التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

أنواع الاتصال


أنواع الاتصال:

1-الاتصال الداخلي:

1/مفهوم الاتصال الداخلي: تتكفل به مديرية الاتصال و الموارد البشرية و ذلك بإقامة شبكة الاتصال و التي تعد احد الأساليب الأساسية التي ظهرت حديثا و التي تؤدي إلى تسويق داخلي ناجح حيث تحاول المؤسسة التوفيق بين الوسائل البشرية و المادية لإثبات عاطفة الانتماء إليها و هذا جد هام لمرور المعلومات و تعتمد المؤسسة على الوسائل التالية: الاستقبال، جريدة المؤسسة اليوميات ، الملصقات، علبة الأفكار و الاقتراحات علبة،الرسائل و التطلعات.[1]

2/أهداف الاتصال الداخلي:
إن هدف الاتصال الرئيسي هو إحداث تأثير على النشاطات المختلفة وذلك لخدمة مصلحة المؤسسة، وعملية الاتصال في المؤسسة ضرورية، من أجل تزويد العاملين بالمعلومات الضرورية للقيام بأعمالهم، ومن أجل تطوير وتحسين المواقف والاتجاهات
للأفراد، وبشكل يكفل التنسيق والإنجاز والرضي عن الأعمال، وكذلك تحقيق الحاجات النفسية والاجتماعية للعاملين.
بالإضافة إلى أن الاتصال يسهّل انسياب هذه المعلومات والنتائج التي تسفر عن معالجتها.
ونلخص الأهداف المتعلقة بالاتصال في النقاط التالية:[2]
– الأخبار والإعلام.
– الإعداد لتقبل التغيير.
– توضيح وتصحيح المعلومات والأداء.

3/أشكال الاتصال الداخلي:
حتى تؤدي المؤسسة الاقتصادية نشاطها العادي فهي تشمل شبكة أو شبكات من الاتصالات و أشكال من هذه الاتصالات. و قد قسمت هذه الأخيرة إلى أنواع فانطلاقا من القنوات الرسمية إلى القنوات الغير الرسمية و غيرها.
و سينصب اهتمامانا على قنوات الاتصال الداخلي الرسمي أساسا و سوف حاول باختصار التطرق إليها و أهمية كل منها و إلى الأشكال الموجودة في المؤسسة

أشكال الاتصال داخل المؤسسة:عند الحديث عن أشكال الاتصال داخل المؤسسة فانه يتبادر إلى الذهن التقسيم بين الرسمي و غير الرسمي و هناك من يقسمها إلى اتصالات رأسية صاعدة و رأسية نازلة و جانبية. إلا أن هذه التقسيمات كلها تستجيب إلى أنواع قنوات الاتصال المستعملة و ليس أساسا إلى أنواع الاتصال الموجودة.

و هذه الأنواع الموجودة في المؤسسة يمكن حصرها في ثلاث أنواع: الاتصال فيما بين الأشخاص، الاتصال الوظيفي و الاتصال الجماعي.

الاتصال فيما بين الأفراد: يعبر هذا النوع على الاتصالات من شخص إلى آخر و هو ما يحدث بين الأفراد في المؤسسة، لأهداف متعددة سواء ترتبط بالنشاط العادي للمؤسسة أو لإقامة علاقات خارج الوظائف المحددة للأشخاص.
كما أن هذا النوع من الاتصال تدخل فيه الاتصالات غير الواعية، أين يتمكن الأشخاص من استقبال أو إصدار معلومات بطرق مختلفة، شفهية أو كتابية أو غيرها، و قد لا يكونون يهدفون حقيقة إلى تمرير تلك الرسائل . كما أن هذا النوع قد يكون رسميا او غير رسمي ، و له اتجاهات مختلفة.

الاتصالات الوظيفية: و هي عملية نقل الرسائل في إطار عمل المصالح و الوحدات أو المؤسسة ككل ، و هي تفترض على الأقل مرسلا واحدا و مستقبلا واحدا، و تتميز عن المعلومة بوجود التغذية المرتدة من المستقبل و التي تؤثر على المرسل في إعادة انظر و تكييف الرسائل المقبلة.
و على العكس من النوع السابق الذي يتخذ عدة أشكال كالرسمية و غير الرسمية و التي تدخل ضمن العمل العادي أو الاتصال الشخصي ، فان هذا النوع من الاتصال عادة ما يكون ضمن شبكة الاتصال الرسمية التي يتحدد فيها الاتجاه من رئيس إلى مرؤوس أو العكس أو فيما بين مشرفين في نفس المستوى او مستويات مختلفة أيضا ، و هذا الاتصال يؤدي المهام الإدارية التي ترتبط.

الاتصال الجماعي: و يكون في حالة نقل الرسائل إلى عدد كبير من الأشخاص و المرسلين و المستقبلين يكونون بإعداد كبيرة لا يمكن معها تحديد هم أحيانا. و هذا النوع يكون في الاجتماعات و المناقشات المفتوحة، سواء الرسمية أو غير الرسمية أو حتى فيما يرتبط بالإشاعات التي قد تنطلق لسبب في المؤسسة.
و الملاحظ أن كلا من هذه الأشكال من الاتصال تخضع لمبادئ و مميزات عملية الاتصال التي تم التطرق إليها سابقا، و تتوقف درجة أدائها على مستوى فعالية و جود الاتصال في حد ذاته.

تقسيمات أخرى لأشكال الاتصال: لقد و جدت عدة تقسيمات لأشكال الاتصال، يتم تبنيها طبقا للحاجة و الاستعمال و كذا الهدف منها، و من هذه التقسيمات:

التقسيم على أساس الاتجاه: الاتصالات و حيدة الاتجاه يكون فيها مرور الرسالة من المرسل إلى المستقبل دون عودة الاتصال من هذا الأخير، أو مزدوج الاتجاه أين تكون الرسائل تمر في اتجاهين.[4]

الاتصال الراسي: يكون صاعدا أو نازلا.

الاتصال الراسي النازل: يمثل أداة رئيسية في نقل الأوامر و التعليمات و التوجيهات من الرؤساء و المشرفين إلى المرؤوسين و العمال، و ذلك من خلال تدرج السلطة حسب الهرم التنظيمي. و يقسم كاتز وكاهن R.KAHN et D.KATZ العناصر التي تعبر عن رسائل هذا النوع من الاتصال إلى :

1-التعليمات الوظيفية:و هي ما يتعلق بالتوجيه و الإشراف على العمل.

2-التبرير: و يرتبط بشرح المسئولين هدف مزاولة النشاط أنشطة مرؤوسيهم ، و مدى تلاحم و تكامل مختلف أنشطة المؤسسة ككل، و له دور مهم في عملية الإقناع و تحسيس الفرد بأهميته في المؤسسة و غيرها.

3-الإيديولوجية : و هي تكمل ما قبلها ، بإظهار أهداف و اتجاهات المؤسسة و فلسفتها و تفسير تصرفات الرؤساء اتجاه المرؤوسين بما يعود بالفائدة على الروح المعنوية لهؤلاء.

4-المعلومات و هي كل ما يتعلق بالتعرف على سياسات المؤسسة و إستراتيجيتها و احتمالات نموها و واجبات العمال و غيرها، و هي عناصر تسمح بالاهتمام أكثر، و الانضمام إلى المؤسسة.

5-الرد: و هو ما يتعلق بنشاط العامل، فهناك الذي يتكاسل و الذي يبذل جهدا معتبرا، و في نهاية الشهر عادة يحدد ردا على هذه المجهودات أو التباطؤ في النشاط ، عن طريق الأجرة أو الرسالات المتعلقة بالشغل لمن قام بعمله كاملا، أو ترقيته و مكافأته و لو شفهيا، و في حالة العكس بالتحذير أو التوبيخ أو الطرد.

الاتصال الراسي الصاعد: يتميز باستعماله من طرف المرؤوسين لعدة أسباب حسب D.KATZ et R.KAHEN و هي : تحديد الوظيفة و الأداء و ما يرتبط بها من مشكلات ، كمشاكل الزملاء من العاملين و الممارسات التنظيمية ، و المهام المطلوب تنفيذها و كيفية التنفيذ.

و يسمح الاتصال الصاعد بتحقيق مزايا كثيرة منها:

-حصول الإدارة على تحسن في صورة العمل، من حيث الانجازات و معالجة المشاكل و الاستعدادات، و الإحساس بمشاعر المرؤوسين على كافة المستويات.

-تمكن الرؤساء من اكتشاف العديد من المشكلات قبل تعمقها.

-حصول الإدارة على تقارير مفيدة عن الوظائف، و ذلك من خلال تحسين اختيار بعض المستويات الإشرافية للأشياء التي يتم بشأنها القيام بالاتصال الصاعد.

-تسهيل مهمة الإدارة في الاضطلاع بمسؤولياتها ، وحصولها على إجابات أفضل للمشاكل المختلفة ، و ذلك من خلال استقبال و تقبل الاتصال الصاعد و مساعدة و تشجيع المرؤوسين على ممارسته.

-يساعد فتح قنوات الاتصال الصاعد في تسهيل حركة و مدى تقبل الاتصال النازل من منطلق إن الإصغاء الجيد يصنع منصتا جيدا.

2/الاتصال الأفقي: بعكس الاتصال الراسي بعكس الاتصال الراسي يتم هذا النوع بين الإدارات و المسئولين من مستويات متشابهة أو متقاربة.و يهدف هذا النوع من الاتصال إلى التنسيق بين الإدارات و الأعمال لتحسبن الإنتاجية و الداء و يوضح الكثير من المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها عن طريق الاتصال الراسي.
و في كل من الاتصال الراسي و الأفقي تستعمل قنوات تابعة لطبيعة الهيكل التنظيمي الذي تتبناه المؤسسة من خلال استعمال الوسائل التالية :

1-المكتوبة : مثل التقارير الإعلانات، المطبوعات، الأوامر، التعليمات ،دليل العمال و جريدة المؤسسة غيرها.

2-الوسائل الشفهية: المقابلات و الاستشارات ، الاجتماعات الحاضرات و الإشاعات..الخ.

3-الوسائل المصورة: اللوحات ..الخ.[5]

3/الاتصالات الرسمية و غير الرسمية:إن الاتصالات الرسمية هي تلك التي تحدث عن طريق المواثيق و المنشورات و القرارات و الأوامر الكتابية. بينما تحدث الاتصالات الغير الرسمية بطرق غير مضبوطة و غير مقننة بين أفراد المجموعة العمل، و بطرق شفوية غير مؤكدة و غير ملزمة. إن عدم فعالية القنوات الرسمية للاتصالات يؤدي إلى ازدهار قنوات الطرق

الهوامش:
[1] ابري ويلسون: اتجاهات جديدة في السوق-الدار الدولية للنشر –مصر-1996-ص61
[2] الدكتور محمد محمد الهادي- إدارة الأعمال المكتبية المعاصرة- دار المريخ- الرياض- ص 43
[3] الدكتور عبد الغفار حنفي- محمد فريد الصحن- إدارة الأعمال- كلية التجارة بجامعتي الإسكندرية وبيروت العربية- الدار الجامعية- 1991- ص 386
[4] Constantin lougovoy: l’information et la communication de l’entreprise.-puf-1974.p61
[5] ناصر دادي عدون: الاتصال و دوره في المؤسسة الاقتصادية-ص34-38


مفهوم الاتصال الخارجي في المؤسسة:
يعرفه مصطفى حجازي على انه حلقة وصل بين المؤسسة و المجتمع المحيط بها ، ففي كل مجتمع لابد من وجود مؤسسات و هيئات مختلفة ، قائمة لتحقيق غايات و وظائف معينة و لها صلات مع أفراد ذلك المجتمع ، لا تتمكن هذه المؤسسات من القيام بأعمالها ما لم تكن ثقة متبادلة بينها و بين جماهيرها ، هده الثقة لا تأتي عن طريق الصدفة ، لكن يجب ان تبنى على أسس متينة و خطط مدروسة تضمن لها البقاء ن لذلك فالاتصال الخارجي هو بناء ثقة الجمهور بالمؤسسة و المحافظة عليه.
يعني الاتصال الخارجي كل ما يرمز للاتصال و العلاقات الخارجية لمؤسسة ما.
أنواع الاتصال الخارجي في المؤسسة:
1-الاتصال المؤسساتي:
الاتصال المؤسساتي هو كل ما يتم بواسطة المؤسسة سواء تعلق الأمر بتقديم الأخبار عن نفسها أو عن نشاطاتها ، أو تأكيد حضورها أو التعريف بموقفها حول موضوع أو حدث يسمى نشاطها الخارجي.
2-الاتصال التجاري:
فهذا النوع من الاتصال الخارجي هو مجموع التعاملات التي تقوم بها المؤسسة مع محيطها الخارجي المرتبطة بتسويق السلع و الخدمات و حث مختلف الربائن إلى اقتناء منتجاتها من خلال الإشهار و الترويج ، و لهذا لابد أن يكون الاتصال التجاري في مستوى راقي هذا الأخير تعكسه منتجات المؤسسة من خلال الجودة و النوعية.
يهدف الاتصال التجاري إلى: ترويج منتجات المؤسسة ، جلب الربائن إلى المؤسسة ، فتح أسواق جديدة ، المنافسة.
3-الاتصال الاجتماعي:
يرى ميشال لوني أن الاتصال الاجتماعي هو أحد الأساليب التي يستعملها الإنسان في حل مشاكله ، فهو ركيزة لتغيير الآراء إلى الأفضل و تعديل السلوك المعاكس.
يعني الاتصال الذي توجهه المؤسسة للمواطنين ، الجماعات العامة ، المحلية و الوطنية ، و الإداريين الذي تتمنى المؤسسة خلق علاقات جيدة معهم.
وسائل الاتصال الخارجي في المؤسسة:
أ- وسائل العلاقات مع الصحافة.
ب- وسائل العلاقات العامة.
ج- وسائل تكنولوجية.
تقنيات الاتصال الخارجي في المؤسسة:
-العلاقات العامة
-الهوية المرئية
-الأعمال الخيرية
-الرعاية

أتمنى أن تفيدك هذه المعلومات


Thxxxxxxxxxxx

اريد نسخ هذا البحث و لكن لا استطيع ماذا افعل رجاء احتاج للنسخ

شكرااا على المجهود

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

بحث حول الخوف من الاتصال الاجتماعي


المقدمة:

يعيش الإنسان في حياته اليومية العادية في عالم من الإحتكاك والإتصال الإجتماعي الدائم، في كل مكان وفي كل لحظة من لحظات حياته.ففي الصباح حين يستمع لصوت الآذان أو الراديوا أو المنبه، فإن ذلك يعطي رسالة أو معنى يشير إليه بالإستيقاظ.وعندما يرتدي ملابسه فإنه ذلك يكون نتيجة اتصال مسبق، لأنه لم يولد وهو مزود بقدرات أو معلومات تمكنه من أداء تلك الأفعال.بل إن اختياره لملابسه يعد جزء من اتصاله بغيره من الناس، فهو يعلم من خبراته أن هناك أزياء معينه تعد موضوع قبول وتفصيل في مواقف معينة، وأزياء أخرى تكون أكثرملائمة في مواقف أخرى. ويتعرض الإنسان لمزيد من الإتصال والإحتكاك الإجتماعي فور خروجه من منزله، إذ يتلقى المزيد من الرسائل والمعاني طوال اليوم، وختى عندما يصمت فإنه يحاول بذلك إطلاع الطرف الآخر على أنه لا يريد أن يجري اتصالا معه .إذن، فالإنسان يمضي يومه متحدثا ومتحدثا إليه، وكاتبا وقارئا، ومستجيبا للعديد من الرموز.فقد يتصل الفرد بأشخاص كثيرين يقولون له أشياء،ويطلبون منه أشياء، ويذكرونه بأشياءأخرى. وقد يشعر الإنسان بالرضا، أو عدم الرضا، عن يومه بقدر نجاح أو فشله في الاتصال بالآخرين.وهكذا يوجد الاتصال في كل مكان وفي لحظة، إذإنه لا غنى عنه.
بناء على ذلك، ينظر إلى الاتصال الاجتماعي باعتباره ظاهرة ظاهرة اجتماعية مرتبطة بوجود المجتمع، بما فيه من نظم ومؤسسات مختلفة تؤثر بدورها على تكوين اتجاهات الفرد وأرائه وأدواره الاجتماعية.
ويشير ” الاتصال الاجتماعي”إلى الاتجاهات المتبادلة والضرورية بين الأشخاص والجماعات، وذلك لحدوث التفاعل الاجتماعي واستمراره. ولهذا يعد الاتصال الاجتماعي الخطوة الأولى لعملية التفاعل الاجتماعي وقد يعيق هذه الخطوة عدة عوامل أهمها الخوف من الإتصال الإجتماعي والذي يؤثر بدرجة كبيرة على عملية الإتصال وبالتالي عرقلة عملية التفاعل الإجتماعي والذي سنتطرق له في موضوعنا وللإلمام بهذا الموضوع سنطرح التساؤلات التالية:

– ما هو الإتصال الإجتماعي؟
– ماذا نقصد بالخوف من الإتصال الإجتماعي وما مدى تأثيره على علاقات الأفراد؟
– هل يمكن التقليل أو التخلص نهائيا من الخوف من الإتصال الإجتماعي؟

– الإتصال الإجتماعي: I

1- مفاهيم عامة:
* /تعريف الإتصال:
لغويا: من الفعل وصل أوصل أعطاء المعلومات واقتتسام أن تكون على علاقة مع شخص آخر.
إصطلاحا : كلمة الاتصال communication مشتقة من الأصل الاتيني بمعنى common بمعني المسار، بمعنى المشاركة وتكوين العلاقة أو بمعنى الشائع أو المألوف. كما يعرف الاتصال على أنه عملية يتفاعل بمقتضاها مرسل مستقبل والتي يتم بواستطها نقل المعلومات والقيم والأفكار والحقائق والمشاعر وتقوم العملية الإتصالية على عناصر أساسية وهي المرسل ، المستقبل ، الرسالة ، قناة الإتصال و التغذية الرجعية.
كما يعتبر الإتصال عامل هام من العوامل التي تقوم عليها حياة الناس قديما وحديثا، وكل فرد منا يمارس الإتصال بطريقة أو بأخرى و يدخل مع من حوله من أفراد وجماعات في عمليا إتصالية يستحيل عليه بدونها تسير حياته وقضاء حاجاته. والإتصال ضرورة حتمية لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات البشرية. ولو فقد الإتصال بين الناس لتعذر ظهور الحضارات الإنسانية، ولما تحققت السمات الثقافية المتميزة لأي مجتمع.
والإتصال من أقدم أوجه نشاط الإنسان وهو من الظواهر المألوفة لدينا أكثر من أي شئ أخر . إذ أن كل فرد يلحظ نفسه طرفا في عمليات اتصال عديدة مع غيره من الناس، كما يرى الناس من حوله يمارس كل منهم شكلا من أشكال الإتصال.
وكما أنه من المتعذر على الإنسان أن يعيش دون الإعتماد على الإتصال فإنه يستحيل قيام الحياة الإجتماية لمجتمع ما دون الإتصال، فلا يمكن أن يكون مجتمع دون أن يتصل أفراده ببعضهم ببعض.
* / تعريف الإتصال الإجتماعي:

يعرف الإتصال الإجتماعي عادة بالإحتكاك المتبادل بين الأفراد بعضهم مع بعض،هذا الإحتكاك هو نوع من التعارف الإجتماعي .وهو الإتصال الذي يهدف إلى معالجة كافة المشاكل الإجتماعية عن طريق إستخدام جميع أنواع الرسائل الإتصالية قصد تغير الواقع السلبي نحو الأفضل.

-1-
2- أهمية الإتصال الإجتماعي:

يؤكد العلماء أن الاتصال الاجتماعي ضرورة اجتماعية لحياة الأفراد والجماعات داخل المجتمع واستمراره متوقف على نقل عدات العمل والتقكير والشعور من الكبار إلى الناشئين .فمن دون الاتصال الاجتماعي لاتوجد حياة اجتماعية للأنه يعمل على نقل القيم والآراء من الأفراد الراحلين عن حياة الجماعة إلى أولئك الوافدين عليها،.اذا يلعب الاتصال دورا مهما في بناء المجتمع، وتقوية أواصر العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات المختلفة، وتوطيد أسس النسيج الاجتماعي، سواء بين الأفراد أو الجماعات أو المجتمع ككل.
ومعنى ذلك، أن الاتصال الاجتماعي شرط أساسي لتكوين الجماعة والحياة الإجتماعية. فقد أكد العلماء على أن الجماعة نسق من الأفراد يتفاعل بعضهم مع بعض، ما يجعلهم مرتبطين معا بعلاقات اجتماعية، مباشرة أو غير مباشرة/ ويكون كل منهم على اتصال ومعرفة بالأعضاء الآخرين.
ومن هنا يساعد الإتصال الإجتماعي على تحقيق مجموعة من النتائج المهمة للفرد والجماعة و تكون على النحو التالى:
1- من خلال اتصال الفرد مع الجماعة ،التي يعيش فيها، يكتسب الأنماط السلوكية المختلفة والمعارف والمهارات، التي يحتاج إليها في حياته اليومية داخل المجتمع.

2- نمو الشخصية ورفع مستواها الثقافي إلى مستوي ثقافة الجماعة ، التي يتفاعل معها، يؤدي إلى الوصول أو الاقتراب من الشخصية الاجتماعية المطلوبة.

3- تنمية قيم الإنتماء، فمن خلال اتصال الفرد بالآخرين ومعايشته المستمرة للجماعة ينمو لديه حب الأرض والوطن الذي يعيش فيه، والإعتزاز بقيم الجماعة والانتماء إليها.

4- صقل الثقافة العامة للمجتمع، فمن خلال احتكاك الفرد بأعضاء الجماعات والثقافات الأخرى والتأثر بها والتأثير فيها ، تصقل ثقافته ويحسن كثيرا من عناصرها .

5- تحقيق التكيف الاجتماعي، فعندما يتصل الفرد بأفراد مجتمعه خلال مراحل حياته، يتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وقيمهموأنشطتهم الحياتية المختلفة، ويتشرب تلك الأنماط فتصبح جزاء من شخصيته، ويصل إلى حالة من التكيف والتلاؤم معهم، فلا يشعر بالعزلة أو الغربة.

6- تحقيق الراحة النفسية، فعندما يتفاعل الفرد مع المجتمع الذي يعيش فيه، يأخذذ منهم ما يحتاجه من أسباب العيش، ويقدم عليه من خدمات، فإنه يشعر بحبهم له ويحقق الراحة النفسية في التعامله معهم.

7- زيادة الإنتاج، فعندمايصل الفرد إلى الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة بين أفراد مجتمعه ، فإنه يبذل قصارى جهده في سبيل رفعة مجتمعه وتقدمه وزيادة إنتاجه.

-2-

-الخوف من الإتصال الإجتماعي:II

1- ماهية الخوف الإجتماعي:

يشكو كثير من الناس من الخوف من الاتصال الاجتماعي. لقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن 60 % من الناس ذكروا بأنهم إنما يشعرون بالخوف من الاتصال بالآخرين بين وقت وآخر. و إن 90 % أشاروا إلى انهم شعروا بالخوف فعلا عند الاتصال بفرد أو بجماعة خلال حياتهم. يمكننا أن نجزم بأن جميع الناس يشعرون بالارتباك أمام الجمهور في الدقائق الأولى من إلقاء محاضرة أو كلمة أو خطبة. ويعتمد طول فترة الارتباك على الموقف وحالة الفرد النفسية آنذاك. و قد سبق أن أجريت استفسارا بهذا الخصوص من أساتذة الجامعة الذين يشتركون في المؤتمرات. كانت الإجابة بنعم انهم يتعرضون لمثل ذلك الشعور ولكن لفترة قصيرة ثم يزول تدريجيا. ويلعب التدريب دورا مهما في التقليل من مثل هذا الارتباك.
هناك جوانب مهمة تتعلق بمضمون الموضوع المطروح الذي يساعد على سير الاتصال الاجتماعي بشكل إيجابي، منها معرفة الحقائق التي يرغب الفرد أن يطرحها، و التفكير الإيجابي بها، و السيطرة على النفس وعلى الصراع الذاتي الذي يعاني منه الفرد، و التحكم بالشعور بالخجل وعلى الصراعات والمشاحنات الزوجية التي تساهم في إرباك الفرد، و تصحيح إدراك واتجاهات الفرد السلبية نحو الذات.
كما تلعب المظاهر المختلفة مثل: التعزيز والاطمئنان والإدراك والدوافع دورا مهما في نمو الذات. يتعلم الفرد تلك المظاهر خلال التنشئة الاجتماعية، عن طريق العائلة والأصدقاء والمعلمين ورجال الدين. ويتشرب الأسس التي تساعده أن يكون عضوا فعالا في المجتمع الذي يعيش فيه. كما ينمو الإدراك من خلال الخبرات والتجارب التي يتعرض لها الفرد. واهم عامل في ذلك هو الحاجات والاتجاهات التي يحملها الفرد.

2- أسباب الخوف من الإتصال الإجتماعي:

– هناك مظاهر أخرى متعددة تعمل على إعاقة الاتصال الاجتماعي، منها القلق والخجل الذي يؤثر تأثيرا مباشرا على عملية الاتصال بين الأفراد من حيث إرسال واستلام المعلومات التي تتعلق بذلك الاتصال. كما يعيق الخوف والجزع والانزعاج والاضطراب جميعا مسيرة ذلك الاتصال الاجتماعي.

– يتجنب الأفراد المواقف التي يتوقعون منها المردود السلبي، ويحاولون الإكثار من الانضمام إلى المواقف التي يتوقعون – منها مردودا إيجابيا. يتعلم الفرد من خلال المواقف إن لم يحصل على التعزيز أن يوقف ذلك النشاط الذي لم يحصل على أثره التعزيز.

– هناك بعض الحالات التي يعاني منها الفرد العيوب اللغوية، أو ضعف في المفردات اللغوية عند التحدث بلغة أجنبية. قد يحدث ذلك نتيجة اختلاف أفكار الفرد عن أفكار الآخرين، أو عدم انتمائه إلى تلك الجماعة السياسية، أو هناك اختلاف في العقيدة كاختلاف العقائد الدينية.

-3-

– قد تعمل السلطة العائلية والمدرسية على زرع الخوف والخجل من الاتصال في نفوس الأطفال أحيانا، وذلك من خلال عدم إعطاء الأطفال الفرصة للتعبير عن النفس، أو طرح الأسئلة من قبلهم أو الاشتراك مع أفراد العائلة في إعطاء بعض القرارات التي تخص العائلة أو التعبير عن الانفعالات.

– يلعب الضغط الاجتماعي دورا مهما في ذلك. قد يحدث بان يحاول الفرد أن يكون متميزا عن الجماعة وتكون أفكاره انضج من أفكار الآخرين. كثيرا ما يعتري الفرد خوف من الرفض أو الانتقاد من قبل الآخرين.

3- إنعكاسات الخوف من الإتصال الإجتماعي على الأفراد:

يؤدي الخوف من الاتصال الاجتماعي إلى نتائج سلبية عديدة ندرجها كما يأتي:

1 ـ من الصعب على الفرد الخائف من الاتصال الاجتماعي أن يكوّن صداقات حميمة وذلك نتيجة لعدم جرأته على النظر في عيون الذين يتعامل معهم، ويوصف بأنه غير ودود، وغير آمن ومنعزل.

2 ـ يكون الفرد الذي يتجنب الاتصال الاجتماعي غير نافع لأفراد المجتمع وغير منتفع منهم.كما يؤثر هذا على مستوى كلامه ويكون ذلك المستوى منخفض.

3 ـ يتجنب هذا النوع من الأفراد أن يشتغل بمهنة تتطلب الاتصال الاجتماعي.

4 ـ يمكن أن يؤدي خجل الفرد من الاتصال الاجتماعي بالغرباء إلى فوبيا المواقف الجديدة، كما يتغير سلوكه عندما يتصل بالآخرين، و عندها يحاول الابتعاد عنهم والانزواء بمفرده.

5 ـ يؤدي الخجل إلى صعوبة التحدث مع الأشخاص الجدد والحرمان من التعرف بهم.

6 ـ يؤدي هذا النوع من الخوف إلى صعوبة في الإجادة في الكلام بحيث لا يستطيع الفرد التعبير عن ملاحظاته وقيمه.

7 ـ يشعر الفرد بالكآبة ويشك من أفراد المجتمع بأنهم ينظرون إليه بتمعن وانتقاد ويراقبون حركاته وسكناته.

8 ـ تكون قدرة الخائف ضعيفة عندما يحاول مشاركة إظهار الحقيقة مع الآخرين، كما لا يستطيع أن يتحكم بعالمه ومواقفه بسبب تجنبه للآخرين.

-4-

4- حلول للتخلص من الخوف الإجتماعي:ومن بين التوصيات التي ينبغي إتباعها والتي تفيد في التخلص من مشكلة الخوف من الاتصال الاجتماعي
1- على الفرد أن يناقش الموضوع مع نفسه ويضع إصبعه على السبب الأساسي لتلك الحالة. تساعد معرفة السبب على العلاج، ولا ننسى أن كثيرا من الناس إنما يعالجون أنفسهم بأنفسهم. والأمثلة كثيرة على الذين اصبحوا مشاهير العالم بعد التخلص من الحالة التي يعانون منها بأنفسهم. كما فعل ذلك خطيب روما الشهير.

2- إن الخجل ليس بمرض وإنما يتعلمه الفرد من خلال المواقف التي يتعرض لها. ينبغي على الفرد أن لا يدع لنفسه فرصة لتعلم ذلك الخوف من الاتصال.

3- على الفرد التدريب على الاتصال الاجتماعي وذلك بالتخلص من الخوف الذي يحول دون ذلك. كثيرا ما يسيطر الخوف على الأفراد الذين ليست لديهم خبرات كافية في المواقف، ولم يكونوا قد جربوها. أما الأفراد الذين يعرفون الموضوع ولديهم خبرة فيه أو يحاولون كشف سره يكونون أقل خوفا من أولئك الذين ليست لديهم تلك الخبرة.

4- لنعلم أن المشاكل لا تنحل بالهروب منها وإنما بمواجهتها بعزيمة وإرادة قوية. فعليه ينبغي علينا أن نمارس مهارة التدريب على الاتصال، وذلك بالسيطرة على الفكرة التي نرغب في طرحها على الآخرين بخلق ظروف مماثلة للموقف الذي سنتعرض له كالوقوف أمام المرآة للتحدث لها أو الطلب من المقربين لنا أن يستمعوا ونحن نلقي عليهم كلماتنا، بحيث يكون الوضع بعيدا عن التهكم والانتقاد.

5- علينا السيطرة على اللغة التي نتعامل بها مع الأفراد والجماعات. فإن كنا نعاني من ضعف في هذا المجال علينا الإكثار من قراء القصص التي تزودنا بثروة لغوية واسعة. أما قراءة القرآن الكريم بصوت عال ففيها اطمئنان للنفس والتعود على اللفظ الجيد.

6- على الفرد أن يحاول أن يتكلم أمام الجمهور، و أن يناقش معهم الأفكار التي يريد أن يطرحها أو التي طرحها بالفعل. عندما ينوي التكلم مع الآخرين أو يحاول قراءة شيء أمام الجمهور عليه أن لا يشغل فكره بما يفكرون به نحوه.

7- على الفرد أن ينتمي إلى الجماعة التي يعتقد بأنها تنسجم مع أهدافه واتجاهاته ودوافعه، ويصبح عضوا فعالا في هذه الجماعة ذلك لان الانتماء إلى جماعة معينة إنما تقوي الثقة بالنفس.

8- علينا أن نتعرف على المواقف والأهداف التي نبتغيها من وراء ذلك الاتصال الاجتماعي.

-5-

9- أن يهتم الفرد بتقوية الذات ويتعلم مهارة الاتصال مع الآخرين وذلك بجعل المناقشة نشطة بينه وبين الآخرين بعيدة عن الانفعالات والتوترات.

10- أن نتخلص من التوتر ونتعود على الاسترخاء بمختلف الطرق. يعتمد الموقف على تفضيل الفرد لأي منها كالعبادات والصلاة و التفكير بقدرة الله سبحانه وتعالى، على سبيل المثال نسترخي في مكان هادئ ونفكر بأنه قد أعطانا القدرة والقابلية والذكاء مما ساعدنا على أن نكون على ما عليه نحن. يساعد هذا النوع من التفكير من جوانب عديدة، منها الراحة و الثقة بالنفس والاعتزاز بها وغيرها.

11- ينبغي تحليل الموقف تحليلا علميا صحيحا بتحديد جوانبه الإيجابية والسلبية. فالفرد الذي يفكر بنواحي المواقف السلبية فقط إنما يواجه صعوبات شتى، وعليه تحويل ذلك التفكير إلى النواحي الإيجابية. فالشخص الذي يفكر بأنه سيقع في خطأ عند قراءة جملة معينة عليه أن يحول تفكيره بأنه سيقول الصحيح والمنطقي.

12- أن يتجنب الفرد من وصف نفسه بكلمات سلبية، وان يغير اتجاهه السلبي نحو نفسه إلى اتجاه إيجابي. كما عليه أن يقوي أرادته بشتى الطرق. لقد استعملت هذه الطريقة مع الكثيرين وكانت النتائج جيدة، بحيث استطاع الأفراد الذين تعاملت معهم تغيير اتجاهاتهم عن أنفسهم.

13- يسهل التفاعل الاجتماعي الإيجابي عملية الاتصال و يساعد على تخفيف الخوف منها، أي كلما كان التفاعل الاجتماعي قويا كلما كان الخوف من الاتصال منخفضا.

14- إن شعر الفرد بان هناك أحدا يحاول أن يستهزأ به أو يحط من قدراته عليه أن يحاول أن يبتعد عنه أو يحد من سلوكياته نحوه.

-6-

الخاتمة:لو أن الإنسان غير قادر على الاتصال بغيره لما تكونت الأسرة أو الجماعة أو القبيلة أو الأمة ، وتستحيل الحياة لو قدر لفرد أن يعيش بمعزل عن بني جنسه، فللإنسان حاجات لا يقضيها إلا بالتعاون مع زميل له كإقناع فرد من الجنس الأخر أن يشارك الحياة أو ينقل خبراته ومعلوماته إلى أبنائه وبناته أو أن يوحد صفوف جماعته سواء أكانت قبيلة صغيرة أم أمة كبيرة في مواجهة عدو مشترك.
ويقوم أي مجتمع إنساني على مقدرة الإنسان على نقل مقاصده ورغباته ومشاعره ومعارفه إلى الآخرين، فالإتصال يمكن الفرد أن يتكيف بنجاح مع البيئة التي يعيش فيها. وقد ثبت بالتجارب العملية أن لإنسان لا يستطيع أت يعيش بدون اتصال فترة طويلة.
وبدون إتصال لا يرتبط الناس بعضهم بعض ولا يزاولون معا أية أنشطة مشتركة أو يطورون من سيطرتهم على البيئة من حولهم، فهو قوة تشد الأفراد والجماعات بعضهم إلى بعض داخل المجتمع المنظم .

فالحياة الإجتماعية تكون ممكنة فقط من خلال القدرة على الإتصال وعلى نقل المعنى بين الأفراد ، وسوف يكون نشاط أي جماعة مستحيلا بدون وسائل معينة لتبادل الخبرات والإتجاهات.

ونسطيع أن نلتمس أثر الإتصال في كل أنواع العلاقات الإجتماعية إذا قد يكون هذا الأثر الإجابي أو السلبي فهذا الأخير ناتج عن خلل يكمن في الفرد الذي قد يشكوا من المشكل الذي طرحنا سابقا ألا وهو الخوف من الإتصال الإجتماعي الذي يؤثر تأثيرا كبيرا على علاقات الفرد مع الأفراد الأخرين مما ينتج عنه من هنعكاسات تؤثر على عملية اتصاله لكن كما طرحنا سابقا بعض التوصيات التي اتباعها أن نقلل من مشكلة الخوف من الإتصال الإجتماعي ويجب أن ندرك كذلك أن أهمية الإتصال لا تقتصر على الفرد في علاقته مع الأفراد الآخرين ولكنها تشمل أيضا الجماعات في علاقتها مع الجماعات الآخرى داخل المجتمع بل وتشمل كذلك المجتمع كله في العلاقته مع المجتمعات الدولية الآخرى.فعن طريق الإتصال تتعاون هذه الأنماط من الجماعات وتتلاصق وتتشابك مصالحها وتتداخل، وبالاتصال تستطيع هذه الجماعات أن تحافظ على وجودها وأن تحقق أهدافها بحيث يمكن القول أن الإتصال هو أساس الحضارة الإنسانية .
فلم تصل الحضارة الإنسانية إلى ماهي عليه الأن بغيرالإتصال بين الناس.