الدليل العملى لتصنيف الملفات الصحفية و المواد المكملة لها/أ محمود أحمد إتيم
الحجم 6.57 MB
الدليل العملى لتصنيف الملفات الصحفية و المواد المكملة لها/أ محمود أحمد إتيم
الحجم 6.57 MB
لقد تغير موقع الصورة ومكانتها عبر التأريخ ، إذ كانت تتمتع بطابعها السحري ، كما يدل على ذلك اشتقاق اسمها : Imajerie Image ، إلى اكتسابها الطابع المقدس في العصر القديم بعد أن خدمت الديانات فزينت المعابد والكنائس ، ثم تحولت إلى مادة موجهة إلى النخبة ( الفئة الارستقراطية في المجتمع ) ، تزين بها أماكن إقامتها إلى غاية القرن الثامن عشر ، ثم اكتسبت الصورة الطابع الشعبي بعد انتشار التعليم والقراءة في المجتمع ، خاصة بعد اكتشاف وسائل إعادة إنتاجها بشكل ” جماهيري “
ولعل اختراع الصورة الفوتغرافية قد غير موقع الصورة من ناحيتي الاستعمال والاستهلاك / فهي لم تعد تستهلك بنفس الطريقة التي كانت تستهلك بها اللوحات الزيتية والرسوم ، إذ دفعت بالصورة لتساهم في نقل الأحداث ( الصورة الناقلة للأحداث والمنتجة للربورتاج ) ، وعممت الصورة استعمال البورتري الذي كان مقتصرا على الفن التشكيلي ( اللوحات الزيتية ) الموجهة إلى النخبة في المجتمع.
لقد كان الاعتقاد سابقا بأن الصورة ، خاصة الفوتوغرافية ، تعتبر إعادة إنتاج آلي للواقع ، أي أنها رسالة خالية من أي مدونة . وقد فند الباحث الفرنسي ” رولان بارت ” هذا الاعتقاد ، إذ أكد أنها تحمل بعدين هما : بعد تعييني ( وصف ما هو موجود في الصورة ) وبعد تضميني ( ما نقوله عن الموجود في الصورة ) ، والبعد الثاني لا يفهم بدون البعد الأول.
وتعد الصورة إحدى الركائز الأساسية للغة غير اللفظية ، فهي تشكل موضع توتر بين الفضاء والزمن : الفضاء الفيزيائي ذي البعدين أو الثلاثة أبعاد ، والفضاء الذهبي ذي البعد المجهول . إنها شذرات من المكان والزمان ، اعتقال لحظة أو فعل قصد تخليده .. إنها لحظة الفعل ( فعل الرؤية ) أو التفكير أو الحلم.
كما أن الصورة الفوتوغرافية هي تسجيل حيّ وواقعي وتاريخي للحياة العابرة ، فما يسجل في لحظة قد يكون خالدا إلى فترة من الزمن ، وقد يكون دليلا وشاهدا على العديد من الأحداث التي تمر بسرعة البرق ، ولا يمكن للذاكرة أن تعود بتفاصيلها كما تفعل عدسة المصور الذي يتمتع بخاصية العين الثالثة وهي الكاميرا ليصطاد اللحظات الهاربة من الزمن ليوثقها فوق الشريط الفيلمي زمانا ومكانا.
إن الصورة هي مادة اتصال تقيم العلاقة بين المرسل والمتلقي ، فمرسل الصورة لايقترح رؤية محايدة للأشياء ، والمتلقي “يقرؤها” انطلاقا مما يسميه الباحث الفرنسي ” جون دافينيو ” بالتجربة الجمالية والمخيال الاجتماعي ، ذلك لأن الصورة لا تخاطب حاسة البصر لدى المتلقي فقط ، بل تحرك حواسه وأحاسيسه ، وميراثه العاطفي والاجتماعي.
ويرى بعض العلماء بأن هناك علاقة بين الكلمة والصورة ، إذ يقول ميتز (metz ) ، بأن هناك ضرورة لمد الجسور بين أنماط التواصل على تباينها ، ذلك أن الصورة في تصوره لا تشكل إمبراطورية مستقلة بذاتها ومنطوية على نفسها وعالما منغلقا لا يتواصل مع محيطة ، بل هي كالكلمات ، وكل الأشياء الأخرى ليس باستطاعتها الانفلات من كونها متورطة في لعبة المعنى ، فاللغة الملفوظة تمنح الصورة معنى محدودا من خلال تقليصها المعاني التي يمكن أن تشتمل عليها.
وتتحدد بلاغة الصورة بما تتمتع به من مواصفات فنية وتعبيرية وجمالية وإعلامية وأخلاقية عالية بحيث تعطي الحدث أو الموضوع المصاحب لها حيوية ومصداقية في تجسيد ما تريد تجسيده لخدمة غايات نشاطات الاتصال كالإعلام والإعلان والدعاية والعلاقات العامة.
لقد سمي عصرنا “عصر الصورة” لاحتلالها موقعا متميزا بين وسائل الاتصال فهي تستمد تأثيرها في الصحافة المقروءة بفضل عناصرها وبوصفها علامة مباشرة تنقل معلومات وأخبارا وتوثق أحداثا و مواقف إلى قطاعات عريضة من القراء ، فتسهم بالتأثير في اتجاهات الرأي العام.
وقد ساهم التقدم التكنولوجي في ترويج الصحافة المصورة وعزز من إمكانية تخطيها حدود الزمان والمكان ، فأصبحت سفيرا ناطقا بلسان مالكيها حتى باتت (الصورة) لغة خطاب تتميز بخصائص وصفات محددة رسمت لها أهمية مميزة. واليوم تحتل الصورة في المطبوعات مكانا أساسيا في عملية توضيح أفكار الكاتب ومعلوماته ، وتوصيلها إلى القارئ بعد أن كان استخدامها وقتا ما للزخرفة أو للتجميل فحسب ، وبالتالي فقد أصبحت الصور مواد أساسية من مواد الصحيفة الحديثة ، ولم تعد عنصرا جماليا فقط بل عنصرا إعلاميا وظيفيا ، وأصبحت الصورة تعبر عن الأفكار والآراء ، كما تعبر عن الأخبار والأحداث ، بل إنها من أكبر أدوات الإرشاد والتوجيه. كذلك فإن الصورة هي وسيلة إيضاحية يستعاض بها عن الكلام لتعريف الأهداف وتوضيحها ، بل إنها من أيسر السبل المؤدية إلى المعرفة وأسسها ، فهي التي توضح النص وتدعمه بتقديم البرهان الذي يغني النص بعناصر إضافية إعلامية وتعبيرية ، ولذا فإن تأثيرها قد يكون أعمق بكثير من المادة الإعلامية المكتوبة.
وتقوم الصورة الصحفية بدور اتصالي ثنائي فهي رسالة ووسيلة معاً ، إذ إنها متاحة للجميع بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية والعلمية ، كونها لغة عالمية يفهمها الجميع رغم تعدد الأمم والشعوب.
وتمتاز الصورة الصحفية كوسيلة اتصالية بسرعة أكبر في لفت نظر القراء واستيعابهم مضمونها وبالتالي تحقيق التأثير المطلوب من خلال الوضوح في التفاصيل والبساطة في المضمون ، إضافة إلى مقدرتها الإقناعية فهي أصدق أدوات الصحف والمجلات ، إلى جانب دورها في إثراء المحتوى من خلال تسجيلها الأحداث ودعمها المادة التحريرية وإضافة الجديد إليها.
والصورة ضمن إطار الاتصال الجماهيري عبارة عن وسيلة اتصال تنقل الرسالة إلى المتلقي بأقل قدر من التحريف والخطأ ، فهي تشارك المادة التحريرية وتتفاعل معها لتقديم خدمة صحفية متكاملة لقارئ لا يقنع بالقراءة عن الأحداث وإنما يريد معايشتها.
ويتوقف أثر الصورة على مستقبل الرسالة الإعلامية وقدرته على استيعاب مغزاها وفهم أبعادها والقدرة على تأويلها وفك رموزها بدقة وبطريقة سليمة ، وهي عملية تتأثر بتجربته السابقة وخلفيته الثقافية وإطاره المرجعي عن الوسيلة والمعلومات التي تضمنتها واهتمامه الذاتي بهذا النوع من أدوات الاتصال الجماهيري.
ويمكن القول بان فهم الصورة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بثقافة الفرد ، وشأنه في ذلك شأن فهم اللغة اللفظية ، فعلى قدر خبرات الفرد يكون استعداده لتفهم مضامين الصور ( الفوتوغرافية ) التي تعرض عليه وعمق تفسيره لها ، وبتعبير آخر فإن المعنى الذي تثيره الصورة في ذهن الإنسان ليس موجوداً كاملاً وبالضبط في الصورة ، بل يكون جزء منه موجوداً في الشخص المشاهد لها ، وأن الصورة بما تحويه من مكونات ما هي إلا مثير بصري يستدعي هذه المعاني ويرتبها.
ولعل من المعروف أيضاً أن الصحف لاتعتمد على الرموز اللفظية فقط في صياغة رسائلها اللفظية ، ولكنها تعتمد بجانب ذلك على الصورة الصحفية التي تقوم بدور كبير في تأكيد المعاني والأفكار التي تعكسها الرموز اللفظية من جانب أو تقوم الصورة وحدها بنقل الأفكار والمعاني باعتبارها رسالة اتصالية مستقلة ، كما في الموضوعات أو الزوايا المصورة التي تهتم بها الصحف وبصفة خاصة المجلات.
وفي هذه الحالة ،أو في إطار العملية الاتصالية ، فإنه يتم النظر إلى الصورة بوصفها شكلاً يقوم بدور في جذب انتباه القارئ أو إثارة اهتمامه ، ولكن يتم النظر إلى تكوينها وما يحمله من أفكار أو معانٍ ، أو يجسد معالم أو أبعاداً ، أو يركز على شخصيات في إطار الأهداف الاتصالية للمصور والناشر معاً.
وتؤكد العديد من المبادئ التي نجدها في أدبيات علم الاتصال على الدور الاتصالي الذي تقوم به الصورة الصحفية بوصفها رسالة اتصالية ذات رموز خاصة ، تستهدف نفس الوظائف والأهداف التي تستهدفها الرسائل الاتصالية اللفظية ، حتى أن هذا الدور الاتصالي ، وما يرتبط به من أسس أو مبادئ ، أصبح يحكم الأطر الخاصة بعملية التصوير الصحفي من جانب ، واختيار الصورة الصحفية للنشر من جانب آخر ، وذلك بما يقدم تكوين الصورة من أفكار أو معان ، تستهدف الصحف إيصالها إلى القارئ ، حيث إن نشر الصورة الصحفية أصبح يمثل البعد المرئي في الاتصال ، وبصفة خاصة الاتصال الصحفي ، وأصبح مفهوم الاتصال يستخدم للدلالة على العملية التي يعتمد فيها القائم بالاتصال على تكوين الصورة ، في تكوين المعاني والرموز أو الإشارات والإيماءات أو معالم الحركة وغيرها من الرموز المصورة التي تعكس حالة أو فكرة معينة يريد المصور أو الناشر توصيلها إلى جمهور الصورة ، معتمداً على الإدراك البصري لهذه المعالم وتفسيرها في إطار الرموز الثقافية التي تتوحد لدى كل من المصور (قائم بالاتصال ) وجمهور المشاهدين للصورة (القراء في الصحف ).
وعلى هذا كان من السّهل قراءة الصورة في إطار هذه الأسس والمبادئ ، ووصف محتواها الذي لايضم الأشخاص والمعالم فقط ، ولكن أبعاداً كثيرة ترتبط بهما ، مثل النواحي الإيجابية أو السلبية التي تعبر عنها ملامح الحركة التي توقفت عندها آلة التصوير وغيرها من النواحي التي يمكن أن نستشعرها في الصورة ويجتمع على وصفها مشاهدون عديدون لارتباطها بالملامح الثقافية الشائعة.
ومن هنا فإن الاتصال المصور أصبح في السنوات الأخيرة النموذج الاتصالي الأمثل ، وذلك لأن البعد البصري قادر على إثراء الكلمة وإيضاح التفاصيل أكثر من الكلمة المكتوبة والمسموعة.
ولهذا كله لم يتردد المفكر الإعلامي ” مارشال ماكلوهان ” في تصنيف الصورة الفوتوغرافية إلى جهة الوسائل الساخنة باعتبارها تقدم من المعلومات ما تعجز عنه آلاف الكلمات ، فهي تخاطب حاسة واحدة من حواس الإنسان (حاسة البصر).
ومجمل القول فإن الصورة تعد من الوسائل الاتصالية الفعالة في الصحافة المعاصرة ، فهي أضحت أداة فاعلة في التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية ، محققة بذلك دوراً اتصالياً وإقناعياً وحضارياً وجماليا
بالتوفيق لجميع الطلبة
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
——————————————————————————–
خصائص الأنواع الصحفية
1- النبأ الصحفي الموجز: إن النبأ الصحفي الموجز يجيب على الأسئلة التالية: من- ماذا- متى- أين. وعادة لا يتجاوز طول نص النبأ الصحفي الموجز فقرة واحدة التي تكون متألفة من 5-6 أسطر.
2- المقال الإخباري: يجيب المقال الإخباري القصير بشكل متصل على الأسئلة التالية: من- ماذا- متى- أين. ويتألف المقال الإخباري القصير من ثلاث أو أربع فقرات ويكون عادة برقية وكالة أنباء ُتنشر في الصحيفة بدون أي تغيير يُذكر.
3- المقال المصهور: هو إعادة كتابة مجموعة أخبار متفرقة في مقال واحد. أما مصادر هذه الأخبار فهي وكالات الأنباء- المراسلين الصحفيين- قسم التوثيق في الجريدة.
4- التقرير الإخباري: يعطي القارئ المعلومات الأساسية حول حدث ما، ويتضمن إختيار المعلومات المرتبطة بالحدث ويتطلب أيضاً وجود الصحفي في مكان الحدث لينقل الوقائع التي شاهدها ويترك للقارئ حرية الحكم عليها.
5- الريبورتاج: توجد تقنية لكتابة الريبورتاج وهي تشمل تجميع المعلومات اللازمة حول المواضيع التالية:
أسماء أبطال الحدث، أعمارهم، طريقة تعبيرهم، طرائق ومشاهدات حول الموضوع، الجو العام الذي جرى فيه الحدث. وقبل كتابة الريبورتاج يسأل الصحفي نفسه: ما هي الرسالة التي أنوي إيصالها؟
6- المقابلة الصحفية: هو حديث يجريه الصحفي مع شخصية أدبية- سياسية أو شخص ما كان شاهداً على حدث ما. وهو حديث ثنائي إجمالاً بين صحفيّ ومحاوره.
7- وصف شخصية عبر مقال صحفي: هذا النوع الصحفي يساعد القارئ على معرفة بعض المعلومات عن الشخصية التي يكتب عنها من خلال الحديث عن مزايا الشخص، شكله الخارجي، طريقة تعبيره، عاداته، ماذا كان يعمل، ما هي مشاريعه.
8- التحقيق الصحفي: يبحث ويفضح إشكالاً ما سياسياً أو إجتماعياً. وهو يشبه البحث العلمي لكنه يختلف في الاسلوب.
9- مقالات الرأي: وهي:
1- الإفتتاحية: مقال صحفي تكتبه شخصية مهمة في الجريدة. من المؤكد أنه يعبّر عن رأي الجريدة.
2- مقال نقدي: وهو مقال مخصص لنقد المواقف والأعمال والكتّاب وسواهم.
3- الحديث: مقال موقّع من قبل صحفي مهم يتناول بأسلوب مشوّق موضوعاً ثقافياً أو إجتماعياً.
4- البطاقة: مقال صحفي قصير يتضمن تعليقاً على حدث ما بأسلوب نقدي ولاذع.
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
الفصل الأول: نشأة وكالات الأنباء و تطورها
المبحث الأول: الرسائل المنسوخة و المكاتب الإخبارية
كانت مظاهر الصحافة الأوروبية الأولى في العصور الوسطى في شكل رسائل إخبارية منسوخة تروى أخبار الملوك و الحاشية و النبلاء و كانت إحدى أهم وظائف هذه الرسائل إذاعة أنباء الحروب المختلفة و خاصة حرب المائة سنة نشبت سنة 1337 بين الانجليز و الفرنسيين. و قد كان النصر الانجليزي 1340 ذا أهمية كبرى أول نصر يجري في التاريخ الانجليزي. و قد أمن هذا الانتصار الطريق التجاري بين انجلترا و بلجيكا حيث كانت مصانع الصرف هي السوق الكبرى الأهم صادرات انجلترا في العصور الوسطى و هم الصوف الخام.
و كانت وظيفة هذه الرسائل المنسوخة أن تعلن للجمهور أنباء هذه الانتصارات المختلفة، و إذا عرفنا أن أهم من اهتم بأخبار هذه الرسائل أولا تجار الصوف لخوفهم على سيطرة فرنسا على بلجيكا و هي السوق الهامة و كذلك الملوك الذين اعتبروها رسائل ملكية تحتكرها الحكومة تحت سيطرة التاج فإننا نستطيع القول أن البذور الاولى للصحافة الإخبارية كانت تتناول موضوعات السياسة و الاقتصاد و الحرب. أما إذا أتينا إلى تحليل سر احتكار الحكومة لهذه الرسائل فحتى تكون تحت الملك سلطة الإعلام و حق التصرف فيما ينبغي أن يعرفه الناس و مالا ينبغي أن يعرفوه، و لعل هذا أشبه بما يحدث من رقابة على الصحافة الحديثة في أوقات الحروب. و رغم أن بعض الملوك كان يشددون على ضرورة أن تكون هذه الرسائل الإخبارية مشمولة بالرعاية الملكية فإن بعض الكتاب كانوا يقومون بإعداد الرسائل خفية و لكن هذا الطريق غير المشروع كان مليئا بالأشواك بأنه جلب إليه غضب الملوك حتى عقب نهاية الحروب. ففي عهد الملك “هنري الثامن” (1509-1547) مثلا صدر أمر ملكي بتحريم رسائل إخبارية تروي انتصارات الملك في اسكتلندا وجاء الملكي أيضا أن الرسائل التي صدرت دوت إذن من الملك لابد أن تجمع و تحرق في مدة أقصاها 24 ساعة و إلا تعرض أصحابها لعقوبة السجن و لم يسمح لأفراد الشعب الانجليزي بنشر الرسائل الإخبارية بصفة رسمية إلا في نهاية عهد جيمس الأول في أوائل القرن السابع عشر.
و في عهد الملكة إليزابيث (1558-1603) و هو أزهي عصور التاريخ الانجليزي حيث ظهرت فيه عبقرية شكسبير الأدبية و فلسفة “بيكون” العالمية، كما حققت فيه الآلة الانجليزية الحربية انتصارات عديدة على جبهات مختلفة لعل أهمها تدمير الأسطول الاسباني المعروف بالأرمادا في جويلية من عام 1558. و توسعت فيه التجارة الانجليزية في القارتين الأوروبية و الأمريكية و حتى الآسيوية، نجد أن الرسائل الإخبارية قد أصبحت مهنة مستقلة قائمة بنفسها لتسجيل الأبعاد الانجليزية و الانتصارات الحربية.
وظلت الرسائل الإخبارية المنسوخة أهم وسائل الإعلام الأوروبية في القرون الوسطى و كانت مدينة البندقية تعج بالمكاتب الإخبارية التي يشرف عليها كتاب الأخبار (المجنرون) كما انتشر هذا النشاط الإخباري في سائر العواصم الأوروبية، و كان كاتب الأخبار يستأجر العبيد أو يشتريهم و يملي عليهم ما جمعه من أخبار ليدونوها و يعدوها للبيع و التوزيع على المشتركين.
كما تجدر الإشارة هنا إلى أن الأخوة ” فوجرز” كانوا من أشهر المخبرين جميعا الذين اتخذوا من مدينة أوغاسبرغ مقرا لهم. و كنت لهم مكاتب إخبارية فرعية في لندن و باريس و غيرها من العواصم لأوروبية و مدنها الكبرى. و كان هؤلاء الأخوان متخصصين في أعمال المصارف فنشروا إلى جانب الأخبار السياسية و الحربية و الاجتماعية أخبارا تجارية و مالية ذات قيمة كبيرة للتجارة و لرجال المال. و الحق أن جهود إخوان ” فوجرز” في القرن السادس عشر ينم عن جرأة بالغة و دقة قائمة حتى أصبحت رسائلهم من الأمس الجوهرية التي لا يستغنى عنها رجال السياسة و الحكم و المال و لا يزال بعض هذه الرسائل المنسوخة الهامة محفوظا بالمكتبة القومية في فيينا. و هكذا نرى أن المكاتب الإخبارية الأولى التي ظاهرت في القرون الوسطى لخدمة الطبقة البورجوازية التجارية و تزويدها بالأخبار الاقتصادية و المالية، و كذلك مد الطبقة الحاكمة بالمعلومات السياسية و الحكومية و العسكرية. و كانت في حقيقة الأمر بمثابة وكالات أنباء على نطاق ضيق و لكنه خطير و لا يبدو غريبا أن يستمر نشاط الرسائل المنسوخة حق مصالح القرن الثامن عشر. أي بعد اختراع الطباعة بثلاث قرون إذا عرفنا أن هذه الرسائل كانت تسد فراغا كبيرا لا يمكن أن تسده الصحف المطبوعة، و ذلك لأن القيود الحكومية و الرقابة الصحفية و قوانين النشر المختلفة كانت تنصب على المطبوعات فقط. مما جعل لهذه الرسائل المنسوخة أهمية كبيرة و خاصة عندما تكون الحكومة شديدة في رقابتها أو عندما تصادر المطبوعات أو تعطلها.• البريد و تقدم رسائل النقل: لقد كان لإنشاء الخدمات البريدية في القرن الخامس عشر دور كبير في رواج الرسائل الإخبارية المنسوخة لم تكن ذات صبغة شعبية كما يتوهم الكثيرون حيث كانت مقتصرة فقط على طبقة يعينها من رجال البلاد و السياسة و أثرياء التجار، و ذاك لعديد الأسباب نذكر منها : ارتفاع قيمة الاشتراك فيها التي تصل إلى خمسة جنيهات سنويا و هو 100 جنيه حديثا، و كذلك لقلة عدد ما ينتج منها نظرا لصعوبة عملية النسخ و بطئها. و مع أن نشأة الخدمات البريدية كان نعمة على الصحافة إلا أنها كانت في نفس الوقت نقمة أيضا، فقد استغل مسؤولوا البريد مراكزهم و اعتبروا الأخبار الخارجية احتكارا لهم، يتصرفون فيها كيفما شاءوا و يثرون من تجارتها. و ذلك عن طريق اشتراكات سنوية مع الصحف نظير ترجمة ملخصة الصحف الواردة من الخارج بل الأبعد من ذلك تلقيهم للرشاوى مقابل تفضيلهم لصحف دون غيرها في منحها أولوية تسلم الأخبار. و في محاولة فيه للقضاء على هذه الظاهرة قام رئيس تحرير جريدة ” التيمس” الانجليزية جون والتر بتعيين مراسلين لصحيفة في الخارج و كان يشترك في النشرة المترجمة فقط من أجل المراجعة، غير أن رجال البريد لم يرقهم الأم و امتدت أيديهم إلى الإستلاء على الرسائل الواردة للتيمس و عمد تأخير وصولها للجريدة مما دفع هذه الأخيرة إلى الدخول في صراع قضائي مع هدم المصالح مطولا.
و لم يختلف الأمر كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ارتبطت الصحف ارتباطا وثيقا بالبريد حيث صدرت أول صحيفة في 25 سبتمبر 1690 و هي ” الوقائع العامة الخارجية و المحلية ” و لكنها صدرت بعد واحد ، لأنها طبعت دون أدنى علم أو موافقة من السلطة و عندما قام مدير البريد في بوسطن بإصدار صحيفة بوسطن ينوزلتر في 24 أفريل 1704 استمرت 72 عام و كانت تسمى أخبارها من الصحف البريطانية الواردة مع السفن وقد وضع ” وليم بروكر” فكرة جديدة و هي عودة ملكية الصحيفة إلى من يشتغل منصب مدير البريد رغما عن أنف العديدين.
و مع ذلك فمملا شك فيه أن انتظام الخدمات البريدية كان سببا مباشرا في تطور الصحافة الإخبارية وسعة انتشارها، و قد كانت مواعيد صدور الصحف تتفق مع مواعيد توزيع البريد و يلاحظ أن بسبب انتشار الصحف الصادرة ثلاث مرات أسبوعيا راجع إلى أن الخدمات البريدية كانت ثلاث مرات في الأسبوع. و لم يكن من الميسور إصدار الصحافة اليومية لولا تقدم الخدمات البريدية. و قد كانت بعض الصحف تحمل اسم البريد الطائر الرسول الأسبوعي، البريد المسائي، البريد الليلي و غيرها. كما أن ظهور الصحافة المسائية و الصحافة الإقليمية يرجع أيضا إلى تطور الخدمات البريدية.
على أن تقدم الخدمات البريدية مرهون بتقدم وسائل و طرق المواصلات مما يسر توزيع الصحف بسرعة و انتظام، فبدأ من نقل الصحف و الكتب على ظهور الدواب كما كان يحدث في العصور الوسطى، تحت الطرق و تيسرت المركبات التي تجرها الخيول السريعة، لم جاءت البواخر و السكك الحديدية و السيارات فأحدثت ثروة في الاتصال، و دخلت الصحافة طورا جديدا، اعتمدت فيه على الأخبار الحديثة السريعة و أصبح السبق الصحفي من أهم معايير الصحافة الناجحة، و عندما بلغت المجتمعات تحضرها، اعترفت بقيمة الصحافة و دورها في النقد و ضرورتها للديمقراطية و منحت الصحفيين حقوقا و امتيازات لتسهيل الحصول على الأخبار، فكان ذلك تأكيدا لحق الانسان في المعرفة. و قد تطورت الخدمات الصحفية في النص الأول من القرن التاسع عر لدرجة أنها أصبحت تتفوق على الخدمات الحكومية، فوكالة رويترز البريطانية مثلا كانت تحصل على المعلومات و الأخبار قبل أن تحصل عليها الحكومة و جريدة “جورنال أوف كمرس” الأمريكية كانت تسبق الحكومة الأمريكية في معرفة الأنباء و نقلها بين بوسطن و نيويورك عبر مسافة طويلة تحتاج إلى 20 ساعة في ذلك الزمان.
ومن ناحية أخرى تفتقت أذهان الصحفيين عن جيل عديدة لتتغلب على عقبات المسافات البعيدة ففي سنة 1837 نجد أن الصحفي الأمريكي ” كريج” قد نظم أسرابا في الحمام يزيد عددها عن الخمسمائة لنقل الرسائل بين عديد المدن الأمريكية و قد كانت وكالات الأنباء في أولى عهودها تستخدم مثل هذه الطريقة.المبحث الثاني: بداية عصر الاتصال الإلكتروني
بدأت الجذور الأولى لمعالم عصر الاتصال الالكتروني خلال القرن التاسع عشر، و اكتمل نموه في النص الثاني من القرن العشرين، فقد شهد القرن التاسع عشر ظهور عدد كبير من وسائل الاتصال استجابة لعلاج بعض المشكلات العالقة عن الثروة الصناعية حيث برزت الحاجة إلى استكشاف أساليب سريعة لتبادل المعلومات التجارية و بالتالي أصبحت الأساليب التقليدية للاتصال لا تلبي التطورات الضخمة التي يشهدها المجتمع الصناعي … و كانت وكالات الأنباء في مقدمة وسائل الاتصال استخداما لكل تلك المخترعات الحديثة و أكثرها استفادة منها. مع أن تلك المبتكرات لم توجد في الأصل لها بالدرجة الأولى و غنما تمت (الخدمة) بمواجهة التطور الصناعي و فتح الأسواق الجديدة لتبدل المعلومات. فلقد بذلت محاولات عديدة لاستغلال ظاهرة الكهرباء بعد اكتشافها، و ظهور العديد من المخترعات الجديدة نتيجة استغلال الطاقة الكهربائية.
• التلغراف و التلفون: ففي عام 1824 اكتشف العالم الانجليزي ( وليم تسرجون) الموجات الكهرومغناطيسية. ثم جاء اختراع التلغراف سنة 1837 بفضل الأمريكي صمويل مورس فكان بمثابة ثورة في عالم الاتصال غيرت وجه الفن الصحفي و جعلت تطور وكالات الأنباء حقيقة مؤكدة. و ما لبث كبر الصحفيين أن أدركوا خطورة التلغراف و أثره على نقل الأخبار. فيقول جيمس جوردون يثبت في مقال له نشر سنة 1844.بصحيفة نيويورك هيرالد ” إن نقل الأخبار بالتلغراف سوف يوقظ الجماهير و يجعلها أكثر اهتماما بالمسائل العامة و سوف يصبح لمفكرين و الفلاسفة و المثقفين و الصحفيين جماهير أكثر عددا أشد إثارة أعمق تكبيرا من أي وقت مضى” و لا شك في أن نقل الأخبار بطريقة تلغي عامل الزمن قد خلق ثورة في نفوس الصحفيين و الجماهير على السواء، و شتان بين قارئ الأمس الذي كان يعتمد على البريد البطيء أين تلقي معلوماته و قارئ اليوم الذي لا يستطيع أن ينتظر أكثر من بضع ثوان لتوافيه الإذاعات و أجهزة التليفزيون بآخر الأخبار المصورة، بل غنه يعيش الأحداث لحظة وقوعها و ذلك بفضل التقدم المذهل في وسائل الاتصال.
و لم يكد يبدأ استخدام التلغراف في انجلترا سنة 1845، حتى بدأت الأسلاك تمتد بين سائر المدن، و قد ارتبطت فرنسا بانجلترا تلغرافيا سنة 1851 عن طريق خط من الأسلاك الممتدة تحت سطح البحر. و ما وافت سنة 1852 حتى كان طول الخطوط التلغرافية في الولايات المتحدة الأمريكية 16735 ميلا ارتفعت إلى 50000 ميل سنة 1860 ووصلت 110767 ميلا سنة 1880.
و في سنة 1858 ارتبطت أوروبا بأمريكا عن طريق خط من الأسلاك الممتدة تحت مياه المحيط الأطلسي غير أن هذا الخط قد انقطع عن العمل بعد فترة. و قد كانت أول برقية أذيعت عليه برسالة تهنئة من الملكة فيكتوريا إلى الرئيس الأمريكي بوكنان الذي لم يصدق الأمر و ظنه مجرد خدعة غير أنه رد عليها لم تأكد من حقيقته. و قد أعيد هذا الخط العابر للمحيط الأطلسي في سنة 1866 و استخدم في الصحافة على نطاق واسع. ومع حلول العقد السابع من القرن التاسع عشر تم الاتصال برا و بحرا بين بريطانيا و الهند و اليابان و عديد المناطق الأخرى في العالم. و في سنة 1875 اخترع “ألكسندر غراهام بيل” التلفون لنقل الصوت إلى مسافات بعيدة تستخدم نفس تكنولوجيا التلغراف أي سريان التيار الكهربائي في الأسلاك النحاسية، فكانت هذه بمثابة دفعة قوية و قفزة رائعة للفن الصحفي بوجه عام و لنقل الأخبار عن طريق الوكالات بوجه خاص و منذ سنة 1928أصبح التلفون عاملا هاما و رئيسيا في نقل الأخبار عبر المسافات الطويلة عن طريق دوائر تربط القارات سلكيا و لاسلكيا. و أصبحت المدة البعيدة تتصل ببعضها البعض في دقائق معدودات بعدما كان الاتصال بينها يستغرق شهورا أ سنوات، خاصة بعد أن امتدت خطها المواصلات عبر المحيط الهادي.• الراديو ووكالات الأنباء: يعتبر اختراع الراديو أخطر ثورة في تاريخ الاتصال بين القارات، و قد انعكس أثره بشكل واضح على الوكالات، و يرجع اختراع الراديو إلى عالم اللاسلكي الإيطالي ” جوجليلمو ماركوني ” الذي تمكن سنة 1896 من استخدام هذه الوسيلة اللاسلكية للاتصال لأول مرة في التاريخ و انتقال الصوت إلى مسافات بعيدة بدون استخدام الأسلاك و سجل ماركوني اختراعه في بريطانيا سنة 1896 و قد تطوره آخرون من بعده حتى تمكن أحدهم سنة 1906 من بث رسائل لاسلكية مختصرة إلى السفن في البحار مصحوبة بعض القطع الموسيقية مع التهنئة بحلول العيد. و قد استخدم التلفون اللاسلكي في أول الأمر بطرية بدائية جدا إلا أنه أخذ في التطور حتى أصبح حقيقة واقعة عمليا مع بداية 1900 عندما أمكن صنع جهاز إرسال تلفوني اللاسلكي. كما أمكن بناء أول محطة إذاعة قرب نيويورك ليلة عيد الميلاد سنة 1906 رغم بعض النقائص المسجلة عليها. و كان نشوب الحرب العالمية الأولى سببا في تعطيل تقدم الإذاعة إلى حد كبير فقد قامت الحكومات بالسيطرة على جميع المحطات اللاسلكية، كما منعت محطات الهواة و لم يتعد تقدم الإذاعة خلال هذه الفترة المجال الحربي و عندما قطعت خطوط التلغراف و التلفون أصبح من الضروري استخدام وسيلة تبادلية عن طريق الراديو و لا شك أن تطور الراديو يرتبط ارتباطا وثيقا بعمليات جمع الأخبار و توزيعها، فقد أصبح من الممكن للصحفيين أن يتصلوا بوكالات الأنباء مهما بعدت المسافات و في نفس الوقت يستطيع الإرسال الإذاعي أن يبث النشرات الإخبارية عدة مرات في اليوم الواحد فضلا عن استخدام سيارات اللاسلكي لتغطية الأخبار و نقل الصور من مواقع الأحداث فور وقوعها.بل إن وكالات الأنباء تقدم خدماتها على شرائط مثقبة تغذى في آلات جمع الحروف لتتم عمليات الطابع مباشرة.
• التلكس و الفاكسميلي: كذلك اعتمد التقدم الحديث في وسائل الاتصال الالكترونية في وكالات الأنباء على استخدام جهاز التلكس Telex أو (المبرقة الكاتبة المباشرة) وهو عبارة عن وسيلة للتخاطب يغير صوت و يتم ذلك بالكتابة و هو عبارة عن جهاز إرسال و استقبال في نفس الوقت. و أول تلكس ظاهر في العالم كان سنة 1922 بألمانيا الغربية و دخلت هذه الخدمة إلى مصر في أفريل 1969.
كما اعتمد التقدم لحديث في وسائل الاتصال الالكترونية في وكالات الأنباء على استخدام جهاز الفاكسميلي و الذي يطلق عليه أيضا جهاز الإرسال عن بعد اجو جهاز النسخ عن بعد أو جهاز إرسال النصوص اللاسلكية. وهذا الجهاز يمكن من إرسال الصور الواضحة بكافة أشكالها، بالإضافة إلى إرسال النصوص المكتوبة أيضا عبر الدول و القارات بواسطة جهاز مماثل في مكان آخر و قد أحدث هذا الجهاز طفرة كبيرة في نقل الأخبار و الصور في دقة و سرعة، بالإضافة إلى عامل السرية لما ينفرد به المراسلون من أخبار و التي كانت عرضة للتسرب عبر وسائل الاتصال القديمة. وقد تطور نظام الفاكسيميلي حيث يزود بجهاز كمبيوتر ضاعف من قدرات الجهاز الذي أصبح في إمكانه إرسال و استقبال أكثر من خمسين صفحة في وقت واحد، و هذه الخدمة متوفرة في المجتمعات المتقدمة و النامية على السواء. وقد بدأ الاستخدام الفعلي لهذه الأنظمة المتقدمة في نقل الأخبار منذ عام 1976 حينما استخدمتها وكالة اليونايتد برس أنترناشيونال الأمريكية لتغطية أولمبياد مونتريال و كذلك لتغطية الرئاسة الأمريكية في نفس العام. وانتقل استخدام هذا النظام هذا النظام في نقل الأخبار من وكالة الأنباء العالمية إلى الصحف الكبرى في العالم، لإصدار طبعات دولية من عواصم مختلفة عن طريق نقل صفحاتها كاملة بواسطة نظام إرسال النصوص اللاسلكية.المبحث الثالث: فتوحات علمية و تكنولوجية الاتصالات
في أواخر القرن العشرين بدأت وكالات الأنباء في استخدام ما استحدث من فتوحات علمية تكنولوجية في مجال الاتصالات السلكية و اللاسلكية، و الحاسبات الالكترونية و الأقمار الصناعية. و أجهزة الكمبيوتر و شبكة الإنترنيت، لتزويد عملائها بالأخبار فور وقوعها طوال ساعات الليل و النهار، وقد أصبح استخدام تكنولوجيا الاتصال و المعلومات هو مصدر القوة الأساسي لوكالات الأنباء و سندها الرئيس للبقاء و و المنافسة في عصر المعلومات.
• الحاسبات الالكترونية: وقد ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، تكنولوجيا الحاسبات الالكترونية ، التي نحلت مجال معالجة المعلومات كضرورة بعد ثورة انفجار المعلومات و تزايد حجمها، و قد مرت الحاسبات الالكترونية خلال تطورها بخمسة أجيال: حيث ظهر الجيل الأول في الأربعينيات من القرن العشرين، و كذلك حاسب الالكتروني عام 1946 من خلال العلماء جون موشلي واكيارت جولد شياني وهم الحاسب EMIAC. ثم أسس ” جون مرشلي وايكارت ” شركة لإنتاج أول حاسب تجاري للسوق المحلي اسمه
(Univac) و المصطلح هو اختصار الاسم الكامل Universal Automatic computer و قد ظهر في السوق المحلي عام 1951. ثم ظهر الجيل الثاني من الحاسبات الالكترونية في نهاية الخمسينات من القرن العشرين و بالضبط في العام 1958. أما الجيل الثالث فكان في بداية السبعينات ( 1963) و ظهر الجيل الرابع خلال عقد السبعينات بعد أن تطورت الدوائر الالكترونية المتكاملة بسرعة كبيرة. . و ظهر الجيل الخامس في بداية الثمانينات مع جيل الحاسبات الصغيرة جدا (Micno Computer) و التي يطلق عليها اسم الحاسبات الشخصية) (Personal Computer و هي تتمتع بصغر الحجم و سهولة التشغيل و الربط و الاستخدام من خلال وسائل الاتصال العادية قبل التلفون المنزلي. كما يوجد أيضا الحاسب الصغير أو المتوسط وهو ( Min Computer) و هم أكبر حجما من الحاسب الشخصي و يوجد كذلك الحاسب الضخم ( Mainframe computer) و هو أوسع من الحاسب المتوسط حيث يمكنه أن يتلقى ملايين التعليمات في الثانية الواحدة و يوجد كذلك الحاسب العملاق ( Super Computer) و يعتبر من أكبر أنواع الحاسبات حجما و أسرعها أداء و تكلفة و له سرعة تشغيل عالية جدا.• الأقمار الصناعية: تعتمد وكالات الأنباء المعاصرة في عملها حاليا على الاتصالات الفورية عبر القارات و المسافات البعيدة، عن طريق تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، فقد كان ارتياد الفضاء حلما يراود الانسان….و في يوم 04 أكتوبر 1957م يحول هذا الحلم إلى حقيقة حين تمكن الاتحاد السوفياتي في إطلاق أول قمر صناعي يسمى Sputnik و كان ذلك إيذانا بدأ ثورة اتصالية.و أصبح استعمال هذه الأقمار في الاتصال و تطور الحاسبات الالكترونية في أبرز سمات عصر المعلومات.
و تم إنشاء المنظمة الدولية للاتصالات الفضائية، و تطوير الاتصالات ( Intelsat) هي عبارة عن جهود دولية مشتركة للسيطرة على الاتصالات الفضائية، و تطوير الاتصالات الدولية، و قد تأسست هذه المنظمة بعد اتفاقيتين دوليتين من جانب أربع عشرة دولة زادت بعد ذلك إلى 54 دولة. و قد طالعت هذه المنظمة القمر الصناعي Early Bisd في 1965 كأول قمر صناعي مداري تطلعه منظمة إنتلسات، ثم تبعه سلسلة من الأقمار الصناعية التي تدور حول الكرة الأرضية بشكل متزامن .
و في عام 1967 تم إطلاق الجيل الثاني من أقمار إنتلسات ( Interlsat II) فوق المحيطين الهادي و الأطلنطي. و قد حقق هذا الجيل الثاني إمكانية الاتصال الفوري بحوالي ثلثي الكرة الأرضية. ثم بدأ الجيل الثالث من أقمار إنتسات بين عام 1968/1970 و كان موقعه فوق المحيط الأطلنطي الهندي. و أتاح الاتصال الدولي بكل الكرة الأرضية و ظهر الجيل الرابع من أقمار إنتلسات بين عامي 1981 و 1983 و أضاف تكنولوجيا جديدة يطلق عليها اسم (Beam Seporation) و هي تعني زيادة مقدرة أقمار الاتصال على نقل المعلومات من الأقمار الصناعية و إليها و قد تم إطلاق الجيل الخامس الأكثر تطورا من الأقمار الإنتلسات خلال الثمانينات من القرن العشرين و قد أتاحت سلسلة أقمار إنتلسات اتصالات دولية واسعة النطاق، ليس في مجال التلفزيون فقط، و إنما امتدت لتشمل نقل بيانات الحاسب الالكتروني و الاتصالات الهاتفية و الراديو و استخدامات عديدة أخرى. كما يحقق مزايا كثيرة مثل اجتياز العوائق الطبيعية و تحقيق الاتصال الفوري عبر المسافات الشاسعة و توصيل الاتصال إلى عدة مناطق في وقت واحد و تبادل المعلومات الرسائل الإعلامية.
و إلى جانب الاتصال الدولي عبر أقمار إنتلسات، توجد أيضا أقمار صناعية أخرى تعمل على مستوى إقليمي، مثل القمر الصناعي العربي الذي تم إطلاقه من عام 1885 و كذلك أقمار إقليمية أخرى في كندا و الهند و فرنسا و غيرها كما توجد في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من الأقمار الصناعية تغطي جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.• شبكة الحاسبات العالمية (إنترنيت): يحمل المستقبل القريب إمكانيات غير محدودة لنمو تكنولوجيا الاتصال و المعلومات التي تستخدمها وكالات الأنباء المعاصرة، و يؤكد ذلك أن ما نعيشه حاليا مع التقدم الهائل ( لوكالات الأنباء) في شبكة الحاسبات العالمية أو شبكة الشبكات Internet فلقد أدى الاندماج بين ثورتي المعلومات و الاتصال، الذي تمثل في التزاوج بين تكنولوجيا الحاسب الآلي و تكنولوجيا الأقمار الصناعية إلى تدقق الملايين من الأخبار و المعلومات و الصور و الآراء عبر الدول و القارات و المحيطات بطريقة فورية مكتوبة و مسموعة و مرئية. و تتقدم العلم أصبح العالم بمثابة قرية الكترونية لمختلف المعارف. و قد انبعث عن ثورتي الاتصال و المعلومات وسيلة إعلام جديدة هي الانترنيت التي وضعت العالم بعلمه و فنه و حضارته و أفكاره و معلوماته بين يدي الانسان بأقل تكلفة و دون مشقة. كما تحقق بفضلها و لأول مرة في تاريخ الإعلام الجماهيري ما يسمى بالإعلام التفاعلي.
و الانترنيت يطلق عليها اسم ( شبكة الحاسبات العالمية) أو ( الطريق السريع الالكتروني) أو (الطريق السريع للمعلومات) أو ( الطريق السريع للمعلوماتية) و كلها مسميات تتردد للتعبير عن تقنيات حديثة ترتبط يتقارب أنظمة الاتصالات و الإعلام و المعلوماتية، و توفير سرعة التوصيل لضامنيها من أي مكان في العالم و إلى أي مكان آخر. و مع التقارب الشديد الذي يزيد عن تجميع تقنيات الحاسب الآلي ( الكمبيوتر) و الصوت الصورة في التلفزيون، و الاتصالات بكافة أنواعها، فإن الطريق السريع الالكتروني للمعلوماتية و الإعلام و الاتصالات بكافة أنواعها يلغي المسافات مهما امتدت، و تجعل العالم قرية الكترونية لمختلف المعارف و يطلق عليها حاليا ( قيصر التكنولوجيا). و تسمى أيضا
( شبكة الشبكات) لأن ما تتصل عليها هي شبكات كبرى دولية تتكون من شبكات أصغر، و هذه تتكون أيضا من شبكات أصغر و هكذا حتى تصل إلى الوحدة الأصغر على الشبكة و الشبكة الدولية انترنيت ببساطة تربط بين مستخدمي الملايين من أجهزة الحاسبات الآلية المختلفة في جميع أنحاء العالم وفقا لبروتوكول اتصال معين. و من خلالها يتم تبادل المعلومات الكتابية و بالصوت و الصورة بأقل التكاليف و بأيسر السبل و أسرعها، فالشخص يستطيع وهو جالس إلى جهازه أن يتجول في أنحاء العالم بحثا عن معلوماته بعينها، أو موضوع بذاته، فيقرأ أو يسمع و يشاهد كل ما قيل أو كتب أو درس في هذا الموضوع، من أقصى الكرة الأرضية إلى أدناها و في فترة زمنية محدودة للغاية دون أن يشعر بالعدد الرهيب من الاتصالات لتي تحدث أثناء تبادل المعلومات من خلال جهازه أو الطرف الذي يجلس عليه. و هذه الأجهزة تتباين في القدرة، الحجم و النوع، من أجهزة عملاقة إلى أجهزة شخصية، و بالرغم من هذا الاختلاف فإن ذلك لم يفسد عملية الاتصال و الاستخدام بين هذه الأجهزة بعضها البعض، و لم يؤثر كذلك على الشبكة إنما تتحول عند الإرسال إلى شكل قياسي فيما يسمى بعملية تشفير خاصة ( Encoding). و عند الاستقبال يتم فك هذه الشفرة، و تحويل الشكل القياسي إلى الشكل المناسب بمعلية عكسية تسمى فك الشفرة ( Decoding) و يستطيع أي حاسب على الأرض أن يتصل بموقع يبعد عنه آلات الأميال، و يحصل منه على بيانات أو معلومات أيا كان نوعها، مضية أو صوتية أو رسومية أو مرئية، و يرسل إليه أيضا و ذلك خلال ثوان محدودة، و بذلك أصبحت كل الأجهزة المتصلة الشبكة الدولية انترنيت، و كأنها تشكل أكبر موسوعة عرفها البشر، لأنها تحتفظ بأكبر قدر من المعلومات في كل المجالات، و تتيحها لأي جهاز على الشبكة.المبحث الرابع: وكالات الأنباء و طبيعة عملها
لقد أدرك الصحفيون قيمة الأخبار التي كانت تنقل عن طريق التلغراف و التلفون لسد احتياجات الطبقة القارئة الجديدة التي اتسعت اتساعا ضخما بانتشار الصحافة زهيدة الثمن، و هكذا أصبحت الأخبار هي السلعة الرئيسية التي تبيعها الصحف للقراء، و لكنها سلعة غالية الثمن، باهظة التكاليف، و من هنا نشأت ضرورة التعاون بين الصحف لمواجهة هذه النفقات بطريقة تعاونية، و هو الأساس الذي يثبت عليه فكرة وكالة الأنباء الحديثة، و أصبحت مهمة وكالات الأنباء هي تمثيل الصحف أو العمل بالنيابة عنها في أكبر عدد ممكن من المدن و العواصم لمراقبة الأحداث و جمع الأخبار من معظم أنحاء العالم و نقلها إلى الصحف المشتركة في نشراتها فجمع الأخبار و نقلها تكلف الملايين. و لا يمكن تغطية هذه النفقات إلا بتعدد المشتركين من الصحف و المجلات و إذاعات و هيئات مختلفة.و تقوم الوكالة بتغطية الأخبار الأساسية و الحقائق الرئيسية و تبيعها للصحف و الهيئات الإعلامية التي تقوم بتحريرها و إخراجها على النحو الذي يتفق مع سياستها، فما أشبه وكالة الأنباء بالمطاحن التي تنتج الدقيق و تبيعه لتاجر التجزئة و هي الصحيفة و الإذاعة. و هذه الأخيرة تقوم بتحويل هذا الدقيق إلى فطائر و حلوة وفقا لاحتياجات مستهلكيها القراء. و فضلا عن الأخبار تقوم الوكالات بإعداد الصور و التحقيقات و المقالات، كما توجد وكالات الأنباء متخصصة في موضوعات معينة كالعلوم أو الذين مثلا. فوكالة الأنباء اتخذت اسمها من طبيعة عملها كوكيل أو ممثل للصحف، و هو بمثابة جمعية تعاونية تشترك فيها الصحف لجمع الأخبار، لأن كل صحيفة بمفردها لا تستطيع أن تقوم بهذا العمل، و لابد من المشاركة في النفقات كما أنه لا يمكننا أن ننكر أن نقل الأحداث في المجتمع المتحضر وظيفة رئيسة مستقلة، فالمجتمع بحاجة دائمة إلى نقل الرسائل الإعلامية، و معرفتها لكي يكيف نفسه مع الظروف المحيطة به، و لضمان الوصول إلى حلول للمشكلات التي يتعرض لها و إشباع الاحتياجات التي يواجهها، فالصحفي يعمل كوكيل أو نقل للجمهور لاختيار المعلومات التي تهم هذا الجمهور و ينقلها إليه، و كلما اتسع نطاق الأحداث تعذر على الصحفي المحلي أن يعطيها، و هكذا كانت ضرورة الالتجاء إلى وكيل آخر يعمل في محيط أكثر اتساعا، و من هنا جاءت نشأة وكالة الأنباء.
• المكاتب و السلاسل و الاتحادات: و قد مرت وكالات الأنباء بعدة مراحل حتى أصبحت في صورتها الحديثة المعروفة، ففي الماضي كان يمكن أن يقوم شخص واحد أو اثنان بادرة صحيفة و كتابة مقالاتها و جمع أخبارها، و تزويدها بالإعلانات القصيرة، أما الآن و بعد أن امتدت أسلاك الاتصال عبر العالم بالطريقة التي سبق ذكرها و بدأت الصحف تتخذ لها مراسلين في أماكن متعددة يسرقون لها الأخبار، و عندما تبين أنه لا معنى لصرف نفقات باهظة على هؤلاء المراسلين الذي كانوا يحاكون بعضهم بعضا، أصبح من الواضح أن توفير الجهد و المال مرتبط بتنمية الكفاية الإنتاجية عن طريق الاتحادات التجارية أو الجمعيات التعاونية التي تكرس أعمالها في جمع الأخبار و المعلومات. و نقلها إلى الصحف وكالة عنها. و قد اتخذت هذه الفكرة أشكالا متعددة. كان أحدها السلسلة التي تربط بين الصحف بالشراء أو الضم، و لعل أشهر تلك السلاسل سلسلة الصحف ” سكريبس ” التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر في أمريكا، و تم بالفعل توفير مبالغ ضخمة، و قد كان من الممكن لمكتب واحد متخصص في جمع الأخبار أن يزود جميع السلسلة بالأنباء و لا شك أن هذه المكاتب الإخبارية كانت تستطيع إلى جانب جمع الأخبار أن تعرض أجورا عالية على كبار الكتاب فتستكتبهم مقالات للشرح أو للتفسير أو حتى الترفيه. و في البداية بدت مزايا السلاسل فائقة. و توقع البعض قيام سلاسل من مئات الصحف، بينما عارض البعض هذا الاتجاه، و لكنهم أدركوا انه لا سبيل إلى تجنبه، و في الوقت نفسه كانت تظهر عمليات صحفية تقوم على أساس المشاركة في النفقات. و قد كانت اتحادات الصحف مشكلا آخر من أشكال التعاون و التجمع، و مثال ذلك أنه في سنة 1848 قامت ست صحف أمريكية في مدينة نيويورك بإنشاء الاتحاد الصحفي المعروف ” الأسوشيتد برس ” كوسيلة للاشتراك في تحمل نفقات الأنباء التلغرافية، وظلت كل صحيفة منها مستقلة، و لكنها كانت تحصل على الخامات المنظمة التي شكلها هذا الاتحاد ثم نأت اتحادات مماثلة في مدن أخرى، و في عام 1893انظمت عدة اتحادات و كونت ” الأسوشيتد برس ” الحديثة و هي اليوم تمد آلاف الصحف بالأخبار في جميع أنحاء العالم. و قد ترتب على قيام المكاتب و الاتحادات و الوكالات ارتفاع كبير في نسبة التشابه و النمطية، فالصور و الأخبار تظهر بنفس الشكل بالضبط في عدد لا يحصى من الصحف، و غالبا ما نجد هذا موضوعا للنقد ضد الوكالات. غير أنه منا ناحية أخرى نجد هذه الهيئات و الاتحادات هي التي منحت الصحف المستقلة فرصة الحياة والبقاء، فلولاها لما أمكن للصحف أن تواصل نشاطاها الإخباري. كما نظم الاتحادات لا تقتصر على العمل الإخباري وحده، فهناك مكاتب تزود الصحف بالموضوعات على أساس النفقات الموزعة، و من هذه المكاتب تستطيع الصحف أن تشتري المقالات و التحليلات و التعليقات و الروايات المسلسلة و الأعمدة و النكات و الفكاهات و المقالات الافتتاحية. و تسعى الاتحادات الصحفية و المكاتب على تنوعها و تخصصها إلى الوقوف في وجه الدافع الأصلي القائم وراء السلسلة الصحفية، فهي تقدم نفس المزايا الاقتصادية دون مسامن بالاستقلال المحلي. و في الأخير يبدو واضحا دور الاتحادات و المكاتب الصحفية على طبيعة الصحيفة العادية، بحيث أصبح في إمكان كل صحيفة محلية أن ملأ صفحاتها يفيض من المادة الصحفية الموحدة التي يتم إنتاجها على نطاق واسع و لكن الصحيفة تستطيع أن تستغل إمكانياتها المحلية إلى جانب خدمات الاتحادات و المكاتب. و لقد يتبني أملها الطويل المدى على حسن استغلالها لهذا الوضع و استغلال الفرصة السائحة أملها لتنمية شخصيتها الفردية و مع ذلك تبقى المواد المودة هي العمود الفقري الاقتصادي.
• الإنتاج و التوزيع و الإعلان: ينبغي الإشارة هنا إلى وظائف الإنتاج و التوزيع و الإعلان باعتبار أن كل وظيفة منها متميزة عن الأخرى، فالمكاتب الصحفية هي منظمات للتوزيع، لذا يجب أن نفرق بين وحدات التوزيع ووحدات الإنتاج ووحدات التوزيع. فقد يكون منتج الموضوع الذي توزعه المكاتب ناشر كتب أو ناشر مجلة أو شركة معينة و هناك عدد كبير من هذه الأجهزة العاملة على إنتاج مواد للتوزيع عن طريق المكاتب الصحفية.و هكذا نجد أن عالم الإعلام الطباعي يعمل على ثلاث مستويات هي الإنتاج و التوزيع و الإعلان، و تتعامل الصحف مع وكالات الإعلان عن طريق تعيين ممثلين لها في المراكز الكبيرة حيث يقومون ببيع المساحات الإعلانية و التعامل مع وكالات الإعلان و الحصول منها على الإعلانات. و تستطيع وكالات الإعلان أن تزود مئات الصحف بما تحتاجه في إعلانات.
و من ثم نرى أن المكاتب الإخبارية و السلاسل و اتحادات الصحف و مكاتب الخدمات الصحفية و يرها كانت تقوم بمهمة وكالات الأنباء الحديثة، و لذلك نلاحظ أن أهم هذه الأهداف التي أنشأت هذه المنظمات لتحقيقها هي نفس الأهداف التي تسمى وكالات الأنباء للوصول لأيهاـ و لعل أهم هذه الأهداف تحقيق الموازنة بين دخل الصحيفة و مصروفاتها عن طريق اشتراك دور الصحف ووسائل الإعلام في تحمل نفقات الحصول على الأخبار بما تدفعه من اشتراكات لوكالات الأنباء أو ما يقوم مقامها من اتحادات و مكاتب خدمات و غيرها.
ومن هذه الأهداف كذلك و الاستفادة من الإمكانيات الفنية و التكنولوجية، بل و إمكانيات الأفراد، إذ تستخدم وكالات الأنباء أعدادا كبيرة جدا من العاملين سواء من الصحفيين أو المراسلين أو المترجمين أو المحررين أو الفنيين أو الإداريين و هي إمكانيات يمكن أن تتوفر لدى وكالة الأنباء أو السلسلة الصحفية أو الاتحاد في حين لا يمكن بأي حال توافر ما لدى صحيفة بمفردها مهما بلغ مقدار تقدمها، هذا فضلا عن تحقيق عوامل السبق و السرعة و الحالية و هي جميعا ذات أهمية بالغة الصحافة و الإعلام بوجه عام. ومهما كان الأمر فإن أهمية وكالات الأنباء و الدور الذي تلعبه فيما يتعلق بإنتاج الأخبار تبادلها لا ينكره أحد. حتى ليمكن القول بأن الوسائل الإعلامية الحديثة لا يمكن أن تعيش بدون وكالات الأنباء، و إذا كان لوسيلة من هذه الوسائل مراسلون في بعض المدن فإن شبكة أنبائها الخاصة لا يمكن أن تكفي لتغطية الأخبار المتعددة التي تتدفق دون توقف دقيقة وراء دقيقة طوال الليل و النهار. و هكذا يمكن القول بأن وسائل الإعلام الحديثة لا تستطيع أن تقوم يعملها، و لا يمكنها أن تنهض بأعبائها الاقتصادية اعتمادا على إمكانياتها الخاصة، بل لابد لها من الاعتماد وكالات الأنباء اعتمادا أساسيا.• الأساس الاقتصادي لوكالات الأنباء: كما هو الأمر بالنسبة لكافة الصناعات الصحفية الأخرى تحتاج وكالات الأبناء لسند اقتصادي في عملها و هو ما يسمى بالسلسلة أو المجموعة. و معنى ذلك أن وكالات الأنباء تحاول أن توازي بين المصروفات التي تتكفلها و بين مبيعات خدماتها.
حيث نجد سعر التكلفة بالنسبة للخبر الواحد يعتبر مرتفعا و لكن إعادة نقل مثل هذا الخبر إلى العملاء قد يساعد على توفير جزء من نفقاته و لا يتطلب ذلك أن يتحمل كل مستهلك مبلغا مرتفعا، بل يكفي لتحقيق ذلك أن يكون عدد المستهلكين كبيرا بقدر الإمكان و لذلك فإن أكثر الأساليب التي تطبقها وكالات الأنباء شيوعا هو أسلوب الجمعية التعاونية أو الشركة التي توزع على أعضائها تكاليف الخدمات التي تؤديها لهم جميعا بدون تعبير. و بعض الوكالات الكبرى تعمل بالفعل وفقا لهذا النظام و يتضح ذلك أن كل صحيفة أو إذاعة أو أية وسيلة من وسائل الإعلام التي ترغب في الحصول على خدمات وكالة من وكالات الأنباء سواء كانت وكالة عالمية أو محلية أو متخصصة، تسدد اشتراكا معينا إما على أساس النسخة الواحدة سنويا أو على أساس مبلغ معين يدفع شهريا، مع ملاحظة أن دور الصحف و الإذاعات تشترك في أكثر من وكالة من وكالات الأنباء، وذلك حرصا على تنوع الخدمات و مراجعة أخبار كل وكالة على الأخرى.
و أخيرا فإن سوق الإعلام بعيدة عن أن تخضع فقط لإلحاح حاجات العملاء من جهة و تحقيق الإيرادات من جهة أخرى. فالواقع أن هذه السوق لها صدى اجتماعي كبير، حتى أن السلطات الشعبية في الوقت الحالي تقبل عادة أن تعطيها حرية مطلقة في التصرف.
إن هيبة الدول و منافسة بعضها لبعض و الأنظمة التي تحكمها و سيطرتها المباشرة أو غير مباشرة على الشعوب. كل هذه العوامل تشابك مع نشر مع نشر الأنباء و عملها و آثار تداولها، حتى أنه من الممكن التعرض لموضوع وكالات الأنباء و عملها دون الرجوع إلى مشاكل السياسة لعامة و المسائل الدبلوماسية و كما أن تجارة الأنباء غالبا ما تحقق عجزا بشكل أو بآخر حتى ليصعب تصديق الميزانيات المعلنة لوكالات الأنباء الحديثة فإن التدخل العام في شؤون الإعلام لا مفر منه سواء قبلنا أو لم نقبله.المبحث الخامس: الدور السياسي و الاقتصادي لوكالات الأنباء
تتعامل وكالات الأنباء مع الصحف و الإذاعات و الهيئات في تجارة المعلومات، و هي تجارة لها خصائصها المختلفة تماما عن التجارة العادية للسلع و المنتجات و هي سوق فريدة تؤثر في عقول الناس و نفوسهم. و من هنا تتصل عملية الإعلام بالتغيير الذي يصل إلى حد الثورة فلا غرابة أن تهتم الحكومات اهتماما كبيرا بالأخبار و أجهزتها و أهمها وكالات الأنباء. و لكن الأخبار عن السلع القابلة للغش كأي سلعة أخرى، بل هي أكثر قابلية للغش، إذ يمكن عرضها بكثير من التلوين و التمويه و إساءة القصد و المبالغة بالحذف أو الإضافة، و لذلك كانت أهم معايير العمل الصحفي الناجح في سوق الأخبار هي الدقة و الموضوعية و الحياد، و إن كان هذا الأمر عسيرا جدا نظرا لتداخل عمل الوكالات مع شتى الميادين السياسة و الاقتصادية. و قد بلغت وكالات الأنباء دورا وثيقا الصلة بإستراتيجية الدولة بصفة عامة، كي يرتبط نشاطها اليومي بتكتيكاتها و مناوراتها و دعاياتها. و إذا كان معدن الرجال يعرف في المحن فإذا حقيقة الوكالات تعرف في وقت الأزمات، و كانت الحرب العالمية الأولى أزمة دولية كشفت النقاب عن أعمال وكالات الأنباء و سياستها و اتجاهاتها و مواقفها ، فبعد سنة من نشوب الحرب، اتضح أن الوكالات تعمل صراحة لخدمة المصالح القومية. و عندما استقر الرأي في بريطانيا على ضرورة أن تلعب رويترز دورا وطنيا صريحا إلى جانب قضية الحلفاء عهد إلى رودريك جونس تنفيذ هذه السياسة بادية من عام 1915 و لم يكن الأمر خفيا على أحد و خاصة بعد أن عين رودريك جونس نفسه مدير للدعاية في وزارة الاستعلامات البريطانية و قامت الحكومة بتمويل مشروع الوكالة علينا و إعانتها بمبلغ 120000 جنية سنويا. وعبثا حاولت رويترز إقناع العالم بأنها وكالة محايدة، و لا علاقة لها للحكومة و لكن تحليل البرقيات كان ينطق بخلاف ذلك تماما و أصدرت ألمانيا نشرة سنة 1915 بعنوان ” الفناطوكاليتي رويترز و هافاس ” كما صورت الصحافية كلادر داش الألمانية و كانت رويترز في عدد خاص سمته ” أكاذيب رويترز ” و فيه تظهر الوكالة بشكل إنسان عجيب يسير على امتلاك لسانه شفوية تخرج منه نباتات و تماسيح و كائنات غريبة و تحلت الصورة كتب الكذب هو قانون العالم ، و هكذا تعلمنا شبكة رويترز الإخبارية . و عندما قاربت الحرب من نهايتها في أواخر الخريف، نشرت صحيفة برلينر تاجيبلات صيحة مريرة : ” أقوى من الأسطول و الجيش و أخطر تلك الوكالة – وكالة رويترز”.
بينما لا يختلف الدور الاقتصادي كثيرا عن الدور السياسي و تتضح من خلال أهمية و خطورة الأخبار الاقتصادية التي تعد مهام، و من خلال الخدمات الإعلانية التي تتيحها كذلك.
الفصل الثاني: وكالات الأنباء في العالمالمبحث الأول: وكالات الأنباء الأوربية
تعتبر أوربا مهد أول وكالة أنباء في العالم ( هافاس) و الآن يعرف المجال الإعلامي في القارة تطورا كبيرا ، حيث تضم عددا هاما من وكالات الأنباء العالمية والشبه الدولية و المحلية نذكر منها :
– وكالة الأنباء الفرنسية AFP أنشئت عام 1944.
– وكالة الأنباء البريطانية رويترز أنشئت عام 1851.
– وكالة الأنباء الألمانية DPA أنشئت عام 1949.
– وكالة الأنباء الإيطالية ANSA أنشئت عام 1945.
– وكالة الأنباء الإسبانية EFE تأسست عام 1939.
– وكالة الأنباء الصربية ( يوغسلافيا سابقا ) تأسست عام 1943.
– وكالة الأنباء الدانمركية RIT-BUR تأسست عام 1866.
– وكالة الأنباء النرويجية NTB تأسست عام 1867.
– وكالة فنلندا للأنباء FNB تأسست عام 1887.
– الوكالة البرقية السويسرية BELGA تأسست عام 1920.
– وكالة الأنباء السويدية TT تأسست عام 1922.
– وكالة الأنباء الهولندية ANP تأسست عام 1934.
– وكالة النمسا الصحفية APA تأسست عام 1946
– وكالة الأنباء البلجيكية BELGA تأسست عام 1920.
– وكالة أنباء أثينا ANA تأسست عام 1905.
– وكالة أنباء الأناضول التركية A.A تأسست عام 1920.
– وكالة البرتغال للأنباء ANI تأسست عام 1947.
– الوكالة البلغارية التلغرافية BTA تأسست عام 1898.
– وكالة ألبانيا التلغرافية ATA تأسست عام 1944.
– وكالة الأنباء البولندية PAP تأسست عام 1918.
– وكالة الأنباء الرومانية ROM-PRES تأسست عام 1949.
– وكالة الأنباء التشيكية CTK تأسست عام 1918 ( تشيكوسلوفاكيا سابقا) .
– وكالة الأنباء الروسية ITAR-TASS تأسست عام 1925 ( كان إسمها وكالة تاس السوفييتية قبل سقوط الإتحاد السوفياتي ) .
– وكالة نوفوستي الروسية RIA تأسست عام 1961.
– وكالة الصحافة الأرمينية ARMEN-P تأسست عام 1990.
– وكالة الأنباء الإستونية ENA تأسست عام 1991.
– وكالة المعلومات المولدافية ATEM تأسست عام 1992.
– وكالة أوروبا بريس الإسبانية تأسست عام 1975.
– وكالة الأنباء الأوكرانية UNA تأسست عام 1992.
– وكالة الأنباء البلاروسية تأسست عام 1991.
– وكالة الأنباء الليتونية LNA تأسست عام 1990.
– وكالة الأنباء الليتوانية LINA تأسست عام 1991.• وكالة الأنباء الفرنسية : صدر قرار إنشائها رسميا في 30 سبتمبر 1944م تحت اسم وكالة الأنباء الفرنسية، و هي مؤسسة عامة لها شخصيتها المعنوية، و تتمتع بالاستقلال المالي و قد وضعت تحت إشراف وزير الإعلام بحيث يديرها مدير مسؤول معين بمرسوم ، و كان أول مدير عام لها مرتيال بورجون . و من أهم القوانين التي تسيرها :
1. لا يجوز للوكالة بأي حال من الأحوال أن تتأثر بأي نوع من النفوذ أو أي كل من الاعتبارات التي من شأنها أن تعرض صحة الأنباء للخطر أو موضوعيتها للضرر.
2. يجب على الوكالة أن تزود عملاءها سواء الفرنسيون منهم و الأجانب بخدمة منتظمة و مستمرة من المعلومات و الأخبار الصحيحة الصادقة الجديرة بالثقة.
3. تلتزم الوكالة بأن تكون لها صفة العالمية من حيث الانتشار و قوة المصادر و تعددها، كما تؤمن وجود شبكة من المؤسسات التي تستطيع أن تمنحها تلك الصفة.
و يشرف على وكالة الأنباء الفرنسية مجلسان الأول يسمى المجلس الأعلى مهمته التخطيط و المتابعة و المراقبة، و الثاني يسمى مجلس الإدارة مهمته الإدارة و الإشراف و التنفيذ.
حيث إن باريس هي مقر الوكالة الرئيسي، فإن الأخبار الواردة من الخارج و الداخل لابد أن تتجمع في هذا المركز، و هناك تراجع و تصاغ صياغة صحفية. و لا تقتصر وكالة الأنباء الفرنسية على تقديم الأخبار السياسية و الدبلوماسية و إنما تقوم بإعداد خدمات متنوعة الموضوعات، فهناك خدمة اقتصادية لرجال المال و الأعمال و خذمة الأخبار الرياضية، فضلا عن تقديم التحقيقات الصحفية المصورة و غير المصورة، و لا يقوم العمل في وكالة الأنباء الفرنسية على أساس جلب الأخبار و صياغتها و توزيعها جميعها دون تمييزكما يحدث في الوكالات المحلية البسيطة، و إنما يقوم على أساس نوعي، بمعنى اختيار نوع الخبر الذي يهم المنطقة المرسل إليها الخبر. و لذلك فإن مكتب التحرير المركزي للوكالة ينقسم إلى عدة مكاتب فرعية وفقا للتقسيمات اللغوية و المناطق الجغرافية، و كذلك وفقا لطبيعة الخدمة و نوعها.
أما بالنسبة للتقسيم اللغوي و الجغرافي و السياسي فهناك المكتب الفرنسي الذي يتولى تقديم الخدمات للأقاليم الفرنسية و كذلك لكافة البلاد الأوروبية المتحدثة بالفرنسية، كما يقدم خدمة اللغتين الفرنسية و الألمانية معا بالنسبة لمناطق و الدول ذات الازدواج اللغوي الفرنسي الألماني مثل الألزاس ، سويسرا و ألمانيا. كما تقدم أخبار باللغة العربيةّ، الإنجليزية، الأسبانية، البرتغالية، الإيطالية.
و يوجد لوكالة الأنباء الفرنسية في داخل فرنسا سبعة مكاتب في بوردو، ليل، ليون، مرسيليا، رين، ستراسبورغ، تولوز.و تغطي الشبكة العالمية للوكالة 165 دولة من خلال 110 مكتب خارجي موزعة على النحو التالي:
1. أمريكا الشمالية و المقر الرئيس في واشنطن و يتبعه 9 مكاتب.
2. أمريكا اللاتينية و المقر الرئيس في مونتي فدير و يتبعه 15 مكتب.
3. آسيا و المحيط الهادي و المقر الرئيس في هونغ كونغ و يتبعه 25 مكتب.
4. أوربا و أفريقيا و المقر الرئيس في باريس و يتبعه 36 مكتبا في أوربا و 16 مكتب في إفريقيا.
5. الشرق الأوسط و المقر الرئيس في نيقوسيا و يبتعه 09 مكاتب.
إلى جانب هذه المكاتب الخارجية يوجد أكثر من 50 مراسلا أجنبيا يعملون في بلدان أخرى ليس بها مكاتب خارجية.
و لا تعتمد وكالة الأنباء الفرنسية على مكاتبها و مراسليها في الداخل و الخارج فقط، و إنما تعمل على الاستفادة من جهود وكالات أخرى عالمية و محلية فهي ترتبط بعقود مع 30 وكالة أنباء في 27 دولة مختلفة.
بالإضافة إلى هذا يبلغ عدد مشتركي وكالة الأنباء الفرنسية في مختلف أنحاء العالم أكثر من 12 ألف مشترك منهم نحو ألفين من المشتركين من غير أجهزة الإعلام مثل المؤسسات الاقتصادية و نحو مئة وكالة أنباء محلية و حوالي 500 صحيفة و 400 محطة إذاعية و 200 شركة تليفزيون في مختلف أنحاء العالم .
كما تقدم الوكالة خدمات رئيسية مثل خدمة النصوص في الأحداث السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الرياضية و العلمية و أخبار متفرقة، و تختلف هذه الخدمة إلى خمس أنواع:
1. الأخبار المتواصلة عبر النشرات العامة.
2. الأخبار المنتقاة التي ترسل إلى المشترك عبر البريد الإلكتروني.
3. AFP مباشر الذي يتيح الوصول إلى أرشيف الوكالة.
4. صحيفة الانترنيت حيث تخدم صحف الإنترنيت بست (06) لغات فرنسية، إنجليزية، إسبانية، برتغالية، ألمانية و عربية.
5. خدمة المحمول و هي خدمة إخبارية تؤمن وصول الأخبار إلى الهواتف النقالة.
إضافة إلى خدمات متخصصة رياضية و خدمة الرسوم البيانية و صحيفة الإنترنيت و خدمة البريد الإلكتروني.المبحث الثاني: وكالات الأنباء الأمريكية
يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية أهم الوكالات العالمية، بالإضافة إلى وكالات أخرى محلية نذكر منها:
– وكالة الأسوشيتد بريس تأسست عام 1848.
– وكالة يونايتد بريس أنترناشيونال تأسست عام 1958.
– وكالة كانديان بريس تأسست عام 1942.
– وكالة وولد وايد فوتوز تأسست عام 1943.• وكالة الأسوشيتد بريس: تأسست عام 1846 بعدما اتفق سبع صحف في نيويورك على إنشاء وكالة تختص بالأخبار و نشرها، و قد مارست أول وكالة أمريكية للأنباء احتكارا محكما. هذا و قد أنشأت الأسوشيتد برس مكاتب لها في أوربا و لكنها لم تستطع منافسة الوكالات الأوروبية ، بينما كانت الوكالة تحارب الاحتكار العالمي للأخبار، أخذت تدعم موقفها الاحتكاري الداخلي و تدافع عنه إلى النهاية و قد هددت الحكومة الأمريكية بمقاضاتها سنة 1942 إذا لم تسارع إلى تعديل قانونها الذي يعرف تبادل الأخبار و حقوق العضوية و بالفعل نفذت الحكومة تهديدها سنة 1943 ، حيث أصدرت المحكمة الفيدرالية قرارا أن من حق القراء الإطلاع على سائر الأخبار و المعلومات، فأخذت الأسوشيتد بريس تنفذ الحكم فعلا بتخفيف الكثير من القيود على عضويتها و على حرية التعامل مع الوكالات الأخرى.
و في سنة 1947 حدث تطورا آخر و هو قبول محطات إذاعية في عضويتها و يقدر عدد مشتركيها عام 2022 بـ1700 صحيفة و 6000 محطة إذاعة و تليفزيون داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى نحو 8 آلاف و 500 صحيفة و محطة إذاعة و تليفزيون موزعين على 121 دولة في أنحاء العالم(1) .
و يقوم العمل في الوكالة على أساس تجميع الأخبار من الأعضاء، بالإضافة إلى قيام الصحفيين العاملين في الوكالة يجمع الأخبار بأنفسهم، وللأسوشيتد بريس مئات المكاتب داخل في كل من نيويورك وواشنطن و سان فرانسيسكو فضلا على مكاتب في كل من مقر الأمم المتحدة و مقري الكونغرس بمجلسيه، هذا إضافة إلى مكاتب في خارج الولايات المتحدة و أهمها في كل من لندن، طوكيو، تل أبيب، رانجون، أستراليا، نيوزلندا، سنغافورة و جاكرتا.
و تقدم والأسوشيتد بريس عددا من المنتجات الرئيسية التي تتفرع عنها خدمات أخرى للتخصصات و اللغات، و الخدمات المالية، و خدمات المشتركين في الصحف المحلية و العالمية ووسائل الإعلام الأخرى و ذلك على النحو التالي :
I – المنتجات الرئيسية و تضم 12 خدمة و هي 2)
1. خدمات (AP) للأخبار و تتضمن الأخبار و الصور و البيانات.
2. الخدمات الرقمية.
3. خدمات الأخبار السريعة.
4. خدمات الراديو و تعد خصيصا لمحطات الإذاعة (APR).
5. خدمات التليفزيون و تعد لمحطات التليفزيون في الولايات المتحدة (APT).
6. خدمات ENPS و هي منتجات إذاعية ووسائل إلكترونية.
7. خدمات APTN : التليفزيون الدولي.
8. خدمات الديجيتال و هي خدمة خاصة بالإنترنيت.
9. خدمات المعلومات خاصة بالشركات و الهيئات الحكومية.
10. خدمات الاتصالات عبر القمر الصناعي.
11. خدمات الصور خاصة بالجرائد و المجلات.
12. خدمات الصور المتخصصة.
II- و تتفرع أيضا لعشر خدمات تبعا للتخصصات و اللغات و هي1)
1. تقديم تقارير عالمية و محلية و رياضية.
2. تقديم تقارير مختارة.
3. تقديم خدمات خاصة بالموضوعات الرياضية.
4. تقديم الأخبار السريعة.
5. خدمات للصحف المحلية و الصغيرة جدا.
6. تقدم تغطية لمنتجات باللغة الإسبانية لأمريكا اللاتينية و إسبانيا.
7. تقدم تغطية خاصة لعدد 13 ولاية تقع في غرب الولايات المتحدة.
8. تقديم خدمات لنحو 12 ولاية جنوبية.
9. تقديم خدمات لنحو 12 ولاية شمالية.
10. تقديم خدمات تستهدف الصحف الكندية و العالمية التي تهتم بأخبار كندا.
III- و تولى الأسوشيتد برس اهتماما خاصا بالخدمات المالية و هما:
1. APBN و تركز على أخبار الأعمال.
2. APST و تركز على أخبار البورصة و أسعار الأسهم.
IV- و توجد 11 خدمة رئيسية أخرى تعد خصيصا إلى مشتركين من الصحف المحلية و العالمية و هي2)
1. خدمات الصحف.
2. الخدمات المالية.
3. خدمات الموضوعات الصحفية.
4. خدمات الرياضة.
5. خدمات الصور.
6. خدمات الرسوم البيانية.
7. حدمات الشبكة.
8. خدمات أرشيف الصور.
9. الخدمات العالمية.
10. خدمات النصوص الإذاعية.
11. خدمات الصحف الأسبوعية.
الوكالة العالمية و الوكالات المحلية: توزع الأسوشيتد بريس أنباءها إلى الخارج في ثلاثة اتجاهات رئيسية:
الاتجاه الأول ويمتد إلى الشرق عبر الأطلنطي فيربط نيويورك بلندن، ويعتبر هذا الخط أهم الخطوط للوكالة الأمريكية لأنه يربط القارة الأوروبية و الشرق الأوسط بأمريكا.
و أما الاتجاه الثاني فهو الخط الواصل بين سان فرانسيسكو في الغرب عبر المحيط الهادي ومنه إلى أستراليا و نيوزيلندا و جنوب شرق آسيا و اليابان.
أما الاتجاه الثالث لأخبار الوكالة الأمريكية فيتجه جنوباٌ إلى أمريكا اللاتينية.
وتستغل الوكالة العالمية وجود وكالات محلية في دول الجنوب، و ذلك حتى توزع أخبارها على كافة الصحف و المحطات الإذاعية و التلفزيونية و الصحف.
وقد وجدت الوكالة أن مكاتبها في العواصم المختلفة تكلفها نفقات باهظة، و خاصة إذا كانت تقوم بالترجمة قبل التوزيع. واكتشف أن هذه المهمة يمكن أن توكل إلى الوكالات المحلية الناشئة بحيث تقوم باستقبال الأخبار و توزيعها و قد تقوم بترجمتها أيضا قبل التوزيع.
أما البلاد التي لا توجد فيها مكاتب للوكالة، و لم تنشأ فيها وكالات محلية بعد، فإن الوكالة تقوم بإرسال أخبارها إلى المشتركين مباشرة .المبحث الثالث: وكالات الأنباء العربية
عرف الوطن العربي وكالات الأنباء في القرن 20م لكنها لم تشهد انتشارا إلا في منتصف القرن الثاني من نفس القرن معظمها وكالات حكومية نذكر منها:
– وكالة الأنباء الجزائرية APS تأسست عام 1961.
– وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية MENA تأسست عام 1956.
– وكالة السودان للأنباء SUNA تأسست عام 1973.
– وكالة المغرب العربي للأنباء المغربية MAP تأسست عام 1959.
– وكالة الأنباء العراقية INA تأسست عام 1959.
– وكالة تونس- أفريقيا للأنباء TAP تأسست عام 1961.
– وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية NNA تأسست عام 1962.
– وكالة أنباء الجماهيرية JANA تأسست عام 1964 ( كانت تحمل اسم وكالة الأنباء الليبية ثم تغير اسمها إلى وكالة أنباء الثورة العربية في 1973 فوكالة أنباء الجماهيرية في سنة 1977).
– وكالة الأنباء الأردنية PATRA تأسست عام 1965.
– الوكالة العربية السورية للأنباء SANA تأسست عام 1965.
– وكالة الأنباء اليمنية SABAA تأسست عام 1970 (هي اندماج لوكالة سبأ للأنباء في اليمن الشمالي مع وكالة أنباء عدن في اليمن الجنوبي بعد قيام الجمهورية اليمنية عام 1990).
– وكالة الأنباء السعودية SPA تأسست عام 1390هـ/ 1971م.
– وكالة الأنباء الفلسطينية WAFA تأسست ببيروت عام 1972.
– الوكالة الموريتانية للصحافة WAMAS تأسست عام 1975.
– وكالة الأنباء القطرية QNA تأسست عام 1975.
– وكالة الأنباء الكويتية KUNA تأسست عام 1976.
– وكالة أنباء الإمارات WAM تأسست عام 1976.
– وكالة الأنباء العمانية ONA تأسست عام 1986.
– وكالة الأنباء الصحراوية SNA تأسست عام 1991.• وكالة الأنباء الجزائرية (1) ( و.أ.ج ) (A.P.S) : و هي ثالث وكالة تنشأ في دول المغرب العربي ، و كانت قد أنشئت في العاصمة التونسية في أول ديسمبر 1961م أثناء حرب التحرير الجزائرية كدعامة لثورة أول نوفمبر 1954، و تفرع عنها مكتبان : أحدهما في الرباط العاصمة المغربية، و الثاني في الجزائر العاصمة و يعمل في الخفاء. و كانت تمولها في ذلك الحين الحكومة الثورية الجزائرية المؤقتة.
و كانت الوكالة تصدر حينئذ نشرة إخبارية باللغتين العربية و الفرنسية، و تكتب بالآلة الكاتبة، و تتضمن أخبار العمليات العسكرية و الفدائية لجيش التحرير الوطني، و شرح القضية الجزائرية للرأي العام الدولي، و هذه الأخبار كانت تصل إلى المركز الرئيس للوكالة في تونس العاصمة، عن طريق مراسليها في جيش التحرير الذين كانوا يعيشون الأحداث اليومية داخل الوطن الجزائري و يشاهدون المعارك.
و بعد توقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 نقلت الوكالة مركزها الرئيس من تونس العاصمة إلى الجزائر العاصمة إلا أنها لم تستأنف عملها بشكل كامل إلا في أواخر عام 1962، و بدأت الوكالة عملها باستخدام التلغراف من أول نوفمبر 1963، كما أصبحت قادرة على تغطية أخبار القطر الجزائري كله، بفضل المحررين و شبكة المراسلين المحليين و لفنيين الذين تم تعيينهم بعد تدريبهم على هذا العمل، و في الأول من أغسطس عام 1963 صدر قانون ينص عل أن الوكالة هيئة عامة ذات طابع تجاري و صناعي، و تتمتع باستقلال مالي، تحت مسؤولية وزارة الإعلام. كما صدر قانون آخر في 30 سبتمبر 1964يمنح الوكالة امتياز احتكار توزيع الأخبار على كامل التراب الوطني، و بذلك أصبحت الوكالة الجزائرية تستقبل وحدها الأخبار من جميع الوكالات الأجنبية، و تتولى توزيعها على الصحف و أجهزة الإعلام لوطنية المختلفة.
و في نوفمبر 1985 أصبحت الوكالة مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي و نزعة ثقافية، و في 20 أفريل 1991 تحولت إلى مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي و تجاري. و في 1 جانفي بدأت الوكالة في وضع نظام للتحرير يعمل بالحاسبات الآلية، و في 25 أفريل 1995 بدأت في توزيع الأخبار بصورة آلية، و في 18 فيفري 1998 فتحت موقعا لها على شبكة الإنترنيت ، و في 5 جويلية 1998 أطلقت الوكالة صفحات ويب بالغة العربية، و في نوفمبر من نفس العام 1998 بدأت الوكالة البث عن طريق الأقمار الصناعية.
للوكالة في الداخل 12 مكتبا محليا و 35 مراسلا في مختلف أنحاء الدولة، أما في الخارج يوجد 12 مكتبا و مراسلا خارجيا في : الرباط، تونس، القاهرة، عمان، داكار، باريس، لندن، روما، بروكسل، مدريد، موسكو، واشنطن.
و تتكون الوكالة من ثلاث أقسام رئيسية هي: قسم التحرير المركزي، القسم الفني، القسم الإداري، و تبث الوكالة نشرات للداخل و الخارج باللغات العربية ( 50 ألف كلمة يوميا ) ، و الفرنسية ( 50 ألف كلمة يوميا ) و الإنجليزية ( 20 ألف كلمة يوميا ) ، و لها عقود خاصة للتبادل مع عدد من الوكالات الدولية و المحلية.المبحث الرابع: وكالات الأنباء المتعددة الجنسيات
و هي وكالات يشترك في المساهمة فيها و في ملكيتها و الانتماء إليها عدد من وكالات الأنباء ذات الجنسيات المختلفة و من أهمها:
1. الكارتل: هو نظام قديم يدرج ضمن وكالات الأنباء المتعددة الجنسيات، فقد قام هذا الكارتل عام 1876 بين ثلاث وكالات أنباء و هي هافاس الفرنسية، وولف الألمانية، رويترز البريطانية، و سرعان ما انضمت إليها وكالة الأسوشيتد بريس الأمريكية، و قد اتفقت الوكالات المذكورة على تنسيق أعمالها لتجنب المنافسة. و قد تم تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ بين وكالات الأنباء الأربعة، وفقا لمتطلبات النفوذ السائدة وقتذاك سياسيا و اقتصاديا، يكون لكل وكالة الحق الكامل في جمع و توزيع الأخبار فيها (1) .
2. إتحاد وكالات الأنباء الأوروبية : أنشئ عام 1924 في برن بسويسرا و توقف في سنوات الحرب العالمية الثانية، و استعاد نشاطه مرة أخرى عام 1957 في ستراسبورغ بفرنسا، حيث تحول إلى ” الرابطة الأوروبية لوكالات الأنباء ” و تضم 17 وكالة أنباء في دول : ألمانيا، النمسا، الدانمارك، بلجيكا، إسبانيا، فنلندا، فرنسا، إيطاليا، النرويج، هولندا، السويد، سويسرا، اليونان، تركيا، البرتغال، يوغسلافيا، بلغاريا.
و تعتبر وكالات الأنباء أعضاء هذه الرابطة، مستقلة عن الحكومات و السلطات الرسمية في دولها، و تعمل الرباطة على قيام الأعضاء بتبادل الأخبار و الخبرات في المجالات الصحفية، و التكنولوجية، و الإدارية .
3. إتحاد وكالات الأنباء العربية (F.A.N.A): استلهاما لروح ميثاق جامعة الدول العربية ، و تحقيقا للقاء العربي في كافة المجالات ، و رغبة صادقة في قيام علاقات وثيقة منتظمة بين سائر وكالات الأنباء العربية و تيسيرا لعملها و تقوية له، فقد قرر ممثلو وكالات الأنباء العربية، الذين اجتمعوا على هيئة جمعية تأسيسية في القاهرة من 24 إلى 28 أكتوبر 1964 أن ” ينشأ في نطاق جامعة الدول العربية، إتحاد يضم وكالات الأنباء الوطنية في البلاد العربية، يسمى إتحاد وكالات الأنباء العربية، و تكون له الشخصية القانونية ” (2) و من بين أهداف الإتحاد:
– تعميق روح التضامن العربي، و مراعاة الموضوعية لاكتساب ثقة المواطن العربي، و الرأي العام العالمي.
– انتهاج خط إعلامي يخدم القضايا العربية و الإسلامية، و قضايا التحرر في العالم.
– الحث على عقد الاتفاقات الثنائية بين الوكالات.
– تقديم كافة التسهيلات الفنية و المادية و الخبرات المتطورة للوكالات الناشئة خصوصا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
– دعوة السلطات المختصة في كل دولة عربية لاتخاذ ما يلزم من خطوات لتسهيل مهمة مراسلي وكالات الأنباء العربية فيها، و العمل على تخفيض أسعار البرقيات الصحفية.
و ينص النظام الأساسي على أن الجمعية العامة، و الأمانة العامة، هما الجهازان الرئيسيان للإتحاد (1) هذا و عقدت الجمعية العامة للإتحاد مؤتمرها الثالث في الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر 1974 في بيروت، حيث تم انتخاب هيئة الأمانة العامة، و الأمين العام للاتحاد و قرر أن يبدأ العمل الفعلي للاتحاد في بداية عام 1975 في مقره ببيروت.
و يعمل الإتحاد عل فتح مكاتب عربية مشتركة في أوربا، تشرف عليها إحدى الوكالات العربية، و تشارك فيها الوكالات الأخرى، و تم بالفعل فتح مكتب في بون الألمانية تحت إشراف وكالة تونس إفريقيا للأنباء و مكتب آخر في فيينا و تشرف عليه وكالة الأنباء العراقية و مكتب ثالث في مدريد تشرف عليه وكالة المغرب العربي للأنباء.
و لضمان التدفق الإعلامي الحربين الدول العربية، و تعريف الدول العربية للعالم، و تعريف أبناء الأمة العربية بدولها أوصت هيئة الأمانة العامة بإعداد دراسة لتحديد يوم معين تنشر فيه جميع الوكالات العربية أخبار بلد عربي معين من مختلف النواحي باللغات العربية و الإنجليزية، و الفرنسية، و حسب التسلسل الأبجدي المعتمد في جامعة الدول العربية (2) .
هذا و يضمن لإتحاد كل وكالات الأنباء الرسمية في الدول العربية العضوة في جامعة الدول العربية .
4. وكالة أنباء الخليج: تأسست هذه الوكالة بموجب الاتفاقية المعقودة بين دول الخليج العربي بتاريخ 9 جمادى الثانية 1396 هـ الموافق لـ 07 جوان 1976م، و هي مؤسسة عامة تتمتع بالشخصية القانونية و مركزها الرئيسي مدينة المنامة عاصمة البحرين.
و تضم الوكالة الدول التي صدقت على اتفاقية إنشائها و هي حكومات كل من العراق، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، السعودية، العراق، سلطنة عمان، قطر، الكويت (3).
هذا و قد اكتفت البحرين بوجود هذه الوكالة في عاصمتها، و لم تنشئ وكالة محلية خاصة بها. و لم تبدأ الوكالة البث الفعلي إلا يوم 18 مارس 1978. و من بين أهداف الوكالة ما يلي:
– تعريف الرأي العام العالمي بأحداث منطقة الخليج العربي و قضاياها و انجازاتها و تطلعاتها.
– إبراز الوجه الحضاري لطموح الإنسان الخليجي و إنجازاته في كافة المجالات.
– تغطية أهم الأحداث العالمية ذات العلاقة بدول المنطقة.
– إتباع سياسة إخبارية تدعم الشعور باستقلال دول المنطقة، و تنسيق مواقفها تجاه القضايا المشتركة.
– المساهمة في إيصال صوت المنطقة إلى العالم أجمع.
و يتألف الهيكل التنظيمي للوكالة من: مجلس الإدارة، المدير العام، المدير العام المساعد، قطاع التحرير، إدارة شؤون الهندسية، إدارة شؤون المالية و الإدارية، قسم العلاقات العامة (4).
كما تتعاون وكالات الأنباء في الدول الأعضاء مع وكالة أنباء الخليج بتزويدها بالأخبار، هذا و تقوم الوكالة بتضمين نشرتها الإخبارية بأخبار كافة أقطار الدول الأعضاء في الوكالة بمعدل خمسة أخبار لكل منها (1).
5. وكالة الأنباء الإسلامية الدولية ( I.I.N.A) : برزت الفكرة الأولى لإنشاء وكالة أنباء إسلامية دولية في الخمسينات من القرن20م و ذلك ليكون للعالم الإسلامي وحداته الإخبارية الخاصة به،و لنقل أحداث العالم الإسلامي للرأي العام الإسلامي، و بعد عقد المؤتمر الإسلامي في كراتشي الباكيستانية عام 1950 حصلت الفكرة على تأييد قوي ، و اتخذ قرار لبدء المشروع الخاص بها (2). و بناء على دعوة الحكومة الإيرانية، اجتمعت لجنة تضم ممثلين لوكالات الأنباء ووزارات خارجية 15 دولة إسلامية منها الجزائر و مصر و تركيا و إيران و ماليزيا…. و قد وضعت اللجنة الميثاق لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية على أن تكون مدينة طهران مركزا رئيسيا للوكالة. و من أهداف الوكالة هي :
– نشر التراث الثقافي الإسلامي الضخم و الحفاظ عليه.
– توثيق العلاقات بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
– تنمية الصلات المهنية و التعاون الفني بين وكالات الأنباء للدول الأعضاء.
– العمل في سبيل توحيد أهداف العالم الإسلامي.
– العمل على خلق وعي أكبر بين الشعوب الإسلامية، لما تواجهه من مشاكل سياسية و اقتصادية و اجتماعية.
– تسهيل تبادل المعلومات ذات أهمية بالنسبة للعالم الإسلامي.
– تسهيل عملية تبادل المراسلين و الصحفيين.
هذا و تتكون وكالة الأنباء الإسلامية الدولية جهازين هما:
1. الجمعية العمومية : و تتألف من ممثلي وكالات الأنباء الوطنية.
2. المجلس التنفيذي : يعمل على متابعة و مراقبة نشاط الوكالة الإعلامي، و تسيير أمورها الفنية و المالية و الإدارية .
و من موضوعات الوكالة :
– البحوث التاريخية ذات الصلة بالتاريخ الإسلامي.
– تغطية المؤتمرات الإسلامية.
– إستعراض ما ينشر من مؤلفات حول الإسلام و المسلمين.
– النواحي الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الاقتصادية في الدول الأعضاء.
كما تقدم الوكالة خدمات متنوعة منها، نشرة الأخبار اليومية باللغات العربية، الإنجليزية و الفرنسية و نشرة الأخبار الأسبوعية . و التحقيقات الصحفية حول الدول الأعضاء.
أما فيما يتعلق بعدد الدول الأعضاء في وكالة الأنباء الإسلامية فيبلغ 41 دولة هي: أفغانستان، الجزائر، البحرين، بنغلاديش، الكاميرون، تشاد، مصر، الغابون، غامبيا، غينيا، غينيا الإستوائية، إندونيسيا، إيران، الأردن ، الكويت، لبنان، ليبيا، ماليزيا، مالي، موريتانيا، المغرب، عمان، باكستان، قطر، السعودية، السنغال، سيراليون، الصومال، السودان، سوريا، تونس ، تركيا، أوغندا، الإمارات، بوركينافاسو، اليمن، العراق، فلسطين، جزر المالديف، جزر القمر(1)
6. وكالة الأنباء الأفريقية: تعتبر الوكالة نموذجا لوكالة الأنباء متعددة الجنسيات التي أقيمت على المستوى القاري، حيث تضم في عضويتها كافة وكالات الأنباء الوطنية في الدول الأفريقية. و قد جاءت فكرة إنشاء الوكالة عام 1963 في المؤتمر التأسيسي لمنظمة الوحدة الإفريقية، و ظلت فكرة إنشاء الوكالة تنتقل من لجنة إلى أخرى، و من سنة إلى أخرى، إلا أن أقر المؤتمر الثاني لوزراء الإعلام الأفارقة الذي عقد في أديس بابا في المفترة من 4 إلى 9 أفريل 1979 معاهدة إنشاء الوكالة الإفريقية للأنباء و من أهداف الوكالة ما يلي:
– العمل على تحقيق أهداف و غايات منظمة الوحدة الأفريقية لتعزيز الاستقلال و الوحدة و التضامن الأفريقي.
– التعريف بنضال الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
– العمل على تشجيع تبادل الأخبار في كافة المجالات بين الدول الأعضاء.
– العمل على تشجيع الاندماج الأفريقي.
– العمل على تصحيح الصورة المشوهة لأفريقيا.
– إنشاء بنك المعلومات حول أفريقيا.
– المساهمة في تطوير وكالات الأنباء الوطنية القائمة، و مساعدة الوكالات الناشئة.
– التعاون مع مؤسسات الإعلام الأفريقية من إذاعة و تليفزيون.
هذا و قد تقرر إنشاء خمسة مجمعات إقليمية في القارة الأفريقية و هي:
– المجمع الإقليمي لشرق أفريقيا: و مركزه الخرطوم بالسودان و تضم : جزر القمر، جيبوتي، أثيوبيا، كينيا، مدغشقر، مريشيوس، سبشل، الصومال، السودان، تنزانيا، أوغندا.
– المجمع الإقليمي لغرب أفريقيا: و مركزه في لاجوس بنيجيريا و يضم: بنين، الرأس الأخضر، ساحل العاج، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، بوركينافاسو، ليبيريا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، توغو.
– المجمع الإقليمي بوسط أفريقيا: و مركزه الرئيسي في كينشاسا بالكونغو الديمقراطية و يضم: أنغولا، بورندي، الكاميرون، تشاد، الكونغو، غينيا الإستوائية، الغابون، جمهورية أفريقيا الوسطى، رواندا، ساوتومي و برنسيب، الكونغو الديمقراطية.
– المجمع الإقليمي لشمال أفريقيا: و مركزه في طرابلس بليبيا و يضم: الجزائر، مصر، ليبيا، تونس، المغرب.
– المجمع الإقليمي لجنوب أفريقيا: و مركزه في لوزاكا بزامبيا و يضم : بتسوانا، ليسوتو، مالاوي، موزمبيق، سوازيلاند، زامبيا، زيمبابوي.
هذا إضافة إلى مكاتب فرعية في كل من تونس، هراري، أديس بابا، نيروبي، و مكاتب خارجية مثل لندن، نيويورك، باريس، موسكو….
و كان يوم 25 ماي 1983 هو اليوم الأول لتشغيل وكالة الأنباء الأفريقية.
7. وكالة الأنباء الآسيوية( ANS ) (1) : أنشئت بهدف تحقيق التبادل الإخباري بين 17 وكالة أنباء آسيوية، في محاولة من هذه الدول لكسر احتكار وكالات الأنباء الإقليمية و العالمية، و قد تأسست رسميا في أوائل عام 1970 بين مجموعة من الصحفيين، و مارست هذه الوكالة عملها بالفعل في مارس 1973.هذا و لم تحقق الوكالة تقدما في نشر اخبار آسيا بسبب قلة الموارد المالية، و اقتصر عملها على عقد المؤتمرات و الندوات.
8. منظمة وكالات أنباء آسيا و الباسفيك ( OANA) (2) : تأسست هذه المنظمة متعددة الجنسيات في عام 1961 للعمل على تعزيز التعاون و تأمين التبادل الحر للأخبار بين وكالات أنباء المنطقة و كان عدد أعضائها ثماني وكالات أنباء تمثل: اليابان، الهند، سيريلانكا، الفلبين، أندونيسيا، ماليزيا، باكستان تايلاند، و تتخذ سيريلانكا مقرا لها.
و تتكون المنظمة من الجمعية العمومية و المجلس التنفيذي ، هذا و تضم الوكالة حاليا (عام2002) في عضويتها 37 وكالة أنباء موجودة في 30 دولة هي: أفغانستان ، أستراليا، بنغلاديش وممثلة بوكالتين ، كامبوديا، الصين، كوريا الشمالية، الإمارات العربية المتحدة، الهند ممثلة بثلاث وكالات ، أندونيسيا، إيران، اليابان ممثلة بوكالتين، كازاخستان ممثلة بوكالتين، الكويت، كيرغيزستان، لاوس، ماليزيا، منغوليا، نيبال، عمان، باكستان ممثلة بوكالتين، الفلبين ، قطر، كوريا الجنوبية، روسيا و الممثلة بوكالتين، السعودية ، سيريلانكا، تايلاند، تركيا، فيتنام.
9. وكالة معلومات أمريكا اللاتينية : صدر قرار إنشاء الوكالة في عام 1970، و قد أصدرت الوكالة أول خدمة إخبارية دولية لها في جويلية 1971، و هي تجمع بين أخبار أمريكا اللاتينية، و أخبار الدول الأجنبية، و تتكون الوكالة من صحف مستقلة في كل من البرازيل، تشيلي، كولومبيا، الإكوادور، بوليفيا، المكسيك، كوستاريكا ، بيرو ، فنزويلا.
10. وكالة الأنباء الكاريبية ( CANA ) : تعتبر هذه الوكالة نتاج التكامل في منطقة الكاريبي و قد بدأ العمل في الوكالة في جانفي 1976 و هي وكالة أنباء مستقلة تعاونية و يشترك في ملكيتها أربع صحف و ثمانية محطات إذاعية و تليفزيونية في المنطقة و مركزها باربادوس.
و مهمة الوكالة هي تعزيز التعاون و التكامل و التفاهم بين شعوب الكاريبي من ناحية، و شعوب العالم من ناحية ثانية.
و توجد مكاتب الوكالة الإقليمية في: الدومينكا، غرينادا، غوايانا، جاميكا، سانت لوسيا، ترينيداد و نوباغو.
11. مجمع وكالات أنباء دول عدم الانحياز: تأسست في جانفي 1975 و تضمن وكالات أنباء الدول التالية: المكسيك، إندونيسيا، ماليزيا، قطر، العراق، كينيا،، كوبا، إثيوبيا، مصر، زامبيا، السودان، يوغسلافيا( سابقا) ، ليبيا، الجزائر، المغرب، غانا، تانزانيا، بنغلاديش، نيبال، الفيتنام، سيريلانكا، و تتكون من لجنة التنسيق و المجلس الحكومي. و من أهداف المجمع هو تحقيق التعاون و التبادل الإخباري بين دول الحركة و تحقيق نظام إعلامي جديد لمواجهة وكالات الأنباء الغربية و تحسين و توسيع التبادل الإعلامي المشترك. و الجدير بالذكر أن مجمع وكالات أنباء دول عدم الانحياز ليس مؤسسة قائمة بذاتها، فليس له مقر رسمي، و ليس له ميزانية مستقلة و إنما يقوم ببث الأخبار المذاعة من وكالات الأنباء الأعضاء في أوقات محددة.
12. رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط: تأسست في 27 جويلية 1994 و مقرها في روما بإيطاليا ، و تضم في عضويتها 17 دولة من دول البحر الأبيض المتوسط.
و تتكون الرابطة من الجمعية العمومية، الرئيس، نائبي الرئيس ، السكرتير العام، لجنة المتابعة.
و الدول الأعضاء في الرابطة هي : فرنسا موريتانيا، إيطاليا، الجزائر، إسبانيا، ليبيا، المغرب، مصر، لبنان، سوريا، تونس، فلسطين، تركيا، اليونان، ألبانيا، قبرص، البرتغال. و من أهداف لرابطة هي تبادل الأخبار بين الوكالات الوطنية للدول الأعضاء و التنسيق فيما بين هذه الأعضاء.الفصل الثالث: العولمة و مستقبل وكالات الأنباء
المبحث الأول: الاحتكار في التبادل الإعلامي الدولي.
لم يزل العالم يتجه باضطراد نحو تحطيم الحواجز القائمة بين الشعوب، كما و تتجه وسائل الإعلام في العديد من الدول نحو الاتسام بالطابع الدولي و رغم التقدم الهائل لوسائل الاتصال نرى أن وسائل الإعلام في العالم لم تزل تعتمد في القسط الأكبر من أخبارها على وكالات الأنباء العالمية الخمس، رويترز، الأسوشيتد بريس، اليونايتد بريس، وكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة إيترتاس الروسية.
و يرتبط الاحتكار و التركيز في التبادل الإعلامي الدولي بالمشاكل السياسية و الاقتصادية و التي تنتج عنها احتكار قلة قليلة من دول العالم لمصادر الأنباء العالمية، إضافة لاحتكارها لوسائل الاتصال الحديثة و خاصة شبكة الأقمار الصناعية.
و من هنا نرى أنه إضافة للاحتكار و توزيع مناطق النفوذ في عملية التبادل الإعلامي الدولي بين وكالات الأنباء العالمية الخمس المذكورة سابقا، فإن وسائل الإعلام هذه، تحرص على نقل الأخبار و التعليقات و التحليلات السياسية و الاقتصادية و العسكرية من منظور المصالح التي تمثلها، و هذه معضلة لم تزل تعاني منها الدول الأقل تطورا و الدول النامية و الدول الفقيرة، المضطرة لاستخدام ما يصلها من المصادر الإعلامية الدولية، متأثرة بمواقف تلك المصادر.
و هذا ما يفسر محاولات بعض الدول، للتكتل عالميا و إقليميا لإنشاء وكالات أنباء قوية، يمكن أن تخلصها من احتكار وسائل الاتصال و الإعلام الدولية، لجمع و نقل و توزيع و نشر الأنباء عالميا، مثلما رأيناه سابقا مع وكالات الأنباء لدول عدم الانحياز ووكالة الأنباء لدول إفريقيا و غيرها لكسر احتكار الدول الكبرى و سيطرتها على تدفق الأخبار.
و بالرغم من تلك المساعي إلا أنه لم يتمكن من مواجهة الوكالات الكبرى لا استطاع أن يعدل مسار التدفق الإعلامي غير المتوازن، فظلت الأخبار تصب من الشمال الفني المتطور إلى الجنوب الفقير فتغرقه و تثير التن العرقية و القومية فيه في عالم يعيش تحت سيطرة عولمة غربية لا ترحم الضعيف و البقاء فيها للأقوى سياسيا و عسكريا و اقتصاديا و إعلاميا أيضا خصوصا و نحن نعيش في قرن الثورة المعلوماتية و الإعلامية.و يتمثل الحجم الإجمالي للأنباء التي توزعها الوكالات الرئيسية الخمس للأنباء في العالم بحوالي 32850000 كلمة يوميا موزعة بين تلك الوكالات كالآتي:
اسم الوكالة حجم الأنباء/ كلمة يوميا
1. الأسوشيتد بريس AP الأمريكية 17 000 000كلمة يوميا
2. اليونايتد إنترناشيونال بريس UPI الأمريكية 11 000 000 كلمة يوميا
3. وكالة الأنباء الفرنسية AFP 3 350 000 كلمة يوميا
4. وكالة رويترز للأنباء Rewters بريطانية 1 500 000 كلمة يوميا
5. وكالة إيترتاس الروسية Iter tass 1 000 000 كلمة يوميا
المجموع: 32 850 000 كلمة يومياكما و توضح الدراسات أن هذه الوكالات تركز في أنبائها على الأخبار السلبية و السيئة عن الدول النامية و الفقيرة في العالم، كالفساد و العنف، أكثر من تناولها للأنباء الخاصة بالتنمية الاجتماعية و الاقتصادية و العلمية و احتياجاتها.
المبحث الثاني: العولمة ووكالات الأنباءالعولمة بالأساس هي مفهوم ذو أبعاد اقتصادية قبل أن تكون مفهوما علميا و سياسيا و إعلاميا و اجتماعيا و ثقافيا.فمصطلح عولمة مشتق من الكلمة الانجليزية Globalization أي الكوكبة و الكونية و في اللسان العربي فهي كلمة العالم و يتصل بها فعل عولم.و في ظل العولمة الغربية المتوحشة، لا غرابة إذن من الهيمنة الأحادية لبلد واحد على عالم الإعلام بكامله، حيث نرى سيطرة ثلاثة دول على مصادر الخبر في العالم من خلال وكالات الأنباء.( فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة ) فهذه الوكالات العالمية بفضل ما تحظى به من تجهيزات و رأس مال، أصبح لها نفوذ و اليد الطولى ما يمكنها من تقديم خدمات أفضل و احتكارها لوجهة نظر البلدان التي تصدر منها.
و نظرا لقلة الخبرة لدى الوكالات الوطنية للأنباء ، و قلة الوسائل التقنية في جانبها الإعلامي، لا تؤدي دورها المنشودة. وهكذا يتبين لنا جليا أن الوكالات الوطنية للأنباء لا يمكنها في هذه الحالة أن تنافس الوكالات العالمية للأنباء.. حتى على أرضها الوطنية و تجد نفسها تابعة للوكالات العملاقة.
وإن من أبرز مظاهر العولمة تتمثل في زيادة عمليات التدفق الإعلامي عبر الحدود الوطنية للدول، و هو تدفق تقف خلفه شركات و شبكات إعلامية عملاقة قادرة على الوصول بالبث إلى أي منطقة في العالم، كما أن الثورة العائلة التي تحقق في مجالات الاتصال و المعلومات تعتبر من المظاهر الرئيسية للعولمة.
و مما لا شك فيه أن النظام العالمي الجديد للإعلام الذي تسعى إليه الدول النامية لا يزال بعيد المنال بفعل عملية العولمة. حيث يلاحظ أنه لا توجد أية وكالة في العالم ارتقت إلى مصاف وكالات العالمية الأربعة المذكورة في الفصل السابق، بل ازدادت الهوة اتساعا بين الوكالات الوطنية و الوكالات العالمية خصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة و دخول العالم في مناخ سياسي و إعلامي جديد تحت زعامة الولايات المتحدة التي أرادت السيطرة على العالم في كافة المجالات و بالخصوص المجال الإعلامي.
و في ظل سيطرة وكالات الأنباء العالمية على مصادر الخبر في العالم حاولت الدول الجنوبية اللحاق بالركب فأنشئت اتحادات بين وكالاتها لتحقيق القدر الأقصى من التوازن الإخباري على مستوى العالم، لكنها لم تنجح في كسر جماح الوكالات العالمية خصوصا بعد الحرب البردة لتدخل في نظام عالمي جيدي أكثر إجحافا.المبحث الثالث: مشاكل و أفاق وكالات الأنباء
أشار التقرير النهائي للجنة الدولية لدراسة مشكلات الإعلام في العالم (1) إلى وجود أكثر من 100 وكالة وطنية و عالمية، منها خمس وكالات عالمية و 101 وكالة وطنية، و لقد رتب التقرير هذه الوكالات بحسب المناطق الهامة في العالم و هي كالتالي:
– القارة الأوروبية 28 وكالة.
– القارة الأفريقية 26 وكالة.
– القارة الآسيوية 19 وكالة.
– الوطن العربي 18 وكالة.
– أمريكا اللاتينية وكالتين.
– أوقيانوسيا وكالتين.
و رغم التطور الكبير في تكنولوجيا المعلوماتية من أقمار اصطناعية و شبكة الإنترنيت و كذلك ما حققته الوكالات العالمية للأنباء من ازدهار و الانتشار و احتكار الخبر بالإضافة إلى السعي الحثيث للوكالات الوطنية للسير في ركب الوكالات العالمية، إلا أنها ما زالت تعاني من مشاكل منها التبعية المالية للشركات الإعلامية و التجارية و الاقتصادية بالنسبة للوكالات العالمية هذا ما يجعلها تقع في فخ هذه الشركات، أما بالنسبة لوكالات الدول الفقيرة فمعظمها وكالات حكومية، و بذلك فهي تعبر عن رأي فكر النظام السياسي الذي تنتمي له لوكالة، بالإضافة إلى الحجم الضعيف للميزانيات المخصصة لها.
هذا و يرى المتتبعون و المهتمون بالمجال لإعلامي في هذا القرن أن وكالات الأنباء في العالم و خصوصا الدولية منها ستعرف منافسة شديدة من قبل الفضائيات الإخبارية العالمية التي أصبح لها وزن كبير في المعادلة الإعلامية في عصر المعلوماتية، لذلك فإن وكالات الأنباء قد تفقد جزءا من مكانتها المرموقة في الساحة الإعلامية الدولية التي اكتسبتها في القرون الماضية، و رغم هذا التنافس بين وكالات الأنباء و الفضائيات الإخبارية حول مصدر الخبر و نشره، لكن هذه الأخيرة مازالت تعتمد على وكالات الأنباء في جزء مهم من الأخبار المتنوعة التي تبثها.
_أنواع المقابلات الصحفيه واهدافها:
1- مقابله صحفية تجرى بهدف كتابه قصه خبرية، وهذه قد تكون عباره عن مجموعه من المقابلات يجريها المندوب مع ابطال القصة او شهود العيان هدف جمع الحقائق والمعلومات لكتابة القصة الخبرية، والصحفي فى هذا النوع من المقابلات يركز علي الاسئله التقليدية السته وهي: من، ماذا،متى،كيف،اين،لماذا..
2-مقابلة صحفيه لكتابة موضوع اخباري يقدم تفصيلات عن الخلفية المتعلقه بمن او ماذا جرى ؟
3-مقابلة صحفية لرسم صورة جانبيه ( Profile) لشخص معين ، فاذا كان هذا الشخص مألوفا للقراء ينبغي ان يقدم لهم الصحفي شيئا جديدا عنه اما اذا كان الشخصغير معروف فأنه يرسم لهم صورته بالكامل.وفي بعض الاحيان يكون ما يفعله الشخص او الجو الذي يعيش فيه أهم كثير مما يقوله فى رسم هذه الصوره الجانبيه.فعلي سبيا المثال اجرت صحيفه امريكيه مقابله مع احد زعماء الهند وكان مطلوبا للعداله بتهمه القتل، وكان يتخذ من المعبد المقدس ملجأ له وسط حماية تابعية، وتقول الصحيفة أنه على الرغم من ان الرجل لم يقل شيئا يستحق النشر ،الا ان المقابله لم تكن فاشله،فهناك مقابلات تجريها لانك تريد اجابات ، وهناك مقابلات اخرى تعرف الاجابات فيها مقدما، ولكنك تريد أن تضيف الى المقابله شيئا من الاثارة او التلةين، او تصف الجو المحيط بالمقابله او مزاج الشخص فلى المقابله او تحصل علي تصريح جيد منه.
4-القصة التجميعية:وهي التي تتم تجميع مادتها علي غرار الندوات،وتعطى للقاريء بعدا اعمق عن حدث جار، وذلك عن طريق جمع ارارء عدة أشخاص حول هذا الحدث ، ويستطيع الكاتب الصحفي ان يكتب قصة تجميعية للآراء أو التعليقات التي يجمعها حول موضوع معين.
5-مقابله صحفيه لعمل تحقيق صحفي متعمق وتستهدف المقابلات التي يجريها الصحفي لعمل التحقيقات الصحفيه الاجابة عن سؤالين اساسيين هما : كيف و لماذا..
6- حديث صحفي مستقل يستهدف الحصول علي أخبار او معلومات أو آراء وتختلف المقابلات الصحفية فمنها المقابلات الودية او المقابلات التصادمية او العدائية، وتتراوح هذه المقابلات بين المشاعر الفياضه ومحاولات الدفاع عن النفس.ويتوقف ذلك علي نوع المعلومات التي يسعي الصحفي الى الحصول عليها وعلي الظروف التي تتم فيه المقابلة.
مراحل اجراء الحديث الصحفي:
أولا: الاعداد للحديث الصحفي:
1- اختيار الشخصية واختيار موضوع الحديث:
تعتبر الاحداث الجاريه سواء المحلية أو الخارجية هي التي تحدد الشخصيات و الموضوعات التي يقوم الصحفي باجراء مقابلات صحفية حولها بشرط أن ترتبط هذه الأحداث بقضايا تهم الرأي العام أو تمس مصالح عدد كبير من القرء ، فأجراء تغيير وزاري قد يستدعي إجراء العديد من المقابلات مع رئيس الوزراء ، والوزراء الجدد حول سياستهم الجديدة ، وصدور قانون جديد للإسكان قد يستدعي إجراء حوار مع مزير الاسكان حول هذا القانون ومدي مراعاته لمصالح كل من الملاك والمستاجرين أو محدودي الدخل…..ألخ..
ثانيا:جمع المعلومات:
حتي يتمكن الصحفي من اجراء حديث جيد وناجح لابد أن يقوم بجمع المعلومات عن الشخصية التي سيجرى معها الحوار وعن الموضوع أو الموضوعات التي سيدور حولها النقاش ،فالبحث الموثق جيدا يعطى الصحفى المعلومات الخلفية التي يحتاجها لتوجية أسئلة جيدة..ولمقارنة اجابات الشخص مع ما توصل اليه الصحفي من خلال بحثه عن المعلومات ،أما الصحفى الذي لا يسعى الي الالمام بموضوع حديثه ويكتفي بما هو متاح او بالقدر اليسير من المعلومات فان معلوماته او حديثه يمكن أن يكون ناقصا وضحلا وغير دقيق وغير مثير…
وحتي يتمكن المحرر من جمع المعلومات المطلوبة لاعداد حديثه عليه أن يجيب اولا علي هذه الاسئلة:
1-ما هي المعلومات التي يريد ان يعرفها؟ هل تتعلق بواقعه حقيقيه ام تاريخا معينا؟ هل هي رقم تليفون ام اسم خبير ام معلومات خلفية ام احصاءات…..علي الصحفي ان يعد قائمه بالمعلومات التي يريدها لموضوعه..
2- لماذا يريد ان يعرف هذه المعلومات؟ هلي هي مهمه جدا لموضوعه ام ثانويه الاهميه، هل هي مثيرة للاهتمام ام يمكن الاستغناء عنها؟
3-كيف سيستخدم هذه المعلومات؟ هل ستنشر بالنص كما ذكرها المصدر ؟ هل ستستخدم لتحديد اسئله المقابله؟ عليك ان تحدد كل معلومه والدور المحتمل لها فى الموضوع..
4-كم الوقت لديك لتسليم الحديث؟ هل امامك اربع دقائق ام اربع ساعات ام اربع ايام ام اربع اسابيع؟ فى حاله قصة وقعت حديثا وامامك موعد نهائي للطبع يقترب بسرعه،عليك ان تستعين بأخبار الوكالات وان تستعين بالتليفون للحصول علي المعلومات..
من أين يحصل الصحفي علي المعلومات::؟؟
هناك مصارد عديدة يمكن للصحفي الحصول علي المعلومات من خلالها عن موضوع الحديث والشخصية التي سيجرى معها الحوار وهي:
أ-أرشيف الصحيفةاو ما يسمي بقسم المعلومات ويوجد به ملفات للشخصيات العامة من سياسين وادباء وعلماء وفنانين..وغيرهم…كما يوجد به ملفات للموضوعات والقضايا المهمه التي تدخل ضمن اهتمامات الصحيفة.
ب-المكتبة:ويوجد بالمكتبات كتب وابحاث ودراسات اجريت ربما حول الشخصيه التي سيجري معها الحديث او حول الموضوعات والقضايا التي سيناقشها الصحفي معها.كما انه بامكانه أن يطلع ايضا علي الكتب التي قد تكون من تأليف هذه الشخصية، فلو اننا سنجري حوار مع نجيب محفوظ بمناسبه حصوله علي جائزه نوبل مثلا فيمكن ان نقرا مؤلفاته وخصوصا الفائزه بالجائزة، والمؤلفات التي كتبت عنه، وبالمكتبات يمكن ان نعثر فى الموسوعات والمعاجم والكتب السنوية وغيرها علي ما نحتاج اليه من معلومات او احصاءات.وهناك ايضا قواعد البيانات وبنوك المعلومات الالكترونية..
ج-الاتصال بالصحفيين الذين سبق لهم اجراء مقابلات مع هذه الشخصيه فقد يكون لديهم معلومات مفيدة عن شخصيه المتحدث.
د- الاتصال بأصدقاء الشخصيه القدامى وزملاء دراسته وذلك فى حاله الاعداد لحديث يستهدف تصوير جوانب فى شخصية المتحدث..
إعداد الاسئله::
ان المحرر الذي يذهب الي المقابلة بدون اسئله معدة سلفا، قد يضيع منه الموضوع الاصلي الذي جاء من اجله، وقد ينحرف به المتحدث الي مجلات بعيده عن نطاق الموضوع الاصلي..
والكقابله هي رحله استكشاف وانت احيانا تعرف اين ستذهب واحيانا اخري لاتعرف ويجب ان يكون لديك دائما فكره عن السبب الذي من اجله ستجري المقابلة مع شخص ما..
وقد تسعي اسئله الحديث الصحفي الي ايجاد اجابات علي الاسئله الخمسه او السته(من، متى،ماذا،أين،كيف،لماذا).وي مكن ان تكتفي بالتركيز علي عدد قليل من هذه الاسئله..وتجدر الاشاره ال ان مرحله اعداد وجمع المعلومات تفيد الصحفي فى تجنب الاسئله الى سبق توجيهها للمتحدث..
**** أفضل الاسئله فى الحديث الصحفي:
&_يري الخبراء ان افضل سؤالهو الذي يصاغ بطريقة تشعل فى المتحث الرغبة فى الاجابه عليه بطريقة مثيرة للاهتمام وحافله بالمعومات..
&_التركيز دائما علي الاسئله التي تبدا بكيف ولماذا لانها تبحث عن رأي يظهر شخصيه المتحدث ويساعد الصحفي علي تقييم وجهه نظره..
&_أسئله الحديث الصحفي يجب ان تكون ايجابية وليست سلبيه بمعني ان اجاباتها تقدم معلومات او وجهات نظر..
******أسوا الاسئله فى الحديث الصحفي::
&_السؤال المكون من جزئيين يقطع افكار المتحدث..
&_ السؤال بالايجاب بالنفي كان تسأله هل سترشح نفسك ام لا…فقد يقول لا لانه لا يرد ابلاغك بخطته..
&_ الاسئله التي يزيد طولها عن ثلاث جمل فهي لاتعتبر سؤال بل خطبه تفقد المتحدث الاهتمام بالسؤال..
&_الاسئله التي اجابتها نعم أو لا..
(إجراء المقابلة الصحفية)
*تحديد موعد اللقاء:
بعد الاعداد الكافي للحديث الصحفي يبدا المحرر فى الاتصال بالشخصيه:
1-الاتصال التليفوني
2-المقابلة الشخصيه
3-السكرتارية، او بعض الاصدقاء، او العلاقات العامة
ويمكن تصنيف الاشخاص الذين يمكن ان ياتقي بهم الحفي الي ثلاث انواع:
1-الفئه المتعاونة:وهي فئه مستعدة للحديث الي الصحافه ولا تحاول وضع عراقيل امام الصحفي..
2-الفئه المترددة:وهي فئه قلقله متوترة تحب الحديث مع الصحافة ، ولكنها تخشي فى الوقت نفسه من تبعات التحدث الي الصحفيين.
3-الفئه المتهربة:وهي الفئه التي تكره الحديث الي الصحافه ولا تثق فى الصحفيين ولا تتحدث الا بحساب.فهي فئه قليلة الكلام.
وحتي تتمكن من اجراء الحديث الصحفي ينصحون بالاتي:
_ التركيز علي ما يريد الناس التحدث عنه بدلا مما لايريدون مناقشته
_التغلب علي الذين يعوقون اجراء المقابله مثل السكرتارية او العلاقات العامة.
_إقناع الشخص باجراء المقابله من خلال احساسه بالفخر او العداله ، اشبارع حاجته الي الاهتمام [ان الجمهور يريد معرفه الكثير ، التاكيد علي أهميه نشر نص أقواله بوصف خبيرا فى الموضوع.
&&_تسجيل الحوار:
هناك طريقتين لتسجيل الحوار الصحفي:
1-التسجيل فى النوته او دفتر الملاحظات:
يعتمد بعض الصحفيين علي تدوين قليل من الملاحظات معتمدين علي ذاكرتهم لكتابة كل ما سمعوه بعد انتهاء المقابلة..وهذا يتطلب السرعه فى الكتابة واجادة فن الاختزال.
2-استخدام اجهزه التسجيل:
وهذه الطريقة اصبحت شائعه بعد انتشار اجهزة التسجيل صغيرة الحجم.ويجب علي الصحفي التأكد من التي:
_التأكد من الآله تعمل بكفأه.
_ان ياخد معه شرائط وبطاريات كافية.
_أن يستأذن الشخصيه فى استخدام جهاز التسجيل.
_اذا طلب المتحدث عدم تسجيل جزء من الحوار فأغلق الجهاز.
ويعيب هذه الطريقه هو ان تفريغ الشرائط يأخد وقتا طويلا..
((كتابة الحديث الصحفي))
أولا: أسلوب الهرم المقلوب:
ويتكون من جزئين المقدمه وجسم.ويستخدم فى الاحاديث التي تجري مع الشخصيات المهمه مثل الملوك والرؤساء وكبار رجال الدوله.ويتم فى المقدمه ابراز الاخبار والتصريحات الاكثر اهميه ثم فى الجسم باقي المعلومات الاقل اهمية.
ثانيا:أسوب الهرم المتدرج:
ويتكون من جزئين: مقدمه وجسم ويستخدم مع الشخصيات الاقل اهميه..ويقوم باختصار الاقوال الغير هامه..
ثالثا: أسلوب الهرم المعتدل:
ويتكون من ثلاثه اجزاء مقدمه وجسم وخاتمه ويستخدم فى احاديث التي يكون القاريء ليس متعجلا فى قراءتها او يقراها بهدف التسلية والامتاع، او التي تستهدف اثاره اهتمام القاريء تدريجيا.
رابعا:اسلوب الهرم المعتدل المتدرج:
وهو يشبه القالب السابق ويختلف عنه فى انه يسمح بالتزاوج بين الاقوال المقتبسه وتلخيص الاقوال الاخيره….