http://www.mediafire.com/view/?no0s9t625fjpd4s
http://www.mediafire.com/view/?no0s9t625fjpd4s
http://www.4shared.com/document/-DL_3Wch/___.html
http://www.4shared.com/document/ctrp0Vw2/___.html
http://www.4shared.com/document/BYJbCqta/___.html
الدرس : [ 15 ] ـ مؤتمرالصومام .
حمل جميع مصطلاحات التاريخ والجغرافيا سنة اولى ثانوي
لكم مني أجمل تحية
لاتنسونا من الدعاء
بـــــــــــــارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
20/06/1431 الموافق
02/06/2010
1 ـ توطئة
2 ـ فقه التاريخ ..المصطلح والمفهوم
3 ـ كيف تعامل الإبراهيمي مع التاريخ ؟
4 ـ عروبة الشمال الإفريقي …وشهادة التاريخ
1 ـ توطئة :
إن خُصّ الشيخ الإبراهيمي بكثير من الدراسات والأبحاث والمقالات ، ونُشرت حوله رسائل وكتب تناولت فكره وأدبه وجهاده ، بعضها من أبناء وطنه ، وأخرى من أوطان العروبة التي كانت من الشيخ دوما على بال ! فإن العظماء في التاريخ لا ينتهي فيهم قول ، ولا ينحسر كلام ، ولا يجف مداد …وسوف يظلون..
كالبدر من حيث التفت وجدته ……………يهدي إلى عينيك نورا ساطعا
كل جيل يأخذ منه بحسب همّته ، ويترقى بفكره قدر هامته …والشيخ الإبراهيمي من هذا القبيل بلا ريب .
علم من أعلام النهضة الإسلامية في عصره ، وذخر من ذخائر الإصلاح في زمانه ، واسع الثراء في تراث أمته ، فسيح العلم في مناحي المعرفة العربية المتنوعة ، وافر الاطلاع على شعرها ونثرها وأدبها وفقهها وتاريخها ، مما جعله من الأفراد القلائل ممن نذروا أنفسهم لخدمة الدين الذي لابسته البدع ، وإنقاذ اللغة التي أكلتها رطانة الأجنبي ، ومواجهة المستعمر الذي نزل الديار ، وأتى في فنون الموبقات والشرور والبطش بكل عجيبة !.
لقد انتصب الإبراهيمي مفكرا ومصلحا ومربيا وسياسيا ومجاهدا ..عُدّته في ذلك فكر لمّاح ، وبيان مُنخّل ، وبلاغة ساحرة ، وإيمان عميق ، جُمعت كلها في ما تركة الشيخ من تراث مكتوب ، سوف يبقى ما بقي الدهر ، وتعاقب الحدثان . ..
وهي قبل أن تُنشر كانت خطابات ورسائل ومحاضرات وأحاديث دوّى بها الشيخ في عواصم العالم العربي والإسلامي مشرقا ومغربا ، بصوته الجهير ، وأدبه العالي ، يشرح قضيته ، وينصر أمته ، ويدفع عنها عوادي المستعمر الجاثم على صدرها .
وقد استطاع الإبراهيمي أن ينفخ في طوايا جيل الثورة الإيمان ، ويبعث في نفوسهم الحمية للدين والوطن ، فكانت "ثورة الجزائر " نتاجا مثمرا لذلك الغراس الطيب ، أينع زهرات الشباب الذي طلب الموت في مظانه ليصنع الحياة لشعبه ، فكانوا أئمة البطولة والفداء !.أروا شعوب العالم كيف يمكن أن تنتفض الشعوب المقهورة مهما طال ليل الظلم ، واحْلَوْلَكَ الظلام ، فلا بد من فجر تلوح خيوطه ، وتسطع أنواره ، وتصحو الأمة على صباح جديد .
وبعد : فهل حظ هؤلاء العظماء نصوص أدبية مقتطعة ، توضع في كتاب مدرسي في هذه المرحلة أو تلك ؟، أو تجميد أشخاصهم في نُصب تذكارية ولوحات فنية وصور فوتوغرافية ، كما نتعامل غالبا مع التاريخ وشخصياته الفاعلة عندما نحفظها بتعريف نضغطه في كلمات قليلة ، ومع الوقت يجري تجفيفها بكلمات أقل إلى أن يميتها التقادم ، وتذهب بعد ذلك ذكراها إلى العدم ؟!!.
إن الشيخ الإبراهيمي من النوع الذي يملك بامتياز القدرة على الرسوخ في أذهان الناشئة ، ليس في الجزائر وحدها ، بل في سائر بلاد العرب و المسلمين ."لأن الإبراهيمي ليس رجل قطر ، مهما اتسعت أرجاؤه ، وليس رجل إقليم مهما امتدت أطرافه ، ولكنه رجل أمة برَّحت به محنها ، وصهرت جوانحُه آلامها ، وأمضَّه هوانها على الناس " .
وهذه المساهمة المتواضعة رؤية من زاوية تاريخية عامة ، رصدتُ من خلالها الثقافة التاريخية ، ومنهج التعامل مع قضايا التاريخ في آثار الشيخ الإبراهيمي ، مع انتقاء موضوعات رأيت أن التاريخ حاضر فيها ، بشواهده وسننه وقوانينه التي وعاها الشيخ ، وقدمها فكرا ينضح بالنور ، وسيرة تُشع بالعبرة ، وحضارة تظل قادرة على الإبداع و الإنجاز و العطاء .
2 ـ فقه التاريخ ..المصطلح و المفهوم :
كثيرون هم الذين كتبوا عن تاريخ الإسلام ، سواء من طرف المسلمين أو من غيرهم ، سواء في السياق الأكاديمي الصرف، أو التأليف الحر ، وقد انطوت كثير من تلك الكتابات على منهج في القراءة والتحليل ورصد الأحداث ينأى بعيدا عن فلسفة خاصة تتضمن ملامح الخصوصية في تاريخ الإسلام ، تبعا لخصوصية الأمة وعقيدتها وفكرها وانجازاتها عبر تاريخها الطويل .
ولم تكن المدرسة التاريخية العربية والإسلامية بعد ابن خلدون تحديدا إلا صدى للأوضاع المزرية التي آلت إليها الأمة ، وأصبحت فلسفة ابن خلدون في التاريخ والحضارة والاجتماع قواعد لمدرسة برزت ملامحها بعد عصر ابن خلدون بقرون ،حيث برزت تأثيراتها في الفكر الغربي والعربي ، وجاءت إلماعات مفكري النهضة العربية متساوقة مع فكر المدرسة الخلدونية ، التي شكلت مفتاحا حقيقيا لليقظة الإسلامية ، وبداية الوعي بالتاريخ ، وإمكان عودة الازدهار والرقي للأمة المتخلفة، إذا ما توفرت لها أسباب الإصلاح الذاتي الذي يفضي إلى العافية الحضارية التي نعمت بها الأمة حينا من الدهر .
وفي منتصف القرن الماضي ( القرن العشرين) تزايدت نداءات المفكرين والمؤرخين من رواد المدرسة الإسلامية إلى إعادة النظر في قراءة التاريخ بعيدا عن مبررات عصر الغزاة وعصر الانحطاط والسيطرة الأجنبية على البلاد العربية والإسلامية ، فبرز إلى السطح مصطلح "فقه التاريخ " ، وقد مثّل هذا الاتجاه : الشيخ محمد الخضري بك ، والطيب النجار ، وسيد قطب ، وصادق عرجون ، وعباس العقاد ، ومالك بن نبي ،ومحمد البشير الإبراهيمي ….ثم تابع مسيرة هذا الاتجاه من جاء بعدهم من العلماء والمفكرين من أمثال الشيخ محمد الغزالي ، وعماد الدين خليل ، وعبد الحميد صديقي ، ومحمد باقر الصدر ، ومرتضى مطهري ،ومحمد قطب ، وطه جابر العلواني ، وعبد الحليم عويس …ممن يرون أن المنهج الغربي المهيمن على الدراسات التاريخية منهج علماني ، يؤمن بضرورة إقصاء البعد الروحي الغيبي من مصادر المعرفة التاريخية ، ويبني فرضياته على التجربة والعقل ، وأحيانا على قيم غيبية تستمد شرعيتها من التراث الإنساني نفسه ، وهو منهج قاصر في فهم العلاقة الجدلية بين الله والإنسان والطبيعة ، وقد أفضى هذا القصور إلى نقض طبيعي في فهم حيثيات الوقائع التاريخية ، وتفسيرها تفسيرا موضوعيا .
بالإضافة إلى أنه منهج يعتمد مبدأ الحتميات ( الحتمية التاريخية ، والحتمية المادية ، و الحتمية الاقتصادية ) مما يُعدّ عيبا جوهريا في المنهج التاريخي الغربي .
وجاء مصطلح "فقه التاريخ" تماشيا مع دراسات اعتمدت المنهج نفسه في دراسة السيرة النبوية ، وظهرت عناوين لها في هذا المجال ككتاب "فقه السيرة " للشيخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ ، وكتاب "فقه السيرة "للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي .و"فقه التاريخ في ضوء أزمة المسلمين الحضارية" للدكتور عبد الحليم عويس …
وهو مصطلح يعبر في مجمله عن المعرفة الإنسانية التي تستهدف جمع المعلومات عن الماضي وتحقيقها وتسجيلها وتفسيرها ، من منطلق التصور الإسلامي لحركة التاريخ ، مع كشف الغطاء أمام العقل البشري عن حقيقة منهجية : وهي أن التاريخ البشري بأحداثه وقضاياه لا يتحرك فوضى من غير هدف ، وسبهللا دون قصد ، إنما تحكمه قوانين وسنن ونواميس ،مثل تلك القوانين التي تحكم الكون والعالم والحياة والأشياء …سواء بسواء ..وإن الوقائع التاريخية لا تُخلق بالصدفة ، وإنما من خلال شروط خاصة تتوافر وتتضافر وتفضي بها صوب هذا المصير أو ذاك …
والذي استجمع هذا المنهج ، ودعا إليه هو القرآن الكريم ، الذي أكّد في مواضع عديدة فيه على أن التاريخ " لا يكتسب أهميته الإيجابية إلا بأن يُتخذ ميدانا للدراسة والاختبار ، تُستخلص منه القيم والقوانين التي لا تستقيم أية برمجة للحاضر والمستقبل إلا على هداها ، وليس الأسلوب الفني في العرض سوى جسر تُحمل عليه العروض والنتائج النهائية لأية ممارسة في حقول التاريخ " (1).
"والقرآن يطرح على العقل البشري ـ لأول مرة ـ مسألة " السنن" و" النواميس " التي تُسير حركة التاريخ وفق منعطفها الذي لا يخطئ ، وعبر مسالكها المقننة ،التي ليس على الخروج عليها سبيل ، لأنها منبثقة من صميم التركيب البشري ومعطياته المحورية الثابتة فطرة وغرائز وأخلاقا وفكرا وعواطف ووجدانا ، ومن قلب العلاقات والوشائج والارتباطات الظاهرة والباطنة في العالم الذي يتحرك فيه الإنسان ، والتي تتجاوز في اتساعها وشموليتها نسبيات البيئة الجغرافية ، أو الوضع الاقتصادي كي تتسع للفعل التاريخي نفسه ، الفعل القائم على القيم الثابتة الدائمة في كيان الإنسان ، والتي تنبثق عنها المواقف التاريخية سلبا وإيجابا ، ومن ثم فإن حكمها على هذه "الحركة " يجيء منطقيا تماما ، لأنه أشبه " بالجزاء " الذي هو من جنس " العمل " ومن خامه الأصيل ، وعادلا تماما لأنه يكافئ الإنسان فردا وجماعة ، بما يوازي طبيعة الدور التاريخي الذي مارسوه ، حتى لكأن القرآن يلفت أنظارنا إلى أننا نستطيع أن نرتب على مجموعة معينة من الوقائع التاريخية سلفا نتائجها التي تكاد تكون محتومة لارتباطها الصميم بمقدماتها اعتمادا على استمرارية السنن التاريخية ودوامها "(2).
والقرآن الكريم لا يؤكد ثبات هذه السنن وديمومتها فحسب ، ولكنه يحولها في الوقت نفسه إلى دافع يفرض على الجماعة المؤمنة أن تتجاوز مواقع الخطأ التي قادت الجماعات البشرية السابقة إلى الدمار ، وأن تُحسن التعامل مع قوى الكون والطبيعة مستمدة التعاليم والقيم من حركة التاريخ نفسه .
"قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين ، هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين "( آل عمران 137 ـ 141) .
فالسير في الأرض وسيلة لاكتشاف القوانين ، والقرآن يدل على مجال رحب لاكتشاف الظاهرة البشرية ، واستخلاص العبر ، لأن فقه هذه السنن التي تضبط حركة الفرد والجماعة تجعل الإنسان صلبا في التعامل مع الأوضاع القائمة ، يسير على بصيرة من هذا الفقه ، والنظر في أحوال الأمم ، والأيام التي هي بين الناس دول ، مما يجعل التاريخ هو بيت الخبرة الإنسانية ، ومن لا يفقه حركته يتعثر في مطبات كثيرة ، أما من استفاد واتعظ ممن قبله ، فحري به أن لا يجرب لجارب الاشلة ، وأن يزيد البناء لبنة (3).
وهذا المنهج القرآني هو الذي أرسى مفهوم " فقه التاريخ " الذي ينبثق من رؤية وتفحص للتاريخ ، حيث تتهاوى الجدران الفاصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل ، ويلتقي زمن الأرض وزمن السماء .
3 ـ كيف تعامل الإبراهيمي مع التاريخ ؟
طوّف الشيخ الإبراهيمي في كتاباته ، وخطاباته ، ومحاضراته ، في مواضيع شتى تناولت السياسة والتربية والنفس والاجتماع والأخلاق والتاريخ …..ولم يخل موضع منها إلا وفيه إشارة إلى الماضي القريب والبعيد ، يستمد منه الخبرة ، ويستخلص منه العظة ، ويتخذ منه مددا لثورته على المستعمر ، وفضح مكايده ، ورد أحقاده وأطماعه .
وهو وإن لم يؤثر عنه كتاب في التاريخ بمعناه الخاص ، فقد كان شغوفا بقراءة التاريخ الإنساني عموما ، وتاريخ المسلمين على وجه الخصوص ، لكنها قراءة الواعي ، الراصد لبواعث الفعل التاريخي ، المتتبع للخط البياني لأمة الإسلام عبر تاريخها الطويل ، صعودا وهبوطا ، وصولا إلى القمة أو نزولا إلى القاع …
لذلك لا نقرأ عند الإبراهيمي الأحداث التاريخية مزدحمة بالتفاصيل والجزئيات ، ولا نجد ذكرا لمصادر التاريخ القديمة :كالطبري والمسعودي ، وابن الأثير ، وابن عبد الحكم بل نجد ذكرا لدواوين الشعراء ، ومدونات الفقه ، ومتون اللغة ، التي التهمها أثناء حياته المبكرة …
ويرى الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله أن مصدر الإبراهيمي الأساسي في الثقافة التاريخية إنما هو التجربة الشخصية والمطالعة الحرة ، فقد عاش منذ سنوات المراهقة متنقلا بين عواصم العلم متأملا في أهلها ، مخالطا لعلمائها ، مطالعا في مكتباتها ، وفي هذه الأثناء قرأ الكثير من كتب التاريخ والرحلات والتراجم دون أن يذكر ذلك بالاسم والعنوان إلا نادرا ،كذكره ابن خلدون وابن الخطيب ورسائل الضابط الفرنسي سان طارنو(4).
وقراءة الإبراهيمي للتاريخ لم تكن قراءة العابر العجول ، الذي يفاخر بكثرة ما جمع من التصانيف ، وعديد ما يحفظ من العناوين ، إنما كانت قراءة الفاقه بطبائع الشعوب ، وعلل الحضارات ، وسنن الاجتماع …المتسائل عن سبب النكوص بعد الإقدام ، والذلة بعد العزة ، والانكسار بعد الازدهار ….
إن حديثه في ثنايا آثاره عن التاريخ لا تخلوا من إلماعات واستنتاجات تدل على عميق فقهه ، وعظيم حكمته ، وبراعة استشهاده ، ويتضح ذلك في مقاله عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب (5) ، حيث ينفذ إلى لطائف القرآن الكريم في حديثه عن الهجرة المحمدية ، فسمّاها " إخراجا " ولم يسمّها هجرة بصريح اللفظ . يقول الإبراهيمي :" وإنما سمّى الصحابة المهاجرين ، ونوّه بالهجرة ، وحضّ عليها ، وقرنها بالإيمان ، وجعلها شرطا في الولاية ، فقال " و الذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا "وبعض الحكمة في ذلك أن التذكير بالإخراج من الديار يذكي الحماس ، ويبقي الحنين إلى الديار متواصلا ، وينمي غريزة الانتقام والأخذ بالثأر"(6).
ويبعث الحمية في نفوس الأحرار منهم ، ويقرع عليهم خصامهم وتلاحيهم فيما بينهم ، وهم في هذا الظرف أحوج ما يكونون للوئام والتصالح و التآخي .
ثم يوجه الشيخ خطابه إلى الجزائريين يستثير شهامتهم ، ويذكرهم بإخراج المستعمر لهم ، وصدّهم عن سبيل الله ، فيقول : "إن للإخراج من الديار لشأنا أي شأن في القرآن ، فهو يبدئ ويعيد في تقبيحه وإنكاره وتحريمه ، وهو يقرنه بالقتل تشويها له وتشنيعا عليه ، وإنه له في نفوس الأحرار لأثرا يتعاصى عن الصفح والعفو .."(7).
ثم يقول :" وما زلت منذ درست السيرة بعقلي أقف في بعض مقاماتها على ساحل بحر لجي من العبر والمثلات ، ومن بين تلك المقامات حادثة الهجرة ، فلا يكاد عقلي يستثير بواعثها الطبيعية حتى أتلمّح العوامل الإلهية فيها ، فأستجلي من بعض أسرارها التمهيد للجمع بين أصلي العرب اللذين كانا في الجاهلية يتنازعان ملاءة الفخر ، ويؤرث الرؤساء والشعراء بينهما نار العصبية ، حتى أضعفتهما العصبية ، وحتى أطمع الضعف فيهما جاريهما القويين : جار الجنوب الحبشي ، وجار الجنب الفارسي ، وكادا يستعبدان هذا الجنس الحر لولا أن فال رأي أبرهة في الفيل ، ومالت رايات فارس في ذي قار .."(8).
وفي سياق العبر والعظات من حادثة الهجرة لم ينس الإبراهيمي أن يستدعي من التاريخ تساؤلا يوجه إلى العرب اليوم ، مع نقد لاذع يغطيه بعبارات لطيفة فيها الكثير من الحكمة التي يقتضيها المقام " ليت شعري ..وليت يقولها المحزون ، هل تحمل ذكرى الهجرة المتكررة مع كل عام ، أولئك اليمانيين الراكدين وهم جمهرة أنساب قحطان ، وأولئك الحجازيين الراقدين وهم منحدر دماء عدنان ، على أن يتداعوا إلى ما تداعى إليه أجدادهم ، وأن يتآخو على ما تآخو عليه ؟.
هل يرجعون بالذاكرة إلى بيعة العقبة وما جرت للعرب من أخوة وسيادة ، وعزّة وسعادة ، فيتابعون على حماية الحوزة العربية و الذب عن حياض العروبة ؟.
هل آن لهم أن يعلموا أن هذه المذاهب التي صيّرتهم أوزاعا في الدين والدنيا هي السبيل المفرّقة عن سبيل الله الواحد ، وهي التي نهى الله عن اتباعها ؟.
هل يعلمون أن طُلاب الغاز غزاة ، وأن الشركات أشراك ، وأن رؤوس الأموال الأجنبية ذات قرون ناطحة ، وأن الوطن الذي يعمر بمال الأجنبي ويد الأجنبي وعلم الأجنبي ! محكوم عليه بالخراب ، وإن تعالت في الأفق قبابه ، وكُسيت بوشي السماء هضابه ، وسالت بذهب الأرض شعابه ؟!!."(9).
وفي موضع آخر من آثاره عندما يتحدث الإبراهيمي عن دور علماء الدين وسلطانهم على الناس ، ورهبتهم في القلوب التي استمدوها من تقديس الناس للدين ، وتعظيمهم لشأنه ، وخضوع العامة لهم عن طواعية ورغبة ، خضوعا فطريا لا تكلف فيه ، لشعورهم بأنهم المراجع في الفتوى ، والعُمد في الشريعة ، و الحُرّاس المؤتمنون على بقاء الدين ونقائه ، لأنهم ورثة الأنبياء وهمزة الوصل بين الأرض و السماء يرى الإبراهيمي أن هذا الدور لعلماء الدين يجب أن يبقى ويستمر ، وما ينبغي أن يُتّخذ علماء الدين مطايا ذلول ، ينتظرون الجدا ، ويشكرون الندى، يستميلون الدهماء ، ويضللون العوام ، ويفسحون الطريق للقادة الجاهلين من أصحاب البدع والأهواء …
في هذا المقام يرجع الإبراهيمي إلى التاريخ الإسلامي يستمد منه حجته وبرهانه ليصلح به وضعا مزري آل إليه الدين بعدما لابسته الخرافة ، وتولى أمره المبتدعة وأصحاب المطامع الخسيسة ، وذلك في غفلة علماء الدين الذين يغطون في نومة أربت في الطول عن نومة أهل الكهف و الرقيم !، ممن لم تكن تُقضى عظائم الأمور إلا بهم ، ولا يعقد الحكم إلا برضاهم .يقول الشيخ : " بايع معاوية لابنه يزيد ، وحمل الأمة على البيعة له بالترغيب والترهيب والمطاولة ، فتمّ له ذلك ، ولكنه كان يرى تلك البيعة كاللغو ، ما لم يبايع العبادلة والحسين (10)لمكانتهم في العلم ومكانهم في الأمة فعمد إلى الحيلة المستظهرة بالسيف ، وكذلك فعل بنو مروان كلما تخلّف مثل سعيد بن المسيب عن البيعة ، وكذلك فعل الخلفاء بعدهم في قضية البيعة أيام اشتداد سلطان العلماء وامتداده "(11).
ثم يعلق الشيخ على ما آلت إليه الأحوال عندما اتسعت الهوة بين الخلفاء والعلماء ، وتفرقت بهم السبل بعدما كان في اتحادهم قوة السلطان ودعامة الدين وخدمة الأمة " حتى انتقل أمرها ]أي الأمة [إلى طور آخر ، وأصبحت في أيدي الأمراء والقواد والأجناد ، وخرجت من يد الخلفاء والعلماء معا ، وكأنما كان ذلك عقوبة من الله للخلفاء على تعاليهم ، وللعلماء على تنازلهم ، وما وقع في البيعة وقع في غيرها من مصالح الأمة التي يتنازعها السلطانان "(12).
هذا في تاريخ الإسلام في صدره الأول ، أما عن تاريخ الإسلام في عصره الحاضر وفي بلاد الجزائر ، فقد استطاع الإبراهيمي أن يحلل أوضاع الجزائر القديمة والحديثة انطلاقا من موقعها الجغرافي قائلا :" إن هذا الموقع هو الذي رشحها لتحوز السبق في الجهاد" ، وهو يعني بها موقعها على الضفة اليسرى للبحر المتوسط ، وبالضبط في مواجهة مرسيليا حيث تتشكل أوسع نقطة بين ضفتي من هذا البحر بالنسبة لجيران الجزائر ( تونس والمغرب ) وقد تناول الإبراهيمي طموح الأمم اللاتينية في استعمار جيرانها في الضفة الإفريقية بتحليل الخبير بأوضاع الأمم الغابرة فقال عن الأمم اللاتينية : إنها ذات أطماع وفتوحات وكبرياء ودماء منذ كانت ، ولم يزدها ظهور الدين المسيحي السامي الروح إلا ضراوة وطموحا في الغلبة لأن الطبيعة المادية المتكالبة لتلك الأمم غلبت طبيعة الدين المسيحي الروحية المتسامحة ، وبذلك أصبح الدين المسيحي دينا رومانيا لا شرقيا (13).
ومن تحليلات الإبراهيمي القائمة على الاستقراء والاستنباط ما جاء على قلمه حول روح المقاومة والجهاد التي تميّز بها سكان شمال إفريقيا منذ القدم ، فهو يرى أن الإسلام قد مزج بين البربر والعرب مزجا قوى فيه معنى الإباء والحفاظ والأنفة واعتبار الحمى عرضا تجب الموت دونه ، وفي معنى السخاء الذي يبتدئ بالمال ويعلو فينتهي بالروح …
وجاء الإسلام فأخرج من المزاج المشترك بين العنصرين مزاجا ثالثا وقوّى معنى المبنى ،والعرض والحفاظ …وهو ما ترك الأمة الجزائرية أمة جهاد بجميع معانيه ، وعلى هذا المعنى يجب أن يبني المؤرخ تاريخ الجهاد النفسي في هذه الأمة (14).
ثم يذهب الإبراهيمي بعيدا في التحليل والتفسير والاستنباط ، حيث يتابع الصراع الذي بين ضفتي المتوسط ، روما وقرطاج ، وكلتاهما تتربص بالأخرى طمعا في الثروة والعيش والتوسع ، ثم صار صراعا على الدين بعد قدوم الفاتحين من الشرق .
كما يرى الإبراهيمي " أن العرب خلفوا الرومان على حضارتهم في إفريقيا ثم لمسوهم من جبل طارق تلك اللمسة المؤلمة التي تطيّروا بها وطاروا فزعا ، وظنُّوا أنها القاضية على روما وديانتها وحضارتها وشرائعها ، وهذا الميدان الذي انتقل إليه الصراع أعمق أثرا في النفوس ، ويزيد في عمقه أن حامليه العرب قوم لا تلين لهم قناة ، ولا يُصطلى بنارهم .."(15).
وهنا تظهر الثقافة التاريخية عند الإبراهيمي كأنه صاحب اختصاص في تطور الحضارات وفلسفة التاريخ ، فتتبع بنظر المؤرخ الثبت ، والمفكر البصير بمواقع الضعف والقوة ،في كلتا الأمتين الرومانية والعربية ، فتحدث عن الأسباب التي دفعت الصليبيين اللاتين إلى الثأر للرومان الذين غربت دولتهم مع الفتح الإسلامي الزاحف ، واستغلوا ضعف الأندلس في عصر ملوك الطوائف ، فتداعوا على سواحل المغرب من تونس شرقا إلى مراكش غربا ، وقد كان للجزائر القدح المعلى في الجهاد ، تارة منظما على أي الدول ، والاستنفار تارة وهو الدائم الذي لا ينقطع بالوازع النفسي الفردي وهو " الرباط" الذي يشبه في جهته الفردية حرب العصابات اليوم ، ولم ينقطع هذا الرباط ـ في نظر الإبراهيمي ـ إلا عند الاحتلال الفرنسي للجزائر .
واحتلت فرنسا الجزائر سنة 1830 تنفيذا لخطة مرسومة تقتضي إعادة شمال إفريقيا لاتينيا كما كان قبل الإسلام ، وعندما يُحتل القلب ، يضرب الجناحان ( تونس و المغرب ).
ثم راح الإبراهيمي ينحي باللائمة على العرب ، وتعتصر نفسه ألما بسبب الصمت المطبق الذي خيم عليهم ، والفاجعة تحلُّ بإخوانهم في قطعة جليلة من وطنهم الأكبر ، وسكت المسلمون من ورائهم ، وكأن الأمر لا يعنيهم !!، وما دروا أن ضياع الجزائر مؤذن بضياع غيرها (16).
وخلاصة لما تقدم يمكن أن نوجز أهم ملامح منهج الإبراهيمي في تناول قضايا التاريخ فيما يلي :
1 ـ يتناول الإبراهيمي التاريخ ـ وخاصة التاريخ الإسلامي ـ باعتباره تاريخ أمة متصل الحلقات ، مترابط الأزمنة ، وليس على أساس أُسَرٍ تعاقبت على الحكم ، ليثبت أن الأمة هي التي تصنع العظماء في تاريخها ، وعظماؤها هم نتاج وضع الأمة وظروفها ، مما يحقق العبرة والعظة والاستنباط بعيدا عن التعصب المقيت لهذه الدولة أو تلك ، أو لهذا العنصر أو ذاك .
وهو منهج أقرب إلى الروح العلمية من طريقة الأجزاء المبتورة ، والجزر المعزولة ؛ لأن الدارس يتتبع تطور تاريخ أمته خطا متصلا يرقب فيه أسرار النمو والازدهار ، وعوامل الضعف والانكسار .
2 ـ لا يُعنىَ الشيخ الإبراهيمي بالتفاصيل والجزئيات ، بل يعرض للأحداث الكبرى والخطوط العريضة ، ويأخذ بيد القارئ إلى لُبِ الحدث ، وجوهر الموضوع ، فعصر الإبراهيمي وجيله الذي يخاطبه أو يقرأ له يواجه من التحديات ما يمنعه من تتبع التفاصيل والإغراق فيها ، بل يريد أن ينفذ سريعا إلى الأدواء والعلل ، ويصف الدواء الناجع ، ويساعده على هذا المنهج أدب رفيع ، وبيان ساحر ،ولغة محكمة ..
3 ـ يرى الإبراهيمي أن التاريخ لا يكتب " ساخنا " وإنما يكتب بعد برود الحدث وسكون غباره ، وهذا منهج المؤرخ العارف بواجبات المؤرخ وأدواته ، فالحدث التاريخي لا يكتب إلا عند توفر الوثائق والأدوات ، ولابد مع ذلك من تمتع المؤرخ بميزات تتمثل في الثقافة العميقة و الذكاء الحاد و النزاهة الخالصة .
وهو يرى أن التاريخ الوطني لا يكتبه إلا مؤرخ وطني ، وهذه قضية حيوية في كل العصور وعند مختلف الأمم ، فالمؤرخ هو صوت أمته وهو المعبر عن هويتها الحقيقية مهما تفنن الآخرون وأخلصوا في الكتابة عنها (17).
وقد تمنى الإبراهيمي في مقالته "فرنسا وثورة الجزائر " ـ وهي مقالة قديمة أضيف إليها ذيل ـ أن يقيّض الله لثورة الجزائر مؤرخا من أبنائها " مستنير البصيرة"، مسدد الفكر والقلم ، صحيح الاستنتاج ، سديد الملاحظة ، فقيها في ربط الأسباب بالمسببات ، ليكتب "تاريخا لا يقف عند الظواهر والسطحيات …بل يتغلغل إلى ما وراء ذلك من الأسباب النفسية التي تحرك فرنسا إلى هذه المجازر البشرية ، وإلى العوامل التي تدفع المقاتلين (الجزائريين) إلى هذه الاستماتة في حرب حارت فيها عقول ذوي العقول …."وأضاف :" لا نخطط الخطوط لذلك المؤرخ المرتقب ، ولا نحدد الحدود لذلك المؤرخ ، ولا نقدم له صورة هينة ، فذلك المؤرخ الذي أعدّه الله لهذه المنقبة لعله لم يولد بعد ، وإنما الشرط فيه أن يكون جزائري".
إن هذا الرأي يضع مواصفات المؤرخ الذي سيكتب تاريخ الثورة ، كما يضع أيضا مواصفات المؤرخ عموما ، كالثقافة المتينة ، وقوة الاستنباط ، والبحث عن العلل والأسباب، والغوص وراء الظواهر ، ومعرفة الدوافع الباطنية(18).
4 ـ ركز الإبراهيمي في أكثر مقالاته ومحاضراته وأحاديثه ـ وخاصة تلك التي كتبها أو ألقاها في بلاد المشرق العربي ـ على التاريخ الإسلامي الجامع للمشرق والمغرب ، فيأتي بالشواهد من عصر الرسالة ، ثم تاريخ الراشدين ، ومن بعدهم الأمويين والعباسيين …باعتبار أن هذه العصور تمثل الوحدة التاريخية للأمة الإسلامية ، وهو منهج ذكي حصيف يقوم على قاعدة "خاطبوا الناس بما يفهمون " ، أما تواريخ المغرب الإسلامي من الفتح إلى الاحتلال فلا يعرض لها إلا قصد التعريف أو شرح السياق التاريخي ، مبينا أن أفق المغرب جزء لا يتجزأ من جسم الأمة إن أضاعته أو تناسته أو فرطت فيه هيض جناحها ، وضُربت في مقتلها ، وأعداء الأمة لا يفرقون بين مشرق الأمة ومغربها .
5 ـ لقد رصد الإبراهيمي الواقع الإسلامي بكل ما يحمل من علل وأدواء وتخلف وتراجع حضاري شامل من خلال رؤية تحليلية وبصيرة نافذة ، فراح يستمد العلاج من سنن التاريخ ، ويتعرف على القوانين التي تحكم الاطراد الحضاري ، محاولا استجلاءها من الأصول الإسلامية: قرآنا وسنة ، وتراث الإسلام الثقافي ، غير متجاوز ذاتية الأمة ، ومقوماتها العقيدية والفكرية التي صاغت وبلورت التجربة الإسلامية في التاريخ .
ففي مقال له بمجلة " الأخوة الإسلامية " (19)بعنوان "حالة المسلمين " كتب مشخصا الداء وواصفا الدواء "نعترف أن نومنا كان ثقيلا ، وبأن عمر أمراضنا كان طويلا ، نعرف أن النوم الثقيل لا يصحو صاحبه إلا بصوت يصخ أو بضرب يصك ، وأن المرض الطويل لا يشفى المبتلى به إلا بتدبير حكيم قد يفضي إلى البتر أو القطع ، وقد أصابنا من القوارع ما لو أصاب أهل الكهف لأبطل المعجزة في قصتهم ومما كانوا به مثلا في الآخرين ، ولكننا لم نصح من نوم إلا لنستغرق في نوم ، ولم ننفلت من قبضة منوم ، إلا لنقع في قبضة منوم ، …."(20).
ثم يُرجع العلة كلها إلى رجلين :رجل سياسة لم يتدين ورجل دين لم يخلص فيقول :" وما أضلنا إلا المجرمون الذين يدعون بعضهم إلى الجمع بوسيلة التفريق ، ويدعونا بعضهم إلى النجاة بطريقة التغريق ، والأولون هم رجال الدين الضالون الذين فرّقوه إلى مذاهب وطوائف ، والآخرون رجال السياسة الغاشون الذين بدلوا المشرب الواحد فجعلوه مشارب "(21)، ثم يدعو إلى الرجوع إلى الأصل الذي صلح به سلف هذه الأمة ، ووضعوا عليه أساس نهضتهم ، فيقول :" فهل هبة من روح الإسلام على أرواح المسلمين تذهب بهؤلاء إلى حيث ألقت ، وتجمع قلوبهم على عقيدة الحق الواحدة ، وألسنتهم على كلمة الحق الجامعة ، وأيديهم على بناء حصن الحق على الأسس التي وضعها محمد صلى الله عليه وسلم "(22).
ويمكن أن نلمس آثار هذا المنهج في قضايا عديدة عرض لها الإبراهيمي ، ونحن في هذا المقال نختار بعض القضايا مثل( أثر الدين في النهضة ، وعروبة الشمال الإفريقي ، والوحدة الإسلامية ) لما بينهما من التداخل ، ولما فيها من حضور للتاريخ ، واستشهاد بحوادثه ، لخدمة الحاضر وبناء المستقبل ، وقد قيل : "إن التاريخ كله تاريخ معاصر"وذلك لما للتأثير البالغ للتجربة التاريخية على واقع الفرد والجماعة، وإلى إمكان تجدد الوقائع ذاتها إذا تهيأت الشروط ،وتشكلت الدوافع كما تشكلت أول مرة .
6 ـ عروبة الشمال الإفريقي ..وشهادة التاريخ :
لا شك أن صراع الهوية في الجزائر له أوجهه المتعددة ، وأطروحاته المتباينة …وعمق هذه الأزمة يرجع إلى عقود مضت ، عاصر الإبراهيمي طرفا من فصولها ، وشاهد كيف أن دعاة البربرية و الفرنكفونية في الجزائر منذ زمن بعيد يشكلون تحالفا استراتيجيا لمواجهة العروبة والإسلام ، وإن كانوا في الفترة الاستعمارية يموهون على الأمة بأنهم صناع أمجادها وبطولاتها ، وأنهم يقاتلون عدوها عن قوس واحدة !.
وقد استطاعت فرنسا من خلال هذه الدعوات النشاز أن تسعى جاهدة لتمزيق صفوف الثوار ، وإثارة النعرات الجهوية بينهم ، حتى ظهر أثناء الثورة من طرح تأسيس جبهة التحرير الأمازيغية مقابل جبهة التحرير الوطني ! وتستحيي التاريخ القديم ، وتمارس " الاغتصاب الثقافي " لتضرب بقوة بين الإخوة الذين جمعهم الإسلام ووحد صفوفهم ، وإن اختلفت أعراقهم و أروماتهم ، وتلقي في روعهم أن العرب غزاة مثلهم مثل الرومان و الوندال والفينيقيين ، وأن الأمازيغ لا علاقة لهم بالعرب والمشرق ، ولا يمتون إليهم بنسب أو سبب ، فهم شعب آري يتصل بالحقل الجغرافي الغربي ، مما يعطي لفرنسا الحق في احتلال الجزائر باعتبار أنها تريد تخليص الجزائريين من العرب القراصنة ، الذين وضعوا أيديهم على الجزائر في غفلة من الفرنجة في عصور الظلام !، "يقول المستشرق الفرنسي "جودفروي دومومبين" في كتابه "المهمة الفرنسية فيما يخص التعليم في المغرب" الصادر عام (1928م): "إن الفرنسية -وليست البربرية- هي التي يجب أن تحل مكان العربية كلغة مشتركة وكلغة حضارة"، ثم يقول: "وجود العنصر البربري مفيد كعنصر موازن للعرب يمكننا استعماله ضد حكومة المخزن"، "إن قوام السياسة البربرية هو العزل الاصطناعي للبربر عن العرب، والمثابرة في تقريبهم منا من خلال التقاليد"، وهذا أيضا ما قرره الكولونيل "مارتي" في كتابه "مغرب الغد" الصادر في تلك الفترة "أن المدارس البربرية يجب أن تكون خلايا للسياسة الفرنسية، وأدوات للدعاية، بدلا من أن تكون مراكز تربوية بالمعنى الصحيح"، ولذلك دعا أن يكون المعلمون فيها وكلاء لضباط القيادة ومتعاونين معهم، ودعا أن تكون المدرسة البربرية فرنسية بتعليمها وحياتها، بربرية بتلاميذها وبيئتها"(23).
ومن نسل هذا السفاح الثقافي نشأت أجيال من النخب المستلبة التي أنشأت أكاديمية بربرية في باريس ، ظلت سنين عددا بعد الاستقلال ـ ولا تزال ـ تنفث سمومها على ثقافة الأمة الجزائرية ،وتوحي إلى سدنة الثقافة الاستعمارية في الجزائر أن العربية عطلت مسيرة التنمية في البلاد ،وأقحمتها في دائرة التخلف والتقهقر ، وهم في الواقع لم يخدموا الأمازيغية بقدر ما خدموا الفرنسية التي لا يتكلمون إلا بها ، ولا يكتبون إلا بحروفها، ولا ينشئون أبناءهم إلا على ثقافتها .
أدرك الشيخ الإبراهيمي خطورة هذه الأطروحات الاستعمارية التي راح ضحيتها المغفلون ، والجهلة بالتاريخ … ،فراح يعالج الموضوع من أساسه ، ويرى أن هذا الداء استشرى في أقطار الشمال الإفريقي كله ، وكما تعاني الجزائر من دعاوى " الأمزغة " فإن أقطار شقيقة في هذا الشمال أعياها هذا الداء ، ونخر عظمها ، وزاد في محنتها .
ورأي الإبراهيمي يصدر أولا وأخيرا عن فكر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي جمعت العرب والأمازيغ تحت دوحة واحدة ، وقرّر إمامها الأول العلامة ابن باديس :" أن الأمة الجزائرية تعربت تعربا طبيعيا ، اختياريا ، صادقا ، فهي في تعربها نظيرة إسماعيل جد العرب الحجازيين ، لقد كان من العرب لما شب في مهدهم ،ونطق بلسانهم ، وتزوج منهم ، وليس تكوّن الأمة بمتوقف على اتحاد دمها ، ولكنه متوقف على اتحاد قلوبها ، وأرواحها وعقولها ، اتحادا يظهر في وحدة اللسان وآدابه ، واشتراك الآلام والآمال ".
والشيخ الإبراهيمي عندما ينصف العروبة في هذا الشمال الإفريقي فإنه لا يصدر عن (قومجية)تنادى بها بنو يعرب بعد سقوط دولتهم وذهاب ريحهم ، ظنا منهم أنها العاصم من التخلف ، والدافع إلى الوحدة ، والسبيل إلى القوة ، بل يصدر عن روح إسلامية فذّة ، تسمو بالعروبة إلى قدسية الدين الذي حفظها ، ويوغل في التاريخ ليقيم الشهادة على العرب والأمازيغ الذين وحدهم الإسلام ، وارتضوه دينا ، ودخلوا فيه أفواجا ، وهم بهذا الإسلام وحده يستطيعون أن يتصدروا القافلة ، ويصدرون الشرائع والقيم إلى ما وراء التخوم ..وبه وحده قاوموا الدخيل ، وحرروا الأوطان …وصفحات التاريخ شاهدة على ذلك ، ولكن عصابات كثيرة تريد اليوم إبراز هذا التاريخ السابق واللاحق ، القريب والبعيد ،في صورة مأفوكة الملامح ، مُزوّرة التقاسيم ، توهم الناظر أن ليس وراء حركات المقاومة الوطنية دافع من دين ، ولا إرث من عقيدة ، ولا أخوة بين العرب والبربر .
لقد رابط الإبراهيمي مرابطة الجندي المستبسل في ساحات النزال الثقافي مع سماسرة الاستعمار ، ومرتزقة الغزو الفكري ، وآمن بالأبعاد التي عشيت عنها أبصار فلاسفة الاستعمار ، مؤمنا بثلاثة لا تعرف التجزئة ، بل لا تكمل الصورة إلا بها جميعا ، وهي "الجزائر والعروبة والإسلام " وراح يبعث من جديد معاني غاضت ، وثقافة تلاشت ، وشعب لابسته البلايا والمحن ، ولغة داخلتها الرطانة والعجمة ، وأرضا يريدون لها أن تنفصل عن مشرقها الذي أشرقت منه حضارتها ، مثبتا أن الإسلام الفاتح نشر الهداية قبل بسط السيادة ، ودخل الأمازيغ في الدين الفاتح طائعين ، وامتزجوا بالعرب مصاهرة ، وثافنوهم في العلم ، وشاطروهم في الملك ، وقاسموهم مرافق الحياة، فكان الجميع بُناة حضارة الإسلام في هذا الأفق ..
يقول الإبراهيمي :"عروبة الشمال الإفريقي بجميع أجزائه طبيعية ، كيفما كانت الأصول التي انحدرت منها الدماء ، والينابيع التي انفجرت منها الأخلاق و الخصائص ، والنواحي التي جاءت منها العادات والتقاليد ، وهي أثبت أساسا ، وأقدم عهدا ، وأصفى عنصرا ، من إنكليزية الإنكليز ، وألمانية الألمان ."(24).
ثم يعدد العوامل التي صيرت هذا الشمال عربيا قارّ العروبة على أسس ثابتة فيقول :" قضت العروبة بقوتها وروحانيتها وآدابها وسمو خصائصها وامتداد عروقها ـ في الأكرمين الأول من نبات الصحارى ، وبُناة الحضارات فيها ـ على بربرية كانت منتشرة بهذا الشمال ، وبقايا آرية كانت منتشرة فيه ، وفعل الزمن الطويل فعله حتى نسي الناس ونسي التاريخ الحديث أن هنا جنسا غير عربي ، وضرب الإسلام بيُسره ولطف مدخله ، وملاءمة عقائده للفطر ، وعبادته للأرواح ، وآدابه للنفوس ، وأحكامه للمصالح ، على كل عرق ينبض بحنين إلى أصل ، وعلى كل صوت يهتف بذكرى إلى ماض بعيد ، وزاد العروبة تثبيتا وتمكينا في هذا الشمال هذه الأبجدية العربية الشائعة التي حفظت أصول الدين ، وحافظت على متون اللغة ، ودوّنت الآداب و الشرائع ، وكتبت التاريخ ، وسجلت الأحكام و الحقوق ، وفتحت الباب إلى العلم ، وكانت السبيل إلى الحضارة "(25).
ويرى الإبراهيمي "أن جميع الدول التي قامت في هذا الشمال الإفريقي ـ كاللمتونية والرستمية والموحدية والصنهاجية والمرينية والزيانية ـ ليس لها من البربرية إلا النسبة العرقية ، وفي ما عدا ذلك فهي عربية صميمة : عربية في الضروريات المقوّمة للدولة ، كوظائف القلم من إدارية ومالية ، ووظائف القضاء من عقود وتسجيلات ، وعربية في الكماليات التي تقتضيها الحضارة والترف ، كالغناء و الموسيقى و الشعر ، فما علمنا أن شعراء البلاطات في تلك الدول تقربوا إلى الملوك بالشعر البربري إلا أن يكون في النادر القليل ، وفي حال الاصطباغ بالبداوة الأولى"(26).
وشهادة التاريخ تصرخ في وجه الجاحدين بجميع ما ذكره الإبراهيمي في هذا الموضع من آثاره ، وفي غيرها من المواضع مما يصعب حصره ،وتدمغ أباطيل المستعمر ، وتجعلها تتهافت وتسقط في مهاوي ليس لها قرار ، وجميع أقوال هذا المحتل وأفعاله تشهد أنه يتعامل مع سكان هذا الشمال على أنهم عرب ، "وكلمة العرب Les Arabes التي يطلقها على أهله تمييزا أو نبزا أكبر حجة عليه، ولكنه في مبتدأ أمره ومنتهاه رجس من عمل الشيطان ، وهل في عمل الشيطان خير أو حق ؟ إنما هو عناد للحق ، وتزيين للباطل ، ونقض للخير ، وبناء للشر ، وما شاء الشيطان من النقائص "(27).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
1 ـ عماد الدين خليل . حول إعادة تشكيل العقل المسلم . الفصل الأول ، ط3، كتاب الأمة ، الدوحة .
2 ـ المرجع نفسه .
3 ـ أنظر : جاسم محمد سلطان . الفكر الإستراتيجي في فهم التاريخ . ط1، مصر : مؤسسة أم القرى ، 2022، ص11، 12.
4 ـ أبو القاسم سعد الله ، الثقافة التاريخية عند الإبراهيمي . موقع ابن باديس . www.binbadis.net/al-ibrahimi
5 ـ نشر جريدة البصائر ، العدد 14، 17 نوفمبر 1947.
6 ـ آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي .ط1، بيروت : دار الغرب الإسلامي ، 1997م ،ج3|472.
7 ـ آثار .ج3|472.
8 ـ آثار .ج3|473.
9 ـ آثار . ج3|473 ـ 474.
10 ـ عبد الله بن عمر ، عبد الله بن عباس ، عبد الله بن الزبير ، والحسين بن علي رضي الله عنه .
11 ـ آثار . ج3|ص309.
12 ـ آثار . ج3|ص309
13 ـ آثار .ج5|ص76.، أبو القاسم سعد الله . المرجع السابق .
14 ـ آثار . ج5|ص76.
15 ـ آثا ر .ج5|ص77.
16) ـ آثار .ج5|ص77ـ 78.
17 ـ أبو القاسم سعد الله . المرجع السابق .
18 ـ من مقدمة الدكتور أبو القاسم سعد الله للجزء الخامس من آثار الإبراهيمي .ص14.
19 ـ العدد السابع عشر، بغداد ، 10 يوليو ، 1953.
20 ـ آثار . ج4|ص220.
21 ـ آثار . ج4|ص220.
22 ـ آثار . ج4|ص221.
23 ـ محمد الغزالي . حصاد الغرور . ط3، دمشق : دار القلم ، 1998م ، ص85 ـ 87.
24 ـ آثار .ج1|ص108.
25 ـ آثار .ج2|ص285 ـ 286.
26 ـ آثار .ج2|ص385.
27 ـ آثار .ج2|ص385.
مقدمة: تجلت الحضارة الليبية والبونية بمنطقة المغرب في عدة مظاهر وهي:
1/: الثقافة:
تم اختراع الكتابة وتسمى ب:تمازيغت و الخط يعرف ب: تيفيناغ
برز الكثير من العلماء المغاربة أشهرهم-يوبا الثاني –أيولوس-القديس اغسطس الذي من مؤلفاته مدينة الله)
2/:المعتقدات: عبد المغاربة الظواهر الطبيعية ومن اشهر آلهتهم عمون الذي يرون بأن له 3 أصول وهي: – الكواكب –الحيوانات –الارواح
وكانوا يدفنون عدة موتى في قبر واحد
3/: اللباس: كانت معظم ألبستهم مصنوعة من الصوف مثل: -البرنوس-القشابة
ع بحوث حول: ملوك المغرب في العصر القديم
————————————————————————————————————————————–
مقدمة: لقد تعرض المغرب في العصر القديم إلى عدة استعارات وهي:
الاستعمار الروماني
الاستعمار الوندالي
الاستعمار البيزنطي
1/: الاحتلال الروماني لبلاد المغرب: تم بين 146 ق م إلى 429 م
ا/: أسبابه:
الطمع في ثروات المغرب
سقوط قرطاجة وضعف الممالك
رغبة قادة الجيش الروماني في الحصول على مكافآت
ب/: مراحل الاحتلال الرماني: لقد مر بالمراحل التالية:
146 ق م احتلال قرطاجة
46 ق م احتلال نوميديا الشرقية
33 ق م احتلال موريتانيا ونوميديا الغربية
ج/: مقاومة الاحتلال الروماني:لقد اتخذت مقاومة الاحتلال الروماني الأشكال آلاتية:
المقاومة العسكرية: تمثلت في الثورات المسلحة مثل: مقاومة تاكفاريناس
المقاومة الثقافية: تمثلت في تمسك المغاربة بمعتقداتهم ولغتهم
رسم سلم زمني لمراحل الاحتلال الروماني لبلاد المغرب
————————————————————————————————————————————–
مقدمة: لقد اتبعت روما مجموعة من الإجراءات والأساليب لإخضاع المغرب والاستفادة من خيراته وهذا بالعمل على إدماجه بالإمبراطورية الرومانية
1/: سياسة روما الادماجية بالمغرب: تمثلت هذه السياسة في:
تطبيق سياسة الاستيطان وذالك بجلب مواطنين رومانيين وإحلالهم مكان السكان الأصليين
تقسيم بلاد المغرب إلى نوعين من المقاطعات:
– مقاطعات عسكرية: يطبق فيها النظام العسكري وهي التي يسكنها أغلبية مغاربة
– مقاطعات مدنية: وهي التي يحكمها مدني وهي التي يسكنها أغلبية رومانية
تطبيق مبدأ الطبقية والعنصرية ضد المغاربة
الاستيلاء على الأراضي الخصبة وترك الأراضي الفقيرة للمغاربة
نشر الثقافة الرومانية على حساب الثقافة الغريبة
أذكر بعض المقاومات المغربية ضد الاحتلال الروماني
————————————————————————————————————————————–
1/: الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:تم بين سنتي 429 م إلى 534 م
ا/: أسباب الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:
الطمع في ثروات المغرب
استنجاد الوالي الرماني بهم
رغبة الو ندال في الوصول إلى روما عن طريق المغرب
ضغط قبائل القوط عليهم
ب/: دخول الوندال إلى المغرب: دخلوا من الجهة الغربية للمغرب عبر مضيق جبل طارق وزحفوا حتى وصلوا إلى قرطاجة واستقرا هناك
ج/: سياسة الوندال: قاموا بإعمال تخريبية كبيرة واخذوا الأراضي الخصبة لهم، وعاملو المغاربة بوحشية
د/:انبعاث الإمارات المستقلة بالمغرب:تمكن المغاربة في طل الحكم الوندالي من إنشاء الإمارات التالية:
مملكة التافنة: تمتد من الشلف إلى ملوية
مملكة الحضنة: تشمل منطقة التيطري
مملكة الاوراس: وتشمل الشمال الشرقي من الجزائر
ه/: سقوط دولة الوندال: انتهى الحكم الوندالي بالمغرب سنة 534 م على يد البيزنطيين ويخضع المغرب بعد ذالك للحكم البيزنطي
ارسم خريطة إمارات المغرب في العهد الوندالي
————————————————————————————————————————————–
التمرين 1:
نص صفحة 74
الأسئلة:
1/: ماالموضوع الذي يعالجه النص ؟ ثم حدد الفترة الزمنية المدروسة من خلاله
2/: ضع تعاريف للكلمات الملونة بالأحمر بالنص
3/: على سلم زمني حدد فترة تأسيس الممالك ، ثم نوميديا الموحدة
4/: ماهو دور العملة في الاقتصاد؟
3/:بين الجهود التي بذلها ماسينيسا لأجل تطوير دولته
التمرين 2:
عرض نص صفحة 75 من الكتاب المدرسي
الأسئلة:
1/: ماالفكرة التي يعالجها النص؟
2/: اشرح مايلي: التدخل المباشر في شؤونها الداخلية
3/: بين أهداف كل من:-ماسينيسا –يوغرطا اتجاه الرومان
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
الوحدة: العالم الإسلامي وتأثيراته الحضارية مابين القرنين 13م-15م
الموضوع: المشرق الإسلامي أواخر العهد العباسي -1–
–
الامتداد المكاني والزماني للدولة العباسية: شملت أجزاء كبيرة من العالم القديم واحتوت مجموعة واسعة الأقاليم مختلفة الأجناس والثقافات مما صعب السيطرة على أقاليم الدولة إذ تأرجحت بين القوة والضعف منذ تأسيسها سنة132هـ/750م إلى غاية سقوطها سنة656هـ/1258م.2 –
الدول التي حكمت باسم الخلافة العباسية:ج//الدولة الأيوبية من 564هـ/1169مالى 648هـ/1250م:تنسب إلى نجم الدين أيوب والد صلاح الدين الأيوبي وفي عهدهم وقعت معركة حطين وتحرير القدس من الصليبين وتوحيد مصر والشام.
الموضوع: المشرق الإسلامي أواخر العهد العباسي -2–
/
الحضارة العباسية: كان لتنوع الأجناس والثقافات للأمم التي اعتنقت الإسلام الدور الكبير في ظهور حضارة جديدة عظيمة في منجزاتها فظهرت علوم جديدة فقه السيرة … وتطورت علوم أخرى كالفلسفة والطب…أ –الحركة الثقافية والفكرية والعلمية: شملت:
ب– العمارة والفنون: :اهتم كل من السلاجقة والأيوبيين والمماليك بالفن والعمارة فشيدوا الأبنية الشاهقة والمساجد الفسيحة والمنارات العالية واعتمدوا على استعمال الفسيفساء والرخام … من مآثرهم : مدرسة الفردوس بسوريا…
2-
شهر أحداث أواخر العهد العباسي:ب/ الحروب الصليبية: 1096م الى1291م/489هـ إلى 685هـ: هي حروب أثارتها أوروبا بهدف السيطرة على العالم الإسلامي باركتها الكنيسة ورفع فيها الصليب انتهت بانهزامهم على يد القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين سنة1187م/583هـ
الموضوع: المغرب الإسلامي ما بعد الموحدين-1–
–
الدولة الموحدية:515هـ الى668هت/1120مالى 1269م: قامت في المغرب الإسلامي وهي أول دولة وحدته تحت حكم أبنائه بالإضافة إلى الأندلس وبعض الجزر المتوسطية وما لبثت الاضطرابات الداخلية والأخطار الخارجية تضعف الدولة مما أدى إلى انقسامها لثلاث دويلات .–
دول المغرب الإسلامي ما بعد الموحدين: بعد معركة حصن العقاب بالأندلس سنة1212م /609هـ التي كانت بداية النهاية للدولة الموحدية ومنها تفككها إلى دويلات هي:ب-الدولة الزيانية(بني عبد الواد) 633هـ إلى 962هـ/1236م إلى 1514م: أسسها يغمرا سن بن زيان وانحصر نفوذها على القسم الأوسط والغربي من الجزائر عاصمتها تلمسان.
ج-الدولة المرينية:668هـ الى957هـ//1269م إلى 1550م:أسسها بنو مرين وبسطت نفوذها على المغرب الأقصى على يد أبو يحي بن عبد الحق عاصمتها فاس
الموضوع: أوروبا في نهاية العصر الوسيط -1–
–
أوروبا في العصر الوسيط: يمتد من سقوط روما سنة 476م على يد القبائل البربرية الجرمانية إلى غاية سقوط القسطنطينية سنة 1453م على يد المسلمين (الدولة العثمانية) وأوروبا تشمل جميع البلاد التي شاركت في تشييد الحضارة المسيحية في الغرب الأوروبي مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا …2-
الأسرة الكارولونجية: عاشت أوروبا بعد سقوط روما أوضاع سياسية ودينية واقتصادية مزرية ولكن بمجيء الأسرة الثانية(الكارولونجية ) من ملوك الفرنجة التي حكمت أوروبا في هذه المرحلة تغيرت الأوضاع نحو الأفضل خاصة في مجال النشر المسيحية والإصلاحات وتكونت إمبراطورية قوية شملت غرب أوروبا خاصة في عهد شارلمان.*-
تفكك الإمبراطورية الكا رولنجية:مع نهاية العصر الوسيط شهدت أوروبا تدهور كبير على جميع الأصعدة بسبب:تدخل رجال الدين والحكم (البابوية)الموضوع: أوروبا في نهاية العصر الوسيط -2–
–
تمهيد: بعد سقوط القسطنطينية وهجرة علمائها إلى ايطاليا شهدت أوروبا بديات بذور نهضة شاملة ساعدها في ذلك الحضارة الإسلامية عبر منافذ عديدة منها:–
تعريف النهضة:هي حركة إحياء التراث القديم وبعثه من بشكل يسمح بتطوير أسس الحياة الثقافية والسياسية والدينية…–
الكشوفات الجغرافية: مع نهاية العصر الوسيط نشطت الحركة التجارية مع الشرق (الصين والهند…)ولإيجاد طرق أخرى أقرب مع هذه الدول عرفت أوروبا الكشوفات الجغرافية فعرفوا أمريكا ورأس الرجاء الصالح وباب المندب ومضيق ماجلان…الموضوع: الخلافة العثمانية-1–
–
نشأتها: ظهر الأتراك العثمانيون سنة 1299م بعد العباسيون، تنسب إلى مؤسسها عثمان بن أرطغرل بآسيا الصغرى حيث أقامت دولة قوية وأعلنت الخلافة الإسلامية، سقطت الخلافة العثمانية سنة1924م.2-
تطورها:يعود أصلهم إلى عشيرة قابي في بلاد تركستان، خدموا تحت سلطة الدولة السلجوقية، حاربوا المغول والبيزنطيين، منحهم السلاجقة إمارة بالقرب من آسيا الصغرى، سرعانا ما توسعوا شرقا وغربا وأعلنوا الخلافة عام 1518م بعد ضم الحجاز (مكة والمدينة)3-
إنجازاتها:–
أهم السلاطين: تعاقب على حكم الدولة العثمانية أربعون حاكما جمعوا في أيديهم السلطة الدينية والسياسية من أشهرهم:الموضوع: الخلافة العثمانية-2–
–
توسعات الدولة العثمانية: شملت كل أوروبا والبلاد العربية (آسيا، أوروبا، إفريقيا).ب-فتح القسطنطينية:بحلول سنة1400 اتجهت أنظارهم إلى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية حيث ضرب الحصار الأول عام 1400 والثاني في1422 والثالث في 1453 الذي دام شهرين حيث استطاع محمد الثاني الملقب بالفاتح في 29ماي 1453 من دخول القسطنطينية ونقل العاصمة من أدرنة إليها حيث عرفت بإسلام بول (اسطنبول).
ج-نتائج فتح القسطنطينية:
د– ضم البلاد العربية وإعلان الخلافة: تم ضم بلاد الشام عام 1516م بعد هزيمة المماليك في معركة مرج دابق ومصر سنة1517 ثم نلتها بلاد الحجاز حيث تنازل الخليفة العباسي المتوكل عن الخلافة إلى السلطان العثماني سليم الثاني كما ضمت العراق
–
الحضارة العثمانية:إن القوة العسكرية للخلافة العثمانية مكن من توقيف الزحف الصليبي للعالم الإسلامي ولم يصاحب التطور العسكري الحياة الفكرية والعلمية، باستثناء الجانب الديني كما اهتموا بالجانب العمراني خاصة المساجد أعظمها أبو أيوب الأنصاري وقد ألحقت بالمساجد المدارس والمستشفيات واهتموا بالفنادق والحمامات.الوحدة: الخلافة العثمانية والجزائر من القرن15م إلى القرن17م
الموضوع: الوحدة في ظل الخلافة-1–
1/:
الوحدة والترابط في ظل الخلافة العثمانية: تمكنت الدولة العثمانية من توحيد أجزاء العالم الإسلامي فهي تعتبر من اكبر الدول الإسلامية من حيث التحكم في أجزاء العالم الإسلامي وقد عاش العالم الإسلامي في عهدها عصرا من القوة والازدهار2/:
مواجهة المد المسيحي: في بداية العصر الحديث كانت سواحل العالم الإسلامي عرضة لقرصنة الدول الأوروبية وخاصة الأسبان والبرتغال مما جعل الدولة العثمانية تتصدى لهذا3/:
الدفاع عن المسلمين: أخذت الدولة العثمانية على عاتقها الدفاع عن المسلمين وخاصة وإنها تمثل الخلافة الإسلامية ومن أهم ما قامت به:4/:
حضارة العثمانيين : لقد حققوا حضارة عظيمة من انجازاتها ومميزاتها:الموضوع: الوحدة في ظل الخلافة-2–
1-
أسباب التحرش الأسباني والبرتغالي على سواحل بلاد المغرب:تعرضت سواحل دول المغرب العربي في القرن 16م الى اعتداءات أسبانية وبرتغالية تتمثل في:2-
أسباب عجز دول المغرب عن رد التحرشات المسيحية:3-
البحرية العثمانية بالجزائر:كون العثمانيون أسطولا عظيما تمكنوا منها من خلاله بسط نفوذهم على مناطق كثيرة منها القسطنطينية والمدن الساحلية للبحر المتوسط كما شاركت البحرية العثمانية في طرد الأسبان من سواحل بلاد المغرب ومساعدة مهاجري الأندلس من الانتقال إلى الجزائر والمغرب وتونس وقد ساعدوا الجزائريين في بناء الأسطول الجزائري الذي شارك إلى جانب الأسطول العثماني في عدة معارك أشهرها ليبنايت 1571والحرب الروسية العثمانية 1787، وحروب الدولة العثمانية لإخراج نابليون من مصر في 1798م ومعركة نافرين1827مالموضوع: الجزائر والخلافة العثمانية-1–
–
مقدمة:كان لعلاقة العداء بين دول المغرب وقوة الأسبان والبرتغال وتعرض سواحل المغرب الإسلامي للاعتداءات المسيحية دور في طلب الأهالي النجدة من الدولة العثمانية التي لبت النداء.2-
التنظيم السياسي للجزائر في العهد العثماني:أصبحت الجزائر ولاية عثمانية يحكمها بايلر باي هو خير الدين حيث كان الباي يعين من طرف السلطان العثماني مباشرة وخوفا من انفراد الحاكم بالسلطة تم تغيير نظام الحكم إلى الباشوات سنة1588 وحدد الحكم ب 3سنوات ثم سيطر الآغاوات على السلطة عام 1659، وبسبب قوة رياس البحر انفراد بالحكم الدايات من عام 1671م إلى غاية الاحتلال الفرنسي 1830 وفي عهدهم استقلت الجزائر نهائيا عن الخلافة العثمانية وبقيت تابعة لها اسميا فقط.3-
التنظيم الإداري للجزائر:قسمت إداريا إلى ثلاث مقاطعات (بايلكات)هي:4-
التنظيم العسكري: تكون الجيش الجزائري من ثلاث فرق هي السباهين والانكشاريين والجيش البحري يشرف عليهم:الموضوع: الجزائر والخلافة العثمانية-2–
1-
الجانب الاقتصادي للجزائر العثمانية:ب- الصناعة: كانت المدن الجزائرية تختص بالصناعات الحرفية مثل الصناعة الجلدية والنسيجية والأواني والزجاج…وقد كانت هذه الصناعات غير مسايرة للتطورات الواقعة في أوروبا.
ج-التجارة:كان للأسطول البحري الجزائري دورا كبيرا في حماية التجارة الوطنية وكذلك ما يدره من غنائم كثيرة وإتاوات مفروضة على أساطيل الدول الأجنبية من أهم صادراتها القمح والصوف مقابل استيرادها المواد الصناعية والأقمشة…
2-
الجانب الاجتماعي:تكون سكان الجزائر من ثلاث فئات هي:3-
الجانب الثقافي: عاش المجتمع الجزائري على ما ورثه من الثقافة الإسلامية التي ازدهرت في العصر الوسيط (تيهرت-بجاية –تلمسان)ولم يساير ثقافة العصر الحديث، كما لعبت الزوايا والطرق الصوفية دورا بارزا في نشر العلم والمعرفة، وارتكز التعليم علىالموضوع: المؤسسات الثقافية والعلمية بالجزائر في العهد العثماني
مقدمة: كان الشعب الجزائري في الفترة بين القرنين ( 15 و17 ) يعيش على المقومات الثقافية التي ورثها عن العالم الإسلامي في العصر الوسيط
1/:
المؤسسات الثقافية: شملت المدارس والمساجد والزوايا والكتاتيب حيث كان معظم الجزائريين يجيدون القراءة والكتابة مما مكن من نشر الثقافة الإسلامية2/:
الوضعية الثقافية:3/:
النتيجة المترتبة عن الوضعية الثقافية : إن هذه الوضعية الثقافية أدت إلى عدم اطلاع الجزائريين لما كان يحدث في العالم من تطورات تقنية واختراعات حديثة فنتجت عنها عزلة وانغلاقا عن مسايرة ثقافة العصرالموضوع: مظاهر كيان الدولة الجزائرية-1–
–
توطئة: استكملت الجزائر في القرن 17م بناء مؤسساتها كدولة كاملة السيادة مما ساعدها على القيام بدور حضاري بفضل قوة أسطولها البحري، مما دفع بالدول الأوروبية إلى إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع الجزائر.1/:
مظاهر السيادة الجزائرية:2/:
علاقات الجزائر بمختلف الدول :3-
البحرية الجزائرية: اهتمت الجزائر بتقوية أسطولها البحري منذ القرن 16م نتيجة القرصنة المسيحية في البحر المتوسط والهجومات المسيحية على السواحل الجزائرية وكون الدايات وقبلهم البايات من رجال البحرية…وتوفر الموانئ الطبيعية والمواد الأولية كالخشب…–
توفر الأمن في المنطقة والدفاع عن الوطن.الموضوع: البحرية الجزائرية
1-
نشأة الأسطول: نتيجة تعرض سواحل المغرب الإسلامي للاعتداءات الأسبانية والبرتغالية ووفرة المواد الأولية واليد العاملة الماهرة(الأندلسيون) وسيطرة رياس البحر على السلطة في احتكاكهم بالعثمانيين…كل هذه العوامل ساعدت على إنشاء أسطول بحري قوي تكون من القطع الآتية:2-
قيادة السفينة: يشمل على قيادة متمكنة أبرزهم:3-
تأزم العلاقات مع الغرب المسيحي: ظهور بوادر التوتر بعد أن دخلت أوروبا مرحلة الثورة الصناعية وعدم مواكبة الصناعة الجزائرية لهذا التطور مما أدى إلى اختلال التوازن العسكري بين الطرفين الجزائري والأوروبي من مظاهره شن حملات عسكرية متكررة على الموانئ الجزائرية بهدف إضعاف القوة البحرية الجزائرية وشل نشاطها الاقتصادي والعسكري4-
الهجمات الأوروبية المتكررة على الجزائر:5-
البحرية الجزائرية والمؤتمرات الدولية: حاولت الدول الأوروبية أن تتحالف ضد الجزائر وذلك من خلال طرح قضية وأسطولها في مؤتمر فيينا عام1815م ومؤتمر اكس لاشابيل1818م وذلك كله من أجل القضاء على السيادة البحرية الجزائرية في الحوض المتوسط.الموضوع: الاحتلال الفرنسي للجزائر -1–
2-
الأسباب والدوافع الحقيقية للاحتلال:الموضوع: الاحتلال الفرنسي للجزائر -2–
–
توطئة:بعد تحطم وحدات الأسطول الجزائري في معركة نافرين مهدت فرنسا لاحتلال الجزائر بفرض عقوبات عسكرية واقتصادية تمهيدا للسيطرة عليها.1-
مراحل الاحتلال:مر بمرحلتين هما:2-
المواقف الدولية من احتلال الجزائر: تباينت المواقف بين مؤيد ومعارض ومتحفظ حيث نجد:الموضوع: المقاومة المسلحة للاحتلال الفرنسي -1–
أولا: مقاومة الأمير عبد القادر :قامت بالغرب الجزائري بين سنتي (1832-1847 ) وقدها عبد القادر بن محي الدين الشاعر والأديب والمتصوف
الموضوع: المقاومة المسلحة للاحتلال الفرنسي -2–
ثانيا : مقاومة احمد باي : قامت بالشرق الجزائري بين سنتي (1832-1837) وقد قادها والي قسنطينة احمد باي الذي اعتبر نفسه الوريث الشرعي للأتراك بالجزائر
ثالثا: الانتفاضات الشعبية: هي مقاومات عفوية قادتها بعض القبائل الجزائرية ضد تقدم القوات الفرنسية ومن أشهرها:
اسم المقاومة مجالها الزماني مجالها المكاني اسم القائد
رابعا:آثار الاحتلال الفرنسي للجزائر (نتائجه):