تعتمد الأنظمة الأمنية منذ أكثر من مائة عام على بصمة الإنسان للتحقق من الهوية، حيث أثبت الباحثون أن بصمات الإنسان لا تتغير مع مرور الزمان، إلا في حال إصابته بأمراض على غرار الجذام.
وقد بينت الإحصائيات عدم وجود تطابق بالبصمة بين أي شخصين على وجه الأرض، مما دفع الشركات الأمنية إلى اعتماد بصمة الإنسان كنظام أساسي للتحقق من الهوية، كما دفع الشركات المصنعة للهواتف الذكية إلى اعتماد تقنية "قارئ البصمة" في هواتفها على غرار شركات آبل الأميركية وسامسونغ الكورية الجنوبية و"إتش تي سي ون" التايوانية و"هواوي" الصينية.
وفي العام الماضي كشفت شركة "بيونم" الكندية عن سوارها الذكي "نيمي" (Nymi) الذي يضم حساساً لاقتباس إشارة القلب والتعرف على إيقاع نبضه المميز لكل شخص، واستخدامه في التحقق من هوية المستخدم.
وفي هذا العام أطلقت الشركة إصدارا تجريبيا من نظام للدفع الإلكتروني بواسطة السوار نيمي يعتمد على نبض قلب المستخدم للتحقق من هويته وذلك بالتنسيق مع شركة الدفع عبر بطاقة الائتمان "ماستركارد" و"مصرف كندا الملكي"، حيث يضم السوار شريحة للاتصال قريب المدى (إن إف سي) تسمح بنقل معلومات المُستخدم الحيوية إلى نظام الدفع ليتم التحقق منها.
وتقدم الشركة تقنيتها على أنها أكثر موثوقية من أنظمة التحقق التقليدية المعتمدة على بصمة الإنسان، حيث يمكن اقتباس بصمة شخص ما دون علمه وتزويرها لاختراق النظام، أما إشارة قلب الإنسان فهي ذات مصدر داخلي، مما يصعب الوصول إليها واستغلالها دون علم المستخدم.
تقنية واعدة
ويتحقق النظام المعتمد على نبض القلب من هوية المستخدم مرة واحدة يوميا، ليسمح له بالوصول إلى الأجهزة والخدمات المطلوبة طوال الوقت، فعندما يرتدي المستخدم سوار "نيمي" لن يكون بحاجة لإثبات هويته بالطرق التقليدية، بينما تتطلب الأنظمة المعتمدة على البصمة تمرير المستخدم لإصبعه عند كل عملية.
ولم يتم التحقق من فعالية سوار "نيمي" بالشكل الكافي، حيث يتوفر حالياً للطلبات المُسبقة فقط، ولعدد محدود من المُطورين، لكن في حال أثبت النظام نجاحه، فإن ذلك من شأنه أن يعطي دفعا للتقنية بشكل يُدخلها في منافسة مع تقنية التحقق عبر البصمة.
وباتت أنظمة التحقق بالبصمة تحظى بانتشار جيد في الأجهزة الذكية التي أطلقت آبل شرارتها، ولكن رغم ذلك يتوقع مراقبون تفوق أنظمة التحقق عبر نبض القلب على أنظمة البصمة في السنوات القادمة، حيث تحاول شركة "بيونم" إقناع جهات على غرار الشركات المُصنعة للأجهزة القابلة للارتداء بتبني تقنيتها.
وتسعى "بيونم" إلى ترويج تقنيتها من خلال السماح للمطوِرين بإبداع ابتكارات معتمدة عليها، ولكن هذه التقنية تبقى حديثة نسبيا حيث لم يتم تجريبها على نطاق واسع رغم أن الشركة تؤكد موثوقية ابتكارها الذي تقول إنه جاء نتاج أبحاث استمرت لعقد من الزمن، قادتها جامعة تورنتو.
ويشار إلى أن اهتمام الشركات بتقنيات التحقق من هوية المستخدم اعتمادا على معلوماته الحيوية يزداد بشكل كبير حيث توقع تقرير حديث وصول عدد الهواتف الذكية المستخدمة لإجراء عمليات الدفع الإلكتروني بواسطة هذه التقنيات إلى 471 مليون جهاز بحلول عام 2022.