لأبى فـراس الحمـدانى قصيدة مطلعها :
أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوم مَغَانِ *** فأقيمَ للعبراتِ سوقَ هوانِ
وهى من مشهور شعره وذائعه , وقد طالعتها فى ديوانه المنشور بعناية “نخلة قلفاط” نشرة مكتبة الشروق بيروت – سنة 1910م ص 96 وما بعدها , فوجدته قد أسقط بعض أبياتها ! ربما لأغراض قد نفهمها من خلال الأبيات المحذوفة ذاتها , ومنها قول أبى فراس :
هَذِي الجُيوشُ، تجيشُ نحوَ بِلادِكم مَحْفُوفَة ً بِالكُفْرِ وَالصُّلْبَانِ
وقوله :
قَدْ أغضَبُوكُمْ فاغضَبُوا، وَتأهّبُوا *** لِلْحَرْبِ أُهْبَة َ ثَائِرٍ، غَضْبَانِ
فرأيت أن أعرض الأمر على نشرة أخرى , ولم يتيسر لى سوى نشرة المكتبة السليمية – بيروت بعناية سليم الزحيل وسليم نقولا المدور سنة 1873م ص 90 وما بعدها , فأيقنت أن إسقاط تلك الأبيات أمـر متعمد مقصود , ولا سيما أن لديـوان أبى فـراس – فيما أعلم – رواية واحدة مفـردة هى رواية ” خالويه” , وهو ما ذكرنى بالمستشرق مرجليوث وما فعله بديوان سبط بن التعاويذى . فلنتعامل مع تلك النشرات وأضرابها بحذر .
والحـق أننى فى حاجة ملحّة لبعض أبيات تلك القصيدة , وليس لدى من نشرات الديوان غير ما ذكرت , على الرغم من أن نشراته تجاوزت العشرين , ومنها نشرة بتحقيق عباس عبدالساتر – دار الكتب العلمية , وثانية بتحقيق الدكتور خليل الدويهى – دار الكتاب العربي بيروت 1994م , وثالثة أعدها الدكتور محمد بن شريفة ونشرتها مؤسسة جائزة البابطين سنة 2000م , ورابعة بتحقيق على ملحم – دار الهلال بيروت 1995م , وخامسة بشرح محمد عبدالرحيم – دار الراتب سنة 2022م وسادسة بشرح عمر فاروق الطباع – دار الأرقم 1998م . . . . . . . . . وغيرها , وأفضل النشرات – فيما أعلم – تلك التى حققها الدكتور سامى الدهان ( برواية خالويه) ونشرها سنة 1944م , وأعادت نشرها وزارة الثقافة السورية سنة 2022م .
فلو تيسر لأحد الأخوة ممن يمتلكون هذه النشرة الأخيرة أن يضع القصيدة ( أو الأبيات المقصودة منها ) فى هذا الموضع مع توثيقها علميا نكون له من الشاكرين , فإن لم تتيسر نشرة الدكتور الدهّان فمن أى نشرة علمية موثوقة .
ودونكم الأبيات منقولة من مرجع غير موثّق :
اقرا السلامَ ، على الذينَ سيوفهمْ
ـمّا أُحْرِجُوا، عَطَفوا على ماهان
سَيفَ الهُدى من حَدّ سَيفِكَ يُرْتجى
يومٌ ، يذلُ الكفرَ للإيمانِ
هَذِي الجُيوشُ، تجيشُ نحوَ بِلادِكم
مَحْفُوفَة ً بِالكُفْرِ وَالصُّلْبَانِ
البغيُ أكثرُ ما تقلُّ خيولهمْ
وَالبَغْيُ شَرُّ مُصَاحِبِ الإنْسَانِ
لَيْسُوا يَنُونَ، فلا تَنُوا في أمرِكُمْ،
لاَ ينهضُ الواني لغيرِ الواني
غضباً لدينِ اللهِ أنْ إلاّ تغضبوا
لَمْ يَشْتَهِرْ في نَصْرِهِ سَيْفَانِ
حَتى كَأنّ الوَحْيَ فِيكُمْ مُنْزَلٌ،
ولكمْ تُخصُ فضائلُ القرآنِ
قَدْ أغضَبُوكُمْ فاغضَبُوا، وَتأهّبُوا
لِلْحَرْبِ أُهْبَة َ ثَائِرٍ، غَضْبَانِ
فـ ” بنو كلابٍ ” وهيَ قلٌّ أغضبتْ
فدهتْ قبائلُ ” مسهرِ بنِ قنانِ ”
وَبَنُو عُبَادٍ، حِينَ أُحْرِجَ حارِثٌ
جروا التخالفَ في “بني شيبانِ”
خلُّا ” عدياً ” ، وهوَ صاحبُ ثأرهمْ
كَرَماً، وَنَالوا الثّأرَ بابنِ أبَانِ
والمسلمونَ ، بشاطيء “اليرموكِ ” لمـ
ـمّا أخرجوا عطفوا علي ماهان
وحماة ُ ” هاشمَ ” حينَ أخرجَ صيدها
جروا البلاءَ على ” بني مروانِ”
وَالتّغْلَبِيّونَ احْتَمَوْا عَنْ مِثْلِهَا
فعدوا على العادينَ بـ ” السُّلاَّنِ “
وبغى على ” عبسٍ ” “حذيفة ُ ” فاشتفتْ
مِنهُ صَوَارِمُهُمْ وَمِنْ ذُبْيَانِ
وسراة ُ “بكرٍ ” ، بعدَ ضيقٍ فرقوا
جمعَ الأعاجمِ عنْ ” أنوشروانِ ”
أبْقَتْ لِبَكْرٍ مَفْخَراً، وَسَمَا لهَا،