الجمعُ بأَلف وتاءٍ مزيدتين:
-1 هذا الجمعُ هُو الذي يُسميه أكثرُ النُّحاة “جمعَ المؤنَّثِ السَّالم” وسَمَّاه ابنُ هِشام: “الجمعُ بألِفٍ وتاءٍ مَزيدَتَيْنِ” ليَشْملَ ما جُمِعَ هذا الجمعَ منْ مُؤنَّثٍ ومُذكَّرٍ وما سَلِمَ فيه المُفْرد، وما تَغَيَّر.
-2 المُطَّردُ في هذا الجَمْع:
(1) أَعلامُ الإناث من غَيْرِ تاءٍ كـ “سُعَادَ” و “مرْيَم” (إلاَّ بابَ “حَذَامِ” عند من بناه) و “هندٍ” (وتُجمع أيضاً على “هِنَد”).
(2) وما خُتِمَ بالتَّاءِ (يستثنى “امرأة وشاة وأمة وقُلة” لعبة للصبيان، وأمَّة، وشفة وملة، لعدم السماع) كـ “صَفِيَّة” و “جميلة”.
(3) وما خُتِمَ بأَلِفِ التَّأْنِيثِ المَقْصُورَة أو المَمْدُودَة كـ “سَلْمى” و “صحْراء” (يستثنى فعلاء وفعلى مؤنثي أفعل وفعلان كـ “حمراء” و “غضبى”. فلا يجمعان، كما لا يجمع مذكرهما جمع مذكر سالماً).
(4) ومُصَغَّرُ غيرِ العاقل كـ “جُبَيل” و “جزَيء” تَقُول فيهما: جُبَيْلات وجُزَيْئات.
(5) وَصْفُ إيرِ العَاقل كـ “شَامِخ” وصفُ جَبَل، جمعهُ شَامِخات ومَعْدُودُ وصْفِ يومٍ مثل: {أَيَّاماً مَعْدُودَات} (الآية “184” من سورة البقرة “2” ).
(6) كل خماسيٍّ لم يُسمَعْ له جَمْع تكسير كـ “سُرادِق” و “أصْطَبْل” و “حمَّام” تقول في جمعها: سُرادِقات، واصْطبلات، وحمَّامات، وما عَدَا ذَلكَ فَهُوَ مَقْصورٌ على السَّمَاع كـ “سَمَوات” و “سجِلاّت” و “أمهات” و “خوْدَات” (جمع خود: وهي الحسنة الخلق)
-3 إعْرابُ المُطَّرِدِ من هذا الجَمْع:
يُعْرَبُ هذا الجمعُ بالضمةِ رَفعاً و “بالكسرةِ” نَصْباً وجَرّاً نحو: “هَذه السَّمَوَاتُ” وخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ” و “نظَرْتُ إلى السَّمَوَاتِ” هذا هو الأصلُ والغالبُ (ورُبَّما نصل بالفتحة إن كان محذوف اللام ولم تُرَدَّ إليه في الجمع كـ “سمعت لُغَاتَهم” بفتح التاء، حكاه الكسائي “ورأيت بَنَاتَك” حكاه ابن سِيده، فإنْ رُدَّتْ اللام في الجَمْع كـ “سَنَوات” نُصِب بالكَسْرة اتِّفَاقاً نحو: “اعْتَكفت سَنَواتٍ”)، وهذا الإعرابُ فيما كانتْ الألفُ والتاءُ فيه زائدتين، كما هو أساس هذا الجمع.
فإنْ كانتْ التَّاءُ أصليَّةً والألفُ زائدةً كـ “أَبْيَات” جمع “بَيْت” و “أموات” جَمْعُ مَيْت، أو كانت الألفُ أصليَّةً والتَّاءُ زائدةً كـ “قُضاة” جمع قاضٍ و “غزاة” جمع غَازٍ فالنَّصبُ بالفتحة على الأصل نحو: “وَلَّيتُ قضاةً” و “جهَّزْتُ غُزاةً”.
-4 كيفَ يُجمَعُ الاسم بألف وتاء:
يَسْلَمُ في هذا الجمع ما سَلِمَ في التَّثْنِية (انظر المثنى). فتقول: في جمع “هِنْد” “هِنْدات” كما تقول: “هِنْدان” إلاَّ ما خُتِمَ “بِتاء التأنيث” فإنَّ تاءَه تُحذَفُ في الجمع المُؤَنث لا في التَّثْنية سَوَاءٌ أكانَتْ زَائِدةً كـ “مُسْلِمة” أمْ بَدَلاً من أصْل كـ “أُختْ” و “بنْت” و “عدَة” تقول في جمعها: “مُسلِمات” و “أخَوَات” و “بنَات” و “عدَات” وجَمْعُ المَقْصورِ والمَمْدُودِ يَتَغَيَّرُ فيه هنا ما تَغَيَّرَ في التثنية تقولُ في جَمْعِ “سُعْدى”: “سُعْدَيات” بالياء وفي جمع “صَحْراء”: “صَحْرَاوات” بالواو.
وإذا كان ما قبلَ التاءِ حَرْفَ عِلَّةٍ أَجْرَيْتَ عليه بعد حذفِ التَّاءِ ما يَسْتَحقُّه لو كان آخِراً في أصلِ الوَضْعِ فتقولُ في “ظَبْيَة”: “ظَبَيَات” و “غزْوة”: “غَزَوَات” بسَلامَة اليَاء والواو في نحو “مُصطَفاة وفَتاة”: “مُصْطَفَيات وفَتَيَيات” بقلب الألِفِ ياءً، وفي نحو “قَنَاة”: “قَنَوات” وفي نحو “قَراءَة”: “قِرَاءَات” بالهَمْز لا غير.
-5 جمع “أَفعل” من الألوان:
إذا سمَّيت امرأةً بـ “أحْمر” أو “أصْفَر” من الألوان، تجمعها بـ “ألفٍ وتاء”.
فتقول “أحْمَرَات” و “أصْفَرَات” لا “حُمْر وصُفْر” كما هو أصْل جَمْعها.
-6 حركةٌ وَسَط الجَمْع:
إذا كان الاسمُ المُرادُ جَمْعُه بالأَلِفِ والتاء ثُلاثيّاً سَاكِنَ العَيْن غير مُعتَلِّها ولا مُدْغَمِها اخْتُتِم بتاءٍ أمْ لا – فإنْ كَانَتْ فَاؤهُ مَفْتُوحَةً لَزِم فَتْحُ عَيْنِهِ نحو: “جَفْنَة ودَعْد” تقولُ في جَمعِها “جَفَناتٍ ودَعَدات” قال تعالى: {كَذَلِكَ يُريهُم اللّه أَعْمَالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِم} (الآية “167” من سورة البقرة “2” ) وقال العَرجي:
باللَّهِ يا ظَبَيَاتِ القَاعِ قُلْنَ لَنا * لَيْلايَ مِنْكُنَّ أَمْ لَيْلى من البشر
وإنْ كانَ مضمومَ الفاءِ نحو: “خطْوَةٍ وجُمْلٍ” (جمل: اسم امرأة) أو مَكْسُورَها نحو: “كِسْرة وهِند” جَازَ لنا في عينه الفَتْحُ والإسْكَان مُطْلقاً، والإِتْبَاع لحركةِ الفاءِ بِشَرْط ألاَّ تكونَ فَاءُ الكَلِمَةِ مَضْمُومَةً ولامُها ياءً كـ “دُمْيَة وزُبْيَة” (الزبية: مَصْيَدَةُ الأسَد، وهي حُفْرَة في هَضْبَة أو في قُلَّةِ الجَبَل) فجمعها: “دُمْيَات” و “زبْيَات” ويَمْتَنِعُ ضمُّ الميم والباءِ إتباعاً لضمَّةِ الدَّالِ والزَّاي ولا مَكْسُورَةً وَلاَمُها وَاوٌ ويَمْتَنعُ كَسْرُ الرَّاء، في “ذِرْوَات” والشِّين في “رِشْوات” إتْباعاً لفَائهما.
ويَمْتَنِعُ التَّغيير في عَيْن الجَمْع في خَمْسَةِ أنواع:
(1) في الوَصْف نحو: “ضَخْمَات وعَبْلات” (أمَّا “العَبَلات” بفتح العَين والباء فإنما قصدوا إلى “عَبْلة” وهو اسم) وشذَّ “كَهَلات” بالفَتْح، و “ربْعَة” وجمعُها “رَبَعات” بالفتح أيضاً.
(2) في الرُّباعي نحو: “زَيْنَبَات وسُعَادَات”.
(3) في المُحَرّك الوَسَط نحو: “شَجَرَات وسَمُرات وَنَمِرَات”.
(4) في المُعْتَلِّ العَيْن نحو: “جَوْزات وَبَيْضَات”، قال تعالى: {فِي رَوْضَات الجَنَّات} (الآية “22” من سورة الشورى “42” ).
(5) في المُدْغم العَيْن نحو: “حَجَّات”.
-7 جمعُ ما كَان على “فِعْلة”:
* في جمع “فِعْلة” ثلاثةُ أَوْجُه:
(أحدُها) “فِعِلاَت” تتبعُ الكسرةُ الكسرةَ.
(الثاني) “فِعَلات” بكسر ففتح.
(الثالث) “فِعْلات” بكسر فسكون.
وذلك نحو: “سِدْرَة” وجمعها: “سِدِرَات” و “سدَرات” و “سدْرات” ومثلها: “قِرْبَة” بالباء.
أمَّا “رِشْوَة” بكسر أوَّله فَتُجمَع على: “رِشْوات” و “رشَوَات” ولا يأتي على نحو: “سِدِرات” بكسر أوله وثانيه لأَنَّه يَلْزمُه قَلْبُ الواو ياءً. فَتَلْتَبسُ بَنَاتُ الوَاوِ بِبَنَاتِ الياءِ ومثلُها: “عُـِدوَة”.
-8 جمع ما كان على “فُعْلَة”:
في جمع “فُعْلة” بضم الفاءِ وسكونِ العَين ثلاثة أوجُه:
(أحدهما) “فُعُلات” بضم الفاء والعين أتْبَعتِ الضمةُ الضَّمَّةَ كَقُبُلات.
(الثاني) “فُعَلاَت” بضم الفاء وفتحِ العَيْن كقُبَلات.
(الثالث) “فُعْلات” بضَم الفاءِ وسكون العين كأصلها، كقُبْلات، قال عز وجل: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيطَان} (الآية “168” من سورة البقرة “2” ).
وواحدها “خُطْوة”.
وقال الشاعر:
ولما رَأَوْنَا بَادِياً رُكُبَاتُنا * على مَوْطِنٍ لا نَخْلِط الجِدَّ بالهَزْلِ
(يقول: رأونا وقد شمرنا للحرب وكشفنا عن أسوقنا حتى بدت ركباتنا، والبيت استشهد به سيبويه) يُنْشِدونه رُكُباتُنا ورُكَبَاتِنا.
أمَّا نحو “مُدْيَةٍ” فلا تجمع على مِنْهاج “ظُلُمات” ولكن على نحو: “ظُلْمات” فتقول: “مُدْيَات” وأجَاز المُبَرِّد “مُدَيَاتٍ” وليسَ في كَلاَمِ سيبويه ما يَدُل عليه.
-9 المُلْحَق بهذا الجمع:
حُمِلَ على هذا الجَمْعِ شَيْئان:
(أحدهما) “أُولاتِ” (وهو اسم جمع بمعنى “ذوات” لا واحد له من لفظه وواحده في المعنى “ذات”) نحو: {وَإِنْ كنَّ أُولاتِ حَمْلٍ} (الآية “6” من سورة الطلاق “65”).
(الثاني) ما سُمِّي به مِنْه كـ “عَرفَات” و “أذْرِعَات”.
أمَّا إعرابُ الملحق:
يُعْرَبُ الأوَّلُ وهو “أُولاَت” إعرابَ الأصلِ أيْ يُنصبُ بالكسرة.
أمَّا الثاني وهو ما سُمِّي به مثل عَرَفَات ففيه ثلاثةُ أَعَارِيب: إعرابهُ كما كانَ قَبْلَ التَّسمِية على اللُّغَةِ الفُصْحى مع مَا لا يَنْصَرف، وقد رُوي قولُ امرئ القيس في مَحْبُوبَتِهِ بالأَوْجُه الثَّلاثَةِ:
تَنَوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعَاتٍَ وأهلُها * بِيَثْرِبَ أَدْنَى دَارِها نَظَرٌ عَالي
(أذرعات: هي محافظة “حوران” في سوريا وهي المعروفة اليوم بـ “درعا” والمعنى: نظرت إلى نارها بقلبي من أذرعات وأهلها بيثرب، مع أن الأقرب من دارها وهو يَثرب يحتاج لِنَظَر عَظيم لِشدة بُعدها عن أذرعات فكيفَ بمحلها، والبيت من قصيدةٍ طويلة من الطويل وأولها:
ألا عِمْ صباحاً أيها الطللُ البالي * وهل يَعِمَنْ من كان في العُصُر الخالي)
-10 جمع المُسَمَّى بهذا الجمع:
لا يُجْمَعُ مَنْ سُمِّي بنحو هِنْدَاتٍ بألِفٍ وتاء، لأَنَّ فيه أَلِفاً وتاءً ولا تَجْتَمِعَان، وإنِّما يجمع بـ “ذَوَات” تقول: “جَاءَتْ ذَواتُ هِنداتٍ”. وإنْ سُمِّي به مُذكَّرٌ كـ “هِنْدَات” اسمُ رجل يجوزُ أنْ تُثَنِّيه وأنْ تَجْمَعه، فتقول في تَثْنِيَتِهِ “هِنداتَان” و “هنْداتَيْن” وهَؤلاء “هِنْدَاتٌ” بحذفِ الألِفِ والتَّاءِ من المُفْرَد الذي أصْلُهُ جَمْعٌ، وتُثْبِت مَكَانَهُما أَلِفاً وَتَاءً للجمع وهذَا على سبيل التَّقْدير والقصد.
-1 هذا الجمعُ هُو الذي يُسميه أكثرُ النُّحاة “جمعَ المؤنَّثِ السَّالم” وسَمَّاه ابنُ هِشام: “الجمعُ بألِفٍ وتاءٍ مَزيدَتَيْنِ” ليَشْملَ ما جُمِعَ هذا الجمعَ منْ مُؤنَّثٍ ومُذكَّرٍ وما سَلِمَ فيه المُفْرد، وما تَغَيَّر.
-2 المُطَّردُ في هذا الجَمْع:
(1) أَعلامُ الإناث من غَيْرِ تاءٍ كـ “سُعَادَ” و “مرْيَم” (إلاَّ بابَ “حَذَامِ” عند من بناه) و “هندٍ” (وتُجمع أيضاً على “هِنَد”).
(2) وما خُتِمَ بالتَّاءِ (يستثنى “امرأة وشاة وأمة وقُلة” لعبة للصبيان، وأمَّة، وشفة وملة، لعدم السماع) كـ “صَفِيَّة” و “جميلة”.
(3) وما خُتِمَ بأَلِفِ التَّأْنِيثِ المَقْصُورَة أو المَمْدُودَة كـ “سَلْمى” و “صحْراء” (يستثنى فعلاء وفعلى مؤنثي أفعل وفعلان كـ “حمراء” و “غضبى”. فلا يجمعان، كما لا يجمع مذكرهما جمع مذكر سالماً).
(4) ومُصَغَّرُ غيرِ العاقل كـ “جُبَيل” و “جزَيء” تَقُول فيهما: جُبَيْلات وجُزَيْئات.
(5) وَصْفُ إيرِ العَاقل كـ “شَامِخ” وصفُ جَبَل، جمعهُ شَامِخات ومَعْدُودُ وصْفِ يومٍ مثل: {أَيَّاماً مَعْدُودَات} (الآية “184” من سورة البقرة “2” ).
(6) كل خماسيٍّ لم يُسمَعْ له جَمْع تكسير كـ “سُرادِق” و “أصْطَبْل” و “حمَّام” تقول في جمعها: سُرادِقات، واصْطبلات، وحمَّامات، وما عَدَا ذَلكَ فَهُوَ مَقْصورٌ على السَّمَاع كـ “سَمَوات” و “سجِلاّت” و “أمهات” و “خوْدَات” (جمع خود: وهي الحسنة الخلق)
-3 إعْرابُ المُطَّرِدِ من هذا الجَمْع:
يُعْرَبُ هذا الجمعُ بالضمةِ رَفعاً و “بالكسرةِ” نَصْباً وجَرّاً نحو: “هَذه السَّمَوَاتُ” وخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ” و “نظَرْتُ إلى السَّمَوَاتِ” هذا هو الأصلُ والغالبُ (ورُبَّما نصل بالفتحة إن كان محذوف اللام ولم تُرَدَّ إليه في الجمع كـ “سمعت لُغَاتَهم” بفتح التاء، حكاه الكسائي “ورأيت بَنَاتَك” حكاه ابن سِيده، فإنْ رُدَّتْ اللام في الجَمْع كـ “سَنَوات” نُصِب بالكَسْرة اتِّفَاقاً نحو: “اعْتَكفت سَنَواتٍ”)، وهذا الإعرابُ فيما كانتْ الألفُ والتاءُ فيه زائدتين، كما هو أساس هذا الجمع.
فإنْ كانتْ التَّاءُ أصليَّةً والألفُ زائدةً كـ “أَبْيَات” جمع “بَيْت” و “أموات” جَمْعُ مَيْت، أو كانت الألفُ أصليَّةً والتَّاءُ زائدةً كـ “قُضاة” جمع قاضٍ و “غزاة” جمع غَازٍ فالنَّصبُ بالفتحة على الأصل نحو: “وَلَّيتُ قضاةً” و “جهَّزْتُ غُزاةً”.
-4 كيفَ يُجمَعُ الاسم بألف وتاء:
يَسْلَمُ في هذا الجمع ما سَلِمَ في التَّثْنِية (انظر المثنى). فتقول: في جمع “هِنْد” “هِنْدات” كما تقول: “هِنْدان” إلاَّ ما خُتِمَ “بِتاء التأنيث” فإنَّ تاءَه تُحذَفُ في الجمع المُؤَنث لا في التَّثْنية سَوَاءٌ أكانَتْ زَائِدةً كـ “مُسْلِمة” أمْ بَدَلاً من أصْل كـ “أُختْ” و “بنْت” و “عدَة” تقول في جمعها: “مُسلِمات” و “أخَوَات” و “بنَات” و “عدَات” وجَمْعُ المَقْصورِ والمَمْدُودِ يَتَغَيَّرُ فيه هنا ما تَغَيَّرَ في التثنية تقولُ في جَمْعِ “سُعْدى”: “سُعْدَيات” بالياء وفي جمع “صَحْراء”: “صَحْرَاوات” بالواو.
وإذا كان ما قبلَ التاءِ حَرْفَ عِلَّةٍ أَجْرَيْتَ عليه بعد حذفِ التَّاءِ ما يَسْتَحقُّه لو كان آخِراً في أصلِ الوَضْعِ فتقولُ في “ظَبْيَة”: “ظَبَيَات” و “غزْوة”: “غَزَوَات” بسَلامَة اليَاء والواو في نحو “مُصطَفاة وفَتاة”: “مُصْطَفَيات وفَتَيَيات” بقلب الألِفِ ياءً، وفي نحو “قَنَاة”: “قَنَوات” وفي نحو “قَراءَة”: “قِرَاءَات” بالهَمْز لا غير.
-5 جمع “أَفعل” من الألوان:
إذا سمَّيت امرأةً بـ “أحْمر” أو “أصْفَر” من الألوان، تجمعها بـ “ألفٍ وتاء”.
فتقول “أحْمَرَات” و “أصْفَرَات” لا “حُمْر وصُفْر” كما هو أصْل جَمْعها.
-6 حركةٌ وَسَط الجَمْع:
إذا كان الاسمُ المُرادُ جَمْعُه بالأَلِفِ والتاء ثُلاثيّاً سَاكِنَ العَيْن غير مُعتَلِّها ولا مُدْغَمِها اخْتُتِم بتاءٍ أمْ لا – فإنْ كَانَتْ فَاؤهُ مَفْتُوحَةً لَزِم فَتْحُ عَيْنِهِ نحو: “جَفْنَة ودَعْد” تقولُ في جَمعِها “جَفَناتٍ ودَعَدات” قال تعالى: {كَذَلِكَ يُريهُم اللّه أَعْمَالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِم} (الآية “167” من سورة البقرة “2” ) وقال العَرجي:
باللَّهِ يا ظَبَيَاتِ القَاعِ قُلْنَ لَنا * لَيْلايَ مِنْكُنَّ أَمْ لَيْلى من البشر
وإنْ كانَ مضمومَ الفاءِ نحو: “خطْوَةٍ وجُمْلٍ” (جمل: اسم امرأة) أو مَكْسُورَها نحو: “كِسْرة وهِند” جَازَ لنا في عينه الفَتْحُ والإسْكَان مُطْلقاً، والإِتْبَاع لحركةِ الفاءِ بِشَرْط ألاَّ تكونَ فَاءُ الكَلِمَةِ مَضْمُومَةً ولامُها ياءً كـ “دُمْيَة وزُبْيَة” (الزبية: مَصْيَدَةُ الأسَد، وهي حُفْرَة في هَضْبَة أو في قُلَّةِ الجَبَل) فجمعها: “دُمْيَات” و “زبْيَات” ويَمْتَنِعُ ضمُّ الميم والباءِ إتباعاً لضمَّةِ الدَّالِ والزَّاي ولا مَكْسُورَةً وَلاَمُها وَاوٌ ويَمْتَنعُ كَسْرُ الرَّاء، في “ذِرْوَات” والشِّين في “رِشْوات” إتْباعاً لفَائهما.
ويَمْتَنِعُ التَّغيير في عَيْن الجَمْع في خَمْسَةِ أنواع:
(1) في الوَصْف نحو: “ضَخْمَات وعَبْلات” (أمَّا “العَبَلات” بفتح العَين والباء فإنما قصدوا إلى “عَبْلة” وهو اسم) وشذَّ “كَهَلات” بالفَتْح، و “ربْعَة” وجمعُها “رَبَعات” بالفتح أيضاً.
(2) في الرُّباعي نحو: “زَيْنَبَات وسُعَادَات”.
(3) في المُحَرّك الوَسَط نحو: “شَجَرَات وسَمُرات وَنَمِرَات”.
(4) في المُعْتَلِّ العَيْن نحو: “جَوْزات وَبَيْضَات”، قال تعالى: {فِي رَوْضَات الجَنَّات} (الآية “22” من سورة الشورى “42” ).
(5) في المُدْغم العَيْن نحو: “حَجَّات”.
-7 جمعُ ما كَان على “فِعْلة”:
* في جمع “فِعْلة” ثلاثةُ أَوْجُه:
(أحدُها) “فِعِلاَت” تتبعُ الكسرةُ الكسرةَ.
(الثاني) “فِعَلات” بكسر ففتح.
(الثالث) “فِعْلات” بكسر فسكون.
وذلك نحو: “سِدْرَة” وجمعها: “سِدِرَات” و “سدَرات” و “سدْرات” ومثلها: “قِرْبَة” بالباء.
أمَّا “رِشْوَة” بكسر أوَّله فَتُجمَع على: “رِشْوات” و “رشَوَات” ولا يأتي على نحو: “سِدِرات” بكسر أوله وثانيه لأَنَّه يَلْزمُه قَلْبُ الواو ياءً. فَتَلْتَبسُ بَنَاتُ الوَاوِ بِبَنَاتِ الياءِ ومثلُها: “عُـِدوَة”.
-8 جمع ما كان على “فُعْلَة”:
في جمع “فُعْلة” بضم الفاءِ وسكونِ العَين ثلاثة أوجُه:
(أحدهما) “فُعُلات” بضم الفاء والعين أتْبَعتِ الضمةُ الضَّمَّةَ كَقُبُلات.
(الثاني) “فُعَلاَت” بضم الفاء وفتحِ العَيْن كقُبَلات.
(الثالث) “فُعْلات” بضَم الفاءِ وسكون العين كأصلها، كقُبْلات، قال عز وجل: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيطَان} (الآية “168” من سورة البقرة “2” ).
وواحدها “خُطْوة”.
وقال الشاعر:
ولما رَأَوْنَا بَادِياً رُكُبَاتُنا * على مَوْطِنٍ لا نَخْلِط الجِدَّ بالهَزْلِ
(يقول: رأونا وقد شمرنا للحرب وكشفنا عن أسوقنا حتى بدت ركباتنا، والبيت استشهد به سيبويه) يُنْشِدونه رُكُباتُنا ورُكَبَاتِنا.
أمَّا نحو “مُدْيَةٍ” فلا تجمع على مِنْهاج “ظُلُمات” ولكن على نحو: “ظُلْمات” فتقول: “مُدْيَات” وأجَاز المُبَرِّد “مُدَيَاتٍ” وليسَ في كَلاَمِ سيبويه ما يَدُل عليه.
-9 المُلْحَق بهذا الجمع:
حُمِلَ على هذا الجَمْعِ شَيْئان:
(أحدهما) “أُولاتِ” (وهو اسم جمع بمعنى “ذوات” لا واحد له من لفظه وواحده في المعنى “ذات”) نحو: {وَإِنْ كنَّ أُولاتِ حَمْلٍ} (الآية “6” من سورة الطلاق “65”).
(الثاني) ما سُمِّي به مِنْه كـ “عَرفَات” و “أذْرِعَات”.
أمَّا إعرابُ الملحق:
يُعْرَبُ الأوَّلُ وهو “أُولاَت” إعرابَ الأصلِ أيْ يُنصبُ بالكسرة.
أمَّا الثاني وهو ما سُمِّي به مثل عَرَفَات ففيه ثلاثةُ أَعَارِيب: إعرابهُ كما كانَ قَبْلَ التَّسمِية على اللُّغَةِ الفُصْحى مع مَا لا يَنْصَرف، وقد رُوي قولُ امرئ القيس في مَحْبُوبَتِهِ بالأَوْجُه الثَّلاثَةِ:
تَنَوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعَاتٍَ وأهلُها * بِيَثْرِبَ أَدْنَى دَارِها نَظَرٌ عَالي
(أذرعات: هي محافظة “حوران” في سوريا وهي المعروفة اليوم بـ “درعا” والمعنى: نظرت إلى نارها بقلبي من أذرعات وأهلها بيثرب، مع أن الأقرب من دارها وهو يَثرب يحتاج لِنَظَر عَظيم لِشدة بُعدها عن أذرعات فكيفَ بمحلها، والبيت من قصيدةٍ طويلة من الطويل وأولها:
ألا عِمْ صباحاً أيها الطللُ البالي * وهل يَعِمَنْ من كان في العُصُر الخالي)
-10 جمع المُسَمَّى بهذا الجمع:
لا يُجْمَعُ مَنْ سُمِّي بنحو هِنْدَاتٍ بألِفٍ وتاء، لأَنَّ فيه أَلِفاً وتاءً ولا تَجْتَمِعَان، وإنِّما يجمع بـ “ذَوَات” تقول: “جَاءَتْ ذَواتُ هِنداتٍ”. وإنْ سُمِّي به مُذكَّرٌ كـ “هِنْدَات” اسمُ رجل يجوزُ أنْ تُثَنِّيه وأنْ تَجْمَعه، فتقول في تَثْنِيَتِهِ “هِنداتَان” و “هنْداتَيْن” وهَؤلاء “هِنْدَاتٌ” بحذفِ الألِفِ والتَّاءِ من المُفْرَد الذي أصْلُهُ جَمْعٌ، وتُثْبِت مَكَانَهُما أَلِفاً وَتَاءً للجمع وهذَا على سبيل التَّقْدير والقصد.