الوسم: الكفاح
فولكسفاجن وقصة الكفاح
عندما نتحدث عن شركة فولكسفاجن فإننا بالطبع نتحدث عنأكبر مُصنـّع للسيّارات في أوروبّا، وكل منا يعلم معني كلمة – Volkswagen – بالألمانيّة وهو سيّارةالشعب ولم تكن فولكسفاجن هي أولى المحاولات الألمانيّة لإنتاج سيّارة بسيطة تخدم كل فئات الشعب خاصة المتوسّطة، ففي ذلك العصر في أوروبّا لم تكن السيّارت سوى ضرب من الرفاهيّة لا يمتلكها إلا أغنيائها، ولكن كان هناك من يؤمن بأن السيّارات ضرورة للحياة المستقبليّة خصوصا بعد هذه الثورة الصناعيّة وتسارع عجلة التقدّم لذا كان من الضروري أن تتمكن الطبقة المتوسّطة من امتلاك السيّارات، فقبل عام 1930 كان هناك العديد من المحاولات التي بائت بالفشل أبرزها محاولات فيرديناند بورشه بعرض فكرة إنتاج سيارة شعبية عام 1929 علي مسؤلي شركة دايملر (مرسيدس حالياً) إلا أنهم قابلوها بفتور ولم يتشجعوا لها مما دفعه حينها لإمتلاك شركته الخاصة عام 1930 إلا أنه بدأها بتصميم السيارات فقط.
البداية
عام 1930
أسس فيرديناند بورشه للتو شركة لتصميم السيارت والتي كانت حجر الأساس لشركة بورش الحالية وبعدها بعام اشترك مع شركة زونداب وهي شركة لإنتاج الدرجات الناريّة لانتاج سيّارة فوضعت شركة بورش تصميم لسيّارة سيدان بسيطة ذات بابين إلا أن خلافا نشأ بينهما حول محرك السيارة وطريقة التبريد مما دفع شركة زونداب للانسحاب من المشروع، لذا كان على بورشه أن يبحث عن شريك جديد. وهو ما حدث، وتكرر المشروع ثانية ولكن هذه المرة بمشاركة شركة إن إس يو – NSU – وهي شركة لإنتاج الدرجات الناريّة أيضاً، وتم الإتفاق على التصميم والمحرك وكان المحرك ذو 4 إسطوانات وبنظام تبريد هوائي ولكن هذه المرة أيضا لم تنجح في إخراج السيارة إلي النور وذلك بسبب مشاكل مالية أدّت إلى انسحاب شركة إن إس يو من المشروع ليكون على بورش البحث عن شريك له من جديد.
و في تلك الأثناء يصل الزعيم النازي أودْلف هتلر إلي السلطة وكان قد أطلق الوعود أثناء الحملة الانتخابية لتوفير السيارات لعامة الشعب وقد اتضح صدق نواياه بعد تمكنه من الحكم فعمل فيرديناند بورشه لترتيب لقاء معه لايجاد شريك تجاري وليكون شريك أحلامه.
عام 1933
يلتقي فيرديناند بورشه مع الزعيم النازي أودْلف هتلر لمناقشة الفكرة الخاصة بإنشاء شركة فولكسفاجن، وكان اقتراح هتلر ينص على :
·إنتاج سيارة شعبية تحمل 5 أفراد ( 3أطفال وبالغين أثنين) .
·تسير بسرعة 62 ميل ( 100 كم ) علي الساعة على الـأوتوباين (طريق سريع) .
·سعة 1.7 لتر للوقود. ·تحمل 3 جنود ومدفع رشاش.
·بتكلفة أقل من 1000 مارك ألماني فقط.
وتلك كانت فرصة حقيقية لـفيرديناند بورشه لاقتحام عالم صناعة السيارة وتحقيق أحلامه خاصة أنه يحصل على دعم من الزعيم النازي أودلف هتلر،إلا أن الطلب الأخير من هتلر كان هو العقبة التي قد تهدد المشروع بالفشل فقد كانت أوبل بي فور – Opel P 4 – صاحبة السعر الأدني لللسيارات الألمانية حينها، إذ بلغت تكلفتها 1500 مارك، وكان هذا هو التحدي لـفيرديناند بورشه والذي استطاع تخطيه ولكنه لم يسلم من (جمعية مصنعي السيارات الالمانية) حيث أدركوا ان تلك الفكرة والتي عارضوها من قبلها قد تنجح الآن مما يهدد مصالحهم فعملوا على تأخير إنتاج السيارة لتفويت الوقت المحدد على بورشهليتم إلغاء المشروع وهو ما تخطاه أيضا فيرديناند بورشه وبدأ في تصنيع السيارة بالفعل وفي الفترة بين 1935 و 1937 تم تصميم 50 نموذج وكانت التجربة الأولى من نصيب الموديل SS وذلك عام 1937 وبعدها دخلت السيارة مرحلة التطوير حتى عام 1938 حيث ظهرت السيارة SS في شكلها النهائي، وتم إنتاج 50 سيارة من هذا الموديل كدفعة أولى للترويج عن السيارة وعن الشركة التي سيتم تأسيسها لذاك الحلم، حُلم سيّارة لكل مواطن.
عام 1938
يضع هتلر حجر أساس الشركة وتحديدا في يوم 26 / 5 / 1938 ، وحُدِّد شهر سبتمبر عام 1939 كموعد لبَدأ الإنتاج ولكن الحرب العالمية الثانية لم تهمهلهم الفترة الكافية لذلك، إذ اندلعت في شهر مارس من نفس العام.
إذا كنت أحد هؤلاء الألمان الحالمين بإمتلاك سيارة آنذاك فلابد من دفع 5 مارك رايخي كلاسبوع على سبيل المقدم، وهذا بالفعل مافعله 337 ألف مواطن ألماني لتكوين ثروة بلغت 280 مليون مارك لتمويل عملية الإنتاج، ولكن مع اندلاع الحرب العالمية لم يتمكن المصنع من إنتاج السيارات المطلوبة مما دفع الكثير للاعتقاد بأن أموالهم قد ذهبت لتمويل الجيش، و بعد نهاية حرب الجيش الروسي كان عليهم الانتظار حتى عام 1961 ليتمكن كل منهم من الحصول على ما دفعه كمقدم للسيارة.
خلال الحرب
تم توجيه طاقة المصنع بالكامل للخدمة العسكرية لما تحتاجه الحرب من مركبات لنقل الجنود، ولأن الخنفساء بتصميمها شبه الدائري كان من الصعب استخدامها كمركبة عسكرية، فقد توقف إنتاجها ليتم إنتاج المركبات العسكرية وقامت الشركة بتصنيع موديلين أحدهما هو كوبيلفاجن تم تصنيع 50 ألف سيارة منه، والثاني شفايمفاجن وتم إنتاج 15 ألف سيارة أخرى منه وكانت شفايمفاجن سيارات مضادة للماء (برمائية). ولكن مع تداعيات الحرب بدأت الشركة بتصنيع موديل ثالث عرف باسم كوماندرفاجن وتم تصنيع حوالي 600 مركبة منه بالإضافة إلى الصواريخ الجويةV1 ، وبجانب تصنيع المركبات الحربية كان المصنع يقوم أيضًا بإصلاح الطائرات الألمانية.
بعد الحرب
قـُسِّمت ألمانيا إلى أربع قطاعات كل منها تحت سيطرة أحد الحلفاء وكانت فولكسفاجن تحت السيطرة الإنجليزية إلا أن إنجلترا لم توقف المصنع بخلاف ما فعلته فرنسا وروسيا في المصانع الواقعة تحت سيطرتهما وتم تعين إيفان هيرست مديرا لشركة فولكسفاجن وكان هو المهندس الملكي للكهرباء والميكانيكا آنذاك.
عام 1948
تم إعادة الشركة إلى الحكومة الألمانية وكان على هيرست أن يبحث عن مدير كفء للمصنع، وبالفعل تم تعين هنريتش نوردوف لإدارة المصنع وكان مهندساً في شركة أوبل قبل الحرب، وكان هناك تاجر سيارات هولندي يسمى بن بون وكان شغوف للإتجار في البيتلز قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب ذهب بون إلى ألمانيا عام 1946 واشترى 10 سيارات من الجيش الألماني كما اشترى ثاني خنفساء تم إنتاجها وكان تستخدم كموديل للعرض فقط، وبعد عودة من تلك الرحلة يوم 8 أغسطس 1647 أصبح هو أول مستورد لسيارات فولكسفاجن، وبعدها طلب 200 سيارة أخرى من الشركة نتيجة للطلب المتزايد عليها ولكن إنتاج المصنع آنذاك لم يكن بالقدرة الكافية لتصدير 200 سيارة دفعة واحدة فتم إرسال 6 سيارات خنفساء في يوم 6 أكتوبر 1947 وبنهاية عام 1947 كان هناك 67 خنفساء في هولندا، وفي العام التالي زادت كفاءة المصنع الإنتاجية واستورد بون فقط 1820 سيارة في هذا العام. وفي تلك السنوات المبكرة اكتفت فولكسفاجن بتصدير سيارتها إلى عدد من الدول المجاورة ولكن مع تغيير العملة الألمانية من المارك الرايخي إلى المارك الألماني في 20 يونيو 1948 حدثت الطفرة الإقتصادية الألمانية وزادت الصادرات بشكل كبير، وبالرغم من ذلك لم تبدأ إنجلترا باستيراد السيارات الألمانية إلا في أواخر الخمسينيات وهو ما خلق شعور لدى الألمان بمناهضة إنجلترا لهم!!. وفي الولايات المتحدة الأمركية ظهرت أول خنفساء في يناير 1949 في نيويورك وبيعت وقتها بسعر 800$ وفي هذا العام تم بيع سيارتين بيتل، ولكن مع بداية العام 1960 كان هناك 500 ألف خنفساء في الولايات المتحدة!!.
عام 1950
بدأت شركة أيرلندية بتجميع سيارات فولكسفاجن محليا بدلا من استيرادها وهو ما فتح الباب أمام شركة فولكسفاجن للانطلاق عالميًا حيث تم إنشاء مصنع في جنوب أفريقيا عام 1951 وآخر في البرازيل عام 1953 وثالث بأستراليا عام 1955، وزاد التوسع بالمصانع الخارجية ليشمل مصنعًا جديدًا بالمكسيك والبرازيل بالإضافة إلى توسيع المصانع الألمانية.
أحداث سريعة
خلال السيتينات وبعد فترة غير قصيرة بالمرة قضتها الخفنساء في حالة ازدهار بدأت مبيعاتها في الإنخفاض مما دفع الشركة لإضفاء العديد من التحسينات عليها لتناسب بيئاتها المختلفة، فمثلا تم رفع سرعة السيارات المصدرة إلى الولايات المتحدة نظرا لاتساع الطرق الأمريكية وتباعد المسافات آنذاك.
في السبعينات أنتجت الشركة سيارة جديدة أطلقت عليها اسم سوبر بيتل لتدارك ما يمكن تداركه بعد إنخفاض مبيعاتها وكانت أسرع سياراتها وقتها وفي يوم 17 فبراير 1973 كسرت البيتل الرقم القياسي لعدد السيارات المنتجة والذي كان مسجلا باسم السيارة الأسطورة فورد تي في الفترة 1908 -1927 والمعروفة وقتها باسم تين ليزي حيث أنتجت شركة فولكسفاجن وقتها عدد 15.007.034 سيارةبيتل ولكن في عام 1977 تم وقف إنتاج البيتل السيدان مؤقتا وفي 1979 تم وقف إنتاج الكابريوليه وذلك في جميع مصانعها بخلاف المصنع المكسيكي الذي لم يقطع إنتاجه لها.
ومع بداية الثمانينات وتحديدا يوم 10 / 1 / 1980 تم إنتاج أول سيارة بيتل كونفيرتبل والتي لاقت رواجا كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذه قائمة بالاسماء المشهورة بها البيتل في بعض البلاد :
Volkswagen Beetle
Fusca
Kabutomushi
Carocha
Bogár(Hungary)
Volky
Coccinelle
Volkswagen Bug
Käfer
Vocho
Pulga
Hrošč (Slovenia)
Bubbla (Sweden)
Garbus (Poland)
Maggiolino (Italy)
Maggiolone (unofficial name, Italian)
Punchbug
Popoy
Buba (Serbia)
Kobe(Tanzania)
Kifuu(Kenya)
Vosvos(Turkey)
منقول