كشف الأوراق المطويات عن مفاسد الانتخابات
يايراعا(23) خاض في بحر الرمل(24) ****وقريضا ينشد اليوم الأمل
وقصيدا قد مضى يحدوا بنا ****يطلب الحق لدى أحلى جمل
قد بدت أبياته في ألق ****مثل شمس أخفت اليوم زحل
كلها تطلب شيئا واحدا ****أن نروم الحق في الأمر الجلل
كشفت أوراقه في وضح ****فإذا في الأمر أصناف الخلل
ذلك الأمر الذي ننكره ****انتخابات تراءت بالمقل
فلنكن ياقوم صفا واحدا ****نأخذ التشريع من خير الرسل
ولنسر ياقوم في درب الهدى ****إن من سار على الدرب وصل
إنما الشورى هي النهج الذي ****عاش فيه الناس والقوم الأول
قام أهل الدين بالشورى وكم ****قام أهل العلم من عقد وحل
فانتخابات تمادى زيفها ****وإذا الإفساد فيها قد حصل
لم يقم فيها سوى قوم لهم ****طعن هذا الدين في ثوم الدجل
كاشتراكي وبعثي ومن ****قام بالتنسيق معهم لا خجل
إن مضينا سوف نلقى دفترا ****مثخنا بالشر شبها بالرسل(25)
إذ بها التقليد للأعدا فكم ****شابهوا في الفعل أشرار الدول
مثل أمريكا تجاروا خلفها ****يدخلون الجحر طبقا للمثل(26)
ورسول الله ألقى بيننا *****من تشبه صار منهم في العمل(27)
وابن عمرو جاء في ثوب له ****ورسول الله يلقي بالجمل
أبهذا أمرت أمك أن ****تشبه الكفار في اللبس المخل
قال عبدالله: هل أغسلهما؟ ****قال: بل احرقهما(28) تمس البطل
وبها تنفيذ تخطيط مضى ****من بني صهيون أمسى معتقل
وبها خوض بغير الحق في ****مال ربي أنه شيء جلل
إذ روى الجعفي(29) عن خولة في ****مسند صدق لمعنى ما نقل
أن من خاض له النار غدا(30) ****وجزاء الفعل أن يبقى مغل
كم عداوات بدت في أرضنا ****قطعت شملا غدا فينا وصل
كم جهود لدعاة ضيعت ****بانتخاب إنه الفعل الأشل
شغلوا الأمة عن تاريخها ****من علوم وحديث كالحلل
جعلوها تطلب الدنيا وقد ****تطلب الناقة أيضا والجمل
تطلب الدولار من أعدائها ****وتريد النصر والنصر فشل
إذ تساوي بين صدق واضح ****وعظيم الأفك فيمن قد رحل
بل تساوي بين حق صادق ****ومع الباطل قامت بالعمل
أتساوي بصلا في أكله ****بالذي يشرب من ذاك العسل؟
وانتخاب قد ترامى شره ****يخرج المرأة من جحر الخجل
بعد أن خاطب ربي نسوة ****أن وقرن(31) ذلك الفعل الأجل
أمر رب خالق سبحانه ****في كتاب فهو بالحق نزل
جعل الزوج ليرعى أهله ****وهو مسئول إذا شر حصل(32)
وإذا الزوج تخلى مرة ****عن قوامته وأرخى للكسل
عاقب الرحمن من ذا صنعه *****بعقاب قدره قدر الزلل
لم يجد في دربه رائحة *****من جنان(33) بل تردى بالشلل
كم فتاة خرجت من خدرها *****تطلب النصرة في ليت لعل
إذ بها راجعة خائبة ****بعظيم الأفك باءت والفشل
جعلوها سلعة معروضة ****لكلاب همها ذاك الأكل
عبر تصوير حرام قد مضى ****علما يظهر عن خير الرسل
كل من صور يوما صورة ****نفخ الروح بها(34) يا للخجل
إن شر الناس ذا منزلة ****من يضاهي(35) خلقه عز وجل
كم فتاة خرجت في عطرها ****في جميل اللبس في أحلى الحلل
فغدت في شرعنا زانية(36) ****حسبها في ذلكم أن تغتسل
ربما في بلدة قد رشحت ****وإذا الشر عليهم قد هطل
أنه لا يفلح القوم إذا ****سودوا المرأة عن ذاك الرجل(37)
جاء مصداقا لما قد قاله ****خير رسل الله عن هذا الخلل
كم فتاة خرجت كاشفة ****وإذا الزينة تبدو والكحل
فتراها ثلة مسعورة ****لا تغض الطرف إلا من غفل
يترك الصندوق ذو صندوقه ****صار ولهانا وأمسى في الغزل
عجبي من ثلة خائبة ****تطلب النصرة ممن قد سفل
كم قبيلي تولى ساخرا ****ولسان الحال يزري بالأسل
أن يرى قوما أضلوا نهجهم ****ماتت الغيرة فيهم والخجل
فانتخابات حرام حسبها ****عند شيخي مثل طاغوت أطل
وادعي الخير قولا راشدا ****قلته أمسى نصيرا للأول
وابن باز لو رأى آثارها ****في بلادي لارتضى الحكم الأجل
لن يقر الشر في أمته ****إذ به قد صار للخير محل
وصلاة الله تغشى المصطفى *****دائما تتلى على مر الأزل
(23) اليراع: هو القلم.
(24) الرمل، بتشديد الراء وفتح الميم: بحر من بحور الشعر.
(25) الرسل، بتشديد الراء وفتح السين: هي الإبل المرسلة جماعات، كناية عن تتابع الشر.
(26) إشارة لما في «صحيح البخاري ومسلم» عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟، قال: «فمن»؟.
(27) إشارة لما في «سنن أبي داود» بإسناد صحيح عن ابن عمر مرفوعا: «من تشبه بقوم فهو منهم»، وهو في «الصحيح المسند» لشيخنا حفظه الله، و«الارواء» برقم (1269).
(28) إشارة لما في «صحيح مسلم» عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: رأى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- علي ثوبين معصفرين، فقال: «أأمك أمرتك بهذا؟»، قلت: أغسلهما!، قال: «بل أحرقهما».
(29) المراد به الإمام البخاري.
(30) إشارة لما في «صحيح البخاري» عن خولة الأنصارية -رضي الله عنها- مرفوعا: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة». (6/153)
(31) إشارة لقوله تعالى: ﴿وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى﴾ سورة الأحزاب، الآية: 33.
(32) إشارة لما رواه الشيخان عن معقل بن يسار -مرفوعا- ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة».
(33) إشارة لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر مرفوعا: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
(34) إشارة لما رواه «الشيخان» عن ابن عباس مرفوعا: «من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ».
(35) إشارة لما رواه «الشيخان والنسائي» عن عائشة مرفوعا: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله».
(36) إشارة لما رواه «أحمد وأبوا داود» عن أبي موسى مرفوعا: «أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية».
(37) إشارة لما رواه البخاري في «صحيحه» عن أبي بكرة مرفوعا: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».