التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فوائد مستخلصة] الفرق بين الضرر و الضرارقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه للحديث الثاني و الثلاثين من أحاديث الأربعين النووية: ما معنى الضرر؟

قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه للحديث الثاني و الثلاثين من أحاديث الأربعين النووية:

ما معنى الضرر؟ وما معنى الضرار؟ اختلفت عبارات العلماء في ذلك، وفي الفرق ما بين الضرر والضرار، فمنهم من قال:

إن الضرر والضرار واحد، لكن كرر للتأكيد، فالضرر والضرار بمعنى واحد، وهو إيصال الأذى للغير.
وقال آخرون من أهل العلم: الضرر والضرار مختلفان، فالضرر هو الاسم، والضرار هو الفعل يعني: نفي وجود الضرر، ونفي فعل الضرر، فيكون على هذا القول، الأول: متجه إلى الشرع بعض الضرر في الشريعة

والثاني: متجه إلى المكلف، فلا فعل للضرر والإضرار مأذون به شرعا، ويؤيد هذا بأنه جاء في بعض الروايات( لا ضرر ولا إضرار ) يعني: بالغير،

وقال آخرون من أهل العلم -وهو القول الثالث-: إن الضرر هو إيصال الأذى للغير، بما فيه منفعة للموصل، والضرار إيصال الأذى للغير بما ليس لموصل الأذى نفع فيه، يعني: أن الضرر على هذا القول، هو أن تضر بأحد لكي تنتفع، فإذا وصله ضرر: أذى معين، انتفعت أنت بذلك إما في الأمور المالية، أو غيرها،

والنوع الثاني: الذي هو الضرار أن توصل الأذى – نسأل الله العافية – دون فائدة لك ولا مصلحة، وهذا قول عدد من المحققين منهم العلامة ابن الصلاح، وقبله ابن عبد البر وجماعة من أهل العلم، وهذا التعريف أولى وأظهر لعدة أمور:

منها: أن فيه تفريقا بين الضرر والضرار، والأصل في الكلام التأسيس لا التأكيد،

والثاني: أن لفظ الضرر يختلف عن لفظ الضرار، في أن الضرر ظاهر منه أن الموصل لهذا الضرر منتفع به، وأما المضار بالشيء، فإنه غير منتفع به لمعنى المفاعلة في ذلك، وهذا -أيضا- يعني: من جهة اللغة بين، ومنها -أيضا- يعني: مما يترجح به هذا المعنى أن الأفعال مختلفة، لا ضرر ولا ضرار إذا انتفى في الشرع، يعني: أنه لن يصل الأذى إلى المكلف، أو نفي إيصال الأذى للمكلف هذا يشمل الحالات التي ذكرنا جميعا، وهذا يتضح مع تقسيم يأتي، وكما ذكرنا لكم في أول الكلام:
أن نفي الضرر راجع إلى جهة الشرع في العبادات، وإلى الشرع والمكلف في المعاملات وما بعدها، وإذا قلنا: إنه لا ضرر يعني: في الشريعة، ففي الشريعة لا يصل أذى لأحد لنفي انتفاع المؤذي، فإن الله -جل وعلا -لا ينتفع بأذى عباده، بل هو -سبحانه- يبتليهم لحكمة يعلمها -جل وعلا -، فالضرر منفي في التشريع، وكذلك الإضرار منفي -أيضا- في التشريع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معلومة قيمة شكرا لك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[كتاب مصور] الصفحات الناضرة في الأبيات الحاصرة ، الشيخ دكتور. عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم -رح

الصفحات الناضرة في الأبيات الحاصرة ،
الشيخ دكتور.
عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم
-رحمه الله-
، دار الصميعي ، الرياض ، ط 1 ، 1412 هـ / 1991 م ، 321 صفحة .
تعليم_الجزائر

لتحميل
http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1335050953

لتصفح المباشر للكتاب
تعليم_الجزائر

الصور المصغرة للصور المرفقة تعليم_الجزائر
الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليم_الجزائر الصفحات الناضرة في الأبيات الحاصرة ، د. عبد السلام بن برجس.pdf‏ (2.47 ميجابايت)


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[كتاب مصور] فضل العربية ووجوب تعلمها على المسلمين الشيخ محمد سعيد رسلان

فضل العربية ووجوب تعلمها على المسلمين
الشيخ محمد سعيد رسلان
الطبعة الرابعة
http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1333751225

تعليم_الجزائر

الطبعة الثانية 2022/ هجرية 1443

http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1333751418

الصور المصغرة للصور المرفقة تعليم_الجزائر


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فوائد مستخلصة] قولهم في الخطب يعتبر لحن_فائدة من شرح الشيخ محمد بن هادي المدخلي لنزهة النظر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد

هذه فائدة مقتطفة من شرح الشيخ الدكتور أبي أنس محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- في شرحه لنزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر/الشريط الأول.

قال حفظه الله في شرحه على قول المصنف -رحمه الله تعالى- (أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ التَّصَانِيفَ فِي اصْطِلَاحِ أَهْلِ الْحَدِيثِ قَدْ كَثُرَتْ):

[…] كلمة (أمَّا بعد) هذه يؤتى بها للانتقال من أسلوبٍ إلى أسلوبٍ آخر، وبناءً على ذلك فلا تكون في أوَّل الكلام، كلمة (أمَّا بعد) لا تكون في أوَّل الكلام بل تكون في أثناءِ الكلام، وقد كان النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يأتي بها في خُطَبِهِ، فهي سُنّةٌ،كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يأتي بها في خُطَبِه ويَسْتَفتِحُ خُطَبَهُ ثمَّ يقول (أمَّا بعد)، فهي سُنَّةٌ، وقد وردت عن عددٍ كثيرٍ من الصَّحابة. ذكر الحافظ -رحمه الله-، المصنِّف، في "الفتح" أنَّها رويت عن أربعين صحابيًّا، أيضًا كانوا يأتونَ في خُطَبِهم -رضي الله تعالى عنهم- بهذا، وقد رُويَ ذلك عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو مشهورٌ في خُطَبهِ -عليه الصَّلاة والسَّلام- فينبغي للإنسان أن يَسْتَفْتِحَ خُطبتَهُ بالحمد وأن يأتي في كلامهِ بـ(أمَّا بعد)، ومعناها قد تقدَّم أيضًا الإشارة إليه.

أَمَّا كَمَهْمَا يَكُ مِنْ شَيْءٍ وَفَا ===== لِتِلْوِ تِلْوِهَا وُجُوباً أُلِفَا

يقول ابن مالك -رحمه الله- في الألفيَّة، أليس كذلك؟

أَمَّا كَمَهْمَا يَكُ مِنْ شَيْءٍ وَفَا ===== لِتِلْوِ تِلْوِهَا وُجُوباً أُلِفَا

يعني لابدَّ فيها من وجود (الفاء) في الرَّابط. وقد تقدَّم أيضًا في لقاءاتنا، أو لقاءاتنا السَّابقة التَّنبيه على أنَّ قول (وبعد) لحن، وأمَّا الصَّواب فهو أن تقول (أمَّا بعد)، وأمَّا (وبعد) فهذا لحن؛ وإن جاء بهِ بعض المتكلِّمين، بعض العلماء، بعض الخُطَباء، لكن الصَّحيح (أمَّا بعد). فما جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في موقفٍ واحدٍ قَطْ فيما أحفظ وأعلم أنَّه قال (وبعد) وإنَّما يقول (أمَّا بعد)، وتقدير الكلام كما قال ابن مالك (مهما يكن من شيء فكذا)، (أَمَّا كَمَهْمَا يَكُ مِنْ شَيْءٍ)، يعني معناها (مهما يكن من شيء)، لكن حَذَفَ النُّون واقتصر على الكاف لضرورة الشِّعر

أَمَّا كَمَهْمَا يَكُ مِنْ شَيْءٍ وَفَا ===== لِتِلْوِ تِلْوِهَا وُجُوبًا أُلِفَا

انتهى.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] أبيات جمع الشتات تأليف الشيخ عبد الرزاق البدر

أبيات جمع الشتات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهذه رسالة لطيفة من الشيخ عبد الرزاق البدر نظم فيها عدة أمور على شكل أبيات شعرية ، أهدانيها أحد أصدقائي جزاه الله خيرا ، وأحببت بدوري أن أهديها لكم للفائدة التي حوتها .

جاء في مقدمتها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وبعد: فهذا مجموع مختصر حوى جملة من الأبيات الجامعة التي نظمها أهل العلم في جمع شتات المتفرق من الألفاظ والمتناثر من الفوائد المنتظمة في سلك واحد، قصدت من جمعه تيسير الوقوف عليها لمن رغب في الحفظ أو المراجعة، وأحلت إلى مراجعها إن تيسر ذلك، مع تعليق يسير على بعضها بحسب الحاجة، والله أسأل أن ينفع به إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

شروط لا إله إلا الله……………………3
مراتب القدر………………………… 4
الأنبياء المذكورون في القرآن الكريم…….. 4
ستة ليست لأهل الجنة. ……………….4
أصول السنن جمعت في أربعة أحاديث….. 5
أشياء لا ترد……………………….. .5
سبعة يظلهم الله في ظله………………. 5
الموبقات السبع. …………………….6
علامات المنافق. …………………….6
الخمس الفواسق……………………. 6
الأحاديث الموضوعة 7
أعمال يجري ثوابها للعبد بعد مماته……. 7
خمسة قيل: إنهم أشبه الناس صورة بالنبي.  8
زوجات النبي ……………………… 8
ترتيب غزوات النبي  وتاريخها……. ….9
أسماء سيوف النبي…………………  10
العشرة المبشرون بالجنة……………. 10
المكثرون في الرواية من الصحابة ……11
الذي زادت أحاديثهم عن ألف حديث… 11
الفقهاء السبعة……………….. …..11
الأئمة الأربعة وتاريخ وفياتهم على حساب الجمل 11
شروط الدعاء وآدابه …………13
ترتيب الحقوق المتعلقة بالتركة ……….13
إذا ضاقت ما الذي يقدم…………… 13
ماذا يقدم في الميراث؟……………. 13
جمع ما ورد في السنة من الأمر بالمخالفة 14
في هيئات الصلاة للحيوانات……….. 14
مواضع سبعة يتأكد فيها السواك…….. 14
لفظ القنوت ورد لعشرة معان…………14
المواقيت المكانية………………. ..15
السنة تكون أفضل من الواجب في حالات 15
صفات من يستحب خطبتها………… 16
الأطعمة التي يدعى إليها…………… 16
مبادئ العلوم……………………. 16
ستة أسباب لتحصيل العلم…………. 17
آداب الجلوس في الطريق…………. 17
من جوامع الآداب……………….. 18
مواضع لا يكون القدح فيها محرمًا….. 18
أربع مهلكات………………….. 18
فوائد السفر…………………… 19
السكرات الخمس……………… 19
أمعاء الإنسان سبعة…………….. 19
فائدة……………. …………..19
عظام اليد والرجل……………… 20
الشعوب والقبائل وما تفرع عنها…… 20
الخلاف في أول من قال: أما بعد.. 21


قراءة طيبة

الملفات المرفقة تعليم_الجزائر أبيات جمع الشتات.doc‏ (305.0 كيلوبايت)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] رسالة إلى مفتون لفضيلة الشيخ الواعظ أبي عبد الرحمن عبد السلام بن حسين العاتي حفظه الله

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا.
وأَشْهَدُ أَن لاَّ إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا مَزِيدًا.
أَمَّا بَعْدُ؛
فقد كتب شيخنا الفاضل أبو عبد الرحمن عبد السلام بن حسين العاتي الجبوري – حفظه الله تعالى – قصيدة بعنوان ( رسالة إلى مفتون ) في الدفاع عن الإمام الهمام حامل راية الجرح والتعديل بحق في هذا العصر – الذي قلَّ فيه الناصر * وندر فيه المعين * وكثر فيه المبطلون * وتجاوز حدهم المتخاذلون والله المستعان على ما يصفون – الشيخ الجليل ربيع بن هادي عمير المدخلي – حفظه الله ونصر به السنة وأهلها * وردَّ كيد أعاديه في نحورهم – .
وقد القاها الشيخ عبد السلام في تخرج الدورة السادسة دورة الإمام الألباني رحمه الله المقامة في مدرسة السنة العراق – تكريت – العلم .
وهذا نص القصيدة :

رسالة إلى مفتون
إرفِقْ بنفسكَ أيُّها المفتونُ ::::::::: لا تأخذنَّكَ شُبهةٌ وظنونُ
الشيخُ شيخِيَ لا أشُكُّ بصدقِهِ :::: فهو الرَّبيعُ العالمُ المأمونُ
وهو الإمامُ مُعدِّلاً ومُجَرِّحَاً :::::::: بالحقِّ يصدعُ ليسَ فيه يهونُ
بالعلمِ ينطقُ لا بزخرُفِ قولِهِم ::::: شَهِدتْ بذاكَ مجالسٌ وفُنونٌ
حَمَلَ اللواءَ فكان شَيخَاً ناصِحاً ::: كالشَّمسِ في وَضَحِ النَّهارِ تكونُ
كالشَّمسِ يصعَقُ جِنَّهُم ويُبيدُهُ :::: حتَّى يصيخَ الماردُ الملعونُ
كالسَّيفِ فَرَّقَ جَمعَهُم وفُلولَهُم :::: فدهَى التَّحزُّبَ ذِلَّةٌ وطُعُونُ
فَضَحَ والرَّوافِضَ والخَوَارِجَ والذي ::: يبغِي التَّلَوُّنَ قَد عَلاهُ الهُونُ
نَادى بِفضلِ رَبيعِنا أهلُ التُّقى :::: شَهِدتْ صَحَائِفَ خَطَّهَا وَمُتُونُ
هَذا الرَّبيعُ فَهَل تَرى بُستَانَهُ ::::: شَجَرٌ تَأَلَّقَ يَنْعُهُ وَغُصُونُ
الحقُّ أَبلجُ لا تكنْ مُتغَافِلاً ::::: فالبغيُ مِنك سَفاهةٌ وجُنونُ
قُم فِي الدُّجى وسَلِ الهِدايةَ والتُّقى ::: فَستُعطِ نَفسكَ حَظَّهَا وتَصونُ
واحذرْ عِقَابَ اللهِ يَومَ لِقَاءِهِ :::::: فِي يَومِ هَولٍ مَا رَأتهُ عُيُونُ
هو يَومُ كَربٍ مُستَطيرٌ شَرُّهُ ::::: زُمَرٌ هُنالِكَ صُفِّدتْ وسُجُونُ
أَينَ المَفَرُّ وأَنتَ فَردٌ وَاحِدٌ ::::: كَيفَ النَّجَاةُ ومَا لَدَيكَ حُصُونُ
فَاعرفْ لأَهلِ العلمِ وَاجبَ حَقِّهِم :::::: فَهُمُ السَّراجُ تَوَهُجٌ وَهُتُونُ
واعرفْ لشيخِيَ قَدرَهُ فَهْوَ الذي :::: يَرعى الأَمانةَ لا أَرَاهُ يَخُونُ
أخوك قبل أن تفتن : أبو عبد الرحمن


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[صوتية] كتاب الشذرة الذهبية في علم العربية شرح الشيخ / عبدالرحمن كوني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد فهذا شرح لكتاب الشذرة الذهبية في علم العربية شرح الشيخ عبد الرحمن كوني -حفظه الله-

الدرس الأول
الكلمة
الدرس الثاني
باب الاعراب
الدرس الثالث
المرفوعات
الدرس الرابع
المنصوبات
الدرس الخامس
والمفعول معه
الدرس السادس
المجرورات
الدرس السابع
المجرورات وو
الدرس الثامن
باب الفعل
الدرس التاسع
وعطف البيان

أسأل الله أن ينفعكم به


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[صوتي وتفريغ] أسئلة في اللغة العربية يجيب عليها فضيلة الشيخ اللغوي عبد الرحمن بن عوف كوني حفظه الله

*الأسئلة:

السؤال الأول:
بارك الله فيكم * ما هي أجود الكتب وأمتنها بعدكتاب الله تعالى في باب بيان فضل اللغة العربية ؟
الجواب: أجود الكتب والله الكتب كثيرة * على كل حال مثلاً تجد بيان فضل اللغة العربية في كلام بعض العلماء في أماكن خاصة من بعض مؤلفاتهم * كما تقدم أن ذكرنا عن الإمام الشافعي في الرسالة * وكلامه هذا جامع شامل * وكذلك تجد ما ذكرته عن شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى * وهذا الكتاب مجموع الفتاوى تجد فيه البيان عن فضل اللغة العربية * كما تجده كذلك – بيان فضل اللغة العربية – في كتاب آخر له اسمه [تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل ] تجدكلام له في فضل العربية أيضاً * وتجد كذلك مثل هذا للإمام الشاطبي في [ الموافقات]فقد تكلم على فضل اللغة العربية * وأفاض إفاضة جيدة في هذا أيضا * وتجد كذلك مثل هذا في كلام لابن القيم الجوزية الدمشقي في كتاب له سماه [ بدائع الفوائد ] تجد كذا شذرات من الكلام على فضل العربية * لاسيما في بيان اتساع العربية وأساليبها التي لا يمكن للإنسان أن يعرف أسرار الكتاب والسنة إلا إذا عرف هذه الأساليب في اللغة العربية * فهو على كل حال هذا موضوع مبسوط * وغالباً ما تجد أن العالِم إذا جاءت مناسبة له في كتاب ألفه – جاءت المناسبة على العربية – فتجده يفيد الكلام ويمعن البيان لفضل العربية * فهذا في الحقيقة مبثوث * البيان لفضل العربية مبثوث عند العلماء في كتبهم * فمثلاً تجد بعض المؤلفات لبعض علماء اللغة إذا قرأت هذه المؤلفات هي تدل على فضل العربية * وهذا مثلا ًفي كتب الأدب الكبار كـ [ الكامل]للمبرد * وكذلك [ البيان والتبيين ] للجاحظ * هذا وإن كان معتزلياً لكن كتابه منجهة العربية تستفيد * تستفيد من جهة العربية المحضة وتعرف مكانة العربية * وكذلك في كتاب سيبويه ذلك الكتاب العظيم الذي هو [ بحر الكتب النحوية] فجميع كتب النحو عائدة إلى هذا البحر * وهكذا الكلام على فضل العربية إذا جاءت مناسبة لأي عالم في تعريفه يتعرض له . نعم.
السؤال الثاني:
أحسن الله إليكم * السؤال الثاني * هل يعد متن الآجرومية على التحقيق كما يؤكد الكثير من أهل العلم والتخصص هو أسهل متن في النحو العربي * أم يوجد متون أسهل منه ؟ حفظكم الله.
الجواب:في الحقيقة كتاب بورك فيه بسبب إخلاص مؤلفه * وهو كتاب قصد المؤلف أن يضع اللبنات الأولى لهذا الفن * ووفق أيما توفيق * فجاء بهذه اللبنات الأولى في أسلوب ميسر * لايمكن أن يوجد في الحقيقة كتاب أخصر وأسهل وأدل على أصول هذا الفن من هذا الكتاب * لو وجد كتابا في مستوى هذا الكتاب فإنه قد يوازيه * لكن كونه يكون أسهل منه فهذا في الحقيقة ليس بمعروف * وصاحبه وفق أيما توفيق إلى وضع هذه الأصول الأولية بهذا الفن.نعم.
السؤال الثالث:
أحسن الله إليكم * السؤال الثالث : مَن علماء النحو المؤتمنون مِن أهل السنة من حيث سلامة المعتقد ؟ بارك الله فيكم.
الجواب : هذا في الحقيقة سؤال مجمل ؛ لأن علماء أهل السنة والجماعة المؤتمنون على النحو كثيرون ، وأهل السنة كذلك منهم موجودون * وهم أيضاً كثيرون * فهل يقصد بهذا المتقدمين من الطبقة المتقدمة ؟ أو يقصد به علماء أهل السنة المؤتمنين في القرون الوسطى ؟ أو في هذه العصور المتأخرة ؟ هذا سؤال مجمل جداً * لكن مثلا المتقدمون من فوق طبقة سيبويه مثلاً * كالخليل وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي شيخ سيبويه * وكذلك عمرو بن العلاء * ويونس بن حبيب من شيوخ سيبويه أيضاً * هؤلاء طبقة فوق طبقة سيبويه ؛ لأن هذه الطبقة التي ذكرت بعض منهم هم شيوخ سيبويه * فالطبقات المتقدمة عموماً تجد فيهم السلامة * وتجد فيهم الأمن من جهة الاعتقاد * عموماً هكذا مثل سيبويه نفسه وكذلك من فوقه عموماً تجد فيهم السلامة * فسيبويه مثلاً في كتابه هذا إذا قرأته أو كنت تعرفه لا تجد عليه ما يؤخذ من جهة الاعتقاد * لو وجدت هذا فهذا قد يكون قليلا ً* وهكذا لو وجد لكن لا تجد هذا * وأما من بعد طبقة سيبويه إلى ما بعد القرن الثالث مثلاً ؛ لأن سيبويه في القرن الثاني * كان سيبويه في القرن الثاني * وكان أحد مشايخه وهوأبو زيد الأنصاري من أهل المدينة * وهؤلاء المتقدمون جداً من القرون المفضلة ؛فلذلك لا تجد فيهم هذه المآخذ في الانحراف العقدي * فالذين في القرون الوسطى عموماً تجدهم سالمين * لكن بعد هؤلاء إلى ما بعد القرن الرابع أو بدءاً من القرن الرابع وهكذا * تجد أن علوماً تدخلت في العلوم العربية أو في العلوم الشرعية * وبدخولها حصل شيء من الكلام الذي ليس بمستقيم عند أهل السنة والجماعة للغة العربيةً * فهم أدخلوها في العربية أو يطبقون بعض القواعد العربية وفق هذا الانحراف العقدي * هذاحصل أخيرا فعلا * هذا حصل بعد القرون المفضلة * وعليه لو أتينا إلى علماء ما بعدالقرن الثالث سنجد علماء هم معتزلة * وهم ماتوريدية * وهم أشعرية مثلاً كل هذا تجده فيهم * فمثلاً تجد ( أبا علي الفارسي ) وهذا كان كبيراً جداً في العربية * هو من نجوم العربية * لكن كنت تجد عنده شيئاً من الاعتزال * وكذلك تلميذه(ابن جني ) هذا فيه اعتزال تجد كلامه في بعض كتبه كـ(المنصف) وكذلك ( الخصائص ) * تجده كلاماً له فيه تأييد أو نصرة للاعتزال * لكنه عن حسن نية منه * يرى أن هذا هو الحق * وهذا ما هو من الجهل على كل حال * لكن هو يرى أنه حق * وكذلك تجد مثلاً الزمخشري [محمودبن عمر الزمخشري ] هذا في القرن الخامس بعد هؤلاء * فهذا تجده معتزلياً كبيراً،حتى يفتخر باعتزاله * فكان إذا أتى إليك تارة يدق الباب * فإذا قلت من بالباب ؟ قال أنا الزمخشري المعتزلي * لكنهم في هذه الحقيقة أصيبوا بهذا الانحراف العقدي * قد يقول قائل : هل هذا عن حسن نية منه أو لأنه ما تبين لهم الحق ؟ أو ما وجدوا من يبين لهم الحق أو لا ؟ فهذا قد يقال وإلا فهم منحرفون بالاعتقاد * ولذلك تجد كلامهم في العربية إذا كانت المسألة عربية ولها علاقة بما يتعلق بالله وبالشرع وما أشبه ذلك * فقد تجد لهم انحرافاً في هذا * وهكذا فعلى كل حال مثلاً عندك في [ ابن مالك] هذا بعد القرون المفضلة هو في القرن السابع * ابن مالك تغلب عليه الاستقامة * فلم يعرف بأشعرية * إذا ًفهو ممن يُعتمد في كتبه * وإن كنت قد تجد بعض هنات في كلامه له علاقة في العقيدة مثلاً * أو تجده في بيان مسألة * أو في شرحه آية من الكتاب تكون هذه الآية عقدية * فتجده أحياناً يوافق تفسيره تفسير الأشاعرة أحياناً * لكن هذا قليل * ولذلك لا يعتبر من الأشاعرة * وغيره كذلك كـ [ابن هشام الأنصاري] مع أنه كان حنبلياً * لكنك تجد أحياناً في تفسيره في بعض الآيات القرآنية * تجد له تفسيراً أو إعراباً يوافق المعتقد الأشعري * وهكذا
إذاً فعموم المتقدمون جيدون * طبقة سيبويه جيدون من حيث الجملة * طبقة سيبويه الذين هم الطبقة الثانية فهؤلاء من حيث الجملة جيدون ، والذين بعد سيبويه * كذلك الذين في القرون المفضلة تغلب عليهم الاستقامة . نعم.
السؤال الرابع :
أحسن الله إليكم * سائل يقول : ما هو أجود معجم أو قاموس في شرح غريب ألفاظ القرآن * وفي شرح غريب الحديث * وفي شرح الألفاظ العربية الغريبة عموماً ؟
الجواب: إذا خصه بألفاظ القرآن فهذا المعروف فيه[المفردات في غريب القرآن ] للأصفهاني * لكن بعض المفسرين الذين فسروا القرآن كله تجد بعضهم يجيدون تفسير مفردات القرآن إجادة جيدة تامة * تجد هذا مثلاً عند[القرطبي]لكن ليس خاصا بتفسير الغريب فقط * أما الخاص بتفسير الغريب هو[ المفردات]للراغب الأصفهاني * هذا مشهور وإن كان هو أيضاً فيه شيء من الأشعرية في الحقيقة ، لكن [المفردات] هذه هي جيدة ليست في بعض المفردات التي يحصل فيها شيء من التفسيرإذا كانت هذه المفردة تتعلق بالله كالساق مثلاً كقوله تعالى : (يوم يكشف عن ساققد تجد عنده أحياناً تفسيرا له على ما عند الأشاعرة * وإلا تجد المفسرين الذين فسروا القرآن جميعاً هذا ما يعرف في هذا * والمفسرون للقرآن من المتقدمين والمتأخرين كثيرون * فكثيراً تجد عندهم تفسير المفردات للقرآن لكن ضمن التفسير لا أنهم خصوا تفسير المفردات بكتاب ؛ إلا من كان من صاحب [ المفردات في غريب القرآن]للراغب الأصفهاني . نعم .
وماذا بعده وفي تفسير إيش * في غريب إيش ؟
الطالب : غريب الحديث ؟
الشيخ : في غريب الحديث من أحسن ذلك : [غريب الحديث] للهروي * هذا جيد * في أربعة أجزاء * وكذلك للزمخشري ، الزمخشري له كتاب في غريب الحديث هذا جيد في غريب الحديث . نعم .
الطالب : في شرح ألفاظ العربية الغريبة؟
الشيخ : وفي شرح ألفاظ العربية الغريبة هذا عندك : [ تهذيب اللغة ] لأبي منصور الأزهري * هذا جيد * هذا من أصول المعجمات الأصلية * فهذا أولاً يقدم ثم [ الصحاح ] للجوهري * ثم
[ القاموس ] للفيروز آبادي * ثم [ اللسان ] لابن منظور الأفريقي المصري * هذه الكتب لهؤلاء جيدة في بيان غريب مفردات اللغة * هذه القواميس ليست للغريب فقط ؛ لأن قولك غريب أو لأن قوله غريب ما معناه ؟ معنى الغريب : أن تكون الكلمة ذات غرابة لعدم اشتهار معنى الكلمة ؛ لأن العرب الفصحاء ما كانوايستعملونه كثيراً * فكان معناها غريبا لأجل هذا * وإلا فهي عربية صحيحة فصيحة * لكن معنى غريب لعدم الاستعمال أو لعدم الاشتهار في هذا المعنى فصارت اللفظة غريبة * إذاً فالغريب في الحقيقة معناه هذا * وأما تفسير المفردات عموماً فهذا موجود في ما تقدم من نحو: [تهذيب اللغة ]* و [الصحاح ] للجوهري * و [القاموس]* و[لسان العرب].
يوجد كتاب مفرد خاص بهذا ألفه أبو زيد الأنصاري[النوادر في اللغة ] * فالنوادر في اللغة من هذه الكتب التي تعتني بالغريب فقط لا بشرح المفردات كلها * لا * لكن هذا خاص بالغريب ، النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري وكان في القرن الثاني * وكان من شيوخ سيبويه ،وكان معاصر لشعبة بن الحجاج * و من أوائل نقدت الحديث في هذه المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
السؤال الخامس :
أحسن الله إليكم * هل الأصح أن نقول اللغة العربية أم لسان العرب ؟
أوما الوجه الأصح هنا على كل حال إذا قلت اللغة العربية أو لسان العرب؟
الجواب : اللغة العربية هي لسان العرب * ولسان العرب هي اللغة العربية * كلاهما صحيح * ما نقول هذا أفصح من هذا * لكن قد يوجد مقام من المقامات في التخاطب مجيئك باللسان العربي يكون أنسب وأبلغ * وفي مقام آخر مجيئك باللغة العربية يكون أنسب وأفضل * في الحقيقة كون هذا أفصح أو أولى من هذا * شيء يبحث عنه في المقامات * في مقامات الكلام * في مقامات التخاطب * أو في مقامات ذكر أحد الاسمين فقط * وإلا كلاهما صحيح * كلاهما أصح * لكن متى نقول لسان العرب ؟ هذا له موطن * على كل حال هذا يحتاج إلى ضرب مثال * لكن لعل هذا يكفي في أنهما سواء . ما أذكر الآن * يكفيك في أنهما سواء ؛ لدلالتهما على شيء واحد * لكن متى تضيف اللسان للعرب ؟ ومتى تأتي باللغة ثم تصفه بالعربية ؟ هذا في المقامات البلاغية عند وجه التخاطب يعرف * هذا في المقامات التخاطبية عند التخاطب فقط . نعم.
السؤال السادس:
أحسن الله إليكم سائل يقول : هل لطالب العلم المبتدئ أن يجمع بين نوعين من علوم اللغة العربية في وقت واحد * كأن يجمع دراسة متن في النحو وآخر في الصرف؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب : هذا ليس خاصا بالعربية فقط لكن هذا عام في علوم الشرع كما عليه درج السلف
أعني بالسلف من كان على منهج السلف – وإلا فمثلاً في القرون الوسطى من القرن الرابع إلى القرن السابع أو القرن العاشر وهكذا * تجد علمائنا لا يجمعون بين فنين أو كتابين في فن واحد هذا المعهود عندهم أو هذا المعروف عندهم ؛ والسر في ذلك أنهم كانوا ينظرون إلى النتيجة في الطلب على هذا المنهج ؛ فإن النتيجة لهذا المنهج في الطلب هي التمكن والضبط الجيد والحفظ للعلم * ولذلك ما كانوا يتعجلون * وليس أمامهم غاية يريدون البلوغ إليها ولربما فترت همتهم بعد ذلك . لا ؛ لأنهم كانوا يطلبون العلم للعلم * فلذا يريدون إتقانه فيسلكون السبيل الذي به يقيمون العلم * والعلم ثقيل ؛ فكونك تجمع عدة فنون أو عدةكتب في اليوم وإن أمكنك أن تفهمه قراءةً * لكنه لا يمكنك أن تضبطه ضبطاً وتحفظ النص حفظاً إذا كثروا * فإذا قلََّ : أنت تتمكن منه * وهم كانوا ينظرون إلى التمكن وينظروا إلى النتيجة في الطلب على هذا المنهج ؛ لأنهم ما كانوا متعجلين فلذلك ما كانوا يجمعون * ولكن إذا عرفت العلة أنهم يريدون التمكن والضبط والحفظ – إذا عرفنا هذا – إذاً لا نستغرب لماذا لا يجمعون ؟ لأنهم يعرفون إذا جمعوا كثيراً ما يتقنون كما يريدون الإتقان * فلذلك ما يجمعون بين فنين * لكن إذا كان الإنسان يأنس من نفسه أنه يستطيع أن يجمع بين فنين في الطلب لقوة نفسه واستعداده وذكاؤه وما إلى ذلك ، فلعله لا يكون هناك حرج نظرا لهذا الطالب الذي آنس من نفسه القدرة على الجمع بينهما ، مع التمكن من ضبط المتن بالحفظ والفهم * فلا يمنع عندئذ * وقد كان بعض شيوخنا وهو شيخنا ( محمد الأمين بن محمد المختار اليعقوبي الجكني الشنقيطي ) – رحمه الله صاحب[ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن]* كان على هذا المنهج * لكن بعض مشايخه قالوا له : أنت تستطع أن تجمع بين فنين فقط لا تزد على هذا ؛ نظراً لما وجدوا فيه من الاستعداد لهذا * إذا فالمسألة معللة وهي * هل أتمكن من الضبط والإتقان والحفظ إذا جمعت بين فنين أو لا ؟ فهذه هي العلة * فعلى كل حال الإنسان فقيه نفسه * لكن كلما أفردته ولم تكن على عجل – وأنت في حل من أمرك – كلما أفردت – يعني طلبت العلم شيئاً فشيئاً – كلما كان هذا أمكن لتثبتك وتمكنك في العلم ورسوخك فيه * ما هو إلا هذا * لكن إذا لم ترد التمكن فأنت تستطيع أن تقرأ مادتين أو ثلاث أو أربع فهذه مسألة أخرى * إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.نعم.
السؤال السابع :
أحسن الله إليكم * سائل يقول : هل في علم المنطق مباحث تخص علم اللغة العربية ؟
الجواب : السؤال هذا جوابه إذا فهمت ما المنطق ؟ أولاً تفهم هذا * ثم تعرف هل في هذا المنطق مباحث تخص اللغة العربية * ثم تعرف هذا بعد هذا * المنطق في الحقيقة فن يقول المحققون من علمائنا:
إن المنطق مهيمن على سائر العلوم ؛ ليس معنى هذه الهيمنة أن هذه العلوم متوقفة عليه ، لا وكلا ؛ لكن لأن المنطق في الأصل هو : الفكر الصحيح المستقيم ؛ والفكر الصحيح المستقيم تستطيع أن تدرك به بعض المسائل في أي فن من جهة صحة بعض هذه المسائل وعدم صحتها بعقلك القوي الصحيح * جاءت مثلاً مسألة في الصرف * أو جاءت مثلاً في كذا * أو في الحديث أو في كذا * فتقول هذه المسألة لو كانت كذا لكان كذا * لكن هذه ليست مستقيمة في العقل * فتجد أن مثل هذا الفكر تجده صحيحاً في واقع الحال * وهذا يقع كثيراً * وهذه هي حقيقة المنطق إذا كان عقل الإنسان سليماً وفطرياً وعالياً وذكياً ؛ فإنه قد ينتبه في الكلام على بعض المباحث في أي فن سواء كانت العربية أو غيرها * فيقول هذه المسألة كيف ؟ كيف هذه المسألة هنا ؟ هل يستقيم هذا في العقل ؟ لكن بشرط أن يكون قد عرف بعض هذا الفن معرفةً ما من حيث هي ؛ من حيث هذا
الفن ، فيتكلم أحياناً على بعض مسائل الفن ويكشف الخطأ باستقامة فكره الصحيح لهذه المسألة في هذا الفن * إذاً فهو ليس فناً خاصاً بالعربية ولا بكذا ولا بكذا ؛ إنما هو كما قال بعض المحققين يهيمن على سائر الفنون * ليس هيمنة أساس وأصالة لكنها هيمنة انتباه واكتساب لما قد يقع في الفنون من أخطاء ؛ هذه الأخطاء لو عدت إلى أصول الفن بالتأمل تجد أن أصول الفن لا تسلمها أيضا * هذا هو الواقع في المنطق * ولذلك يقول بعضهم كما قال [ الأخضري ] في متن [السلم ] يشير إلى حقيقة المنطق الصحيح الذي لا يعارض الشرع يقول : [ فبعدُ * فالمنطق للجنان نسبته كالنحو للسان * فيعصم الأفكار عن غير خطأ * وعن دقيق الفهم يكشف الغطاء ] . إذا كان الفكر صحيحاً سليماً فإن هذا الفكر الصحيح هو العقل الصريح * والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح كما قرره المحققون من علمائنا المتقدمين من السلف * أي قصدي بالسلف الذين هم على منهج السلف.نعم.
الشيخ : فهمتم ؟
الطالب : نعم فهمت .
السؤال الثامن :
أحسن الله إليكم ، سائل يسأل عن الكتاب المعاصر [ جامع الدروس العربية] .
الجواب : هذا للشيخ [ مصطفى الغلاييني ] * هذا الرجل كان في بيروت وأصله من قرية بين مكة والمدينة * فهو عربي في الصميم * لكن الأجداد نزحوا من مدة طويلة إلى بيروت * وهو كان معاصراً للشيخ[محمد عبده ] مفتي الديار المصرية في وقته * ودرس وتعلم عليه * وكان [ مصطفى الغلاييني ] أعرفه جيداً * أعرفه من كتبه * كان من أهل المعرفة بالعربية حقاً * هذا صحيح فكتابه [جامع الدروس العربية ] جيد جيد * فينبغي أو يحسن بطالب العلم أن يستفيد منه * فهو ألـَّــف هذه الكتب على الطريقة المدرسية المنهجية * فهناك دروس للعربية للمدارس الابتدائية * ودروس كذلك للمدارس الإعدادية * ودروس للمدارس الثانوية * وجامع الدروس العربية فهو – رحمه الله – عمل هذا الكتاب وهو يشكر عليه إذ أنه جيد * كتابه جيد . نعم .
السؤال التاسع:
أحسن الله إليكم * هل الأفضل لطالب المبتدئ الذي أتقن [ الآجرومية ]أن ينتقل مباشرة إلى[الألفية ]، أم يدرس [قطر الندى] لأن هناك من يقول أن[الألفية] تتضمن ما في [ قطر الندى ] وزيادة ؟
الجواب : هو الصحيح لأن درجة [الألفية] عالية * لا شك أنها تتضمن ما في[ قطر الندى] * إلا أن الطالب الذي يكون في حل من أمره ليس مستعجلاً ويستطيع أن يتدرج في الطلب حتى يتمكن بسهولة من فهم المسائل * إذا قرأ [الآجرومية]فينتقل إلى كتاب متوسط كـ [قطر الندى ] * ثم بعد [ قطر الندى ] ينتقل إلى [الألفية]فهذا التدرج مرغوب فيه * ومعين للطالب على الفهم الكثير للمسائل ولا يتعب * ولكن لا ينتقل من متن [الآجرومية ] إلى [الألفية ] * ليس معنى ذلك أنه لا يفهم [الألفية ]؛لكن قد يقال يعرفها بشيء من بذل الجهد وما إلى ذلك * يريد أن ينتقل لا مانع ينتقل من[الآجرومية ] إلى [ الألفية ]* لكن لو تدرج لكان هذا أحسن له * و أوْفى له في جمع وضبط المسائل كما ينبغي . نعم
السؤال العاشر :
أحسن الله إليكم * السؤال الأخير : هل تنصحون الطالب المبتدئ بعلم الصرف أن يحفظ متن [ لامية الأفعال ] أو [ نظم المقصود ] ؛ لأن هناك من يقول أن[نظم المقصود] أسهل ويعتني بالتقعيد وأكـثر من الأمثلة بخلاف [لامية الأفعال
الجواب : الحق يقال أن[المقصود] الذي ذكره قد يكون فيه شيء من سهولة التعبير أو تسهيل التعبير أو أسلوب سهل ميسر؛ إلا أن [ لامية الأفعال ]أقعد منه من جهة أن الإمام بن مالك قصد بـ[لامية الأفعال] وضع أصول لصرف الأفعال * فهذه الأصول التي عمد بن مالك إلى تقريرها في[ اللامية] * إذا حفظ أو قرأ الطالب [ اللامية] ؛ فإنه سيحوي هذه الأصول * وهي أصول جيدة قوية جدا * والصرف أو أي فن تجد مسائله كثيرة والأصول كثيرة * فاقتصر ابن مالك على بعض الأصول الصرفية للأفعال في هذا الكتاب * إذاً فمقدار ما في هذا الكتاب من هذه الأصول قد أتقنت * قد أتقن هذا المقدار لهذه الأصول في [ اللامية]،وابن مالك يمثل إلا أنه لأقعدية الكتاب تجد فيه صعوبة أكثر من [ المقصود ] ؛ وذلك كما قلت سابقاً فيه يسر * في أسلوب [ المقصود ] يسر * حتى من جهة النظم تجد فيه يسر وسهولة بخلاف [ لامية الأفعال ]فإنه من البحر البسيط أحد أطولي بحور الشعر* فيجمع أوزاناً ويجمع كلاماً في بيت تجد طولاً في هذا البيت * وربما تجد بعض الأبيات في[ اللامية ] يصعب عليك أن تنطق به وتفهمه من أول وهلة * كما في قوله :
وَ(احْبَنْطَأ) (احْوَنْصَلَ) (اسْلَنْقَى) (تَمَسْكَنَ) (سَلْـ ـقَى) (قَلْنَسَتْ) (جَوْرَبَتْ) (هَرْوَلْتُ) مُرْتَحِلاَ
ذكر في هذا البيت أفعالاً مع أوزانها * فهو يذكر المثال ويقصد بالمثال الوزن * وقد يذكر الوزن فقط دون أن يذكر المثال حسب ما يقتضي النظم * فلا شك أنا لكتابين لكل ميزة على كل حال * ميزة
[ اللامية ] الأقعدية في المقدار الذي جاء به ، وذاك [ المقصود ]فيه سهولة في التعبير والطالب يستطيع أن يتناول الكتاب بنفسه ويستطيع أن يقرأ بنفسه ولو لم يشرح له * بخلاف [اللامية ] تحتاج إلى شرح وإلى شارح يشرح لك ويفك لك الأبيات . نعم.
السؤال الحادي عشر:
السؤال الأخير : فضيلة الشيخ ما رأيكم بكتاب[التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية] لـ محمد محي الدين؟
الجواب:[التحفة السنية] لعالم مصري كان متمكناً بالعربية لا شك * والناس في التمكن في العلوم درجات * لكن كان صاحب علم * كان من المعاصرين وإن كان توفي – رحمه الله – لكنه كان له دراية بالفن * دراية بالعربية النحو والصرف * فشرحه هذا للآجرومية شرح مفيد * لكنه يزيد زيادات لا تناسب مستوى أو درجة هذا الكتاب * وإلا لو شرح لك المتن فهذا الشرح جيد * لكنه ربما يأتي
بأمثلة * أو يزيد على الأمثلة * أو يزيد على مراد المتن * فالكتاب في الحقيقة للمبتدىء * فيحتاج أن يفرق بين كلامه وشرحه الذي هو موافق ومطابق للمتن * وبين شرحه وكلامه الذي هو زائد على المتن فقط * وفي أمور أخرى لكن هذا أهمها مما ينبغي أن يعرف * فيه زيادات ربما لا تحتاج إليها * فأنا أذكر الآن عندما تكلم على الجمع جاء بأمثلة لأوزان لجمع التكسير * وهذه الأوزان إنما تبحث في كتب الصرف * أو كتب النحوالمطولة كـ [ الألفية ] مثلاً * والطالب في بداية[ الآجرومية ] بمعزل أو بمغنم عن مثل هذه الأوزان التي ذكرها لجموع التكسير أو القلة.
نعم .
الشيخ : انتهى ؟
الطالب : بارك الله فيكم وفي علمكم .

الشيخ : وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه * السلام عليكم .
* لتحمـــيل المحاضرة المفرغة على شكل مطوية ليسهل طباعتها
رابط التحميل:
* لتحمـــــــــيل الملف الصوتي للمحاضرة
رابط التحميل :

المصدر


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

مذاكرة الشيخ البشير الإبراهيمي في صحة قول العرب:

الحوار في صحة جر الجوار
أو
مذاكرة الشيخ البشير الإبراهيمي في صحة قول العرب: ( هذا جحر ضب خرب)

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأنا أقرأ في جزء لطيف من روائع ما دبجه يراع الشيخ الإبراهيمي ــــ رحمه الله ــــ موسوم “برسالة الضب“،([1]) والتي استعرض فيها الشيخ ما كان يحفظه عما قيل في الضب وعلى لسانه، وما ضرب من الأمثال المتعلقة به، ومن ذلك ما يذكره النحاة استشهادا للجر بالمجاورة: (هذا جحر ضب خرب).
وكان أن وقف الشيخ منه موقفا عجيبا حيث قال: ((هذا المثال البارد الفج الصامط، الذي لا يثير في النفس اهتماما بل يثير فيها اغتماما))!!.
وأثار كلام الشيخ البشير هذا اهتمامي؛ إذ إن علماء اللغة لا يشترطون في الذي يذكرونه من شواهد أن تكون مما يطرب السامع وتهتز له أعطاف القارئ ويجد الأريحية في ترديده، كما أنهم لا يجعلون أمر هذه الشواهد متوقفا على استحسان الدارس أو استهجانه، بل الأصل عندهم في صحة شواهد اللغة ثبوتها عن أهل اللسان، دون النظر إلى أي اعتبار أخر. فشأن الشواهد اللغوية كما قال الشيخ محمد صادق الرافعي: (( لا يبالي الرواة فيها إلا باللفظ، فيستشهدون بكثير من كلام سفهاء العرب وأجلافهم، ولا يأنفون أن يعدوا من ذلك أشعارهم التي فيها ذكر الخنى والفحش؛ لأنهم يريدون الألفاظ وهي حروف طاهرة)).([2])
وهكذا ذهب الشيخ البشير مغتما إلى التشكيك في ثبوت المثال وصحته فقال: (( فلست على ثقة من أن مثال النحاة مسموع من العرب)). وهي دعوى يستغرب صدورها من مثل الشيخ البشير؛ إذ قد نقل هذا المثال العدول من أئمة العربية وأساطينها، ويكفي حكاية سيبويه له، قال في “الكتاب”: (( وقد حملهم قرب الجوار على أن جر هذا جحر ضب خرب ونحوه)).([3])
بل زاد الشيخ الإبراهيمي على التشكيك في ثبوت المثال إلى القطع بأنه منتحل مصنوع حيث قال: (( وإنما هو مثال سوقي انتحلوه، ثم قلد أخرهم أولهم فيه على عادتهم)).
وهو كلام شديد رمى فيه الشيخ البشير عن قوس واحدة المثال وناقليه ومنهجهم. واستنتج الشيخ بعد ذلك إشكالا غريبا صاغه في قالب الإنكار فقال: ((وهل يصح لهم أن يمثلوا لمسألة سماعية بمثال مصنوع)). وعلى تسليم كون المثال مصنوعا منتحلا فإن أهل اللغة لا يقتصرون في التمثيل لقضية الجر بالجوار بجحر الضب الخرب بل يذكرون من متماسك الشواهد الكثير. قال أبو البقاء في “الإملاء”: ((هذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد)).([4])
وفي بعض تلك الشواهد من الروح والخفة والإيناس ما يستحق أن يستولى به على هوى النفوس، و ينال الحظ الأوفر من ميل القلوب. ومن ذلك قول ذي الرمة:

تـريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب

حيث خفض غير للمجاورة، ومن ذلك أيضا قول امرئ القيس:

وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء أو قدير معجل

بحر قدير للمجاورة .
ثم إن الشيخ البشير في اعتراضه على مثال النحاة ذكر أمرين احتجاجا لدعواه:
الأمر الأول: (( إن نطق العرب لا يساعد على ما ادعاه النحاة فيه؛ لأن كلمة خرب التي يدعي النحاة جرها مقطعا في الجملة لم يعقبها كلمة أخرى، فإذا نطق بها عربي نطق بها ساكنة الأخر بلا شك، فمن أين يظهر الجر الذي ادعوه فيها)).
والجواب: أن الجر يظهر بلا إشكال باعتبار كون هذا المقطع في درج الكلام، بمعنى أن العبارة نطق بها موصولة بكلام يعقبها، والنحويون اقتصروا على محل الاستشهاد وموضع الاحتجاج. وهو مضطرد كثير في تصرفاتهم.
وأما دليل الشيخ الثاني على أن مثال النحاة مصنوع فقد قال الشيخ البشير: (( إن معنى المثال على برودته وجفافه لا يتفق مع ما يعرف العرب عن الضب من أنه لا يبني جحره إلا في الأماكن الصلبة المتماسكة)). وقد ساق الشيخ البشير في بيان هذه الحقيقة جملة من الشواهد والأشعار.
وعلماء اللغة لا يخالفون الشيخ في صحة صلابة وتماسك جحور الضباب، ولكنهم لا يعتقدون أن ذلك من قواعد العقول التي لا تنخرم بحال. ثم إن الضباب ليست على درجة واحدة من القوة والمهارة في بناء الأجحار؛ فالفوضى في البناء في عالم العقلاء فاشية فضلا عن عالم الأحناش. ثم إن صاحب تلك العبارة لم يجر في وصفه لجحر الضب ذاك على صناعة الحدود والتعاريف حتى يرد عليه ما ذكره الشيخ البشير، إذ قد يكون في مقام وصف جحر ضب رأى خرابه وعاين انقضاضه، ولا تثريب على من أخبر بما عاين وشاهد. وكأن الشيخ البشير تنبه لوهاء هذا الذي احتج به فقال: ((ولا ننكر أن بعض جحر الضباب يخرب وقد خربت مدائن الرومان والفراعنة فضلا عن جحور الضباب)).
ومع قوله هذا أصر الشيخ البشير على الطعن في المثال فقال: ((ولكنه أي المثال بارد جاف مخاذل، خاذل لحافظه إذ يوهمه خلاف الواقع)). وهذا عجيب من الشيخ. أويقال إن شواهد اللغة كلها تعبر عن حقائق ومسلمات لا تخالف الواقع؟ أوليس غالب شواهدها أشعار هام فيها أصحابها في أودية الباطل والخيال، أم هل يقال إنه لا ينبغي ولا يصح الاستشهاد بمثل قوله تعالى: {إن هذان لسحاران}؛ لأنه يوهم خلاف الواقع. ولو عاملنا شواهد النحو وأمثلته بما قد يفهم من كلام الشيخ البشير لنسفناها جملة، ولم يبق لنا منها إلا قول لبيد:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

والشيخ البشير ليس هو أبو عذر تخطئة هذا المثال، فقد عده بعض النحاة المتقدمين كابن النحاس وغيره من قبيل الغلط واللحن، بل قد تجاسر ابن جني ونقل إجماع العلماء على عده من غلطات العرب فقال: ((قولهم هذا جحر ضب خرب يتناوله آخر عن أول، وتال عن ماض على أنه غلط من العرب، لا يختلفون فيه ولا يتوقفون فيه)).([5])وما أدري مستنده في هذا النقل العجيب، الذي لا يختلف الناس في بطلانه، ولا يتوقفون في رده؛ إذ لا يزال النحاة واللغويون والمفسرون والفقهاء يستدلون بهذا المثال، وينقلونه آخر عن أول، وتال عن ماض، وعلى أساسه قعدوا باب الجر بالجوار. واعجب لابن جني نفسه ينـقــل اعتبار الكــافـة له، قــال في “الخصـائص”: (( وأما الجوار في المنفصل فنحو ما ذهبت الكافة إليه في قولهم هذا جحر ضب خرب)).([6])
وليت أن الشيخ توقف عند الاعتراض على هذا المثال كما ظن ذلك أخونا الفاضل بوسلامة فقال: (( ولم يكن هذا اعتراض من الإمام على الخفض بالمجاورة، وإنما هو اعتراض على المثال، والاعتراض على المثال لا يقدح في القواعد)).([7]) ذلك أن الشيخ يقرر في رسالته تلك: ((أن هذا النوع من الجر مقصور على ما سمع من العرب؛ فلا يسوغ لنا نحن طرده من كلامنا حتى لا نفسد اللغة على أنفسنا، بهدم القواعد الصحيحة، والجري على غير منهاج)). فأنت ترى كيف أن الشيخ لم يقتصر على المثال، بل تجاوزه إلى رد قاعدة الجوار. وهذا من الشيخ جريا على مذهب شاذ لبعض النحــاة والمفسرين. قال ابن الأنباري في “الإنصاف”: (( وقولهم جحر ضب خرب محمول على الشذوذ، الذي يقتصر فيه على السماع لقلته، ولا يقاس عليه)).([8]) والحق الذي عليه المحققون من أئمة اللغة والتفسير أن الجر بالمجاورة مطرد، ينسج على منوال ما سمع عن العرب فيه. قال أبو البقاء: (( وقد جعل النحويون له بابا، ورتبوا عليه مسائل، ثم أصلوه بقولهم هذا جحر ضب خرب، حتى اختلفوا في جواز جر التثنية والجمع، فأجاز الإتباع فيهما جماعة من حذاقهم؛ قياسا على المفرد المسموع، ولو كان لا وجه له في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط)).([9])
وليس الأخذ بقاعدة الجر بالجوار جريا على غير منهاج كما قال الشيخ البشير، بل هو مهيع ظاهر المعالم له ضوابطه وقواعده. وقد ذكر علماء اللغة لتسويغ الجر بالمجاورة جملة شروط:
الشرط الأول: عدم الإلباس. قال السمين الحلبي عند كلامه عن الجر بالجوار: (( وهذه المسألة عنذ النحويين لها شروط: أن يؤمن اللبس فلا يجوز قام غلام زيد العاقل، إذا جعلت العاقل نعت للغلام امتنع جره على الجوار لأجل اللبس، بخلاف قولهم هذا جحر ضب خرب ففي هذا المثال خرب صفة للجحر لصحة اتصافه به والضب لا يوصف به)).([10])
الشرط الثاني: أن لا يفصل بين المتجاورين بحرف العطف.قال ابن هشام: (( ولا يكون خفض الجوار في النسق؛ لأن التعاطف يمنع من التجاور)).([11])والحق جواز الجر بالمجاورة ولو في النسق، قال القاسمي: ((وما قيل بأن حرف العطف مانع من الجوار مردود بأنه ورد في العطف كثير في كلام العرب)).([12]) ومن مجيء الجوار في النسق قراءة أبي عمر و غيره {وأرجلكم} بالخفض. وجزم البيهقي في “السنن” أن من قرأ وأرجلكم خفضا فإنما هو للمجاورة.
الشرط الثالث: أن تتفق الكلمتان المتجاورتان إفرادا وتثنية وجمعا وتنكيرا وتعريفا وتذكيرا وتأنيثا. نص على ذلك الخليل([13]) وغيره. إلا أن سيبويه يجيز الحمل على الجوار وإن اختلف المتجاوران، إذ لم يشكل المعنى.([14])
الشرط الرابع: أن يتضمن جر الجوار نكتة. قال القاسمي: ((وشرط حسن الجر بالجوار عدم الإلباس مع تضمن نكتة)).([15])ومن دقق النظر في مثال النحاة هذا جحر ضب خرب رأى أنه يتضمن جملة من النكت:
أولا: أن الخراب مستثقل معنى، و الضم مستثقل لفظا، فجر خرب حتى لا يجتمع على اللفظ ثقلان.
ثانيا: إنه لما خالف جحر ضبنا الأصل في جحور بني جنسه من كونها متماسكة صلبة، خولف له في الإعراب، ونزع له ما هو أصل إعراب نظائره وهو الإتباع وجر على الجوار.
ثالثا: لما وصف الجحر بالخراب وكان الوصف مظنة الاختصاص أجراه على الجوار لا على الإتباع؛ بيانا لكون الخراب وصفا عارضا لا ملازما.
رابعا: إن هذه الجملة على وجازتها تصلح أن تكون مثالا جامعا لأنواع الإعراب الثلاث المحلي والظاهر والمقدر. فكلمة (هذا) إعرابها محلي، والكلمة المركبة في الوسط (جحر ضب) إعرابها ظاهر، وكلمة (خرب) الإعراب فيها مقدر.
هذا وإن إعمال الفكر في الإطلاع على أسرار سنن أهل اللسان يبين أنهم قد بلغوا مبلغا عظيما في تصرفهم فيه. وقد أحسن من قال:

هي العرب تأتي من وجوه كثيرة يتيه بها بعض النحاة الأكابر

وفي الأخير لم استطع تجاوز عبارة وجدتها في مقال أخينا الفاضل بـو سلامة، فإنه لما ذكر اعتراض الشيخ البشير على مثال النحاة. قال: (( ولست رديفه على هذه المطية التي اقتحم بها أبواب الجراءة على النحاة، فكان أجرأ من غضافر)).([16]) وهي عبارة شديدة أتمنى أن ينفعه معها ليت وأختها لعل.
وأرجو أن أكون بما كتبت قد حققت ما أراده الشيخ البشير ـــ نور الله عليه قبره ــ فإنه قال بعد إيراد الاعتراض: (( وددت لو ذاكرت بعض نحاة العصر المفتونين بالمباحث اللفظية العقيمة في هذا التوجيه؛ لأسمع رأيهم وما عسى أن يأتوا به من حجج فارغة)).
مذكرا أنني لست ـــ علم الله ــ من نحاة العصر، ولا ممن شغف ببعض مباحثهم اللفظية العقيمة، ولكنني فضولي أعبر عن توجيهات وحجج من نقلوا ذاك المثال، وأصلوا قاعدة الجوار من أنمة العربية و أساطينها كالخليل وسيبويه والأخفش وأبو البقاء وغيرهم.
والبحث ليس في الانتصار لتعليلات نحوية بعيدة، أو توجيهات إعرابية مستكرهة، يمكن وصفها بالمباحث اللفظية العقيمة والحجج الفارغة، ولكن الشأن في الانتصار لأسلوب من أساليب لغتنا قال عنه الإمام ابن كثير: ((المجاورة وتناسب الكلام وهذا سائع ذائع في لغة العرب شائع)).([17])
وكذا في الاحتجاج لشاهد نحوي نقله وأثبته أئمة فحول.

فإن كان الذي نقلت مقنعا فذاك، وإن كان غير ذلك فالأمر كما قيل:
غاية نفس عذرها مثل منجح

والله أسأل أن يرحم الشيخ البشير، وأن يجمعني وإياه في مستقر رحمته في جوار الأنبياء والصالحين.

انتهى

[1] مطبوعة ضمن “آثار الشيخ البشير الإبراهيمي” ( 2/40 ـ 52 ).

[2] “تاريخ آداب العرب” للرافعي (1/354 ).

[3] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[4] “إملاء ما من به الرحمان” لأبي البقاء العكبري (1/118 ).

[5] “الخصائص” لابن جني (1/191 ).

[6] “الخصائص” لابن جني (3/220 ).

[7]مقال (لسان لحلو يرضع اللبة) لمحمد بوسلامة مجلة “منابر الهدى” العدد (04)

[8] “الانصاف” لابن الأنباري (1/610 ).

[9] “إملاء ما من الرحمان” لأبي البقاء (1/118 ).

[10] “الدر المصون” للسمين الحلبي (4/210 ).

[11] “مغني اللبيب” لابن هشام ( 2/683 ).

[12] “محاسن التأويل” للقاسمي(6/109 ).

[13] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[14] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[15] “محاسن التأويل” للقاسمي (6/109 ).

[16] مقال (لسان لحلو يرضع اللبة) لمحمد بوسلامة مجلة “منابر الهدى”.

[17] “تفسر القرآن العظيم” لابن كثير (3/53 ).


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] ثناء و إشادة بالشيخ عبد الغني عوسات الجزائري حفظه الله .

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :

فقد زار فضيلة الشيخ عبد الغني عوسات وفقه الله للخير مدينة تيارت

يوم الخميس 10 جمادى الأولى 1443 هجري , و كنت من بين الحضور

فكتبت هذه الأبيات ثناءًَ على الشيخ حفظه الله و هو أهل لذلك أسأل الله أن يثبته على الخير حتى يلقاه .

عبد الغنيِّ يجوب الأرض في بلدي *** يدعو الأنام إلى التّوحيد في جلدِ

شيخ لطيف بشوش الوجه في خلقٍ *** لكنَّ شيخي بِتِيكَ الحرب كالأسدِ

يدعو الأحبّة في جدّ بلا كللٍ *** نَشِيطُ جِسْمٍ , حليمٌ , أحمرُ الخَدَدِ

مُبْيَضُ وجهٍ و شابتْ لحيةٌ جَمُلَتْ*** لكنّه كشبابٍ , جيّدُ العضُدِ

قوّاه ربّي بذاك الخير ينشرهُ *** حيّاه ربّي, كريمَ النّفس ذا سَعَدٍ (1)

قد زار تِيهِرْتَ هذا الشيخُ مبتهجاً *** كالنّور حلَّ فزالت ظلمةُ الرَّمَدِ

نصحٌ وذكرى , بديع حسن منطقه *** لا لست تسمع إلاّ الحقّ بالسَّندِ

أفٍ لقوم بغوْا للطّعن حيث رَأَوْا *** خيراً كثيراً فكان الطعنُ بالحسدِ

جاءت للقياه أعدادٌ مجمهرةٌ *** ما أكثر الوفد !! لا أحصيه بالعددِ

جاءوا إليه و ذي الأشواق تدفعهم *** كمثل شوقٍ يُرى من خالصِ الولدِ

أظهرت حبّي بذي الأبيات أشهرها *** في الله كان فبان الحبّ من خلدِي

نظمها: أبو عبد الرحمن محمد العكرمي

عصر يوم السبت
12 جمادى الأولى 1443 هجري

ــــــــــ
(1) السَعَدُ : اليمن خلاف النحس.