التصنيفات
البحوث الاقتصادية

بحث السياسة المالية والسياسة النقدية

أولاً: السياسة المالية Fiscal Policy

تلعب الحكومة دوراً مهماً و فعالاً في الاقتصاد. فمن جهة، يعتبر الإنفاق الحكومي ( G )

أحد عناصر الإنفاق الكلي (الطلب الكلي):

AD = C + I + G + X – M

و بما أن الطلب الكلي لا بد و أن يتساوى مع العرض الكلي:

AS = AD

فإن الإنفاق الحكومي يؤثر على مستوى العرض الكلي (الدخل و الناتج) في الاقتصاد

و من جانب آخر، تلعب الضرائب (والتي تقوم بتحديدها الحكومة) دوراً أساسياً في

التأثير على مستوى الاستهلاك و الادخار في الاقتصاد (حيث تؤثر الضريبة على مستوى

الدخل الشخصي المتاح).

– تقوم الحكومة باستخدام أدوات السياسة المالية و المتمثلة في الإنفاق الحكومة و

الضرائب من أجل تحقيق الأهداف التالية:

1- المحافظة على استقرار المستوى العام للأسعار.

2- التوصل إلى مستوى التوظف الكامل Full Employment حيث تكون جميع العناصر

الإنتاجية الموجودة في الاقتصاد موظفة بشك تام.

3- إعادة توزيع الدخل.

4- رفع مستوى النمو الاقتصادي.

استخدام أدوات السياسة المالية لحل بعض المشكلات الاقتصادية

لنفترض أن الاقتصاد في مرحلة التوازن، أي أن الطلب الكلي ( AD ) يساوي العرض الكلي ( AS ).

و لنفترض أن مستوى التوظف الكامل يتحقق عند هذا المستوى من التوازن. (راجع شكل 11-1،

ص:373 و شكل 11-2، ص:375).

لنفترض الآن أن خللاً ما قد واجه الاقتصاد بحيث أصبح الطلب الكلي أكبر من العرض

الكلي، أو ( AD>AS ). عندما يكون الطلب الكلي أكبر من العرض الكلي فإن كمية الناتج لا

تستطيع تلبية الطلب الموجود في الاقتصاد. فعندما نكون في وضع أقل من وضع التوظف

الكامل، فإن النقص في المخزون يدفع المنتجين إلى توظيف عناصر إنتاج جديدة مثلاً من

أجل زيادة مستوى الإنتاج و من ثم يرتفع حجم الناتج (العرض الكلي) إلى أن يتساوى مع

حجم الطلب الكلي. أما في وضعنا الحالي، فإننا أصلا في وضع التوظف الكامل مما يعني

أن جميع عناصر الإنتاج الموجودة في الاقتصاد موظفة بشكل كامل و بالتالي فمن غير

الممكن توظيف عناصر إنتاجية جديدة. إن ارتفاع الطلب الكلي في هذه الحالة و عجز

العرض الكلي عن ملاحقة الطلب الكلي ستؤدي إلى مشكلة تضخم (ماذا يسمى هذا النوع من

التضخم عندما يكون الطلب الكلي أكبر من العرض الكلي؟).

لمواجهة هذه المشكلة، تقوم الحكومة بالتدخل من أجل تحقيق الهدف التالي:

مواجهة الفجوة التضخمية (الناتجة عن زيادة الطلب الكلي عن العرض الكلي، وذلك عند

مستوى التوظف الكامل) و بالتالي محاولة تقليص حجم الطلب الكلي في الاقتصاد.

وبما أن الإنفاق الحكومي يعتبر عنصر من عناصر الإنفاق الكلي (أو الطلب الكلي)، فإن

تقليص أو تخفيض حجم الإنفاق الحكومي سيؤدي إلى تقليل حجم الإنفاق الكلي إلى المستوى

الذي يكون فيه الطلب الكلي = العرض الكلي.

و من جانب آخر، تستطيع الحكومة استخدام الأداة الثانية من أدوات السياسة المالية و

هي الضرائب. فعند فرض ضريبة على الدخل (أو زيادة المستوى الضريبي) فإن ذلك سيؤدي

إلى تقليص مستوى الدخل الشخصي المتاح بقيمة الضريبة، و من ثم انخفاض مستوى

الاستهلاك بمقدار الضريبة مضروباً في الميل الحدي للاستهلاك، و كذلك انخفاض مستوى

الادخار بمقدار الضريبة مضروباً في الميل الحدي للادخار.

س: لماذا يكون حجم الضريبة المطلوب فرضه لمعالجة الفجوة التضخمية أكبر من حجم

الإنفاق الحكومي المطلوب تقليله لحل نفس المشكلة؟

لنفترض الآن أن خللاً ما قد واجه الاقتصاد بحيث أصبح الطلب الكلي أقل من العرض

الكلي، أو ( AD<as ). عندما يكون الطلب الكلي أقل من العرض فإن كمية لا

تستطيع استيعاب حجم الإنتاج الموجود في الاقتصاد. فعندما نكون في وضع أقل من وضع

التوظف الكامل، فإن الزيادة في المخزون (فائض) ستدفع المنتجين إلى توظيف عناصر أقل

-مثلاً- من أجل تقليل حجم الإنتاج و من ثم انخفاض حجم الناتج (العرض الكلي) إلى أن

يتساوى مع حجم الطلب الكلي أي أن هناك مشكلة بطالة ستواجه الاقتصاد بسبب الاستغناء

عن بعض العناصر الإنتاجية. (ماذا يسمى هذا النوع من البطالة الناجمة عن قصور الطلب

الكلي عن مساواة العرض الكلي؟).

لمواجهة هذه المشكلة، تقوم الحكومة بالتدخل من أجل تحقيق الهدف التالي:

مواجهة الفجوة الانكماشية (الناتجة عن انخفاض الطلب الكلي عن العرض الكلي، وذلك عند

مستوى التوظف الكامل) و بالتالي محاولة زيادة حجم الطلب الكلي في الاقتصاد.

وبما أن الإنفاق الحكومي يعتبر عنصر من عناصر الإنفاق الكلي (أو الطلب الكلي)، فإن

زيادة حجم الإنفاق الحكومي سيؤدي إلى زيادة حجم الإنفاق الكلي إلى المستوى الذي

يكون فيه الطلب الكلي = العرض الكلي.

و من جانب آخر، تستطيع الحكومة استخدام الأداة الثانية من أدوات السياسة المالية و

هي الضرائب. فعند تقليل حجم ضريبة الدخل فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة مستوى الدخل

الشخصي المتاح بقيمة الضريبة، و من ثم ارتفاع مستوى الاستهلاك بمقدار الضريبة

مضروباً في الميل الحدي للاستهلاك، و كذلك ارتفاع مستوى الادخار بمقدار الضريبة

مضروباً في الميل الحدي للادخار.

س: لماذا يكون حجم الضريبة المطلوب تقليله لمعالجة الفجوة الانكماشية أكبر من حجم

الإنفاق الحكومي المطلوب زيادته لحل نفس المشكلة؟

تستطيع الحكومة استخدام كل من الإنفاق الحكومي و الضريبة معاً في نفس الوقت لمواجهة

الفجوة التضخمية و الفجوة الانكماشية.

ثانياً: السياسة النقدية Monetary Policy

و هي السياسة التي يقوم البنك المركزي بتنفيذها (مثلما تقوم الحكومة بتنفيذ السياسة

المالية) وتستخدم السياسة النقدية بهدف معالجة المشاكل الاقتصادية المتنوعة مثل

التضخم، البطالة، الركود الاقتصادي و ما إلى ذلك.

أدوات السياسة النقدية:

1- عمليات السوق المفتوحة Open-Market Operations

2- سعر الخصم Discount Rate

3- نسبة الاحتياطي القانوني Legal Reserve

و بالتحديد، يتم استخدام أدوات السياسة النقدية لحل الفجوات التضخمية و الانكماشية.

أولاً: الفجوة التضخمية:

في الفجوة التضخمية، يكون الطلب الكلي أعلى من العرض الكلي أو ( AD>AS ). و يمكن

القضاء على هذه الفجوة عن طريق تقليل (تثبيط) الطلب الكلي في الاقتصاد. و في هذه

الحالة، يمكن استخدام أدوات السياسة النقدية الانكماشية كما يلي:

1- عمليات السوق المفتوحة: يقوم البنك المركزي من خلال عمليات السوق المفتوحة

بالدخول إلى السوق المالي إما بائعاً أو مشترياً للسندات الحكومية (الأوراق المالية

الحكومية).

فعندما يقوم البنك المركزي ببيع السندات الحكومية (بسعر فائدة مغري) فإن كمية النقد

المتداول في الاقتصاد يتجه للانخفاض مما يعمل على تقليل القوة الشرائية لدى

المستهلكين (الذين يقومون بشراء هذه السندات و تأجيل جزء من استهلاكهم في الفترة

الحالية) و كذلك تقليل حجم الاستثمار الذي يقوم به المستثمرين (و الذين يقومون

بتحويل مشاريعهم إلى شراء هذه السندات).

إذن، تنخفض عناصر الطلب الكلي ( C و I ) مما يعمل على تقليل الطلب الكلي إلى أن يصل

إلى مستوى يساوي العرض الكلي.

2- سعر الخصم: بصورة عامة، فإن سعر الخصم عبارة عن سعر الفائدة التي يقوم البنك

المركزي بفرضها على ودائع و قروض البنوك التجارية لدى البنك المركزي.

فعندما يقوم البنك المركزي برفع سعر الخصم، سيؤدي ذلك في نفس الوقت إلى رفع سعر

الفائدة على الودائع لدى البنوك التجارية (هذه الودائع يملكها المستهلكون و الذين

يقومون بإيداع و تقليل حجم استهلاكهم) مما يعمل على تقليل كمية النقد المتداول في

الاقتصاد وبالتالي تقل القوة الشرائية لدى المستهلكين. من جانب آخر، فإن رفع سعر

الخصم سيؤدي إلى رفع سعر الفائدة على القروض مما يعمل على تقليل حجم الاستثمار الذي

يقوم به المستثمرين (حيث أن كلفة الاقتراض ارتفعت الآن).

إذن، تنخفض عناصر الطلب الكلي ( C و I ) مما يعمل على تقليل الطلب الكلي إلى أن يصل

إلى مستوى يساوي العرض الكلي.

3- الاحتياطي القانوني: و هي النسبة التي يقوم البنك المركزي بفرضها على البنوك

التجارية حيث تقوم البنوك التجارية بموجب هذه النسبة بالاحتفاظ بمبلغ معين من

الوديعة و لا يمكن إقراضها.

فعندما يقوم البنك المركزي برفع نسبة الاحتياطي القانوني سيؤدي ذلك إلى تقليل قدرة

البنوك التجارية في إعطاء قروض (حيث تقوم البنوك التجارية بالاحتفاظ بحجم أكبر من

الودائع و تقرض حجم أقل منها) و بالتالي ينخفض حجم النقد المتداول في الاقتصاد.

إذن، تنخفض عناصر الطلب الكلي ( C و I ) مما يعمل على تقليل الطلب الكلي إلى أن يصل

إلى مستوى يساوي العرض الكلي.

ثانياً: الفجوة الانكماشية:

في الفجوة الانكماشية، يكون الطلب الكلي أقل من العرض الكلي أو ( AD<as ). و يمكن

القضاء على هذه الفجوة عن طريق زيادة حجم (تحفيز) الطلب الكلي في الاقتصاد. و في

هذه الحالة، يمكن استخدام أدوات السياسة النقدية التوسعية كما يلي:

– عمليات السوق المفتوحة:

فعندما يقوم البنك المركزي بشراء السندات الحكومية من المستهلكين و المستثمرين فإن

كمية النقد المتداول في الاقتصاد سترتفع مما يعمل على زيادة الإنفاق الاستهلاكي و

القوة الشرائية لدى المستهلكين وكذلك زيادة حجم الاستثمار الذي يقوم به المستثمرين

إذن، ترتفع عناصر الطلب الكلي ( C و I ) مما يعمل على زيادة الطلب الكلي إلى أن يصل

إلى مستوى يساوي العرض الكلي.

2- سعر الخصم:

يقوم البنك المركزي بتقليل سعر الخصم مما يعمل على خفض سعر الفائدة على الودائع لدى

البنوك التجارية (هذه الودائع يملكها المستهلكون و الذين يقومون بسحب هذه الودائع و

زيادة حجم استهلاكهم) مما يعمل على زيادة كمية النقد المتداول في الاقتصاد وبالتالي

زيادة الإنفاق الاستهلاكي و زيادة القوة الشرائية لدى المستهلكين. من جانب آخر، فإن

خفض سعر الخصم سيؤدي إلى خفض سعر الفائدة على القروض مما يعمل على تشجيع المستثمرين

على الاقتراض و من ثم زيادة حجم الإنفاق الاستثماري.

إذن، ترتفع عناصر الطلب الكلي ( C و I ) مما يعمل على زيادة الطلب الكلي إلى أن يصل

إلى مستوى يساوي العرض الكلي.

3- الاحتياطي القانوني:

فعندما يقوم البنك المركزي بخفض نسبة الاحتياطي القانوني سيؤدي ذلك إلى زيادة قدرة

البنوك التجارية في إعطاء قروض (حيث تقوم البنوك التجارية بالاحتفاظ بحجم أقل من

الودائع و تقرض الحجم الأكبر منها) و بالتالي يرتفع حجم النقد المتداول في الاقتصاد.

إذن، ترتفع عناصر الطلب الكلي ( C و I ) مما يعمل على زيادة الطلب الكلي إلى أن يصل

إلى مستوى يساوي العرض الكلي.


السلام عليكم
لما لا يوجد النسخ لأطبعها على الورق لا يمكنني القراءة مباشرة من الجهاز

التصنيفات
علوم التسيير والتجارة

أهمية تطوير هيئة الرقابة على الأوراق المالية لرفع كفاءة السوق المالي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقدم لكم إخوتي الكرام ملف يحتوي على أهمية تطوير هيئة الرقابة على الأوراق المالية لرفع كفاءة السوق المالي "دراسة حالة شركة وورلد كم الأمريكية "
http://www.filesin.com/B2D9D292880/download.html

الشكر الجزيل…

.الشكر الجزيل…

اكرر الشكر الجزيل…

التصنيفات
محاسبة

التقارير المحاسبية وأنواع القوائم المالية

المبحث الأول: تعريف المحاسبة، وأهم التقارير المحاسبية

أولاً: تعريف المحاسبة وأهدافها

تعددت تعاريف المحاسبة المالية .. ولكن سيؤخذ في هذا البحث بالتعريف، الذي ينص على أن المحاسبة هي: “مجموعة من الفروض المنطقية، والمبادئ العلمية المتعارف عليها، والتي تحكم تسجيل وتبويب وتحليل العمليات ذات القيم المالية، المتعلقة بوحدة محاسبية، في مجموعة من الدفاتر والسجلات، بقصد تحديد نتيجة حركة الأموال في المشروع، من ربح أو خسارة، في خلال مدة معينة، ومراكز الأموال، في نهاية هذه المدة”.

وتهدف المحاسبة، إلى توفير معلومات مالية عن المنشآت، أو المشروعات، بكافة أشكالها (زراعية- صناعية- تجارية- خدمية- مالية)، وكافة أنواعها، سواء كانت منشآت فردية، أو شركات أشخاص، أو شركات أموال. وتساعد المعلومات المالية، التي توفرها المحاسبة، على اتخاذ القرارات الإدارية المختلفة، داخل تلك المنشآت، أي أنها تساعد على القيام بالوظائف الإدارية المختلفة، من تخطيط وتنظيم ورقابة ومتابعة، وهذا ما يطلق عليه الاستخدامات الداخلية للمعلومات المالية.

وتُستخدم المعلومات المالية، كذلك، بواسطة كثير من الجهات الخارجية، عن المشروع، مثل ملاك المشروع، ودائنيه، والمستثمرون المحتملون في المشروع، والمحللون الماليون، والحكومة، والجمهور، الذين لهم اهتمام بأعمال المشروع، لسبب أو لآخر. وتهتم معظم تلك الأطراف الخارجية بالحصول على معلومات، عن أرباح المشروعات، ومراكزها المالية.

ثانياً: أهم التقارير المحاسبية

لمّا كان الهدف الأساسي للمحاسبة، هو إعداد معلومات مالية عن المنشأة، لذا فإن هذه المعلومات تُلخّص في تقارير محاسبية مصممة، لمقابلة احتياجات صانعي القرارات لهذه المعلومات، سواء من داخل المنشأة أو خارجها. وأهم التقارير المالية التي يجب أن يوفرها النظام المحاسبي للمنشأة، هي:

1. القوائم المالية.

2. الإقرارات الضريبية، التي تقدم إلى مصلحة الضرائب.

3. التقارير المتخصصة، للقائمين على إدارة المنشأة.

4. التقارير الخاصة بالأجهزة والوكالات الحكومية، المنوط بها مسؤوليات تنظيميه أو رقابية، تتعلق بالاستثمارات، وسوق رأس المال، والقوى العاملة والبيئة.. الخ.

وتأتى القوائم المالية في مقدمة التقارير المحاسبية، التي تُعدّها إدارة المنشأة. وتُعَدّ الميزانية واحدة من أهم القوائم المالية، التي تُعدُّها الإدارة، بغرض الوقوف على المركز المالي للمنشأة، في تاريخ محدد.
المبحث الثاني: أنواع القوائم المالية، والأهمية النسبية لقائمة المركز المالي

أولاً: أنواع القوائم المالية

تشمل القوائم المالية الرئيسية:

1. الميزانية، أو”قائمة المركز المالي”.

2. قائمة الدخل.

3. قائمة التوزيع، أو”الأرباح المحتجزة”.

وتشمل قائمة المركز المالي، كل الحسابات في دفتر “الأستاذ العام”، التي مازال لها أرصدة مدينة أو دائنة، بعـد عمـل التسويـات الجرديـة وإقفال الدفاتـر. ويتم ترتيب هذه الأرصـدة في قائمة المركز المالي بطريقة خاصة. ويمكـن وصف قائمة المركـز المالي، علـى أنها قائمة الاستثمـارA Statement of Investment، بمعنى أنها تشتمل على عرض وتحليل لمصادر الأموال (الأموال المقترضة ورأس المال المملوك)، واستثمار هذه الأموال في مختلف أصول المشروع (أوجه الاستخدام). وهذا الوصف لقائمة المركز المالي، يؤكد أنها ليست قائمة قيمة، ولكنها بيان عن مصادر الأموال، واستخدامها، مرتبة طبقاً لقواعد متعارف عليها.

أمّا قائمة الدخل، فهي بيان الإيرادات والمصروفات، وصافي الربح أو صافي الخسارة، الناتجة من عمليات المشروع، عن فترة محاسبية محددة، أي أنها بمثابة قائمة للنشاط a statement of activity.

أمّا بالنسبة إلى قائمة التوزيع أو “الأرباح المحتجزة”، في شركات المساهمة فهي تحليل للتغيرات، التي حدثت في حقوق أصحاب المشروع Stockholder’s Equity، خلال فترة المحاسبة.

وإلى جانب هذه القوائم الرئيسية، هناك قوائم أخرى مساعدة أو فرعية، لإعطاء تفصيلات عن بعض البنود، التي تظهر بصورة مختصرة في القوائم المالية الأساسية. وتُعدّ هذه القوائم الفرعية، في الغالب، في صورة جداول. ومن أمثلة هذه الجداول، تلك التي تُعطي تفصيلات عن المباني، والأراضي، والآلات، ومجمع الإهلاك (الاستهلاك للأصول)، والمخزون السلعي، والاستثمارات طويلة الأجل، والالتزامات طويلة الأجل، وتكلفة المبيعات، والمصروفات البيعية، والمصروفات الإدارية… الخ.

تُعرّف القوائم المالية، الرئيسية والفرعية، بأنها تقارير عامة Over-All Reports، بمعنى أنها تُظهر المركز المالي، ونتيجة الأعمال للمشروع كوحدة واحدة. وتُعَدّ هذه البيانات الإجمالية بيانات تاريخية بطبيعتها. وهذه البيانات الإجمالية العامة عن المشروع، لا يمكن استخدامها للحكم التفصيلي عن قسم أو جانب من نشاط المشروع، خلال دورة التشغيل. ولكن إدارة المشروع، تحتاج إلى عدد من التقارير التفصيلية أو الإجمالية، عن أجزاء أو عن أوجه نشاط معينة، ينفذها هذا المشروع. وهذه التقارير الداخلية، قد يتم إعدادها على أساس يومي، أو أسبوعي، أو شهري، أو ربع سنوي، أو طبقاً لطلب الإدارة.

ثانياً: الأهمية النسبية لقائمة المركز المالي (الميزانية)

كانت الميزانية، في وقت من الأوقات، تُعَدّ أهم القوائم الناتجة عن المحاسبة. ولكن، بدا بعد ذلك واضحاً، أن المقدرة الإيرادية للمشروع، هي من العوامل المتحكمة والمحددة لمركزه المالي. كما بدأ مستخدمو القوائم المالية يشعرون بالحدود المفروضة على قائمة المركز المالي. ونتيجة لذلك، كان انتقال الأهمية النسبية من الميزانية وتحديد مراكز الأموال، إلى الأرباح والخسائر ونتيجة حركة الأموال. فقبل الأزمة الاقتصادية، عام 1929[1]، كان اهتمام المحاسبين يتركز حول تحديد المراكز المالية للمشروعات، عن طريق تصوير قائمة المركز المالي (الميزانية). أمّا مشكلة تحديد صافي الربح أو الخسارة، فقد احتلت المركز الثاني. وكان الربح يقاس، في أغلب الأحوال، عن طريق تطبيق مبدأ الميزانية “Balance Sheet Approach”، الذي يقضى بحصر ومقارنة صافي أصول المشروع أول المدة وآخرها، وأي زيادة تدل على صافي الربح، وأي نقص يدل على صافي الخسارة. ويرجع الاهتمام بالميزانية في ذلك الوقت للأسباب التالية:

1. كان الاعتقاد سائداً، بأن نجاح المشروع يرتبط بحجم الأصول، ومدى كفايتها، لسداد حقوق الغير، وحقوق أصحاب المشروع.

2. كان من أهم أغراض الميزانية، هو تقديمها إلى البنوك للحصول على القروض اللازمة للمشروع. وكانت سياسة القروض المتبعة في البنوك، في ذلك الوقت، تعتمد على دراسة المركز المالي للمشروع وفحصه، أي أن قيمة القرض كانت تتناسب تناسباً طردياً مع حجم صافي الأصول.

3. كان الدائنون ينظرون إلى رؤوس أموال المشروعات، على أنها الضمان العام الوحيد لحقوقهم.

ولعل هذه العوامل مجتمعة، هي التي أدّت إلى الاهتمام بالميزانية، وتحديد مراكز الأموال، في ذلك الوقت، عن طريق جرد أصول وخصوم المشروعات وتقويمها، وإعداد الميزانية في أول المدة وآخرها.

ولكن منذ الأزمة الاقتصادية، عام 1930، حدثت تطورات اقتصادية وقانونية مهمة، أثّرت، إلى حد كبير، في الفكر المحاسبي، وأدّت إلى تحول الاهتمام من الميزانية إلى حساب الأرباح والخسائر.

ومن العوامل، التي أدت إلى هذا التطور، الآتي :

1. لفتت الأزمة الاقتصادية أنظار المحاسبين إلى أن مراكز الأموال وحدها غير كافية، للحكم إلى مدى نجاح المشروعات. وأن المقدرة الربحية للمشروع، هي التي تعبر تعبيراً صادقاً عن مدى كفاية الإدارة وفاعليتها.

2. تحـول اهتمام أصحاب البنوك إلى الربح، أساساً لسياسة الاقتراض. فقد اتضح لهم أن كثيراً من المشروعات عاجزة عن سداد القروض، على الرغم من كبر حجم صافي الأصول. وذلك، لأن هذه القروض تتمثل عادة في أصول ثابتة أو متداولة، من الصعب تحويلها إلى نقدية سائلة، نتيجة الأزمة الاقتصادية.

3. أدرك الدائنون، للمرة الأولى، أهمية المقدرة الربحية، إلى جانب حجم رؤوس الأموال، كضمان عام لحقوقهم لدى الشركات.

4. انتشرت قوانين الضرائب على الأرباح التجارية والصناعية، الأمر الذي أدّى إلى ضرورة فصل العمليات الإيرادية، عن الرأسمالية، وتصوير قائمة أرباح وخسائر مستقلة، لتحديد الربح الخاضع للضريبة.

5. ظهر كثير من المنازعات القضائية أمام المحاكم، فيما يتعلق بمشاكل توزيع الربح، مما تتطلب ضرورة تحديد مفهوم الربح، وعناصره تفصيلاً، حتى يمكن البت في هذه المنازعات بصورة عادلة.

كل هذه العوامل، أدّت إلى تحول الاهتمام من الميزانية وتحديد مراكز الأموال، إلى حساب الأرباح والخسائر، لتحديد صافي الربح القابل للتوزيع. وترتب على ذلك، ظهور فكرة تحديد الأرباح عن طريق تحليل عمليات المشروع Transactions Approach، بقصد فصل العمليات المتعلقة بتحديد الربح، عن تلك المتعلقة بتحديد مراكز الأموال في المشروع.

إن تحول الاهتمام من الميزانية (قائمة المركز المالي)، إلى حساب الأرباح والخسائر “قائمة الدخل”، لا يعنى بالضرورة أن الميزانية أصبحت عديمة الأهمية أو المنفعة. إن الميزانية، خاصة عندما تشتمل على بيانات مقارنة، في تواريخ زمنية مختلفة، توفر بيانات كثيرة للدائنين، والمساهمين الحاليين والمحتملين، وإدارة المشروع، والجمهور. ومن بين ما توضحه الميزانية من بيانات، مدى ما يتوافر لدى المشروع من سيولة في الفترة القصيرة، والالتزامات، التي ينبغي أن يواجهها المشروع في المستقبل، ومصالح الدائنين وحقوق الملكية والاتجاهات المختلفة، لتطور تلك العناصر وما إذا كانت في مصلحة المنشأة أم لا. وبناء على ذلك، فإنه يمكن القول إن قائمة المركز المالي تُلْقِي كثيراً من الضوء على وضع المشروع ومركزه، ويضاف ذلك، بطبيعة الحال، إلى ما توفره قوائم الدخل من ضوء على نتيجة أعمال المشروع، من ربح أو خسارة.


[1] ‘يُقصد بالأزمة الاقتصادية، في اللغة الدارجة، ما قد يمر به اقتصاد الدولة من كساد، يكون مصحوباً بركود وضعف حركة البيع والشراء، وانخفاض في الإنتاج الوطني، وهبوط في الأسعار، وتزايد البطالة. ولكن المعنى العلمي للأزمة، في علم الاقتصاد، أنها ترتبط بالدورات الاقتصادية، التي يمر بها الاقتصاد الرأسمالي، وأنها نقطة التحول، التي ينقلب عندها النشاط الاقتصادي من مرحلة التوسع الدوري إلى مرحلة انخفاض. تتميز هذه المرحلة بالركود والبطالة والانكماش. وقد ترتبط الأزمة بحادث معين، يلفت الأنظار بشدة، مثل الانهيار العنيف في التعامل في بورصة الأوراق المالية، في الولايات المتحدة الأمريكية، في أزمة عام 1929، التي تلاها ركود الثلاثينيات المشهور


التصنيفات
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

كتاب د محمد حلمي مراد – المالية العامة

السلام عليكم
اقدم لكم هذا الكتاب الرائع
د محمد حلمي مراد – المالية العامة
خاصة للمقبلين على مسابقات التوظيف
+ لطلبة السنة ثانية علوم اقتصادية

رابط التحميل

http://past.is/mgAc

بالتوفيق


التصنيفات
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

بحث حول العولمة المالية و المصرفية

السلام عليكم
اقدم لكم بحث حول العولمة المالية و المصرفية (السنة الثالثة)
رابط التحميل:

http://past.is/VDUP
بالتوفيق و النجاح


التصنيفات
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

بطاقة فنية حول الهندسة المالية

السلام عليكم
اقدم لكم بطاقة فنية حول الهندسة المالية
(السنة الثالثة)
رابط التحميل:
بطاقة فنية حول الهندسة المالية

http://past.is/VD2P
بالتوفيق و النجاح


التصنيفات
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

دروس الاقتصاد البنكي الأسواق المالية المالية الدولية والاقتصاد النقدي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أقدم لكم أعزاءنا الأعضاء مجموعة من الدروس لمختلف المستويات في نخصص العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية وتصلح أيضا للتحضير للماجستار
الدروس التي جمعتها لكم تخص خاصة تخصص نقود بنوك ومالية
وهي:
تالاقتصاد النقدي
الاقتصاد البنكي
المالية الدولية
الأسواق المالية
الدروس من إعداد أساتذة العلوم الاقتصادية بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان
بدون إطالة يمكنكم تحميلها من خلال هذه الروابط

الاقتصاد البنكي
الاقتصاد النقدي

المالية الدولية

الأسواق المالية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

دروس و أبحاث ندوة في المالية الدولية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقدم لكم إخوتي الكرام دروس ندوة في المالية الدولية

http://www.filesin.com/0BFA3292885/download.html


التصنيفات
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

دروس ندوة في المالية الدولية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقدم لكم إخوتي الكرام دروس ندوة في المالية الدولية و هي تتوفر على الأبحاث (أبحاث جاهزة) أو المواضيع التالية :1::1:

التمويل الدولي
ميزان المدفوعات
العملات الأجنبية
أسعار الصرف
التعامل في أسواق العملات الأجنبية
مراكز المتعاملين في أسواق العملات الأجنبية و أوضاعهم
للتحميل هاهو الرابط
http://www.filesin.com/C51DB292881/download.html


التصنيفات
البحوث الاقتصادية

عاجل المالية العامة في النظام الاسلامي

السلام عليكم

اخوني الكرام
اريد بحث حول -المالية العامة في النظاام الاسلامي
مقياس : مالية عامة