التصنيفات
العلوم الفيزيائية

سبب ارتباط الذرات

حصــــ ~ سبب ارتباط الذرات ~ ــــريا
تعليم_الجزائر

إذن الذرات لا توجد مستقلة عن بعضها بعضاً، سواء أكانت في عناصر أم في مركبات؛ ففي جميع المواد (ما عـدا العناصر النبيلة) ترتبط الذرات ببعضها، فقد ترتبط ذرتـان لتكونا جسماً واحداً له بناء خاص به يعرف بالجزيء (كجزيء الهيدروجين)؛ وقد ترتبط مئات الألـوف من الذرات لتكون جزيئاً واحداً (كجزيء بروتين)؛ وقد ترتبط بلـورة من ملح كملح الطعام)؛ انظر الشكل (2-1).

تعليم_الجزائر

الشكل (2-1): تمثيلات لتجمعات ذرات وأيونات في مواد متنوعة.‏
تعليم_الجزائر

سؤال

بناء على ما تعرفه عن المواد؛ أذكر مواد أخرى تمثل ذرات منفصلة، أيونات، جزيئات من ثلاث ذرات.

إذن الأصل في معظم الذرات أن تكون مرتبطة معاً، سواء أكانت في عناصر أم في مركبات وهذه حقيقة أكدتها المشاهدات والتجارب. والطريقة العلمية تتطلب منا البحث عن تفسيرات لهذه المشاهدات، مما يقود إلى وضع نظريات. وبناء على ذلك نطرح السؤال الآتي: لماذا ترتبط الذرات؟ ما الدافع الذي يقودها إلى الترابط؟
1- تجاذب الأجسام يخفض طاقتها
درست سابقاً أنواعاً من القوى التي تجعل جسمين ينجذبان إلى بعضهما بعضاً؛ فالأجسام تسقط نحو الأرض بتأثير قوة الجاذبية الأرضية؛ والحديد ينجذب نحو أقطاب المغناطيس بتأثير القوة المغناطيسية؛ وقصاصات الورق يجذبها قضيب بلاستيك مدلوك بالصوف بفعل الجذب الكهرسكوني.
وتعرفت أيضاً أن هنالك قوة تجاذب بين الإلكترونات والنواة تخضع لقانون كولوم للجذب الكهربائي الذي ينص على أن القوة المتبادلة بين شحنتين نقطيتين تتناسب تناسباً طردياً مع حاصل ضربهما، وعكسياً مع مربع المسافة بينهما.
تعليم_الجزائر

سؤال

في كل ما يأتي: ما الذرة التي يكون جذب النواة للإكترون في المستوى الأخير منها هو الأكبر؟
أ- صوديوم، مغنيسيوم ب- فلور، كلور.

إذن فالقوة التي تعمل على بقاء الإلكترونات في الذرة هي قوة الجذب بينها وبين النواة. ولن تفقد الذرة أياً من إلكتروناتها إلا إذا تغلبت قوة خارجية على قوة الجذب هذه، وانتزعت الإلكترون منها، فانتزاع الإلكترونات يتطلب تزويد الذرة بطاقة كافية؛ وأن التجاذب يخفض طاقة الوضع مما يؤدي إلى حالة استقرار كما في الشكل (2 -2).
تعليم_الجزائر
الشكل (2-2): طاقة وضع (أ) أقل من طاقة وضع (ب).‏

سؤال

اعتماداً على العلاقة بين قوة التجاذب وطاقة الوضع، أي النواتج الآتية تمثل طاقة أقل، وأيها تمثل طاقةً أعلى؟
أ- ذرة (س) فقدت إلكتروناً فأصبحت أيوناً موجباً.
ب- أيون (س+) اكتسب إلكتروناً فأصبح ذرة متعادلة.
اكتب معادلات تمثل هذه العمليات.

2- تجاذب الأجسام يؤدي إلى ترابطها
إن الذرات المستقلة تملك طاقة معينة، وتعتمد هذه الطاقة على قوى التجاذب وقوى التنافر بين مكوناتها المشحونة (الإلكترونات والنواة)؛ فالإلكترونات تتجاذب مع النواة وتتنافر مع بعضها.
لكن الذرات لا تكون مستقلة في العناصر أو المركبات، بل تكون مجمعة وقريبة، وتؤثر في بعضها؛ لذا لا تعتمد طاقة أي ذرة على الكتروناتها ونواتها فقط، بل على إلكترونات وأنوية الذرات المجاورة لها. فإذا التقت ذرتان وأدى التقاؤههما إلى تنافر بينهما وازدادت طاقتهما فإنهما تفترقان لتتخلصا من الطاقة الزائدة. وإذا التقت ذرتان ونتج من لقائهما نقص في الطاقة فإنها ستحافظان على هذا اللقاء وستبقيان قريبتين من بعضهما، وحينها تقول: إنهما مرتبطتان ببعضهما بعضاً، ولن تنفصلا إلا إذا زودتا بطاقة تعوض النقص الذي حصل نتيجة ترابطهما. أنظر الشكل (2-3).
تعليم_الجزائرالشكل (2-3): علاقة الترابط بين الذرات بطاقتها.
3- الترابط والنشاط الكيميائي
درست سابقاً أن التفاعل الكيميائي بين ذرات العناصر يعني تكوين روابط بينها؛ فتفاعل الصوديوم مع الكلور يعني ترابط ذراتهما ببعضها، واحتراق الكربون يؤدي إلى ترابط ذراته بذرات الأكسجين.

سؤال

اكتب معادلات موزونة تمثل التفاعلين السابقين.

فالنشاط الكيميائي لعنصر ما هو الدافع لدى ذراته لتكوين روابط، وإن الإلكترونات الواقعة في مستوى الطاقة الأخير هي المسؤولة عن تكوين الروابط بين الذرات.
ومن المعروف لديك أن الغازات النبيلة (الخاملة) ليس لها استعداد للترابط معاً؛ فذراتها تبقى منفصلة ومستقلة في العنصر، وضعف النشاط هذا يتبعه صعوبة في تكوين الروابط.
ما الذي يجعل العناصر النبيلة خاملة نسبياً (قليلة النشاط)؟
يُظهر توزيع الإلكترونات في ذرات هذه العناصر أن المستوى الرئيس الأخير للطاقة ممتلىء بالإلكترونات.

سؤال

اكتب التوزيع الالكتروني لذرات العناصر النبيلة الآتية:
i 2He , 10Ne , 18Ar , 36Kr
ما عدد الإلكترونات في المستوى الأخير لكل منها.

وهذا التوزيع الإلكتروني في ذرات الغازات النبيلة يؤدي إلى الاستقرار والخمول الكيميائي الذي يمكن وصفه – أيضاً – بالثبات؛ والثبات يرتبط بالطاقة المنخفضة، والذرات – كما تعلم – تسعى للوصول على وضع تكون فيه طاقتها أقل ما يمكن وبالتالي فهو أكثر ثباتاً.


التصنيفات
العلوم الفيزيائية

الذرات واختلافها

الذرات واختلافها
كان مألوف الفكر ، قبل قرنين من الزمان يقضي بأن ذرات العناصر ( الأكسجين ، الأزوت ، النحاس ، الحديد ، …… إلى سائر العناصر ) إنما هي وحدات من المادة لا علاقة بينها أبدا ً . فذرة الأكسجين لا تشبه ذرة النحاس في شئ قط ، ولا تشبه ذرة الحديد ذرة الأزوت ، وأن هذه الذرات ثابتة البناء ، فلا تتحول ذرة أكسجين إلى ذرة أزوت ، ولاذرة أزوت الى ذرة كربون ، ولا ذرة رصاص الى ذرة من ذهب . واللذين طلبوا ذلك في قديم الزمن عددناهم مخلوطين في عقولهم ، يريدون اللحاق بما لا يلحق .
وجري الزمن ، وتعرف الذرات ، ذرات العناصر جميعها ، ويعرف تكوينها على الرغم مما بلغته من الصغر .
أنها بلغت من الصغر حدا ً لا تدركها فيه أكبر المجاهر .
إننا لو صففنا ذرات من الادروجين مثلا ، صفا ً واحدا ً طوله ملليمتر واحد ، لا شتمل على 10.000.000 ذرة .
وانتهت بحوث الذرة أخيرا ً ، بأن ذرات العناصر جميعا ً تتألف ، كما تتألف الثمرة ، من نواة ، يحيط بها غلاف .
أما الغلاف في الذرة ، فيتألف من دقائق ( جسيمات ) من الكهرباء ، هي حبات الكهرباء الأولى التي تتألف منها ، وتسمها الكترونات ، ومفردها إلكترون . وإما النواة فتتألف عموما ً من نوعين من الدقائق ، بروتون به شحنه كهر بائية موجبة ، ونيوترون ولا شحنة فيه ، لا موجبة ولا سالبة ، فهو متعادل .
والدقيقتان تتساويان كتله .. تتساويان وزنا .
والذرات من ذرات أكسجين إلى ذرات أزوت إلى رصاص إلى حديد …..الى سائر العناصر ، إنما تختلف باختلاف عدد ما بنواتها من بروتونات ، وبما يدور حول هذه النواة من الكترونات ، تدور كما تدور الأرض والزهرة والمريخ وسائر الكواكب حول الشمس …