تفضلوا
الوسم: المؤسسة
الثفاقة التنظيمية في المؤسسة
الثقاقة التنظيمية :هي القدرة الجماعية للفعل لحل المشاكل بإتفاق جماعي علني أو ضمني في اطار تفاعلي لزيادة القدرة على الإندماج الداخلي لتحقيق توازن النسق الإجتماعي تلك القدرة الجماعية تعبر عن دمج مختلف الذهنيات الفردية في ذهنية جماعية للعمل في شكل عقلنة نموذجية للعمل .تتميز تلك المجموعة في حل مشاكلها وطريقة تعاونها تتجسد تلك الذهنية أو العقلية الجماعية للعمل في ذهنيات مبدعة ومخاطرة متحملة للمسؤولية ومشاركة جماعية ومبادرة ومتقبلة للخلافات و مناقشتها علنا في الإنتماء للمنظمة .
وتعتبر الثقافة التنظيمية نسيج ثقافي لبناء نمط من أنماط السلوكات المشتركة ,فهي الطريقة المميزة التي تمارس بها المنظمة نشاطها ,وهي البعد الانساني الذي يخلق التوحد في المعنى,ويوحي بالإلتزام والإنتاجية,عند القيام بتغيرات استراتجية في المنظمة .
بهذا المعنى هي نتاج للسلوك الجماعي لأعضائها ,الذين ينظمون الروابط الإجتماعية فيما بينهم لتصبح تفاعلات ,من خلال انتاج مجموعة من الإفتراضات ,والقواعد والقيم وتطويرها بطريقة مشتركة ,لتصبح مرجع للسلوك النموذجي داخل المنظمة ,بشرط أن تعبر عن تجربة جماعية,أو في شكل ذاكرة مشتركة ,كبرمجة فكرية جماعية للحلول بالنسبة لمشاكل الإندماج الداخلي ,ثم يصبح هذا الإرث المشترك الفاعل ,في صناعة السلوك الفردي فيما بعد.
تعتبر المؤسسة أحد الركائز الهامة لاقتصاد دولة إذ تلعب دورا هاما في تنمية الاقتصاد الوطني وفي توفير كل حاجات المجتمع ومناصب الشغل إلا أن هذه المؤسسات تواجه تحديثات متزايدة ولعل أهمها ازدياد المنافسة وكذلك التقدم التكنولوجي الكبير وعليه بات من الواضح أن بقاء أي مؤسسة واستمرارها مرهون بكفاءة آرائها المالي حيث أن الهدف الأساسي للإدارة المالية هو تعظيم قيمة المؤسسة وذلك عن طريق إدارة رأسمالها بغية الوصول إلى أقصى ربحية ممكنة فالمؤسسات الفنية تعتمد بدرجة أكبر على المصادر الداخلية باعتبارها مؤشر جيد لاستقرار المشروع .
وبغية تمكين المؤسسة من القيام بدورها وضمان بقائها لابد من توفرها على الموارد الضرورية اللازمة لدفع عجلة سيرها .فما هي موارد المؤسسة الاقتصادية ؟.
– فهل يمكن اعتبارها مورد الإدارة والتنظيم هو المورد الوحيد للمؤسسة الاقتصادية نظرا لما له من دور كبير في المؤسسة ، ولإزالة الغموض حول هذا الموضوع ومعرفة حقيقة موارد المؤسسة الاقتصادية ولتزويد معرفتنا وإفادة زملائنا تطرقنا لهذا البحث المتواضع مستخدمين المنهج الاستقرائي .
كما تضمن بحثنا خمسة مباحث ألا وهى : المورد الطبيعي ـالمورد البشري ـ مورد رأسمالي المال ـالمورد التكنولوجي ـ مورد الإدارة والتنظيم .
المبـــــــــــــــحث الأول: —- المطلب الأول :
–موارد المؤسسة الاقتصادية :
انطلاقا مما سبق ، ومن تعريف المؤسسة فانه لا يمكن أن تنشا مؤسسة مهما كان نوعها أو نشاطها ، بدون توفير عوامل الإنتاج المختلفة التي تسمح لها بالقيام بالنشاط المنوط وهو الإنتاج المادي أو تقديم خدمات في عدة أشكال وأنواع . وقد قسم الاقتصاديون والمهتمون عوامل الإنتاج إلى ثلاثة عناصر أساسية : الأرض ، العمل ، رأس المال ،إلا أن هذا التقسيم الأول البسيط يعتبر غير كاف ، إذ أدى تطور الأدوات والطرق المستعملة في الإنتاج ، وكذالك توسع نشاط المؤسسة ، إلى إدماج عامل أخر لا يقل أهمية عن العوامل الآخرة ، وهو التنظيم أو الإدارة بشكل أدق ،ولأدراك هذه العناصر أكثر نستعرضها فيما يلي .
1/ رأس المال : لقد عرف هذا المصطلح الاقتصادي اهتماما الغ منذ ظهورا ا لأفكار الاقتصادية ،باعتباره احد العناصر المحددة للنشاط الاقتصادي ابتداء من الشكل القانوني إلى نوع المعاملات بين مختلف عوامل الإنتاج الأخرى وعلى رأسها العامل البشري ،وكذلك لهذا العنصر دور في تحديد طريقة توزيع الدخل الوطني وغيرها ،ونحاول هنا التطرق إلى أهم الجوانب لهذا العنصر المهم .
1 – تعريف رأس المال : يعبر رأس المال عن مجموعة الأدوات والآلات والمباني ، التي تساهم في عملية الإنتاج أو عملية تقديم الخدمات ،ومن المنطقي انه لا يمكن الحصول على هذه العناصر إلا بتوفر أموال بقيمتها وهذه الأموال تجلب من جهات تختلف باختلاف طبيعة المؤسسة فإذا كانت هذه الأخيرة فردية خاصة فصاحبها هو الذي يجمع هذه الأموال ،أما إذا كانت شركة أشخاص فهؤلاء هم الذين يقدمونها ، أما إذا كانت مؤسسة عمومية فإن الجهة الوصية ، سواء الوزارة أو الجماعة المحلية ، هي التي تقدم هذه الأموال . والملاحظ انه إنشاء المؤسسة يتحول رأس المال النقدي ، أو الكتابي إلى رأسمال عيني مادي ، في شكل مجموعة وسائل الإنتاج .
إلا إن هذا التعريف غير كاف نظرا لأن الاقتصاديين يرون أن رأس المال يشمل مقابل كل وسائل الإنتاج المختلفة ،بالإضافة إلى المواد المستعملة في الإنتاج واليد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
العاملة ، أي يقابل عوامل الإنتاج التي يجب على صاحب المؤسسة تجميعها عند القيام بنشاطها . وقد وزع الاقتصاديون رأس المال هذا المعني إلى جزئيين ثابت ومتغير أو دوار ، حسب الفكر الرأسمالي و الاشتراكي.
فلدى الرأسماليين نجد أن الثابت يشمل كل الاستثمارات بالمعنى المحاسبي ،وهي كل وسائل الإنتاج من الآلات والأدوات ووسائل النقل، بالإضافة إلى المباني بمختلف أنواعها ،أما الرأسمال الدوار (capital circulant )فيشمل المواد المستعملة في الإنتاج المحولة ،بالإضافة إلى اليد العاملة .في حين نجد لدى الاشتراكيين أن رأس المال يشمل كل الرأسمال الثابت لدى الرأسماليين بالإضافة إلى الموارد المستعملة ،أي يشمل كل العناصر المادية المستعملة في الإنتاج. الرأسمال المتغير(variable)فهو مقابل اليد العاملة أو قوة العمل (حسبهم ) ، أي العامل البشري الذي يعتبر لديهم أهم عنصر من عوامل الإنتاج.
2 – مكونات رأس المال : نظرا للاختلاف وجهات النظر والاستعمالات المتعددة لمصطلح رأس المال فقد تعددت التعاريف والتفريعات المتعلقة به ، حتى لم يعد مصطلح رأس المال واضحا ودقيقا لمن يرغب التعرف عليه أو استعماله . وبالاقتراب أكثر نحو هذا المفهوم في المؤسسة الاقتصادية ، نستطيع أن نقسمه إلى فرعين وهما رأس المال المالي ، الذي يأخذ شكل الموارد المالية في المؤسسة ، وهي ذات مصادر مختلفة ومتعددة ، وكل منها لها شروط وخصائص ،ويطلق عليها اسم خصوم المؤسسة . والفرع الثاني هو رأس المال الاقتصادي الذي يأخذ شكل استعمالات المؤسسة أموالها في العناصر المادية وغير المادية ، التي تسمح لها بالقيام بنشاطها الاقتصادي ، ويطلق عليها الأصول باللغة المحاسبية .وسوف نحاول التطرق إلى عدد من الجوانب المرتبطة برأس المال و بالمعنيين بالمؤسسة .
1)- استعمالات الأموال أو موجودات المؤسسة : عندانطلاق المؤسسة، و حتى تستطيع مباشرة نشاطها، تقوم بجلب و حيازة مختلف الأصول التي تسمح لها بذلك، وقد تكون هذه الأصول من تقديم صاحب المؤسسة الفردية أو من تقديم الشركاء في حالة الشركة، أو يتم شرائها من السوق، بواسطة ما يقدم من أموال في الصورة النقدية، أو وسائل التمويل الأخرى و الأصول توزع إلى :
1)- الأصول المادية : يضم هذا النوع من الأصول، كل شيء مادي يستعمل في المؤسسة كوسائل للإنتاج، وتأخذ صورة الأراضي و المباني و التجهيزات و الآلات ، وما يلحقها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
و كذلك المواد الأولية ، والقطع الصناعية و ملحقاتها ، وهي في مجموعها ملكية تامة للمؤسسة و لأغراض استعمالها فيها أو تأجيرها للغير.
1 – الأراضي : تمثل الأراضي نوعا من الوسائل المادية المستعملة في النشاط الاقتصادي بالمؤسسة ، وتختلف طبيعتها وقيمتها من مؤسسة لأخرى ، فقد تكون العنصر الأساسي في وجود و حركة المؤسسة الزراعية أو الفلاحية ، وتأخذ نوعيتها أهمية خاصة فيها ، وكذلك مساحتها ، ومكان وجودها بالنسبة للسوق ….. الخ.
وفي مؤسسة أخرى لتربية المواشي مثلا، تكون الأرض هامة أيضا باعتبارها إلى حد بعيد مصدر منتجات الأعلاف الخضراء الخاصة للماشية ، وكذا وسيلة للرعي وحركة هذه الماشية ، وفي نفس الوقت مستعمل لفضلاتها وبقاياها ، وهذه الميزة لا تختلف كثيرا عن مكانة الأرض بالنسبة لمؤسسة لصناعة مواد البناء مثلا ، وتستعمل فيها مواد وعناصر مصدرها تلك الأرض ، حتى حاجتها إلى وضع وعرض منتجاتها مثلا ، وتزداد الأرض أهمية في حالة استعمالها كمصدر للمعادن ، أو المواد الخام لمنتوجات المؤسسة ، وبالتالي ترتبط قيمة هذه الأرض بما يتوفر فيها من تلك المواد .
وفي ماعدا هذه الأنواع من المؤسسات التي تتبع القطاع الاقتصادي الأول ، فإن الأرض تأخذ معنى وقيمة اقتصادية أقل من ذلك . وفي أغلب الحالات تقوم المؤسسة بتسييج الأرض بأسلاك حديدية ، أو بواسطة سور يحميها من أخطار تعدي الأشخاص وحتى الحيوانات ، وما ينتج عنه من تضرر لموجودات المؤسسة بهذه الأرض من جهة، ومن جهة أخرى لتعيين حدود الملكية لها .
وتستعمل الأرض عادة في المؤسسة الصناعية والتجارية كمستودعات طبيعية لمنتجاتها ومواردها الأولية ،أو كموقف للسيارات أو معارض لمنتجاتها ، وفي حالة استعمالها لإنتاج المواد الأولية الزراعية مثلا تأخذ نفس المكانة كما في القطاع الأول ، وقد تؤجر المؤسسة مساحة من أراضيها للغير .
2- المباني والمحلات :بالإضافة إلى الأراضي تلعب المباني أهميــــــــة في وجود المؤسسة ،وحتى في حالات متعددة تأخذ المؤسسة صورة لدى المتعاملين من خلال محلاتها ومبانيها ، أشكالها ومواقعها وطريقة بنائها ……………الخ.
ومباني المؤسسة تتوزع إلى عدة أنواع ، منها ما يستعمل كورشات أو مصانع للإنتاج ، أو كمخازن للموارد والمنتجات ، وهما النوعان من المباني اللذان يتميزان بنوعية بناء وتجهيز تتطلب الملائمة مع الأنشطة والاستعمالات لها ، خاصة في حالة المصانع الكبيرة ، أو التي تتعرض للضوضاء والاهتزازات الهوائية وحتى المادية ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
طبقا للآلات والتجهيزات التي تستعمل فيها ، ولما ينتج فيها أيضا حيث للغازات والمواد الكيميائية تأثيرات على المباني .وكذلك الشأن بالنسبة للمخازن تجهز بوسائل ، وتبنى بطرق تسمح بأداء دورها كما يجب .وعادة تستعمل في النوعين من الأنشطة مباني هياكل حديدية مقاومة للعوامل المذكورة .ومن المباني أيضا ما يستعمل لإغراض إدارية كمكاتب لمختلف أعمالها ، ومصالحها المركزية والفرعية ، وهي بدورها تتميز بإعداد وتهيئة حسب الاستعمال ، وهي أقل صلابة من النوعين السابقين
كما أن المؤسسة تمتلك عادة مباني لاستعمالات تجارية سواء في نفس النقطة أو موقع وجود إدارتها ، أو مركزها الاجتماعي ، أو في نطاق بيع تزيد بعدا وتعدد من مؤسسة إلى أخرى ، وحسب اتساع نشاطها ، والذي قد يصل خارج بلدها الأصلي .
وكل هذه الأنواع من المباني تدخل ضمن الوسائل الأساسية لنشاط المؤسسة ، ويتأثر بها إلى حد بعيد . في حين أن هناك مباني أخرى قد تستعمل لإغراض اجتماعية للعمال ، أو مختلف مستخدمي وإدارة المؤسسة ، مثل مقهى أو مطعم أو غيرها .
3- الآلات والأدوات : من أجل القيام بعملية الإنتاج ، سواء المادية أو المعنوية و التجارية في المؤسسة عدد من الآلات والتجهيزات و المعدات ، التي تستعمل في العملية التحويلية للمواد ، في عملية التكييف والتغليف مثلا ، أو من أجل توفير الظروف العامة للنشاط مثل أجهزة التهوية والتسخين في مختلف المباني مكان نشاط المستخدمين أو الإدارة ،أو محلات البيع ….الخ. و تختلف بطبيعتها ودرجة تطورها التقني من مؤسسة إلى أخرى حسب فرع و طبيعة نشاط المؤسسة ،و حسب التكنولوجيا المستعملة في النشاط و طرق الإنتاج….الخ.
و مع الآلات و التجهيزات ،التي قد تكون ميكانيكية أو إلكترونية أو آلية ،خاصة مع دخول الإعلام الآلي و أجهزة التحكم في بعض الأنشطة ،مثل الإستخراجية أو الطاقة وغيرها ، و مع هذه الآلات عادة ما تستعمل بالمؤسسة خاصة الإنتاجية ،أدوات مساعدة في العمل منها ما يكون بسيطا أو متطورا تكنولوجيا مثل المطرقة ،و المفاتيح المستعملة يدويا لإحكام أو فتح البراغي ،و غيرها من الأدوات كثيرة،وفيها ما قد أدخل عليها تحويلات و أصبحت نصف آلية لتخفيض القوه العضلية المبذولة من طرف المستعمل .و يمكن أن نضيف إلى التجهيزات و الأدوات ،العناصر المستعملة في المكاتب مثل الآلات الكاتبة ، أو أجهزة الكمبيوتر و مختلف وسائل الترتيب و التصنيف للأرشيف و الخزائن….الخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
4 -وسائل النقل:تعد وسائل النقل من العناصر المستعملة في نشاط المؤسسة ،سواء للنقل الداخلي للمواد و الأشخاص أو للنقل من و إلى المؤسسة ،و تزداد أهمية هذه الوسائل حسب درجة الحاجة و الضرورة التي تتميز بها ،فقد لا تكون وسائل نقل البضائع، و المواد و المنتوجات من و إلى مؤسسة إنتاجية ،بنفس الأهمية مع نقل البضائع من و إلى مؤسسة تجارية ، أو حتى مع أهمية هذه الوسائل لدى مؤسسة لنقل الأشخاص و البضائع كنشاط أساسي أو وحيد فيها .
5- أصول مادية أخرى :بالإضافة إلى هذه العناصر من الأصول،التي تتميز بالاستعمال المستمر،أو لمدة عادة ما تزيد عن أكثر من دورة استغلالية فيها ،و هي بذالك تدعى استثمارات ،و تأخذ معناها من تعريف الاستثمار اقتصاديا ، و هو كل قيمة أو مبلغ يستعمل لإنتاج قيم أو ثروة جديدة ،و يزيد عد دورات استعماله عن السنة أو الدورة الواحدة.
بالإضافة إلى ما ذكر فهناك عدد من العناصر المستعملة في نفس المعنى ،من غلافات و أشياء مادية ،و كذالك مختلف المواد و البضائع و المنتوجات التي تستعمل لأغراض إنتاجية ،تجارية أو خدمية بالمؤسسة ،و تتميز باستهلاكها الفوري عكس العناصر السابقة ،وهي محور الموارد المادية .
2)- الأصول النقدية و الشبه نقدية :في إطار نشاطها العادي ،تقوم المؤسسة بتوفير مبالغ في صورتها النقدية أو السائلة،أو في صورة مبالغ في حساباتها بالبنوك و مختلف المؤسسات المالية ،و هي تحت تصرفها في الوقت الذي ترغب فيه طبقا للمعاملات المتعارف عليها.و بالإضافة إلى العناصر السائلة ،هناك عدد من القيم و المبالغ التي تنتظر التحصيل في المستقبل حسب تواريخ استحقاق معينة، وهي ما ترتب عمليات البيع للعناصر المادية والمعنوية التي تقدمها المؤسسة للزبائن عامة في حالة عدم التسديد المباشر لها يبقى ذلك كحق لها يسدد حسب نظام معين و مسجلة حسابات المؤسسة ، أو على أساس أوراق تجارية تنتظر التحصيل في تواريخ استحقاقها ، وعلى الحاجة تستطيع المؤسسة خصمها لدى بنك صاحبها أو تظهيرها للغير .
وهناك عدة أنواع أخرى من الحقوق بالنسبة للمؤسسة ناتجة عن استثمارها لأموال خارجها في صورة سندات أو أسهم بمؤسسات أخرى ، وعادة ما تشترى وتباع في السوق المالية أو البورصة وهي عناصر تستطيع المؤسسة استعادتها في الوقت الذي ترغبها فيه ،إذا كانت قابلة للتداول في السوق أو انتظار تاريخ استحقاقها في حالة العكس.
وهناك أيضا ما ينتج عن معاملات المؤسسة في إطار التسبيقات للموردين ، في انتظار توزيع مشتريات معينة * وكذلك ما تقدمه المؤسسة للغير في صورة كفالات الأصول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
التي تستأجرها من الغير،كالمحلات والسيارات وغيرها إذ تفيد هذه الكفالات في تغطية ما يمكن أن يصيب هذه الأصول من تدهور في حالتها المادية أساسا عند انتهاء عقد الاستئجار.
3)- الأصول المعنوية : من الأصول التي تزداد أهميتها باستمرار ما يرتبط بجانب المعلومات و التكنولوجيا في صورة براءات اختراع أنتجتها المؤسسة بنفسها ، أو تم الحصول عليها بالشراء وهي تعني سواء المنتجات و تقنياتها ، أو تقنيات طرق الإنتاج نفسها . لوظيفة البحث و التنمية للمؤسسة دور يزداد أهمية خاص في الوقت الحالي في عمليات تطوير هاذين الجنبين ، وفي حالة بيع نوع من الأصول أو نتائج الأبحاث التي تم تحقيقها بالمؤسسة تخرج من هذه الأصول .
بالإضافة إلى العنصرين نجد مختلف العناصر المتـــعلقة بالمحل التجاري في جانبه المعنوي ، مثل العلامة التجارية ، الإنتاجية ،الاسم التجاري و غيرها ، وفي مجموعها يطلق عليها شهرة المحل وتتكون وتتأثر بالعديد من العوامل إبتداءا من نشاط المؤسسة و حجمه ، وموقعها المكاني وفي السوق أو نصيبها فيه والمحدد بقيمة رقم أعمالها ، إلى شخصيات أصحاب المؤسسة و مديرها ….الخ .
وهيكل أصول عناصر المؤسسة يعطي صورة من خصائصها ونوع نشاطها ،وحجمه وطاقتها ،وفعاليتها ومحيطها و علاقتها مع المتعاملين معها وشروطها . ومن جهة أخرى فإن مخــــــــــــــــتلف هذه الموجودات والأصول يتم مزجها بالإضافة إلى العمل ،كمدخلات طبقا لمقاييس وطرق إنتاج تقنية تسمح بتحقيق نشاط المؤسسة وهدفه في صورة المنتجات أو الخدمات ، التي تقدمها للمستهلك أو مخرجاتها .
وقيمة هذه المخرجات تعتبر في جزء منها كقيمة تساهم به هذه الأصول في تكوينها ، فالمواد واليد العاملة التي تستعمل في إنتاج منتوج ، أو خدمة معينة ، تحول قيمتها إليها كلية نظرا للاستهلاك النهائي لهما فيها ،أما عناصر الأصول التي تستعمل لأكثر من كآلات مثل ، أنها تتحول إلى المنتوج أو الخدمة أو السلعة ، بمقدار ماأستعملت فيه ، وفق نظام زمني محدد للاستهلاك ، ويحدد به دوريا (سنويا) جزءا يخفض من قيمه التجهيزات والأصول الدائمة عدا الأراضي وشهرة المحل عادة ، ليحسب في تكلفة أو قيمة المنتج . وهناك العديد من الطرق على أساسها يتم حساب هذا الجزء أو الاهتلاك ، نجدة عادة في كتب المحاسبة أو ما يرتبط بالاستثمارات (1) .ومنها طريقة الاهتلاك الثابت أو الخطي ، وتحسب بقسمة قيمة الأصل الدائم على عدد السنوات الممكن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
استعماله فيها ، ونحصل على قيمة أو دفعة اســـتثمار ثابتة تحمل كل دورة تكــــــــــلفة المنتجات .
ولكل من الأصول الدائمة إذا والمتداولة أو المستعملة لدورة واحدة ، دورة خاصة إذ الدورة الاستغلالية تفوق الدورة الاستثمارية ، كما أن عملية تقدير أو تقييم مختلف أصول المؤسسة تطرح العديد من المشاكل على المسيرين إذ تقيم على أساس تكلفة حيازتها بتاريخ الشراء ، ولاستعمالات عادة ما يعاد تقديرها .
ومن جهة أخرى فان الرأسمال الاقتصادي في صورة أصول تختلف مكوناته في المدة الاستعمالية لها كما رأينا ، وهذا يفرض أو يجعل من الضروري توفير مصادر تمويل لها مقابلة لها في القيمة والمدة الزمنية ، وهو ما يطرح العديد من الجوانب في تسيير الهيكل المالي للمؤسسة ، وبعد هذا سوف نحاول التطرق إلى مصادر التمويل في الشكل الثاني لرأس المال في المؤسسة .
المطلب الثاني:
مصادر تمويل المؤسسة : تجد المؤسسة عادة أمامها عدة اقتراحات أو طرق وإمكانيات التمويل ، سواء عند انطلاقها أو أثناء نشاطها بعد مدة ، وهذه الإمكانيات بعد عرضها سوف تحاول تحديد العوامل التي تؤثر على المؤسسة عند اختيار إحداها أو بعضها . ومصادر التمويل يمكن تصنيفها حسب الملكية ، أو حسب الزمن أو حسبهما معا .
1)- مصادر التمويل حسب الملكية : طبقا لهذا التصنيف فالمؤسسة لديها إمكانية تمويل نفسها ذاتيا ، أو من مصادر خارجية .
2)- مصادر التمويل حسب الزمن : إذا تم ترتيب عناصر التمـــويل حسب هذا المعيار، فنلاحظ أن هناك أموال تستعمل لفترات أو لمدة طويلة أو متوسطة ، أي تزيد عن سنة إلى 5 سنوات كمدة متوسطة ، وتزيد عن هذه المدة كطويلة ، إلى جانب الأموال للاستعمال لدورة واحدة على الأكثر وهي لمدة قصيرة .
3)- مصادر التمويل حسب المعيارين معا : التمويل الذاتي ، ثم التمويل الخارجي الطويل ومتوسط الأجل ، ثم القصير الأجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
1 – مصادر التمويل الذاتي : أثناء نشاطها ، تقوم المؤسسة بحصر أعبائها ومصاريفهامقابل إيراداتها و إنتاجها من جهة أخرى لتحدد نتائجها المالية ، وبعد القيام بطرح مختلف الأموال والالتزامات تجاه الضرائب والممولينمن خارجها ، تتحصل على نتيجتها السنوية الصافية ، والاهتلاكات والمؤونات غير المحققة بعد تصفيتها ، ليتجمع ما يسمى بقدرة التمويل الذاتي للمؤسسة فهي إذن صافي النتيجة غير الموزعة والاهتلاكات والمؤونات الصافية .
و قدرة التمويل الذاتي تسمح بضم جزء منها إلى الأموال الخاصة ، سواء إلى حصص المشتركة في حالة شركة أشخاص أو بإضافتها إلى أسهم الشركاء في حالة مؤسـسة أسهم ، أو بضمها الاحتياطات في رأسمال المؤسسة . وهي في مختلف الحالات وإن تركت ضمن نتائج التخصيص مثلا قبل تخصيصها أو توزيعها ، تعتبر تمويلا ذاتيا يسمح بالاستثمار أو توسيع المؤسسة أو تغيير لآلاتها و تجهيزاتها مثلا ، وأيضا يعتبر كضامن لتسديد ديونها تجاه الغير . ولهذا فالتمويل الذاتي كعنصر داخلي يمثل محرك نمو المؤسسة ، وفي نفس الوقت يعمل على رفع استقلاليتها المالية تجاه دائنها ، ويسمح لها برفع إمكانية حصولها على ديون في حالة طلبها لأنه يضمن التسديد .
وإن كان التمويل الذاتي المرتفع يخفض من اللجوء عادة إلى قروض الغير ، و يخفف بذلك الأعباء المالية التي يمكن أن تتحملها المؤسسة في حالة الاقتراض ، فهو في نفس الوقت ليس بدون تكلفة نظرا لأنه إذا أستعمل في مساهمات أو مؤسسات أخرى جديدة كان لها مردود يزيد أو ينقص حسب عدة عوامل و ظروف . ومن جهة أخرى فإن عدم الاهتمام بتوزيع الأرباح على أصحاب الأسهم قد يجعلهم أقل إقبالا على المؤسسة ، وخاصة في حالة إمكانية تحقيق أرباح على أسهمهم في مؤسسات أخرى ، سوف نذكرها في حينها ، تتعلق بمردودية المؤسسة من جهة و بتكلفة الأموال المقترضة من جهة أخرى.
2- مصادر التمويل الخارجي : يقسم التمويل الخارجـــي كما ذكرنا إلى جزئين : التمويل طويل و متوسط ثم التمويل قصير الأجل .
1)- التمويل طويل و متوسط الأجل : بالإضافة إلى مصادر التمويل الذاتي للمؤسسة هناك عدة مصادر أخرى للتمويل طويل و متوسط الأجل ، و سواء فيما يتعلق بتكوين رأس المال أو ما يتعلق باقتراض يسدد بعد ذلك في مدة من سنتين إلى خمس سنوات كديون متوسطة الأجل ، وفي مدة بين خمس سنوات فما فوق كديون طويلة الأجل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
ففي المؤسسات الفردية و شركات الأشخاص يتم تكوين رأس المال و رفعه في حالة الضرورة بطرق أخرى ، مثل رفع قيمة الحصص بضخ أموال نقدية جديدة أو تقديم قيم بصورة أصول . وفي المؤسسات الأموال أو المساهمة فبالإضافة إلى هذه الإمكانية ،يمكن إصدار أسهم في السوق المالية ليشتريها مكتتبون ليصبحوا شركاء جدد في الشركة.
كما أن كل من أنواع المؤسسات لها إمكانية الاقتراض من الجهاز المصرفي لمدة طويلة أو متوسطة، طبقا لشروط وقيود معينة ، بضمانات أو بغيرها ، و بنسب فائدة معينة .و ما يلاحظ أن مؤسسات الأسهم تطرح مشاكل في طرق التمويل سواء لرفع
رأس مال بإصدار أسهم ، أوفي حالة اقتراض بإصدار سندات ، و لكل منها أنواع وميزات و فوائد و مزايا، سوف نحاول تناول بعض منها .
أ- التمويل بواسطة الأسهم : السهم هو عبارة عن حصة متساوية من رأسمال شركة مساهمة ، يتم تقديم الحصة من طرف الشريك لأي شخص مكتتب مقابل الحصول على وثيقة تسمى سهم و تحمل قيمته الاسمية ،وهي تختلف عن القيمة الحقيقية أو السوقية ، التي تحدد حسب العرض و الطلب في السوق المالية . و للأسهم عدة أنواع تجمع عادة في فرعين الأسهم العادية و الأسهم الممتازة .
و السهم العادي يترتب لصاحبه ، بالإضافة إلى حقه في رأسمال الشركة ، عدة حقوق يضمنها له القانون وعلى رأسها الحق في الحصول على الأرباح في حالة توزيعها ، كما يتحمل في المقابل نسبة من الخسائر بمقدار نسبة حصته في رأسمال الشركة ، ثم الحق في الجمعيات العامة للمساهمين ، إلا أن هناك العديد من المساهمين بنسب صغيرة لا يحضرونها نضرا لضعف حقهم في التصويت في مختلف الأمور المتعلقة بالمؤسسة ، إبتداءا من الإطلاع على نتائج المؤسسة و ميزانيتها الختامية و المصادقة عليها ، توزيع الأرباح ، تعيين أعضاء مجلس الإدارة ، زيادة رأسمال المؤسسة بإصدار أسهم جديدة ، و له الأولوية في الاكتتاب مع الشركاء القدماء مقارنة بالشركاء الجدد ، وكذلك حق التفتيش و مراجعة سجلات الشركة في حالة إقرارها بالجمعية العامة و حق بيع الأسهم التي يمتلكها في حالة الأسهم الغير الاسمية أو لحاملها ، إذ في الأسهم الاسمية إلا يسمح بتداولها …الخ.
و بالإضافة إلى الحقوق السابقة فلصاحب الأسهم الممتازة عناصر أخرى :
– الأولوية لتوزيع الإرباح مقارنة مع أصحاب الأسهم العادية .
– تحديد حد أقصى لمقدار العائد الذي يمكن لصاحب الأسهم الممتازة الحصول عليها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
– ليس هناك حقا دائما للتصويت لصاحب الأسهم الممتازة.
وللأسهم عدة مزايا مثل التخفيف من الخسارة إن وقعت بتوزيعها على عدد كبير من المساهمين ، وعدم التزام ثابت من طرف مؤسسة مثل ما على السندات والقروض المصرفية مثلا .
حامل الأسهم لا يطالب المؤسسة باسترجاع أمواله ، بل إن أراد ذلك يطرح الأسهم في السوق المالية .
ويقابل هذا عدد من العيوب منها إمكانية شراء جهة واحدة أو مؤسسة لنسبة مرتفعة من الأسهم وبالتالي التحكم فيها وتوجيهها ، وارتفاع تكلفة الإصدار لما للأسهم من أعباء
وعمولات ، انخفاض الربح الموزع على الأسهم في حالة زيادة عددها …….الخ .
ب- التمويل بسندات : السند هو عبارة عن جزء من القرض تطلبه المؤسسة من السوق المالية بإصدار سندات يشتريها الأشخاص أو المؤسسات بمختلف أنواعها ، ولصاحب السند المقرض (عكس المساهن في حالة شراء أسهم ) ، الحق في الحصول على أرباح بنسب ثابتة كل سنة واسترجاع قيمة السندات في الوقت المحدد لها ، ويحق له أيضا استرجاع قيمة سنداته قبل المساهم في حالة تصفية الشركة ………الخ.
وللسندات مزايا وعيوب تنتج من طبيعتها ، وطرق وكيفية إصدارها وتسديدها وما تتحمل المؤسسة من جهة أصحابها ،ومالا تتحمله منهم فمثلا تسديد الفائدة الثابتة والمحددة مسبقا على السندات ،تعتبر في نفس الوقت كمزية مادامت ثابتة و محددة مسبقا ،و من جهة أخرى كعيب لأسهم تمثل قيد للمسير المالي يجب أخذه بعين الاعتبار في برنامجه و تصرفه المالي….الخ.
ج- التمويل بتأجير: يدعى التأجير التمويلي باتفاق بين المؤجر و المستأجر لأصول رأسمالية إنتاجية يملكها المؤجر ،وتبقى كذالك طيلة مدة الإيجار و يستفيد منها المستأجر بانتفاع كامل مقابل تقديم أقساط إيجار سنوي طيلة مدة العقد و قد ينتهي عند التأجير في إحدى الحالات:
– بعد الانتفاع الكلي بالأصل المؤجر حتى نهاية مدة العقد يعود إلى المؤجر ،يبيعه أو يؤجره مرة أخرى للغير ،و هذا عقد التأجير لفترة واحدة.
– في نهاية مدة الإيجار يتم شراء الأصول بقيمتها ،و هو ما يسمى بعقد الاعتماد بالتأجير و الشراء .
– تجديد عقد الإيجار لمدة أخرى و بقيمة تأجير أقل ،و هذا يسمى بعقد تأجير لأكثر من فترة.
و لعقد التأجير التمويلي عدة خصائص ،مزايا و عيوب مثل غيره من الطرق في التمويل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
2)- التمويل قصير الأجل:هناك العديد من مصادر التمويل القصير الأجل ،و عادة ما يأخذ شكل قروض مصرفية بين المؤسسات و البنوك الأولية أو الحصول على مواد و مشتريات من الموردين دون التسديد في نفس الوقت بل يتم ذالك بعد فترة في حدود معينة (تتراوح قانونا بـ 90يوم) و هي موارد تمويل دون فوائد معتبرة ،و بشكل عام فمصادر التمويل قصير الأجل تتوزع إلى :
أ- القروض التجارية بين المؤسسات :و هو ما يتم بين المؤسسة و المورد،و هو ما يتعلق و الاستعمالات قصيرة الأجل.و تلجأ إليه المؤسسة في حالة عدم وجود أموال كافية أو من أجل الاستفادة من هذه الطريقة ،في إطار عدة عوامل مؤثرة و طبيعة السلع و الأشياء و حركتها ….الخ. و قد تكون هذه الطريقة على أساس التسجيل حسابات الموردين في سجلات المؤسسة ، أو مقابل حصولها على أوراق تجارية قابلة للدفع في تاريخ محدد.
ب- القروض المصرفية: تقدمها البنوك التجارية للمؤسسات مقابل فائدة بمعدلات متفق عليها و يتم تسديدها خلال فترات لا تزيد عن السنة ،وهناك نوعين من القروض مضمونة و غير مضمونة.
والقروض غير المضمونة يشترط عادة في تسديدها أن لا تزيد عن السنة ، وهي في الحالات تكون على شرط خطوط قرض ، أي حصول المؤسسة باستمرار على مبلغ من الأموال متفق عليه ما دامت تسدد ما سبق اقتراضه في الوقت المناسب والمتفق عليه باستمرار ، ولتفادي إعادة المفاوضات والعقود المنفردة ….الخ .وفيه بعض الشروط مثل إبقاء نسبة معينة في حساب المؤسسة بالبنك .
أما القروض المضمونة ففيها يعمل البنك على طلب ضمانات نتيجة لعدد من العوامل ، مثل الحاجة إلى الأموال باستمرار من طرف المؤسسة ، وخاصة في مواسم معينة ، أو تكون المؤسسة عرضة لنسبة من الخطورة أكبر من العادية أو حالة ضعف وضعيتها المالية …الخ.والضمان عادة يكون بأحد عناصر الأصول كرهن .وفي حالة توقف المؤسسة عن الدفع يبلع الأصل ويغطي به البنك قرضه والباقي يعود إلـــــــــــــى المؤسسة .والضمان قد يعطي فرصة أحيانا للمؤسسة للحصول على أكبر قدر من القرض ، وفي نفس الوقت يمثل مصدر اطمئنان للبنك .
ج- قروض من جهات أخرى:قد تأخذ المؤسسة قروضا في أشكال متعددة في إطار نشاطاتها في صورة تسبيقات من الزبائن ،أو خصــــــــــــــــــــــــــم أوراق تجارية قبل وقتها …الخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
و الملاحظ أن في مختلف طرق و إمكانية التمويل،سواء لرفع رأس المال أو الاقتراض القرار أو الاختيار الذي تتخذه المؤسسة في ذالك يتأثر بعدة عوامل منها على الخصوص:
– ملائمة المصدر مع حاجة التمويل: باعتبار أن الأموال المحصلة سوف تستعمل في أحد الأصول،و هذه الأخيرة تتميز باختلاف مدة استعمالها ،و لهذا فبالضرورة يجب أن يتقابل المصدر التمويلي في قيمة و في مدة الاستعمال،فمدة استحقاقه لا يجب أن تكون أقل من مدة استعمال الأصل بطريقة تسمح بتسديد القرض بعد تحصيل الأصل في صورة نقدية ،طريق الامتلاك أو الإنتاج ثم البيع مثلا في حالة المنتج .
– الهدف من التمويل و علاقته بالتحكم في توجيه و قرارات المؤسسة:فهناك فرق بين رأس المال بتمويل ذاتي ،أو بزيادة أسهم من أطراف خارجية ،أو اقتراض من بنك ،أو بواسطة سندات .وإذا كانت طريقة السندات لا تمثل تدخلا في الإدارة فإن هذا التدخل يظهر أكثر الأسهم مثلا.
– مستوى مردودية المؤسسة داخليا:إذا كانت نسبة مردودية المؤسسة الداخلية تزيد مستوى معدلات الفائدة المطبقة في السوق المالية ،أو المصرفية فإنها تستفيد من الاقتراض و تحقق أرباحا باستعمال أموال خارجية بعد تسديدها مع فوائدها ،و هو ما يدعى بمبدأ الرافعة (principe du levier)و العكس ابتداء من التساوي بين نسبة الفائدة التي تقترض به معدل المردودية فلا يصبح في صالح المؤسسة الاقتراض إلا في حالات قصوى يمكن أن تغطي الخسائر فيها بجوانب أخرى أو سنوات قادمة .
– الدخل المقدم للسندات أو الأسهم : خاصة في حالت تحسن وضعية المؤسسة العوامل التي تجعل إصدار الأسهم أو السندات بشكل سهل ويحقق الهدف.
وهناك أيضا عامل مهم ،وهو الخطر الذي يمثله إصدار السندات أو أسهم ممتازة مثلا،بحيث يكون لأصحابها الأولوية في الحصول على أموالهم وفوائدها في حالة التصفية أو انتهاء المؤسسة.
بالإضافة إلى الملائمة في التوقيت الذي يعد من القيود التي تعمل فيها المؤسسة،إذ اقترض قيمة أو مبلغ كبير في وقت لا نحتاجه فيه يكلف المؤسسة أعباء مالية،وبالعكس في حالة القبول بإجراءات للحصول على أموال بطريقة لا تمكننا من تحصيلها إلا بعد فوات وقت الحاجة إليها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وهكذا نلاحظ أن الموارد المالية تعتبر بالنسبة للمؤسسة ذات أهمية كبيرة، سواء في وجودها أو استمرارها و نموها . إلا أن و رغم الحديث عن الجانب المالي ، فهو ليس الوحيد المتحكم في نمو المؤسسة ، و استعمال مصادرها المالية ، إذ هناك عدة عوامل اجتماعية و اقتصادية مرتبطة بالسوق مثلا وغيرها ، لها دخل و تأثير في قرارات و سياسة التمويل بالمؤسسة (2). و بعد هذا سوف تحاول التطرق إلى مورد آخر لا يقل أهمية عن الأموال و هو المورد من المواد الأولية ، أو مادة العمل .
المبـــــــحث الثاني :
2/ مادة العمل(الطبيعة) : المواد التعامل بها في المؤسسة الاقتصادية تعتبر من عوامل الإنتاج أو الموارد الأساسية التي لقيت اهتماما من الاقتصاديين في نفس الوقت مع رأس المال و العمل و سوف نتعرض هنا إلى عدد من العناصر الخاصة بهذا المورد .
1- تعريف مادة العمل : وهي تعبر عن مجموعة المواد الأولية المستعملة في الإنتاج ، و قد تكون على شكلها الطبيعي الخام ، أو قد خضعت إلى تحويلات سابقة في مؤسسات أخرى ، فقد تكون الصوف الطبيعي في صناعة الخيوط النسيجية ، أو كالخيوط في صناعة النسيج ، و قد تختلف درجة تحويل هذه المواد فدرجة تحويل الخيوط مثلا بالنسبة للنسيج ليست كدرجة تحول النسيج بالنسبة لإنتاج الألبسة . إلا أنه و بشكل عام فأي مادة تأتي من خارج المؤسسة لتدخل في عملية الإنتاج فهي من المواد الأولية ، و بالتالي عن مادة العمل مهما كانت درجة تحولها ، وهي تعبر عن المواد الأساسية التي تدخل في تكوين المنتوج ، كما أن هناك مواد أخرى لا تدخل في التكوين الأساسي للمنتجات فهي إذن مواد مساعدة مثل مواد الصيانة و الطاقة للآلات . و يرمز عادة لهذه العناصر بالأرض و الطبيعة . وفي المؤسسة الاقتصادية تلعب المواد الأولية دورا مهما ، و كذلك مختلف عناصر المخزون من قطع و أجزاء مصنعة من المنتوج النهائي ، سواء تحصل عليها من الخارج أي نشتريها من مورديها ، أو التي تصنعها داخليا و تدعى في هذه الحالة نصف مصنعة ، بالإضافة إلى المنتوجات التي قد تتحصل عليها المؤسسة في العملية الإنتاجية عامة مثل الفضلات و المنتوجات ذات العيوب أو المهملات ، إلى جانب المنتـــــجات التامة الجيدة والموجهة إلى المخازن في انتظار الاستعمال الداخلي أو البيع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و إلى جانب هذه العناصر فهناك البضائع التي نجدها عادة في المؤسسات التجارية ، و سوف نتعرض إلى هذه الأنواع من المخزون و أهميتها فيما يلي .
2- أنواع المخزونان في المؤسسة الاقتصادية : لقد تم تصنيف المخزونات والعناصر المادية التي تمثل مادة العمل لدى المؤسسة وفق عدة معايير ، و إذا اعتمدنا التصنيف حسب المخطط الوطني للمحاسبة الذي يفيد في عدة جوانب اقتصادية و تسييرية بالمؤسسة ، فالمخزونات تنقسم إلى :
أ- البضاعة : تطلق تسمية بضاعة حسب المخطط الوطني للمحاسبة على العناصر المادية من الأشياء التي يتم الحصول عليها من عملية شراء بغرض إعادة بيعها على نفس شكلها المادي الأساسي ، فهي لا تخضع لتحويلات مثلما يحدث في العملية الإنتاجية . و تأخذ عدة صور حسب فروع النشاط التجاري للمؤسسة مثل تجارة المواد الأولية المختلفة ، سواء في طبيعتها الخام أو المحولة إلى درجة معينة ، أو مواد البناء بمختلف أنواعها و مصادرها الطبيعية ، أو المحولة ، أو الحديدية . أو ذات الاستهلاك النهائي المباشر مثل الخضر والفواكه ، و المواد الأخرى المستعملة للغذاء كمعلبات مصبرة أو غير مصبرة و غيرها . أو الألبسة التي تتميز بدورة إستعمالية أطول نوعا ما، و إلى الأجهزة الكهرومنزلية المختلفة و السيارات ووسائل النقل المختلفة ذات الاستعمالات التجارية و الخدمات ، أو ذات الاستعمالات الفردية السياحية . و هناك العديد من أنواع وسائل النقل و الجر والتجهيزات المتحركة المستعملة في مختلف القطاعات الاقتصادية . و كذا البناءات و المحلات التي تشتريها المؤسسة بغرض إعادة بيعها . و كل هذه الأشياء تجمع ضمن البضائع أو السلع نظرا لاستعمالها لهدف تجاري في السوق .
وقد تقوم المؤسسات ببعض العمليات البسيطة مع البضائع ، خاصة فيما يرتبط بالمواد الكيميائية أو الغذائية ، مثل إعادة تكييف في علب و غلافان بكميات قابلة للشراء لكل المستهلكين كأسر ، انطلاقا من كميات كبيرة في صناديق أو حاويات يتم شراءها أو استيرادها من مؤسسات أخرى لغرض تجاري .
ب- المواد واللوازم : بعكس البضاعة فإن المواد واللوازم تجمع كل الأشياء المادية ذات المصدر الخارجي عن المؤسسة ، يتم حيازتها لغرض التحويل ، أو الاستعمال في ميدان الإنتاج أو الخدمات ، فالفلاح بالمزرعة كمؤسسة يشتري من المؤسسة المتخصصة في بيع مختلف المواد التي يستعملها في الزراعة أو في تربية المواشي و متابعتها الصحية حتى إعطائها المنتوج التام القابل للتسويق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالأسمدة والبذور والأدوية والعلف وغيره من المستلزمات تعتبر من مدخلات الإنتاج للمؤسسة الفلاحية في حين تعتبر الأرض والماشية التي تستعمل للولادة والحليب كاستثمارات أما التي تستعمل للتسمين والبيع كمواد أولية سوف تعطي منتجا وهو المستوى الذي تصل إليه عند البيع .
كما يمكن تعميم نفس المنطق على مختلف القطاعات الصناعية حيث كل عنصر مادي يدخل ضمن تكوين صلب للمنتجات يعتبر كمواد أساسية ، أما المواد والعناصر التي تكون مساعدة الطلاء أحيانا ، البراغي واللصاق والطاقة فهي تدخل
في مكونات الإنتاج بشكل غير مباشر ومساعد فتدعى لوازم أو مواد مستهلكة وهي نفس الميزة التي تعطى للعناصر في الصيانة من مواد تنظيف وقطع غيار وغيرها .
أما في مجال الخدمات فإن المواد المستعملة قد تأخذ معنى أو وضعا يختلف عن ما وجد في القطاع الصناعي ، فقطاع الخدمات يقدم منتجات غير مادية وهو لايعني عدم استعمال أشياء مادية فمختلف اللوازم المرتبطة والمستعملة في مكاتب مؤسسة دراسات مثلا كالورق و الأقلام وغيرها من العناصر الضرورية لنشاطها ، بخلاف التجهيزات والبرامج في الأقراص الإعلام آلية التي تعتبر كأصول ثابتة تستهلك لعدة سنوات .كما أن أي فندق أو مطعم يستعمل لتقديم خدمات عدة مواد، ابتدءا من المواد الغذائية المختلفة ، والمواد المستعملة في التنظيف والاستهلاك اليومي بالإضافة إلي الطاقة والمياه ……الخ .
ج- المنتجات قيد الإنتاج ونصف المصنعة : في إطار العملية الإنتاجية تتحصل المؤسسة على منتجات تحت الانجاز عند توقف العملية ، فمثلا في نهاية يوم أو فترة معينة من الإنتاج قد لا تنتهي المنتوجات تماما في عملية التحويل ، بل يبقى البعض منها في إحدى مراحل العملية ، ابتداءا من دخول المواد الأولية إلى العمليات الأولى عليها وحتى نهاية المنتوج تماما . ووجود المنتوجات قيد الصنع أو التنفيذ في المصنع أو الورشة يكون حسب طبيعة المنتوجات قيد الصنع في حالة الإنتاج الذي يمر على مراحل متعددة ، ويمكن أن يتوقف في إحداها دون التأثير أو التغيير في طبيعتها (مثل ما في المواد الاستهلاكية سريعة التلف) ، وكذلك في حال الإنتاج بالطلبيات ، وفيها نجد أن المؤسسة كما الورشة تخصص متسعا من المكان لوضع المنتجات قيد الصنع ،في انتظار إنهائها في مرحلة أحرى ،و هذا التخصيص يتم ضمن عملية إعداد و تنظيم المصنع و الو رشات قبل انطلاق العمل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما نجد بالإضافة إلى هذا النوع من المنتجات ،منتوجات قد وصلت إلى مرحلة محددة،ويمكن تناولها أو بيعها استثنائيا على ذالك الشكل،إلا أن استعمالها العادي هو في تكوين المنتوج التام الذي تنجزه المؤسسة ،و فيه عدة إمكانيات ،فقد يكون المنتوج نصف المصنع في صورة منتوج كهر ومنزلي ،أو قطع أســاسية داخلية فيه ،و في نفس الشيء نجده في صناعة السيارات وإنتاج الأثاث و غيرها .
د- المنتوجات التامة: في نهاية الدورة الإنتاجية تكون المنتوجات جاهزة للبيع و في مرحلة انتظاره يدخل المخازن،أو في عدة حالات قد يستعمل المنتوج المعني داخليا في المؤسسة أو في إحدى فروعها الأخرى لإنتاج منتوجات قد تكون في نفس التخصص أو في تخصص مخالف لهذه الحالات،تكون في المؤسسات المتركزة في شكل تروست أو المؤسسات متعددة الجنسيات و الفروع المتعددة سواء في نفس البلد أو في بلدان مختلفة،و عادة ما تستعمل المقاولة من الباطن أو ما تنتجه مؤسسات تونسية للصناعة الفرنسية أو في التايوان للمؤسسات الأمريكية.
وحسب نوع المؤسسة و طبيعة نشاطها و فرع هذا النشاط أو قطاعه الأول ، الثاني أو الثالث ،يحدد المنتوجات التامة ،فقد تكون في صورة قمح أو حليب أو حيوانات أو مواد خام محولة إلى درجة معينة أو صورة منتجات غذائية مصبرة جاهزة للاستعمال،أو في صورة أوراق أو غلافات أو قارورات أو سيارات أو أجهزة إلكترونية ….الخ.
و- الفضلات و المهملات:أثناء عملية الإنتاج يتم الحصول على عدة منتوجات مرافقة قد تنتج من عدة أسباب منها ما يعتبر عيوبا و أضرارا في المواد الأولية مفصولة أو قطع نتجت عن التقطيع للحصول على الشكل و الأطوال الملائمة ،أو عن التبذير…الخ.
و هذه العناصر تتخذ طبيعة المواد الأولية المستعملة في الإنتاج ،سواء في الصناعة أو الفلاحة أو الخدمات ،و قد تكون مادية أو غازية أو سائلة ،و تدعى بالفضلات.
و قد تتحصل المؤسسة على منتوجات تامة أو نصف مصنعة ولكنها ذات عيوب أو أضرار واضحة تفصل أثناء الفرز و المراقبة للمنتجات عن العناصر الجيدة ،و قد يعاد تحويلها أو إصلاحها أو بيعها كما هي ، و تدعى هذه المتوجات بالمهملات.ورغم عدم الوضوح أحيانا في محتوى المهملات و الفضلات لدى البعض نظرا للتعقيد و التشابه في عدة جوانب منها ،وفي طرق المعاملة قد يأخذ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتوج معين مكان الفضلات في حالة المواد الكيميائية أو السوائل أو العكس ، و المؤسسة عادة تضع حدودا معينة مسموح بها لمستوى الفضلات و المهملات مثل 5% من حجم أو مواد أو عدد المنتوجات أو أكثر أو أقل ، حسب عدة عوامل مثل طبيعة المواد و المنتوجات المتعامل بها ،و تكنولوجية الآلات و طريقة الإنتاج المستعملة ،درجة تكوين المستخدمين،نوعية المواد ،وزن المؤسسة في السوق….الخ.
وهي عناصر تدرس و تؤخذ بعين الاعتبار في وضع التقديرات الخاصة بالإنتاج وبنسبة الخطأ أو الفضلات و المهملات المسموح بها.
المطـــــلب الثـــــــالث :
3- أهمية الموارد أو المخزونات في المؤسسة الاقتصادية : على ضوء الإطلاع على مختلف مكونات عناصر المخزون التي تتعامل معه المؤسسة ، و التعقيدات التي تتميز بها حسب مختلف القطاعات الاقتصادية ، نلاحظ درجة الأهمية التي تتمتع بها هذه المخزونات و الوزن الذي يمثله نشاطها فهي تحدد إلى حد بعيد أهم جزء في تكلفة المنتوج باختلاف أنواعه ، و تؤثر بذلك سعر البيع و إيراداته ، فقد تصل نسبة تكلفة المواد في سعر المنتوج إلى 25 % أو حتى إلى 70 و 80 % حسب المنتوجات و المواد و طبيعتها ، و كذا حسب فرع النشاط . ففي القطاع التجاري ترتفع النسبة في سعر بيع البضاعة أحيانا ، إذا لم تستلزم النقل ، و ما يرتبط بعملية التخزين و التسويق و غيرها بنسبة كبيرة ، و العكس في حالة المنتوجات التي تستعمل تكنولوجيا مرتفعة فترة فيها تكلفه الآلات المستعملة في التحويل ، و تكلفة اليد العاملة التي تستوجب التكوين المتخصص و درجة مراقبة و دقة و متابعة عالية ، في حين تنخفض نسبة المواد الأولية فيها نتيجة لذلك .
و من جانب آخر فإن عناصر المخزون ، سواء المشتراة من خارجها أو التي يتم إنتاجها داخليا تلعب دورا في عملية تحديد و تنظيم أنشطة فروع المؤسسة ، و طريقة مراقبتها و إدارتها ، و كذلك تستعمل عدة أدوات تقنية في عملية متابعة هذه المخزونات للعمل على التحكم في حركتها و تكاليفها التي تؤثر على الإيرادات العامة للمؤسسة و أرباحها ، نظرا لأنها تعبر عن تكاليف رقم أعمالها ، و في نفس الوقت من أصولها في موجوداتها كما ذكرنا سابقا ، و هذه العناصر سوف نتطرق إليها في جزء إدارة المخزونات . و سوف نتطرق بعد هذا إلى الموارد البشرية في المؤسسة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
المبحث الثـــــــالث :
3/ العمل و الموارد البشرية : من الموارد الأساســية و المؤثرة في حياة المؤسسة ، ليس فقط بتكلفتها و نوعيتها كما في الموارد المادية و المعنوية ، بل أيضا تؤثر بعدة جوانب معنوية و اجتماعية في نتائج المؤسسة ، و في توجيه هذه الأخيرة و تغيير أهدافها في حالات معينة …الخ ، و كل هذا ينتج الخصائص الخاصة به مقارنة بالمواد الأخرى ،و سوف نتعرض للبعض من هذه العناصر في هذه الفقرة إبتداءا من التعريف .
المطـــــلب الأول :
1- تعريف العمل : و هو ذلك النشاط الواعي و الهادف ، المبذول في عملية الإنتاج أي في استعمال أدوات الإنتاج من أجل تحويل مادة العمل ، فلا يمكن إذن أن نتصور عملا خارج عملية الإنتاج المادية و المعنوية ، وفي نفس الوقت العمل قد يكون عضليا أو فكريا . ويرى الاقتصاديون و الاشتراكيون أن العمل هو صورة عنصر أساسي و هو قوة العمل التي تكمن في ذات أو جسم الإنسان بحيث تظهر عند إنفاقها في صورة عمل و يعرفها ماركس : " تحت هذا الاسم يجب أن تشمل مجموعة من الطاقات الجسمية و الفكرية المتواجدة في جسم إنسان ، و التي يجب أن يجعلها حركة لكي ينتج أشياء نافعة ".
كما أن هؤلاء يرون إن أساس عملية الإنتاج وإنشاء المنفعة أو تكوين منتوج معين هو من العمل البشري الحسي الذي يحرك عوامل الإنتاج الأخرى .أي بدونه لا يمكن أن تتم عملية الإنتاج ويستنتجون حسب هذا التحليل أن عوامل الإنتاج الأخرى خاصة أدوات العمل ما هي إلا عمل متراكم سابق (ميت)، وهذا يعني أن أصل كل إنتاج أو خدمة هو عمل بشري فأساس النشاط الاقتصادي هو العامل البشري وهو صانع الخيرات بمختلف أنواعها ، في حين أن رب العمل في المؤسسة الرأسمالية ما هو إلا مستغل فهو قد جمع رأسمالا بواسطة الاستحواذ على فائض الإنتاج (القيمة) ، الذي قدمه العامل في دورات إنتاج وتحويل السلع إلى نقود ثم إلى عوامل إنتاج ما هو إلا جزء من حق العامل الذي حرم منه وأن رأس المال أو أدوات الإنتاج لا حركة لها وبالتالي فهي لا تنتج قيما .وهكذا يتوصل ماركس بعد مقارنات إلى أن استغلال العامل يكمن في عملية الإنتاج الرأسمالية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
إلا أن الرأسماليين يرون أن رأس المال هو العنصر الأساسي في عملية الإنتاج وبالتالي في تكوين المؤسسة مما يخول له بشكل منطقي الاستحواذ على أكبر جزء من عوائد عملية الإنتاج بعد طرح أعباء العناصر الأخرى ومنها العمل في صورة أجور .
وهذا يؤدي إلى أن هناك تضاد بين العمل ورأس المال سواء لدى أصحابها ، وهذا ما أكده أحد كبار ومؤسسي نظرية الرأسمالية "David Ricardo" حيث قال أن : الأجر والربح في المؤسسة الرأسمالية يتناسبان عكسيا فيما بينهما ، ومجموعهما يكون نتـــــــــــــيجة عملية الإنتاج وبالتالي فان رفع أحدهما يؤدي إلى انخفاض الثاني .وبالطبع فالرأسمالي هو صاحب السلطة في المؤسسة ، وهو الذي يفرض رغبته ويعمل على تخفيض الأجر أو قيمة شراء قوة العمل إلى أدنى مستوى ، وهي قيمة الوسائل الاستهلاكية المادية والمعنوية التي تسمح بالاحتفاظ على هذه القوة وتجديدها دون السماح لها بالخروج من ضغوطه .
من جهة أخرى نجد هذا التضاد والنفور بين العنصرين في حالة إدخال أدوات أو وسائل الإنتاج جديدة ، مما يؤدي إلى التخلص من عدد من العمال وهذا ما لوحظ منذ القدم خاصة أثناء الثورة الصناعية في أوربا .كما قد يؤخذ العامل مكان الآلة في حالة التخلص منها وذلك بسبب ارتفاع قيمتها أو بسبب سياسة المؤسسة التي تستعمل طرق إنتاج أكثر استعمالا للعمال .
إلا أن التطور السريع في المايكرو إلكترونيك قد أدخل جذريا الإعلام الآلي والآلات الأوتوماتيكية إلى المؤسسات وفرضت نوعا معينا من التنظيم ، وكذلك سيطرت على حرية العمال من ناحية التكوين واستعمال هذه الآلات وكذلك أخرجت الكثير منهم إلى خارج دائرة نشاط المؤسسة ، وهذا لأنها تستجيب إلى رغبات المؤسسة بصفة عامة في عملية الإنتاج وارتفاع المردود والسرعة والتنظيم الجيد .
المــــــطلب الثانـــــي :
2–خصائص العمل البشري : لقد تطرق إلى عنصر العمل العديد من الاقتصاديين والمتخصصين في الإدارة والتنظيم بمختلف اتجاهاتهم وأزمان وجودهم خاصة في هذا القرن . وكل من تطرق إلى مفهوم العمل يمكن أن نستخلص ميزات مشتركة ناتجة عن جوهرهوعلاقته بالمحيط والإنسان الذي يقوم به :
– أن العمل يعبر عن بذل جهد عقلي وفكري لغرض تحقيق أو تحصيل على مقابل وهو يتخذ أشكالا وأنواعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
– إن العمل نتيجته تقديم أشياء أو منتوجات ذات قيمة وتختلف طبيعتها باختلاف طبيعة العمل المقدم والموارد المستعملة فيه وهي المنتجات المقدمة إلى الاستعمال البشري .
– يخضع العمل إلى إحصاء أو قياس وهو عنصر ملازم له لعدة أسباب منها ما يزيد بتقديم الذي يقابله وقد أخذ صورة الزمن المنفق في عملية العمل من أجل الإنتاج أو الأمر ليقيم هذا الجهد فيما بعد بقيم نقدية وغيرها .
– باعتباره ظاهرة اجتماعية ،فالعمل يرتبط بشكل مباشر بتنظيم المجتمع،بواسطة ما يسمى بتقسيم العمل و تنظيمه.
– يأخذا لعمل ميزة أخلاقية ،تزيد أو تنقص ،أو تأخذ قيمتها حسب ما يتخذه هذا الجانب لدى المجتمع، و يرتبط بالجانب الثقافي القيمي للمجتمعات .
– يتميز العمل و العامل بالتعقيد و اعتبار العملية نتيجة حاصلة لتجمع عدد من الجوانب النفسية ،الاجتماعية ، الاقتصادية ،و غيرها داخل الإنسان الذي يقوم بها،و للظروف المحيطة بهذا الإنسان .
– مع تطور التكنولوجيا و طرق تنظيم المؤسسات و التطور الحضاري للإنسان تتغير درجة ارتباط الإنسان ككائن حي بالآلة .فبعد أن كان يقوم بالعمل مجردا من الأدوات ،أصبحت هذه الأدوات الوسيط بينه و بين المواد أو الموضوع الذي يقع عليه العمل ،ثم أخذت الآلة مكان الأداة اليدوية البسيطة بعد ذالك .و يزداد تعقيد العمل بتالي بتعقيد الآلة و دورها في العمل .
– وبتدخل القوانين و التنظيمات المفروضة من طرف الأنظمة و الدول و كذالك دور النقابات المتزايد في هذا المجال يزيد من تعقد و تشابك موضوع العمل .
ولكل هذا أصبح العمل اليوم لا يمكن أن يغطيه نوع من الدراسات أو العلوم بل مجالا خصص لكثير من العلوم و المناهج في التطرق إليه .مما يزيده ثراء و توسعا بعد أن كان حكرا على المتخصصين في العلوم الاقتصادية .وقد أعطت النظريات النفسية و السوسيولوجية دفعا قويا لفهم العمل وطبيعته ومن خلاله فهم العامل وتوفير الشروط الضرورية لنجاح المؤسسة في استغلاله ،بعد أن عملت المدرسة الكلاسيكية في الإدارة لمدة طويلة على إلغاء الضوء على جوانب من العمل وخاصة ذات العلاقة بالجوانب الكمية و القياسية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
المطلــــب الثالـــــــث:
3- العمل لدى مفكري الإدارة: بإلقاء نظرة سريعة على ما لدى بعض الكتاب في الإدارة يمكن أن نكتشف اهتمام كل منهم بموضوع العمل ضمن اتجاههم العام.
فمن بين تعريفات المنظمة أو المؤسسة نجد H.SIMON يعتبر هذه الأخيرة نظاما متوازنا لقي مساهمات في صورة رأسمال و جهد و يقدم بالمقابل عوائد لهذه المساهمات .و من بين العائدات و الفوائد صنف عددا من الحوافز المادية و الغير المادية بدءا بالأجر إلى المراكز أو المناصب ومنها الترقية و غيرها .
أما WEIS فتتميز لديه المنظمة بأربعة خصائص أساسية:
– شبكة من الأفراد يمارسون وظائف.
– ارتباطهم المسؤول بنشاطاتهم الوظيفية المحددة تماما و المصورة إجمالا.
– هدف يعمل الجميع من أجل تحقيقه.
– نظام علاقات ثابت ،و متناسق بين الوظائف في إطار تنظيم هيكلي معين.
أما T.CAPLO من جهته قد اعتبر المنظمة:"كوحدة جماعية تظم مجموعة أو أكثر و يسودها نظام يحدد مراكز أعضائها و يفرض عليها برنامج عمل مسبقا"،أما الجماعة المنظمة فهي:"الجماعة الاجتماعية المستقرة التي يمكننا التثبت من هوية أعضائها دون أي التباس".
وفي كلا التعريفين الأخيرين نلاحظ الدور العام المعطي لوجود العمال و الأفراد و ضرورة تنظيمهم وعملهم في إطار موجه نحو تحقيق أهداف معينة .و هو نفس الشيء الذي نجده لدى BAKKE ET ARGYRIS الذين يعتبران أن المنظمة هي عبارة عن :
مجموعة من الأفراد ،مجتمعين مع بعضهم البعض لحل المشكلات و معتمدين على بعضهم البعض في هذا الحل يستخدمون موارد بشرية و مادية و طبيعية لتحقيق أهداف شخصية و جماعية بواسطة سلوك منظم و الذي يمكن وصفه بأنه:
– نظام لعمليات أساسية مرتبط بعضها ببعض مدعمة بمواصفات و قواعد و بضمانات أخرى وهي ما يمكن أن تسمى"روابط النظام ".
– نظام الأدوات والأدوار المتــــباينة مدعم بالمواصفات ، والقواعد والضمانات الأخرى .
– بطرق تحمل "الفردية " كما تبينها وتدعمها لائحة المنظمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
– في ظروف طبيعية واجتماعية موفرة لها الفرص لصيانة المنظمة ، وتحديد أهدافها وأهداف العمال فيها .
هذا بشكل عام عن المؤسسة وعلاقتها والعمال فيها ، أما فيما يتعلق بالتطرق على وجه الخصوص إلى العمل في المؤسسة فيتضح أكثر من خلال مختلف أفكار المتخصصين في الإدارة بداية من المدرسة العلمية للإدارة أين ركزت على العمل في مجملها ، وعلى رأسهم تايلور الذي دعا إلى استعمال الإدارة العلمية في المؤسسة ، والاختيار العلمي ، وتطوير معارف العمال وتدريبهم لأداء نشاطاتهم بشكل أكثر مرودية ، وكذلك تقسيم العمل داخل المؤسسة وتنظيمه بالإضافة إلى الفصل بين الإدارة والعمال في المؤسسة .
وأهم عنصر في الإدارة حسب تايلور هو " فكرة الوظيفة " ، " فعمل كل فرد مخطط تخطيطا كاملا بواسطة الإدارة يوما مسبقا على الأقل ، وفي معظم الحالات يتسلم العامل تعليمات مكتوبة كاملة ، تشرح بتفصيل العمل المطلوب منه " .
وهو ما يدعو إلى تصنيف المناصب في المؤسسة وتوزيعها على العمال وفق قدراتهم وإمكانيتهم : " إن كل عامل يجب أن يعطى له أعلى مستوى من العمل يناسب قدرته وحالته الجسمية ". كما اقترح في كتابه عن الإدارة نوعا من الأجرة والمكافأة عن العمل الذي يقدمه العامل زيادة عن مستوى معين ، وهو نظام الأجرة الذي عرف باسمه إلى اليوم والذي يدعو من حلاله العامل للتخلي عن تكاسله حسب ما يعرفه تايلور .
وقد اهتم كل من جلبرت فرانك ، وهنري غانت ، بالعامل وحركاته في المؤسسة ، وضرورة تسلسل خطوات العمل ، ومعرفة أحسن الظروف للعامل .وقد حدد غانت خرائط العمل التي تبين ما إذا قام العامل بعمله اليومي المطلوب أم لا ، وهو بذلك يضع نوعا من أساليب الرقابة على العمال وحركاتهم ، بواسطة التقرير للشيء اللازم منها مسبقا ، ويقارن مع الشيء المحقق فعلا .
ويأتي فايول في نفس الفترة ليقدم المبادئ المشهورة (14مبدئ ) عن الإدارة ،إذ يتجه فيها إلى الإطار العام للإدارة وتنظيم وظائف المؤسسة ، وبالتالي يكمل نظرية تايلور حول أساليب الإدارة ومتابعة العمل على مستوى التنفيذ أو الورشة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
ونجــــــــد من بين 14 مبدأ لفا يول 9 منها تهتم وتدعو إلى الالتفات للعامل وتنظيم العمل ، وتوجيهه وتقسيمه والتعاون فيما بين العمال ، وخضوع المصلحة الشخصية في المؤسسة إلى المصلحة العامة ،والعدالة في معاملة العمال وتقديم الأجور .حتى تضمن المؤسسة بذلك احترامهم وتعاونهم واستمرارهم فيها . ولم تأت اقتراحات CULICK و IRWIK بعيدة عما جاء به فايول وتايلور حيث اقترح الأولون عددا من الوظائف للإدارة ، منها التنظيم ، تهيئة الأفراد التوجيه والتنسيق وهي العناصر المهمة في الإدارة ، والموجودة لدى مختلف المدارس الإدارية ، وهي مرتبطة بالعوامل البشري ومتابعته ،ضمن تكييف الأفراد مع الهيكل التنظيمي للمؤسسة ، وتدعم وحدة السلطة ووحدة الأمر بمستشارين ومساعدين للمسؤول .
وبدوره يقول شلدون "أن الإدارة جزء لا يتجزأ من تركيب الصناعة ، وان مسؤولية الإدارة مسؤولية إنسانية ناتجة من رقابتها على البشر ، وليس من تطبيقها للطرق التقنية ."
وتأتي المدرسة السلوكية بمختلف مفكريها ابتدءا من فوليت (1867-1933)،إلى ما جاء مع التجارب التي قام بها التون مايو في WESTERN ELECTRIC ، التي بينت انه لايمكن فهم تصرفات العمال بعيدا عن شعورهم . وهي النتائج التي فتحت الطريق واسعا أمام عدة أعمال ، ودراسات تطبيقية قامت لدراسة مختلف المجالات المرتبطة بالعمل في المؤسسة ، من قيادة وسلطة ودور الحوافز غير المادية في الإنتاجية ، وكذلك الجماعات غير الرسمية .
كما فتحت هذه الأعمال الباب أمام فهم الكثير من الجوانب التي كانت غير واضحة في العمل ، واستفاد منها المديرون والأخصائيون في وضع سياسيتهم في المؤسسة وخططهم للوصول إلى تعاون واندماج لمختلف الأطراف فيها (من عمال وادارييين مسؤولين) ، لأداء أهدافها وأهدافهم حسب BAKKE وARGYRIS
واللذان توصلا إلى أن الفرد كائن معقد ،أي يتكون من قدرات بيولوجية وبسيكولوجية واجتماعية ، له عادات و أحاسيس واتجاهات ومعتقدات صمن آلة بيولوجية ، على استعداد للتنشيط .والاتجاه الرئيسي فيها (الذات المركبة للإنسان)، هو تحقيق الذات والذي يتميز بتطويرها وإدراكها والتعبير عنها، وهذا لايتم إلا من خلال سلوك موجه نحو هدف وضمن إطار حضري معين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المـــطلب الرابـــــــع :
4- الموارد البشري وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية : لقد كان اعتبار الإنسان أو العمل في النشاط الاقتصادي ،ولمدة طويلة (منذ ظهور التحليلات الاقتصادية في القرن 18م)
كعنصر اقتصادي كالأرض ورأس المال وان الأجور كانت تحدد على أساس حد الكفاف لمختلف أنواع الأعمال التي اعتبرت متجانسة ، ولو أنها تصدر أو تقدم من أفراد مختلفين ويتميزون بمواصفات غير متطابقة ، وهو ما يجعل الأعمال أو القوة المقدمة مختلفة في نوعيتها ، وهو ما كان مغفلا إلى حين .
وانطلاقا مما سبق فقد اعتبر النمو الاقتصادي نتيجة للزيادة التي تعرفها إحدى العوامل الاقتصادية الثلاثة الأرض ، العمل ورأس المال ، إلا أن الدراسات التي تمت في الواقع سمحت بتفسير جزء فقط من النمو الاقتصادي وأرجعته إلى العوامل الثــــــــــــــلاثة . ففي الفترة 1929-1957 كانت هذه العوامل الثلاثة قد ساهمت بالنصف فقط في معدل النمو الاقتصادي الذي شهدته أوربا الغربية و اليابان ، وتم إرجاع الفرق الباقي إلى عوامل أخرى غير محددة،حيث تم تجميعها تحت ما يسمى "بالتقدم التقني"،أولى عوامل التنمية المكثفة و التي تجمع عددا من العناصر مثل التطور التقني و غيرها،و هي تصنف في مجموعها في"التقدم التقني".و من جهة أخرى فإن نظرية أجر الكفاف (البقاء) أظهرت ضعفها أمام الأجور المتغيرة و المرتبطة بالإمكانيات الموفرة لدى الأفراد و بتالي فالعمل المتشابه كفرضية لم يصبح مقبولا .و هذا ما فتح المجال أمام الدراسات في هذا الموضوع إلى اعتبار العمل ليس فقط من جانبه الكمي بل أيضا من جانبه الكيفي .
و أول من بين أن الجانب الكيفي للعمل ،و لو كان محددا في صفة محدودة في مؤشر مستوى التعليم،كان :"DENISON "،الذي قال عن الدعم الذي يقدمه التعليم أنه :"في الولايات المتحدة الأمريكية بين 1929-1957 ،استفاد العامل المتوسط بارتفاع سنوي في التعليم تقريبا بــ 2%، وهذا ما رفع نوعية العمل إلى 0.97% سنويا ، و ساهم بـ0.67% في نمو الدخل الوطني ، و ساهم بـ 42% في رفع الدخل الحقيقي لكل فرد عامل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
و من الانتقادات الموجهة لهذه النتائج من ناحية الحساب ،و خاصة من ناحية اعتبار
أن مستوى التعليم الرسمي فقط سببا في رفع إمكانيات الأفراد ، التي أثرت على التنمية الاقتصادية في هذا البلد (الو.م.أ) ،إذ يعتبر التعليم الرسمي واحدا فقط من بين المكونات المتعددة ، المشتركة في تحديد نوعية العمل الإنساني ،و منها التعليم الغير الرسمي ، و
كذالك الصحة و التكوين المهني و الدورات التدريبية وغيرها .و بغض النظر عن هذه الانتقادات و غيرها ،فإن النتائج تدل على أهمية العامل البشري ،و دوره الفعال في النتائج الاقتصادية .
ومن جهته كان "HECTOR CORREA" في محاولة لفصل مساهمة التربية في نمو الناتج الوطني الخام (P.N.B)في الولايات المتحدة الأمريكية بين:1909-1949،قد أوضح حسب تقديراته أن نمو P.N.B في هذه الفترة كان نتيجة 31% من مدخلات العمل و رأس المال ،و 5.3% من تطور أو زيادة مستوى التعليم للبيد العاملة و4.4% من ارتفاع طاقة العمل بفعل تحسين الحالة الصحية و 59.3% أرجع الى تطورات أخرى تكنولوجية.ولا نخوض في الإنتقدات الممكن تقديمه لهذه النتائج أيضا. وقد بين عدد من المختصين الاقتصاديين أن هناك علاقة بين الاستثمار في الإنسان و المخزون من الطاقات الإنسانية و أكثر من نصف الفرق في النمو بين اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية و العديد من الدول النامية .
وهذا ما يؤدي إلى الحديث عن مرد ودية الاستثمار في الإنسان و المعدلات الممكن تحقيقها مقارنة مع الاستثمار في المجالات المادية الأخرى ، فانطلاقا من معطيات مرتبطة باقتصاد عدة بلدان ذات ظروف و حقائق مختلفة و متميزة مثل الولايات المتحدة ، فرنسا ، الهند ، المكسيك ، أعطت دراسات عنها أن معدلات المر دودية في الاستثمارات البشرية تساوي عادة معدل المر دودية في الاستثمارات المادية ، و أحيانا تزيد عنها مثل فرنسا مثلا . و في دراسة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية ، كان التعليم سنة 1939 في المستوى الابتدائي ذي مردودية تقدر بـ 35% و 54% عند إدخال إمكانية الانتقال إلى مستوى أعلى من التعليم بافتراض إمكانية الارتقاء إلى مستوى أعلى لكل شخص يريد ذلك .وكل هذه النتائج ، وغيرها ، رغم ما يمكن أن يقال عنها من احترازات من تفسيرها أو مكوناتها ، كذا إلى بعد الفترات التي أجريت فيها باعتبار التطور السريع الذي تشهده مختلف جوانب التكوين ، ودورها في النشاط الاقتصــــادي ، وهو ما يدعوا إلي الحذر في التعامل معها ، رغم كل هذا لكن الاعتراف ، وبدون شك ، بأهمية الدور الذي تلعبه عملية الاستثمار في الموارد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
البشرية ، سواء على المستوى العام للمجتمع ، أو على المستوى الوحدي ، أي في المؤسسات الاقتصادية ، مما جعل العديد من المختصين ، وحتى السياسيين يدعون إلى إتباع سياسات منهجية إستراتيجية في هذا المجال ، من اجل تحقيق تطورات وقفزات في النمو الاقتصادي .ويزداد اليوم دور الموارد البشرية في التنمية الاقتصادية مع التطور الرهيب في الآلات والأجهزة ، وفي الإعلام الآلي وما يؤثر به على مردودية هذه الموارد ، وكذا على مستوى التكوين المطلوب منها والمتزايد باستمرار . هذا بالإضافة إلي التعقيدات التي لحقت بظروف الحياة ككل ، وما يترتب على ذلك من خسائر وخطورة في حالة سوء تسييرها بالشكل المطلوب ، الذي لايمكن الوصول إليه إلا من خلال التكوين للتمكن من الوعي بأسباب المشاكل وحلها في الوقت المناسب .
وقد كتب هانس (كيتري أمريكي) " حتى من وجهة نظر المنافسة الصناعية ، أستطيع القول بأننا ربما نتحرك باتجاه عصر جديد . فالصناعة ، ربما ستكون أكثر من غيرها من القطاعات ذات مصلحة في تحقيق مستوى عالي من الخدمات الإنتاجية ، أكثر من مصلحتها في وجود مستوى منخفض . و من الملاحظ أن الأقسام المتخصصة بالتنمية الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية تبني دعايتها أكثر فأكثر ، لا على تخفيض الضرائب ، و إنما على رفع مستوى التعليم الاجتماعي ، و الخدمات البلدية و الشروط السكنية ، و الخدمات الصحية و غيرها .
و يلتقي أيضا الكلاسيك الجدد في الولايات المتحدة في نفس الفترة ، مع هذا الرأي حيث توصل التحليل الكلاسيكي الجديد لعوامل النمو الاقتصادي بواسطة دالات الإنتاج من نموذج كوب-ـ دوقلاس ، إلى استنتاج بأن الدور الحاسم في رفع معدلات النمو في الرأسمالية المعاصرة يرجع إلى التقدم التقني ، أو ارتفاع فعالية عوامل الإنتاج التي ترتبط بعملية التجديدات التقنية ، و بارتفاع المستوى الثقافي و التأهيلي للإطارات ، وبتحسين تنظيم و إدارة الإنتاج و غير ذلك .
و حسب هذا فإن العامل الأساسي في النمو الاقتصادي ليس الاستثمارات في العناصر المادية ، بل هو الاستثمار في العامل البشري ، سواء كعامل أو موظف في المؤسسات ، أو كمسير و منظم الإنتاج باعتبار أن هذا الأخير (الإنتاج) يحتاج في تسييره تنظيم مختلف مجالات نشاط المؤسسة العامة ، إلى خبرات ومؤهلات ، يفترض أن يكتسبها الإداريون ، سواء في مجالات متابعة العمل الإنتاجي و الوظائف الأخرى ، أو من ناحية توفير الظروف الملائمة للعمال ، أو للموارد البشرية ككل في المؤسسة ، حتى تقدم ما لديها من طاقات و تبذل مجهودات كافية لرفع مردودية الاستثمار كعنصر بشري ، و عن طريق ذلك رفع مردودية كل ما استثمر من موارد مختلفة الطبيعة المؤسسة ، وهو الهدف الذي تسعى إليه كل مؤسسة اقتصادية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
4/ التنظيم و الإدارة : لقد أصبح دور الإشراف على نشاط المؤسسة ذا أهمية بعد إنشاء المؤسسات الرأسمالية بعد الثورة الصناعية ،حيث أصبح العامل لا يتحكم في العملية الإنتاجية الكلية بل يقوم بجزء بسيط منها ، كما ازداد دور التنظيم بتطور المؤسسات و كبر حجمها و كذلك ارتفاع قيمة الخطورة في حالة إمكانية وقوعها . و اخذ التنظيم حاليا معنى أكثر تكاملا و أتساعا ابتدءا من تطوير ما قدمه فايول في هذا الموضوع .
التنظيم أو الإدارة عامة حـسب مؤسسها العلمي الأول (فايول) هي التخطيط و التنظيم ، التوجيه ، المراقبة والقيادة ، و اكتسب هذا العنصر أهمية مع تطور الرأسمالية و حددت له نسبة من عوائد عوامل الإنتاج و هو الربح حيث في بادئ الأمر يحصل عليها رب العمل الذي غالبا ما يجلب الأموال بنفسه لإنشاء المؤسسة و قد تكون هذه الأموال ملكا له إلا أنه بظهور شركات الأشخاص وشركات الأموال اتخذت الإدارة شكلا آخر حيث أصبح إسنادها إلى شخص قد لا تكون له أية صلة برأسمال الشركة أي يأخذ مكان أجير مسير ، و بالتالي تتخذ الإدارة شكل العمل الفكري في المؤسسة في إطار تطور المؤسسة بالمجتمعات الصناعية الحديثة .
و قد أخذت الإدارة نفس الشكل في المؤسسات العمومية ، حيث يكون المنظم أو المسير فيها كعامل يتقاضى أجرته ، ولا علاقة له بالأرباح إلا في ما تمليه سياسة المؤسسة . و مع دخول الإعلام الآلي إلى المؤسسات وجد هناك إدارة أكثر دقة واتخذت أشكالا أكثر تطورا ، و سوف نتطرق إلى الإدارة و جوانبها المختلفة في المؤسسة ، و كذا التنظيم الداخلي لها في أجزاء منفصلة من هذا الكتاب .
5/ الموارد التكنولوجية : التكنولوجيا من المصطلحات التي تلفت الانتباه عند سماعها ، و تجعل المستمع يعطيها معاني و أدوارا في التطور الاقتصادي و الاجتماعي الذي شهدته تشهده البشرية باستمرار ،كما أن نفس المصطلح قد يعني العديد من المعاني والاستعمالات والأقسام .وفي كل الحالات فأن التكنولوجيا تجد مكان تحققها بالمؤسسة الاقتصادية إلى حد كبير ، وجزءا كبيرا من الإعداد والبحث والتنمية وبالتالي فنتائج ذلك تعود عليها في عدة جوانب وسوف نتناول التكنولوجيا وعناصرها ودورها في المؤسسة في عدد من النقاط ابتداءا من تعريفات لها أو أجزاءها :
1- تعريف التكنولوجيا ومكوناتها :يمكن أن ننظر إلى التكنولوجيا بأنها مفهوم معقد بدرجة التعقيد الذي تتميز به في مراحلها والجوانب المختلفة بها وهناك التقنية كعنصر منها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1)- التقنية : هناك الكثير من الخلط بين التكنولوجيا والتقنية وعادة ما يعرف بأحدهما الآخر إلا أن كل منهما يخـــــــــــتلف عن الآخر فالتقنية (LA Technique) عند JEAN FOURASTIE مثلا هي : " فن استعمال الموارد الطبيعية من أجل تلبية الحاجات المادية للإنسان ."
وهذا التعريف للتقنية يعني أنها ما يقوم به الإنسان في عملية اتصاله بالموارد البشرية من أجل استعمالها حسب حاجاته . فالتقنية لدى الإنسان البدائي هي استعمال الأدوات الحجرية التي كان ينحتها بيده وبواسطة أحجار أخرى لينتج منها رؤوس حراب لصيد الحيوانات أو مشارط حادة لقطع الأشجار وغيرها من استعمالات القطع أو لصناعة محراث لقلب الأرض . وهي كلها تظهر ما يضيفه الإنسان بفكره إلى الموارد الموجودة في الطبيعة ونتيجتها سوف تفيده في تلبية حاجاته بشكل أسهل وأكثر ملائمة بعد أن وجد أو أحس بحاجة إليها عند عدم توفرها .
ونفس المنطق ينطبق على مختلف مراحل تطور الإنسان إلى يومنا هذا وإلى المستقبل فالتقنية تتغير حسب درجة تطور الإنسان وحتى طبقا لظروف وجودها ومكانه ولها جانب كبير من الفن والتصور .
ونجد نفس المعنى تقريبا عند فيصل يشير حيث يعرف التقنية " كمجموعة الطرق المباشرة وغير المباشرة الإنتاج السلع الاستهلاكية الفردية والجماعية " . ولديه الطرق غير المباشرة في الإنتاج هي ما يعني إنتاج وسائل وأدوات الإنتاج ، كأداة عمل وتحويل للمواد من أجل الحصول على ما يلبي حاجاته وهي طرق الإنتاج المباشرة .
وإذا كان صاحبي التعريفين قد أعطيا معاني جد محددة للتقنية فهناك من يراه واسع المعاني وليس لديه تعريف واحد فمثلا لدى " JAQUES ELLUL" : "مصطلح التقنية بحد ذاته يشمل عددا من الظواهر وعدة معاني ولكن ما يجعل صعوبته هو أن هذه المعاني تعني حقائق مختــــــــــــــــــــلفة : من جهة حقائق واقعية (تقنية محرك التفجر à explosion) ومن جهة أخرى مواضيع دراسات علمية وأخيرا طبقات من التقنيات المختلفة مرتبة حسب الزمن ويبدو في البداية نعني بتقنية نوع من كيفـــــــــــية العمل(how to do) طريقة أو مجموعة طرق (procédés)، ولكن بسرعة وفي حالة ما الذي سوف يغلب هو الآلة وتطبيقاتها الصناعية ، التقنية أصبحت تعني طرق الانجاز واستعمال الآلات والكلام عادة عن التقنيات " .
وبنظرة عامة فإن مختلف هذه التعريفات ترتبط مباشرة بعملية الإنتاج وطريقتها ونتائجها باستعمال مختلف عوامل الإنتاج من أجل الحصول على منتوجات معينة تلبي حاجات الإنسان وهو ما يعني ارتباط التقنية بالمؤسسة وبالعمليات الاقتصادية فيها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
2)- التكنولوجيا : بخلاف التقنية وبساطتها في التعريف فإن التكنولوجيا تأخذ أكثر تعقيدا حيث عرفت بطرق مختلفة منها ما يرتبط بالعلم وتطبيقاته في الصناعة والاستعمال ومنها ما يرتبط بالطرق المستعملة في العمليات الاقتصادية وهناك ما يضيف جانب le savoir faire لدى الأفراد وهو مايرتبط بالرأسمال البشري فيعرف مثلا " jean perin" التكنولوجيا هي إذا المعرفة المنظمة المشكلة للتقنيات .وتتحد حسبه التكنولوجيا بمجموعة التقنيات كما تم التطرق إليها فيما سبق .
ومن بين التعريفات نجد " Root " يعرف التكنولوجيا بأنها " مجموعة المعارف التي يمكن أن تستعمل في إنتاج سلع وفي إنشاء سلع جديدة" .
3)- مكونات التكنولوجيا : حسب jeanperinفإن هذه المعارف يمكن احتوائها في المصانع والآلات ، و يمكن أن تسجل في وثائق مكتوبة (دفتر شروط ،خطط تقنية،شهادات براءة) ،أو يمكن أن يتحصل عليها الأشخاص(مهندسين،تقنيون وعمال). وهذا ما يؤدي إلى القول أن التكنولوجيا ليست فقط مجسدة في الآلات و طرق استعمالها في الإنتاج ، وما تعطيه في سلع،بل أيضا عليها أشخاص أو أفراد في المؤسسة من أجل استعمال و التجهيزات و الآلات ، و يمكن وجودها في وثائق مختلفة.و هذا المعنى في الواقع هو الاتجاه الموجود حاليا في تعريف التكنولوجيا حيث تشمل الأجهزة التي تحتوي على معارف وعمل متراكم و بحث معين سمح بالوصول إليه.
1)- الطرق و الأساليب :و هي الجوانب المتعلقة بتوجيه الإنتاج و النشاط الاقتصادي ككل في المؤسسة ،أو في منظمات حتى غير هادفة لإنتاج الربح مثل المؤسسة الاقتصادية،وهي مرتبطة بشكل كبير بطرق التسيير أو الإدارة عامة ،وجوانب تنظيم المؤسسة و تقسيم العمل و غيره و تتدخل فيه عدة عوامل اجتماعية و نفسية و ثقافية كما تم الإشارة إليه في تعريف المؤسسة كنظام اجتماعي .
2)- معرفة العمل (know how):ما يجتمع لدى الأفراد من إمكانيات و طاقات و معارف تسمح لهم بتوجيه الآلة و تنظيم الإنتاج،حيث كيفية العمل"هو نتيجة تراكم خلال السنوات من التجارب الإيجابية ،ولكن أيضا من الصعوبة و الأخطاء هذه العملية تراكمت في رأس و أيدي عدد محدد من الأفراد".
و ليس بعيدا عن هذا ، فإن الإدارة و تسيير الإنتاج، تعتبر إلى حد كبير تتمتع بالجانب الفني الذي يظهر قدرات الشخص المسؤول أو المدير و هو ما نجده عند تعار يف عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
الإدارة حيث تشمل جانبين : جانب علمي و جانب فني. و تلتقي إذن الإدارة مع التكنولوجيا في ما يتعلق بالـــــــــطرق و الأساليب و حتـــــــــــــى في معرفة العمل(le savoir faire) ،كما يلتقي هذا الجانب من جهة أخرى بتعريف أخر للتكنولوجيا لدى :"R.F.BIZEG":"التكنولوجيا هي معالجة (Traité) الفنون عامة أو أيضا تفسير المصطلحات خاصة لمختلف الفنون و الحرف."
ومعرفة العمل في الواقع تتجمع بالتكوين و التعليم ،و بالتدريب في المؤسسة أو في المعاهد أو مدارس متخصصة ،أو حتى بطرق فردية و تكوين ذاتي و هو ما يكون رأس المال البشري كما ذكر سابقا في الموارد البشرية ، و يجعل من الإنسان يختلف عن الأخر نظرا لم يتميز به من قدرات وطاقات تستعمل في الإنتاج أو في الإدارة ،أو في مجالات أخرى من الحياة ،و تعطي نتائج جد مختلفة و متباينة ، و هو الفرق الذ1ي كسبته المجتمعات المتطورة التي تستعمل أكثر و أكثر هذه العناصر.
و هناك من يقسم تقنيات التسيير إلى فروع ثلاثة : تقنيات المعلومات ،تقنيات التنظيم ،تقنيات اتخاذ القرار .و بكل من هذه الفروع الثلاثة ترتبط العديد من العناصر و التقنيات الفرعية ،مثل أنواع المحاسبة في لمؤسسة و ما تقدمه للإدارة، وكذالك التنظيم و تقنياته بعد ما قدمته مختلف التيارات الفكرية ابتداء من سميث و تايلور و غيرهم بالإضافة إلى عناصر أخرى لاتخاذ القرار ،و إعداد متابعته مثل تقنيات البرمجة الخطية ،تسيير المخزونان وغيرها.
و من جهة أخرى فإن احتواء التكنولوجيا على جوانب اجتماعية نفسية و ثقافية يجعل منها أداة لحمل خصائص و قيم و ثقافة،المجتمع الذي ينجوها و يكونها و هو ما قد كان سبب حديث و دراسات و تحليلات ،فيما يتعلق باستيراد التكنولوجيا و المشاكل المرتبطة بها ثقافيا ، أو من عدم تكييف المستخدمين و حتى المسيرين مع طرق الإدارة و أساليب الإنتاج في المؤسسات الصناعية المستوردة من الدول الصناعية الكبرى إلى دول شرقية أو دول متخلفة و هي جزء من أسباب عدم نجاحها في كل منهما . وقد عرف A.Ben Achenhou التكنولوجيا :"مجموعة قوى عمل مؤهلة مترابطة اجتماعيا ،و آلات في النظام الاقتصادي محدد بأساليب تنظيم داخلية و خارجية لوحدة العمل.
2- مراحل إنتاج التكنولوجيا: حتى يتم الوصول إلى تحقيق نوع جديد من الآلات أو من المنتوجات ،أو من طرق الإنتاج و غيرها، تمر العملية بعدة مراحل يمكن توزيعها إلى 3 أساسية : قاعدية ،تطوير ،تطبيقي و كل منهما يمكن تفريعها إلى أكثر من مرحلة حسب نوعية البحث و المنتوج المراد تحقيقه.و تتميز المرحلة الأولى لهذه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
السلسلة بالتكاليف المرتفعة و الطويلة و هي تصل إلى تكلفة عالية في المنتوج ،في حين أن المرحلة الأخيرة لها أهمية في المرور من مرحلة البحث إلى التصنيع ، و قد يستغرق وقتا معينا إبتداءا من التجارب و إنجاز النماذج ثم تجربتها في السوق بالعرض على مجموعات محددة من المستهلكين،و بعدة طرق و تقنيات ، و نجاح هذه المرحلة يؤدي إلى نجاح المنتوج الجديد بنسبة عالية .و تلعب وظيفة البحث- تنمية في المؤسسة دورا مهما وفعالا في ذالك .
3- أهمية التكنولوجيا في المؤسسة :تزداد هذه الأهمية باستمرار ،باعتبار المنتوج والآلة و العامل ، و هم العوامل المتحركة في المؤسسة ، بالإضافة إلى الطرق المستعملة كلها تساهم في تحقيق المنتوج و بالأشكال و الكميات المطلوبة من المستهلك و كل منها مرتبط بالتكنولوجيا المستعملة في المؤسسة ، و ترتبط بها كل من الإنتاجية و النوعية للمنتوج ، و هذا الأخير سوف يحدد الأرباح و مرد ودية المؤسسة، و يحدد درجة نجاحها في أداء دورها و استمرارها،و بالعكس الاختفاء و الانسحاب.
والمؤسسات اليوم تتنافس فيما بينها بالجودة والسعر في نفس الوقت ، وهما عنصران ينتجان عن مستوى التحكم في التكنولوجيا في مختلف أشكالها ، وليس فقط باستعمال آلات حديثة ، ومن جهة أخرى فتزداد أهمية التكنولوجيا من جانب ضرورة اهتمام المسيرين بها في عملية الاختبار المناسب منها ، إذ غالبا ما تتم باعتماد مقاييـــــــس مالية،وإهمال الجوانب الاجتماعية والنفسية وغيرها ، وهي جوانب قد يصل تأثيرها إلى حدود خطيرة جدا مثل توقف أو إفلاس المؤسسة .
كما أن المدير مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى ،بمعرفة كافية بالأساليب التقنية التي يتم استعمالها في المؤسسة وبجوانب الإنتاج الذي تقوم به وهو ما يتطلب أن يكون المدير ليس فقط ذا تكوين علمي إداري أو بدونه تماما أو يصل إلى المنصب بطرق غير معروفة وملتوية بل أن يكون ذا تكوين مزدوج سواء في معاهد متخصصة أو حتى داخل المؤسسة حسب الزمن الذي يقضيه فيها مع ضرورة تميزه بتكوين متخصص في التسيير .
كما أن عملية اختيار التكنولوجيا أو تغييرها في حياة المؤسسة ، تعتبر ذات أهمية كبيرة خاصة في ظروف السوق الحالية أين يكون التأثير في المؤسسة ليس في السوق الداخلية للبلد الموجودة فيه ، بل حتى من الأسواق الخارجية في إطار انفتاح الأسواق الداخلية للبلدان المختلفة على بعضها لتكون ســـــــــوقا واحدة ، أو ما يسمى بعولمة الاقتصاد . ولذلك فهناك عدة أخطار تنتج عن التنافس في حالة سوء اختيار التكنولوجيا المناسبة للوقت والسوق المناسبين ، إذ يمكن أن تغير المؤسسة منتجاتها بإدخال طرق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
وآلات جديدة ، بحثا منها في التحسن وتفادي أخطار المنافسة في حين أن النتائج قد تأتي بالعكس في حالة عدم الاطلاع الكامل على مختلف التكنولوجيات التي يستعملها المنافسون وما يمكن أن يتوجهوا إليه من تحسينات انطلاقا من سلوكهم في السوق .
وكذلك الاطلاع على مختلف مصادر التكنولوجيا والأبحاث التي تتم باستمرار في مختلف الجهات المتخصصة ، مثل الجامعات و المخابر المتخصصة ، والمجالات المتخصصة . وهذه العناصر تدخل في إطار الاتصال الدائم بالمحيط عن طريق نظام المعلومات في المؤسسة ، و محاولة جلب مختلف المعلومات و من مختلف المصادر الممكنة ، من أجل تمكنها من إعداد الجيد للقرارات ، وخاصة منها المهمة أو الإستراتيجية ، مثل ما يرتبط بتغيير أو تحسين التكنولوجيا المستعملة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
الخاتـــــــــمــة :
من خلال بحثنا في موضوع موارد المؤسسة الاقتصادية تبين لنا أنه لا يوجد شك في أن موارد المؤسسة في حالة توفرها و تظافرها مع بعضها البعض تلعب دورا كبيرا في تحقيق النمو والتطور ومنه فإن اعتقادنا أن مورد الإدارة و التنظيم رغم ما له من أهمية فإنه لا يمثل المورد الوحيد للمؤسسة ، فبغية كفاءة عملية الإنتاج في المؤسسة الاقتصادية يتحكم العمل دوما في توثيق و ربط العلاقة بين مختلف الموارد و الإنتاج ، وتوظيف كامل لكفاءة الموارد ، أي أن لكل مورد أثره على النشاط الاقتصادي للمؤسسة إذ يساهم كل منها بنسبة معينة في خلق ذلك المنتج، لذا وجب على المؤسسة إعطاء كل مورد أهمية خاصة به و العمل على ضمان تواجد هذه الموارد لتجنب حدوث ما بعرف بالمشكلة الاقتصادية و من هنا يمكن طرح تساؤل جديد و هو كيف يا ترى أن تحافظ المؤسسة على هذه الموارد ؟.
و في آخر بحثنا المتواضع نرجو أن نكون- بإذن الله – قد استوفينا و لو جزء بسيط للتعرف على ماهية بحثنا و عناصره و حتى نزيد في إثراء معلوماتنا و زملائنا و للإفادة و الاستفادة .
الفـــــهـــــــرس:
العنوان الصفحة .
المقدمة ………………………………………….. …………..ص1
المطلب الأول :
موارد المؤسسة الاقتصادية …………………………………..ص2
مكونات رأس المال ………………………………………….. ص3
الآلات والأدوات…………………………………… …………ص5
الأصول النقدية والشبه النقدية …………………………………ص6
الأصول المعنوية ………………………………………….. …ص7
المطلب الثاني:
مصادر تمويل المؤسسة ………………………………………ص8
المبحث الثاني :
مادة العمل (الطبيعة)………………………………….. …….ص14
أنواع المخزونان في المؤسسة الاقتصادية …………………..ص15
المطلب الثالث :
أهمية الموارد أو المخزونان في المؤسسة الاقتصادية………..ص18
المبحث الثالث :
العمل والموارد البشرية …………………………………….ص19
المطلب الأول:
تعريف العمل ………………………………………….. ….ص19
المطلب الثاني :
خصائص العمل البشري …………………………………..ص20
المطلب الثالث :
العمل لدى مفكري الإدارة………………………………….ص22
المطلب الرابع :
الموارد البشرية وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية ………………ص25
التنظيم والإدارة…………………………………… ……….ص28
الموارد التكنولوجية ……………………………………….ص28
أهمية التكنولوجيا في المؤسسة …………………………….ص32
الخاتمة……………………………………. ………………ص34
لتحميل الملف على شكل ورود من هنا
منذ مدة ابحث عليه هذا الموضوع
لكن لماذا لا استطيع نسخه والله محتااااااااااااااااجه
مفهوم الاتصال الخارجي في المؤسسة:
يعرفه مصطفى حجازي على انه حلقة وصل بين المؤسسة و المجتمع المحيط بها ، ففي كل مجتمع لابد من وجود مؤسسات و هيئات مختلفة ، قائمة لتحقيق غايات و وظائف معينة و لها صلات مع أفراد ذلك المجتمع ، لا تتمكن هذه المؤسسات من القيام بأعمالها ما لم تكن ثقة متبادلة بينها و بين جماهيرها ، هده الثقة لا تأتي عن طريق الصدفة ، لكن يجب ان تبنى على أسس متينة و خطط مدروسة تضمن لها البقاء ن لذلك فالاتصال الخارجي هو بناء ثقة الجمهور بالمؤسسة و المحافظة عليه.
يعني الاتصال الخارجي كل ما يرمز للاتصال و العلاقات الخارجية لمؤسسة ما.
أنواع الاتصال الخارجي في المؤسسة:
1-الاتصال المؤسساتي:
الاتصال المؤسساتي هو كل ما يتم بواسطة المؤسسة سواء تعلق الأمر بتقديم الأخبار عن نفسها أو عن نشاطاتها ، أو تأكيد حضورها أو التعريف بموقفها حول موضوع أو حدث يسمى نشاطها الخارجي.
2-الاتصال التجاري:
فهذا النوع من الاتصال الخارجي هو مجموع التعاملات التي تقوم بها المؤسسة مع محيطها الخارجي المرتبطة بتسويق السلع و الخدمات و حث مختلف الزبائن إلى اقتناء منتجاتها من خلال الإشهار و الترويج ، و لهذا لابد أن يكون الاتصال التجاري في مستوى راقي هذا الأخير تعكسه منتجات المؤسسة من خلال الجودة و النوعية.
يهدف الاتصال التجاري إلى: ترويج منتجات المؤسسة ، جلب الزبائن إلى المؤسسة ، فتح أسواق جديدة ، المنافسة.
3-الاتصال الاجتماعي:
يرى ميشال لوني أن الاتصال الاجتماعي هو أحد الأساليب التي يستعملها الإنسان في حل مشاكله ، فهو ركيزة لتغيير الآراء إلى الأفضل و تعديل السلوك المعاكس.
يعني الاتصال الذي توجهه المؤسسة للمواطنين ، الجماعات العامة ، المحلية و الوطنية ، و الإداريين الذي تتمنى المؤسسة خلق علاقات جيدة معهم.
وسائل الاتصال الخارجي في المؤسسة:
أ- وسائل العلاقات مع الصحافة.
ب- وسائل العلاقات العامة.
ج- وسائل تكنولوجية.
تقنيات الاتصال الخارجي في المؤسسة:
-العلاقات العامة
-الهوية المرئية
-الأعمال الخيرية
-الرعايةبالتوفيق للجميع
المبحث الأول: نظـرة حول الميزانيـة
المطلـب الأول: مفهـوم الميزانيـة (1)
إن أصل كلمة الميزانية هي أنجلو سكسونية) و تعني الحقيبة التي تحتوي على الوثائق المالية ، وقد أعطيت لها تعاريف مختلفة و خاصة ما جاءت به المراسيم التنفيذية الفرنسية خلال فترة الإستعمار .
أما المشرع الجزائري فقد عرف الميزانية في المادة رقم 60 من قانون 84 المرسوم التنفيذي رقم ( 17-18) وهذا نصها : ( تتشكل الميزانية العامة للدولة من إيرادات و نفقات النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية و الموزعة وفقا للأحكام التشريعية و التنظيمية المعمول بها )
يتضح لنا من نص المادة أن المشرع الجزائري قد عرف الميزانية العامة للدولة بمحتواها فقط ، دون الإشارة إلى مفهومي التقرير و الترخيص وهذا يعني أن الميزاينة هي مجرد وثيقة محاسبية أو جدول مالي يتضمنه قانون المالية ، وهذا الأخير هو الذي يقدر و يرخص النفقات و الإيرادات بالإضافة إلى هذا فإن قانون المالية هو الذي يحدد طبيعة الإيرادات و النفقات العمومية ، ونتيجة للتطور جاء تعريف تعديلي للميزانية العامة للدولة وذلك في المادة رقم 3 من قانون المالية لسنة 1990 ( المرسوم التنفيذي رقم 21- 90 ) وهذا نصها: ( الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية ، مجموع الإيرادات و النفقات الخاصة بالتسيير و الإستثمار و منها نفقات التجهيز العمومي و النفقات بالرأسمالي وترخص بها). (2)
(1): شبابكي سعدان : دراسة تحليلة و نقدية لنظام المحاسبة العمومية في الجزائر – جامعة منتوري ( قسنطينة)2001 / ص( 78)
(2): فهيمة باديس ، محاضرات في المحاسبةالعمومية،جامعة منتوري قسنطينة2000-2001 ص 27
المطلـب الثاني: مبادئ و خصائص الميزانيـة
1- مبادئ الميزانيـة:
هناك مبادئ أساسية للميزانية إتفق عليها مختصو المالية و تتلخص في مايلي:
و نقصد به أن الميزانية سنوية و تتعلق بسنة مالية بدايتها من 01 جانفي ونهايتها يوم 31 ديسمبر من نفس السنة وهي في الجزائر ، سوريا ، فرنسا أمافي بعض الدول تبدأ السنة المالية في 01 أفريل كما الحال في ألمانيا ، إنجلترا و تبدأ في جويلية بالنسبة للو.م.أ ، يتم غلق الحسابات بالنسبة لهذا المبدأ وفق طريقتين أو قاعدتين .
أ/- قاعـدة الـدورة: تعني أن كل النفقات يجب أن ترتبط بميزانية السنة التي أنشأت فيها النفقة و بالتالي عدم غلق حساب النفقات حتى السداد التام لكل النفقات الملتزم بدفعها و كذلك بالنسبة لحساب الإيرادات .
ب/- قاعـدة التسييـر : و حسبها أن كل النفقات يجب أن ترتبط بميزانية السنة التي سددت فيها دون الإهتمام بتاريخ ، نشوؤها و بالتالي إمكانية غلق و تسوية كل حسابات الدورة في نهاية السنة المدنية أي 31/12 من نفس السنة، وهي القاعدة المتبعة في الجزائر وذلك حسب النص التالي ( يدرج في ميزانية السنة المالية الإيرادات المحصلة فعلا وكذا النفقات المقبول دفعها بصفة نهائية من طرف محاسب عمومي خلال السنة المالية المناسبة. (1)
1-2/ مبدأ الشموليـة : (2)
ونقصد بها المبدأ أن تشمل ميزانية المؤسسة العمومية جميع إيراداتها و جميع نفقاتها دون أي نقصان أو إقتطاع وذلك مهما كانت طبيعتها أو مصدرها و يضم المبدأ قاعدتين هما:
أ/- وجوب إتباع الناتج الخام( عدم إجراء مقاصة): إذ يمكن إجراء كل عمليات المقاصة الممكنة بين الإيرادات والنفقات كأن يسجل ضم الإيرادات الناتج الصافي للضرائب بعد خصم مصاريف التحصيل وتسجل ضمن النفقات.
للأعباء الصافية للمصالح بعد خصم الإيرادات الناتجة عن نشاط هذه المصالح و هي ما تسمى طريقة الناتج الصافي ، كما يمكن تسجيل الإيرادات و النفقات خاما أي دون إيجاد مقاصة بينها و هي ما تسمى طريقة ” الناتج الخام” و هو ما يعتمد عليه مبدأ الشمولية .
ب/- عدم التخصيص : ” لا يمكن تخصيص أي إيراد لتغطية نفقة خاصة إذ تستعمل موارد لتغطية نفقات الميزانية العامة للدولة بلا تميز” (3)
(1):المادة 7 من قانون 84/17 المتعلق بقوانين المالية المؤرخ في 07/07/1984
(2): مطبوعة خاصة للأستاذ أونيسي العياشي
(3): المادة 8 من قانون 84/17 ، مرجع سبق ذكره
ج/- الإ ستثناءات عن هذا المبـدأ:
– الميزانيـة الملحقـة
– الحسابات الخاصة بالخزينـة المساهمات الخاصـة
– رسـم التعويـض
– رسـوم شبه الخزينـة
1-3/ مبـدأ الموازنـة:
و يعني أن تكون مجموع النفقات تساويا لمجموع الإيرادات إذ لا يعقل أن تضع النفقات دون أن تكون مغطاة بغطاء مالي كافي ، و نشير هنا إلى عدم ضرورة تغطية نفقات المؤسسة بإيراداتها الخاصة ، بل أن الأغلبية المطبقة من المؤسسات العمومية ذات الطابع الغير الربحي تعتمد في تسيير شؤونها على الدعم الذي تقدمه لها الدولة و الذي يسجل في جانب الإيرادات من ميزانية المؤسسة تحت عنوان “مساهمة الدولة”
1-4/ مبـدأ الوحـدة:
تشمل الميزانية الوثيقة التي تشمل على النفقات و الإيرادات بمعنى عدم تقديم وضعية الإيرادات والنفقات في شكل ميزانيات متعددة لكل منها إيراداتها الخاصة .
” أما إذا قدمنا الميزانية إلى المجلس دفعات و لكن بدون أن تكون لكل قسم منها موارد خاصة أو أن تقدم إليه ميزانية الإيرادات على حدى أو ميزانيات النفقات على دفعات و هذا لا يعني أن ثمة ميزانيات متعددة طالما الإيرادات مجموعة كلها في جدول واحد شامل”. (1)
ويستند في تبرير ضرورة إحترام القاعدة و الإحتفاظ بها إلى عدة نقاط إيجابية منها إمكانية الإطلاع الفعلي على توازن الميزانية فلا يحتاج الأمر إلى فحص وثائق متعددة إذ يكفي مقارنة مجموع النفقات بمجموع الإيرادات المسجلة في وثيقة واحدة.
ورغم إيجابيات هذا المبدأ فإنه يعترض عارضتين هما:
بعض المرافق ذات الطابع الصناعي تستوجب وضع الميزانية الخاصة التي تمكن من تقدير جيد لمردوديتها و منحها إمكانية التحويل الذاتي إلى جانب أن نفقات المصالح الصناعية و التجارية والإستثمارية لها أوضاع و حاجات خاصة .
عملية الجمع التي تتم بين مبالغ ليس لها نفس الطبيعة كانت تظم نفقات نهائية ، و نظرا لهذين الإعتراضين ظهر تعديل مزدوج و يتمثل في الميزانيات الملحقة و الحسابات الخاصة بالخزينة.
(1):الدكتور حسن عواضة ، المالية العامة ، طبعة4 ، دار النهضة العربية بيروت 1978 ص71،72
أ/- الميزانيات الملحقة : (1)
هي ميزانية ذات إيراد خاص توضع عادة للإدارات والمرافق العامة ذات النشاط التجاري والصناعي، الثقافي، الإجتماعي تلحق بالميزانية العامة للدولة و هي تخضع لنفس الإجراءات التي تخضع لها الميزانية العامة إلا إنها تتمتع بالإستقلال دون الإستقلال الشخصي أو الإعتباري عن الدولة .
ب/- الحسابات الخاصة للخزينة : تشمل الأصناف التالية:
حسابات التخصيص الخاص: ” تدرج في حسابات التخصيص الخاص للعمليات الممولة بواسطة الموارد الخاصة على إثر إصدار الحكم في قانون المالية و يمكن أن تتم موارد حسابات التخصيص الخاص بحصة مسجلة في الميزانية العامة للدولة ضمن الحدود المبينة في قانون المالية “(2)
الحسابات التجارية : ” تدرج في الحسابات التجارية من حيث الإيرادات و النفقات للمبالغ المخصصة لتنفيذ عمليات ذات الطابع الصناعي أو التجاري تقوم بها المصالح العمومية التابعة للدولة بصفة إستثنائية و يحدد قانون المالية سنويا المبلغ الذي يمكن ضمن حدوده دفع النفقات المتعلقة بالعمليات المناسبة لما تتجاوز هذه النفقات المتعلقة بالعمليات المناسبة لما تتجاوز هذه النفقات المبالغ المحصلة فعلا بالنسبة لمجمل الحسابات التجارية”. (3)
حسابات التسبيقات : ” تتبين حسابات التسبيقات من خلال عمليات منح التسبيقات أو تسديدها والتي يرخص للخزينة العمومية بمنحها في حدود الإعتمادات المفتوحة لهذا الغرض .
تعوض التسبيقات الممنوحة من طرف الخزينة العمومية للهيئات العمومية من الفوائد مالم ينص حكم من قانون المالية على خلاف ذلك ، ويجب تسديدها ضمن أجل أقصاه سنتان”. (4)
حسابات القروض : ” تدرج في حسابات القروض الممنوحة من طرف الدولة في حدود الإعتمادات المفتوحة لهذا الغرض ، أما في إطار عمليات جديدة ، أو في إطار دعم التسبيقة تكون القروض من طرف الخزينة منتجة لفوائد مالم تنص أحكام قانون المالية على خلاف ذلك..” (5)
حسابات التسوية مع الحكومات الأجنبية : ” تدرج العمليات المنجزة تطبيقا للإتفاقيات الدولة المصادق عليها قانونا في حسابات التسوية مع الحكومة الأجنبية ..” . (6)
(1): د – فوزي عطوة ، المالية العامة ، منشورات الحلبي الحقوقية 2022 ص 350.
(2): المادة 56 من قانون المالية 1984 من المرسوم التنفيذي (17/18).
(3)،(4)،(5)، (6): المواد 58،20،61،54 ،من قانون 84/17 ن مرجع سبق ذكره.
1-5/ مبدأ عدم تخصيص الإيراد: وهي ذلك أن الإعتمادات لا تمنح للمؤسسات و الهيئات العمومية على شكل كتلة مالية واحدة بل تمنح بصورة مفصلة بحيث يخصص كل إعتماد
لتغطية نوع معين من النفقات إذ ” تخصص الإعتمادات و توزع حسب الحالات على الفصول أو القطاعات التي تتضمن النفقات حسب طبيعتها أو غرض إستعمالها وفقا لمدونات تحدد عن طريق التنظيم..”(1)
2- خصائص الميزانيـة: (2)
1- وثيقـة محاسبيـة: ونقصد بذلك أن الميزانية تخضع للشكليات المحاسبية التي يفرضها نظام المحاسبة العمومية على كل مؤسسة عمومية ذات طابع إداري والتي تعتمد في مسك محاسبتها على تقسيم الميزانية إلى جانبين أولها خاص بالإيرادات والثاني خاص بالنفقات وكل جانب مقسم إلى فصول وكل فصل إلى أبواب وكل باب إلى مواد وكل مادة إلى فقرة .
2- وثيقـة تقديريـة: بالرغم من أن العناصر الموضوعية التي تعتمد عليها الميزانية إلا أنها تبقى متميزة بعدم اليقين لأنها مجرد أرقام تقديرية تستوجب التنفيذ للتأكد من صحتها و دقتها ، ويرجع سبب ذلك للتغيرات الخارجية المتعددة و التي لها تأثير مباشر على عناصر الميزانية .
3- أنها مساعدة على إتخاذ القرار: نظرا لطبيعة و مميزات المعلومات التي تتضمنها الميزانية والتي تسمح بالتغير عن كل الإمكانيات المتاحة بطريقة مبسطة ومعبرة وسهلة .
التحليل ، فإن مسؤولي المؤسسات يعتمدون في إتخاذ قراراتهم بصفة أساسية على معطيات الميزانية .
4- أنها برنامج العمل الذي تعتزم الحكومة تنفيذه: فهي لهذا الغرض تبنى على دراسات تضع نصب أعينها إمكانيات التغير و إتجاهات المتغيرات الدولية و المحلية، فهذا البرنامج الذي يتعلق بالمستقبل فهو تقدير للحكومة لما تعتزم إنفاقه و ماتتوقع تحصيله من إيراد خلال السنة القادمة، ولهذا التقدير طرقه وأساليبه الأمر الذي يستدعي الإحاطة بأحداثها و إستخدام أسسها وهذه الخاصية كانت سائدة في الفكر الكلاسيكي ،أما الفكر المالي الحديث فبرنامج العمل متكامل بجانبيه الإنفاقي والإيرادي يؤثر كل منهما على الآخر و يتأثر به.
5- أنها برنامج لتحقيق أهداف المجتمع : الميزاينة كسياسة إقتصادية متكاملة تتأثر بمتغيرات الإقتصاد القومي والعالمي و تؤثر فيها، ومن ثم يصبح تقسيم الميزانية هنايقدره بأفضلية آثارها في تحقيق أهداف المجتمع ، يصبح هذا لتحديد هدف البرنامج معيارا يتحتم على السلطة أن تضع نصب أعينها في تحضير وإعداد الميزانية و معيارا يلزم السلطة التشريعية بالرجوع من توافره و أتباعه و تنفيذه في كامل المراحل.
(1) : المادة 59 ،من قانون 84/17 ن مرجع سبق ذكره.
(2): الصادق الأسود : المحاسبة العمومية كأداة و مراقبة و تسيير ، جامعة منتوري قسنطينة97/98 ص 95.
6- أنها برنامج عمل السنة المقبلة: فنظرا لكون الميزانية يتم إعدادها في أشهر ، 6 أشهر ، و أيضا في 10 أشهر ، 19 شهرا ، فإنه إستقر مفهوم الميزانية على أن مدتها سنةعلى كامل المشروعات الخاصة والعامة حدا طبيعيا لإعداد ميزانيتها و إحتساب نتائج أعمالها و تحديد أرباحها ،.و تحديد فترة السنة كأنسب فترة في الأحوال العادية و هذا لا يعني أن تبدأ السنة من 01 جانفي ( بداية السنة ) فكل دولة تحدد بداية سنتها المالية لما يتناسب مع ظروفها السياسية و الإقتصادية ومكانتها الإدارية و العملية
– مراقبة الآداء: إن الميزانية بصفتها تعبر بشكل أو بآخرعلى برنامج عمل ، ونشاط مؤسسة لفترة زمنية محددة كمرجع لقياس حجم و نسبة ماتم إنجازه من خلال البرامج المسطرة خلال فترة زمنية معينة وذلك عن طريق المقارنة بين ماكان مقرر تحقيقه من جهة وما تحقق فعلا من جهة أخرى.
المطلب الثالث: الأعوان المكلفون بتسيير الميزانية
1- الآمر بالصرف: الآمرون بالصرف هم مبدئيا مدراء هيئات عمومية أي الأشخاص المكلفون بإدارة وتسيير هذه الهيئات حيث أن صلاحياتهم المالية ليست إلا مكملة أو تابعة لصلاحياتهم الإدارية، فهم إذا لا يملكون سلكا متخصصا يطلع بمهام التسيير المالي للهيئة و عليه يمكن القول أن الآمرون بالصرف هم المدراء ، ويمكن تعريف الآمر بالصرف بأنه كل شخص مؤهل لإثبات دين لهيئة عمومية و تصفيته و الأمر بتحصيله .
أ) أنـواع الآمرون بالصـرف:
أ1- الآمر بالصرف الرئيسي: هو الذي تخصص له الإعتمادات مباشرة و الترخيص بها في الميزانية ، مثل الوزير للدولة، و الوالي بالنسبة للولاية .
أ2- الآمر بالصرف الثانوي: هو الذي تفوض له هذه الإعتمادات من قبل الآمر بالصرف الرئيسي مثل : مدير مديرية الصحة و السكان.
ب) إختصاصـات الآمر بالصـرف:
تتمثل إختصاصات الآمر بالصرف في المحاسبة العمومية فيمايلي:
التسجيل التسلسلي لكل الطلبات في سجلات خاصة و التأكد من عدم وجود أخطاء محاسبية .
التأكد من أن عملية التصفية المستلمة بصفة قانونية و محاسبية سليمة.
التسجيل التسلسلي للفواتير و النفقات و متابعة ذلك و مراجعة أرصدة النفقات .
المراقبة والتأكد من أن الفواتير التي تم تصفيتها وفق إستحقاق معين قد أرصدت بشأنها حوالات .
التأكد عقب كل عملية من أن النفقة قد سلمت إلى فصلها أو مادتها
التسجيل التسلسلي للحوالات الصادرة في سجل النفقات الخاصة بذلك.
التأكد من أن أوامر التحصيل واجبة الصدور قد أنجزت ، و التأكد بعد ذلك من عملية التصفية المرتبطة بها.
التسجيل التسلسلي للإيرادات المحصلة في سجل التحصيل و هذا بعد التأكد منها .
التأكد من أن المدينين والمحاسب قد أحضر المستندات اللازمة المتعلقة بالإيرادات واجبة التحصيل.
ج) مسؤوليات الآمر بالصرف: للآمر بالصرف مسؤوليات و هي بالشكل التالي:
ج1- المسؤولية السياسيـة : تعتبر الميزانية المرآة العاكسة لسياسة الدولة ، و أداة لتنفيذها و تظهر آثارها النتائج السياسية الإقتصادية و الإجتماعية ، لذلك يخضع الوزراء الذين ساهموا بتوجيهاتهم السياسية في إعداد الميزانية و تنفيذها لمسؤولية سياسية .
وهي مسؤولية خاصة للوزراء و رؤساء البلديات فالوزير يمكن طلب عزله إذا إرتكب مخالفة في الميزانية و أعضاء المجلس الشعبي البلدي يمكن لهم سحب الثقة من رئيس المجلس الشعبي البلدي .
ج2- المسؤولية المدنية: يعتبر إستعمال أموال شخص لتعويض الضرر الذي يتسبب في عقوبة مدنية ومثل هذه المسؤولية تقع على عاتق الآمر بالصرف أثر إرتكابهم الأفعال لاشرعية أو خطأ في إستعمال الممتلكات المكتسبة من الأموال العمومية وهو ما يضر بالمصالح العمومية .
ج3- المسؤولية الجنائية: لكي تقوم المسؤولية الجنائية للآمرين بالصرف يجب أن تشكل المخالفة المالية التي إرتكبوها أثناء آداء مهامهم مخالفة جنائية و تظهر المسؤولية الجنائية في حالة معروفة و التي يعاقب عليها القانون الجنائي مثل : إختلاس الأموال العمومية ، الرشوة و التحصيل اللاشرعي…إلخ.
ج4- المسؤولية التأديبية: إن الأفعال اللاشرعية والأخطاء التي يرتكبها الآمرون بالصرف أثناء تأدية مهامهم تعرضهم إلى العقوبة التأديبية التي ينفذها المسؤول السامي الذي يشرف عليهم وهذه العقوبات هي عبارة عن : توبيخات ، ّإنذارات ، تخفيض في الرتبة…إلخ.
2- المحاسـب العمومـي :
أ) تعريف المحاسب العمومي: عرف ” جال مانيلي” المحاسب العمومي بأنه موظف أو عون عمومي المرخص له قانونا للتصرف في الأموال العمومية أو الأموال الخاصة المنظمة ، يبرز هذا التعريف ثلاثة عناصر أساسية لمفهوم المحاسب العمومي:
1- صفة الموظف أو العون العمومي : حيث أن كل المحاسبيين العموميين موظفون لدى الدولة أو لدى الهيئات العمومية الأخرى.
2- الترخيص القانوني : الذي يتمثل في تعيين المحاسبين العمومين أو إعتمادهم من طرف وزير المالية .
3- التصرف في الأموال العمومية كالذي يشمل أساسا تحصيل الإيرادات ورفع النفقات و حركة الأموال و القيم العمومية و حفظها.
ب) أنـواع المحاسـبون العموميـون:
1- المحاسبون الرئيسيون الذين يسألون مباشرة من قاضي الحسابات الذين يقدمون له حساباتهم السنوية التي تتضمن العمليات الخاصة بهم و عمليات المحاسبون الثانويين التابعين لهم،أما المحاسبون الثانويون فهم الذين يتولوا تجميع عملياتهم المحاسبون الرئيسين.
2- المحاسبون المتخصصون : هم المعنيون بتنفيذ العمليات المالية بعد مراقبة شرعيتها شخصيا و تحمل المسؤولية عنها ، وإعتبار أن لهم دور رئيسي المتخصصين يسمو أحيانا بمحاسبي الدفع.
3- المحاسبون القانونيـون: أي المعنيون قانونيا وهم وحدهم المخولون بالتصرف في الأموال و القيم العمومية أو الخاصة المنظمة.
ج) إختصاصات المحاسبون العموميون :
تتمثل إختصاصات المحاسبون العموميون في:
تحصيل الإيرادات الصادرة إليهم و تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم عن الآمر بالصرف أو المسددة إليهم مباشرة من طرف المدينين ، حسب طبيعة الإيراد و إجراءات التحصيل .
دفع النفقات (تنفيذ الأوامر) أو حوالات الدفع الصادرة إليهم عن الآمر بالصرف أو المستندات المقدمة لهم من قبل الدائنين أو بمبادرة منهم في بعض الحالات .
حفظ القيم و الأموال المملوكة للهيئات العمومية .
مسك المحاسبة التي تبرز العمليات المنفذة من قبلهم.
المحافظة على المستندات الخاصة بالإثبات و الوثائق المحاسبية .
د) مسؤوليـات المحاسـب العمومـي:
إن المحاسب العمومي مسؤول مسؤولية شخصية و مالية عن مجموع تصرفاته و أعماله الشخصية و خاصة:
ترتيب النفقات العمومية في ظروف غير شرعية .
حراسته و حفظه الأرصدة و قيم الهيئات العمومية .
تحريكه للأرصدة و القيم و قيامه بالحركات الحسابية .
محافظته على الوثائق و المستندات المثبتة للعمليات الحسابية.
قيامه بمهمة المحاسب للمنصب الذي يشغله.
وللتمييز بين المسؤولية الشخصية و المسؤولية المالية : فالمسؤولية الشخصية هي مسؤولة عن كل المخالفات المرتكبة في تنفيذ العمليات الخاصة بالميزانية أما المسؤلية المالية هي : مسؤولية عن كل نقص أو عجز في الأموال أو الصندوق أو القيم حيث يسدد الناقص أو العجز من ذمته الشخصية .
3- مبدأ الفصل بين المحاسب العمومي و الآمر بالصرف :
يعتبر الفصل بين مبادئ المحاسبة العمومية الأساسية و يخضع لعدة أسباب أهمها:
الوظيفتين تتعلقان بمهمتين مختلفتين : مهمة إدارية ومهمة مالية.
تجنـب تداخـل المهـام .
إختـلاف الكفـاءات .
أما مبررات المبدأ فتتمثل فيمايلي:
أ) تقسيـم المهـام ( التخصص) :
كل عملية متعلقة بالإيرادات أو النفقات هي إما عن دين للدولة لدى الغير مثل تحرير سند ، أو دين يقع على عاتق الدولة مثل تعيين موظف، في كلتا الحالتين لا بد من القيام بجملة من المهام الإدارية و المالية و بالتالي فإختلاف المهام يتطلب إختلاف الأعوان المكلفين بالإنجاز .
ب) المراقبـة المشتركـة :
الآمرون بالدفع يمسكون حسابات إدارية ( الإلتزام و الأمر بالدفع) أما المحاسبون فيمسكون حسابات التسيير ( دخول و خروج الاموال ، وهذا يسهل من عملية المراقبة بتحديد المسؤوليات ف الآمر بالصرف يراقب المحاسب و العكس صحيح).
ج) وحـدة النشـاط المالي :
بما أن كل الأموال العمومية توضع في حساب تحت مراقبة وزارة المالية فمن الطبيعي أن كلا من الآمر بالصرف و المحاسب يخضعان لسلطتها المباشرة .
أما فيما يخص بعض الإستثناءات للمبدأ فتتمثل في النفقات والإيرادات حيث توجد نفقات وإيرادات كلا منهما يشتركان في تنفيدها .
و الشيء نفسه للمحاسب توجد لديه نفقات و إيرادات خاصة بـه.
المبحث الثاني : النفقات و الإيرادات العمومية
المطلب الأول : مفهوم و تقسيم النفقات
1- مفهوم النفقات : إن القيام بأي إنفاق يتطلب توفر ثلاثة شروط هي وجود المال و شخص يقوم بالإنفاق وهدف يراد تحقيقه ، وتتوفر هذه الشروط في الإنفاق العام الذي تقوم به الدولة لكي تفي بإلتزاماتها فالنفقات العامة هي مبالغ نقدية أقرت من قبل السلطة التشريعية ليقوم شخص عام بإنفاقها في توفير سلع أو خدمات عامة و تحقيق الأهداف الإقتصادية و الإجتماعية. (1)
من هذا التعريف نستخلص أن النفقة العمومية تتميز بخاصيتين هما :
الخاصية الأولى: و تتمثل في الخاصية المادية و هي خروج مبلغ مالي من حسابات الدولة ( الخزينة ) ، قصد تسيير المصالح الحكومية و تحسين الظروف الإقتصادية و الإجتماعية .
الخاصية الثانيـة: هي تتمثل في الغاية من هذه النفقة ، و المتمثلة في تحقيق منفعة عامة. (2)
2/- تقسيم النفقات العمومية :
تتخذ النفقات صورا متعددة و متنوعة ، ويزداد هذا التنوع مع تزايد وظائف الدولة و تزايد مظاهر تدخلها في الحياة العامة ، إذا أردنا إعطاء تقسيمات للنفقات العمومية فنجد هناك نوعين، تقسيمات علمية أو نظرية وتقسيمات وضعية.
أ) التقسيمات العلمية أو النظرية:
وتقسم النفقات علميا من عدة روايات حسب نظرة كل باحث ، فمن حيث دوريتها تقسم إلى نفقات عادية و غير عادية أي دورية و غير دورية ، ومن حيث إنتاجيتها تقسم إلى نفقات إدارية و رأسمالية ، ومن حيث طبيعتها تقسم إلى نفقات فعلية أخرى محولة .
• النفقـات العاديـة والنفقـات الغير العاديـة :
وهو تقسيم لعلماء المالية ، و يقصد بالنفقات العادية تلك التي تتكرر كل عام بصفة دورية ،كرواتب الموظفين و النفقات الإدارية اللازمة لسير الإدارات العامة وهي نفقات تغطي بموارد عادية أما النفقات غير العادية : فهي التي لا تتكرر كل سنة أو تتكرر لكن على فترات متباعدة ، كنفقات التجهيز و الحروب والكوارث و غيرها ويرى أصحاب هذه النظرة أن هذه النفقات تغطى بموارد غير عادية كالقروض .
لكن هذا التقسيم لم يعد يتلائم مع المالية العامة الحديثة ذلك لأن النفقات غير العادية أصبحت أهم النفقات العادية كنفقات الطرق و المباني ، و المشاريع الإستثنائية والتي تكرر سنويا بنوعيها هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الموارد اللازمة لتغطيتها أصبحت غير عادية أصبحت مع كثرة اللجوء إليها لتغطية العجز المنظم في الميزانية من الإيرادات العادية .
(1): المالية العامة للدكتور علي محمد خليل و الدكتور سليمان أحمد اللوزي ص 89
(2): محاضرات في المحاسبة العمومية من إعداد فهيمة باديس ص 33
• النفقات الإدارية و النفقات الرأسمالية :
إن تقسيم النفقات حسب دوريتها إلى نفقات عادية و غير عادية أظهرت أوجه كثيرة للنقد مما جعل الإقتصاديين إلى وضع تقسيم جديد ليحل محل التقسيم السابق هذا التقسييم يميز بين النفقات الإدارية والنفقات الرأسمالية .
فالنفقات الإدارية أو ماتعرف بنفقات التسييرية أو الجارية وهي النفقات اللازمة لسير المرافق العامة للدولة كأجور العاملين وهذه النفقات تقتصر على ضمان سير الإدارة العامة و على إشباع الحاجات العامة الجارية و تزداد بزيادة نشاطات الدولة الإدارية و الإجتماعية والإقتصادية، إما النفقات الرأسمالية أو ما تعرف أيضا بالنفقات الإستثمارية التي تهدف إلى خلق سلع مادية يتولد عنها إزدياد الناتج الوطني الإجمالي و بالتالي إزدياد ثروة البلاد و يرى البعض أن هذا التقييم خاطىء ذلك لأن النفقة المنتجة ليست لها عائد مادي فقط بل هناك نفقات سميت غير منتجة تزيد من إيرادات الدولة بطريقة غير مباشرة مثلا: التكوين المهني .
• نفقـات فعليـة ونفقات محولـة:
تقوم هذه النفقات على أساس تحليل طبيعة النفقات التي تقوم بها الدولة ، فالنفقات الفعلية أو الحقيقة هي التي تنفقها الدولة من أجل الحصول على السلع و الخدمات اللازمة للحياة الإدارية وتسير المصالح العامة مثل راتب الموظفين ومستخدمي الدولة و شراء الآليات و المفروشات و الفوائد التي تؤديها عن قروض وبالتالي فهذه النفقات تمثل دخولا حقيقيا يحصل عليها أصحابها في مقابل ما قدموه للدولة من سلع و خدمات وبهذا فهي تؤدي إلى خلق دخول جديد.
أما النفقات المحولة و التحويلية و الناقلة ضمن التي تنفقها الدولة دون مقابل ودون الحصول على أي سلعة أو خدمة وغرض الدولة من هذه النفقات هو إعادة توزيع الثروة أو المداخيل بحيث تأخذ المال من بعض المكلفين بالضرائب ، وتقوم بتوزيعه على بعض الآخرين بدون أي مقابل وتتمثل هذه النفقات في المساعدات الإجتماعية المختلفة ، الضمان الإجتماعي ، التأمين ضد الشيخوخة ( البطالة و الإعانات الخيرية و الثقافية ).
ب) التقسيمـات الوضعـية:
تقسم النفقات العمومية في ميزانيتها العامة إلى عدة أقسام تختلف عن التقسيمات العلمية ، فتطور مهام الدولة بالإضافة إلى قضايا المالية جعلت تقسيم النفقة العامة يستند لتقسيم إداري أو وظيفي أو إقتصادي.
فالتقسيم الإداري يوزع النفقات على مختلف الإدارات حسب تنوعها:
– واردات
– رئاسة الجمهورية
– برلمان….إلخ .
أما التقسيم الوظيفي فهو يعتمد على وظائف الدولة و مهامها في مختلف النشاطات الإنسانية ، فهذا التقسيم يحدد نطاق الغرض الذي تسعى إلى تحقيقه الدولة من وراء النفقات العامة .
أما التقسيم الإقتصادي فيكون بالإستناد إلى التقسيم الإداري ووفقا لمهام مختلف مصالح الدولة بشرط أن توزع هذه المهام حسب تدخل الدولة في النشاطات الإقتصادية المختلفة و تقسم النفقات العمومية في الجزائر حسب نص المادة 23 من قانون رقم 84/17 المؤرخ في 17 جويلية 1984 كما يلي:
تشمل الأعباء الدائنة للدولة على مايلي :
– نفقـات التسييـر.
– نفقـات الإستثمـار .
– القـروض و التسبيقات.
المطلب الثاني : مفهوم و تقسيم الإيرادات العمومية:
1- مفهوم الإيرادات العمومية : إن الإيرادات العامة هي كل المداخيل الخاصة بالدولة من ضرائب و رسوم ، مداخيل الدومين العام ، القروض العامة ، وتهدف الإيرادات العامة إلى تغطية النفقات العامة وهذا المفهوم تقليدي لأنهم ينادون بحياد دور الدولة و إقتصار وظائفها على الحد الأدنى و الضروري لكن يحكم تطور هذه الوظائف و إتساع مجال تدخل الدولة في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية أصبحت الإيرادات العامة إحدى الدورات الخاصة بالتوجيه و التدخل في هذه الجوانب من الحياة ، كمحاربة التضخم و مواجهة الإستعمار و تخفيف الفوارق بين الدخول فهي إذن آداة لإعادة الثروات و المداخيل .
2-تقسيمات الإيراد العام: إن التعدد الذي شهدته مصادر الإيرادات العامة في العصر الحديث و التفرع في الأساليب أدى إلى إختلاف طبيعة الإيرادات و ذلك تبعا لنوع الخدمة العامة التي تقوم بها الدولة و نتيجة لكل هذا لقد حفل الفكر المالي بالعديد من المحاولات لتقسيم الإيرادات العامة ومن المعلوم أن هذه الأخيرة نجد صورها كقاعدة عامة في الدخل القومي ، ومهما تعددت التقسيمات للإيرادات العامة فهي لم تخرج عن كونها إيرادات” سياسية ” أو ” إيرادات إئتمانية”
أ) الإيرادات الإقتصاديــة:
تنقسـم بدورهـا إلى : – إيرادات أملاك الدولة ( الدومين ) .
– الثمـن العـام.
أ-1)إيرادات أملاك الدولة ( الدومين ): يطلق مصطلح الدومين على ممتلكات الدولة أيا كانت طبيعتها عقارية ومنقولة و أيا كان نوع ملكية الدولة لما عامة أو خاصة “ممتلكات خاصة”.
• الدومين العام : ويقصد به كل ممتلكات الدولة مخصصة للمنفعة العامة وذلك دون إستثمار لتحقيق الأرباح مثل : المباني المخصصة للإيرادات العمومية كمبنى الوزارة أو البلدية أو الغابات و الحدائق العمومية – لكن هذا لايمنع من تحقيق بعض الإيرادات من الدومين العام ، وهي ضئيلة في معظم الحالات و الغرض منها تغطية نفقات إنشاء هذه المرافق ، وهناك ميزانية خاصة بالدومين العام هي :
غير قابلة للتصرف.
غير قابلة للتقدم .
غير قابلة للعجز.
• الدومين الخاص : (1)و نعني به كل ممتلكات الدولة التي تستثمر لهدف الربح ، كالغابات المخصصة لإستغلال الخشب و الفلين والأراضي الزراعية أو البحرية المستغلة للصيد و الأنهار المستعملة في العبور و المؤسسات الإقتصادية القومية المختلفة ومن هذا الاخير يقسم الدومين الخاص إلى مايلي :
(1):الأستاذ حسين الصغير ، دروس المالية و المحاسبة العمومية ، دار المحمدية الجزائرية1999 ص 7
1- الدومين الزراعي : و يشمل كل المزارع المملوكة من طرف الدولة.
2- الدومين التجاري: و يشمل كل المؤسسات الحكومية ذات الطابع التجاري مثل الأروقة الجزائرية.
3- الدومين المالي : و نقصد به كل المؤسسات المصرفية و البنوك المملوكة من طرف الدولة.
أ-2) الثمـن العـام :
يطلق الثمن العام على ثمن السلع و الخدمات التي تبيعها المشروعات العامة الصناعية و التجارية ، وعلى ذلك فالثمن العام يمثل المقابل ، الذي تحصل عليه الدولة بمناسبة قيامها بنشاط تجاري أو صناعي ، ويعتبر أحد الوسائل التي تمكنها من تحقيق إيراد عام للدولة ، يتمثل في مقدار الأرباح التي تحققها من ممارسة بيع السلع و الخدمات للأفراد مع مراعاة تحديد ثمن الخدمة المقدمة للجماعة.
ب) الإيرادات الإئتمانية ( القروض العامة): (1)
هي تلك المبالغ النقدية التي تستدينها الدول أو أي شخص معنوي عام آخر من الغير أي من الأفراد أو البنوك أو الهيئات الخاصة أو العامة أو الدولية أو ملف الدول الأخرى.
ج) الإيرادات السيادية :
هي تلك الإيرادات التي تحصل عليها الدولة جبرا من الأفراد بمالها من حق السيادة و تشمل الضرائب و الرسوم و مقابل التحسين و الغرامات المالية و التعويضات و القرض الإجباري و سنكتفي في دراستنا على النوعين الأول و الثاني لكونهما المورد الأساسي الذي تعتمد عليه الدولة .
(1) :د- أحم
المبحث الأول: مفهوم وخصائص المؤسسة الاقتصادية
تمهيد
المطلب الأول: مفهوم المؤسسة الاقتصادية كنظام مفتوح
المطلب الثاني: خصائص المؤسسة كنظام مفتوح
المطلب الثالث: أهداف المؤسسة الاقتصادية
المبحث الثاني: تصنيف المؤسسة الاقتصادية
تمهيد
المطلب الأول: تصنيفات المؤسسات الاقتصادية حسب المعيار القانوني
المطلب الثاني: تصنيفات المؤسسة حسب معيار الحجم
المطلب الثالث: تصنيفات المؤسسة الاقتصادية حسب المعيار الاقتصادي المبحث الثالث: الهيكل التنظيمي في المؤسسة وعلاقته بالبيئة
تمهيد
المطلب الأول: الهيكل التنظيمي في المؤسسة
المطلب الثاني: وظائف المؤسسة
المطلب الثالث: المؤسسة الاقتصادية والبيئة
خــــــــــــاتمـــــــــــة
المقدمة:
لقد شغلت المؤسسة الاقتصادية حيزا معتبرا في كتابات وأعمال الاقتصاديين بمختلف اتجاهاتهم الاديولوجية، وهذا باعتبارها النواة الأساسية في النشاط الاقتصادي للمجتمع.
ووصول المؤسسة لشكلها الحالي كان كنتيجة لعدة تغيرات وتطورات متواصلة ومتوازية مع التطورات التي شهدتها النظم الاقتصادية والاجتماعية والحضارات البشرية منذ أن تمكن الإنسان من الاستقرار
ويمكن أن نتابع تطورات المؤسسة الاقتصادية ابتدءا من الإنتاج الأسري البسيط (المجتمع البدائي) إلي الظهور الوحدات الإنتاجية ثم الثورة الصناعية .
أما المؤسسة في القرن الواحد والعشرين فهي تعمل في ظل اقتصاد عالمي البقاء فيه للأقوى، وعالم تسيطر عليه التقنية العالية والتكنولوجية المتطورة واتساع دائرة المنافسة وعدم اليقين الاقتصادي حيث أصبحت المؤسسة أكثر حذرا حيث تعتمد المرونة لتواجه الضر وف المستقبلية، وكون السوق أصبحت أكثر تنافسية تحاول فيه المؤسسات الاقتصادية تلبية الطلب المتزايد،مع الحفاظ على جودة المنتوج والتكلفة المنخفضة مع وقت اقل ما يمكن.
كما أن المؤسسة الاقتصادية تمثل الأداة في إحداث تنمية وتقدم أي اقتصاد كان، فهي قبل كل شيء خلية انتاج يتم فيها تجميع وتوليف بعض العناصر الاقتصادية، إضافة إلى ذلك تعتبر موجود وضيفي للتعبير عن القدرات الفكرية والتصورية والإبداعية في ميدان انتاج السلع وتقديم الخدمات، وانطلاقا مما سبق يمكن تشبيه المؤسسة الاقتصادية بالكائن الحي، كونها تمثل إطارا منضما لالتقاء وتفاعل مجموعة من الوظائف المتأتية من مجموعة من الوسائل المادية والجهود البشرية في سبيل تلبية الطلب، وهي تخضع في دورانها إلى منطق التأثير والتأثر، أي على نظام علاقات التكيف والاندماج مع محيطها فيما يخص تحديد الأهداف وتخصيص الموارد لتنفيذها…الخ، والهدف الأساسي من الوجود الوظيفي للمؤسسة الاقتصادية هو البقاء عن طريق الربح والنمو، ولتجسيد كل ذلك لابد من إيجاد قالب تنظيمي يضمن التوزيع المتناسق بين الأدوار والوظائف داخل المؤسسة بصفة تكاملية وتآزرية، وكذا يجب تبني نمط تسيير استراتيجي يتصف بالفعالية والكفاءة والرشاد.
ويتجسد كل ذلك في إطار النظام المفتوح للمؤسسة الاقتصادية حيث موضوع البحث المتناول والذي تتبلور إشكاليته في صيغة الأسئلة التالية:
ماهية المؤسسة الاقتصادية في ظل النظام المفتوح ؟ وفيما تتمثل أهدافها العامة ؟ وما مدى تأثرها بالمحيط ؟
ولتنوير الموضوع أكثر نصبغ الفرضية التالية حيث تمثل الإجابة أكثر احتمالا للأسئلة التي طرحناها في الإشكالية وهي:
• المؤسسة هي وحدة اجتماعية، اقتصادية، وكذا وحدة لاتخاذ القرار ولها مصادر وموارد حسب طبيعتها ونوع المؤسسة كما لها أهداف تطمح إلى تحقيقها وأهم هدف هو تحقيق الربح وكذا المحافظة على الوجود الدائم والمستمر للمؤسسة.
ومن أجل إثبات صحة الفرضيات المتبناة استعملنا كلا من المنهج التاريخي و الإستقصاءى والإستقراءي والاستنباطي وتبعا لذلك قسمنا البحث إلى ثلاث مباحث:
المبحث الأول: المؤسسة الاقتصادية وأهدافها: وتطرقنا فيه إلى: مفهوم، خصائص، أهداف، المؤسسة الإقتصادية كنظام مفتوح
المبحث الثاني: تصنيف المؤسسة الاقتصادية: وتطرقنا من خلاله إلى: تصنيف المؤسسة حسب معيار: الحجم، النشاط، والقانون.
المبحث الثالث: الهيكل التنظيمي في المؤسسة وعلاقتها بالبيئة وجاء فيه:الهيكل التنظيمي في المؤسسة، وظائف المؤسسة، المؤسسة الاقتصادية والبيئة.
المبحث الأول: مفهوم وخصائص المؤسسة الاقتصادية
تعتبر المؤسسة الاقتصادية الحديثة النواة الأساسية في النشاط الاقتصادي للمجتمع كما أنها تعبر عن علاقات اجتماعية، لان العملية الإنتاجية داخلها أو نشاطها بشكل عام،يتم ضمن مجموعة من العناصر البشرية متعاملة فيما بينها من جهة ومع العناصر المادية والمعنوية الأخرى من جهة ثانية كما يشمل تعاملها المحيط.
وكنتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية السريعة في القرن العشرين خاصة الأمر الذي أدى إلى إعادة النظر في طرق وكيفيات التنظيم الاقتصادي سوءا على المستوى الكلي أو الجزئي.
كما أن المؤسسة الاقتصادية قد شمل دورها مجالا واسعا فبالإضافة إلى الدور الاقتصادي والاجتماعي تطور دورها إلى الناحية السياسية (الشركات المتعددة الجنسيات) ثم إلى الناحية العسكرية والعلمية (مخابر البحث والتطوير) أيضا.
المطلب الأول: مفهوم المؤسسة الاقتصادية كنظام مفتوح
لقد قدمت للمؤسسة الاقتصادية العديد من التعاريف في مختلف الأوقات وحسب الاتجاهات والمداخل.
إلا أن حصر كل أنواع المؤسسات وفروعها الاقتصادية وبأحجامها وأهدافها المختلفة في تعريف واحد يكون صعبا للغاية وهذا يعود لعدة أسباب نذكر منها:
– التطور المستمر الذي شهدته المؤسسة الاقتصادية في طرق تنظيمها بالإضافة إلى تشعب واتساع نشاط المؤسسة الاقتصادية سوءا الخدمية منها أو الإنتاجية، دون أن ننسى الاتجاهات الاقتصادية أو الإيديولوجيات المتناقضة ويظهر ذلك جليا من خلال التعاريف التالية:
يعرفها تريوشي ًالمؤسسة هي الوحدة التي تجمع وتنسق فيها العناصر البشرية والمادية للنشاط الاقتصاديً .
أما بالنسبة لماركس ًفالمؤسسة الاقتصادية تكون متمثلة في عدد كبير من العمال يعملون في نفس الوقت تحت إدارة نفس راس المال وفي نفس المكان من اجل إنتاج نفس السلعً( )
نلاحظ ن خلال هذين التعريفين أن المؤسسة هي وحدة إنتاجية وهذا غير كامل لان المؤسسة قد تتكون من عدة وحدات وقد تتوزع هذه الأخيرة في أمكنة مختلفة، كما نجد أيضا في التعريف الثاني أن المؤسسة تستعمل عددا كبيرا من العمال وكان المؤسسة لايمكن أن تقوم إلا بعدد كبير من العمال.
كما أن التعريف الثاني يشير إلى أن المؤسسة تنتج نفس النوع من السلع في حين نجد أن المؤسسة قد تنتج أنواعا مختلفة من السلع .
وعليه نستطيع القول أن هذين التعريفين لا يقدمان مفهوما شاملا للمؤسسة الاقتصادية، وهذا نظرا ربما للزمن الذي قدما فيه، بحيث نجد الذين جاءوا بعدهما يعطون تعريفات أكثر شمولا.
فنجد (françois peroux)ٌ يعرف المؤسسة على أنها شكل إنتاج بواسطته وضمن نفس الذمة تدمج أسعار مختلف عوامل الإنتاج المقدمة من طرف أعوان متميزين عن مالك المؤسسة، بهدف بيع سلعة أو خدمات في السوق من اجل الحصول على دخل نقديٌ
ويقدم أيضا ٌالمؤسسة هي منظمة تجمع أشخاصا ذوي كفاءات متنوعة تستعمل رؤوس أموال وقدرات من اجل إنتاج سلعة ما والتي يمكن أن تباع بسعر أعلى من تكلفتهاٌ.( )
نلاحظ من خلال هذين التعريفين أنهما أكثر اتساعا من سابقيهما ، حيث يحدد فيهما هدف المؤسسة من نشاطها .
إلا هذين التعريفين لم يتطرقا إلى الناحية القانونية للمؤسسة والتي نجدها في التعريف التالي لصاحبه (m. lebreton) ٌكل ٍشكل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا، والذي يقترح نفسه لإنتاج سلع أو خدمات للسوق ٌ
إذن نلاحظ أن هذا التعريف يركز على استقلالية المؤسسة.
ومن خلال التعاريف السالفة الذكر يمكننا استنتاج التعريف التالي:
“المؤسسة هي كل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا في إطار قانوني واجتماعي معين هدفه دمج عوامل الإنتاج من اجل: إنتاج/تبادل السلع أو خدمات مع أعون اقتصاديين آخرين بغرض تحقيق نتيجة ملائمة، وهذا ضمن شروط اقتصادية تختلف باختلاف الحيز الزماني والمكاني الذي يوجد فيه، وتبعا لحجم ونوع نشاطه.”
المطلب الثاني: خصائص المؤسسة كنظام مفتوح
يمكن تلخيص أهم المميزات فيما يلي:
1- مستوى الدراسة: مفهوم النظام المفتوح يمكن أن ينطبق على مجموعة صناعية أو على مؤسسة من هذه المجموعة، أو على ورشة أو منصب عمل
2- حدود الأنظمة: قد تكون هذه الحدود مادية (جدران مؤسسة أو ورشة…الخ) أو زمنية عند انقطاع التيار الزمني (بين مجموعة تعمل صباحا وأخرى تعمل مساءا )
ويمكن أن توجد الحدود موضع وجود انقطاع اجتماعي، تقني مثل طبيعة التكنولوجيا المستعملة.
وعليه يمكن وصف المؤسسة كنظام مفتوح لان:
1- المؤسسة مكونة من أقسام مستقلة مجمعة حسب هيكل خاص بها.
2- لأنها تملك حدودا تمكنها من تحديدها وتفصلها عن المحيط الخارجي.
3- وهي نظام مفتوح لأنها تتكيف بوعي مع متغيرات المحيط بفعل القرارات المتخذة من طرف مسييريها بواسطة نشاطات أعضائها.
المطلب الثالث: أهداف المؤسسة الاقتصادية
يسعى منشئو المؤسسات الاقتصادية إلى تحقيق عدة أهداف، تختلف وتتعدد حسب اختلاف أصحاب المؤسسات وطبيعة وميدان نشاطها، ولهذا فهي تتداخل وتتشابك فيما بينها: ونستطيع تلخيصها فيمل يلي:
• الأهداف الاقتصادية.
• الأهداف الاجتماعية.
• الأهداف الثقافية والرياضية.
• الأهداف التكنولوجية.
أ) الأهداف الاقتصادية )
1. تحقيق الربح: لايمكن أن يستمر وجود مؤسسة مالم تستطيع تحقيق مستوى أدنى من الربح، والذي يمكنها
من رفع رأسمالها وتوسيع نشاطها والصمود أمام المؤسسات الاقتصادية المنافسة.
2. عقلنة الإنتاج: يتم ذلك بالاستعمال الرشيد لعوامل الإنتاج، ودفع إنتاجها بواسطة التخطيط الجيد والدقيق للإنتاج والتوزيع بالإضافة إلى مراقبة عملية تنفيذ هذه الخطط والبرامج.
3. تحقيق الاستقلال الذاتي للمؤسسة الاقتصادية.
4. التكامل الاقتصادي على المستوى الوطني.
5. تقليلا الواردات من الموارد الأولية، وتشجيع الصادرات من الفائض في المنتوجات النهائية عن الحاجات المحلية.
6. الحد من الواردات خاصة السلع الكمية.
7. إنتاج سلع معتدلة الثمن.
8. تلبية حاجات المستهلكين المحليين.
ب) الأهداف الاجتماعية( )
1. ضمن مستوى مقبول من الأجور: يعتبر العمال في المؤسسة من المستفيدين الأوائل من نشاطها، حيث يتقاضون أجورا مقابل عملهم بها، ويعتبر هذا المقابل حقا مضمونا شرعا وعرفا، إذ يعبر العمال عن العنصر الحيوي والحي في المؤسسة.
2. تحسين مستوى معيشة العمال: إن التطور السريع الذي شهدته المجتمعات في الميدان التكنولوجي يجعل العمال أكثر حاجة إلى تلبية رغبات تتزايد باستمرار، بالإضافة إلى التطور الحضاري لهم ولتغير أذواقهم وتحسنها.
3. إقامة أنماط استهلاكية معينة: تقوم المؤسسات الاقتصادية عامة بالتصرف في العادات الاستهلاكية لمختلف طبقات المجتمع، وذلك بتقديم منتجات جديدة بواسطة التأثير على أذواقهم عن طريق الإشهار والدعاية سوءا لمنتجات قديمة أو جديدة، وهذا ما يجعل المجتمع يكتسب عادات استهلاكية غالبا ما تكون في صالح المؤسسة.
4. توفير تأمينات ومرافق للعمال: مثل التأمين الصحي، التأمين ضد حوادث العمل، التقاعد…الخ
5. امتصاص الفائض من العمالة.
ج) الأهداف الثقافية والرياضية:
1. توفير وسائل ترفيهية وثقافية: تعمل المؤسسة على اعتياد عمالها على الاستفادة من وسائل الترفيه والثقافية مثل المسرح، المكتبات والرحلات نظرا لما هذا الجانب من تأثير على مستوى العامل الفكري مما ينعكس على عمله وأدائه داخل المؤسسة.
2. تدريب العمال المبتدئين ورسكلة القدامى: مع التطور السريع الذي تهده وسائل الإنتاج فإن المؤسسة تجد نفسها مجبرة على تدريب عمالها الجدد تدريبا كفيلا بإعطائهم إمكانية استعمال هذه الوسائل واستغلالها بشكل جيد عقلاني، كما أن عمالها القدامى يجدون أنفسهم أمام آلات لا يعرفون تحريكها أحيانا مما يضطر المؤسسة إلى إعادة تدريبهم عليها، أو على الطرق الحديثة في الإنتاج والتوزيع وهو ما يدعى بالرسكلة وكل هذا يدعو إلى استعمال الكفاءات جيدا.
3. تخصيص أوقات للرياضة: تعمل المؤسسات خاصة الحديثة منها على إتباع طريقة في العمل تسمح للعمل بمزاولة نشاط رياضي في زمن محدد، هذا بالإضافة إقامة مهرجانات للرياضة العمالية، مما يجعل العامل يحتفظ بصحة جيدة ويتخلص من الملل، وهي عناصر جد مفيدة في الاستعداد للعمل والتحفيز ودفع الإنتاج والإنتاجية.
د ) الأهداف التكنولوجية:
– البحث والتنمية: تطور المؤسسات أدى إلى توفير إدارة أو مصلحة خاصة بعملية تطور الوسائل والطرق الإنتاجية علميا، وترصد لهذه العملية مبالغ قد تزداد أهمية لتصل على نسبة عالية من الدخل الوطني في الدول المتقدمة، إذ تتنافس المؤسسات فيما بينها على الوصول إلى أحسن طريقة إنتاجية وأحسن وسيلة، مما يؤدي إلى التأثير على الإنتاج ورفع المر دودية الإنتاجية.
المبحث الثاني: تصنيف المؤسسة الاقتصادية
إن المؤسسات الاقتصادية تظهر تبعا لمقاييس محددة ومتنوعة.
المطلب الأول: تصنيفات المؤسسات الاقتصادية حسب المعيار القانوني )
1. المؤسسات الفردية: هي المؤسسات التي يمتلكها شخصا واحد، ولهذا النوع من المؤسسات عدة مزايا منها:
صاحب المؤسسة هو المسئول الأول والأخير عن نتائج أعمال المؤسسة.
صاحب المؤسسة هو الذي يقوم لوحده بإدارة وتنظيم وتسيير المؤسسة
ولها أيضا عدة عيوب نذكر منها:
• قلة رأس المال وهذا مادام صاحب المؤسسة لوحده يمدها بعنصر راس المال.
• صعوبة الحصول على القروض من المؤسسات المالية.
• قصر وجهة النظر وضعف الخبرة لدى المالك الواحد، مما يعرض المؤسسة لمشاكل فنية وإدارية.
• مسؤولية صاحب المؤسسة غير محدودة فهو مسئول عن كافة ديون المؤسسة.
2. الشركات: وهي مؤسسات تعود ملكيتها إلى شخصين أو أكثر، يلتزم كل منهم بتقديم حصة من المال والعمل، واقتسام ماقد ينشأ عن هذه المؤسسة من ربح أو خسارة، ويمكن تقسيمها إلى شركات الأشخاص، وشركات الأموال.
أ. شركات الأشخاص: وهي، شركات التضامن، شركات التوصية البسيطة، الشركات ذات المسؤولية المحدودة.
ولهذا النوع من الشركات مزايا وعيوب:
• المزايا:
* سهولة التكوين فهي تحتاج فقط إلى عدة شركاء.
* نظرا لوجود عدة شركاء يمكن أن يختص كل منهم بمهمة معينة فيسهل بذلك تسيير المؤسسة.
* من خصائص المسؤولية التضامنية أنها تجعل الشركاء يتفانون ويخلصون في أعمالهم أكثر من اجل تقدم المؤسسة وبالتالي تحقيق الربح.
* زيادة القدرة الآلية للمؤسسة بسبب تضامن الشركاء، كما تسهل إمكانية الحصول على القروض.
• العيوب:
* حياة الشركة معرضة للخطر نتيجة انسحاب أو وفاة أحد الشركاء.
* مسؤولية غير محدودة للشركاء.
* وجود عدة شركاء قد يثير بعض المنازعات وسوء التفاهم وتناقض وتعارض بعض القرارات مما يعود بالسلب على المؤسسة.
* في حلة حدوث منازعات أو سوء تفاهم تنشأ صعوبة بيع حصة أي منهم، كما تنشأ صعوبة التنازل عن حصة الشركاء.
ب.شركات الأموال: كشركات التوصية بالأسهم وشركات المساهمة.
• المزايا:
* مسؤولية المساهمين محدودة بقيمة أسهمهم وسنداتهم.
* إمكانية الحصول على الروض بشكل أسهل وأسرع.
* حياة المؤسسة أكثر استقرارا.
* إمكانية استخدام ذوي المهارات والكفاءات العالية.
• العيوب:
* تخضع إلى رقابة حكومية شديدة.
* بسبب عدم وجود حافز الملكية قد ينتج عن ذلك عدم الاهتمام الفعال بشؤون الشركة من قبل مسيريها غير المساهمين.
وهناك أيضا من يقسم المؤسسة الاقتصادية حسب هذا المعيار إلى:
1. مؤسسات خاصة: وتندرج ضمنها: المؤسسات الفردية والشركات.
2. المؤسسات العمومية: وتندرج ضمنها المؤسسات التابعة للوزارات والمؤسسات النصف
عمومية أو المختلطة.
المطلب الثاني: تصنيفات المؤسسة حسب معيار الحجم( )
حيث يعتمد هذا النوع من التصنيفات على مجموعة من المقاييس مثل حجم الأرض أو المحل المادي، حيث يرتبط القياس والمقارنة بالمساحة المستعملة أو عدد المباني المكونة للمحل، ويمكن أن يعتمد أيضا على حجم رأس المال، وتصنف المؤسسات حسب هذا النوع إلى: المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، المؤسسات الكبيرة
أ. المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: وهي التي تضم اقل من 500 عامل وقد قسمت إلى:
∙ مؤسسات صغيرة أقل من 10 عمال.
∙ مؤسسات صغيرة من 10 إلى 99عامل
∙ مؤسسات متوسطة من 200 إلى 499 عامل
ب. المؤسسات الكبيرة: وهي ذات استعمال يد عاملة أكثر من 500 عامل ولها دور معتبر في الإقتصاد الرأسمالي لما تقدمه سواء على المستوى الوطني الداخلي أو على مستوى السوق الدولية.
المطلب الثالث: تصنيفات المؤسسة الاقتصادية حسب المعيار الاقتصادي )
أ.المؤسسات الصناعية: تنقسم إلى نوعين وتشترك كلها في خاصية الإنتاج.
1. مؤسسات الصناعة التقليدية
2. مؤسسات الصناعة الخفيفة
ب.المؤسسات الفلاحية: هي المؤسسات التي تهتم بزيادة إنتاجية الأرض واستصلاحها وتقديم منتجات نباتية وحيوانية وسمكية.
ج.المؤسسات التجارية: هي المؤسسات التي تهتم بالنشاط التجاري البحت، ويتمثل نشاطها في نقل السلع
وتوزيعها من أماكن التصنيع إلى أماكن الاستهلاك.
د. المؤسسات المالية: هي المؤسسات التي تقوم بالنشاطات المالية كالبنوك، مؤسسات التأمين…الخ
ي. مؤسسات الخدمات: هي المؤسسات التي تقدم خدمات معينة كالنقل والبريد والمواصلات.
المبحث الثالث: الهيكل التنظيمي في المؤسسة وعلاقته بالبيئة
الهيكل التنظيمي ذو أهمية كبيرة في المؤسسة لارتباطه بالهيكل المادي فيها ويبين لنا مختلف المستويات في المؤسسة التي تختلف باختلاف الهيكل التنظيمي.
كما تسعى المؤسسة الاقتصادية الحديثة إلى التفاعل والتكيف مع خصائص البيئة التي تنشط فيها والتي تنقسم إلى بيئة داخلية وخارجية.
المطلب الأول: الهيكل التنظيمي في المؤسسة
الهيكل التنظيمي يتميز بمبدأ التدرج الذي يحدد العلاقات نحو الاتجاهات الأربعة: الأعلى الأسفل على الجانبين وقد يظهر على أساس التسلسل القيادي وقد يكون على أساس وظيفي يحدد مجالات للحقوق لمختلف المناصب، ويكون على شكل هرمي تتوسع السلطة والمسؤولية حسب التدرج في المستويات ويرتبط الهيكل التنظيمي بشكل كبير بحقيقة المؤسسة وطرق تنظيمها وكذلك تصور حركتها الجماعية، حيث يتم وضع الهيكل التنظيمي ليستجيب لإحدى الخصائص أو أكثر فيصبح هرمي تسلسلي أو وظيفي أو حسب المنتجات أو المناط الجغرافية،إلا أن المؤسسات تتبع الهيكل التنظيمي المتميز بالتقسيم التقني للعمل، وبالتسلسل الهرمي للسلطة وللمبادئ الكلاسيكية في الإدارة وتلعب الإتصلات الرأسية النازلة دورا مهما في تنسيق الأعمال والمراقبة وغيرها ويمكن أن نجد أنواع مختلفة من الهياكل.
1. الهيكل التنظيمي حسب فرق العمل( ): حيث هذه الفرق هي أساس الهيكل وتتكون من مجموعة أفراد لهم معارف وخبرات يحدد لهم هدف معين في زمن معين ويتحملون مسؤولية رسمية مشتركة في ذلك وتنتهي مسؤولية الفرقة بانتهاء المهمة.
2. الهيكل التنظيمي الشبكي: ويتم فيه الجمع بين التنظيم الوظيفي وتنظيم فرق العمل ومجموعة العمل تنتمي إلى الإدارات الوظيفية وتتداخل في هذا الهيكل ادوار مديري المجموعات أو الفرق مع مديري الوظائف.
3. التنظيم الفدرالي: هو يشبه التنظيم الوظيفي وهو يتميز باستقلالية بين الأنظمة الفرعية أو وحدات المؤسسة التي يكون على رأس كل منها مدير مسؤول.
المطلب الثاني: وظائف المؤسسة
لقد ظهر مفهوم الوظيفة في بداياته في عمل فايول الذي حدد عددا من الوظائف في المؤسسة ووضع لكل منها أهدافا وكيفية حركتها، والوظيفة هي مجموع ما يكلف به الفرد من مهام أو أعمال في إطار مسؤولياته والسلطات المعطاة في منصبه وهذا المفهوم يتم تحديده من خلال تحليل ودراسة المناصب ووظائفها بمختلف المستويات بالمؤسسة في إطار التنظيم وكذلك في إطار الهيكل البشري للمؤسسة والوظيفة بهذا المعنى تتحدد بالعديد من العوامل التقنية والمالية والتنظيمية.
أما الوظيفة بمعنى ثان فيتحدد عند تجميع عدد من المهام والمناصب تؤدي دورا معينا ومنفصلا إلى حد ما عن باقي الدوار في المؤسسة، كما قسم فايول وظائف المؤسسة على:
1. الوظيفة التقنية : كإنتاج، تصنيع، تحويل
2. الوظيفة التجارية: شراء، بيع، تبادل
3. الوظيفة المالية: البحث عن الآمال وتسييرها
4. وظيفة الأمن: حماية الممتلكات والأشخاص
5. وظيفة المحاسبة: جردن ميزانية، إحصائيات…الخ.
6. الوظيفة الإدارية: التنبؤ، تنظيم، قيادة، تنسيق، مراقبة…الخ.
المطلب الثالث: المؤسسة الاقتصادية والبيئة
سنحاول في هذا المبحث التركيز على أهم متغيرات البيئة وتبيان تأثيراتها على المؤسسات الاقتصادية
• تغيرات البيئة:
تعتبر البيئة مصدرًا ومنبعًا لتزويد المؤسسة باحتياجاتها من المعلومات التي تستخدمها كمورد لاتخاذ قرارات سليمة ورشيدة، ومن جهة أخرى تعتبر المصب النهائي لمخرجات هذه المؤسسة المعتمد عليها في ضمان استمرارها وبقائها.
إن دراسة بيئة المؤسسة من الخطوات الهامة في تصميم الاستراتيجيات، فالمؤسسة جزء من المحيط، تتأثر به ويتأثر بها، ولمعرفة طبيعة ما يواجهها من فرص وتهديدات ومحددات النجاح، عليها القيام بعملية التشخيص والتنبؤ للعوامل البيئية المحيطة بها. ويقصد بالبيئة “إجمالي القوى والكيانات والعوامل التي تحيط بها، ذات التأثير الحالي والمحتمل”
وما تعنيه البيئة أيضًا: “مجموعة القوى والمتغيرات التي تتأثر بها المؤسسة ولا تستطيع الرقابة عليها ولكن يمكن الاستفادة منها”.( )
ومن خلال هذا التعريف يمكننا القول أن: البيئة المحيطة بالمؤسسة، تتكون من مجموعة متغيرات متداخلة فيما بينها والتي تؤثر على أداء المؤسسة إيجابًا أو سلبًا.
ومن جهة أخرى يمكن تعريفها على أنها: “مجموعة عوامل خارجية للتنظيم والتي تؤثر على فعالية المؤسسة وأداء عملياتها اليومية ونموّها في الأجل الطويل”.( )
وعليه يمكننا القول أن البيئة هي مجموعة العوامل المحيطة والسائدة التي تؤثر على أداء المؤسسة والأفراد بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
• البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة الاقتصادية:
باختلاف الباحثين حول تعريف موحد للبيئة، أدى هذا إلى نشوء تقسيمات للبيئة إذ أصبحنا نميز بين نوعين من البيئة، داخلية، وخارجية:
أما بالنسبة للبيئة الداخلية فمن المستحيل عرض كل المجالات الوظيفية للمؤسسة التي تمثل أحد عناصر البيئة الداخلية لأنها تختلف باختلاف المؤسسات، إلا أن تحليل البيئة الداخلية يعتبر أحد الدعائم الرئيسية في تحديد واختيار البدائل الاستراتيجية واتخاذ القرارات، مع الاستعانة بنتائج تحليل البيئة الخارجية والتي تمثل في بعض جوانبها بتعقيداتها ومخاطرها القاسم المشترك بين المؤسسات سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
هذه الخصائص البيئية التي تتأثر بها كل المؤسسات تكون كمحصلة لتداخل مجموعة من العوامـل التي تقع خارج حدود نطاق رقابة إدارتها، منها: عوامل سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية… الخ.
ومن بين أهم هذه الخصائص:
• التعقد : نعني به التعدد وتنوع الاختلاف في مكونات العوامل التي تؤثر على المؤسسة، والتي تستوجب طاقة كبيرة من التكنولوجيا من أجل السيطرة والتكيف مع هذه العوامل مهما كان عددها ودرجة اختلافها وعليه يمكننا القول أن المؤسسة تقع بين البساطة والتعقد في البيئة.
• الديناميكية : ويقصد بها معدل التغير في عوامل البيئة، إذ يمكن للمؤسسة الانتقال من بيئة مستقرة ساكنة إلى بيئة غير مستقرة ديناميكية، وهذا حسب ارتفاع أو انخفاض درجة النمو.
• عدم التأكد : وهي من أهم الخصائص حيث يجد المسيّر نفسه في هذه الحالة عاجزًا على تحديد احتمال وقع الحدث، وهذا راجع لقلة المعلومات عن العوامل والمتغيرات المحيطة به، وبالتالي عدم القدرة على التحكم في تأثير المتغيرات البيئية مستقبلاً، وعلى كل مؤسسة الحرص على توفير متطلبات استقرارها، وهذا عن طريق قدراتها وكفاءتها في التعامل مع المتغيرات في بيئتها.
ويجب أن تتوفر لكل مؤسسة مقومات التأثير والسيطرة على البيئة الداخلية والتي تتطلب تحليل النظام الداخلي لها، ليتمكن المقرر مقارنة الأداء المحقق بالأهداف المحددة على مدى فترات زمنية معينة.
ومع تزايد درجة التغيير والتعقيد نتيجة لتنوع المتغيرات الموجودة في البيئة الخارجية وعدم استقرارها، تسعى المؤسسة إلى التفاعل والتكيف مع خصائص هذه البيئة بما يحقق أهدافها.
ويمكننا تلخيصها فيما يلي:
– تعدد العوامل البيئية التي تؤثر على أعمال المؤسسة التي يجب التنبؤ بها وتحليل آثارها
– تدخل تلك العوامل فيما بينها من جهة، وفي تأثيرها على المؤسسة من جهة أخرى
– سرعة تغير ظروف وعوامل البيئة، حيث تتميز بنوع من التعقيد متجلية في قيود وفرص، إذ يسمح التحليل بالكشف عن درجة الحرية والخطر الذي يعيق أي تخطيط استراتيجي والذي يسمح بدوره للمؤسسة بأن تحقق هدفين من احتكاكها بالمحيط هما :
– الاستفادة القصوى من الفرص التي يمنحها المحيط : حيث تكون المؤسسة في وضعية استقرار، يسهل لها التنبؤ أو حتى وضع موازنات تقديرية تساعدها في مواجهة الأوضاع الاستثنائية الطارئة ذات التأثير البسيط .
– أن تتكيف أوضاعها مع متغيرات بيئتها الخارجية بما يتناسب مع أهدافها واستراتيجيتها
حيث أن مؤسسة القرن 21 تعمل في عالم مضطرب غامض، فلا يمكن التنبؤ بشيء اليوم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، معدلات الصرف الأجنبي تتغير من يوم إلى يوم، فإذا كانت أسعار العملات الرئيسية في السابق ثابتة لفترة طويلة وكانت التغيرات في حدود %1، فقد أصبح الآن التغيير في حدود %5 في الأسبوع وربما %50 في السنة… وخير دليل ما حدث لعملات شرق آسيا في أواخر عام 1997. وتعيش المؤسسات الحديثة في مخاطر ناتجة من تقلبات العائد…
ومن أهم هذه المخاطر نجد :
• المخاطر الائتمانية : هذا النوع من المخاطر يتأتى من غياب الوفاء بالالتزامات من الأطراف المتعامل معها نتيجة لعدم القدرة أو عدم الرغبة بالوفاء.
• مخاطر أسعار الصرف : تنشأ نتيجة التحركات غير المواتية في أسعار الصرف.
• مخاطر أسعار الطاقة وأسعار المواد الأولية : نتيجة للتغيرات الحاصلة في أسعار الطاقة والمواد الأولية، لم يعد بالإمكان معرفة مستوى الأسعار لأي مادة أولية على وجه مطمئن.
• مخاطر التسعير : هذه المخاطر برزت كنتيجة حتمية للمتغيرات الحاصلة في أسعار الأصول أو بشكل خاص محفظة الاستثمارات المالية وذلك راجع إما لخصوصيات تتعلق بالمؤسسة أو للظروف الاقتصادية.
• مخاطر السيولة : وكنتيجة لعدة عوامل، تظهر مخاطر السيولة ويمكننا حصرها في عدم قدرة المؤسسة على توظيف الأموال بشكل مناسب، أو بالأحرى عدم قدرة المؤسسة على الوفاء بالتزاماتها في الأجل القصير مع عدم مراعاة عدم تحمل خسائر معتبرة.
• مخاطر قانونية : وتعني حدوث التزام غير متوقع أو فقد جانب من قيمة الأصول نتيجة عدم توافر رأي قانوني سليم أو عدم كفاية المستندات.
• مخاطر الالتزام : هي تعرض المؤسسة لعقوبات سواء في شكل جزاءات مالية أو الحرمان من ممارسة نشاط معين نتيجة لارتكابها مخالفات.
• مخاطر استراتيجية : وهي تنشأ نتيجة لغياب استراتيجية مناسبة للمؤسسة ويقصد بالاستراتيجية المسار الرئيسي الذي تتخذه المؤسسة لنفسها لتحقيق أهدافها في الأجلين الطويل والقصير في ضوء الظروف البيئية العامة وظروف المنافسين واعتمادًا على تحليل القوة الذاتية.
• مخاطر الغموض : كما أننا لا نعرف على وجه اليقين هل الأفضل للمؤسسة أن تندمج مع أخرى أم لا تندمج؟ أم تفصل أجزاء منها لتصبح مؤسسات مستقلة، ولم نعد نعرف من هم المنافسون القادمون على المستوى المحلي أو المستوى العالمي! ولم نعد نعرف هل الأفضل الحصول على الأموال بالفائدة الثابتة أم بالمشاركة من خلال رأس المال المخاطر أو من البنوك الإسلامية.
الخاتمة:
من خلال هذا البحث الذي تناولنا فيه موضوع: المؤسسة الاقتصادية كنظام مفتوح، ومن منطلق التساؤلات واستفسارات المطروحة لمناقشة بحثنا أمكننا الوصول إلى النتائج:
مفهوم المؤسسة الاقتصادية كنظام مفتوح يتحدد حسب مجموعة من المعايير كالمعيار القانوني والاقتصادي
تصنيفات المؤسسة الاقتصادية تتم حسب المعيار حسب الحجم حسب الوظيفة أو الدور.
على الرغم من اختلاف وتنوع الأهداف التي تصبو إليها المؤسسة الاقتصادية إلا ان أهم هدف هو الهدف الاقتصادي والذي يبنى على تحقيق المؤسسة لأرباح دائمة وكذا الرقي بها والتمتع بوضعية مالية جيدة.
المؤسسة الاقتصادية الحديثة تتواجد في محيط يتميز بالتعقد والدينامكية.
المراجع :
الكتب :
إقتصاد المؤسسة للأستاذ ناصر دادي عدون
إقتصاد المؤسسة للأستاذ عمر صخري
الإدارة والتخطيط الإستراتيجي في قطاع الاعمال الخدمات ل عايدة سيد خطاب
أثر البيئة على أداء المؤسسات الاقتصادية العمومية للأستاذ علي عبد الله
المذكرات :
الوظيفة المالية في المؤسسة الاقتصادية مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس نقود ومالية 2022 ج. البليدة
يقظة استراتيجية لبيئة دينامكية مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس تسويق 2022 ج. الجزائر
تأهيل المؤسسات الاقتصادية الجزائرية واقع وأفاق مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس تسيير2004 ج الجزائر.
مششششششششكور
بحث حول ميزانية المؤسسة
المبحث الأول: نظـرة حول الميزانيـة
المطلـب الأول: مفهـوم الميزانيـة (1)
إن أصل كلمة الميزانية هي أنجلو سكسونية) و تعني الحقيبة التي تحتوي على الوثائق المالية ، وقد أعطيت لها تعاريف مختلفة و خاصة ما جاءت به المراسيم التنفيذية الفرنسية خلال فترة الإستعمار .
أما المشرع الجزائري فقد عرف الميزانية في المادة رقم 60 من قانون 84 المرسوم التنفيذي رقم ( 17-18) وهذا نصها : ( تتشكل الميزانية العامة للدولة من إيرادات و نفقات النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية و الموزعة وفقا للأحكام التشريعية و التنظيمية المعمول بها )
يتضح لنا من نص المادة أن المشرع الجزائري قد عرف الميزانية العامة للدولة بمحتواها فقط ، دون الإشارة إلى مفهومي التقرير و الترخيص وهذا يعني أن الميزاينة هي مجرد وثيقة محاسبية أو جدول مالي يتضمنه قانون المالية ، وهذا الأخير هو الذي يقدر و يرخص النفقات و الإيرادات بالإضافة إلى هذا فإن قانون المالية هو الذي يحدد طبيعة الإيرادات و النفقات العمومية ، ونتيجة للتطور جاء تعريف تعديلي للميزانية العامة للدولة وذلك في المادة رقم 3 من قانون المالية لسنة 1990 ( المرسوم التنفيذي رقم 21- 90 ) وهذا نصها: ( الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية ، مجموع الإيرادات و النفقات الخاصة بالتسيير و الإستثمار و منها نفقات التجهيز العمومي و النفقات بالرأسمالي وترخص بها). (2)
(1): شبابكي سعدان : دراسة تحليلة و نقدية لنظام المحاسبة العمومية في الجزائر – جامعة منتوري ( قسنطينة)2001 / ص( 78)
(2): فهيمة باديس ، محاضرات في المحاسبةالعمومية،جامعة منتوري قسنطينة2000-2001 ص 27
المطلـب الثاني: مبادئ و خصائص الميزانيـة
1- مبادئ الميزانيـة:
هناك مبادئ أساسية للميزانية إتفق عليها مختصو المالية و تتلخص في مايلي:
و نقصد به أن الميزانية سنوية و تتعلق بسنة مالية بدايتها من 01 جانفي ونهايتها يوم 31 ديسمبر من نفس السنة وهي في الجزائر ، سوريا ، فرنسا أمافي بعض الدول تبدأ السنة المالية في 01 أفريل كما الحال في ألمانيا ، إنجلترا و تبدأ في جويلية بالنسبة للو.م.أ ، يتم غلق الحسابات بالنسبة لهذا المبدأ وفق طريقتين أو قاعدتين .
أ/- قاعـدة الـدورة: تعني أن كل النفقات يجب أن ترتبط بميزانية السنة التي أنشأت فيها النفقة و بالتالي عدم غلق حساب النفقات حتى السداد التام لكل النفقات الملتزم بدفعها و كذلك بالنسبة لحساب الإيرادات .
ب/- قاعـدة التسييـر : و حسبها أن كل النفقات يجب أن ترتبط بميزانية السنة التي سددت فيها دون الإهتمام بتاريخ ، نشوؤها و بالتالي إمكانية غلق و تسوية كل حسابات الدورة في نهاية السنة المدنية أي 31/12 من نفس السنة، وهي القاعدة المتبعة في الجزائر وذلك حسب النص التالي ( يدرج في ميزانية السنة المالية الإيرادات المحصلة فعلا وكذا النفقات المقبول دفعها بصفة نهائية من طرف محاسب عمومي خلال السنة المالية المناسبة. (1)
1-2/ مبدأ الشموليـة : (2)
ونقصد بها المبدأ أن تشمل ميزانية المؤسسة العمومية جميع إيراداتها و جميع نفقاتها دون أي نقصان أو إقتطاع وذلك مهما كانت طبيعتها أو مصدرها و يضم المبدأ قاعدتين هما:
أ/- وجوب إتباع الناتج الخام( عدم إجراء مقاصة): إذ يمكن إجراء كل عمليات المقاصة الممكنة بين الإيرادات والنفقات كأن يسجل ضم الإيرادات الناتج الصافي للضرائب بعد خصم مصاريف التحصيل وتسجل ضمن النفقات.
للأعباء الصافية للمصالح بعد خصم الإيرادات الناتجة عن نشاط هذه المصالح و هي ما تسمى طريقة الناتج الصافي ، كما يمكن تسجيل الإيرادات و النفقات خاما أي دون إيجاد مقاصة بينها و هي ما تسمى طريقة ” الناتج الخام” و هو ما يعتمد عليه مبدأ الشمولية .
ب/- عدم التخصيص : ” لا يمكن تخصيص أي إيراد لتغطية نفقة خاصة إذ تستعمل موارد لتغطية نفقات الميزانية العامة للدولة بلا تميز” (3)
(1):المادة 7 من قانون 84/17 المتعلق بقوانين المالية المؤرخ في 07/07/1984
(2): مطبوعة خاصة للأستاذ أونيسي العياشي
(3): المادة 8 من قانون 84/17 ، مرجع سبق ذكره
ج/- الإ ستثناءات عن هذا المبـدأ:
– الميزانيـة الملحقـة
– الحسابات الخاصة بالخزينـة المساهمات الخاصـة
– رسـم التعويـض
– رسـوم شبه الخزينـة
1-3/ مبـدأ الموازنـة:
و يعني أن تكون مجموع النفقات تساويا لمجموع الإيرادات إذ لا يعقل أن تضع النفقات دون أن تكون مغطاة بغطاء مالي كافي ، و نشير هنا إلى عدم ضرورة تغطية نفقات المؤسسة بإيراداتها الخاصة ، بل أن الأغلبية المطبقة من المؤسسات العمومية ذات الطابع الغير الربحي تعتمد في تسيير شؤونها على الدعم الذي تقدمه لها الدولة و الذي يسجل في جانب الإيرادات من ميزانية المؤسسة تحت عنوان “مساهمة الدولة”
1-4/ مبـدأ الوحـدة:
تشمل الميزانية الوثيقة التي تشمل على النفقات و الإيرادات بمعنى عدم تقديم وضعية الإيرادات والنفقات في شكل ميزانيات متعددة لكل منها إيراداتها الخاصة .
” أما إذا قدمنا الميزانية إلى المجلس دفعات و لكن بدون أن تكون لكل قسم منها موارد خاصة أو أن تقدم إليه ميزانية الإيرادات على حدى أو ميزانيات النفقات على دفعات و هذا لا يعني أن ثمة ميزانيات متعددة طالما الإيرادات مجموعة كلها في جدول واحد شامل”. (1)
ويستند في تبرير ضرورة إحترام القاعدة و الإحتفاظ بها إلى عدة نقاط إيجابية منها إمكانية الإطلاع الفعلي على توازن الميزانية فلا يحتاج الأمر إلى فحص وثائق متعددة إذ يكفي مقارنة مجموع النفقات بمجموع الإيرادات المسجلة في وثيقة واحدة.
ورغم إيجابيات هذا المبدأ فإنه يعترض عارضتين هما:
بعض المرافق ذات الطابع الصناعي تستوجب وضع الميزانية الخاصة التي تمكن من تقدير جيد لمردوديتها و منحها إمكانية التحويل الذاتي إلى جانب أن نفقات المصالح الصناعية و التجارية والإستثمارية لها أوضاع و حاجات خاصة .
عملية الجمع التي تتم بين مبالغ ليس لها نفس الطبيعة كانت تظم نفقات نهائية ، و نظرا لهذين الإعتراضين ظهر تعديل مزدوج و يتمثل في الميزانيات الملحقة و الحسابات الخاصة بالخزينة.
(1):الدكتور حسن عواضة ، المالية العامة ، طبعة4 ، دار النهضة العربية بيروت 1978 ص71،72
أ/- الميزانيات الملحقة : (1)
هي ميزانية ذات إيراد خاص توضع عادة للإدارات والمرافق العامة ذات النشاط التجاري والصناعي، الثقافي، الإجتماعي تلحق بالميزانية العامة للدولة و هي تخضع لنفس الإجراءات التي تخضع لها الميزانية العامة إلا إنها تتمتع بالإستقلال دون الإستقلال الشخصي أو الإعتباري عن الدولة .
ب/- الحسابات الخاصة للخزينة : تشمل الأصناف التالية:
حسابات التخصيص الخاص: ” تدرج في حسابات التخصيص الخاص للعمليات الممولة بواسطة الموارد الخاصة على إثر إصدار الحكم في قانون المالية و يمكن أن تتم موارد حسابات التخصيص الخاص بحصة مسجلة في الميزانية العامة للدولة ضمن الحدود المبينة في قانون المالية “(2)
الحسابات التجارية : ” تدرج في الحسابات التجارية من حيث الإيرادات و النفقات للمبالغ المخصصة لتنفيذ عمليات ذات الطابع الصناعي أو التجاري تقوم بها المصالح العمومية التابعة للدولة بصفة إستثنائية و يحدد قانون المالية سنويا المبلغ الذي يمكن ضمن حدوده دفع النفقات المتعلقة بالعمليات المناسبة لما تتجاوز هذه النفقات المتعلقة بالعمليات المناسبة لما تتجاوز هذه النفقات المبالغ المحصلة فعلا بالنسبة لمجمل الحسابات التجارية”. (3)
حسابات التسبيقات : ” تتبين حسابات التسبيقات من خلال عمليات منح التسبيقات أو تسديدها والتي يرخص للخزينة العمومية بمنحها في حدود الإعتمادات المفتوحة لهذا الغرض .
تعوض التسبيقات الممنوحة من طرف الخزينة العمومية للهيئات العمومية من الفوائد مالم ينص حكم من قانون المالية على خلاف ذلك ، ويجب تسديدها ضمن أجل أقصاه سنتان”. (4)
حسابات القروض : ” تدرج في حسابات القروض الممنوحة من طرف الدولة في حدود الإعتمادات المفتوحة لهذا الغرض ، أما في إطار عمليات جديدة ، أو في إطار دعم التسبيقة تكون القروض من طرف الخزينة منتجة لفوائد مالم تنص أحكام قانون المالية على خلاف ذلك..” (5)
حسابات التسوية مع الحكومات الأجنبية : ” تدرج العمليات المنجزة تطبيقا للإتفاقيات الدولة المصادق عليها قانونا في حسابات التسوية مع الحكومة الأجنبية ..” . (6)
(1): د – فوزي عطوة ، المالية العامة ، منشورات الحلبي الحقوقية 2022 ص 350.
(2): المادة 56 من قانون المالية 1984 من المرسوم التنفيذي (17/18).
(3)،(4)،(5)، (6): المواد 58،20،61،54 ،من قانون 84/17 ن مرجع سبق ذكره.
1-5/ مبدأ عدم تخصيص الإيراد: وهي ذلك أن الإعتمادات لا تمنح للمؤسسات و الهيئات العمومية على شكل كتلة مالية واحدة بل تمنح بصورة مفصلة بحيث يخصص كل إعتماد
لتغطية نوع معين من النفقات إذ ” تخصص الإعتمادات و توزع حسب الحالات على الفصول أو القطاعات التي تتضمن النفقات حسب طبيعتها أو غرض إستعمالها وفقا لمدونات تحدد عن طريق التنظيم..”(1)
2- خصائص الميزانيـة: (2)
1- وثيقـة محاسبيـة: ونقصد بذلك أن الميزانية تخضع للشكليات المحاسبية التي يفرضها نظام المحاسبة العمومية على كل مؤسسة عمومية ذات طابع إداري والتي تعتمد في مسك محاسبتها على تقسيم الميزانية إلى جانبين أولها خاص بالإيرادات والثاني خاص بالنفقات وكل جانب مقسم إلى فصول وكل فصل إلى أبواب وكل باب إلى مواد وكل مادة إلى فقرة .
2- وثيقـة تقديريـة: بالرغم من أن العناصر الموضوعية التي تعتمد عليها الميزانية إلا أنها تبقى متميزة بعدم اليقين لأنها مجرد أرقام تقديرية تستوجب التنفيذ للتأكد من صحتها و دقتها ، ويرجع سبب ذلك للتغيرات الخارجية المتعددة و التي لها تأثير مباشر على عناصر الميزانية .
3- أنها مساعدة على إتخاذ القرار: نظرا لطبيعة و مميزات المعلومات التي تتضمنها الميزانية والتي تسمح بالتغير عن كل الإمكانيات المتاحة بطريقة مبسطة ومعبرة وسهلة .
التحليل ، فإن مسؤولي المؤسسات يعتمدون في إتخاذ قراراتهم بصفة أساسية على معطيات الميزانية .
4- أنها برنامج العمل الذي تعتزم الحكومة تنفيذه: فهي لهذا الغرض تبنى على دراسات تضع نصب أعينها إمكانيات التغير و إتجاهات المتغيرات الدولية و المحلية، فهذا البرنامج الذي يتعلق بالمستقبل فهو تقدير للحكومة لما تعتزم إنفاقه و ماتتوقع تحصيله من إيراد خلال السنة القادمة، ولهذا التقدير طرقه وأساليبه الأمر الذي يستدعي الإحاطة بأحداثها و إستخدام أسسها وهذه الخاصية كانت سائدة في الفكر الكلاسيكي ،أما الفكر المالي الحديث فبرنامج العمل متكامل بجانبيه الإنفاقي والإيرادي يؤثر كل منهما على الآخر و يتأثر به.
5- أنها برنامج لتحقيق أهداف المجتمع : الميزاينة كسياسة إقتصادية متكاملة تتأثر بمتغيرات الإقتصاد القومي والعالمي و تؤثر فيها، ومن ثم يصبح تقسيم الميزانية هنايقدره بأفضلية آثارها في تحقيق أهداف المجتمع ، يصبح هذا لتحديد هدف البرنامج معيارا يتحتم على السلطة أن تضع نصب أعينها في تحضير وإعداد الميزانية و معيارا يلزم السلطة التشريعية بالرجوع من توافره و أتباعه و تنفيذه في كامل المراحل.
(1) : المادة 59 ،من قانون 84/17 ن مرجع سبق ذكره.
(2): الصادق الأسود : المحاسبة العمومية كأداة و مراقبة و تسيير ، جامعة منتوري قسنطينة97/98 ص 95.
6- أنها برنامج عمل السنة المقبلة: فنظرا لكون الميزانية يتم إعدادها في أشهر ، 6 أشهر ، و أيضا في 10 أشهر ، 19 شهرا ، فإنه إستقر مفهوم الميزانية على أن مدتها سنةعلى كامل المشروعات الخاصة والعامة حدا طبيعيا لإعداد ميزانيتها و إحتساب نتائج أعمالها و تحديد أرباحها ،.و تحديد فترة السنة كأنسب فترة في الأحوال العادية و هذا لا يعني أن تبدأ السنة من 01 جانفي ( بداية السنة ) فكل دولة تحدد بداية سنتها المالية لما يتناسب مع ظروفها السياسية و الإقتصادية ومكانتها الإدارية و العملية
– مراقبة الآداء: إن الميزانية بصفتها تعبر بشكل أو بآخرعلى برنامج عمل ، ونشاط مؤسسة لفترة زمنية محددة كمرجع لقياس حجم و نسبة ماتم إنجازه من خلال البرامج المسطرة خلال فترة زمنية معينة وذلك عن طريق المقارنة بين ماكان مقرر تحقيقه من جهة وما تحقق فعلا من جهة أخرى.
المطلب الثالث: الأعوان المكلفون بتسيير الميزانية
1- الآمر بالصرف: الآمرون بالصرف هم مبدئيا مدراء هيئات عمومية أي الأشخاص المكلفون بإدارة وتسيير هذه الهيئات حيث أن صلاحياتهم المالية ليست إلا مكملة أو تابعة لصلاحياتهم الإدارية، فهم إذا لا يملكون سلكا متخصصا يطلع بمهام التسيير المالي للهيئة و عليه يمكن القول أن الآمرون بالصرف هم المدراء ، ويمكن تعريف الآمر بالصرف بأنه كل شخص مؤهل لإثبات دين لهيئة عمومية و تصفيته و الأمر بتحصيله .
أ) أنـواع الآمرون بالصـرف:
أ1- الآمر بالصرف الرئيسي: هو الذي تخصص له الإعتمادات مباشرة و الترخيص بها في الميزانية ، مثل الوزير للدولة، و الوالي بالنسبة للولاية .
أ2- الآمر بالصرف الثانوي: هو الذي تفوض له هذه الإعتمادات من قبل الآمر بالصرف الرئيسي مثل : مدير مديرية الصحة و السكان.
ب) إختصاصـات الآمر بالصـرف:
تتمثل إختصاصات الآمر بالصرف في المحاسبة العمومية فيمايلي:
التسجيل التسلسلي لكل الطلبات في سجلات خاصة و التأكد من عدم وجود أخطاء محاسبية .
التأكد من أن عملية التصفية المستلمة بصفة قانونية و محاسبية سليمة.
التسجيل التسلسلي للفواتير و النفقات و متابعة ذلك و مراجعة أرصدة النفقات .
المراقبة والتأكد من أن الفواتير التي تم تصفيتها وفق إستحقاق معين قد أرصدت بشأنها حوالات .
التأكد عقب كل عملية من أن النفقة قد سلمت إلى فصلها أو مادتها
التسجيل التسلسلي للحوالات الصادرة في سجل النفقات الخاصة بذلك.
التأكد من أن أوامر التحصيل واجبة الصدور قد أنجزت ، و التأكد بعد ذلك من عملية التصفية المرتبطة بها.
التسجيل التسلسلي للإيرادات المحصلة في سجل التحصيل و هذا بعد التأكد منها .
التأكد من أن المدينين والمحاسب قد أحضر المستندات اللازمة المتعلقة بالإيرادات واجبة التحصيل.
ج) مسؤوليات الآمر بالصرف: للآمر بالصرف مسؤوليات و هي بالشكل التالي:
ج1- المسؤولية السياسيـة : تعتبر الميزانية المرآة العاكسة لسياسة الدولة ، و أداة لتنفيذها و تظهر آثارها النتائج السياسية الإقتصادية و الإجتماعية ، لذلك يخضع الوزراء الذين ساهموا بتوجيهاتهم السياسية في إعداد الميزانية و تنفيذها لمسؤولية سياسية .
وهي مسؤولية خاصة للوزراء و رؤساء البلديات فالوزير يمكن طلب عزله إذا إرتكب مخالفة في الميزانية و أعضاء المجلس الشعبي البلدي يمكن لهم سحب الثقة من رئيس المجلس الشعبي البلدي .
ج2- المسؤولية المدنية: يعتبر إستعمال أموال شخص لتعويض الضرر الذي يتسبب في عقوبة مدنية ومثل هذه المسؤولية تقع على عاتق الآمر بالصرف أثر إرتكابهم الأفعال لاشرعية أو خطأ في إستعمال الممتلكات المكتسبة من الأموال العمومية وهو ما يضر بالمصالح العمومية .
ج3- المسؤولية الجنائية: لكي تقوم المسؤولية الجنائية للآمرين بالصرف يجب أن تشكل المخالفة المالية التي إرتكبوها أثناء آداء مهامهم مخالفة جنائية و تظهر المسؤولية الجنائية في حالة معروفة و التي يعاقب عليها القانون الجنائي مثل : إختلاس الأموال العمومية ، الرشوة و التحصيل اللاشرعي…إلخ.
ج4- المسؤولية التأديبية: إن الأفعال اللاشرعية والأخطاء التي يرتكبها الآمرون بالصرف أثناء تأدية مهامهم تعرضهم إلى العقوبة التأديبية التي ينفذها المسؤول السامي الذي يشرف عليهم وهذه العقوبات هي عبارة عن : توبيخات ، ّإنذارات ، تخفيض في الرتبة…إلخ.
2- المحاسـب العمومـي :
أ) تعريف المحاسب العمومي: عرف ” جال مانيلي” المحاسب العمومي بأنه موظف أو عون عمومي المرخص له قانونا للتصرف في الأموال العمومية أو الأموال الخاصة المنظمة ، يبرز هذا التعريف ثلاثة عناصر أساسية لمفهوم المحاسب العمومي:
1- صفة الموظف أو العون العمومي : حيث أن كل المحاسبيين العموميين موظفون لدى الدولة أو لدى الهيئات العمومية الأخرى.
2- الترخيص القانوني : الذي يتمثل في تعيين المحاسبين العمومين أو إعتمادهم من طرف وزير المالية .
3- التصرف في الأموال العمومية كالذي يشمل أساسا تحصيل الإيرادات ورفع النفقات و حركة الأموال و القيم العمومية و حفظها.
ب) أنـواع المحاسـبون العموميـون:
1- المحاسبون الرئيسيون الذين يسألون مباشرة من قاضي الحسابات الذين يقدمون له حساباتهم السنوية التي تتضمن العمليات الخاصة بهم و عمليات المحاسبون الثانويين التابعين لهم،أما المحاسبون الثانويون فهم الذين يتولوا تجميع عملياتهم المحاسبون الرئيسين.
2- المحاسبون المتخصصون : هم المعنيون بتنفيذ العمليات المالية بعد مراقبة شرعيتها شخصيا و تحمل المسؤولية عنها ، وإعتبار أن لهم دور رئيسي المتخصصين يسمو أحيانا بمحاسبي الدفع.
3- المحاسبون القانونيـون: أي المعنيون قانونيا وهم وحدهم المخولون بالتصرف في الأموال و القيم العمومية أو الخاصة المنظمة.
ج) إختصاصات المحاسبون العموميون :
تتمثل إختصاصات المحاسبون العموميون في:
تحصيل الإيرادات الصادرة إليهم و تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم عن الآمر بالصرف أو المسددة إليهم مباشرة من طرف المدينين ، حسب طبيعة الإيراد و إجراءات التحصيل .
دفع النفقات (تنفيذ الأوامر) أو حوالات الدفع الصادرة إليهم عن الآمر بالصرف أو المستندات المقدمة لهم من قبل الدائنين أو بمبادرة منهم في بعض الحالات .
حفظ القيم و الأموال المملوكة للهيئات العمومية .
مسك المحاسبة التي تبرز العمليات المنفذة من قبلهم.
المحافظة على المستندات الخاصة بالإثبات و الوثائق المحاسبية .
د) مسؤوليـات المحاسـب العمومـي:
إن المحاسب العمومي مسؤول مسؤولية شخصية و مالية عن مجموع تصرفاته و أعماله الشخصية و خاصة:
ترتيب النفقات العمومية في ظروف غير شرعية .
حراسته و حفظه الأرصدة و قيم الهيئات العمومية .
تحريكه للأرصدة و القيم و قيامه بالحركات الحسابية .
محافظته على الوثائق و المستندات المثبتة للعمليات الحسابية.
قيامه بمهمة المحاسب للمنصب الذي يشغله.
وللتمييز بين المسؤولية الشخصية و المسؤولية المالية : فالمسؤولية الشخصية هي مسؤولة عن كل المخالفات المرتكبة في تنفيذ العمليات الخاصة بالميزانية أما المسؤلية المالية هي : مسؤولية عن كل نقص أو عجز في الأموال أو الصندوق أو القيم حيث يسدد الناقص أو العجز من ذمته الشخصية .
3- مبدأ الفصل بين المحاسب العمومي و الآمر بالصرف :
يعتبر الفصل بين مبادئ المحاسبة العمومية الأساسية و يخضع لعدة أسباب أهمها:
الوظيفتين تتعلقان بمهمتين مختلفتين : مهمة إدارية ومهمة مالية.
تجنـب تداخـل المهـام .
إختـلاف الكفـاءات .
أما مبررات المبدأ فتتمثل فيمايلي:
أ) تقسيـم المهـام ( التخصص) :
كل عملية متعلقة بالإيرادات أو النفقات هي إما عن دين للدولة لدى الغير مثل تحرير سند ، أو دين يقع على عاتق الدولة مثل تعيين موظف، في كلتا الحالتين لا بد من القيام بجملة من المهام الإدارية و المالية و بالتالي فإختلاف المهام يتطلب إختلاف الأعوان المكلفين بالإنجاز .
ب) المراقبـة المشتركـة :
الآمرون بالدفع يمسكون حسابات إدارية ( الإلتزام و الأمر بالدفع) أما المحاسبون فيمسكون حسابات التسيير ( دخول و خروج الاموال ، وهذا يسهل من عملية المراقبة بتحديد المسؤوليات ف الآمر بالصرف يراقب المحاسب و العكس صحيح).
ج) وحـدة النشـاط المالي :
بما أن كل الأموال العمومية توضع في حساب تحت مراقبة وزارة المالية فمن الطبيعي أن كلا من الآمر بالصرف و المحاسب يخضعان لسلطتها المباشرة .
أما فيما يخص بعض الإستثناءات للمبدأ فتتمثل في النفقات والإيرادات حيث توجد نفقات وإيرادات كلا منهما يشتركان في تنفيدها .
و الشيء نفسه للمحاسب توجد لديه نفقات و إيرادات خاصة بـه.
المبحث الثاني : النفقات و الإيرادات العمومية
المطلب الأول : مفهوم و تقسيم النفقات
1- مفهوم النفقات : إن القيام بأي إنفاق يتطلب توفر ثلاثة شروط هي وجود المال و شخص يقوم بالإنفاق وهدف يراد تحقيقه ، وتتوفر هذه الشروط في الإنفاق العام الذي تقوم به الدولة لكي تفي بإلتزاماتها فالنفقات العامة هي مبالغ نقدية أقرت من قبل السلطة التشريعية ليقوم شخص عام بإنفاقها في توفير سلع أو خدمات عامة و تحقيق الأهداف الإقتصادية و الإجتماعية. (1)
من هذا التعريف نستخلص أن النفقة العمومية تتميز بخاصيتين هما :
الخاصية الأولى: و تتمثل في الخاصية المادية و هي خروج مبلغ مالي من حسابات الدولة ( الخزينة ) ، قصد تسيير المصالح الحكومية و تحسين الظروف الإقتصادية و الإجتماعية .
الخاصية الثانيـة: هي تتمثل في الغاية من هذه النفقة ، و المتمثلة في تحقيق منفعة عامة. (2)
2/- تقسيم النفقات العمومية :
تتخذ النفقات صورا متعددة و متنوعة ، ويزداد هذا التنوع مع تزايد وظائف الدولة و تزايد مظاهر تدخلها في الحياة العامة ، إذا أردنا إعطاء تقسيمات للنفقات العمومية فنجد هناك نوعين، تقسيمات علمية أو نظرية وتقسيمات وضعية.
أ) التقسيمات العلمية أو النظرية:
وتقسم النفقات علميا من عدة روايات حسب نظرة كل باحث ، فمن حيث دوريتها تقسم إلى نفقات عادية و غير عادية أي دورية و غير دورية ، ومن حيث إنتاجيتها تقسم إلى نفقات إدارية و رأسمالية ، ومن حيث طبيعتها تقسم إلى نفقات فعلية أخرى محولة .
• النفقـات العاديـة والنفقـات الغير العاديـة :
وهو تقسيم لعلماء المالية ، و يقصد بالنفقات العادية تلك التي تتكرر كل عام بصفة دورية ،كرواتب الموظفين و النفقات الإدارية اللازمة لسير الإدارات العامة وهي نفقات تغطي بموارد عادية أما النفقات غير العادية : فهي التي لا تتكرر كل سنة أو تتكرر لكن على فترات متباعدة ، كنفقات التجهيز و الحروب والكوارث و غيرها ويرى أصحاب هذه النظرة أن هذه النفقات تغطى بموارد غير عادية كالقروض .
لكن هذا التقسيم لم يعد يتلائم مع المالية العامة الحديثة ذلك لأن النفقات غير العادية أصبحت أهم النفقات العادية كنفقات الطرق و المباني ، و المشاريع الإستثنائية والتي تكرر سنويا بنوعيها هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الموارد اللازمة لتغطيتها أصبحت غير عادية أصبحت مع كثرة اللجوء إليها لتغطية العجز المنظم في الميزانية من الإيرادات العادية .
(1): المالية العامة للدكتور علي محمد خليل و الدكتور سليمان أحمد اللوزي ص 89
(2): محاضرات في المحاسبة العمومية من إعداد فهيمة باديس ص 33
• النفقات الإدارية و النفقات الرأسمالية :
إن تقسيم النفقات حسب دوريتها إلى نفقات عادية و غير عادية أظهرت أوجه كثيرة للنقد مما جعل الإقتصاديين إلى وضع تقسيم جديد ليحل محل التقسيم السابق هذا التقسييم يميز بين النفقات الإدارية والنفقات الرأسمالية .
فالنفقات الإدارية أو ماتعرف بنفقات التسييرية أو الجارية وهي النفقات اللازمة لسير المرافق العامة للدولة كأجور العاملين وهذه النفقات تقتصر على ضمان سير الإدارة العامة و على إشباع الحاجات العامة الجارية و تزداد بزيادة نشاطات الدولة الإدارية و الإجتماعية والإقتصادية، إما النفقات الرأسمالية أو ما تعرف أيضا بالنفقات الإستثمارية التي تهدف إلى خلق سلع مادية يتولد عنها إزدياد الناتج الوطني الإجمالي و بالتالي إزدياد ثروة البلاد و يرى البعض أن هذا التقييم خاطىء ذلك لأن النفقة المنتجة ليست لها عائد مادي فقط بل هناك نفقات سميت غير منتجة تزيد من إيرادات الدولة بطريقة غير مباشرة مثلا: التكوين المهني .
• نفقـات فعليـة ونفقات محولـة:
تقوم هذه النفقات على أساس تحليل طبيعة النفقات التي تقوم بها الدولة ، فالنفقات الفعلية أو الحقيقة هي التي تنفقها الدولة من أجل الحصول على السلع و الخدمات اللازمة للحياة الإدارية وتسير المصالح العامة مثل راتب الموظفين ومستخدمي الدولة و شراء الآليات و المفروشات و الفوائد التي تؤديها عن قروض وبالتالي فهذه النفقات تمثل دخولا حقيقيا يحصل عليها أصحابها في مقابل ما قدموه للدولة من سلع و خدمات وبهذا فهي تؤدي إلى خلق دخول جديد.
أما النفقات المحولة و التحويلية و الناقلة ضمن التي تنفقها الدولة دون مقابل ودون الحصول على أي سلعة أو خدمة وغرض الدولة من هذه النفقات هو إعادة توزيع الثروة أو المداخيل بحيث تأخذ المال من بعض المكلفين بالضرائب ، وتقوم بتوزيعه على بعض الآخرين بدون أي مقابل وتتمثل هذه النفقات في المساعدات الإجتماعية المختلفة ، الضمان الإجتماعي ، التأمين ضد الشيخوخة ( البطالة و الإعانات الخيرية و الثقافية ).
ب) التقسيمـات الوضعـية:
تقسم النفقات العمومية في ميزانيتها العامة إلى عدة أقسام تختلف عن التقسيمات العلمية ، فتطور مهام الدولة بالإضافة إلى قضايا المالية جعلت تقسيم النفقة العامة يستند لتقسيم إداري أو وظيفي أو إقتصادي.
فالتقسيم الإداري يوزع النفقات على مختلف الإدارات حسب تنوعها:
– واردات
– رئاسة الجمهورية
– برلمان….إلخ .
أما التقسيم الوظيفي فهو يعتمد على وظائف الدولة و مهامها في مختلف النشاطات الإنسانية ، فهذا التقسيم يحدد نطاق الغرض الذي تسعى إلى تحقيقه الدولة من وراء النفقات العامة .
أما التقسيم الإقتصادي فيكون بالإستناد إلى التقسيم الإداري ووفقا لمهام مختلف مصالح الدولة بشرط أن توزع هذه المهام حسب تدخل الدولة في النشاطات الإقتصادية المختلفة و تقسم النفقات العمومية في الجزائر حسب نص المادة 23 من قانون رقم 84/17 المؤرخ في 17 جويلية 1984 كما يلي:
تشمل الأعباء الدائنة للدولة على مايلي :
– نفقـات التسييـر.
– نفقـات الإستثمـار .
– القـروض و التسبيقات.
المطلب الثاني : مفهوم و تقسيم الإيرادات العمومية:
1- مفهوم الإيرادات العمومية : إن الإيرادات العامة هي كل المداخيل الخاصة بالدولة من ضرائب و رسوم ، مداخيل الدومين العام ، القروض العامة ، وتهدف الإيرادات العامة إلى تغطية النفقات العامة وهذا المفهوم تقليدي لأنهم ينادون بحياد دور الدولة و إقتصار وظائفها على الحد الأدنى و الضروري لكن يحكم تطور هذه الوظائف و إتساع مجال تدخل الدولة في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية أصبحت الإيرادات العامة إحدى الدورات الخاصة بالتوجيه و التدخل في هذه الجوانب من الحياة ، كمحاربة التضخم و مواجهة الإستعمار و تخفيف الفوارق بين الدخول فهي إذن آداة لإعادة الثروات و المداخيل .
2-تقسيمات الإيراد العام: إن التعدد الذي شهدته مصادر الإيرادات العامة في العصر الحديث و التفرع في الأساليب أدى إلى إختلاف طبيعة الإيرادات و ذلك تبعا لنوع الخدمة العامة التي تقوم بها الدولة و نتيجة لكل هذا لقد حفل الفكر المالي بالعديد من المحاولات لتقسيم الإيرادات العامة ومن المعلوم أن هذه الأخيرة نجد صورها كقاعدة عامة في الدخل القومي ، ومهما تعددت التقسيمات للإيرادات العامة فهي لم تخرج عن كونها إيرادات” سياسية ” أو ” إيرادات إئتمانية”
أ) الإيرادات الإقتصاديــة:
تنقسـم بدورهـا إلى : – إيرادات أملاك الدولة ( الدومين ) .
– الثمـن العـام.
أ-1)إيرادات أملاك الدولة ( الدومين ): يطلق مصطلح الدومين على ممتلكات الدولة أيا كانت طبيعتها عقارية ومنقولة و أيا كان نوع ملكية الدولة لما عامة أو خاصة “ممتلكات خاصة”.
• الدومين العام : ويقصد به كل ممتلكات الدولة مخصصة للمنفعة العامة وذلك دون إستثمار لتحقيق الأرباح مثل : المباني المخصصة للإيرادات العمومية كمبنى الوزارة أو البلدية أو الغابات و الحدائق العمومية – لكن هذا لايمنع من تحقيق بعض الإيرادات من الدومين العام ، وهي ضئيلة في معظم الحالات و الغرض منها تغطية نفقات إنشاء هذه المرافق ، وهناك ميزانية خاصة بالدومين العام هي :
غير قابلة للتصرف.
غير قابلة للتقدم .
غير قابلة للعجز.
• الدومين الخاص : (1)و نعني به كل ممتلكات الدولة التي تستثمر لهدف الربح ، كالغابات المخصصة لإستغلال الخشب و الفلين والأراضي الزراعية أو البحرية المستغلة للصيد و الأنهار المستعملة في العبور و المؤسسات الإقتصادية القومية المختلفة ومن هذا الاخير يقسم الدومين الخاص إلى مايلي :
(1):الأستاذ حسين الصغير ، دروس المالية و المحاسبة العمومية ، دار المحمدية الجزائرية1999 ص 7
1- الدومين الزراعي : و يشمل كل المزارع المملوكة من طرف الدولة.
2- الدومين التجاري: و يشمل كل المؤسسات الحكومية ذات الطابع التجاري مثل الأروقة الجزائرية.
3- الدومين المالي : و نقصد به كل المؤسسات المصرفية و البنوك المملوكة من طرف الدولة.
أ-2) الثمـن العـام :
يطلق الثمن العام على ثمن السلع و الخدمات التي تبيعها المشروعات العامة الصناعية و التجارية ، وعلى ذلك فالثمن العام يمثل المقابل ، الذي تحصل عليه الدولة بمناسبة قيامها بنشاط تجاري أو صناعي ، ويعتبر أحد الوسائل التي تمكنها من تحقيق إيراد عام للدولة ، يتمثل في مقدار الأرباح التي تحققها من ممارسة بيع السلع و الخدمات للأفراد مع مراعاة تحديد ثمن الخدمة المقدمة للجماعة.
ب) الإيرادات الإئتمانية ( القروض العامة): (1)
هي تلك المبالغ النقدية التي تستدينها الدول أو أي شخص معنوي عام آخر من الغير أي من الأفراد أو البنوك أو الهيئات الخاصة أو العامة أو الدولية أو ملف الدول الأخرى.
ج) الإيرادات السيادية :
هي تلك الإيرادات التي تحصل عليها الدولة جبرا من الأفراد بمالها من حق السيادة و تشمل الضرائب و الرسوم و مقابل التحسين و الغرامات المالية و التعويضات و القرض الإجباري و سنكتفي في دراستنا على النوعين الأول و الثاني لكونهما المورد الأساسي الذي تعتمد عليه الدولة .
(1) :د- أحم
بحث حول الكفاءة في المؤسسة
المقدمة:
الفصل الأول: الكفاءات البشرية في المؤسسة و تطورها
• المبحث الأول: ماهية الكفاءة.
• المبحث الثاني: تطور مفهوم الكفاءة.
الفصل الثاني: مفاهيم عامة حول الكفاءة
• المبحث الأول: تعريف الكفاءة.
• المبحث الثاني: أنواع الكفاءة.
• المبحث الثالث: العوامل المؤثرة في تطوير الكفاءات البشرية.
الفصل الثالث: تسيير الكفاءة البشرية في المؤسسة
• المبحث الأول: تسيير الكفاءات.
• المبحث الثاني: تطبيق تسيير الكفاءات.
• المبحث الثالث: مزايا و عيوب تطبيق تسيير الكفاءات.
الخاتمة:
إن التحول إلى عصر المعلومات كشف عن متغيرات اقتصادية هامة مست مختلف المستويات خاصة تلك المتعلقة بالعنصر البشري الذي زادت أهميته وأصبح يمثل موردا اقتصاديا هاما للمؤسسة.
فنتيجة التغيرات الاقتصادية لتي عرفها العالم مؤخرا، ظهرت قفزات كبيرة في استخدام الإنسان المتزايد لأدوات و تكنولوجيات مختلفة، من أهمها تكنولوجيا المعلومات و الاتصال والتي كان لها تأثير كبير في تطوير الكفاءات ودلك من خلال استعمالها في تسيير المعارف بالطرق الحديثة و المتطورة، وأيضا في مجال التكوين ودلك باستعمال وسائل عصرية كالإعلام الآلي و الانترنت و غيرها، فكل من التكوين و التحفيز و التدريب يلعب دورا فعالا في تطوير و تنمية الكفاءات، اد أصبح يعتبر أهم أداة لتحسين مستوى الأداء.
و في هدا الصدد سوف نحاول في بحثنا هدا تبيان مدى ضرورة الكفاءة في المؤسسة.
• المبحث الأول : ماهية الكفاءة.
• المبحث الثاني : تطور مفهوم الكفاءة.
الفصل الأول: الكفاءات البشرية في المؤسسة و تطورها
مقدمة
لكي تتخذ المؤسسة قراراتها أساسا فهي تعتمد على الكفاءات المتوفرة لديها, و قبل اتخاذها يجب التمعن في جميع الكفاءات التي يمكن اكتسابها و المخاطر التي تنتج عنها لاسيما عوامل عدم التحفيز و سوء التنظيم.
المبحث الأول :ماهية الكفاءات
من النادر أن نحدد تاريخ ميلاد تيار فكري بصفة عامة، خلال سنوات السبعينيات في الظروف الاقتصادية الأمريكية و بعدها في أوربا ظهرت فكرة الكفاءة.
المبحث الثاني تطور مفهوم الكفاءة
خلال السنوات الأولى للثورة الصناعية كانت الكفاءة محرك حقيقي للنضال للفائدة الجماعية، المناجمنت العلمي و مبادئ الإنتاج الإجمالي و الاختصاص المهني يحددون نجاح المنظمات خاصة، و الاقتصاد عامة.
هيئة الأسواق العالمية تغيرت كثيرا بعد تطور الأسواق الجديدة في اليابان،في غرب شرق أسيا، في إفريقيا و في الهند كانت المنظمات الأمريكية و الأوربية مؤسسة و منظمة تنظيما جيدا و كانت تواجه منافسة حادة، فحاولت إيجاد طرق أخرى لضبط و تقوية فائدتها التنافسية، و هده الطرق مرتبطة بأهمية تنظيم الإنسان. فالمنظمات تبحث على طرق أكثر مرونة و تهتم كثيرا بكفاءات الأفراد و أفواج العمل، و تعتبر كعوامل النجاح في إحدى البلدان كالمملكة المتحدة.
بانجلترا ”national vocation qualification” قد أعدت معايير تعرف شروط التعيين للوصول إلى تشغيل معين و تتحمل المسؤوليات.هده التاهيلات عرفت لدى العمال لتأسيس قدراتهم للوصول إلى تشغيل معين و تحمل المسؤوليات، هده التاهيلات عرفت لدى العمال لتأسيس قدراتهم لاثباث كفاءة معينة في الأوضاع الواقعية، و اعتبرت كخيارات للتاهيلات الخبيرة عن طريق التكوين المهني. هده العمليات اعتمدت على الوصف الدقيق للكفاءات لمختلف الوظائف المختصة، ووضعت اختبارات صارمة لمراقبة العمال ادا كانوا يتجاوبون مع المعايير و هدا يولد طريقة مندمجة مطبقة في الوظائف اليدوية، التقنية الإدارية و التسييرية.
هده التطورات لا سيام في المملكة المتحدة كانت لها انعكاسات في الولايات المتحدة الأمريكية أين انشىء في 1994National skills standards bed لجنة مكلفة بوضع وطني لمعايير القدرات و الكفاءات.
المعايير هي نفسها قاعدة النظام، و يختص بتعريف معايير لمستويات الكفاءات المطلوبة لتحقيق مهمة أو أداء أو وظيفة ما
القنصلية الوطنية للتاهيلات للمملكة المتحدة تعرف مفهوم الكفاءة كالتالي: إمكانية توظيف المعلومات المفهومة العملية و الفكرية للوصول إلى نتيجة مرضية لتوظيف عدد هام في العمل.
الأمريكيون يهتمون بتأثير جودة المناجمنت على فائدة تنافسية.
جمعية المناجمنت الأمريكية مكلفة مكتب مستشارين في المناجمنتMC Ber و هي جمعية تدري الخاصيات و الميزات التي يتميز بها المسيرين الجيدين عن المسيرين المتوسطين. المشروع كان مسير من طرف Rchard Boyatzis الذي توصل إلى الفرق بين الاثنين.
التطورات الأمريكية الحديثة في هدا المجال شددت أهمية القدرة على التدريب في المنظمة و القدرة على اكتساب كفاءات جديدة، ادن التنظيمات المتبعة ترتكز على مبادئ تسيير الكفاءات.
خلال السنوات 20 الأخيرة اكتسبت مؤسسات عديدة خبرة في تعريف مظاهر الكفاءات كذلك في التطور و مشاريع التنمية.Assessement centers لعبت دورا هاما في ظهور مفهوم تسيير الكفاءات.
• المبحث الأول : تعريف الكفاءة.
• المبحث الثاني : أنواع الكفاءة.
• المبحث الثالث :العوامل المؤثرة في تطوير الكفاءات البشرية.
الفصل الثاني: مفاهيم عامة حول الكفاءة
المبحث الأول : تعريف الكفاءة يمكن تعريف الكفاءة على عدة أشكال
التصنيف المشهور بالمعرفة، المهارة، الحافز، القيم و الاهليات.
مقابل هده الأشكال هناك 3 أصناف: العلم، الإدارة و القدرة.
يفضل التصنيف العادي الفاصل بين الكفاءة التقنية و الكفاءة السلوكية و الحوافز الشخصية و الاهليات و في نفس الوقت الإدارة و القدرة يمكن أن نترجمها في الكفاءة السلوكية.
حسب اتفاقية2000 ACAP المبرمة في ديسمبر 1990 فهي تعرف الكفاءة على أنها علم فعلي عملي صحيح “Un savoir être opérationnel valide “. الكفاءة مهما تكون مراقبة من طرف المؤسسة فان معرفتها تكون “خارجية” نسبيا عن تنظيم المؤسسة.
في 1996 استعمل لأول مرة مدير Thmson cff أداة جديدة للتخطيط سماها المخطط الاستراتيجي للكفاءات، و هو أداة أعمال و وسيلة تسمح للطبقة المسيرة أو المسيرين بالتوقيع و تحقيق معادلة الاحتياجات الخاصة بالنشاطات في المؤسسة.
في التقني تعرف الكفاءات كعلم تسييري إداري أو كبعد شخصي في حل و تشخيص المشاكل و تحفيز الآخرين.
و عند Boyatzis الكفاءة هي ميزة موجودة في الفرد، ممكن أن تكون تحفيز أو طباع أو قدرة الفرد أو مظهر للصور و الدور الاجتماعي أو المعرفة المستخدمة.
التسيير التوقعي للكفاءات و هو التسيير التنبئي و التقديري للموارد البشرية مبني على فكرة الكفاءة، و هدا التسيير يهدف إلى تحضير العمال في الوقت المناسب لهدا التطور.
و يمكن تعريف الكفاءة على أنها استعمال القدرات في وضعية مهنية ما مع مستوى مطلوب واضح.، هده المؤهلات الشخصية هي عبارة عن أفعال نشيطة و علم و مهارة.
من ما تم ذكره يمكن استخلاص أن الكفاءة واجب لا يمكن فصله عن تغيير التنظيم للمؤسسة. و بالتالي الكفاءة تركيب من المعرفة، المهارات و السلوكات التي تظهر من خلال تمارين عمل في واقعية نشاط محدد.
المبحث الثاني : أنواع الكفاءات: تنقسم الكفاءات إلى فردية، جماعية و تنظيمية
1) الكفاءات الفردية: هناك عناصر عديدة تحدد الكفاءة الفردية حسب Dejeux هي :
– لا نجد لها معنى حقيقي إلا في الفعل و لا نجدها إلا عند الانطلاقة في الفعل.
– الكفء هو الذي يملك البرهنة و القادر على الفعل و اكتساب المعلومات للوصول إلى هدف معين، و هو بناء مستمر، و الشخص يختار الكفاءات المكتسبة سابقا ليوازيها مع الحالة الحاضرة.
الفصل الثاني :مفاهيم عامة حول الكفاءة
– تكتسب الكفاءات عن طريق عملية التكوين الموجهة أو الممارسة و تتواجد الكفاءات عن طريق معلومة تتبعها الأخرى، و لا يكفي أن يقول الإنسان انه كفء حيث أن للكفاءة جهة خفية، فالظاهر منها متكون من القدرات و المعارف و الطبائع و الدور الاجتماعي أما الخفي منها يتمثل في الأوصاف المعنوية و القيم و جزء من المعارف.
– للكفاءة منفعة اقتصادية بالنسبة لصاحب العمل و الأجير على السواء.
و حسب هدا التعريف مستوى الكفاءة يقيم عن طريق النتائج المحصل عليها بمقارنة القدرات المستعملة بالقدرات الموجودة فعليا، و الفوارق تبين العجز الموجود.
2) الكفاءات الجماعية: هي معرفة من قبل C.Dejeux كتراكم بين الكفاءات التي يملكها الأفراد تزيد بمفعول جماعي الصادر من ديناميكية العمال.
فهي تضع المناجمنت في مقياس أو قاعدة أين يمكنه أن يساهم في خلق هدا المفعول الجماعي الذي يسمح بتجاوز زيادة الكفاءات الفردية
احد عوامل تسيير الكفاءات اهتمت خصوصا بقدراتها لإدخال أو تحويل الكفاءات الفردية في المشروع الجماعي.
في الواقع الأنظمة الجديدة للعمل تحتاج إلى التوظيف بفعالية أي :
– جماعية العمل.
– مبدأ التعاون.
– تبادل المعلومات.
– القدرة على العمل في أفواج تشكل الالتزامات الجديدة للأوضاع الحالية للعمل التي تتجاوب مع التغيرات.
تنمية أفواج المشاريع و الأهمية المرتبطة المناجمنت عن قرب تبين الضرورة التي تتأثر بها المؤسسة لتجنيد الكفاءات الفردية للوصول إلى الأهداف العامة.
و هكذا طريقة الكفاءات ليست واضحة بذاتها فهي لا تاخد معنى إلا بالنسبة لهدف محدد. هدا للمسيرين الواجب عليهم مسؤولية هدا التجنيد. فمن جهة وجد وان مشاركتهم في الحركات الفردية تذيب القرارات التي تتعلق بتعاونهم على تقييم كفاءاتهم الفردية، و من جهة أخرى فبتعاونهم يتحملون العمل جماعة و هدا يعني خلق الشروط التي تنمي التآزر و التضامن الضروريين لنجاح مشاريعهم الجماعية.
3) الكفاءات التنظيمية: تسمى أيضا كفاءات المؤسسة و هي محجوزة على المستوى الكلي(العلم) و تتوقف على أن المؤسسة تعلم الفعل بمقابل ما تملك.
“ Ce que l’entreprise soit faire, par opposition à ce qu’elle possède ”
ادن الكفاءة التنظيمية هي مفترضة أساسا على إستراتيجية المؤسسة.
إن فكرة كفاءة المؤسسة كعنصر محدد للإستراتيجية نهضت بمفعول نظرية الموارد.
و على نفس المستوى الإستراتيجية تختص بتعريف التطورات أي تحسنات النشاطات و العمليات.
إن الكفاءة التنظيمية تعود لأنواع النشاطات و روتينيات تنظيمية التي فيها يمكننا دمج معارف و مهارات جميع الأفراد.
ادن الكفاءة التنظيمية تتجه نحو قطب الجماعية مما يزيد من دعم الكفاءات لتكون المؤسسة أكثر صلابة مقابل المؤسسات المنافسة.
الفصل الثاني : مفاهيم عامة حول الكفاءة
المبحث الثالث : العوامل المؤثرة في تطوير الكفاءات البشرية :
مع تطور المفهوم الجديد للاقتصاد أصبح الاهتمام بتنمية الموارد البشرية متزايد قصد تطوير الكفاءات البشرية و دلك عن طريق التكوين، التدريب و التحفيز من اجل الرفع من أداء المؤسسة.
• التكوين : هو نشاط يهدف إلى توفير اكتساب الفرد خبرات جديدة تزيد من قدراته على أداء عمله و دلك بتلقينه أفكار و مهارات و معلومات يتطلبها الأداء الفعال.
يتخذ التكوين عدة أشكال فيمكن أن يكون التكوين تقني، تنظيمي، اقتصادي، إنساني، في مجال الأمن و الوقاية، في مجال الصيانة، اجتماعي، معرفي أو لمسايرة التغير.
و يمكننا التطرق باختصار إلى أهداف التكوين المتمثلة في النقاط التالية:
– يساعد على تنمية المهارات و رفع مستوى الأداء.
– يواجه أي تغيير في مناصب العمل.
– فهم العملية الإنتاجية داخل المؤسسة.
– تطوير الموارد البشرية و تدريبها على أساليب متطورة لأداء الأعمال.
• التدريب : هو إعداد الفرد و تدريبه على عمل معين لتزويده بالمهارات و الخبرات التي تجعله جديرا بهدا العمل، و كذلك إكسابه معارف و معلومات التي تنقصه من اجل رفع مستوى كفاءته الإنتاجية و زيادة إنتاجيته في المؤسسة.
و يهدف التدريب إلى:
– العمل على زيادة النتاج عن طريق تحسين المهارات و المعارف الفنية لأداء الأعمال.
– سرعة تنفيذ المهام.
– ضمان سلامة العامل.
• التحفيز: و هو تشجيع الأفراد حتى ينشطوا في أعمالهم من اجل تحقيق أهداف المؤسسة، و تبدأ العملية بالتأثير الخارجي على الأفراد كان يعرض عليه أجرا أعلى من اجل القيام بعمل أكثر، لكن نجاحها يتوقف على عوامل داخلية تتصل بوضعية الفرد النفسية.
و تكمن أهمية التحفيز في انه :
– يعمل على زيادة الإنتاج و سرعته
– تنمية روح التعاون بين العاملين و تحقيق مبدأ العدل للعمال الأكثر اجتهادا.
– تشجيع الابتكارات و الاختراعات لدى العمال الممتازين مما يؤدي إلى رفع معدلات الإنتاج أو تحسينه أو خفض تكاليفه.
يتخذ التحفيز عدة أشكال فيمكن أن تكون الحوافز فردية،جماعية، مادية أو معنوية.
• المبحث الأول : تسيير الكفاءات.
• المبحث الثاني : تطبيق تسيير الكفاءات.
• المبحث الثالث : مزايا و عيوب تطبيق تسيير الكفاءات.
الفصل الثالث : تسيير الكفاءات البشرية في المؤسسة
المبحث الأول : تسيير الكفاءات :
قامت Leuven /Gent مدرسة المناجمنت في 1999 بأبحاث على مستوى 1500 مؤسسة رئيسية لبلجيكا، و وجدت أن 54% تطبق تسيير الكفاءات، و 20% فقط حضرت وسائل محددة أو خاصة ( معجم الكفاءات في الجانب الوظيفي )، 34%من العمال بدون تكوين خاص. هده النتيجة وضحت بعض الأسئلة المطروحة و جعلت من خلال التطبيق تعرف تسيير الكفاءات.
للتوظيف الجيد على المؤسسة أن تشغل عمال ناجحين و تكونهم و تنبههم و تكافؤهم
في إطار تسيير الموارد البشرية، تسيير الكفاءة هي: مجموع النشاطات المخصصة موضوعة كليا لكسب و تطوير كفاءات الأفراد و الأفواج بهدف تحقيق المهمة و رفع نتائج العمال.
و هدا يتعلق بالاستعمال الكلي للكفاءات المتوفرة و تجنيد عمال جدد بإبراز كفاءاتهم و إمكانياتهم، كما يتعلق بضمان تنمية الموارد البشرية، تطوير العمال، التكوين، التجنيد و الاختيار ليست هدفا بذاتها و لكن هي وسيلة لتحسين المؤسسة بصفة عامة.
تسيير الكفاءات
تطوير الإمكانيات التجنيد و الاختيار
تطوير سنوي المكافأة
ترقية نقل الموظفين التكوين و التدريب
الاتصال الداخلي
تسيير الكفاءات تطبق مبادئ نقل الموظفين (L’intégration) أفقيا و عموديا، النقل العمودي للموظفين يتعلق باختيار الكفاءات و ناخدها بعين الاعتبار في جانب كفاءة وظيفة ما، و يتعلق باختيار الكفاءات الضرورية لتعيين عمل ما أو أكثر للوصول إلى نتائج معينة مساهمة أيضا في تحقيق مهمة و أهداف المؤسسة.
أما النقل الأفقي للموظفين فيخص تطبيق مصطلح الكفاءات في احد الطرق و النشاطات المتعددة لتسيير الموارد البشرية.
الفصل الثالث : تسيير الكفاءة البشرية في المؤسسة
– إن تسيير الكفاءات المتماسك الجيد يستلزم النقل العمودي و الأفقي للموظفين، الذي يبين الروابط بين النشاطات الإستراتيجية و التكتيكية و العملية و تسلط الضوء على نقاط الحذر المتعددة.
المبحث الثاني : تطبيق تسيير الكفاءات:
بمجرد اعتبار تسيير الكفاءات كمرحلة بناء، يمكن جدا تفادي عدة مشاكل و كثيرا من العمل العديم الفائدة.
لقد عرفنا تسيير الكفاءات كمجموعة من النشاطات، فهو يتركز في الواقع على العمل ولكن بطريقة منظمة. نقل العمال المخطط و المعقول لمختلف نشاطات الموارد البشرية في إطار مهمة و إستراتيجية المؤسسة يشكل الجوهر. فعند ظهور المفهوم الحديث المناجمنت، كثير من المستشارين و المسيرين في الموارد البشرية حاولوا إظهار مزاياها بوضع أنواع و طرق مصنعة. ففي قطاع السيارات نتحدث عن الجودة الفائقة عندما تكون قطع السيارات جد مصنعة و لكن لا تقدم خدمة، فيجب حدوث نفس الظاهرة في تسيير الكفاءات.
في السنوات الأخيرة، مسير بريطاني في الموارد البشرية أتم تحضيره في تسيير الكفاءات بالجملة التالية: بسطوا، ثم بسطوا كثر “Simplify and then simpllify again ” .
في الواقع يجب أن نتوقف على جوهر تسيير الكفاءات و تطوير نموذج من الممكن استعماله.
هده بعض النصائح أو التوصيات لمل المبتدئين في تطبيق تسيير الكفاءات:
– السهر على أن الإدارة تقدم مساعدة و تطبيق كاف.
– إتباع المصراع الاستراتيجي المترجم في النشاطات و الكفاءات القاعدية و صياغة الكفاءات العامة.
– مناقشة شروط تقنية ضرورية ليكون استخدام تسيير الكفاءات ناجحا.
– تقديم كفاءات الاختيارات المنفذة.
– تاسييس معجم الكفاءات و الدلائل المستخدمة في المؤسسة و يجب أن تكون جد حريصة على تحقيق معجم خاص للمؤسسة تبعا للتكنولوجيات الحديثة.
المبحث الثالث: تسيير الكفاءات : المزايا و العيوب
إن التفكير في موضوع الكفاءات هو نتيجة ميول و عوامل بيئية أو اجتماعية أوسع من التسيير و الإدارة في المؤسسة.
من هنا يمكن طرح بعض التساؤلات المتمثلة في :
– لأي الأسباب تمارس المنظمات تسيير الكفاءات؟
– ما هي منافع و مساوئ تسيير الكفاءات؟
– هل يوجد بدائل؟
الفصل الثالث: تسيير الكفاءة البشرية في المؤسسة
المنظمات تمارس تسيير الكفاءات لعدة أسباب و لكن في إطار هدف واحد وهو تحقيق الفعالية و الملائمة مع الأشكال الجديدة للعمل و التنسيق.
بعض الدراسات تعطي أهداف أو أسباب لانجاز و تطبيق تسيير الكفاءات مثل :
– توافق وتناسق الموارد البشرية مع إستراتيجية المؤسسة.
– تحسين مردود الاستثمارات كالتكوين.
– دعم تطوير مجرى الحياة المهنية.
– هيكلة سياسة الأجور.
– تحسين مرونة الموارد البشرية.
– تقسيم القدرات و القوى المنظمة.
تسيير الكفاءات تقدم منافع جد واضحة من بينها :
1)- خصوصيات الكفاءة تعطي للمتعاونين نظرة واحدة على ما ننتظره منهم و هدا ما يقلل من الأخطاء في التقييم.
2)- عند تطبيق تسيير الكفاءات فان المنظمة تهتم بتطوير معاونيها، هده العناية بحد ذاتها محفزة.
3)- جلب خصوصيات الكفاءات في الوظائف تعطي المتعاملين نظرة شاملة على إمكانياتهم المهنية في إطار تنظيمي و على الكفاءات التي يتوجب عليهم تطويرها لممارسة وظيفة أخرى.
4)- المتعاونون يرون العلاقة ما بين كفاءتهم الخاصة و النتائج المحصل عليها و إسهاماتهم في انجاز أهداف المؤسسة.
5)- إن نظام تسيير الكفاءات هو نظام هادف و مفيد في التطبيق.
إن رد المؤسسات على الحواجز و الموانع التي تعيق السير الحسن للكفاءات هو:
1)- النظام جد معقد.
2)- المتعاونون مع المؤسسة لا يفهمون جيدا ما هو المقصود بالكفاءة و تسيير الكفاءات.
3)- إن تسيير الكفاءات لن يكتب له النجاح إلا ادا كان مدمج في أنماط تطويرية أخرى للمؤسسة.
4)-خصوصيات الكفاءة ليست دائما سهلة للتحديث.
الفصل الثالث : تسيير الكفاءات البشرية في المؤسسة
تؤكد المؤسسات التي تمارس تسيير الكفاءات انه يجب الاخد بعين الاعتبار العوامل التالية :
1)- قبول هدا النظام على جميع مستويات المنظمة هو عامل حاسم في النجاح.
2)- خصوصيات الكفاءات هي وسائل قوية لتحديد الإستراتيجية و وسائل هامة للتغيير.
3)- التكييف المستمر لتسيير الكفاءات مع إستراتيجية المؤسسة يكتسي أهمية أساسية من اجل بقائها على المدى الطويل.
4)- تسيير الكفاءات الميداني (العملي) يقتضي بحث دائم في التنسيق ما بين أحسن نظام فكري و التطبيق الواقعي المدروس.
مهما كانت القدرات و المعارف المكتسبة من طرف احد أو مجموعة من الأشخاص فان الكفاءة تكون إلا بشرية، لدلك نخص الحديث عن العامل البشري عند مفهوم الكفاءة، فلا يمكن القول مثلا أن لهده الآلة كفاءة عالية، بل نقول أنها تعمل بتكنولوجيا متطورة. بينما نقول أن لهدا المسير كفاءة متميزة في اتخاذ قراراته.
و من خلال ما تم التطرق إليه نستنتج أن رفع الكفاءة البشرية في المؤسسة يمثل محور اهتمام غالبية المؤسسات، اد انه يضمن التفوق الدائم و المستمر للمؤسسة و تحسين أدائها مقارنة لما كانت عليه، و بالتالي يمكن القول أن للكفاءة في المؤسسة دور كبير في التسيير الجيد لها لأنها تساعد على الوصول إلى اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب من طرف المسير، كما تساهم في زيادة الإنتاج في المؤسسة و تطوير منتجاتها بالاعتماد على مهارات و كفاءات المسير الكفء .
بحث حول ثقافة المؤسسة
في ظل التحولات و التغيرات الجديدة التي تحيط بالمؤسسات, كالعولمة, و حرية حركة رؤوس الأموال, و الأيدي العاملة, و المعلومات (ثورة المعلومات), ظهور التكتلات… وجب على هذه المؤسسات التأقلم و التكيف مع هذه المتغيرات لكي يسمح لها بالنجاح و الإستمرار, فالمؤسسات الناجحة هي التي أدركت أن الإهتمام بالمورد البشري هم مفتاح لنجاحها, و على سبيل المثال لا الحصر, المؤسسات اليابانية و الألمانية, حيث ارتبط نجاحها باعتمادها على التشكيلة الثقافية و الإجتماعية, هذا ما سمح بتطابق أهداف الفرد مع أهداف المؤسسة, حيث أولت هذه المؤسسات أهمية قصوى للقيم التنظيمية التي تساعد على النجاح كقيم الانضباط, الصرامة, الجدية, و المنافسة, التقدير للكفاءة و المبدعين بالإضافة إلى تشجيع الاقتراحات, كل هذه العناصر تدخل ضمن ثقافة اللمؤسسة.
على ضوء ما سبق تأتي إشكاليتنا كالتالي:
“ما مدى أهمية ثقافة المؤسسة و أدائها في تطور المؤسسة و نجاحها” ؟؟
– تعريف ثقافة المؤسسة:
لقد ظهرت خلال فترة الثمانينات مصطلحات جديدة متعلقة بالمؤسسة، كالمرونة، الجودة الشاملة، ثقافة المؤسسة، بالرغم من صعوبة المصطلح الأخير، وتعدد تعاريفه ضل ذا جاذبية خاصة لما يعتقد في قدرته تسهيل التغيير والتجديد التنظيمي.
يعرّف E.B.Taylor الثقافة على أنها ذلك الكل المركب الذي يضم المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والتقاليد، وجميع المقومات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان كعضو في مجتمع معين.
ولقد سار على منهج تايلور عدد من الباحثين الذين سجلت تعريفاتهم للثقافة الجوانب المعنوية، والجوانب المادية.
بينما البعض الأخر يرى أن الثقافة شيء معنوي غير ملموس يتضح في الأفعال وفي الأشياء المادية، ولكنها لا تتكون من تلك الأفعال ولكن الأشياء المادية.
ويدعم هذا المعنى Khuckhohm بتعريفه “أن الثقافة طريقة التفكير والشعور والعقيدة، وهي عبارة عن مجموعة المعارف التي حصلت عليها الجماعة واختزنتها في ذاكرة أفرادها وكتبهم وأشياءهم لكي تستخدم في المستقبل، وأنه لكي نلم بها وندرس إنتاج هذا النشاط الذي يتضمن السلوك العلني والأحاديث والرموز والنتائج الملموسة التي تصدر عن كل هذا، والتي تتمثل في أشياء مادية مثل الأدوات والعمارات وغيرها.
ويعرفها أوشي بأنها ” تتألف من مجموعة الرموز والطقوس والأساطير التي تنتقل من خلالها القيم والمعتقدات التنظيمية إلى العاملين في المؤسسة، ويكون إيمان موظيفها بهذه المعتقدات أيمانا كاملا “.
ويعرفها Schein بأنها ” نمط الافتراضات الأساسية المشتركة بين الجماعة وتتعلم من خلالها الجماهير حل المشاكل الداخلية والتكيّف الخارجي، ويتم تلقينها للأعضاء الجدد باعتبارها الأسلوب السليم للإدراك والتفكير والشعور في التغلب على تلك المشاكل “.
إن موضوع اهتمامنا في دراستنا هذه هو أن الثقافة مفهوم معنوي يرتبط بالسلوك ويضع أصوله وقواعده ويوجهه، وفي هذا يعرفها العديلي على أنها ” القيم السائدة في المؤسسة والذي يتضح من خلال الإنتاج الثقافي لأعضائها والذي يتمثل في الحكايات والأساطير والعادات الموجودة في المؤسسة “.
ويعرفها أوشي بأنها ” القيم التي تأخذ بها إدارة المؤسسة والتي تحدد نمط النشاط والإجراء والسلوك السائد فالمفكرون يغرسون ذلك النمط الفكري في الموظفين من خلال تصرفاتهم، كما تتسرب هذه الأفكار إلى الأجيال اللاحقة من العملين “.
نجد Boseman يعرفها على أنها ” نظام يتكون من مجموعة من العناصر أو القوى التي لها تأثير شديد على سلوك الأفراد داخل المؤسسة، فثقافة المؤسسة هي المحصلة الكلية للكيفية التي يفكر ويعمل بها الأفراد كأعضاء عاملين بالمؤسسة “.
إن ثقافة المؤسسة تشير إلى مجموعة القيم والرموز والمثل العليا، والمعتقدات والافتراضات الموجهة والمشّكلة للإدراك والتقدير والسلوك والمساعدة على التعامل في مختلف الظواهر والمتغيرات، فهي تمثل روح المؤسسة والبعد الخفي الذي يشكل الطابع المميز لشخصيتها.
إن ثقافة المؤسسة تمثل نظام مفتوح له مدخلات ومخرجات، كما هو موضح في الشكل:
مدخلات ثقافة المؤسسة مخرجات
ثقافة المجتمع قـيم ثقافة قوية
نظم وأنماط إدارية معتقدات ثقافة متوسطة
نظم سلوكية افتراضات ثقافة ضعيفة
حاجات ودوافع معايير
نظم المعلومات مفاهيم
Feed Back توقعات تغذية عكسية
– أهمية ثقافة المؤسسة:
تمثل ثقافة المؤسسة المحرك لنجاح أي مؤسسة، فالثقافة تلعب دورا في غاية الأهمية في تماسك الأعضاء، والحفاظ على هوية الجماعة وبقاءها. فالثقافة أداة فعالة في توجيه سلوك العاملين ومساعدتهم على أعمالهم بصورة أفضل، من خلال نظام القواعد واللوائح غير الرسمية والموجودة بالمؤسسة والذي يوضح لأفرادها وبصورة دقيقة كيفية التصّرف في المواقف المختلفة، وذلك في ضوء ما هو متوقع.
إن ثقافة المؤسسة تقوم بحماية المؤسسة من السلوكات غير اللائقة والتي تلحق الضرر بسمعها ، كما أنها تساهم بشكل كبير في تخفيض تسرب المعلومات، وبالتالي فإن ثقافة المؤسسة تشكل وسيلة أساسية لأعضاء أكثر قوة لنظرة جديدة للمؤسسة من طرف المجتمع المحيط.
لثقافة المؤسسة مجموعة من الوظائف:
يرى سيد مصطفى أن لثقافة المؤسسة مجموعة من الوظائف التنظيمية أهمها:
– تهيئة الإحساس بالكيان والهوية لدى العاملين.
– المساعدة على استقرار وتوازن المؤسسة كنظام اجتماعي.
– تهيئة إطار مرجعي للعاملين يساعدهم على فهم اتجاهات وأنشطة المؤسسة ويرشّدهم للسلوك المناسب في المواقف المختلفة.
يرى كل من Pederson & Scrensen أن للثقافة أربع وظائف، وهي كالتالي:
-1 تستخدم الثقافة كأداة تحليلية للباحثين، حيث تساهم نماذج الثقافة في فهم التنظيمات الاجتماعية المعقدة.
-2 تستخدم الثقافة كأداة للتغيير ووسيلة من وسائل عمليات التطور التنظيمي.
-3 تستخدم الثقافة كأداة إدارية لتحسين المخرجات الاقتصادية للمؤسسة، وأيضا لتهيئة أعضاء المؤسسة اجتماعيا لتقبّل القيم التي تحددها الإدارة
-4 تستخدم الثقافة كأداة الحس الإدراكي لدى أعضاء المؤسسة عن البيئة الخارجية المضطربة.
كما نجد Wagmen يرى بأن الثقافة تستخدم في تحقيق أربع وظائف هي:
-1 تحديد هوية المؤسسة وإعلامها لجميع الأعضاء، حيث ساهم في خلق العادات والقيم، وإدراك الأفراد لهذه المعاني يساعد على تنمية الشعور بالهدف العام.
-2 نمو الغرض العام عن طريق اتصالات قوية وقبول الثقافة المكتسبة.
-3 ترويج استقرار النظام من خلال تشجيع الثقافة على التكامل والتعاون بين أعضاء التنظيم وتطابق الهوية.
-4 توحيد السلوك، أي حدوث الأشياء بطريقة واحدة بين أعضاء المؤسسة، وفهم المعاني بمفهوم واحد يخدم ثقافة المؤسسة وينسق السلوك في العمل.
إن الثقافة تعكس صورة المؤسسة داخليا وخارجيا، فهي تساهم بدرجة كبيرة في تحسين صورة المؤسسة في الخارج، لا تعمل على تنمية علاقات الثقة مع مختلف شركائها، كما تهدف إلى تثقيف العاملين وإكسابهم ثقافة، وبالتالي فإن المؤسسة تصبح كمؤسسة تربوية كالعائلة والمدرسة.
أنواع ثقافات المؤسسة:
1- الثقافات القوية:
فالمؤسسة ذات الثقافة القوية تكتسب شهرة تستمد من خصوصية معينة, و هي نتاج قيمها التي تتميز بالثبات, فتنشئ هذه المؤسسات قيمها و فلسفتها من خلال تبني مشروع مؤسسة, أو تحديد مهمة عمل يعمل الجميع على تحقيقها.
فنجد أن أفراد المؤسسة يتقاسمون مجموعة من القيم و السلوكات المتشابهة و المتماثلة, و يعملون على زرعها و ترسيخها في الأعضاء الجدد بمجرد انضمامهم إليهم, و أي فرد يخالف قانون المؤسسة, يكون دوما محل المراقبة.
إيجابياتها:
• تحفيز الأفراد على العمل, من خلال الاحتكام إلى مجموعة من القيم و النظم المشتركة مما يخلق نوعا من الإنسجام.
• الاعتراف المتبادل و المسؤول, مما يقوي الشعور بالإنتماء.
• المساواة و التكامل, مما ينتج عنه رضا نفسي مرتفع بالاستغلال الكامل لطاقاتهم و قدراتهم.
• تثمين العمل و تطويره.
• مبدأ المشاركة في وضع الأهداف, التي يبعث الشعور بالإلتزام لتحقيق الأهداف التنظيمية بنجاح.
• تفترض فلسفة للتنظيم.
• تتميز بذهنيات مفتحة على المخاطرة, الثقة و حب التصرف, حتى يقوم الأفراد تلقائيا بتجديد جهودهم من أجل إيجاد حلول للمشكلات و كذا تنفيذها.
• مسايرة التغير و التكيف معه.
و في هذا الصدد, هناك مجموعة من الأبحاث التي قام بها J. Heskett & J. kotter سمحت بالوصول إلى خلاصة مهمة وواضحة.
ففي المرحلة الأولى, أجرى الباحثان دراسة على 207 مؤسسة من أكبر المؤسسات الأمريكية, و النتائج كانت معاكسة للتوقعات, باعتبار أن هناك علاقة ضعيفة بين الثقافة القوية و امتياز الأداء, حيث تبين أن بعض المؤسسات ذات الثقافات القوية حققت نتائج متوسطة, و ذلك راجع بالدرجة الأولى بسبب المركزية في اتخاذ القرارات و البيروقراطية الثقيلة, و هذا كان سببا في النتائج السلبية المحققة.
فالثقافات القوية يمكن أن تأثر سلبا على الأداء من خلال خلق وظيفة سلبية داخل المؤسسة, لها قدرة على حث الأفراد على اعتماد سلوكات غير معقولة, كما يمكن أن ينجم عنها أثراً إيجابيا يتجسد في إحداث التحسينات, الرفع من الجودة, إثراء الإبداع و تطويره, فضلا عن تنمية روح الإنتماء و الولاء للمؤسسة.
و في المرحلة الثانية, قام الباحثان J. Heskett & J. kotter بدراسة حول 22 مؤسسة محل الدراسة لغرض معرفة أهمية القيادة في المؤسسة, أي التساؤل حول المكانة التي تمنحها ثقافة المؤسسة إلى القيادة, و توصلوا إلى أن سبب نجاح المؤسسة الأكثر أداء, يعود إلى قيادة المسيرين, روح المؤسسة, الاستعداد و المخاطرة, التفتح, الإبداع و المرونة, و استنتجوا أن هناك علاقة سببية مباشرة بين الثقافة التي تثمن القائد و الأداء المرتفع, و الإهتمام بالثلاثية (زبائن- مساهمين – موارد بشرية).
عكس المؤسسات الأقل أداء التي تمتاز بالبيروقراطية, و البحث عن النتائج في المدى القصير فحسب, إضافة إلى أنها لا تولي اهتماما بالغا بالثلاثية ( زبائن – مساهمين – موارد بشرية).
و اعتماداً على كل ما سبق, توصل الباحثان إلى أن هذه الفرضية ليست خاطئة تماماً, ففكرة أن فريقا من الأفراد منظم ز مسير من خلال مجموعة من المبادئ و القيم, تمثل قوة محتملة يمكن أن تساهم في رفع الأداء و تحسينه, كما أن للقائد دور هام في الثقافات الإيجابية و المتطورة, مهما كان المستوى السلمي المتواجد فيه, و هو تنفيذ و تشجيع التغيرات الإستراتيجية و التكتيكية التي تفرض نفسها, لكونها كفيلة بإرضاء كل المساهمين, الزبائن, الموارد البشرية.
2الثقافات السلبية:
لدراسة العلاقة بين الثقافة بالأداء, قام الباحثان J. Heskett & J. kotter بتحليل تاريخ 20 مؤسسة في الفترة ما بين 1980-1970, و قد وجدا أن ثقافتهما مختلفة عن الأنظمة الثقافية المتبناة في المؤسسات ذات الأداء المرتفع في تلك الفترة.
في بداية تاريخها نجد مسيريها أكفاء, و استراتيجيتها فعّالة, و لها رؤية واضحة مستقبلية, و نظرا لغياب منافسة حادة و فعلية, تحوز المؤسسة على وضعية مسيطرة في السوق أو عدة أسواق.
غير أن استمرار النمو أحدث تقلبات داخل المؤسسة, مما استوجب تجنيد الموارد البشرية و إعادة هيكلتها, و هو ما ساهم في تعقيد التسيير اليومي, و لمواجهة هذه التغيرات قامت الإدارة بتوظيف إطارات يملكون المعلومات اللازمة فيما يخص التسيير و المالية, و لكن يفتقرون لرؤية واضحة مستقبلية للمؤسسة, و قدرة على وضع استراتيجية تعتمد على الثقافة.
فتغيير الأفراد و سهولة تحقيق النجاح في ظل غياب المنافسة, أدى إلى إهمال و نسيان القيم الثقافية التي سمحت بنجاحهم, فبدأت الثقافة السلبية بالظهور شيئاً فشيئاً, و من أهم خصائصها أو سلبياتها:
• سلوك تحيز المسؤولين لأفكارهم, و النجاح المتكرر للمؤسسة, و اعتبار أنفسهم حاملين للحقيقة.
• عدم أخذ المسيرين بعين الإعتبار متطلبات الزبائن, مصالح المساهمين, و كذا متطلبات الموارد البشرية.
• اتسام هذه الثقافات بالعدائية, و ذهنية اتخاذ القرار.
و بعد هذا النوع من الثقافة رهان لمستقبل المؤسسة, باعتبار أنه لا يساعد على التغيير, و نظرا لإصدار المسيرين على تطبيق استراتيجيات تجاوزتها الأحداث, و رفض تحمل المسؤولين إزاء التغيير, إما لاقتراب نهاية حياتهم المهنية, أو لخشية الإصطدام بمعارضة الآخرين, أو لكونهم يفتقدون الشجاعة.
الفرق بين الثقافة الإيجابية و الثقافة السلبية:
الثقافات المتطورة –الإيجابية- الثقافات المحافظة – السلبية-
القيم الأساسية – يولي المسيرون الاهتمام بالثلاثية زبائن –مساهمين– موارد بشرية.
– تثمين الأفراد و المسارات التي من المحتمل أن تقدم تغيير إيجابي. – لا يولي المسيرون اهتماما بالثلاثية.
– تفضل الحذر على المبادرة.
السلوكات – يأخذ المسيرون بالاعتبار العناصر الثلاث (المفاتيح), مع التركيز على الزبائن.
– كما يشجعون التغيير الذي من المحتمل أن يكون إيجابيا و أن حمل مخاطر – المسيرون يتصرفون بأتوقراطية و بيروقراطية.
– – يقف المسيرين عاجزين على تكييف الاستراتيجية مع تقلبات البيئة.
بعض النماذج حول ثقافة المؤسسة:
1- النموذج الناجح – اليابان- إن معدل دوران العمل في المؤسسة اليابانية ضعيف جداً, و أيضا الميكانيزمات الإجتماعية و الإقتصادية موجودة داخل المؤسسة, أين نجد:
اليد العاملة المؤهلة يحتفظ بها.
الرغبة الموجودة عند العامل مرتبطة بمؤسسة و فقط, بمعنى أن أي مؤسسة أخرى لا تتحمل الخطر في أن توظفه ( المستهلك الياباني غيور على المنتج).
لا توجد انفرادية في المؤسسة, أي المصلحة العامة تغلب على المصلحة الخاصة.
هناك علاقات من نوع أبوي.
إعطاء أهمية كبرى للإجتماعات الغير رسمية و تبرز الأهمية في:
أداة للتحكم في عدم التأكد من المعلومات.
الفرد داخل التنظيم رسمي يكون وفيُُُ في مقارنة مع وجوده في التنظيم الرسمي.
فيما يخص أخذ القرار, المسير في المؤسسة اليابانية لديه نسبة قليلة جداً فيما يخص أخذ القرار, و أن القاعدة في أخذ القرارات تكون عموماً من طرف الجماعة, لا فردياً.
لا يوبخ الفرد في حالة أخذه لقرار غير صائب.
القرارات تأخذ بمراحل, و هذا ما يفسر طول فترة إنتظار.
هناك مستخدمين بالعقود, مثلا مؤقتين, تحت المعالجة (soutraitance), فرعيين و مستخدمين دائمين, حيث أكبر نسبة تكون لمستخدمين بالعقود.
2-النموذج الجزائري:
أقيمت دراسة على 07 وحدات لصناعات النسيج, و تم استجواب أكثر من 400 شخص حول العوامل المؤثرة في فعاليات التنظيمات, و تم استنتاج ما يلي:
لازالت نظرة المجتمع لدور المرأة نظرة تقليدية (عملها في البيت), مما جعل الكثير من العاملات تركن العمل بمجرد زواجهن أو إنجابهن للمولود الأول, هذا ما أدى إلى صعوبة بالنسبة للوحدات التي تشغل العاملات, و أيضا تكوين مستمر تحسباً لزواج أي عاملة أو تركها العمل.
لاحظ أن العاملات في تلك المؤسسات عادة ما تكُنَّ سبباً لعدة مشاكل عاطفية, و ثقافية و هذا نظرا لوجود نظرة اجتماعية سلبية للعمل المختلط بين الجنسين.
عدم احترام الوقت و المواصلة في العمل, و اعتماد أوقات فضفاضة, في ضبط المواعيد (وقت الظهر, وقت العصر…).
إلتماس الأعذار لتبرير مخالفاتهم كقلة المواصلات.
للمناسبات العائلية و الظروف الأسرية أولوية على الشغل.
تكاثر الغيابات أيام السوق الأسبوعية و خاصة في المدن الصغيرة.
تكاثر الغيابات أثناء المباراة و خاصة الدولية في رياضة كرة القدم بالأخص.
معدل دوران العمل كبير جداً.
إهمال إجراءات الأمن بسبب عدم التعود على الأعمال الصناعية و المخاطر المحيطة بها, مما جعل العمال لا يستطيعون الصبر على استعمال الألبسة الواقية من أقنعة و قفازات …إلخ.
الخاتمة:
إن دراسة الإطار الثقافي للمنظمة يساعد على فهم و تفسير سلوك الأفراد, و بسيكولوجياتهم, و القيـم التي يؤمنـون بها, فـأهـميـة الوقت, السلـوك الـمنظـم, الـمثابـرة, الرغبة في الإنـجاز, الإرادة و إتقـان العمـل… كلـها سـمـات ضرورية للنجاح في أي ميـدان, و أن كيفيـة استخدامهـا تختلـف باختلاف الثقـافـات.
كـل هذه المعلومات تساعـد رجال التسيير على تحليل تصرفات العمال و التنبـأ بهذا السلوك و التحكم فيه, و بنـاءاً كـل هذه المعطيات, يمكن لإدارة المؤسسـة رسـم السيـاسـات النـاجحة الكفيلـة بتوجيـه سلـوك الأفـراد
تحياتي الخالصة.
خطة البحث:
مقدمة
-I تعريف المؤسسة و أهدافها.
-1-I تعريف المؤسسة
-2-I أهداف المؤسسة
-II أجزاء المؤسسة و مستوياتها
-1-II أجزاء المؤسسة
-2-II مستويات المؤسسة
-III وظيفة التخزيـن
-1-III المقصود بالمخزون
-2-III تعريف وظيفة التخزين
-3-III أهداف وظيفة التخزين
الخاتمة
المقدمة:
لقد شغلت المؤسسة الاقتصادية و لا تزال حيزا معتبرا في كتابات و أعمال الكثير من الاقتصاديين, بمختلف اتجاهاتهم الإيديولوجية سواء من الشرق أو من الغرب, باعتبارها النواة الأساسية في النشاط الاقتصادي للمجتمع.
و نظراً للتحولات و التطورات التي تشهدها الساحة الاقتصادية إلى حدّ الساعة, فإن المؤسسة آنذاك لم تعد هي نفسها المؤسسة حاليا, فبالإضافة إلى تنوع و تعدد أشكالها و مجالات نشاطها فقد أصبحت أكثر تعقيدا و أصبح الأمر يستدعي اعتماد منهج جديد و ملائم للدراسة و التخلي عن المنهج التقليدي التحليلي, الذي يعالج النظام ككل, بدون معرفة أجزائه و العلاقات الرابطة بينها و محيط النظام.
فقد أصبحت الدراسة تستوجب الدقة و التفصيل و تجنب المعالجة العامة, و انطلاقا من هذا|, تم القيام بهذا لبحث المتواضع و الذي يسعى إلى تجسيد ما قلناه, أي دراسة المؤسسة بطريقة أخرى غير الدراسة العامة و ذلك بالإجابة على الإشكالية التاليـة:
“كيف يمكن تصور المؤسسة الحالية التي تتميز بشدة التعقيد” ؟
و للإجابة عن هذه الإشكالية, نضع الفرضيات التالية:
1- المؤسسة هي نظام مفتوح.
2- لتبسيط التعقيد في المؤسسة يمكن تقسيمها إلى أجزاء أو مستويات.
و لإثبات هذه الفرضيات و الإجابة عن الإشكالية المطروحة, إعتمدنا على الخطة التالية:
العنصر الأول يختص بتعريف المؤسسة و أهدافها, و ما معنى المؤسسة كنظام مفتوح. أما العنصر الثاني فهو الذي يجسد تبسيط المؤسسة بتناول أجزاء المؤسسة و مستوياتها.
و باعتبار المقياس الذي يحضر فيه البحث هو تسيير المخزون, ارتأينا إدراج عنصر ثالث لوظيفة التخزين, و فيه نجد مفهوم المخزون.مهام وظيفة التخزين و أهداف هذه الوظيفة و التي تعتبر نظام جزئي أي من النظام الكلي و هو المؤسسة.
تعريف المؤسسة و أهدافها:
-1-I تعريف المؤسسة:
يعرف ناصر دادي عدون المؤسسة على أنها:” كل هيكل تنظيمي اقتصادي مستقل مالياً, في إطار قانوني و اجتماعي معين, هدفه دمج عوامل الإنتاج من أجل الإنتاج, أو تبادل السلع و الخدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين, أو القيام بكليهما معاً (إنتاج + تبادل), بغرض تحقيق نتيجة ملائمة, و هذا ضمن شروط اقتصادية تختلف باختلاف الحيز المكاني و الزماني الذي يوجد فيه, و تبعاً لحجم و نوع نشاطه”.
المؤسسة حسب الفكر النظامي:
إن الجديد لدى الأنظمة هي أنها تخلصت من الطرق التي سبقتها في عملية تحليل المؤسسة, و بشكل أكثر عقلانية و تقنية, و أعطت لها تعريفات و أشكالاً أكثر مرونة و تكييفها مع الحالات المتنوعة و المختلفة, حتى سمحت بإنشاء نماذج و استعملت كأداة أو وسيلة توضيح في التحليلات الخاصة بالمنظمة.
و قد تميزت هذه النظرية في هذا المجال عن نظريات الإدارة و التنظيم التي سبقتها بأخذها بعين الإعتبار محيط المؤسسة كعنصر هام في التحليل, عكس ما اعتبر سابقاً خاصة من طرف المدرسة الكلاسيكية و الكمية فنجد تايلور مثلا يعتبر أن محيط المؤسسة ثابت و لا يتغير و لا يؤثر في نشاطها, أما لدى أصحاب المدرسة التنظيميـة, فله دور هام في تصرف المؤسسة, إذ يتفاعلان بشكل متبادل و بحركة مستمرة و تغييرات متواصلة, و تحدد حياة المؤسسة بمدى قدرتها على مسايرة هذه الحركة و التأقلم مع الحالات الجديدة باستمرار.
حسب اتجاه L. Von BERTALANFFY, فإن المؤسسة كمنظمة تعتبر في نفس الوقت هيكلا اجتماعيا واقعيا و كمتعامل اقتصادي, و تتمتع بخصائص تنظيمية, و يمكن وضعها كنظام مفتوح و هذا معناه أن المؤسسة نظام:
1- لأنها مكونة من أقسام مستقلة, مجمعة حسب هيكل خاص بها.
2- لأنها تملك حدودا تمكنها من تحديدها و تفصلها على المحيط الخارجي.
3- و هي نظام مفتوح لأنها تتكيف بوعي مع تغيرات المحيط بفعل القدرات المتخذة من طرف مسيريها.
-2-I أهـداف المؤسسـة:
-1 تعظيم الإنتاج و البيع:
أ- تعظيم الإنتاج: الإنتاج هو إعداد و مواءمة للموارد المتاحة بتغيير شكلها أو طبيعتها الفيزيائية و الكيميائية, حتى تصبح قابلة للاستهلاك الوسيط أو النهائي (إيجاد منفعة), و من الإنتاج التغيير الزمني و هو التخزين, و استمرارية الزمن, و هو إضافة منفعة أو تحسينها و كذلك التغيير المكاني (النقل).
و هناك مفهومان أساسيان للتخزين: التخزيـن كإنتـاج, و هو الإنتاج, و التخزين كاحتفاظ و هو التخزين, و العلاقة بين الإنتاج و التخزين هي سواء علاقة منبع أو مصب.
و يتم الإنتاج بموارد عملية و موارد مالية و موارد بشرية, و موارد مادية, ضمن قيود هيكلية هي الطاقة الإنتاجية, الطاقة التخزينية, الطاقة المالية, و الطاقة التوزيعيـة.
يتم تعظيم الإنتاج وفق معيارين: الكفاءة الفنية و الكفاءة الاقتصادية؛ فالكفـاءة الفنيـة هي الإنتقال من مستوى إنتاجي أحسن و ذلك باستنفاذ موقع الوفر (يقابل موقع الهدر), و هي تفسر قياسا ماديا (عينياً) العلاقة بين المدخلات و المخرجات, بناءاً على استخدام الموارد. و الصورة المعيرة بالتكاليف للكفاءة تظهر في الكفاءة المقابلة و تسمـى الكفـاءة الاقتصـاديـة, هذه الأخيرة هي مؤشر يفسر قياسا ماليا بين المدخلات و المخرجات.
ب- البيع: بمـا أنّ المؤسسة تقوم بتعظيم إنتاجها وفق الكفاءة الفنية و الاقتصادية, تحتاج إلى تعريف هذه المنتجات, فإذا كان الإنتاج و التوزيع خطّيان, أي كل ما ينتج يباع فلا يوجد أي مشكل, أما إذا كان ما ينتج أقـل مما يباع, فإن المشكل يكمن في قسم الإنتاج, و إذا كان ما ينتج أكثر مما يباع فتظهر مشكلتان, الأولى تسويقية و الثانية تخزينية, و في الثانية تحتاج إلى المحافظة على المواد ضمن شروط السلامة إلى حيث استعمالها.
-2 تخفيض التكاليف بصفة عامة:
تبحث المؤسسة عن مواقع الوفر من أجل استنفاذها, و بالتالي استغلال الإحتياطات استغلال أمثل, أو الوصول إلى تكاليف بأقل مستوى ممكن و هذا يعني تحويل مواقع الوفـر.
-3 تخفيض تكاليف النفاذ بصورة خاصة:
إذا حدث انقطاع في التموين تتجه المؤسسات إلى المخزونات, و إذا لزم الأمر و استعملت مخزون الأمان ( وهو مخزون احتياطي ضد العشوائية لمواجهة فترة العجز) لطارئ ما, قد يكون تأخير وصول المدخلات أو توسيع الاستخدام, أي زيادة معامل الاستخدام بالنسبة للزمن, ستجد المؤسسة نفسها في حالتين:
1- مخزون الأمان كافي لتغطية فتـرة الإنقطـاع: في هذه الحالة لا يوجد مشكل للمؤسسة, لكن يجب أن تعوضه فيما بعد.
2- مخزون الأمان غير كافي لتغطية الاستخدام: هنا تتوقف عملية الإنتاج, وبالتالي يحدث عجز داخلي في المؤسسة, و تظهر تكلفة العجز الداخلي و هي تكلفة متغيرة متزايدة تماما بدلالة الزمن الانقطاع, و على المؤسسة أن تتحمل هذه التكلفة أو تحملها للمستهلك.
إذا لم يتوقف الانقطاع في التموين, سوف تكون هناك خطورة على صورة المؤسسة خاصة المؤسسة التي تنتج إنتاج وظيفي, فلما ينفذ مخزون الأمان للمدخلات تتجه المؤسسة إلى مخازن الأمان للمخرجات, فتجد نفسها في حالتيـن: مخزون أمان كافي أو غير كافي, في الحالة الثانية يتحول العجز الداخلي إلى عجز خارجي و تظهر تكاليف العجز الخارجي و هـي:
– ربح غير محقق و هي تكلفة ثابتـة.
– تكلفة النفور و هو حجم السوق المحول من المؤسسة إلى المؤسسات الأخرى.
– تكلفة الفرصة البديلة بالنسبة للمؤسسات الإنتاجية لأنه لا توجد التزامات بينها و بين العملاء.
تكاليف العجز الداخلي + تكاليف العجز الخارجي = تكاليف النفـاذ
-4تعظيم الربح:
الربح = الإيرادات – التكاليف
الإيراد = الكمية × السعر
هناك مجموعة من القرارات لتعظيم الربح:
1- زيادة السعر مع ثبات التكلفة.
2- زيادة السعر مع زيادة التكلفة.
3- تخفيض السعر مع ثبات التكلفة.
4- تخفيض السعر مع تخفيض التكلفة.
بشرط نسبة التخفيض في التكاليف أكبر إلى حدّ معين من نسبة تخفيض السعر, في القرار الرابــع, و في القرار الثاني نسبة الزيادة في التكاليف تكون أقل من نسبة الزيادة في السعر.
-5 إيجاد مركز تنافسي جيـد في السوق:
لكي تصل المؤسسة إلى مركز تنافسي في السوق يجب أن تنافس غيرها من المؤسسات في أبعاد المنافسة و المتمثلة فيما يلي: السعـر المناسب, النـوعية المناسبة, الكميـة المناسبة, الوقـت المناسب, طريقة الدفع المناسبة, ووجود مواقع معلوماتية مناسبة.
-6 تعظيم القيمة السوقية للسهم:
كل المؤسسات تحتاج إلى تحديث أو تغيير الآلات و المعدات و لتوسيع طاقتها الإنتاجية, التخزينية, و التوزيعية و الماليـة, فيلزمها أموال لهذا التحديث من خلال الإحتياطي, الاقتراض و إصدار الأسهم.
أول من يعرف صورة المؤسسة المالية هو المساهمـون عن طريق الجمعيـة العامـة, العملاء و الموردون, و كلما كانت الصورة المالية جيدة يزداد الطلب على الأوراق المالية للمؤسسة و هذا ما يؤدي إلى ارتفاع القيمة الإسميـة لهده الأوراق.
إن تعظيم القيمة السوقية للأوراق المالية هو هدف استراتيجي (يسمح بالنمو و الاستمرارية).
-II أجـزاء المؤسسة و مستوياتهـا:
-1-II أجـزاء المؤسسة:
إن مكونات نظام معين هي عناصر متفاعلة فيما بينها, و هي بدورها يمكن أن تعتبر كأنظمة فرعية متأثرة فيما بينها, و تقسيم النظام الكلي إلى أنظمة متفرعة عنه قد تصل إلى أجزاء ابتدائية بالنسبة له, أو وحدات أساسية له, حسب الأعمال الملحقة بكل جزء, و لهذا يمكن أن نعتبر أن الوسائل المستعملة و الأعمال و الوظائف و الأشخاص كأنظمة فرعية في المؤسسة, إلا أن التقسيم يجب أن يكون حسب طبيعة التحليل, و طبقاً للحاجة إلى ذلك, مع مراعاة أن الأنظمة الفرعية يجب أن تتعامل فيما بينها و يشترك كل منها على الأقل مع الآخر في تحقيق هدفه, و بالتالي أهداف النظام العام أو المؤسسة.
و الأنظمة الفرعية تضم ضمن حقل من العلاقات بواسطة الأهداف الأفقية و العمودية, التي تحدد حسب ضرورة الانسجام, و تتمثل الأهداف الأفقية في كل من الأهداف الإنتاجية, و المالية و أهداف البيع, و الأهداف الخاصة بالموارد البشرية و قـد تسمى بأهداف التأطيـر.
أما الأهداف العمودية فتتمثل في أهداف البرامج, أو عند توزيع أحد منها بتوزيع إلى أهداف خاصة بالأنظمة الفرعية لمستويات مختلفة ضمن علاقة هرمية.
و هذان النوعان من الأهـداف (أفقيـة و عموديـة), همل الذان يحددان مجموعة من العلاقات بين الأنظمة الفرعية المكونة للنظام الكلـي.
-2-II مستـويات المؤسسـة:
يختلف عدد مستويات المؤسسة حسب الأنظمة التي تتفرع إليها و حسب أهداف التحليل ويمكن أن توزع إلى أربعة مستويات أساسية كالتالي:
المستـوى الأول: مستوى الاستغلال, دوره ضمان استعمال مستمر لعوامل النظام المادي, لتحقيق المهام الموكلة إليه من المستوى الأعلى أو التسيير, و في إطار أهداف الاستغلال يجب أن يتكيف مع السياق, و يصحح الانحرافات المؤقتـة, و يعمل نظام الاستغلال حسب الوقت الحقيقي, أي في نفس الوتيرة للظاهرة الإنتاجية و التجارية التي يقوم بمراقبتها.
المستـوى الثانـي: مستـوى التسيير
دوره يتمثل في التسيير و تحديد الإجراءات المطلوب تنفيذها في مستوى الاستغلال, و التي تكون مناسبة لوسائله ثم مراقبتها في التنفيذ, و عنـد ظهور عوامل غير مأخوذة في الحسبـان تؤثر على نشاط الاستغلال, و أن هذا الأخير لا يملك إمكانيات كافية لإعادة الحركـة إلى أصلها, بتدخل نظام التسيير.
المستـوى الثالـث: مستوى الإدارة
في هذا المستوى يتم تحديد الأهداف طويلة الأجل, تغيير الهياكل, اتخاذ القرارات الاستثمار, و من جهة أخرى إعادة النظـر في نظام الاستغلال في حالة الحاجة إلى ذلك.
المستـوى الرابـع: مستـوى التحـول
و هو أعلى مستوى, و يعمل عل الربط بين المؤسسة و محيطها, و يستقر فيه حتى وجود المؤسسة و تحولاتها الأساسية, اندماج، إحتواء, تطور, توسع, و اختفاء, و هذا يعني حماية المؤسسة ضد الاضطرابات الاقتصادية بتحويلها جذرياً عند الحاجة.
-III وظيفـة التخزيـن:
-1-III المقصود بالمخزون:
التعريف الشامل للمخزون و الذي و ضعته الجمعية الأمريكية للرقابة على المخزون و الإنتاج و المعروفة باختصار APICS في عـام 1984, هو:” إجمـالي الأموال المستثمرة في وحدات من المادة الخام و الأجزاء و السلع الوسيطية, و كذلك الوحدات تحت التشغيل بالإضافة إلى المنتجات النهائية المتاحة للبيع”.
يتميـز هذا التعريف بأنه يوضح أن المخزون ما هو إلا أموال مستثمرة (تعريـف مالي), وعلى ذلك فإن المخزون الزائد ما هو إلا رأس مال معطل, إلا أننا نجد فيه أنه يتصف بالشمولية حيث أنه يتضمن المجموعات المختلفة للمخزون بما فيها قطع الغيار و المنتجات الوسيطيـة.
-2-III تعريف وظيفة التخزين:
تعرف عملية التخزين على أنها الإحتفاظ بالمواد إلى حين استعمالهـا, ضمن شروط السلامة, بالإضافة إلى تعديـل حركة تدفق المواد و ضبطها مع الزمن و الكميات.
تبدأ هذه العملية عند استلام المواد و السلع, و السلع الواردة لدى قسم الشراء و إيصالها إلى قسم المخازن, أول هذه المهام هو المراقبة عند دخول المواد للمخزن للتأكد من موافقة ما دخل مادياً مع ما يسجل في الفواتير, ثم تحفظ المخزونات, و ترتب و تتابع بانتظام بالتنسيق مع كل قسم الشراء و الإنتاج و حتى قسم المبيعات, لأن المواد المخزنة ليست فقط مواد أولية, بل حتى نصف مصنعة و تامة الصنع موجهة للبيع,و يمكن إظهار دور وظيفة التخزين كما يلي:
تمـويـن تـوزيـع
سوق المدخلات شراء تخزين إنتاج تخزين بيع سوق المخرجات
كما يمكن سرد وظائف إدارة المخزون على شكل نقاط كما يلي:
– الاحتفاظ بالمخزون لمواجهة الطلب المتوقع.
– تأمين التدفق المنتظم لمستلزمات الإنتاج.
– تحقيق المكونات الثنائية ما بين أنظمة الإنتاج و بين أنظمة التوزيع.
– الوقاية من حالات نفاذ المخزون.
– الوقاية من زيادة الأسعار و الاستفادة من خصم كمية الشراء,
-3-III أهداف وظيفة التخزين:
– ضمان الحفظ الجيد للمخزون بحيث تتم عملية المناولة و صرف استقبال المخزون بطريقة مناسبة, لتجنب المؤسسة تكاليف مثل تكاليف التلف و الضياع…
– الاحتفاظ بالمواد الموسمية (المواد الخام), فقد يكون إنتاج المواد الخام موسمي بشكل يتعذر على المؤسسة الحصول عليها للعملية الإنتاجية, بسعر مناسب (بالضرورة يكون مرتفع).
– الوقاية من حالات نفاذ المخزون من خلال المتابعة يمكن في كل لحظة التعرف على مستويات المخزون.
– الكشف عن أي ركود أو تراكم في المخزون أو أي اختلافات أو استهلاك غير عادي, و ذلك من خلال أنظمة الرقابة على المخزون.
الخاتمة:
للمؤسسة دور هام في الاقتصاد الوطني, أو حتى العالمي خصوصا مع التطورات الأخيرة, مثل دخول اقتصاد السوق و ظاهرة العولمة, …الخ. فقد زادت أهميتها كما أصبحت بواسطتها تتطلب اهتماما و دقة كبيرين, كما أنه على المسيرين التصرف بعقلانية مع الأوضاع الجديدة, ة الاهتمام بجميع وظائف المؤسسة فلكل منها دورها و أهميتها, فنجاح المؤسسة يتوقف على جميع الوظائف و النشاطات.
تحيا الجزائر
قيد المرابطجة