التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقتطف] أسماء القمر عند العرب

ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- فى تفسيره
لقول الله تعالى:
** وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ **

قَالَ مُجَاهِد الْعُرْجُون الْقَدِيم أَيْ الْعِذْق الْيَابِس يَعْنِي اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَصْل الْعُنْقُود مِنْ الرُّطَب إِذَا عَتُقَ وَيَبِسَ وَانْحَنَى وَكَذَا قَالَ غَيْرهمَا ثُمَّ بَعْد هَذَا يُبْدِيه اللَّه تَعَالَى جَدِيدًا فِي أَوَّل الشَّهْر الْآخِر

وَالْعَرَب تُسَمِّي كُلّ ثَلَاث لَيَالٍ مِنْ الشَّهْر بِاسْمٍ بِاعْتِبَارِ الْقَمَر

فَيُسَمُّونَ الثَّلَاث الْأُوَل غُرَر

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا نُقَل

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا تُسَع لِأَنَّ أُخْرَاهُنَّ التَّاسِعَة

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا عُشَر لِأَنَّ أُولَاهُنَّ الْعَاشِرَة

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا الْبِيض لِأَنَّ ضَوْء الْقَمَر فِيهِنَّ إِلَى آخِرهنَّ

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهنَّ دُرَع جَمَعَ دَرْعَاء لِأَنَّ أَوَّلهنَّ أَسْوَد لِتَأَخُّرِ الْقَمَر فِي أَوَّلهنَّ مِنْهُ وَمِنْهُ الشَّاة الدَّرْعَاء وَهِيَ الَّتِي رَأْسهَا أَسْوَد

وَبَعْدهنَّ ثَلَاث ظُلَم

ثُمَّ ثَلَاث حَنَادِس

وَثَلَاث دَآدِيّ

وَثَلَاث مِحَاق لِانْمِحَاقِ الْقَمَر أَوْ الشَّهْر فِيهِنَّ

وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يُنْكِر التُّسَع وَالْعُشَر . كَذَا قَالَ فِي كِتَاب غَرِيب الْمُصَنَّف .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا الْبِيض لِأَنَّ ضَوْء الْقَمَر فِيهِنَّ إِلَى آخِرهنَّ

هذه أول مرة أعرف هذه المعلومة

شكرااا لكم على الطرح المفييييد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فوائد مستخلصة] معنى لفظة في لغة العرب هو لا غير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإنَّ المعنى المشهورَ لـ(الكلمة) هو اللفظُ المُفردُ المُفيدُ المُنحصِرُ في ثلاثةِ أقسامٍ: الاسم والفعل والحرف.
قال شرف الدين يحي العمريطي في نظمه للآجرومية المسمى بـ(الدرة البهية):
((كلامُهم لفظٌ مُفيدٌ مُسنَدُ *** والكِلمةُ اللفظُ المُفيدُ المُفرَدُ
لاسمٍ وفِعلٍ ثُمَّ حَرفٍ تنقَسِم *** وهـــذه ثـلاثــــةٌ هـــيَ الكَـلِـــم)).

ومقصودُهم بـ (المُفرد) من جهة التركيب، لا المُفرد الذي يقابلُه المثنى والجمع.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الألفية:
((لأن النَّحويِّين لا يُريدون بالكَلمةِ الكلامَ، إنَّما يُريدون بالكلِمة القولَ المُفرد، فيجعلون مثل: (قام محمد) كلمتين)).

******
– وهذا المعنى إنما هو اصطلاحُ النحويين في مُسمَّى (الكلمة) ولا مكان له في قاموس العرب ومعاجم اللغة،
قال ابن تيمية رحمه الله [مجموع الفتاوى (105/12-106)]:
((فـ(الكلمة) في لُغة العَربِ التي كان النبيُّ صلى الله عليه وسلمَّ يتكلَّمُ بها هي: (الجملةُ التامة) …
ولا يوجَدُ قطُّ في الكِتابِ والسُّنَّة وكلامِ العَرب لفظُ (الكلمة) إلا والمُرادُ به (الجُملةُ التامة).
وأمَّا النُّحاةُ؛ فكثيرٌ مِنهم أو أكثرُهم لا يعرِفون ذلك، بل يظُنُّون أنَّ اصطِلاحَهُم في مُسمَّى (الكلمة) ينقسِمُ إلى اسمٍ وفِعلٍ وحَرفٍ هو لُغةُ العَرب!)).اهـ

وليس الإشكال في اصطلاح الكلمة عند النحويين، فكما قيل (لا حَجر في الاصطلاح) ولكن الإشكال يقع حينما تُستَخدمُ هذه اللفظة في غير موضعها، فلا ينبغي أن يُفسَّر بها مثلا قوله تعالى: (كلا إنها كلمةٌ هو قائلُها)..

قال ابنُ القيِّم رحمه الله [إعلام الموقعين (90/1)]:
((ولا حَجْرَ في الاصطِلاحِ ما لم يتضَمَّن حَملَ كلامِ الله ورسولِه عليه، فيقع بذلك الغلطُ في فَهمِ النُّصوصِ وحَملُها على غيرِ مُراد المتكلِّمِ منها، وقد حصلَ بذلك للمُتأخِّرين أغلاطٌ شديدةٌ في فهم النُّصوص))
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله [مجموع الفتاوى (106/12)]:-
((ومِن أعظمِ أسبابِ الغَلَطِ في فَهمِ كلامِ الله ورسولِه أن ينشأَ الرجُلُ على اصطِلاحٍ حادثٍ، فيُريدُ أن يُفسِّرَ كلامَ الله بذلك الاصطِلاح ويحمِلَه على تلك اللُّغة التي اعتادَها)).

كتب: أبو زياد حمزة الجزائري
13 ذو الحجة 1443 ه


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

مذاكرة الشيخ البشير الإبراهيمي في صحة قول العرب:

الحوار في صحة جر الجوار
أو
مذاكرة الشيخ البشير الإبراهيمي في صحة قول العرب: ( هذا جحر ضب خرب)

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأنا أقرأ في جزء لطيف من روائع ما دبجه يراع الشيخ الإبراهيمي ــــ رحمه الله ــــ موسوم “برسالة الضب“،([1]) والتي استعرض فيها الشيخ ما كان يحفظه عما قيل في الضب وعلى لسانه، وما ضرب من الأمثال المتعلقة به، ومن ذلك ما يذكره النحاة استشهادا للجر بالمجاورة: (هذا جحر ضب خرب).
وكان أن وقف الشيخ منه موقفا عجيبا حيث قال: ((هذا المثال البارد الفج الصامط، الذي لا يثير في النفس اهتماما بل يثير فيها اغتماما))!!.
وأثار كلام الشيخ البشير هذا اهتمامي؛ إذ إن علماء اللغة لا يشترطون في الذي يذكرونه من شواهد أن تكون مما يطرب السامع وتهتز له أعطاف القارئ ويجد الأريحية في ترديده، كما أنهم لا يجعلون أمر هذه الشواهد متوقفا على استحسان الدارس أو استهجانه، بل الأصل عندهم في صحة شواهد اللغة ثبوتها عن أهل اللسان، دون النظر إلى أي اعتبار أخر. فشأن الشواهد اللغوية كما قال الشيخ محمد صادق الرافعي: (( لا يبالي الرواة فيها إلا باللفظ، فيستشهدون بكثير من كلام سفهاء العرب وأجلافهم، ولا يأنفون أن يعدوا من ذلك أشعارهم التي فيها ذكر الخنى والفحش؛ لأنهم يريدون الألفاظ وهي حروف طاهرة)).([2])
وهكذا ذهب الشيخ البشير مغتما إلى التشكيك في ثبوت المثال وصحته فقال: (( فلست على ثقة من أن مثال النحاة مسموع من العرب)). وهي دعوى يستغرب صدورها من مثل الشيخ البشير؛ إذ قد نقل هذا المثال العدول من أئمة العربية وأساطينها، ويكفي حكاية سيبويه له، قال في “الكتاب”: (( وقد حملهم قرب الجوار على أن جر هذا جحر ضب خرب ونحوه)).([3])
بل زاد الشيخ الإبراهيمي على التشكيك في ثبوت المثال إلى القطع بأنه منتحل مصنوع حيث قال: (( وإنما هو مثال سوقي انتحلوه، ثم قلد أخرهم أولهم فيه على عادتهم)).
وهو كلام شديد رمى فيه الشيخ البشير عن قوس واحدة المثال وناقليه ومنهجهم. واستنتج الشيخ بعد ذلك إشكالا غريبا صاغه في قالب الإنكار فقال: ((وهل يصح لهم أن يمثلوا لمسألة سماعية بمثال مصنوع)). وعلى تسليم كون المثال مصنوعا منتحلا فإن أهل اللغة لا يقتصرون في التمثيل لقضية الجر بالجوار بجحر الضب الخرب بل يذكرون من متماسك الشواهد الكثير. قال أبو البقاء في “الإملاء”: ((هذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد)).([4])
وفي بعض تلك الشواهد من الروح والخفة والإيناس ما يستحق أن يستولى به على هوى النفوس، و ينال الحظ الأوفر من ميل القلوب. ومن ذلك قول ذي الرمة:

تـريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب

حيث خفض غير للمجاورة، ومن ذلك أيضا قول امرئ القيس:

وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء أو قدير معجل

بحر قدير للمجاورة .
ثم إن الشيخ البشير في اعتراضه على مثال النحاة ذكر أمرين احتجاجا لدعواه:
الأمر الأول: (( إن نطق العرب لا يساعد على ما ادعاه النحاة فيه؛ لأن كلمة خرب التي يدعي النحاة جرها مقطعا في الجملة لم يعقبها كلمة أخرى، فإذا نطق بها عربي نطق بها ساكنة الأخر بلا شك، فمن أين يظهر الجر الذي ادعوه فيها)).
والجواب: أن الجر يظهر بلا إشكال باعتبار كون هذا المقطع في درج الكلام، بمعنى أن العبارة نطق بها موصولة بكلام يعقبها، والنحويون اقتصروا على محل الاستشهاد وموضع الاحتجاج. وهو مضطرد كثير في تصرفاتهم.
وأما دليل الشيخ الثاني على أن مثال النحاة مصنوع فقد قال الشيخ البشير: (( إن معنى المثال على برودته وجفافه لا يتفق مع ما يعرف العرب عن الضب من أنه لا يبني جحره إلا في الأماكن الصلبة المتماسكة)). وقد ساق الشيخ البشير في بيان هذه الحقيقة جملة من الشواهد والأشعار.
وعلماء اللغة لا يخالفون الشيخ في صحة صلابة وتماسك جحور الضباب، ولكنهم لا يعتقدون أن ذلك من قواعد العقول التي لا تنخرم بحال. ثم إن الضباب ليست على درجة واحدة من القوة والمهارة في بناء الأجحار؛ فالفوضى في البناء في عالم العقلاء فاشية فضلا عن عالم الأحناش. ثم إن صاحب تلك العبارة لم يجر في وصفه لجحر الضب ذاك على صناعة الحدود والتعاريف حتى يرد عليه ما ذكره الشيخ البشير، إذ قد يكون في مقام وصف جحر ضب رأى خرابه وعاين انقضاضه، ولا تثريب على من أخبر بما عاين وشاهد. وكأن الشيخ البشير تنبه لوهاء هذا الذي احتج به فقال: ((ولا ننكر أن بعض جحر الضباب يخرب وقد خربت مدائن الرومان والفراعنة فضلا عن جحور الضباب)).
ومع قوله هذا أصر الشيخ البشير على الطعن في المثال فقال: ((ولكنه أي المثال بارد جاف مخاذل، خاذل لحافظه إذ يوهمه خلاف الواقع)). وهذا عجيب من الشيخ. أويقال إن شواهد اللغة كلها تعبر عن حقائق ومسلمات لا تخالف الواقع؟ أوليس غالب شواهدها أشعار هام فيها أصحابها في أودية الباطل والخيال، أم هل يقال إنه لا ينبغي ولا يصح الاستشهاد بمثل قوله تعالى: {إن هذان لسحاران}؛ لأنه يوهم خلاف الواقع. ولو عاملنا شواهد النحو وأمثلته بما قد يفهم من كلام الشيخ البشير لنسفناها جملة، ولم يبق لنا منها إلا قول لبيد:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

والشيخ البشير ليس هو أبو عذر تخطئة هذا المثال، فقد عده بعض النحاة المتقدمين كابن النحاس وغيره من قبيل الغلط واللحن، بل قد تجاسر ابن جني ونقل إجماع العلماء على عده من غلطات العرب فقال: ((قولهم هذا جحر ضب خرب يتناوله آخر عن أول، وتال عن ماض على أنه غلط من العرب، لا يختلفون فيه ولا يتوقفون فيه)).([5])وما أدري مستنده في هذا النقل العجيب، الذي لا يختلف الناس في بطلانه، ولا يتوقفون في رده؛ إذ لا يزال النحاة واللغويون والمفسرون والفقهاء يستدلون بهذا المثال، وينقلونه آخر عن أول، وتال عن ماض، وعلى أساسه قعدوا باب الجر بالجوار. واعجب لابن جني نفسه ينـقــل اعتبار الكــافـة له، قــال في “الخصـائص”: (( وأما الجوار في المنفصل فنحو ما ذهبت الكافة إليه في قولهم هذا جحر ضب خرب)).([6])
وليت أن الشيخ توقف عند الاعتراض على هذا المثال كما ظن ذلك أخونا الفاضل بوسلامة فقال: (( ولم يكن هذا اعتراض من الإمام على الخفض بالمجاورة، وإنما هو اعتراض على المثال، والاعتراض على المثال لا يقدح في القواعد)).([7]) ذلك أن الشيخ يقرر في رسالته تلك: ((أن هذا النوع من الجر مقصور على ما سمع من العرب؛ فلا يسوغ لنا نحن طرده من كلامنا حتى لا نفسد اللغة على أنفسنا، بهدم القواعد الصحيحة، والجري على غير منهاج)). فأنت ترى كيف أن الشيخ لم يقتصر على المثال، بل تجاوزه إلى رد قاعدة الجوار. وهذا من الشيخ جريا على مذهب شاذ لبعض النحــاة والمفسرين. قال ابن الأنباري في “الإنصاف”: (( وقولهم جحر ضب خرب محمول على الشذوذ، الذي يقتصر فيه على السماع لقلته، ولا يقاس عليه)).([8]) والحق الذي عليه المحققون من أئمة اللغة والتفسير أن الجر بالمجاورة مطرد، ينسج على منوال ما سمع عن العرب فيه. قال أبو البقاء: (( وقد جعل النحويون له بابا، ورتبوا عليه مسائل، ثم أصلوه بقولهم هذا جحر ضب خرب، حتى اختلفوا في جواز جر التثنية والجمع، فأجاز الإتباع فيهما جماعة من حذاقهم؛ قياسا على المفرد المسموع، ولو كان لا وجه له في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط)).([9])
وليس الأخذ بقاعدة الجر بالجوار جريا على غير منهاج كما قال الشيخ البشير، بل هو مهيع ظاهر المعالم له ضوابطه وقواعده. وقد ذكر علماء اللغة لتسويغ الجر بالمجاورة جملة شروط:
الشرط الأول: عدم الإلباس. قال السمين الحلبي عند كلامه عن الجر بالجوار: (( وهذه المسألة عنذ النحويين لها شروط: أن يؤمن اللبس فلا يجوز قام غلام زيد العاقل، إذا جعلت العاقل نعت للغلام امتنع جره على الجوار لأجل اللبس، بخلاف قولهم هذا جحر ضب خرب ففي هذا المثال خرب صفة للجحر لصحة اتصافه به والضب لا يوصف به)).([10])
الشرط الثاني: أن لا يفصل بين المتجاورين بحرف العطف.قال ابن هشام: (( ولا يكون خفض الجوار في النسق؛ لأن التعاطف يمنع من التجاور)).([11])والحق جواز الجر بالمجاورة ولو في النسق، قال القاسمي: ((وما قيل بأن حرف العطف مانع من الجوار مردود بأنه ورد في العطف كثير في كلام العرب)).([12]) ومن مجيء الجوار في النسق قراءة أبي عمر و غيره {وأرجلكم} بالخفض. وجزم البيهقي في “السنن” أن من قرأ وأرجلكم خفضا فإنما هو للمجاورة.
الشرط الثالث: أن تتفق الكلمتان المتجاورتان إفرادا وتثنية وجمعا وتنكيرا وتعريفا وتذكيرا وتأنيثا. نص على ذلك الخليل([13]) وغيره. إلا أن سيبويه يجيز الحمل على الجوار وإن اختلف المتجاوران، إذ لم يشكل المعنى.([14])
الشرط الرابع: أن يتضمن جر الجوار نكتة. قال القاسمي: ((وشرط حسن الجر بالجوار عدم الإلباس مع تضمن نكتة)).([15])ومن دقق النظر في مثال النحاة هذا جحر ضب خرب رأى أنه يتضمن جملة من النكت:
أولا: أن الخراب مستثقل معنى، و الضم مستثقل لفظا، فجر خرب حتى لا يجتمع على اللفظ ثقلان.
ثانيا: إنه لما خالف جحر ضبنا الأصل في جحور بني جنسه من كونها متماسكة صلبة، خولف له في الإعراب، ونزع له ما هو أصل إعراب نظائره وهو الإتباع وجر على الجوار.
ثالثا: لما وصف الجحر بالخراب وكان الوصف مظنة الاختصاص أجراه على الجوار لا على الإتباع؛ بيانا لكون الخراب وصفا عارضا لا ملازما.
رابعا: إن هذه الجملة على وجازتها تصلح أن تكون مثالا جامعا لأنواع الإعراب الثلاث المحلي والظاهر والمقدر. فكلمة (هذا) إعرابها محلي، والكلمة المركبة في الوسط (جحر ضب) إعرابها ظاهر، وكلمة (خرب) الإعراب فيها مقدر.
هذا وإن إعمال الفكر في الإطلاع على أسرار سنن أهل اللسان يبين أنهم قد بلغوا مبلغا عظيما في تصرفهم فيه. وقد أحسن من قال:

هي العرب تأتي من وجوه كثيرة يتيه بها بعض النحاة الأكابر

وفي الأخير لم استطع تجاوز عبارة وجدتها في مقال أخينا الفاضل بـو سلامة، فإنه لما ذكر اعتراض الشيخ البشير على مثال النحاة. قال: (( ولست رديفه على هذه المطية التي اقتحم بها أبواب الجراءة على النحاة، فكان أجرأ من غضافر)).([16]) وهي عبارة شديدة أتمنى أن ينفعه معها ليت وأختها لعل.
وأرجو أن أكون بما كتبت قد حققت ما أراده الشيخ البشير ـــ نور الله عليه قبره ــ فإنه قال بعد إيراد الاعتراض: (( وددت لو ذاكرت بعض نحاة العصر المفتونين بالمباحث اللفظية العقيمة في هذا التوجيه؛ لأسمع رأيهم وما عسى أن يأتوا به من حجج فارغة)).
مذكرا أنني لست ـــ علم الله ــ من نحاة العصر، ولا ممن شغف ببعض مباحثهم اللفظية العقيمة، ولكنني فضولي أعبر عن توجيهات وحجج من نقلوا ذاك المثال، وأصلوا قاعدة الجوار من أنمة العربية و أساطينها كالخليل وسيبويه والأخفش وأبو البقاء وغيرهم.
والبحث ليس في الانتصار لتعليلات نحوية بعيدة، أو توجيهات إعرابية مستكرهة، يمكن وصفها بالمباحث اللفظية العقيمة والحجج الفارغة، ولكن الشأن في الانتصار لأسلوب من أساليب لغتنا قال عنه الإمام ابن كثير: ((المجاورة وتناسب الكلام وهذا سائع ذائع في لغة العرب شائع)).([17])
وكذا في الاحتجاج لشاهد نحوي نقله وأثبته أئمة فحول.

فإن كان الذي نقلت مقنعا فذاك، وإن كان غير ذلك فالأمر كما قيل:
غاية نفس عذرها مثل منجح

والله أسأل أن يرحم الشيخ البشير، وأن يجمعني وإياه في مستقر رحمته في جوار الأنبياء والصالحين.

انتهى

[1] مطبوعة ضمن “آثار الشيخ البشير الإبراهيمي” ( 2/40 ـ 52 ).

[2] “تاريخ آداب العرب” للرافعي (1/354 ).

[3] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[4] “إملاء ما من به الرحمان” لأبي البقاء العكبري (1/118 ).

[5] “الخصائص” لابن جني (1/191 ).

[6] “الخصائص” لابن جني (3/220 ).

[7]مقال (لسان لحلو يرضع اللبة) لمحمد بوسلامة مجلة “منابر الهدى” العدد (04)

[8] “الانصاف” لابن الأنباري (1/610 ).

[9] “إملاء ما من الرحمان” لأبي البقاء (1/118 ).

[10] “الدر المصون” للسمين الحلبي (4/210 ).

[11] “مغني اللبيب” لابن هشام ( 2/683 ).

[12] “محاسن التأويل” للقاسمي(6/109 ).

[13] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[14] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[15] “محاسن التأويل” للقاسمي (6/109 ).

[16] مقال (لسان لحلو يرضع اللبة) لمحمد بوسلامة مجلة “منابر الهدى”.

[17] “تفسر القرآن العظيم” لابن كثير (3/53 ).


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

معاني الاختلاط في لغة العرب

قال في القاموس المحيط
خَلَطَهُ يَخْلِطُهُ

وخَلَّطَهُ‏:‏ مَزَجه فاخْتَلَطَ‏.‏

وخالَطَهُ مُخالَطَةً وخِلاطاً‏:‏ مازَجَه‏.‏

والخِلْطُ، بالكسر‏:‏ السَّهْمُ والقَوْسُ المُعْوَجَّانِ، ويكسَرُ اللامُ فيهما، والأحْمَقُ، وكلُّ ما خالَطَ الشيء،

وـ من التَّمْرِ‏:‏ المُخْتَلِطُ من أنواعٍ شتَّى

ج‏:‏ أخْلاطٌ‏.‏

ورجُلٌ خِلْطٌ مِلْطٌ‏:‏ مُخْتَلِطُ النَّسَبِ‏.‏

وامرأةٌ خِلْطَةٌ‏:‏ مُخْتَلِطَةٌ بالناس‏.‏

وأخلاطُ الإِنسانِ‏:‏ أمْزِجَتُهُ الأربعة‏.‏

والخَلِيطُ‏:‏ الشَّريكُ، والمُشارِكُ في حُقوقِ المِلْكِ كالشِّرْبِ والطَّريقِ، ومنه الحديثُ‏:‏ ‏”‏الشَّريكُ أوْلَى من الخَلِيطِ، والخَلِيطُ أوْلَى من الجار‏”‏‏.‏ وأرادَ بالشَّريك المُشارِكَ في الشُّيوعِ، والزَّوْجُ، وابنُ العَمِّ، والقومُ الذين أمْرُهُمْ واحِدٌ، والمُخَالِطُ

ج‏:‏ خُلُطٌ وخُلَطاء، وطينٌ مُخْتَلِطٌ بِتِبْنٍ أو بِقَتٍّ، ولَبَنٌ حُلْوٌ مُخْتَلِطٌ بحازِرٍ، وسَمْنٌ فيه شَحْمٌ ولحمٌ، وبهاء‏:‏ أن تُحْلَبَ الناقةُ على لَبَنِ الغَنَمِ، أو الضَّأنُ على المِعْزَى، وعَكْسُهُ‏.‏

والخِلاطُ، بالكسر‏:‏ اخْتِلاَطُ الإِبِلِ والناسِ والمواشِي، ومُخالَطَةُ الفَحْلِ الناقةَ، وأن يُخالَطَ الرجُلُ في عَقْلِهِ، وقد خُولِطَ، وأن يكونَ بين الخَليطَيْنِ مِئةٌ وعشرونَ شاةً، لأحَدِهِمَا ثَمانُونَ، فإذا جاء المُصَدِّقُ، وأخَذَ منها شاتَيْنِ، رَدَّ صاحِبُ الثَّمانينَ على صاحِبِ الأربعينَ ثُلُثَ شاةٍ، فيكونُ عليه شاةٌ وثُلُثٌ، وعلى الآخَرِ ثُلُثا شاةٍ‏.‏ وإن أخذَ المُصَدِّقُ من العشرين والمِئةِ شاةً واحِدَةً، رَدَّ صاحِبُ الثمانينَ على صاحِبِ الأربعينَ ثُلُثَي شاةٍ، فيكونُ عليه ثُلُثَا شاةٍ، وعلى الآخَرِ ثُلُثُ شاةٍ‏.‏

أو الخِلاطُ، بالكسر، في الصَّدقَةِ‏:‏ أن تَجْمَعَ بينَ مُتَفَرِّقٍ، بأن يكونَ ثلاثةُ نَفَرٍ مثلاً، ولِكُلٍّ أربعونَ شاةً، ووجَبَ على كلٍّ شاةٌ‏.‏ فإذا أظَلَّهُم المُصَدِّقُ، جَمَعُوهَا لِكَيْلاَ يكونَ عليهم إلاَّ شاةٌ واحدةٌ، وفي الحديث‏:‏ ‏”‏وما كان من خلِيطَيْنِ، فإنهما يتراجعانِ بينهما بالسَّوِيَّةِ‏”‏‏.‏

الخَلِيطانِ‏:‏ الشَّريكانِ لم يَقْتَسِمَا الماشية‏.‏ وتَراجُعُهما أن يكونا خَليطَيْنِ في الإِبِلِ، تَجِبُ فيها الغَنَمُ، فتوجَدُ الإِبِلُ في يدِ أحَدِهِما، فَتُؤْخَذُ منه صَدَقَتُها، فَيَرْجِعُ على شَرِيكِهِ بالسَّوِيَّةِ‏.‏ و‏”‏نَهَى عن الخَلِيطَيْنِ أن يُنَبَّذَا‏”‏، أي ما يُنَبَّذُ من البُسْرِ والتَّمْرِ معاً، أو من العِنَبِ والزَّبِيبِ، أو منه ومن التَّمْرِ ونحوِ ذلك مما يُنْبَذُ مُخْتَلِطاً، لأنه يُسْرِعُ إليه التَّغَيُّرُ والإِسْكَارُ‏.‏

وأخلاطٌ من الناس،

وخَليطٌ وخُلَّيْطَى، كسُمَّيْهَى ويُخَفَّفُ‏:‏ أوباشٌ مُخْتَلِطُونَ، لا واحدَ لَهُنَّ‏.‏

ووقَعُوا في خُلَّيْطَى، ويُخَفَّفُ، أي‏:‏ اخْتِلاطٍ‏.‏

ومالُهُمْ خِلِّيطَى، كخِلِّيفَى‏:‏ مُخْتَلِطٌ‏.‏

والمِخْلَطُ، كمِنْبَرٍ ومِحْرَابٍ‏:‏ من يُخالِطُ الأُمورَ‏.‏ وهو مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ، كما يقالُ‏:‏ راتِقٌ فاتِقٌ‏.‏

والخَلْطُ، بالفتحِ، وككتِفٍ وعُنُقٍ‏:‏ المُخْتَلِطُ بالناس، المُتَمَلِّقُ إليهم، ومن يُلْقِي نساءه ومتاعَهُ بين الناسِ‏.‏

ورجلٌ خَلْطٌ، بَيِّنُ الخلاطَةِ، بالفتح‏:‏ أحْمَقُ‏.‏

وخالَطَهُ الداء‏:‏ خامَرَهُ،

وـ الذئبُ الغَنَمَ‏:‏ وقَعَ فيها،

وـ المرأةَ‏:‏ جامَعَها‏.‏

وأخْلَطَ الفَرسُ‏:‏ قَصَّرَ في جَرْيِهِ،

كاخْتَلَطَ،

وـ الفَحْلُ‏:‏ خالَطَ الأُنْثَى‏.‏

وأخْلَطَهُ الجَمَّالُ،

وأخْلَطَ له‏:‏ أخْطَأَ في الإِدْخالِ، فَسَدَّدَ قَضيبَهُ‏.‏

واسْتَخْلَطَ هو‏:‏ فَعَلَ من تِلْقَاء نَفْسِهِ‏.‏

واخْتَلَطَ‏:‏ فَسَدَ عَقْلُهُ،

وـ الجَمَلُ‏:‏ سَمِنَ‏.‏

و‏”‏اخْتَلَطَ الليلُ بالتُّرابِ،

وـ الحابِلُ بالنابِلِ،

وـ المَرْعِيُّ بالهَمَلِ،

وـ الخاثِرُ ‏”‏الزُّبَّادِ‏”‏‏:‏ أمْثَالٌ تُضْرَبُ في اسْتِبْهَامِ الأمرِ وارْتِباكِهِ‏.‏

وخِلاطٌ، ككتابٍ‏:‏ د بإِرْمِينِيَّةَ، ولا تَقُلْ‏:‏ أخْلاطٌ‏.‏

وجملٌ مُخْتَلِطٌ،

وناقَةٌ مُخْتَلِطَةٌ‏:‏ سَمِنَا حتى اخْتَلَطَ الشَّحْمُ باللَّحْمِ‏


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

من حكمة العرب في اللسان والذهن والواقع

اتفق أهل الألسن أن الشيء (في علم البشر) له وجودات أربعة:
(1) وجود في العِيان؛ وهو الواقع.
(2) ووجود في الأذهان؛ وهو الفكرة.
(3) ووجود في اللسان؛ وهو عبارة الكلام المنطوق.
(4) ووجود في البنان؛ وهو خطّ الكتابة المرسوم.
مع استقلال كلٍّ بوجوده، وتعلقه بما قبله وما بعده.
مفتاح السعادة وسفر الريادة، للعلامة التركي طاش كبري زاده، ومقدمة كشف الظنون لحاجي خليفة1/14. (بتصرف). واذكر شرح حازم القرطاجني في مطلع منهاج البلغاء 10-11.
وهي وإن كان أربعة فهي ثلاثة وجودات بضم قسمي البيان في واحد .
فهذا مثلث الإبداع الإنساني:
هو يتأمل في الواقع ..
ويستلهم ذلك في الذهن ..
ويبين عن ذلك ببنانه أو لسانه..
هذا عمل الأديب .. ( من الواقع إلى الكلمة )
أو العكس.. وهو عمل المخرج ( من الكلمة إلى الواقع )
يأخذ القول ..
ويستلهمه في ذهنه ..
ويخرجه عملا في الواقع ..
وسمى البلغاء ذلك نسباً..
فما يكون في الواقع سموه نسبة خارجية ..
وما يكون في التصور الذهني سموه نسبة ذهنية ..
وما يكون في الكتابة أو السماع سموه نسبة كلامية ..
هذا أول درس في إدراك معاني الأشياء .
ومن هنا يكون علم المعاني نقلة فكرية للمرء تجعله يفكر كما كان العرب يفكرون .
قال تعالى : (وكذلك أنزلنا حكماً عربياً ).
وقال : (إنا أنزلنا قرآنا عربياً ).
وقال : (بلسان عربي مبين ).
وقال : (وهذا كتاب مصدق لسانا عربياً ).
فقد نزل القرآن عربياً ، بلسان عربي ، وحكم عربي .
ووصف اللسان بالحكمة يتصور معه حكمة طليقة تنسرب في اللسان العربي، فتجعل الناس يقرأون فيه الحكمة ويستمعون منه الحكمة ويحكمون من أمرهم لساناً.
مصداقها في ثمرات بيانه وحكمه وسحره وألقه وشاعريته ..
ومصداقها في علومه المتتابعة والمتراتبة وروابطه المنسجمة مع الواقع ومع الذهن .
ومصداقها في صلوحيته للبقاء والنماء والعطاء .
هل لهذا التقسيم جدوى في التفكير باللغة العربية ؟.

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب

أسباب نشأة علم الأصوات عند العرب:

  • مقاومة اللحن والحفاظ على اللغة:

دفعَ دخول الأعاجم في الإسلام ،واختلاط العرب الفاتحين بأهل البلاد المفتوحة إلى تفشي اللحن، وفساد السلائق، حتى وصلت الآفة إلى البلغاء من خلفاء وأمراء، كعبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي ،وبلغ الأمر حتى أصاب قراء القرآن، مما استدعى القيام بضبط الأصوات والكلام، فنشأ علم النحو ،وزادت أهمية مقاومة اللحن مع امتداد الزمن، و تطاوله ،والابتعاد عن موطن الفصاحة في الجزيرة العربية.

  • خدمة القرآن الكريم:

دفع وصول إلى القرآن إلى إيجاد علم يضبط أصول القراءة، للوصول إلى النطق السليم، ومن هنا كان الاهتمام بالقراءات القرآنية ،وضبط قواعدها، من اتصال السند بالنبي، وموافقة رسم المصحف الشريف ،وخضوعها لقواعد اللغة العربية ،وقد جاء علم التجويد ،هذا العلم السماعي لمساعدة الأجيال الجديدة ،من عرب وعجم على قراءة القران، وضبط قراءاته

  • استكمال الدرس اللغوي:

ضبط النحو والصرف جانباً مهماً من اللغة، ثم جاء علم الأصوات ليستكمل جهود هذين العلمين، وقد بدأ هذا العلم الخليل في معجمه العين، وتابعه سيبويه والنحاة من بعده
4. الاستجابة للنهوض العلمي والثقافة الجديدة :دفعت ثقافة العصر الجديدة والمتأثرة بالاتصال بالثقافات الأخرى إلى إيجاد حضارة عربية إسلامية، شارك فيها الجميع ،وجنى الكلُّ ثمراتها
مصادر علم الأصوات :

  • القراءات القرآنية:

القراءات القرآنية علم سماعي ينقل مشافهة غايته ضبط نطق قراءة القرآن بشكل سليم أما الكتابة القرآنية فضبطت من زمن عثمان وصارت مرجعاً وحجةً عند الاختلاف وقد ركزت القراءة القرآنية على مسائل صوتية، كالتقاء الساكنين والترخيم، فأداء القراءات الصوتي لفت انتباه اللغويين الذين كانوا قراء أيضا كأبي عمرو بن العلاء
2. المعارف اللغوية:
لم يعرف العرب العلوم بشكلها الحديث، بل إن غاية ما يقصد بالعلم عندهم عبارةٌ عن معارفَ يشوب بعضها عدم الدقة ،والكثير من عدم التنظيم ،وعدم وجود منهج محدد،وخاصة في ميدان اللغة، ففي جمع اللغة مثلاً ،جمع اللغويون اللهجات واللغات دون ضوابط،ثم بدأ ذلك الجمع يأخذ شكل الرسائل المحددة الموضوع، فالمعاجم،ثم المعاجم المخصصة مثل المخصص التي ضمت أبواب من مثل خلق الإنسان. فالعرب عرفوا وسموا كل دقائق الجسم الإنساني وقارنوا بينه وبين المخلوقات الأخرى وضبطوها ومن هنا كان عمل الخليل ومصطلحاته في مقدمة العين(الحلق.اللسان .اللهاة) نابعة عن بيئة عربية ومنها نستنتج ألا تأثير للثقافات الأخرى في نشوء علم الأصوات. العرب طوروا ما كان عندهم أما الأمم الأخرى فالعلوم عندها نشأت حديثا .
3. التجارب العلمية:
من مثل عمل الخليل في معجمه العين في تجربته في ذوق الحروف ونطقها ساكنة مسبوقة بهمزة وصل ،و نظره ،وتدبره ،كلها من طرق العلم في الملاحظة والتجربة

  • العلوم الطبيعية والفيزيائية :

مصدر متأخر زمانا نشأ عن اختلاط العرب بالأمم الأخرى و تعتبر رسالة أسباب حدوث الحروف لابن سينا خير معبر عن هذا التأثير

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب:

الاتجــــــــاه الـلــــــغـوي:
رائده الخليل بن أحمد في مقدمة معجمه العين، ومابثَّ فيه من معلوماتٍ صوتيةٍ رائدةٍ بالنسبة إلى عصره ،غير أنَّنا لا نستطيع حصر جهود الخليل وتأثيره في من تلاه من اللغويين، وعلى الرغم من اللمز الكثير الذي تعرض له المعجم، إلا أن جهد الخليل وفكره واضحٌ وجليٌّ فيه.
أمَّا سيبويه فقد صب معلوماته الصوتية المركزة في باب الإدغام، وعلى الرغم من إيجاز الباب فإنه عالج جوانب صوتية هامة، كانت الأساس لمن تلاه من بعده، كالترتيب المخرجي للأصوات وصفات الحروف من جهر وهمس وشدة ورخاوة ،تابع سيبويه المبرد في المقتضب في باب الإدغام، وابن دريد في معجمه جمهرة اللغة الذي نقل فيه الكثير من آراء الخليل، ومثل هذا الكلام يمكن قوله عن الزجاجي في الجمل ،والأزهري في تهذيب اللغة أما ابن جني في كتابه سر صناعة الإعراب فقد كان لأستاذه أبي علي الفارسي كسيبويه بالنسبة للخليل، فقد شرح الكثير من علمه ،وقد بسط ابن جني في كتابه الكثير من كلام سيبويه وشرحها وان كان ينقل عن الخليل على الرغم من وسمه كتاب العين بالاضطراب وقد عرف في كتاب الصوت وتناول الحروف حرفاً حرفاً وأفرد قسماً منه للصوائت بعد ابن جني لم يضف النحاة جديداً كما نجد عند الزمخشري في المفصل وشرحه عند ابن يعيش
الاتجـــــــاه التجـــــويدي:
استثمر علماء التجويد جهود علماء النحو والصرف في القراءات القرآنية وقد نشأ علم التجويد في القرن الرابع الهجري وهو اسبق من علم القراءات القرآنية الذي هو علم سماعي مبني على قراءات منقولة مشافهة من لدن النبي وهي وجوه سماعية لا علاقة لها بالقياس يشترط فيها اتصال السند وموافقة رسم المصحف وقواد العربية بدا هذا الاتجاه مع موسى الخاقاني صاحب أول منظومة في علم التجويد وابن مجاهد صاحب السبعة في القراءات الذي يعود إليه الفضل في إرساء قواعد هذا العلم إن غاية علم التجويد تطبيق المعلومات الصوتية وللنحوية وتريب الطلبة على أداء قراءة القران الكريم بشكل صحيح كما وردت عن النبي فعلم التجويد علم تطبيقي هدفه تعليمي بامتياز ويبرز كتاب الرعاية لتجويد القراءة و تحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب القيسي وهو كتاب نادر في بابه عرف بآداب قراءة القران ثم تحدث عن صفات الحروف العربية وبعض التطبيقات الصوتية كالإدغام وأحكام النون الساكنة والتنوين
ومن رواد هذا الاتجاه أبو عمرو الداني في كتبه (المحكم في نقط المصحف ومرسوم قراءة أهل الأمصار وابن البنان وابن الجزري صاحب كتاب النشر في القراءات العشر والقاضي زكريا الأنصاري ومن المحدثين الدكتور غانم قدوري الحمد في دراسته( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد )
الاتجـــــــــاه البــــلاغــي :
رواده المفسرون والبلاغيون الذين اعتنوا بقضية إعجاز القرآن كالخطابي والرماني و الجرجاني صاحب دلائل الإعجاز وابن الأثير وابن سنان الخفاجي في سر الفصاحة وبهاء الدين السبكي وأبي هلال العسكري في كتابه( الصناعتين) وقد تناول هؤلاء قضية انسجام الحروف عند تأليف الكلمة العربية وفصاحة الحروف والإيقاع الموسيقي الذي تتركه في الكلمة إن هذه المباحث والجهود تبقى قليلة أمام جهد اللغويين وعلماء التجويد
الاتجاه العلمي :
كان الاتجاه العلمي ولا يزال محدود الأثر في الدراسات الصوتية العربية وأثره مستجلب متأثر بالترجمة من علوم الأمم الأخرى كالطب والتشريح وتبدو رسالة ابن سينا في أسباب حدوث الحروف يتيمة ونادرة في بابها فهي لم تتأثر بجهود عربية سبقتها ولم تؤثر فيما بعدها وتبقى جهدا يستحق التنويه والإشادة من هذا العقل المسلم ابن حضارة استوعبت ما سبقها و أخرجته سائغا لشاربيه وناهليه.