وذكاؤه وما إلى ذلك ، فلعله لا يكون هناك حرج نظرا لهذا الطالب الذي آنس من نفسه القدرة على الجمع بينهما ، مع التمكن من ضبط المتن بالحفظ والفهم * فلا يمنع عندئذ * وقد كان بعض شيوخنا وهو شيخنا ( محمد الأمين بن محمد المختار اليعقوبي الجكني الشنقيطي ) – رحمه الله – صاحب[ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن]* كان على هذا المنهج * لكن بعض مشايخه قالوا له : أنت تستطع أن تجمع بين فنين فقط لا تزد على هذا ؛ نظراً لما وجدوا فيه من الاستعداد لهذا * إذا فالمسألة معللة وهي * هل أتمكن من الضبط والإتقان والحفظ إذا جمعت بين فنين أو لا ؟ فهذه هي العلة * فعلى كل حال الإنسان فقيه نفسه * لكن كلما أفردته ولم تكن على عجل – وأنت في حل من أمرك – كلما أفردت – يعني طلبت العلم شيئاً فشيئاً – كلما كان هذا أمكن لتثبتك وتمكنك في العلم ورسوخك فيه * ما هو إلا هذا * لكن إذا لم ترد التمكن فأنت تستطيع أن تقرأ مادتين أو ثلاث أو أربع فهذه مسألة أخرى * إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.نعم.
السؤال السابع :
أحسن الله إليكم * سائل يقول : هل في علم المنطق مباحث تخص علم اللغة العربية ؟
الجواب : السؤال هذا جوابه إذا فهمت ما المنطق ؟ أولاً تفهم هذا * ثم تعرف هل في هذا المنطق مباحث تخص اللغة العربية * ثم تعرف هذا بعد هذا * المنطق في الحقيقة فن يقول المحققون من علمائنا:
إن المنطق مهيمن على سائر العلوم ؛ ليس معنى هذه الهيمنة أن هذه العلوم متوقفة عليه ، لا وكلا ؛ لكن لأن المنطق في الأصل هو : الفكر الصحيح المستقيم ؛ والفكر الصحيح المستقيم تستطيع أن تدرك به بعض المسائل في أي فن من جهة صحة بعض هذه المسائل وعدم صحتها بعقلك القوي الصحيح * جاءت مثلاً مسألة في الصرف * أو جاءت مثلاً في كذا * أو في الحديث أو في كذا * فتقول هذه المسألة لو كانت كذا لكان كذا * لكن هذه ليست مستقيمة في العقل * فتجد أن مثل هذا الفكر تجده صحيحاً في واقع الحال * وهذا يقع كثيراً * وهذه هي حقيقة المنطق إذا كان عقل الإنسان سليماً وفطرياً وعالياً وذكياً ؛ فإنه قد ينتبه في الكلام على بعض المباحث في أي فن سواء كانت العربية أو غيرها * فيقول هذه المسألة كيف ؟ كيف هذه المسألة هنا ؟ هل يستقيم هذا في العقل ؟ لكن بشرط أن يكون قد عرف بعض هذا الفن معرفةً ما من حيث هي ؛ من حيث هذا
الفن ، فيتكلم أحياناً على بعض مسائل الفن ويكشف الخطأ باستقامة فكره الصحيح لهذه المسألة في هذا الفن * إذاً فهو ليس فناً خاصاً بالعربية ولا بكذا ولا بكذا ؛ إنما هو كما قال بعض المحققين يهيمن على سائر الفنون * ليس هيمنة أساس وأصالة لكنها هيمنة انتباه واكتساب لما قد يقع في الفنون من أخطاء ؛ هذه الأخطاء لو عدت إلى أصول الفن بالتأمل تجد أن أصول الفن لا تسلمها أيضا * هذا هو الواقع في المنطق * ولذلك يقول بعضهم كما قال [ الأخضري ] في متن [السلم ] يشير إلى حقيقة المنطق الصحيح الذي لا يعارض الشرع يقول : [ فبعدُ * فالمنطق للجنان نسبته كالنحو للسان * فيعصم الأفكار عن غير خطأ * وعن دقيق الفهم يكشف الغطاء ] . إذا كان الفكر صحيحاً سليماً فإن هذا الفكر الصحيح هو العقل الصريح * والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح كما قرره المحققون من علمائنا المتقدمين من السلف * أي قصدي بالسلف الذين هم على منهج السلف.نعم.
الشيخ : فهمتم ؟
الطالب : نعم فهمت .
السؤال الثامن :
أحسن الله إليكم ، سائل يسأل عن الكتاب المعاصر [ جامع الدروس العربية] .
الجواب : هذا للشيخ [ مصطفى الغلاييني ] * هذا الرجل كان في بيروت وأصله من قرية بين مكة والمدينة * فهو عربي في الصميم * لكن الأجداد نزحوا من مدة طويلة إلى بيروت * وهو كان معاصراً للشيخ[محمد عبده ] مفتي الديار المصرية في وقته * ودرس وتعلم عليه * وكان [ مصطفى الغلاييني ] أعرفه جيداً * أعرفه من كتبه * كان من أهل المعرفة بالعربية حقاً * هذا صحيح فكتابه [جامع الدروس العربية ] جيد جيد * فينبغي أو يحسن بطالب العلم أن يستفيد منه * فهو ألـَّــف هذه الكتب على الطريقة المدرسية المنهجية * فهناك دروس للعربية للمدارس الابتدائية * ودروس كذلك للمدارس الإعدادية * ودروس للمدارس الثانوية * وجامع الدروس العربية فهو – رحمه الله – عمل هذا الكتاب وهو يشكر عليه إذ أنه جيد * كتابه جيد . نعم .
السؤال التاسع:
أحسن الله إليكم * هل الأفضل لطالب المبتدئ الذي أتقن [ الآجرومية ]أن ينتقل مباشرة إلى[الألفية ]، أم يدرس [قطر الندى] لأن هناك من يقول أن[الألفية] تتضمن ما في [ قطر الندى ] وزيادة ؟
الجواب : هو الصحيح لأن درجة [الألفية] عالية * لا شك أنها تتضمن ما في[ قطر الندى] * إلا أن الطالب الذي يكون في حل من أمره ليس مستعجلاً ويستطيع أن يتدرج في الطلب حتى يتمكن بسهولة من فهم المسائل * إذا قرأ [الآجرومية]فينتقل إلى كتاب متوسط كـ [قطر الندى ] * ثم بعد [ قطر الندى ] ينتقل إلى [الألفية]فهذا التدرج مرغوب فيه * ومعين للطالب على الفهم الكثير للمسائل ولا يتعب * ولكن لا ينتقل من متن [الآجرومية ] إلى [الألفية ] * ليس معنى ذلك أنه لا يفهم [الألفية ]؛لكن قد يقال يعرفها بشيء من بذل الجهد وما إلى ذلك * يريد أن ينتقل لا مانع ينتقل من[الآجرومية ] إلى [ الألفية ]* لكن لو تدرج لكان هذا أحسن له * و أوْفى له في جمع وضبط المسائل كما ينبغي . نعم
السؤال العاشر :
أحسن الله إليكم * السؤال الأخير : هل تنصحون الطالب المبتدئ بعلم الصرف أن يحفظ متن [ لامية الأفعال ] أو [ نظم المقصود ] ؛ لأن هناك من يقول أن[نظم المقصود] أسهل ويعتني بالتقعيد وأكـثر من الأمثلة بخلاف [لامية الأفعال]؟
الجواب : الحق يقال أن[المقصود] الذي ذكره قد يكون فيه شيء من سهولة التعبير أو تسهيل التعبير أو أسلوب سهل ميسر؛ إلا أن [ لامية الأفعال ]أقعد منه من جهة أن الإمام بن مالك قصد بـ[لامية الأفعال] وضع أصول لصرف الأفعال * فهذه الأصول التي عمد بن مالك إلى تقريرها في[ اللامية] * إذا حفظ أو قرأ الطالب [ اللامية] ؛ فإنه سيحوي هذه الأصول * وهي أصول جيدة قوية جدا * والصرف أو أي فن تجد مسائله كثيرة والأصول كثيرة * فاقتصر ابن مالك على بعض الأصول الصرفية للأفعال في هذا الكتاب * إذاً فمقدار ما في هذا الكتاب من هذه الأصول قد أتقنت * قد أتقن هذا المقدار لهذه الأصول في [ اللامية]،وابن مالك يمثل إلا أنه لأقعدية الكتاب تجد فيه صعوبة أكثر من [ المقصود ] ؛ وذلك كما قلت سابقاً فيه يسر * في أسلوب [ المقصود ] يسر * حتى من جهة النظم تجد فيه يسر وسهولة بخلاف [ لامية الأفعال ]فإنه من البحر البسيط أحد أطولي بحور الشعر* فيجمع أوزاناً ويجمع كلاماً في بيت تجد طولاً في هذا البيت * وربما تجد بعض الأبيات في[ اللامية ] يصعب عليك أن تنطق به وتفهمه من أول وهلة * كما في قوله :
وَ(احْبَنْطَأ) (احْوَنْصَلَ) (اسْلَنْقَى) (تَمَسْكَنَ) (سَلْـ ـقَى) (قَلْنَسَتْ) (جَوْرَبَتْ) (هَرْوَلْتُ) مُرْتَحِلاَ
ذكر في هذا البيت أفعالاً مع أوزانها * فهو يذكر المثال ويقصد بالمثال الوزن * وقد يذكر الوزن فقط دون أن يذكر المثال حسب ما يقتضي النظم * فلا شك أنا لكتابين لكل ميزة على كل حال * ميزة
[ اللامية ] الأقعدية في المقدار الذي جاء به ، وذاك [ المقصود ]فيه سهولة في التعبير والطالب يستطيع أن يتناول الكتاب بنفسه ويستطيع أن يقرأ بنفسه ولو لم يشرح له * بخلاف [اللامية ] تحتاج إلى شرح وإلى شارح يشرح لك ويفك لك الأبيات . نعم.
السؤال الحادي عشر:
السؤال الأخير : فضيلة الشيخ ما رأيكم بكتاب[التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية] لـ محمد محي الدين؟
الجواب:[التحفة السنية] لعالم مصري كان متمكناً بالعربية لا شك * والناس في التمكن في العلوم درجات * لكن كان صاحب علم * كان من المعاصرين وإن كان توفي – رحمه الله – لكنه كان له دراية بالفن * دراية بالعربية النحو والصرف * فشرحه هذا للآجرومية شرح مفيد * لكنه يزيد زيادات لا تناسب مستوى أو درجة هذا الكتاب * وإلا لو شرح لك المتن فهذا الشرح جيد * لكنه ربما يأتي
بأمثلة * أو يزيد على الأمثلة * أو يزيد على مراد المتن * فالكتاب في الحقيقة للمبتدىء * فيحتاج أن يفرق بين كلامه وشرحه الذي هو موافق ومطابق للمتن * وبين شرحه وكلامه الذي هو زائد على المتن فقط * وفي أمور أخرى لكن هذا أهمها مما ينبغي أن يعرف * فيه زيادات ربما لا تحتاج إليها * فأنا أذكر الآن عندما تكلم على الجمع جاء بأمثلة لأوزان لجمع التكسير * وهذه الأوزان إنما تبحث في كتب الصرف * أو كتب النحوالمطولة كـ [ الألفية ] مثلاً * والطالب في بداية[ الآجرومية ] بمعزل أو بمغنم عن مثل هذه الأوزان التي ذكرها لجموع التكسير أو القلة.
نعم .
الشيخ : انتهى ؟
الطالب : بارك الله فيكم وفي علمكم .
الشيخ : وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه * السلام عليكم .
* لتحمـــيل المحاضرة المفرغة على شكل مطوية ليسهل طباعتها
رابط التحميل:
* لتحمـــــــــيل الملف الصوتي للمحاضرة
رابط التحميل :
ولكن الطائش مثلي، قد يقرر قبل أن يفكر ويترك أنامله تضغط زرا بعد زر، حتى يحصل المقدور. وعلى كل حال فها أنذا في بلدكم وأرضكم، أجدها فرصة كي أسمع ردودكم بأذني (مجازًا)وأرى إتحافاتِكم بعيني، وعبر هذه المشاركة الأولى أبعث إليكم أسمى معاني الشكروالتقدير وأسال الله العلي القدير لي ولكم حسن القصد والتدبير.
ومن خلال هذه المشاركة أهديكم (عينة) من تسجيل لمقامات الحريري، ونسبةً لأنها لم تنزل السوق بعدُ وكذلك لأنها في بدايتها، فإني سأنزل لكم مقامة واحدة أسمع من خلالها تعليقاتكم وتوجيهاتكم وأنا أعرف أنها كأي إصدار أولي ربما وجد بها الخطأ الجلي وكأي إصدار بشري فربما تجدون بها الخطأ الخفي ولم تُراجعْ فضلًا عن أن تصحح … بوركتم جميعا
رابط المقامة.
(بحجم 8 ميقا تقريبًا)http://www.rofof.com/7dycfh9/Maragyia.html
ملاحظة: ليس العنوان على ظاهره بالضبط فأنا أعرف أن ثمة تسجيلا صوتيا للمقامات ولكنه بطريقة الرجز غيرأن هذه قراءة إذاعية و(ثنائية)، فهي تختلف.
ملحوظة: الإفصاح عن المؤدين عقب الانتهاء من العمل لكن المرجو الآن هو النقد