التصنيفات
محاسبة

كيفية حساب التكلفة في المؤسسة

المبحث الأول: المؤسسة ووظائفها
المطلب الأول: تعريف المؤسسة
إن المؤسسات الاقتصادية المختلفة المنتشرة حاليا لم تظهر بأشكالها الحالية من أول مرة بل كان عبر عدة مراحل يمكن تتبعها في المراحل التالية:
– الإنتاج في الوسط الأسري البدائي أو البسيط: وتميزت هاته المرحلة بالركود والاكتفاء بالفلاحة وتربية المواشي ومن ميزات المجتمع البدائي سيطرة الإقطاعية، ومع نهاية المرحلة تحرر العمال واتجهوا إلى حرف أخرى.
– ظهور الوحدات الحرفية: وتعتبر نقطة تحول في تاريخ المؤسسة وسادت في هاته المرحلة محلات ذات طابع حرفي “تجارة – حدادة – نسيج – …الخ”، حيث سعت إلى توفير الشغل والتقليل من نسبة البطالة.
– ظهور المانيفاكتورة: نظرا لتطور الكبير الحاصل في مجال الإنتاج الحرفي وباختلاف الأذواق والمستويات خاصة الأوربية وازدياد عدد السكان أنشأ ذوي رؤوس الأموال هاته المؤسسات وقسمت إلى نوعين:
1/ منشآت تجمع عددا من الحرفيين لهم نفس الحرفة ويقومون بجزء معين من عملية إنتاج سلعة معينة.
2/ منشآت تجمع عددا من الحرفيين لهم حرف مختلفة يتعاونون من أجل تحقيق منتوج معين.
– المؤسسة الصناعية الآلية: بعد اتساع السوق وتطور التكنولوجيا ظهرت المؤسسة الآلية وتطورت مع الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر (18).
– التكتلات والشركات متعددة الجنسيات: كانت هاته التكتلات ضرورية لبعض المؤسسات من أجل إتباع إستراتيجية للتغلب على المنافسة ومن أجل الدخول إلى الأسواق الخارجية.
– التكتلات الاقتصادية والاحتكارية: اتجهت المؤسسات الاقتصادية إلى التركيز والتجمع للتمكن من الصمود في السوق أمام المنافسة، باستعمال قوة وجودها أو بالتحكم في أسعار المنتوجات وأسواقها .
أما بالنسبة لتعريف المؤسسة فنجد التعريف التقليدي: “المؤسسة هي مجموعة من الموارد البشرية والمادية والمالية”، لكن هذا التعريف غير كافي ولقد أدخل علماء حديثون عنصر آخر وهو الموارد المعلوماتية ويبقى هذا التعريف مرتبط بتعريف الاقتصادي الكلاسيكي للمؤسسة الذي يدور حول العناصر الأساسية وهي رأس مال ، اليد العاملة، الموارد الطبيعية.
أصبحت المؤسسة حاليا ليست إلا مجموعة من الموارد منظمة ومهيكلة تخضع لمنطق دقيق ولمقاييس محددة من الناحية الهندسية والبشرية، ومن هذا المنطلق تصبح المؤسسة كيف ما كانت طبيعتها، صناعية، تجارية، خدمية… مجموعة من الموارد ولكن مجموعة منظمة مهيكلة تخضع لأهداف دقيقة وتسير على أساس طريقة معينة من التسيير.
ولقد بينة الدراسات الحالية أن المؤسسة أصبحت مجموعة شبكات مرتبطة بالعناصر الداخلية والخارجية وللقيام بالتسيير المحكم يجب على المؤسسة أن تتعرف على مدى تدخل كل عنصر من عناصر الإنتاج، وتنظم قواعد تسييرها على أساس المعرفة الدقيقة لمساهمة هذه العناصر في تكلفة الوحدة المنتجة وعلى هذا الأساس تعتبر المحاسبة التحليلية أداة أساسية للتسيير العلمي للمؤسسة بعدما كانت مجرد محاسبة تكاليف في بداية القرن تهتم خاصة بالحسابات ، تطورت وأصبحت تهتم بإبراز ومعرفة مراكز التكلفة لتوجيه التسيير إلى نمو مراكز الربح .
ولكن التعريف التالي هو تعريف شامل لكل أنواع المؤسسات سواء من ناحية الأنظمة الاقتصادية أو نوعية النشاط أو الأهداف: ” المؤسسة هي كل تنظيم اقتصادي مشغل ماليا في إطار قانوني واجتماعي معين هدفه دمج عوامل الإنتاج من أجل الإنتاج (تبادل سلع) أو خدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين بغرض تحقيق نتيجة ملائمة، وهذا ضن شروط اقتصادية تختلف باختلاف الحيز المكاني والزماني الذي يوجد فيه وتبعا لحجم ونوع نشاطه” .

المطلب الثاني : نظام المؤسسة “نظرية الأنظمة “.
تحتل نظرية الأنظمة مكانا جد مهم في دراسة المؤسسة الاقتصادية سواء من مجال التنظيم أو الإدارة العامة, لقد شهدت هذه النظرية تطورا سريعا مقارنة مع تاريخ ظهورها المتأخر، وهذا راجع لغزارة الأعمال فيها والاستعمالات الواسعة وانتشارها السريع ومن بين التصنيفات المشهورة في جانب درجة التعقيد نجد تصنيف L.VON BERTALANFFY لقد قدم هذا الكاتب تصنيفا حسب طبيعة الأنظمة ورتبها إلى سبع أنواع :
1- الأنظمة الثابتة : “هيكل النظام”.
2- الأنظمة الحركية: “تدفقات “.
3- الأنظمة المعرفية: “تحقيق هدف النظام”.
4- الأنظمة المفتوحة: “الاتصال مع الخارج”.
5- الأنظمة الفردية.
6- أنظمة المجموعات “عدة أفراد”.
7- الأنظمة الفلسفية: “عناصر مجردة ومعقدة” إيديولوجيا معتقدات قيم…. الخ “.
مما سبق يمكن القول أن المؤسسة تأخذ أحد أشكال هذه الأنظمة كلما رأيناها من جانب أو اتجاه معين.
ولقد قدم نفس الكاتب L. VON BERTALANFFY تقسيما أكثر تطورا من سابقه ويتكون من:
1- الأنظمة الحقيقية: وهي كائنات مدركة بالملاحظة أو مستنتجة من هذه الأخيرة.
2- الأنظمة التصورية : مثل المنطق والرياضيات ، والتي هي أساس تكوينات رمزية.
3- الأنظمة المجردة : وهي فرع من العلم، وتجمع الأنظمة التصورية المرتبطة بالحقيقة.
وحسب هذا الاتجاه فالمؤسسة كمنظمة تعتبر في نفس الوقت هيكلا اجتماعيا واقعيا، وكمتعامل اقتصادي، وتتمتع بخصائص تنظيمية وبواسطة المفاهيم المستعملة والمتطورة في النظرية العامة التنظيمية، يمكن وصفها كنظام مفتوح (لأنها تتكيف بوعي مع تغيرات المحيط بفعل القرارات المتخذة من طرف مسيريها، بواسطة نشاطات أعضائها).
نظام المؤسسة بيانيا:
ويشمل مجموعة من الأنظمة الفرعية:
1) سوق المال: وهو نقطة التقاء بين المستثمرين أو مستعملي الأموال الذين يطلبونها من جهة، وعارضي الأموال أو المدخرين من جهة أخرى، وهو من الأنظمة الفرعية للنظام الاقتصادي.
2/ سوق العمل: وهو نقطة التقاء بين المؤسسة كطالب للعمل، والأفراد المستعدين والقادرين على العمل وهو نظام جزئي مشترك من الأنظمة الديموغرافي، الاقتصادي والاجتماعي.
3/ سوق السلع والخدمات: وهي نقطة التقاء بين المؤسسات المنتجة، والمستهلكين و الأطراف المختلفة في النظام الاقتصادي، والسوق في الواقع لا تربط بمكان محدد واقعيا بقدر ما هو مفهوم نظري تتم فيه المعاملات بين الطرف الذي يعرض والطرف الذي يطلب العناصر المذكورة.
4/ سوق التموين: (مواد – آلات- طاقة) هو نقطة اللقاء بين المؤسسة ومورديها.
5/ نظام التسيير (نظام الإدارة): هو نظام فرعي سياسي قانوني، يعمل على تحديد علاقة المؤسسة بالإدارة وعلاقة الإدارة بالعمال وما يفرضه وجودها من حقوق.
6/ نظام التربية والتكوين أو نظام الإعلام: هو نظام فرعي من النظام العلمي التقني حيث يتكفل بنقل المعارف والأفكار الاقتصادية السياسية.
7/ نظام الإنتاج: هو صلب النشاط الاقتصادي ومنه تبدأ الدورة الاقتصادية ويمكن أن نراها بأنها عملية استهلاكية (تحويل مدخلات العملية الإنتاجية إلى مخرجات).
8/ نظام التوزيع: وظيفة تجارية تربط بين المؤسسة والسوق أي المستهلك.

تدفق القـرار
والإعــلام
تدفق الرجال
والمــواد

الشكل 01: نظام المؤسسة بيانيا

Source: ½ Poirée, Salim gestion de la production précis d’organisation et gestion de la production: page : 74, Edition d’organisation.

موردون زبائـن

طاقــة
الشكل 02: نظام فرعي للإنتاج

تدفق المنتوج في المؤسسة:
وظيفة التموين:
من الوظائف التي تنطلق بها مختلف العمليات وأنشطة المؤسسة الأخرى، عند التنفيذ فهي تمثل الخطوة الأولى من هذه الأنشطة والتموين كمجموعة مهام وعمليات يعني العمل على توفير مختلف عناصر المخزون المحصل عليها من خارج المؤسسة بالشراء والاحتفاظ، ومن أجل تحقيق أحسن نتائج أو مردودية في هاته العملية يجب أن تكون الكلفة ومصاريف التموين أقل ما يمكن.
وظيفة الإنتاج:
هي عملية مزج عوامل الإنتاج المختلفة في مختلف القطاعات الاقتصادية من أجل تحقيق ثروة للمجتمع، بواسطة المنتوجات المادية والخدمات المختلفة وفي حالة المؤسسات الصناعية والتجارية فهي عملية تحويل العوامل الطبيعية بإشراف العامل البشري، من أجل تحقيق متطلبات المجتمع.

الشكل 03: تدفق المنتوج في المؤسسة .
المطلب الثالث: وظائف المؤسسة.
تجميع عدد من المهام والمناصب والأعمال بالمعنى مجموعة متجانسة ومتكاملة، تؤدي دورا معينا ومنفصلا إلى حد ما عن باقي الأدوار في المؤسسة، أو هي مجموعة عمليات ومهام تؤطـر تلك الأنشطة المرحلية وتساهم في توجيهها نمو تحقيق أهدافها بعد تحديد هذه الأهداف وتكون الوظيفة حسب هذا مثل التخطيط التنظيم التوجيه والمراقبة والاتصال وغيرها من المهام، وقد تجمع وظائف التخطيط التنظيم وغيرها في إطار وظيفة أكبر وهي الإدارة بمعنى Management ومن جهة أخرى فإن مختلف وظائف المؤسسة ترتبط ببعضها البعض، من أجل أداء هدف المؤسسة حيث لا نجد نفس العلاقة بين وظيفة الشراء وتوزيع أو تقديم الخدمات في المؤسسة الخدمية، مقارنة مع نفس العلاقة في مؤسسة تجارية أو إنتاجية غير أنه ما يلاحظ هو الارتباط الواسع بين وظيفة الإدارة ووظائفها الفرعية بمختلف الوظائف الأخرى، إذ تقوم بتأطيرها ومتابعتها .
وهناك نوعان من الوظائف داخل كل مؤسسة وظائف رئيسية وأخرى ثانوية وتختلف هذه الوظائف باختلاف نشاط المؤسسة.
أ/ المؤسسة الصناعية:
1/ الوظائف الرئيسية:
– التموين.
– الإنتاج.
– التوزيع
2/ الوظائف الثانوية:
– إدارية.
– مالية.
ب/ المؤسسة التجارية:
1/ الوظائف الرئيسية:
– وظيفة التموين أو الشراء.
– وظيفة التوزيع أو البيع.
2/ الوظائف الثانوي:
– وظيفة إدارية.
– وظيفة مالية.
كما هنالك تصنيف ثاني للوظائف وهو : التصنيف الوظيفي لمراكز التحليل
أ) الوظائف العامة المشتركة في أنشطة المؤسسة :
1- الوظيفة الإدارية (الإدارة) : وتنقسم بدورها إلى:
– الإدارة العامة للمؤسسة
– الأمانة العامة والعلاقات العمومية
– الإستراتيجية، التصنيع ، الموازنة
– مراقبة التسيير
2- التمويل : وبدورها تظم:
– مصلحة تسيير الخزينة
– مصلحة السندات والديون
ب/ الوظائف العامة المشتركة في عدة أنشطة:
1/ تسيير المستخدمين : وتظم مجموعة من المصالح:
– مصلحة التوظيف وإحصاء المستخدمين.
– مصلحة التكوين المهني.
– مصلحة السكن.
– مصلحة منع الحوادث (مصلحة صحية).
– مصلحة التقاعد.
– مصلحة اجتماعية (مطعم – حضانة- مخيمات صيفية).
2/ تسيير المباني:
– التدفئة. – تنظيف المكاتب والورشات.
– كهرباء. – الحراسة.
– منع ومكافحة الحرائق. – ورشات الصيانة بالمباني.
– الموافق
3/ تسيير المعدات:
إدارة المعدات. – ورشات صيانة المعدات.
الإدارة التقنية للمعدات.
4/ تسيير الاداءات المرتبطة :
– إنتاج أو تحويل الطاقة. – نقل المواد. – طباعة.
– النقل. – سن الآلات. – معالجة الإعلام.
ج) الوظائف العامة الخاصة لنشاط محدد:
1- التموين:
– مكاتب التموين. – مخازن التموين الخارجية.
– مكاتب الشراء. – أقسام المراقبة والمخابر.
– أقسام البطاقات. – موردون.
– مواد. – مراقبة الفواتير.
2- الدراسة التقنية والبحوث:
– مراكز أو مخابر البحوث. – مكاتب الدراسات والحسابات
– قسم الضبط والسحب. والرسومات والاختراعات.
3- الإنتاج:
أ) مراكز تحضير العمل :
– مكتب الأساليب.
– مكتب الدراسة والرسوم.
– مكتب متابعة العمل.
ب) مراكز التصنيع :
– ورشات التصنيع.
ج) مراكز مراقبة التصنيع :
– مخبر التجارب والمراقبة.
4- التوزيع : ويشمل أربعة مصالح وهم :
أ) البيع :
– المديرية التجارية.
– مصلحة إعداد الفواتير للزبائن.
– مصلحة البيع والمراقبة.
– مصلحة الأسواق.
– مكتب تسجيل الطلبات.
– مصلحة البطاقات الخاصة بالزبائن.
ب) التخزين: مخازن المنتوج التام
ج) التسليم:
– مصلحة الإرسال (غلافات وشحن).
– مصلحة التسليم.
د) ما بعد البيع:
– مصلحة ما بعد البيع.
– مصلحة قطاع الغيار.
– مخازن قطاع الغيار.
– مصلحة التصليح – الصيانة.
– ورشات التهذيب.

وظائف رئيسية
وظائف ثانويـــة

الشكل 04:أهم وظائف المؤسسة

الشكل 05: التصنيف الوظيفي لمراكز التحليل
المصدر: من أعمال الطلبة.

المبحث الثاني : التكاليف وسعر التكلفة
المطلب الأول : مفهوم التكاليف وسعر التكلفة
هنالك العديد من التعاريف التي تخص التكاليف من بينها نجد:
• التكلفة في معناها العادي هي القيمة النقدية التي تدفع في سبيل الحصول على سلعة ما أو خدمة معينة.
• هي عبء متعلق بمرحلة معينة من أجل الحصول على منتج أو خدمة خلال مرحلة من مراحل الإنتاج.
• التعريف الذي أورده المخطط المحاسبي الوطني: “التكلفة هي جميع الأعباء المحملة والتي تطابق : حساب يتعلق بوظيفة أو بجزء من المؤسسة أو حسابا يتعلق بسلعة أو توريد خدمة في مرحلة تختلف عن المرحلة النهائية”.
وتنقسم التكاليف من ناحية :
1/ القياس 2/ الحجم 3/ الوظيفة 4/ التحميل
5/ وقت حسابها 6/ المسؤولية 7/ التخطيط واتخاذ القرارات
• التكاليف هي القيمة الاقتصادية لأية تضحية اختيارية سواء كانت مادية أم معنوية والتي يمكن قياسها بالعملة النقدية التي تبذل في سبيل الحصول على منفعة خاصة أو مستقلة .
• التكلفة هي مجموعة الأعباء المتعلقة بمرحلة معينة أو في منتوج مادي معين أو مجموعة منتوجات أو مجموعة خدمات مقدمة في مرحلة معينة قبل المرحلة النهائية أي قبل وصولها إلى البيع
مفهوم سعر التكلفة:
سعر التكلفة هو مجموعة التكاليف التي يتكلفها منتوج معين أو خدمة مقدمة ابتداء ا من انطلاق عملية إعدادها إلى مرحلة وصولها إلى المرحلة النهائية (أو مجموعة من المنتجات المادية أو مجموعة خدمات في مرحلة بيعها) وتحسب فيها تكاليف البيع وبمعنى آخر فإن المنتوج المباع أو الخدمة المقدمة لا تملك سوى سعر التكلفة وحيد وهو مجموع التكاليف التي تتعلق به .
ويمكن حساب التكاليف وسعر التكلفة في المؤسسة حسب نشاطها كما يلي:
في المؤسسة التجارية
سعر التكلفة: تكلفة الشراء + مصاريف الشراء المباشرة وغير المباشرة.
سعر التكلفة: تكلفة الشراء + مصاريف التوزيع المباشرة وغير المباشرة في المؤسسة الصناعية.
سعر الشراء: ثمن الشراء + مصاريف الشراء.
تكلفة الإنتاج: تكلفة الإنتاج + مصاريف التوزيع.
“سعر التكلفة هو المنتج أو الخدمة أو هو مجموع التكاليف التي تم صرفها من أجل هذا المنتوج أو الخدمة حتى أصبح تاما وقابلا للبيع”.
يخص سعر التكلفة فقط المنتجات المباعة فعلا .

سعر التكلفة في المؤسسة التجارية = كلفة شراء البضائع المباعة + مصاريف التوزيع + مصاريف الملحقة.
سعر التكلفة في المؤسسة الصناعية = كلفة الإنتاج المنتجات المباعة + مصاريف التوزيع + مصاريف الملحقة.
سعر التكلفة يعبر على انتهاء عمليتي الإنتاج والبيع للمنتوج النهائي، حيث يضم كل المصاريف من شراء المادة الأولية والمواد الضرورية الأخرى إلى حين إعداد المنتوج وبيعه.
تختلف مكونات سعر التكلفة من المؤسسة الصناعية إلى المؤسسة التجارية
لدى المؤسسة الصناعية يضم سعر التكلفة:
– تكلفة الشراء للمواد المستعملة
– تكلفة الإنتاج للوحدات المباعة
– مصاريف التوزيع للوحدات المباعة.
ويتكون سعر التكلفة لدى المؤسسة التجارية من:
– تكلفة الشراء للوحدات المباعة.
– مصاريف التوزيع للوحدات المباعة.
يحسب سعر التكلفة:
– على مستوى المؤسسة ككل.
– على مستوى الوظائف الرئيسية والثانوية.
– بالنسبة لكل منتوج.
كما يحسب بالنسبة لكل طلبية، يعتمد سعر التكلفة كمقياس لتحديد سعر البيع.
المطلب الثاني : تصنيف التكاليف
يمكن تصنيف التكاليف من عدت جوانب وهذا حسب :
1- علاقتها بحجم الإنتاج.
2- علاقتها بالمنتجات.
3- وظائف المؤسسة.
4- الزمن (الفترة المحاسبية).
1) حسب علاقتها بحجم الإنتاج:
إن التغيرات في حجم الإنتاج والمبيعات لها تأثير في حساب تكلفة المنتج بصورة إجمالية وبعبارة أخرى نجد أن حجم النشاط له تأثيره على التكلفة الإجمالية وعلى هذا الأساس يمكن تصنيف التكاليف في هذا المطلب إلى:
– تكاليف متغيرة – تكاليف ثابتة
أ/ تكاليف متغيرة: يقصد بالتكاليف المتغيرة مجموعة عناصر بصورتها الطبيعية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحجم الإنتاج وهي على مستويين:
المستوى الإجمالي: هي التكاليف التي تتزايد بتزايد حجم الإنتاج وتتناقص معه- أي أنها هي التكاليف التي تتغير نتيجة التغير في حجم الإنتاج بنفس نسبة التغير وفي نفس اتجاهه (علاقة طردية) ومقدار هذه التكاليف يتلاشى تماما.

التكاليف
خط التكاليف المتغيرة
ميل الخط المستقيم ن غ = أ س
أ = متوسط التكاليف

أحجام الإنتاج بالوحدات
شكل 06: علاقة التكاليف المتغيرة بأحجام الإنتاج على المستوى الإجمالي
المصدر: عبد المقصود ديبان، أساسيات محاسبة التكاليف، ص 96

من هذا الشكل نستطيع القول بأن التكاليف المتغيرة رياضيا بأحجام الإنتاج من خلال العلاقة الخطية التي مضمونها الرياضي المعادلة التالية:

حيث: QR مقدار التكاليف المتغيرة
M: متوسط التكاليف المتغيرة للوحدة
x: حجم الإنتاج أو النشاط
على المستوى الوحدوي
أ / التكاليف شبه المتغيرة:
يقصد بها عناصر التكاليف التي تتغير تبعا للتغيرات في أحجام الإنتاج ولكن بنسبة مغايرة لنسبة التغيير في الحجم وبعبارة أخرى في تلك التكاليف التي لا تتغير في حجم الإنتاج طالما بقيت العوامل الأخرى على ما هي عليه.
(الجزء الثابت) وتكون لها قيمة معينة إذا كان حجم الإنتاج معدوما إذا فهي تتصف بخاصة عدم التلاشي التام حالة التوقف عن الإنتاج أو النشاط على غرار التكاليف المتغيرة في المستوى الإجمالي.

ومن خلال كل هذا يتبين لنا أن هذه التكاليف تتمثل في شقين :
شق ثابت: يمثل تكاليف التوقف عن الإنتاج أو تكاليف لازمة لبدء الإنتاج ولا تتحقق بعد ذلك مهما تغير حجم الإنتاج.
شق متغير: يمكن رده إلى حجم النشاط أو الإنتاج.
ب/ تكاليف ثابتة:
هي عناصر التكاليف التي نعدم ارتباطهما تماما بمستوى نشاط المؤسسة (حجم الإنتاج) وتعتمد أساسا على مرور الزمن ومن خصائصها أنها لا تستجيب للتغيرات في أحجام الإنتاج لمدى معين منه ومن ثمة فإنه من الواجب استفادة هذه التكاليف على أساس الفترة أو الدورة وتشمل:
– المرتبات التي: يتم قياسها على أساس دوري.
– استهلاكات الأصول.
– الإيجار.
وهذا على المستوى الإجمالي ويمكن توضيح ذلك بالشكل التالي
التكاليف

خط التكاليف الثابتة (ث)

أحجام الإنتاج للوحدات
الإنتاج
شكل:07 علاقة التكاليف الثابتة بحجم الإنتاج على المستوى الإجمالي
المصدر: عبد المقصود دبيان أساسيات محاسبة التكاليف طبعة 1999 ص 99.

أما على المستوى الوحدوي (التكاليف شبه الثابتة أو المتدرجة) والتي هي مجموعة عناصر التي تظل في إطار مدى إنتاجي محدد ثم تقفز مرة واحدة إذا تجاوز حجم الإنتاج المدى المحدد حتى ولو هذا التغير بمقدار وحدة واحدة أي أن هذه التكاليف ترتبط بحديات الإنتاج ولا ترتبط بالتغيرات في حجمه وتتضمن هذه التكاليف شقين :
• شق ثابت: كبير لا يتغير وحجم النشاط (يضم إلى التكاليف الثابتة).
• شق متغير: ضئيل منها يميل إلى التغير مع التغيرات في حجم النشاط (يضم إلى التكاليف المتغيرة) ويمكن التعبير عن ذلك وفق الشكل التالي :

التكاليف

حجم النشاط
(3.2) : منحنى x x x .
شكل رقم 08 : علاقة التكاليف الثابتة بحجم الإنتاج على المستوى الوحدوي

التكاليف
ميل الخط المستقيم(أ)

خط التكاليف الكلية

الإنتاج

شكل رقم 09 : علاقة التكاليف بحجم الإنتاج.

2) حسب علاقتها بالمنتجات (حسب تأثير المنتوج):
يتم تصنيف التكاليف حسب تأثيرها على المنتوج بطريقتين:
• طريقة مباشرة تسمى بالتكاليف المباشرة
• طريقة غير مباشرة تسمى بالتكاليف غير المباشرة.
أ)- التكاليف المباشرة: وهي التكاليف التي تربطها مباشرة بالسلع أو أوامر التشغيل في العملية الإنتاجية (لها علاقة مع المنتوج) كالمواد الأولية للعمل.
ب)- التكاليف غير المباشرة : وهي التكاليف التي لا يمكن ربطها بسلعة أو منتوج معين وإنما تتعلق بكمية أو بعدد أكبر من المنتوجات وتدرج تحت إسم التكاليف العامة وهي مصروفات لا تقتصر على منتوج معين أو مرحلة محددة وإنما تعود على الإنتاج لكن يمكن تحديدت هذه التكاليف غير المباشرة كما يلي:
– المواد غير المباشرة.
– الرواتب والأجور غير المباشرة.
– تكلفة الإضاءة.
– المياه لإغراض صناعية.
– نفقات استخدام وصيانة الآلات والتجهزات.
ويمكن حساب سعر التكلفة كالتالي:

3) حسب وظائف المؤسسة:
في هذا النوع من التصنيف نجد بعض هذه التكاليف يرتبط بالنشاط الإنتاجي والبعض الآخر يرتبط بالنشاط الخدمية سواء الإنتاجية، التسويقية، الإدارية أو التمويلية، ويطلق على هذا التقييم اصطلاحا التقييم الوظيفي على أساس أنه يصنف عناصر التكاليف ويبوبها وفقا للوظائف والنشاطات التي استفادت من هذه التكاليف، ومن خلاله يمكن قياس تكاليف كل الوظائف وكل نشاط على حدا وتتبع هذه التكاليف المختلفة والرقابة عليها من فترة لأخرى ويتضمن الآتي :
أ/ تكاليف الخدمات الإنتاجية:
وهي العناصر التي تستعملها إدارة الإنتاج في ممارسة وظيفتها قصد تسهيل مهام النشاطات الإنتاجية من خلال أقسام ومراكز الخدمات الإنتاجية داخل هذه الإدارة وكلا نوعي الأقسام والمراكز يتبع النشاط الإجمالي ممثلا في إدارة الإنتاج فمثلا:
أقسام الغزل والنسيج أو أقسام التقطيع والتجميع في صناعة الغزل والنسيج أو صناعة الأثاث تمثل أقساما أو مراكز للإنتاج لأن نشاطها يساهم مباشرة في خلق المنتج في حين نجد أن أقسام الصيانة ومخازن المواد الخام والمحطات ( محطات القوى المحركة) تمثل أقساما ومراكز للخدمات.
ب/- تكاليف التسويق أو الخدمات التسويقية: وتتمثل في عناصر التكاليف التي تنفقها إدارة البيع والتوزيع (إدارة التسويق) بغية تسويق منتجات المؤسسة وتوزيعا والإعلان عنها بالإضافة إلى أقسام ومراكز التسويق التابعة لها وتتضمن مواد أجور وخدمات.
ج/- التكاليف الإدارية التمويلية: وتتمثل في عناصر التكاليف المنفقة من أجل ممارسة النشاط الإداري والتمويل للمؤسسة وهي من عناصر التكاليف غير المباشرة لعدم وجود ارتباط بينها وبين وحدات الإنتاج والمبيعات ومنه:

4) حسب الزمن (الفترة المحاسبية):
تصنيف التكاليف حسب علاقتها بالفترة المحاسبية إلى نوعين :
أ) – المصروفات الإدارية :
وهي التكاليف التي تدفع مقابل السلع والخدمات التي تستهلك في عملية إنتاجية واحدة وتستفيد منها الفترة المحاسبية التي أنفقت خلالها وتحصل على حساباتها وتنقسم إلى:
• الجزء المتعلق بإنتاج المنتجات : وتعامل بالإيرادات إذا تم ببيع المنتجات بالكامل أو يدخل في فترة تالية.
• الجزء المرتبط بالزمن: فإنه يعتبر عبء على إيرادات الفترة التي أنفق فيها.
ملاحظة: تحمل المصاريف الإدارية على حساب الأرباح والخسائر، أما المصاريف الرأسمالية توزع على عدد من الفترات المحاسبية التي تستفيد منها.
ب/- المصروفات الرأسمالية: وهي المصروفات التي تستفيد منها أكثر من فترة محاسبية واحدة وتنجم الزيادة في أصول المنشأة مثل: مصاريف شراء أصل من الأصول تحمل تكاليف الأصل على عدد السنوات للعمل الإنتاجي للأصل أي أنه يتم توزيع التكلفة على الفترات التي تستفيد منها فتحمل كل فترة بنصيبها من العناصر حسب درجة الإستفادة منها.
المطلب الثالث: عناصر وأعباء التكاليف.
I- عناصر التكاليف:
إن عملية الإنتاج لا تخرج في كونها خلط مواد أولية أو إجراء عمليات صناعية بغرض تحويلها إلى منتوجات نهائية وعلى هذا فإن عناصر التكاليف الرئيسية تتمثل في:
• المواد.
• العمالة (الأجور).
• الخدمات (التكاليف الإضافية).
وليس معنى ذلك أن هذه العناصر تدخل في تركيب كل المنتوجات بنسب متساوية ومتقاربة بل أنها تتفاوت حسب الصناعات، فمنها من تزيد فيها بنسبة المواد الأولية ومنها تزيد فيها نسبة العمل المستخدم، وكذلك منها ما تزيد فيها نسبة الخدمات على العوامل الأخرى كما أن لقياس هذه العناصر لا توجد وحدة واحدة يمكن استعمالها بالنسبة للجميع فهناك:
الساعة والكيلو (الوزن)، ووحدة القوة … ، ولكن لتسهيل العمل قيمة هذه العناصر بوحدات نقدية حتى يسهل جمعها ومعرفت قيمتها الإجمالية.
II- تقسيم عناصر التكاليف:
يمكن تقسيم عناصر التكاليف إلى قسمين رئيسيين هما:
• العناصر المباشرة.
• العناصر الغير المباشرة .
1) العناصر المباشرة:
مواد مباشرة: تدخل في ترتيب المنتوج أو التي تلزم إتمامه.
العمل المباشر: العمل المبذول مباشرة على منتوج معين.
الخدمات المباشرة: كل النفقات التي تخص وحدات معينة تصرف من أجلها كنفقات البحوث والرسوم.
2) عناصر غير مباشرة:
وتسمى كذلك المصروفات الصناعية وهي التي تصرف على الإنتاج من وقت البداية إلى حين الإنتهاء منه لذلك فهي تتضمن:
المواد غير المباشرة: وهي التي تضهر كجزء من المنتوج مثل مواد التشحيم.
العمل غير المباشر: العمل المبذول في نمو تكوين الإنتاج مثل عمل المشرفين المديريين الفنيين وأعمال الخدمات من نقل داخلي وقوة محركة وصيانة … الخ.
خدمات غير مباشرة: تخص المصنع فقط ( قيمة الإيجار والتأمين ، مصروفات بيعية)
III- أعباء التكاليف:
ليست كل الأعباء المسجلة في المحاسبة العامة تستعمل في المحاسبة التحليلية ونستطيع تمييز ثلاثة أنواع من الأعباء هي :
1) الأعباء المعتبرة ( المحملة):
هي الأعباء التي تحسب ضمن التكاليف وسعر التكلفة بعد عملية الفرز وهي مجموعة أعباء المحاسبة التحليلية وهي تختلف عن أعباء المحاسبة العامة لأنه يضاف إلى هذه الأخيرة عناصر إضافية وتطرح منها الأعباء غيرالمحملة إذا:

2) الأعباء الإضافية:
وتسمى بالعناصر الإضافية لأنها لا تدخل ضمن مصاريف المحاسبة العامة ولكن تؤخذ بعين الإعتبار في المحاسبة التحليلية عند حساب سعر التكلفة ( أعباء ذات صفة نظرية)
3) الأعباء غير المعتبرة :
هي تلك العناصر التي ليس لها إذا أدرجت في التكاليف وسعر التكلفة وقد تكون استثنائية او عادية.

شكل رقم 05: أعباء المحاسبة التحليلية

المبحث الثالث : مختلف الطرق لحساب التكلفة:
المطلب الأول : حساب التكلفة بالطريقة الحقيقية وطريقة الأقسام المتجانسة .
التعريف بالطريقة الحقيقية:
تتضمن التكلفة الإجمالية الكلية كافة عناصر التكاليف المباشرة وعناصر التكاليف غير المباشرة أو كافة عناصر التكاليف المتغيرة وعناصر التكاليف الثابتة، ويمكن تحديد عناصر التكاليف المباشرة وغير المباشرة فيما يلي:
المصاريف المباشرة:
هي المصاريف التي تدخل مباشرة في إنتاج المنتج وتشتمل هذه المصاريف على ما يلي:
المواد الخام المباشرة: هي عبارة عن مجموعة المواد الخام الأولية التي يمكن تحديدها وتحميلها مباشرة لمنتج معين بذاته والعلاقة واضحة وقاطعة وتشكل بالجزء الأساسي من هذا المنتج.
العمالة المباشرة: التي يتم تحديدها وتحميلها مباشرة على منتج معين بذاته ، والتي شاركت بشكل أساسي في إنتاج هذا المنتوج.
مثل: العمال الذين يقومون بتجميع جهاز التلفزيون على طول خطة الإنتاج يتقاضون أجور تعد أجور مباشرة.
مبدأ طريقة الأقسام المتجانسة :
• تسجيل وترتيب الأعباء غير المباشرة.
• إعداد جدول التوزيع للأعباء غير المباشرة (التوزيع الأولي).
• تحديد وحدة القياس وأنواعها.
• التوزيع الثانوي للتكاليف غير المباشرة بين الأقسام المساعدة والأساسية.
• تحميل الأعباء غير المباشرة على التكاليف بواسطة وحدة العمل.
أ/ تسجيل وترتيب الأعباء غير المباشرة:
1) تسجيل الأعباء غير المباشرة:
حسب المخطط الوطني المحاسبي فإن الأعباء ترتب وتسجل حسب طبيعتها:
مصاريف المستخدمين، ضرائب…. الخ.
فيجب إذن إعادة ترتيبها في حسابات اتجاهها أي حسب الوظائف:
أعباء الشراء، أعباء الإنتاج، أعباء التوزيع…. الخ ولا تتم هذه العملية إلا بتحليل مجموع الحسابات التي تتمثل أعباء حسب طبيعتها ثم يتم الفصل بين الأعباء المباشرة وغير المباشرة.
2) ترتيب الأعباء غير المباشرة حسب المدة:
إن عملية حساب التكاليف وسعر التكلفة لا تكون لمنتوج منفصل أو لعدد من االمنتوجات أو السلع المعدة مسبقا ولكن لكل السلع التي يمكن أن تنتج في فترة معينة وبافتراض أن هذه الفترة تساوي شهر فإنها تتعارض مع تسجيل الأعباء في المحاسبة العامة التي تتكون حسب فترات مختلفة لأسبوع أو لثلاثة أشهر أو لسنة وهناك إعادة ترتيب زمنية ولترتيب الأعباء يجب حساب المبلغ السنوي لها ثم قسمه على 12 شهر في حالة الأعباء التي لا تتغيرة وهذا ما يسمى بالإشتراك.
أما في حالة المصاريف التي تتغير مع مستوى النشاط فتكون أكثر تعقيدا إذ لا نستطيع تحديد مستوى النشاط الحقيقي إلا بعد تحقيقه، لذا فهي في الغالب تحدد الأعباء حسب السنة السابقة وتعدل تبعا للملاحظات التي تنتج إرتفاعا في مستوى النشاط للسنة المعينة وتقسم على 12 شهر للحصول على أعباء الشهر الواحد (متغيرة).
ب) إعداد جدول التوزيع للأعباء غير المباشرة (التوزيع الأولي):
من أجل إعداد هذا الجدول نقوم بتوزيع مجموع الأعباء غير المباشرة بين مختلف الأقسام وهذا نميزو بين نوعين من النفقات:
• نفقات خاصة بالأقسام التي تحمل مباشرة تعلى الأقسام التابعة لها.
• نفقات مشتركة التي توزع على الاقسام بالإستناد إلى مقاييس معبئة أو ما يسمى بوحدات القياس أو المفتاح.
• ويمكن ترتيب الأقسام حسب الوظائف الكبرى للمؤسسة وتقسيمها إلى نوعين:
– مساعدة: تتمثل في : قسم الإدارة، قسم الصيانة ….الخ.
– رئيسية: تتمثل في : قسم التموين ، الإنتاج، التوزيع.

الأعباء
حسب
طبيعتها مجموع
مبلغ
التوزيع أقسام مساعدة أقسام رئيسية
إدارة صيانة تموين إنتاج توزيع
61 : مواد
ولوازم
مستهلكة X X
62 :
مصاريف
مستخدمين X X
64 :
ضرائب
ورسوم X X
65 :
مصاريف
مالية X X
66 :
مصاريف مختلفة X X
68: مخصصات
اهتلاكات
ومؤونات X X
مجموع التوزيع
الأولي X X X X X X X X X X X X
جدول رقم 01: توزيع الأعباء غير المباشرة حسب الوظائف
ج/ تحديد وحدة القياس:
إن تحميل الأعباء المشتركة بين الأقسام على المنتوجات تكون بواسطة وحدات العمل أو القياس أو المفتاح كما رأينا سابقا فما هي وحدة العمل؟.
وحدة العمل هي الوحدة التي تساعد على تحميل تكلفة مركز تحليل في حسابات تكلفة المنتوجات أو الطلبيات المعينة ويمكن أن تكون هذه الوحدات.
– وحدة إنتاج أنها بحجم المبيعات، فترات العمل كميات مستهلكة من المادة الأولية، لكن عملية اختيار وحدة العمل تطرح عدة مشاكل وصعوبات الأولية بسبب وجود علاقات تشابك في نشاط القسم أو بين الوحدات نفسها، إذ يمكن تحديد أكثر من وحدة عمل في القسم الواحد ولذلك كان لزاما علينا تحديد وحدة قياس مناسبة تتوفر فيها الخصائص التالية:
1- يحجب على وحدة العمل أن تمثل الخدمة المقدمة للقسم التي توزع أعباؤه إلى الأقسام الأخرى.
2- تسمح بتخصيص أو تعيين التكاليف من المراكز الأساسية إلى المنتجات أو الطلبات.
3- يجب أن تعبر عن نشاط القسم والعلاقة بين إجمالي التكاليف والخدمات المتناسبة فيما بينها.
4- يجب أن يتوفر ارتباط قوي بين وحدة القياس وأعباء القسم لاختيار وحدة العمل يتطلب معرفة دقيقة للعلاقة الكائنة بين وحدة العمل ونشاط القسم.
وتسمح لنا طريقة الانحدار البسيط الإحصائية بتعريف أفضل مؤشر لقياس نشاط وحدة القياس التي تكون لديها ارتباط قوي مع المتغير الذي نبحث في تكلفة ويمكن تحديدها إما بيانيا أو تحليليا.
الطريقة البيانية:
حتى نستطيع اختيار أحسن وحدة قياس تقوم بتحديد علاقة ارتباط بين مجموع التكاليف مع الوحدات من خلال شكل بياني نختار الوحدة التي يكون لديها ارتباط قوي لاستخدامها كوحدة قياس.
وللتوضيح نختار وحدتي عمل مختلفتين (وحدة أولى ، ووحدة ثانية) ونحصل على الشكلين التاليين:

التكاليف
x
x x
x x
x x

وحدة أولى

شكل 10: مدى الارتباط بين وحدة القياس والتكاليف.

التكاليف
x x
x x x x x
x x x x x
x x x
x x
وحدة ثانية

شكل رقم 11: الارتباط بين وحدة القياس والتكاليف
المصدر: مذكرة ليسانس في العلوم الاقتصادية، فرع التسيير، المحاسبة التحليلية، دفعة، 1996،ص 12
التحليل:
الشكل (10) نلاحظ من الشكل البياني أن الارتباط بين الوحدات الأولى والتكاليف قوي أي أن هناك تناسب جيد فلهذا استعمال هذه الوحدة كوحدة قياس لنشاط القسم الممكن (أقل تشتت).
الشكل (11): نلاحظ من الشكل البياني أن الارتباط بين الوحدة الثانية والتكاليف ضعيفة فلهذا لا يمكن اتخاذ هذه الوحدة كوحدة قياس (ليست متجانسة مع حجم النشاط أو الأعباء )
وتحسب تكلفة وحدة العمل بالعلاقة التالية:

د/ التوزيع الثانوي للتكاليف غير المباشرة “المساعدة الأساسية”:
بعد إتمام التوزيع الأولى والانتقال إلى التوزيع الثانوي نجد في هذا الأخير أن الأقسام المساعدة تساهم في تحقيق نشاط الأقسام الأساسية وذلك حسب نسبة استفادتها من خدماتها التي تقاس بواسطة وحدات متجانسة أو نسبة مئوية فنجد نوعين من التوزيع:
1/- التوزيع التنازلي: تقوم الطريقة على توزيع المصاريف غير المباشرة على الأقسام الفرعية بمعنى أن القسم الفرعي الذي توزع مصاريفه لإبعاد تحميله من الأقسام الفرعية الأخرى .

الأقسام
المجموع الموزع الأقسام الفرعية الأقسام الأساسية
الإدارة الصيانة تموين تحضير تركيب توزيع
مجموع
التوزيع
الأولي Y X 1 X 2 X 3 X 4 X 5 X 6
توزيع
ثانوي
الإدارة
الصيانة 100

– 10٪
100-
20٪

40٪ 30٪

5٪ 15٪

15٪ 25٪

50٪
مجموع التوزيع
الثانوي Y 0 0 A B C D
الجدول رقم 02 : جدول التوزيع الثانوي (التوزيع التنازلي).
المصدر: مذكرة تخرج، المحاسبة التحليلية كأداة لمراقبة التسيير، دفعة 2022، ص 39.

حيث : y = 3 x
40٪ + 40 ٪ +A = x 3
5 ٪ + 15 ٪ + B = x 5
50٪ + 25 ٪ + C = x 6

2/- التوزيع التبادلي: يقوم التوزيع التبادلي على أساس أو مبدأ الخدمات المنافع فنجد أن هناك نوعين من التوزيع:
• توزيع مع تبادل الخدمات بين الأقسام المساعدة:
تقوم هذه الأقسام بتبادل الخدمات فيما بينها حيث أن كل قسم يستفيد ويفيد القسم الآخر في آن واحد، فمثلا قسم الإدارة في مؤسسة معينة يساهم في نشاط قسم الصيانة وفي نفس الوقت قسم الصيانة يفيد قسم الإدارة وهناك عدة طرق لحل هته العملية منها:
– الطريقة النظرية: هذه الطريقة عيبها الكبير في تقريب الأرقام حيث أنها تقوم بتحديد قيمة نظرية قريبة من الحقيقة وتعدل دوريا بدلالة التغيرات للعناصر المكونة للتكلفة الأولية للقسم.
– الطريقة الجبرية: تعتمد هذه الطريقة على مبدأ أساسي وهو تحديد تكلفة وحدة العمل للأقسام المتبادل لمتغير مجهول ثم تعين لكل من القسمين مجموع أعباءها بدلالة المبالغ الأولية للأقسام من جدول توزيع وبالتغيرات للمبالغ المحاولة بينها ولعدد من الأقسام المتبادلة الخدمات وعليه تحصل على عدد من المعادلات الجبرية من الدرجة الأولى ويكفي حلا لها جبريا للحصول على تكلفة الوحدة بصفة دقيقة لكل قسم وبالتالي توزيع أعبائها على الأقسام الأخرى.

الأقسام
المجموع الموزع الأقسام الفرعية الأقسام الأساسية
الإدارة الصيانة تموين تحضير تركيب توزيع
التوزيع
الأولي Y X 1 X 2 X 3 X 4 X 5 X 6
توزيع ثانوي
الإدارة الصيانة 100٪
20٪ 10٪
100٪ 20٪
20٪ 30٪
5٪ 15٪
5٪ 25٪
50٪
التوزيع
الثانوي Y 0 0 A B C D
الجدول 03: جدول التوزيع الثانوي (التوزيع التبادلي).
المصدر: مرجع سابق الذكر (مذكرة تخرج “المحاسبة التحليلية كأداة لمراقبة التسيير)
وللحصول على مبالغ الأعباء في قسم الإدارة والصيانة نتتبع الطريقة التالية:
حيث L: تمثل وحدات العمل لقسم الإدارة.
E : تمثل مجموع وحدات العمل لقسم الصيانة.
ومنه (1)……. L = 1 x + 20 % E
(2)…….E = 2 x + 10 % L
وبتعويظ x ب 1 نحصل على قيمة L ولإيجاد E تعوض قيمة L في إحدى المعادلتين ثم توزع هذه القيم على الأقسام حسب النسب المعطاة.
• التوزيع مع تبادل الخدمات بين الأقسام الأساسية:
يتبع هذا التوزيع نفس الخطوات التي ذكرناها في العنصر السابق إلا أن تبادل الخدمات يكون بين قسمين أو عدة أقسام رئيسية

هـ /- تحميل الأعباء غير المباشرة بواسطة وحدة العمل:
بعد الوصول إلى التوزيع النهائي بين الأقسام التي ترأيناها ممكن أن يكون حقيقيا أو هو جزء من هيكل المؤسسة وبعضها قد يكون نظريا وكلها تعبر على مراكز تجميع الأعباء وتحليلها ثم تحميلها على التكاليف وهذا التحليل الذي يكون باستعمال وحدة القياس إذ يجب حساب تكلفة هذه الوحدة المختارة في كل قسم بقسمة أعباء القسم على عددا لوحدات وبضرب تكلفة وحدة القياس في عدد الوحدات التي يستفيد منها المنتوج أو الطلبية نحصل على الجزء الذي يجب أن تحمله هنا المنتوج أو الطلبية تمن أعباء القسم ونميز أسلوبين يمكن استعمالها للقياس:
أسلوب وحدة العمل: وهي قياس في مركز التحليل تصلح لتحميل تكاليف مركز تحليل تكاليف المنتوجات (سلع وخدمات) أو طلبية (داخلية وخارجية).
أهم وحدات العمل المستعملة هي ساعات العمل المباشرة ، ساعات عمل الآلات كمية المواد المستعملة، وحدات منتجة، ويتم حساب تكلفة وحدة العمل بواسطة العلاقة التالية:

أسلوب عمل الأعباء: هذا الأسلوب مطابق لعملية التحميل والتصنيف يحول بمساعدة عامل يعبر عنه بالوحدات النقدية.

وحدات
القياس

مفاتيح التوزيع
الشكل 12: مخطط الأقسام المتجانسة
ملاحظة: مزايا هذه الطريقة تمتاز بسهولة التطبيق في الحياة العملية ، أما عيوبها فإنها نتجاهل تبادل الخدمات بين الأقسام الفرعية ولا تبيين التكلفة الحقيقية.
المطلب الثاني : طريقة التحميل العقلاني وطريقة التكاليف المتغيرة:
I- طريقة التحميل العقلاني :
مفهومها: هي أسلوب لتحليل النفقات الثابتة بطريقة عقلانية منطقية وواقعية.
مبدئها: يقوم على الفصل بين التكاليف الثابتة والمتغيرة ، إلا أنها تقوم بتحميل الجزء الثابت المتعلق بحجم النشاط، فعملية التحميل لهذه التكاليف تعتمد على حساب معامل التحميل وفق هذه العلاقة:

حجم النشاط الحقيقي: هو المستوى الذي تبلغه المؤسسة فعليا من الإنتاج، أي أن قياس هذا الحجم يأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات الواقعية العادية والتي تتدخل في سير الآلات والوسائل التقنية في حالة استعمالها بالنظر إلى التوقفات في النشاط العادي مثل : الحوادث الغيابات، التأخرات… الخ كما تأخذ بالإضافة إلى هذا وجود آلات قديمة ذات مردود بسيط أو تكنولوجية قديمة.
حجم النشاط العادي: لتحديد هدا الحجم نأخذ بالطاقة النظرية للإنتاج والتي تحدد على أساس الإمكانيات، الآلات، التجهيزات والوسائل التقنية في حالة استعمالها عاديا بدون توقف أو تعطل أي دون الأخذ بالضرورة العادية التي تحدث في عملية الإنتاج ومنه يمكن حساب مثلا عدد الساعات الممكنة لقياس حجم النشاط العادي بدون توقفات في النشاط.
حالات معامل التحميل العقلاني :
الحالة الأولى: معامل التحميل العقلاني =1.
أي أن حجم النشاط العادي يكون مساويا لحجم النشاط الحقيقي والتكاليف الثابتة سوف تحمل كلية على سعر التكلفة ولا ينتج أي فرق بينهما.
الحالة الثانية : معامل التحميل العقلاني < 1
فهذا يعني أن يكون النشاط الحقيقي أقل من العادي أي أن قدرة المؤسسة العادية لم تستعمل وفي هته الحالة يحمل جزء فقط من التكاليف الثابتة على سعر التكلفة.
الحالة الثالثة: معامل التحميل العقلاني > 1
إذا كان حجم النشاط العادي أقل من حجم النشاط الحقيقي أي المؤسسة فاقت قدرتها الإنتاجية العادية ، فتتحمل تكاليف ثابتة أكبر من التكاليف النظرية العادية ويبقى في كل الحالات الثلاثة سعر التكلفة للوحدة ثابتا بدون تأثير تغيرات حجم النشاط.
فروق التحميل العقلاني:
أ/- فروق التحميل للتكاليف الثابتة: نلاحظ أن انخفاض أو ارتفاع حجم النشاط يؤدي إلى حساب التكاليف الثابتة أقل أو أكثر من العادية وبالتالي فتحمل تكاليف أكبر وأقل من الحقيقة يؤثر على سعر التكلفة حيث ثابتا مهما تغير حجم النشاط بينما نجد في المحاسبة العامة أن التكاليف الحقيقية تسجل بكاملها سواء الثابتة أو المتغيرة، لذا فنتيجتي المحاسبتين في هذه الحالة تصبح مختلفة ولتوازنها بجب الأخذ بعين الاعتبار فوارق التحميل للتكاليف الثابتة عند حساب نتيجة المحاسبة التحليلية فنلاحظ ما يلي:
إذا كان حجم النشاط الحقيقي أكبر من نشاط الحجم العادي يكون معامل التحميل أكبر من الوحدات وبالتالي عند ضربه في التكاليف الثابتة العادية نحصل على تكاليف أكبر من العادية والفرق يعطي ربح ارتفاع النشاط وهذا يؤدي إلى ارتفاع سعر التكلفة وانخفاض النتيجة ولهذا ففرق ربح زيادة النشاط يضاف إلى النتيجة.
إذا كان حجم النشاط الحقيقي أقل من نشاط الحجم العادي فنتحمل على فرق نقص النشاط ويجب طرحه من النتيجة لأنه أنقص من سعر التكلفة ورفع العادي من قيمة النتيجة التحليلية للمنتوجات.
ب/- فرق المخزون: إن تكلفة الإنتاج المحسوبة بالتحميل العقلاني سوف تختلف عن الحقيقة بتأثير معامل التحميل وهذا ما يؤثر على تكلفة إنتاج المخزونات المنتجة أو حتى المشتريات عند تحميل التكاليف الثابتة لأقسام التموين، ففي آخر كل دورة يجب حساب فرق المخزونات النهائية بين قيمتها الحقيقية وقيمتها بالتحميل العقلاني ، فإذا كان الفرق موجبا ( أي القيمة الحقيقية أكبر من القيمة بالتحليل العقلاني ) بضاف إلى النتيجة وإذا كان سالبا يطرح من النتيجة لذا فعند حساب النتيجة التحليلية يجب أخذ الاعتبار فوارق التحميل الناتجة عن استعمال معامل التحميل يختلف عن الواجد للتكاليف الثابتة وفوارق المخزونات بالإضافة إلى العناصر الأخرى ( أعباء غير محملة والعناصر الإضافية).
تحميل المصاريف الثابتة :
أ/- عندما يكون معامل التحميل متساوي في جميع الأقسام:
في هذه الحالة يجب توزيع كل الأعباء حسب طبيعتها إلى جزء ثابت وجزء متغير ثم يضرب الجزء الثابت في معامل التحميل فنحصل على التكاليف الثابتة المحملة ومنه يمكن حساب المجموع المحمل من خلال العلاقة التالية:

وبعده يتم توزيع هذا المجموع المحمل على الأقسام بنفس طريقة التوزيع الأولى من الأقسام المتجانسة في التكاليف الحقيقية ثم يجرى التوزيع الثانوي وتحسب تكلفة وحدة العمل عاديا.
ويمكن تدعيم ذلك بالجدول التالي:

البيـــــان أقسام المساعدة أقسام أساسية فرق التحميل
مجموع التوزيع الأولي المجموع ت ثـا ت م ت ث المجموع إدارة صيانة تموين إنتاج توزيع
+

التوزيع الثانوي
-إدارة
-صيانة
مجموع التوزيع
الثانوي
نوع وحدة
القياس
عدد
الوحدات
تكلفة الوحدة

الجدول رقم 04: جدول توزيع الأعباء غير المباشرة معامل تحميل عقلاني.
المصدر: مذكرة ليسانس 2022، المحاسبة التحليلية كأداة مراقبة التسيير.
ملاحظة: – فرق + : تكلفة غير فعلية.
– فرق – : ربح فعلي.
– فرق التحميل = تكاليف ثابتة – تكاليف ثابتة محملة
ب/- عندما يكون معامل التحميل غير متساوي بين الأقسام:
في هذا الجدول يكون ضرب التكاليف الثابتة في معامل التحميل بعد عملية التوزيع الأولي عكس حالة وجود معامل تحميل وحيد، وتحسب المجاميع المحملة في كل قسم على حدا وبعد ذلك تجرى عملية التوزيع الثانوي إن وجدت، أما فوارق التحميل التي تحسب أيضا في كل قسم فتجمع جبريا وتوضع في عمود يسمى بفوارق التحميل التي تحسب أيضا في كل قسم فتجمع جبريا وتوضع في عمود فوارق التحميل في الجانب الموافق وتحول بعد ذلك إلى حساب النتيجة التحليلية.
مجموع
التكاليف تكاليف
ثابتة تكاليف
متغيرة أقسـم
مساعدة أقسام
رئيسية فرق
التحميل
إدارة صيانة تموين إنتاج توزيع + –
مجموع
التوزيع
الأولي
معامل
التحميل ت تـا
محملة
المجموع المحمل
التوزيع الثانوي
3) إدارة
4) صيانة
مجموع التوزيع
الثانوي
0
0
نوع وحدة القياس
عدد الوحدات
تكلفة
الوحدة

الجدول رقم 05 : جدول الأعباء غير المباشرة معامل تحميل غير متساوي
المصدر: نفس المصدر السابق.

II- طريقة التكاليف المتغيرة:
إن الاختلاف في اتخاذ القرارات يرجع إلى ضرورة الفصل بين التكاليف فالتكاليف الثابتة تساهم فيها على المدى الطويل إذا أنها تأخذ التكاليف بصفة إجمالية دون التفرقة بينها ولا تتغير إلا بتغيير هيكل المؤسسة في حين نجد أن الصنف الثاني من التكاليف (التكاليف المتغيرة) يتعلق باتخاذ القرارات الخاصة بالدورة الاستغلالية فهي تتغير بتغير حجم النشاط فإهمال الجانب التحليلي الاقتصادي أدى إلى ظهور طريقة تهتم بالتكاليف المتغيرة سميت بطريقة التكاليف المتغيرة وهي طريقة معاصرة كان أول ظهور لها في أمريكا سنة 1953 من طرف الجمعية الأمريكية للمحاسبين والتي أعطتها اسم “Direct Costing” لتنقل في أواخر الخمسينات إلى أوروبا وبالضبط إلى انجلترا تحت اسم Consting Margina ثم إلى فرنسا.
تعريف الطريقة: هي طريقة تعتمد أساسا على الفصل بين التكاليف الثابتة والمتغيرة بحساب سعر التكلفة فقط بالتكاليف المتغيرة لأغراض التسيير ، والهدف من استعمال هذه الطريقة ليس حساب النتيجة في حد ذاتها بل هو غرض اقتصادي تحليلي.
إذ يمكن حساب النتيجة كما يلي :

– –

= =

– –

ع = التكاليف المتغيرة
الشكل 13: طريقة حساب النتيجة
من المخطط السابق نستنتج:
بطرح من رقم الأعمال التكاليف المتغيرة نحصل على الهامش على التكلفة المتغيرة
هـ / ت م = ع ص – ت م
هـ /ت م = هامش التكاليف المتغيرة
ع ص = رقم الأعمال الصافي
ت م = تكاليف متغيرة
ومنه يمكن استخلاص العلاقة الكلية التالية:
النتيجة = (رقم الأعمال الصافي – تكاليف متغيرة) – تكاليف ثابتة = [(ع ص – ت م) – ت ثا]
سلوك التكاليف:
يمكن تلخيص سلوك التكاليف المتغيرة والثابتة من حيث علاقتها بحجم الإنتاج والنشاط من خلال التمثيل البياني
في الجدول التالي
العناصر تكلفة الوحدة التكاليف الإجمالية
التكاليف الثابتة
التكاليف المتغيرة تتغير عكسيا مع التغير في حجم النشاط
تبقى ثابتة مع التغير في حجم النشاط تبقى ثابتة مع التغير في حجم النشاط
تتغير تناسبيا مع التغير في حجم النشاط

أهمية الفصل بين التكاليف الثابتة والمتغيرة:
يمكن حصرها فيما يلي:
• لا يمكن للمؤسسة أن تحقق أرباحا إلا إذا كان سعر البيع مرتفع عن التكاليف الكلية ولكن يكون عن طريق الفصل بين التكاليف الثابتة والمتغيرة وتستطيع أن تحقق الربح عندما يكون انخفاض سعر البيع عن التكاليف الكلية إذ في هاته الحالة ليس صافي الربح ولكن مساهمة ما تبقى من سعر البيع بعد تغطية التكاليف المتغيرة في تغطية التكاليف الثابتة.
• في مجال الرقابة: الانحرافات التي تحدث في التكاليف يمكن تحديد مسؤوليتها وذلك بفصل التكاليف الثابتة عن المتغيرة، يكون الانحراف معروفا ويمكن اتخاذ الخطوات المصححة في الوقت المناسب.
• في مجال البرمجة: تقوم باختيار البدائل، فالتكاليف المتغيرة تتأثر بإعداد البرامج المستقبلية للإنتاج
• جدول الاستغلال التفاضلي: يصنف هذا الجدول التكاليف حسب طبيعتها مع إظهار مختلف الهوامش الخاصة بالتكاليف.
المطلب الثالث : محاسبة المواد وطريقة التكاليف المعيارية النموذجية.
I. محاسبة المواد:
معايير محاسبة المخزون: هناك ثلاثة معايير هي:
1. حسب المعيار الأمريكي:
يمكن تحديد التكلفة لعرض المخزون باستخدام فرضية من الافتراضات المتعددة لانسياب أو تدفق عناصر التكاليف (مثل طريقة فيفو Fifo أو طريقة ليفو Lifo).
إن الهدف الأساسي من اختيار أي طريقة في ظل الظروف السائدة هو أنها يجب أن تعكس بكل وضوح الدخل الدوري لمؤسسة.
2. حسب المعيار البريطاني:
لم يرد في هذا المعيار أي إشارة إلى الطريقة الواجب إتباعها في تسيير المنتجات أو البضاعة من المستودع إلا أن قانون الشركة البريطاني (فقرة 37 من بيان (المعايير) أجاز استخدام إحدى الطرق التالية:
• الداخل أولا خارج أولا Fifo
• الداخل أخيرا خارج أولا Lifo
• المتوسط المربح
3. حسب المعيار الدولي:
أورد المعيار المحاسبي الدولي ست فقرات تناول فيها الطرق التي يمكن أن تسعر بواسطتها البضاعة الخارجية تمن المخازن ومن بينها ما يلي:
• تكلفة بنود المخزون غير القابل للاختلاط والبضائع التي يتم تصنيفها وعزلها.
• التكلفة المحددة الفعلية معالجتها تكون ملائمة للبنود التي يتم عزلها لأغراض محددة ولا تكون عندها كمية كبيرة من المخزون قابلة للاحتفاظ.
• تكلفة المخزون يتم تحديدها باستخدام طريقة فيفو Fifo.
كما أورد نفس المعيار فيما يتعلق بتكلفة المخزون المباع الفقرات التالية:
• عند بيع المخزون السلعي لابد من الاعتراف بقيمة كنفقة لتحمل إلى الفقرة التي اعترف فيها بالإيراد المحقق من ذلك المخزون أي مبلغ يخفف به المخزون الصافي القيمة الممكن تحقيقها والخسارة الناتجة عنها.
• الاعتراف بتكلفة البضاعة كنفقة تنتج عن تطبيق مفهوم مقابلة الإيراد بتكلفة الحول عليها.
• بعض المخزونات تحمل إلى حساب الأصول الثابتة وتكلفته يتم الاعتراف بها كمصاريف رأسمالية يتم استهلاكها خلال مدة العمر الإنتاجي.
يفهم من خلال هذه الفقرات الثلاثة أن البضاعة المباعة التي يتم قياس قيمتها بإحدى طرق قياس البضاعة المنصرفة من المخازن لابد أن تحمل إلى قائمة الدخل العام كنفقة أما المواد المنصرفة في إنتاج الأصول الثابتة فتقيد على ذلك الأصل يتم استهلاكه حسب العمر الإنتاجي.
1- أنواع المخزونات :
• البضائع: هي المنتجات التي اشترتها المؤسسة من أجل إعادة بيعها على حالتها دون إحداث أي تغيير عليها.
• مواد ولوازم: هي المنتجات التي اشترتها المؤسسة تمن أجل استهلاكها أو إدخالها في المنتجات المصنعة.
• منتجات نصف مصنعة: هي المنتجات التي قامت المؤسسة بإنشائها ووصلت إلى مرحلة معينة تمن التصنيع والتي ستجري عليها عمليات تحويل مقبلة.
• منتجات وأشغال جارية: هي المنتجات والأشغال التي مازالت قيد التكوين أو التحويل في نهاية الفترة المحاسبية.
• منتجات نهائية: هي المنتجات التي أنشأتها المؤسسة بهدف بيعها أو توريدها.
• فضلات ومهملات: هي البقايا المتحصل عليها عند إجراء أي عملية إنتاجية.
• مخزونات موجودة في الخارج: تمثل المنتجات من أي طبيعة كانت ، والتي هي ملك للمؤسسة إلا أنها ليست في حيازتها.
• المشتريات: تشمل المشتريات قيمة الأموال التي حازت عليها المؤسسة بهدف إعادة بيعها أو استهلاكها في عملية التصنيع أو الاستغلال.
2- دواعي التخزين:
من بين أهم الدوافع المجبرة للقيام بعملية التخزين ما يلي:
– استمرارية عملية الإنتاج – الحيطة والحذر
– فترة الانتظار وخاصة في حالة الاستيراد – العوامل الطبيعية
3- فوائد حسابات المخزون:
• الرقابة المستمرة من خلال مقارنة المواد الموجودة فعلا بالمخزون مع أرصدة الدفاتر ومعرفة أسباب الخلاف في نفس الوقت.
• يمكن تحديد مخزون الأمان.
• اكتشاف مواد عديمة الاستعمال ، وبذلك يمكن التخلص منها بسرعة.
• تقدير التلف العادي ، وتحميله إلى المنتج.
4- أساليب الجرد:
أ‌- طريقة الجرد الدوري: هذه الطريقة لا تتم بها العملية عند تسجيل صفقات البيع وقت حدوثها ولكي يتم تحديد تكلفة المخزون في آخر المدة لا بد من تعبير الوحدات المتبقية في ذلك التاريخ ، ثم أصبح البيع يجرى على بعض الوحدات مع إبقاء الجزء الآخر وفي غالب الأحيان يكون إجراء حصر الوحدات المتبقية وتسعيرها.
ب‌- طريقة الجرد المستمر: في العادة يتم الاحتفاظ بسجلات مستقلة لمختلف أصناف السلع المرتفعة لتحقيق قدر ممكن من الرقابة والضمان لتوفر المواد عند الضرورة وعند نقص الكمية الموجودة لابد من تحديد الوحدة المفقودة ويوجد عدة أنواع من المواد وأي نقص لابد من إيقاف العملية الإنتاجية وإخضاعها لنظام الجرد المستمر.

5- تحديد قيمة الإخراج:
‌أ. وفقا للكمية وقيمة الرصيد:
طريقة التكلفة الوسطية المرجحة : هذه الطريقة تأخذ بعين الاعتبار قيمة الإدخالات وكمياتها وهذا بضرب تكلفة الوحدات لكل إدخال بتاريخ معين في عدد الوحدات التي دخلت في هذا التاريخ ومجموعة هذه القيمة تقتسم وترجح بالكمية وهذه الطريقة تنقسم إلى قسمين:

التكلفة الوحدوية المتوسطة المرجحة عن الفترة =

التكلفة الوحدوية المتوسطة المرجحة بعد كل وارد =
‌ب. وفقا لتواريخ الإدخال :
طريقة الوارد الصادر أولا Fifo:
First In. First Out net mod.
هاته الطريقة تعني أن المواد الأولية تصرف على أساس أقدمية دخولها إلى المؤسسة بثمن كلفتها إلى أن تنفذ، وعند نفاذ الكمية الواردة في الأول. نأخذ سعر الكمية التي تليها وهكذا.
مزايا هذه الطريقة: أن الرصيد يكون معبرا بأثمان حديثة قريبة من سعر السوق ولذلك تستخدم في حالة انخفاض الأسعار المستمرة.
عيوب هذه الطريقة :
– تحمل الإنتاج الأسعار القديمة.
– استخدام هذه الطريقة في بعض الأحيان يؤدي إلى نتائج غير عادلة.
طريقة الوارد أخبرا، الصادر أولا Lifo:
Lost In First Out
تتلخص هذه الطريقة في اعتبار المواد المنصرفة للإنتاج ، هي المواد التي وردت للمؤسسة أخبر. والغرض من هذه الطريقة تحميل الإنتاج بقيمة المواد الأولية على أساس سعر يقارب السعر الجاري، وتستخدم هذه الطريقة في حالة ارتفاع الأسعار المستمر.
مزايا هذه الطريقة:
– القضاء على ظهور الأرباح الصورية الناتجة عن تضخيم قيمة المخزون السلعي في نهاية السنة بسبب ارتفاع الأسعار.
– تقييم المواد المصروفة لأقسام الإنتاج بثمن كلفتها الحقيقية.
عيوب هذه الطريقة:
– لا تستخدم إلا على نطاق محدود على صعيد التطبيق العملي – صعوبة العمل المحاسبي – التذبذب في تكاليف المنتجات صعودا وهبوطا.
II. التكلفة المعيارية (النمطية):
ظهر هذا النوع أو الطريقة من أجل مراقبة عناصر التكاليف داخل المؤسسة والتي تبنى على أساس تحديد التكلفة مسبقا قصد القيام بعملية المقارنة عن طريق وضع معايير خاصة وهذا التقييم للأداء الفعلي والذي على ضوئه يتم اتخاذ القرار ومنه القيام بالإجراءات التصحيحية.
1/- مفهوم التكلفة المعيارية:
هي التكاليف المحددة مسبقا على أساس علمي وعمل في ظروف معينة و التي تتخذ أساس لقياس وضبط التكاليف.
أو هي التكاليف المحددة مسبقا وتتميز بصيغة معيارية بهدف مراقبة المؤسسةفي فترة معينة وقياس قدرتها أو إمكانيتها في تحقيق برامجها وهذا بإجراء مقارنة ما بين ما يحقق فعلا من كمية و قيمة عناصر التكاليف و ما تحدد من قبل ، إذ هي طريقة موجهة إلى المستقبل ويمكن تحديد التكاليف النموذجية بعدة طرق تتلاقى كلها في نفس الهدف والمبادء وكلها ذات علاقة بالميزانية التقديرية.
2/- المعايير التي تستند إليها التكلفة المعيارية:
المعيار التقديري: يؤسس على أساس مجموعة من المقارنات بين الميزانيات التقديرية.
معيار التحميل العقلاني: تتم المقارنة بين النشاط الحقيقي الفعلي والنشاط العادي.
المعيار الأمثل: ويؤسس هذا المعيار على أساس استعمال أدوات إحصائية وخاصة البحوث العلمية.
3/- أهداف التكاليف المعيارية :
البرمجة: يمكن برمجة النتائج في ظل التكاليف المعيارية الكلية بطريقة أكثر فعالية فهي ترتكز على ما سوف يحدث في الفترة المستقبلية وليس ما حدث فعلا.
الرقابة: تستطيع تحقيق رقابة عن طريق مقارنة النتائج الفعلية بالتكاليف المعيارية.
التسعير: يمكن أن تستعمل طريقة التكاليف العيارية كأساس لتسعير المنتوجات.
الإعلام: تويد إدارة المؤسسة بتقارير دورية وكشوف تفصيلية بالإنحرافات عن معايير المصروفات المحددة وتحليل الفروق.
4/- مجال استخدام التكاليف المعيارية:
تستخدم في مختلف فروع الإقتصادية ، الصناعة، الزراعة، الخدمات ، وتطبق بشكل خاص في المؤسسات الصناعية ويمكن تحديد مجال استخدامها فيما يلي:
• حساب المعايير الكمية والنقدية اللازمة للإنتاج على أساس وضع معايير نمطية لمواصفات المنتوج وتكلفته المعيارية من المواد والأجور والأعباء الصناعية.
• مقارنة بيانات التكاليف الفعلية بالمعايير وتحديد الإنحرافات وأسبابها.
• إظهار الإستخدام الجيد لكل عناصر التكاليف.
5/- أنواع التكاليف المعيارية:
• التكاليف المعيارية القاعدية: لا تتغير وتسمح بمقارنة التكاليف الحقيقية لعدة سنوات.
• التكاليف المعيارية النظرية: وتمثل أدنى التكاليف الممكنة في ظروف استغلال مثلى باستعمال الإمكانيات المتاحة.
• التكاليف المعيارية التطبيقية: وتمثل التكاليف التي من الواجب أن تستحق في ظروف استغلال لاحقة فهي تأخذ بعين الإعتبار توقف الإنتاج كتعطل الألات والوقت الضائع.
• التكاليف المعيارية التاريخية: يعتمد على تحديد التكاليف المعيارية على أساس سنوات سابقة مقيمة بالقيمة.
• التكاليف المعيارية العادية: تحدد على أساس مستوى نشاط المؤسسة العادي أي بدلالة التقديرات المتعلقة بتكاليف الإنتاج العادي في المؤسسة.
• التكاليف المعيارية بالسعر الحالي: في ظل الارتفاع المستمر للأسعار فإنه يصعب على المؤسسة إدخال عوامل الإنتاج في حساب التكلفة المعيارية ويستحسن أن تحدد وفق الطرق التالية:
– تحديد الكمية النموذجية انطلاقا من أحسن استعمال ممكن لعوامل الإنتاج أو على أساس الظروف العادية.
– الأسعار التي تدخل في تكوين التكلفة المعيارية هي الأسعار التي يتم ملاحظتها أثناء تحضير التكلفة.
6/- حساب الفروقات:
أثناء سير العملية الإنتاجية تظهر انحرافات عن المعايير ، وذلك لأسباب مختلفة ينتج عنها فرق يمكن أن يكون:
معياري – فعلي أو فعلي- معياري
الفرق = (CP X QP ) – ( CR X AR ) …. (1)
حيث CP تكلفة معيارية
QP كمية معيارية
CR تكلفة حقيقية
QR كمية حقيقية
إذا كان الفرق موجب أي أن التكاليف الفعلية التكاليف المعيارية نقول أنه يوجد إسراف.
إن تحليل هذا الفرق يستدعي دراسة الفرق لكل من عناصر التكاليف المباشرة وغير المباشرة.
أ/- تحليل الفروق على التكاليف المباشرة:
تتكون هذه التكاليف من:
المواد: الفروق الإجمالية = قيمة المواد المعيارية – قيمة المواد الفعلية.
فروق الأسعار : ف س = الكمية الفعلية (ثمن الوحدة المعيارية – ثمن الوحدة الفعلي).
فروق الكميات = ثمن الوحدة المعيارية (الكمية المعيارية – الكمية الفعلية).
أو = (الكمية المعيارية للمواد x سعر المعياري) – (الكمية الفعلية للمواد x سعر المعياري)
اليد العاملة – أ/ فروق الوقت = معدل السعر المعياري (المدة المعيارية – المدة الفعلية )
ب/ ” معدل السعر = المدة الفعلية (معدل السعر المعياري- معدل السعر الفعلي)
ب/- تحليل الفروق على التكاليف غير المباشرة.
الفرق في الميزانية = الفرق بين الأعباء الحقيقية وأعباء الميزانية المعدلة حسب النشاط الفعلي أو الحقيقي.
الفرق في النشاط: يعرف على أنه الفرق بين الأعباء الثابتة المعيارية والتكلفة الثابتة المعيارية المعدلة حسب النشاط الحقيقي.
الفرق في المردودية: هو عبارة عن ناتج تكلفة أو حدة المعيارية في الفرق بين النشاط الحقيقي والنشاط العادي والمعدل حسب الإنتاج الفعلي أو الحقيقي.
ويمكن توضيح كل ما سبق من خلال النموذج التالي :

الفرق الإجمالي

فرق الأعباء المباشرة فرق الأعباء غير المباشرة

الفرق المواد الأولية فرق اليد العاملة المباشرة

الفرق الفرق الفرق الفرق الفرق الفرق الفرق الفرق الفرق الفرق
الكمية السعر المشترك الكمية السعر المشترك الميزانية النشاط المردودية المشترك

الشكل 15: الفرق الإجمالي لمختلف الأعباء

خلاصة الفصل

من خلال هذا الفصل تطرقنا إلى المؤسسة ونظامها وكذلك لنظرية الأنظمة التي تعتبر أساس دراسة أي مؤسسة من أجل تقييمها كما شملنا مجموعة الوظائف التي تساهم في توجيه المؤسسة نحو تحقيق أهدافها.
وتطرقنا
التكاليف وسعر التكلفة ومنه إلى مختلف أساليب وطرق المحاسبة التحليلية التي تعتمد عليها من أجل الوصول إلى الهدف الأساسي الذي يتمثل في حساب التكاليف حيث أن طريقة التكلفة الحقيقية بعيدة عن الموضوعية لذا فقد كانت محل انتقاد وتم تعديلها بطريقة التحميل العقلاني التي تهدف إلى تحليل اقتصادي أوسع غير أنها لم تسلم من العيوب فظهرت طريقة التكاليف المتغيرة التي تحاول معرفة مساهمة التكاليف المتغيرة بالنسبة إلى حجم تكاليف الإنتاج ومن هنا يلاحظ أن الطرق السابقة تعرف نقصا في تحليل التكاليف وسعر التكلفة الذي يعتبر أهم عنصر في اتخاذ القرار مما أدى إلى ظهور طريقة التكاليف النموذجية أو المعيارية حيث تقوم هذه الطريقة بتحديد الفروقات من خلال المقارنة بين (التكاليف الفعلية والتقديرية) من أجل الوصول إلى قرارات رشيدة.


البحث عن معلومات تفيدني في اعداد مذكرة نخرجي عنوانها (اهمية التكاليف فب تحديد حجم المشتريات)

جزاكم الله كل خير

التصنيفات
التربية التحضيرية

بحث حول دور و أهمية دفتر المراسلة في المؤسسة التربوية الجزائرية

بحث حول دور و أهمية دفتر المراسلة في المؤسسة التربوية الجزائرية

http://oranetudiant.com/pro/50


التصنيفات
علم الاجتـماع

دور نظام المعلومات تسيير الموارد البشرية في تحسين التسيير في المؤسسة

مقدمة عامة أ – د
الفصل الأول : مفاهيم و مبادئ اساسية لإدارة الموارد البشرية 05- 23
مقدمة الفصل الأول 05
المبحث الأول: مقدمة في إدارة الموارد البشرية 06
المطلب الأول : التطور التاريخي لإدارة الموارد البشرية 06
المطلب الثاني : مفهوم إدارة الموارد البشرية 11
المطلب الثالث: أهداف إدارة الموارد البشرية 14
المبحث الثاني : إستراتيجية الموارد البشرية 16
المطلب الأول : مفهوم إستراتيجية الموارد البشرية 16
المطلب الثاني : أهمية الموارد البشرية الإستراتيجية و أهدافها 18
المطلب الثالث : أبعاد إستراتيجية الموارد البشرية 20
خاتمة الفصل الأول 23
الفصل الثاني : نظام معلومات تسيير الموارد البشرية 24-58
مقدمة الفصل الثاني 24
المبحث الأول : مفهوم وهيكلة نظام معلومات الموارد البشرية 25
المطلب الأول : مفاهيم حول نظام معلومات الموارد البشرية 25
المطلب الثاني : هيكلة نظام معلومات الموارد البشرية 29
المبحث الثاني: إنشاء وتشغيل نظام معلومات الموارد البشرية 39
المطلب الأول: إنشاء نظام معلومات الموارد البشرية 39
المطلب الثاني : تشغيل نظام معلومات الموارد البشرية 41
المبحث الثالث: نظام معلومات البشرية و أثره على التسيير الفعال في المؤسسة 46
المطلب الأول: أهمية الموارد البشرية و مدى فعاليتها في العملية الإنتاجية 46
المطلب الثاني: استخدام نظام المعلومات في تقييم الأعمال و تحديد نظام لدفع الأجور. 49
خاتمة الفصل الثاني 58
الفصل الثالث : الجانب التطبيقي 59-75
مقدمة الفصل الثالث 59
المبحث الأول: ماهية المؤسسة 60
المطلب الأول: التعريف بالمؤسسة 60
المطلب الثاني: الهيكل التنظيمي للمؤسسة 61
المطلب الثالث: دراسة الموارد البشرية في المؤسسة 63
المبحث الثاني: دراسة حالة 64
المطلب الأول:تحليل أسئلة المقابلة 64
المطلب الثاني : تحليل الاستمارات 66
خاتمة الفصل الثالث 75
خاتمة عامة 76-77
قائمة الجداول 78
قائمة الأشكال 79
قائمة المراجع 80-81
قائمة الملاحق 82
قائمة الجداول :
الرقم العنوان الصفحة
01 أنواع التدريب 36
02 توزيع الأفراد حسب النشاط 66
03 توزيع الأفراد حسب المستوى التعليمي 66
04 توزيع الأفراد حسب الأقدمية 67
05 توزيعات الأفراد حسب المستوى التكنولوجي 67
06 توزيعات الأفراد حسب مضاعفة استعمال التكنولوجيا 68
07 توزيعات الأفراد حسب العمل التكنولوجي 68
08 توزيعات الأفراد حسب تأثير التكنولوجيا على تسيير الموارد البشرية 69
09 توزيعات الأفراد حسب نوع الإجابة (بالسلب أو الإيجاب) 69
10 توزيعات الأفراد حسب الإجابة بنعم أو لا 69
11 توزيعات الأفراد حسب الإجابة 70
12 توزيعات الأفراد حسب التكوين الإلكتروني 70
13 توزيعات الأفراد حسب حجم مكانة التكنولوجيا 70
14 توزيعات الأفراد حسب استعمالهم للتكنولوجيا 71
15 توزيعات الأفراد حسب استعمال الانترنت 71
16 توزيعات الأفراد حسب اثر نظام المعلومات 71
17 توزيعات الأفراد حول تجهيزات الاتصال و المعلوماتية 72
18 توزيعات الأفراد حسب التأثير التكنولوجي 72
19 توزيعات الأفراد حسب الدور التكنولوجي في المؤسسة 73
20 توزيعات الأفراد حول الأعطاب في أجهزة المعلوماتية 73

قائمة الأشكال:
الرقم العنوان الصفحة
01 مراءات غدارة الموارد البشرية 13
02 نشاطات و أهدف الموارد البشرية 15
03 نظام معلومات الأفراد لاتخاذ القرارات 26
04 هيكلة نظام معلومات الموارد البشرية 29
05 هيكل تنظيمي لإدارة الموارد البشرية 31
06 الهيكل الأجري 32
07 تصنيف أنواع الحوافز 35
08 يوضح الموارد كأساس لتحقيق الميزة التنافسية 47
09 التمثيل البياني للهيكل التنظيمي للمستشفى “محمد بوضياف” بالمدية 62

مقدمة عامة:
في عصر المنافسة الحادة و المتغيرات المتعاظمة و التطورات التقنية الهائلة، تكون المؤسسة في وضعية صعبة، حيث لا يكفي الأداء العادي لمواجهة التغيير و المنافسة و تطلعات الزبائن المتزايدة و من الواضح ألا تستطيع أي مؤسسة مهما كانت إمكانياتها أو قدراتها المحافظة على موقعها التنافسي بالعودة إلى نفس مستوى الأداء و الركون إلى نفس الأساليب التقليدية و هذا ما يدفعها إلى تحسين أدائها إلى درجات متعالية تتفوق بها على المنافسين و ترقى إلى المستوى العالمي، لأن أداء المؤسسة يعرف دائما على أساس تحسين القابلية التنافسية أي تحسين النتائج.
تمتلك المؤسسة العديد من الموارد التي تستخدمها لتحسين مستويات الأداء و من ثم تحقيق أهدافها لكن الموارد الأكثر أهمية و أكثر تأثير هي الموارد البشرية و التي تعتبر الثروة الأولى و الجوهرية للمؤسسة وأحد العوامل الأساسية للأداء، حيث تسمح للمؤسسة بالبقاء و الاستمرار و النمو ضمن بيئة غير مستقرة وأسواق متقلبة ومنتجات أكثر تعقيدا وجد متنوعة و بالإضافة على صعوبة إرضاء الزبون و تحقيق المستوى الأعلى من الإنتاجية والفاعلية وبذلك تعتبر هذه السياسة (تحسين الأداء) هي سياسة عامة للمؤسسة، حيث يسود الاقتناع بضرورة تفعيل الموارد البشرية من القيادات العليا إلى المستويات التنفيذية في كل مجالات النشاط، فالمورد البشري يمثل جميع العاملين في المؤسسة وعلى اختلاف مستوياتهم و مؤهلاتهم و أدوارهم.
بدون المورد البشري لا يمكن أن ينشأ أو يكون تنظيم، لذلك اهتمت المدارس الإدارية جميع العصور وحتى الوقت الحاضر بهذا المورد فقامت بتحفيزه وتنمية قدراته ورصد المعرفة الكامنة لديه، و عملت على تهيئة البيئة الداخلية والخارجية لكي يؤدي الأعمال والأنشطة الموكلة إليه بأفضل كفاءة لديه فهو الذي يقوم بترتيب وضبط واستغلال مختلف الموارد و الإمكانيات المادية والفنية و المالية والتكنولوجية التي تمتلكها المؤسسة، كما انه يعمل على توزيع الأدوار و يحدد السلطات و يفوضها و يشرف على النشاطات و المهام فهو المورد الذي بدونه لا يمكن أن تتحقق الأهداف.
و هذا ما دفع المؤسسة إلى الاهتمام أكثر بشؤون الموارد البشري كون هذا العنصر يملك طاقات و قدرات لا تمتلكها الموارد الأخرى، تتميز المؤسسة عن بعضها و تؤدي إلى تحقيق النجاح فيها و تحسين الأداء، و يتطلب تحقيق ذلك توفير إدارة تهتم باحتياجاتهم و رغباتهم و يمكن دور هذه الإدارة في تهيئة البيئة المناسبة للعمل و الاهتمام بالمورد البشري و تحفيزه لبذل أقصى مجهود لديه، و يساهم بشكل إيجابي في تحسين أداء المؤسسة و ذلك بفضل استعمال سياسات و تقنيات و برامج تعليمية مختلفة تخدم المؤسسة و الفرد، تتمتع هذه الإدارة بالمكانة و القيمة، و السلطة والخبرة الكافية للقيام بأعمالها على أحسن وجه، و هذا الرفع من فعالية تسيير الموارد البشرية.
لقد أصبحت الموارد البشرية أحد أهم العوامل التنافسية نجاعة في المؤسسة الأمر الذي أعطاها بعدا استراتيجيا في إدارتها، مما جعل وظيفة الموارد البشرية تتحول من إطارها التسيري إلى دورها الإستراتيجي لأن الدور التقليدي للمورد البشري لم يعد كافيا لتحقيق المؤسسة التمييز التنافسي و هذا ما تطلب إدارتها وفق منظور استراتيجي ما يدفع إلى حشد طاقات و أنشطة الموارد البشرية بغرض مساعدة المؤسسة لتحقيق أهدافها، حيث تتضمن عملية الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية تقييم المهارات المطلوبة لتشغيل المؤسسة ويفرض التحكم في جودة الموارد البشرية وتوظيف المعرفة الكامنة فيها، بسبب ارتكاز أداء المؤسسة عليها.
كما تواجه المنظمات الاقتصادية العديد من التحديات نتيجة ما يشهده عالم الأعمال من تطور سريع و عميق في مجالات عدة سواء اقتصادية، اجتماعية، سياسية تنعكس بشكل أو بآخر على هذه الأخيرة و تجعلها في صراع دائم مع محيط يتميز بمنافسة شديدة، ليس بالضرورة لتحقيق تقدمها و ازدهارها ولكن غالبا حفاظا على بقائها وكان صلب هذا التطور في مجال تكنولوجيا المعلومات و ما سايره من تغير في المفاهيم و ظهور لموارد جديدة أصبح لزاما على المنظمة التحكم فيها واستغلالها على أحسن وجه لتحقيق رقيها و على رأسها مورد المعلومات الذي يعتبر موردا استراتيجيا في عملية تسيير المنظمة، كما انه يتطلب فعالية و كفاءة في التعامل معه، لا تتحقق إلا بتوفر تكامل وتجانس بين جميع مستويات المنظمة و بين كل أنظمتها الوظيفية.
تتكون المنظمة من عدة نظم وظيفية تعمل في تناسق تام و ذلك من خلال ضمان فعالية كافة العمليات و الأنشطة والسيطرة على الكم الهائل من المعلومات الناتج عنها من جهة و تزويد المسيرين بمعلومات دقيقة في الوقت و بالشكل المناسب لاتخاذ القرارات الملائمة من جهة أخرى بهدف تحقيق الأهداف المسطرة من طرف الإدارة .
أولا: الإشكالية :
و بناءا على ما تقدم يكن التعبير عن الإشكالية بالتساؤل التالي:
ما هو دور نظام معلومات نسير الموارد البشرية في تحسين فعالية التسيير في المؤسسة؟ وعليه إشكالية البحث تتمحور حول التساؤلات الجزئية التالية:
1- ما مدى أهمية العنصر البشري في المؤسسة؟
2- ما هي مكونات نظام معلومات تسيير الموارد البشرية و ما أثره على التسيير الفعال في المؤسسة ؟
3- ما مدى فعالية تسيير الموارد البشرية العاملة في مستشفى ” محمد بوضياف” بالمدية أي ظل نظام المعلومات؟
ثانيا : فرضيات البحث :
للإجابة على التساؤلات السابقة و التي تمل إشكالية البحث قمنا بصياغة الفرضية العامة التالية :
يساهم نظام معلومات تسيير الموارد البشرية في تحسين فعالية التسيير في المؤسسة بشكل كبير و ذلك من خلال ممارسته داخل المؤسسة و تطبيقه على مختلف الوظائف و الذي يهدف بدوره إلى ترشيد العنصر البشري في المؤسسة.
يمكن أن تنطوي تحت هذه الفرضية العامة الفرضيات الجزئية التالية:
1- يعتبر العنصر البشري المحدد الأساسي الإنتاجية ضمن متغيرات أو عوامل عديدة تؤدى إلى تكامل في تحقيق زيادة واضحة في الإنتاجية.
2- يقتضي نظام معلومات تسيير الموارد البشرية إتباع أساليب وطرق علمية تتسم بالنجاح و الفعالية و في هذا الصدد يعتبر تحليل الأعمال و تخطيط القوى العاملة، و الاختيار، و التعيين و التدريب و التحفيز و تقييم الأداء إحدى أهم وظائف إدارة الموارد البشرية و التي تساهم في تحسين الإنتاجية.
3- لا تخضع وظيفة الموارد البشرية في المؤسسة إلى نظام المعلومات بشكل كبير.
ثالثا: أهمية البحث:
تستمد هذه الدراسة أهميتها من خلال النظرة المتزايدة للموارد البشرية من جهة و دور نظام المعلومات داخل المؤسسة من جهة ثانية و بصفة عامة فإن أهمية بحثنا تظهر في العناصر التالية :
1- الأهمية التي يكتسبها هذا الموضوع نظر للوضع الراهن الذي تمر به المؤسسات الجزائرية و التي تستدعي الاهتمام بالموارد البشرية كمحدد أساسي لنجاح أو فشل المؤسسات و لاسيما في ظل العولمة
2- أهمية نظام المعلومات و تأثيره على اقتصاديات المؤسسة في تحسين الربحية و تنمية القدرة التنافسية و رفع معدلات الأجور للقوى العاملة.
3- إن استهداف نظام المعلومات في المؤسسات بصفة عامة، و المؤسسات الجزائرية بصفة خاصة يمكن إحداثه بتفعيل نمط إدارة الموارد البشرية، و توجيه الأداء البشري نحو مستويات أفضل.
رابعا: محددات الدراسة:
من اجل الإحاطة بإشكالية البحث و فهم جوانبها المختلفة حددنا مجال دراستنا في مايلي:
المجال المكاني: اختصر المجال المكاني الذي اخترناه للقيام بالدراسة الميدانية على المؤسسة الإستشفائية بالمدية ” محمد بوضياف” و التي سوف نقد م لها تعريفا في الجزء التطبيقي من هذه الدراسة و تعتبر المؤسسة محل الدراسة من أهم المؤسسات على مستوى الولاية.
المجال الزماني: بغية الإحاطة بإشكالية البحث و الوصول إلى النتائج و استنتاجات علمية تثبت أو تنفي صحة الفرضيات، فضلنا اختيار الفترة الزمنية تقدر بشهرين.
خامسا: صعوبات البحث:
لقد واجهتنا صعوبات و مشاكل عديدة عند إعداد هذا البحث ، سواء تعلق بالجانب النظري أو الجانب التطبيقي. وهذه الصعوبات يمكن حصرها في مايلي:
 صعوبة الحصول على المراجع المتعلقة بجوهر الموضوع
 أغلبية المراجع التي عالجت الموضوع تعتبر قديمة نسبيا
 صعوبة الحصول على المعلومات من المؤسسة محل الدراسة
سادسا: المنهج المستخدم في البحث:
للإجابة على إشكالية هذا البحث و إثبات أو نفي صحة الفرضيات استخدمنا المنهاج الوصفي التحليلي و منهج دراسة الحالة، إذ يعتبر أن من أكثر المناهج موافقة مع هذا الموضوع في :
– الجانب النظري : اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي الذي يسمح لنا بفهم مدى مساهمة إدارة الموارد البشرية في تحسين نظام المعلومات.
– الجانب التطبيقي: تم اعتماد على منهج دراسة حالة من أجل إسقاط الدراسة النظرية على واقع المؤسسة الإستشفائية متخذين مؤسسة محمد بوضياف بالمدية نموذجا لذلك.
سابعا: هيكل البحث:
للإجابة على الإشكالية محل الدراسة و التأكد من صحة الفرضيات ، قمنا بتقسيم هذا المبحث إلى ثلاث فصول، فصلين نظريين و يحتويان على:
الفصل الأول: نتعرض فيه إلى مفهوم إدارة الموارد البشرية و مراحل تطورها و أهدافها كما تطرقنا إلى إستراتيجية الموارد البشرية ( من حيث المفهوم، الأهمية، و الأهداف و الأبعاد).
الفصل الثاني: مخصص لدراسة دور نظام معلومات تسيير الموارد البشرية في المؤسسة و سوف نتطرق فيه إلى توظيف القوى العاملة، و التدريب و كيفية تحديد نظام فعال للأجور، ثم نتطرق إلى إنشاء و تشغيل نظام معلومات لموارد البشرية.
الفصل الثالث: و يظم كذلك:
مدخل تمهيدي و هو مخصص للتعريف بالمؤسسة محل الدراسة، ثم نتطرق فيه لعرض دور نظام المعلومات بالمؤسسة محل الدراسة، و محاولة تقييم مدى فعاليته في تحقيق ذلك، و قد تعرضنا فيه إلى توظيف اليد العاملة، الأجور، الحوافز، وأخيرا تقييم أداء الأفراد.

الفصل الأول :
المقدمة: الفصل الأول:
تعد إدارة الموارد البشرية من أهم الإدارات الوظيفية في المنظمة وأكثرها حساسية كونها تتعامل مع أهو وأحرج عنصر من عناصر الإنتاج أكثر موارد المنظمة عرضة للتأثر بالتغيرات البيئية الداخلية لبيئة المنظمة، والتغيرات البيئة الخارجية، البيئة العامة و الخاصة و يتفق أغلب كتاب الإدارة بشكل عام و الإدارات الوظيفية بشكل خاص، بأن المنظمة بإدارة الموارد البشرية وعن طريقها تتمكن من إحراز الكثير من المزايا التنافسية التي تمكنها من مواجهة التحديات البيئة وضمان الاستمرار و البقاء. ورب سائل يسأل، لماذا تلك الأهمية لإدارة الموارد البشرية؟ وكيف نشأت هذه الإدارة وما هو مفهومها و أهدافها؟

المبحث الأول : مقدمة في إدارة الموارد البشرية
– إن إدارة الموارد البشرية وظيفة مهمة و دعامة من الدعامات الأساسية (وظيفة الإنتاج، التوزيع، المالية) التي تقوم عليها أية مؤسسة، و تعتبر هذه الوظيفية فرعا من فروع الإدارة الشاملة التي تهتم بالعاملين و تحفيزهم و رفع روحهم المعنوية و تبقى دائما واقفة لتحقيق أهداف تخدم المؤسسة ومصالح المجتمع.
المطلب الأول : التطور التاريخي لإدارة الموارد البشرية
أهم المراحل التاريخية التي مرت بها إدارة الموارد البشرية من منتصف القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحاضر:
المرحلة الأولى : مرحلة العبودية و نظام الرق:
عندما ساد المجتمع الإنساني القديم نظام الرق، كان تعامل المنظمات مع الإنسان والعاملين الذين تحتاجهم العمل كأي وظيفة شراء.
فنظام الرق هو بالأساس، نظام يسمح لإنسان ما أن يشتري إنسانا آخر و يبيعه و يستخدمه كما يشتري ويبيع و يستخدم أية حاجة أخرى، حصانا أو أرضا أو ماكنة أو غيرها.
لذلك، لا تحتاج المنظمة التي تعمل في مجتمع يسوده هكذا نظام إلى وظيفة مستقلة لإدارة الموارد البشرية، فاهتماماته تصحب مشابهة لاهتمامها بشراء أي شيء مادي أخر.
ففي هذه المنظمة، و تعويض، من يموت منهم يحدد، و من دون الحاجة للاهتمام بتعويضهم أو منحهم أجور أو حوافز، أو تطويرهم أو الحفاظ عليهم،… أو غير ذلك من فعاليات، كما لا تحتاج الاهتمام بحقوقهم، حيث ليس لهم حقوق تذكر.
و كلما كان الرقيق أكثر توفرا، كلما انعكس ذلك على ثمنهم، وبالتالي على الحاجة للاهتمام بحسن، استخدامهم.
و لكن، و بالنظر للاختلاف بين الإنسان و الممتلكات الأخرى، لابد و أن دخلت احتمالات تكون روابط نفسية في طبيعة العلاقة بين المالك و الرقيق، مما اقتضى، ضوابط اجتماعية للحد دون تناميها.
علما بأن نظام الرق انقرض، و لأكثر دول العالم، منذ مئات السنين، و لكن بقيت بعض أفكاره إلى فترة أخيرة، أي استمر النظر إلى الإنسان باعتباره مورد متوفر و بدون قيمة أو حقوق تذكر. كما استمر كنظام رسمي في بعض الدول كالولايات المتحدة مثلا. و لكنه كان محصورا بفئة معينة من الأفراد، هم السود الذين تم اختطافهم من إفريقيا لبيعهم في الولايات المتحدة، وكان استخدامهم كقوة عاملة في الزراعة، أما في القطاعات الاقتصادية الأخرى، فقد سادت أنظمة تحترم حرية الإنسان وحقوقه.

المرحلة الثانية : تطور الثورة الصناعية The industrial revolution
لقد تطورت الحياة الصناعية تطورا كبيرا منذ ظهور الثورة الصناعية، فقبل قيام الثورة الصناعية، كانت الصناعات منذ القرن الثامن عشر و ما قبله محصورة في نظام الطوائف المتخصصة، و كان الصناع يمارسون صناعتهم اليدوية في منازلهم مستخدمين في ذلك أدوات بسيطة و قد صاحب ظهور الثورة الصناعية عدة ظواهر أهمها:
• التوسع في استخدام الآلات و إحلالها محل العمال
• ظهور مبدأ التخصص، و تقيم العمل
• تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل و هو المصنع
• إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب الآلات الجديدة
و من جهة إدارة الموارد البشرية، كانت الثورة الصناعية بمثابة البداية لكثير من المشاكل التي تواجهها إدارة المنشآت فبالرغم من أن الثورة الصناعية أدت إلى تحقيق الزيادات الصناعية أدت إلى تحقيق زيادات هائلة في الإنتاج و تراكم السلع و رأس المال، إلا أن العامل أصبح ضحية هذا التطور، فقد كان ينظر إلى العامل باعتباره سلعة تباع و تشترى بعد أن اعتمدت الإدارة على الآلة أكثر من اعتمادها على العامل.
كما تسببه نظام المصنع الكبير في كثير من المشاكل في مجال العلاقات الإنسانية من خلال نشأة كثير من الأعمال المتكررة و الروتينية و التي لا تحتاج إلى مهارة .
المرحلة الثالثة : تطور حركية و ميكانيكية صيانة الأفراد:
في بداية الثلاثينات تغيرت كثير من العوامل السياسية و لتي أدت على ظهور تشريعات و قوانين تتعلق بالأفراد العاملين كتحديد ساعات العمل و الأجور و الاختيار والتعيين ونظام الحوافز وغيرها، كما تبلور دور الدولة في عملية توظيف الوظيفة و تحليل العمل بالإضافة إلى النقابات المهنية التي ظهرت في هذه الفترة و التي كان لها الأثر الأكبر في المفاوضات بين العاملين و أرباب العمل لزيادة الأجور و حل مشاكل العمال و تحسين ظروفهم
المرحلة الرابعة : ظهور حركة الإدارة العلمية Scientisie monogement movement
من بين التطورات الهامة التي ساهمت في ظهور أهمية إدارة الموارد البشرية انتشار حركة الإدارة العلمية بقيادة فردريك تايلور Frederick toylor و التي لقب بأب الإدارة، و قد حدثت هذه الحركة من عام 1890م تقريبا حتى بداية الحرب العالمية الأولى و قد توصل تايلور إلى ما اسماه بالأسس الأربعة للإدارة و هذه الأسس هي :
1- التطور الحقيقي في الإدارة
2- الاختيار العلمي للعاملين
3- الاهتمام بتنمية و تطوير العاملين و تعليمهم.
4- التعاون الحقيقي بين الإدارة و العاملين
و يقصد تايلور بالتطوير الحقيقي، الإدارة أن نستبدل الطريقة التجريبية أو العشوائية في الإدارة (خطأ أو صواب) و التي تعتمد على التخمين و التجربة إلى العامية التي تعتمد على المبادئ و الأسس المنطقية، وتعتمد هذه الطريقة على الملاحظة المنظمة و تقييم و جدولة أوجه النشاط المرتبطة بالوظيفة كي يتم أداؤها في الواقع العملي، ثم تبسيط و اختصار الأعمال المطلوبة اعتمادا على تحليل الحركات اللازمة لأداء العمل و المواد والمعدات المستخدمة أمام الاختيار العلمي للعاملين فيعتبره تايلور الأساسي، في نجاح إدارة الموارد البشرية و يجب أن يتم اختياره بعد تأكد في تأهيله و المناسب و توافر القدرات و المهارات اللازمة لتحمل عبئ و مسؤوليات الوظيفة.
أما عن المبدأ الثالث لإدارة و هو تعليم و تطوير العاملين ، فإن تايلور يؤكد على أن العامل لن ينتج بالطاقة المطلوبة منه، إلا بعد أم يكون لديه الاستعداد للعمل و التدريب المناسب على العمل و ذلك فإن التدريب العامل و تطوير أمر جوهري للوصول إلى المستوى، المطلوب من العمل
و يؤكد تايلور أن التعاون بين الإدارة و العاملين هو الأساس الرابع للإدارة، و يعتقد أنه بإمكان التوقيف بين رغبة العامل في زيادة أجرة و بين رغبة صاحب العمل ( الإدارة) في تخفيض تكلفة العمل، و ذلك عن طريق زيادة إنتاجية العامل، و بحيث يشارك العامل في الدخل الزائد المحقق نتيجة الارتفاع معدل إنتاجيته.
و قد قدم المساعدة لتايلور كل من فرانك جلبرت « Frank Giberth » و هنري جانت « Henry cantt » و قد اضاف جانت بعض الأفكار الجديد حول طريقة دفع الأجور، و التي تعتبر أكثر عدالة عن طريقة tylor كما ان فكرة جانت الخاصة بأعداد جداول، العمل قد حققت فوائد كثيرة عند استخدامها.
و بالرغم من أن تايلور قد أكد على معايير العمل، و تحسين طرق العمل و نظم الحوافز ،إلا أنه قوبل بهجوم و مقاومة عنيفة، و تركز الهجوم على مطالبته العمال، بأداء معدلات انتاج عالية دون أن يحصلوا على اجر مقابل ذلك بنفس، الدرجة و كذلك إهماله للعنصر الإنساني

المرحلة الخامسة : الحرب العالمية الأولى
بقد أظهرت الحرب العالمية الأولى الحاجة على استخدام طرق اختبار الموظفين قبل تعيينهم للتأكد من صلاحيتهم لشغل الوظائف، و من أمثلة هذه الاختبارات ألفا Alpha و باتا Beta وقد طبقت بنجاح على آلاف العمال قبل تعيينهم تفاديا لأسباب فشلهم بعد توظيفهم
و بتطور حركة الإدارة العلمية و تقدم علم النفس، الصناعي، بدأ بعض، المتخصصين في إدارة الموارد البشرية في الظهور في المنشآت للمساعدة في بعض الأمور مثل التوظف و الرعاية الاجتماعية والتدريب و الأمن الصناعي و الرعاية الصحية. و يمكن النظر إلى هؤلاء كطلائع أولى ساعدت على تكوين إدارة الموارد البشرية بمفهومها الحديث.
و في هذه الفترة، تزايد الاهتمام بالرعاية الاجتماعية للعمال، و أنشئت مراكز للخدمات الاجتماعية والترفيهية و التعليمية و الإسكان و يمثل إنشاء هذه المراكز بداية ظهور أقسام شؤون الموارد البشرية و لكن اقتصر عمله على هذه الجوانب السابق ذكرها و كان معظم الأفراد العاملين بأقسام إدارة الموارد البشرية من المهتمين بالنواحي الإنسانية و الاجتماعية.
و قد حدثت تطورات هامة خلال هذه الفترة أيضا حيث أنشئت أقسام موارد بشرية مستقلة، و في حوالي عام 1915 أعد أول برنامج تدريبي لمديري الموارد البشرية في إحدى الكليات الأمريكية المتخصصة، و في عام 1919 تقريبا قامت اثني عشر كلية بتقديم برامج تدريب في إدارة الموارد البشرية و بحلول عام 1920 أصبح مجال إدارة الموارد البشرية متواجدة على نحو ملائم، و أنشئت كثير من إدارات الموارد البشرية في كثير من الشركات الكبيرة و الأجهزة الحكومية.
المرحلة السادسة : ما بين الحرب العالمية الأولى و الثانية
لقد شهدت نهاية العشرينات و بداية الثلاثينات من هذا القرن تطورا في مجال العلاقات الإنسانية، فقد أجريت تجارب هارثون « Hawthorne » بالولايات المتحدة الأمريكية بقيادة لتون مايو« Elton mayo » و قد أقنعت هذه التجارب الكثيرين بأهمية رضاء العامل عن عمله و ضرورة توفير الظروف المناسبة للعمل.
المرحلة السابعة: ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى وقتنا الحاضر
لقد نمت و تطورت إدارة الموارد البشرية في السنوات الحديثة، واتسع نطاق الأعمال التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية و أصبحت مسدولة ليس فقط عن أعمال روتينية مثل حفظ ملفات العاملين وضبط حضورهم و انصرافهم بل شملت تدريب و تنمية العاملين و وضع برامج لتعويضهم عن جهودهم وتحفيزهم وأيضا ترشيد العلاقات الإنسانية و علاقات العمل و يتضح ذلك من الوظائف التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية في العصر الحديث.
و مازلت الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية تركز على العلاقات الإنسانية على نواحي، تنفيذية مثال ذلك حفظ ملفات و سجلات العاملين و متابعة النواحي المتعلقة بهم كضبط أوقات حضورهم و أن صرافهم و إجازاتهم، و انعكس ذلك على الدور الذي يقوم به مدير إدارة الموارد البشرية و كذلك الوضع التنظيمي للجهاز الذي يقوم بأداء الوظيفية في الهيكل التنظيمي العام المنشأة.
* و من ناحية أخرى يرى أصحاب وجهة النظر الحديثة، أن إدارة الموارد البشرية تعتبر إحدى الوظائف الأساسية في المنشأة و لها نفس، أهمية تلك الوظائف (الإنتاج، التسويق، التمويل) و ذلك لأهمية العنصر الإنساني، و تأثيره على الكفاية الإنتاجية للمنشأة.
و قد يكون من المفيد في هذا المقام أن تستعرض بعض، تعريفات إدارة الموارد البشرية من، وجهة نظر الكتاب المهتمين بها، و ذلك بهدف الوصول إلى مفهوم موحد و أكثر وضوحا لإدارة الموارد البشرية.
– يعرف فرنشر « French»إدارة الموارد البشرية بأنها عملية اختيار و استخدام و تنمية و تعويض الموارد البشرية العامة بالمنظمة
– كما يعرف Sikula.A إدارة الموارد البشرية بأنها استخدام القوى العاملة داخل المنشأة أو بواسطة المنشأة و يشمل ذلك عمليات تخطيط القوى العاملة بالمنشأة و الاختيار و التعيين، تقييم الأداء، التدريب والتنمية، التعويض و المرتبات، العلاقات الصناعية، تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية للعاملين وأخير بحوث الأفراد
– كما تعرف Marrin.J إدارة الموارد البشرية بأنها ذلك الجانب من الإدارة التي يهتم بالناس كأفراد أو مجموعات، و علاقاتهم داخل التنظيم ،و كذلك الطرق التي يستطيع بها الأفراد المساهمة في كفاءة التنظيم. وهي تشتمل الوظائف التالية، تحليل التنظيم تخطيط القوى العاملة، التدريب و التنمية الإدارية، العلاقات الصناعية، مكافأة و تعويض العاملين و تقديم الخدمات الاجتماعية و الصحية، ثم أخيرا المعلومات والسجالات الخاصة بالعاملين
من ناحية أخرى يعرف Glueck.w إدارة الموارد البشرية بأنها تلك الوظيفة في التنظيم التي تختص، بإمداده بالموارد البشرية اللازمة و يشمل ذلك تخطيط الاحتياجات من القوى العاملة البحث عنها ثوم تشغيلها وتدريبها و تعويضها و أخيرا الاستغناء عنها
و يذكر كل من « Miner.M » « Miner.J » أن الوظائف التنفيذية لإدارة الموارد البشرية تشمل التخطيط التنظيمي و تحليل الوظائف، تخطيط القوى العاملة، تقييم أداء العاملين الاختيار والتعيين التدريب والتنمية الإدارية، إدارة المرتبات و الأجور، الخدمات الصحية و الاجتماعية العلاقات و الاستفادة من نتائج البحوث في علم النفس و علم الاجتماع و علم الإنثرولوجيا (علم التطور التاريخي للأجناس البشرية)، و كان نتيجة ذلك تزايد استخدام اصطلاح العلوم السلوكية و تهدف هذه المجموعة من العلوم إلى دراسة العوامل المحددة للسلوك الإنساني، و يشمل ذلك طبيعة تكوينه النفسي، و الاجتماعي والحضاري و المدخل السلوكي في الإدارة يختلف عن مدخل الإدارة العلمية و مدخل العلاقات الإنسانية ذلك انه أكثر شمولا، حيث أنه يضع في اعتباره جميع الجوانب الخاصة ببيئة و ظروف العمل، و العاملين و أثر على سلوكهم و ينبغي التأكد إلا أن العلوم السلوكية ما هي إلا مجرد أداة لمعاونة الإدارة في الكشف عن دوافع السلوك الإنساني، للعاملين ، و اثر العوامل المختلفة على هذا السلوك و هي بذلك تضيف نوعا من المعرفة الجديدة التي يمكن الاستفادة منها في بعض مجالات إدارة الموارد البشرية، مثال ذلك سياسة الحوافز، و نظم الاتصالات الإدارية و أنماط القيادة والتنظيمات غير الرسمية.
و إذا نظرنا إلى إدارة الموارد البشرية في المستقبل فنجد أن هناك نمو متزايد في أهميتها لكافة المنشات نتيجة للتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية و التكنولوجية و هناك كثير من التحديات التي يجب أن تتصدى لها إدارة الموارد البشرية، و من هذه التحديات الاتجاه المتزايد نحو التوسع في استخدام الأوتوماتكية « automation » و الاعتماد على الحسابات الإلكترونية (الكمبيوتر) في إنجاز كثير من وظائف إدارة الموارد بعد أن كان الاعتماد في انجازها على الأفراد، كما تواجه إدارة الموارد البشرية كثير من الضغوط السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية، و كذلك التغير المستمر في مكونات القوى، العاملة على مستوى الدولة من حيث المهن و التخصصات و الجنس.
و من أهم التطورات الحديثة المؤثرة على ممارسات وأنشطة الموارد البشرية المتغيرات العالمية وظهور التكتلات الدولية و ضرورة مراعاة تأثير ذلك الممارسات الدولية السائدة في مجال إدارة الموارد البشرية و من أهم هذه الممارسات ، مجال البحث و الاستقطاب و الاختيار و التعيين و إدارة المبيعات و إدارة المرتبات و الأجور و الحوافز و تقييم أداء العاملين ، و كذلك مراعاة تأثير ثورة الاتصالات و التكنولوجيا و المعلومات السائدة في النطاق الدولي
المطلب الثاني : مفهوم إدارة الموارد البشرية:
لمعرفة إدارة الموارد البشرية و مفهومها عند بعض المفكرين و نميز هنا بين وجهتي نظر مختلفين و هما التقليدية و الحديثة.
• يرى أصحاب النظرة التقليدية أن إدارة الموارد البشرية ما هي إلا نشاط روتيني يشمل الصناعية و الاتصالات.
و يرى « Pigros.p » & « Myres.c » أن إدارة الموارد البشرية عبارة عن القانون أو النظام الذي يحدد طرق و تنظيم معاملة الأفراد العاملين بالمنشأة بحيث يمكنهم تحقيق هواتهم و أيضا الاستخدام الأمثل لقد راتهم و إمكانياتهم لتحقيق أعلى إنتاجية.
كما يرى « Chruden.H » و شيرما « Sherman.A » أن إدارة الموارد البشرية تشتمل على عمليات أساسية ينبغي أداؤها و مجموعة من القواعد العامة يجب إتباعها، و كذلك مجموعة أدوات و أساليب يتعين استخدامها لإدارة مجموعات الأفراد في التنظيم، و المهمة الرئيسة لمدير إدارة الموارد البشرية في مساعدة المديرين في المنشأة و تزويدهم بما يحتاجون غليه من رأي و مشورة متخصصة تمكنهم من إدارة مرؤوسيهم بطريقة أكثر فعالية.
و يعرف Flippo.E إدارة الموارد البشرية بأنها تخطيط و تنظيم و توجيه و مراقبة النواحي المتعلقة بالحصول على الأفراد و تنميتهم و تعويضهم و المحافظة عليهم بغرض تحقيق أهداف المنشاة
و أخيرا يعرف « Grant.J »و« Smith.G » إدارة الموارد البشرية بأنها مسؤولية كافة المديرين في المنشأة و أيضا توظيف كما يقوم به العاملين المتخصصين في إدارة الأفراد
يتباين الكتاب في تحديدهم لمفهوم إدارة الموارد البشرية، فهناك من يستخدم تسمية الأفراد و إدارتهم في المنظمة و يعرف إدارة الأفراد بكونها”تخطيط و تنظيم و توظيف و قيادة ورقابة الأفراد العاملين في المنظمة يدرك من التعريف بان إدارة الأفراد تشتمل النشاطات الآتية :
1) التخطيط: و يتضمن وضع الأهداف و المعايير، تطوير القواعد و الإجراءات وضع الخطط وتوقع الأحداث المستقبلية.
2) التنظيم: تحديد مهمات و أعمال الأفراد العاملين و توزيعهم على الأقسام و منحهم الصلاحيات الكفيلة بإنجاز أعمالهم، علاوة على تنسيق جهودهم لتحقيق أهداف المنظمة
3) التوظيف: تحديد نوع الأفراد المراد تشغيلهم و استقطابهم و اختيارهم علاوة على وضع معايير الأداء و تحديد الأجور والمكافأت و تدريب الأفراد العاملين
4) القيادة: توجيه الأفراد العاملين باتجاه أداء أعمالهم و رفع معنوياتهم و زيادة دافعيتهم للعمل.
5) الرقابة: وضع المعايير التي تعكس، تحقيق الأهداف كمستويات المبيعات و معايير النوعية ومستويات الإنتاج ثم التأكد من أن الأداء الفعلي، يتناسب مع هذه المعايير و اتخاذ الإجراءات الصحيحة عند الضرورة.
التعريف بإدارة الموارد البشرية: يعتبر البشر مورد بالنسبة للمنظمة مثل المباني المخزون أو النقدية في الصندوق وهم بهذا المفهوم يمثلون استثمار، و لكلي تستطيع المنظمة استخدام و استغلال وتنمية هذا الاستثمار فعليها إدارته، بمعنى أنه يتطلب تخطيط و تنظيم و توجيه و تقيم، مثلما يتطلب ذلك استخدام العوامل المادية للإنتاج وفي الواقع يوجد جانب كبير من تحقيقه في تلك المقولة التي تؤكد ” أن البشر هم أهم أصل تملكه هذه المنظمة”
« Pepole are this organization’s mont important asset »
يعتبر البشر المتغير المحوري في كل المنظمات، و الذي بدونه تفقد الأصول المادية قيمتها تماما و يمكن أن تزداد الموارد البشرية في قيمتها، مثلما تزداد قيمة النقود حينما تودع في حساب توفير و يكون هدف إدارة “الموارد البشرية” بالتالي هو التفهم و الاستخدام الفعال للعلاقة بين المورد البشري و المهمة التي يقوم بها والإنتاجية
أن الموارد البشرية، كما سبق القول يجب تخطيطها و تنظيمها و قيادتها و تقييمها بمعنى أنه يجب إدارتها الإجراءات الصحيحة عند الضرورة .
استناد لما سبق، فإن إدارة الأفراد في الإدارة المسؤولية عن تحقيق النشاطات أعلاه للوصول إلى أهداف الفرد والمنظمة .
يستخلص مما سبق بأن إدارة الموارد البشرية في الإدارة المسؤولة عن تمكين المنظمة من بناء مزاياها الإستراتيجية و المحافظة عليها و تطويرها من خلال:
• تخطيط واقعي للموارد البشرية.
• توظيف ملائم للموارد البشرية
• تدريب دقيق للموارد البشرية
• متابعة مستمرة و تطوير للموارد البشرية في المنظمة لتحقيق المراءات الآتية:
شكل رقم(1): مراءات ادارة الموارد البشرية

المصدر: خالد عبد الرحيم الهتممي- مرجع سابق ص 30

يظهر من الشكل بأن إدارة الموارد البشرية و من خلال، إنجازها لمجموعة من الوظائف تستهدف تحقيق نوعين من المراءات هي:
1- المراءات الخارجية: و تتحقق عندما تتمكن المنظمة من التكيف للمتطلبات البيئية
2- المراءات الداخلية: و تتحقق من خلال ملاءمة الفرد مع الوظيفة، الوظيفة مع المنظمة الوظيفة مع الجماعات، الفرد مع الجماعة و الجماعة مع المنظمة
المطلب الثالث: أهداف إدارة الموارد البشرية
إن الهدف الأساسي لإدارة الموارد البشرية هو: تزويد المنظمة بموارد بشرية فعالة و تطوير الأفراد تطوير يلبي رغباتهم و احتياجات المنظمة و ينبثق من هذا الهدف مجموعة من الأهداف في:
1- الأهداف الاجتماعية: أي تطبيق أهداف المجتمع بتشغيل للأفراد حسب قدراتهم مع ما يسمح بالتطور والنمو طبقا لتشريعات و قوانين العمل و العمال، و خلق جو مريح لهم و حمايتهم من الأخطار
– ضمان أن يتوفر للمؤسسة موظفون أكفاء من الناحية الاقتصادية و العملية و التنافسية
– ضمان كون الموظفين يفهمون و ينفذون التزاماتهم تجاه المؤسسة.
– ضمان حقيقة أن المؤسسة تقوم بتنفيذ التزاماتها و مسؤولياتها تجاه الموظفين بصورة صحيحة و توفير ظروف عمل، ملائمة لهم كلما كان ذلك ممكنا.
2- الأهداف التنظيمية : أي تؤدي وظيفتها بشكل مترابط مع بقية الفروع في المنظمة و تقديم النصح والإرشاد فيما يتعلق بشؤون الأفراد في المنظمة
– وضع السياسات و اللوائح العادلة التي تحكم العلاقة بين العاملين و المؤسسة
– التنسيق الكامل مع الإدارات الأخرى في المؤسسة لتحقيق ما يلي:
أ- المشاركة في توضيح كافة اللوائح و التعليمات والسياسيات التي تنتهجها المؤسسة للعاملين.
ب- المساعدة في وضع الحلول المناسبة لكافة المشاكل العمالية.
ج- إبداء النصح و الإرشاد لمدراء الإدارات الأخرى، فيما يتعلق بأعمالهم و اطلاعهم أولا بأول على كافة السياسات الحكومية التي لها تأثير على نشاطات إدارتهم العمالية
د- حث مدراء الإدارات على إتباع نظم السلامة اللازمة لحماية العاملين و ممتلكاتهم
3) الأهداف الوظيفية: قيام إدارة الموارد البشرية بالوظائف الخاصة بها و المتعلقة بالأفراد العاملين في المنظمة وفقا لحاجاتها.
4) الأهداف الإنسانية: أي إشباع رغبات و حاجات الأفراد كونهم عنصرا مهما في العملية الإنتاجية.
– إتباع المعايير و الأساليب الأخلاقية في العمل، و العلاقات الاجتماعية مما يعطي المؤسسة سمعة طبية بين المؤسسات الأخرى
مما سبق يتضح أن أهداف إدارة الموارد البشرية تتمثل في جذب المرشحين و الاحتفاظ بالجيدين منهم و دفعهم للعمل و تعتبر هذه الأهداف خاصة بإدارة الموارد البشرية
للوصول إلى أهداف أعم و اشمل تتمثل بالإنتاجية و نوعية حياة العمل و الإذعان القانوني، و تحقيق الميزة التنافسية و تكييف قوة العمل، للتغيرات البيئية و هذه الأهداف كما يصورها احد الكتاب ترتبط وتتفاعل، فيما بينها لتحقيق غايات البقاء و النمو و التنافسية و الربحية و المرونة و كما يظهرها الشكل التالي :
شكل رقم (2): نشاطات و أهداف الموارد البشرية

المصدر : خالد عبد الرحيم الهتيمي مرجع سابق ص 32.

المبحث الثاني: إستراتيجية الموارد البشرية
المطلب الأول: مفهوم إستراتيجية الموارد البشرية
لقد كان للأعمال استراتيجيات منذ الأيام الأولى للتجارة، و لكن فقط من الستينات أصبح من الشائع تناول الكيفية التي يجب أن تكون عليها الإستراتيجية، فكانت هناك حاجة ملحة إلى إستراتيجية الموارد البشرية، و ذلك مع تفاعل قوى التغيير في وظيفية الموارد البشرية.
أولا : ماهية إستراتيجية الموارد البشرية
إستراتيجية الموارد البشرية هي عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بنظام الموارد البشرية و التي تعمل على تحقيق تكيف نظام الموارد البشرية مع الظروف البيئية المحيطة، و على تدعيم استراتيجيات المنظمة و تحقيق أهدافها الإستراتيجية.
أو هي مجموعة الإستراتيجية والخطط الموجهة لإدارة التغيير في نظام الموارد البشرية و التي تعمل على تدعيم إستراتيجية المنظمة وتحقيق أهدافها الإستراتيجية لمواجهة التغيرات التي تواجه المنظمة في ظل الظروف البيئة المحيطة.
و هناك فرق بين تخطيط القوى، العاملة و إستراتيجية الموارد البشرية فتخطيط القوى العاملة يركز على الوظائف التنفيذية في إدارة الموارد البشرية كتحديد الاحتياجات من القوى العاملة و تحديد الفائض، أو العجز أما إستراتيجية الموارد البشرية فهي جزء من إستراتيجية المنظمة و تتكامل و تتفاعل معها لتحقيق الأهداف الإستراتيجية
إستراتيجية الموارد البشرية اتجاه طويل الأجل، لوظيفية الموارد البشرية في المنظمة إنها تصف انسب الاختيارات لكي تدير المنظمة مواردها البشرية أخذة في الاعتبار النظم العمليات، الموارد و البيئة المتاحة،تمكن إستراتيجية الموارد البشرية المنظمة على أن تبقى كفئ و فعالة في إدارة أفرادها في ضوء بئة العمل المتغيرة إنها مدخل شامل لتغطية المسائل الجوهرية مثل إدارة التغيير (التغيرات البيئية التي تحدث داخل و خارج المنظمة)، بناء الجدار، تغيير الثقافة…الخ.
كثير من المنظمات مدركة الآن هذه الأمور و من ثم تتبنى تركيز استراتيجيا على موضوعات الموارد البشرية.
تشمل إستراتيجية الموارد البشرية التنظيمية حالة الأحداث التغيير،غرض الوظيفة،تعريف العملاء، تصميم المعايير، العلاقات، عملية التحول و المضامين التي تعني أصحاب المصلحة سوف يساعد تعريف العميل والغرض، الشامل للموارد البشرية، في النهاية – رغم الصعوبة التي تكتنف معالجتها على بناء إستراتيجية متكاملة، إن المنظمة التي تحدد بوضوح خصائص فرد المنظمة تمكن و تسهل التحول إلى جدول أعمال للموارد البشرية يقوم على متطلبات العمل
ثانيا: عناصر إستراتيجية الموارد البشرية
1- دراسة العوامل البيئية العامة المحيطة بالمنظمة و بنظام الموارد البشرية
2- وضع أهداف نظام الموارد البشرية بما يدعم الأهداف العامة للمنظمة و يعمل على تحقيقها.
3- وضع الإستراتيجية الخاصة بالموارد البشرية و التي تدعم تنفيذ الإستراتيجية العامة للمنظمة.
4- وضع الخطط الوظيفية و السياسات و البرامج الزمنية الخاصة بنظام الموارد البشرية و التي تدعم تنفيذ الإستراتجية.
5- تقييم إستراتيجية الموارد البشرية و الخطط و السياسات الخاصة بها ومستوى الخدمة ورضا المستفيدين منها

المطلب الثاني : أهمية الموارد البشرية الإستراتجية و أهدافها:
تزداد أهمية إدارة الموارد البشرية بالنسبة للإدارة بصفة عامة، كنتيجة لدورها في توفير ميزة تنافسية للمنظمة وزيادة قدرتها على المنافسة و زيادة إدراكها لمتطلبات البيئة المتقدمة و تكنولوجيا في المستقبل
أولا: أهمية الموارد البشرية للإستراتجية :
فقد وجد الإستراتيجي الشعير مايكل بورتر أن إدارة الموارد البشرية هي المغزى الرئيسي في تحقيق الميزة التنافسية في بعض الصناعات. لذلك فإن عدد كبير من المنظمات الآن ينظر إلى الموارد البشرية كمصدر لتحقيق الميزة التنافسية فقد أصبح هناك أداراك أكبر بأن التميز في المقدرات يتحقق من خلال : مهارات الأفراد المتطورة و الثقافات التنظيمية المميزة، و العمليات و الأنظمة الإدارية،و هذه النظرة الجديدة تناقض التركيز التقليدي على الموارد القابلة للنقل و التمويل مثل التجهيزات و المعدات ولتي يمكن أن يشتريها المنافسون لذلك، هناك تزايد في إدراك إمكانية تحقيق الميزة التنافسية من خلال القوى العاملة ذات الجودة العالية و التي تمكن المنظمات من المنافسة على أساس الاستجابة للسوق وجودة المنتج و الخدمة و المنتجات المتمايزة و الابتكارات التكنولوجية و هذا بدلا من الاعتماد على التكاليف المنخفضة فقط لذلك فإن المسؤوليات الأكبر و الأهمية التنافسية اليوم تكمن في إدارة للموارد البشرية الموجهة إستراتيجيا.
و إلى جانب دور الموارد البشرية في تقديم الميزة التنافسية من خلال جودة القوى العاملة فإن هناك حاجة ضرورية للسيطرة على تكاليف العمالة و التي تزيد من أهمية إدارة الموارد البشرية، فكنتيجة للضغوط الشديدة على الرقابة و السيطرة على تكلفة العمالة زاد إدراك المديرين للآثار المترتبة على الاستخدام غير الفعال للموارد البشرية. فكيفي أن ينظر المديرون إلى استخدام الأفراد في أعمال لا تستغل طاقاتهم المحتملة، أو إلى فقد الثقة،و مقاومة التغيير و العلاقة السيئة بين الإدارة و العاملين، و المشاكل المتعلقة بنقص دافعية الأفراد و ممارسات العمل المتشددة كل تلك الأمور تعد أسبابا رئيسية في انخفاض إنتاجية الأفراد.
و مما يثير الانتباه، أن العائد على الاستثمار في الموارد البشرية أكبر من العائد على الاستثمار في الآلات و المباني. و كنتيجة للفعالية المحتملة للتكاليف، فإن إدارة الموارد البشرية المتطورة يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في الإستراتيجية التنافسية للمنظمة و في تنمية مقدرات متميزة أيضا أدت المشاكل الاقتصادية إلى زيادة أهمية الدور الإستراتيجي لإدارة الموارد البشرية فالمشاكل الاقتصادية و العولمة و التكنولوجي والتغيرات الكبيرة في الخصائص الديمغرافية و الاختلافات في قيم القوى العاملة كل هذا أدى إلى خلق بيئة تتميز بعدم التأكد، وانخفاض القدرة على التنبؤ لذلك فإنه أصبح ينظر على الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية على أنها وسيلة لتقليل اثر عدم التأكد البيئي، لذلك أصبح مألوفا لآن اعتبار إدارة الموارد البشرية جزء متكاملا و ضروريا في تكوين و تنمية الإستراتيجية في عملية التخطيط و كنتيجة لتزايد أهمية إدارة الموارد البشرية كجزء مهم في الإستراتيجية التنافسية للمنظمة فإن المديرين العموميين أصبح لديهم دافعا أكبر الآن لضمان تحقيق تواؤم واتساق الإستراتيجية مع ممارسات وسياسات الموارد البشرية و من أولى التحديات التي تواجهها المنظمة لتحقيق هذا التواؤم هو محاولة إيجاد الإجابة على السؤال التالي:
– ما هي نوعية الأفراد التي تحتاج إليهم لقيادة المنظمة في السنوات القادمة؟
بالرغم من أنه لا توجد نتائج لدراسات تطبيقية للإجابة على هذا التساؤل، إلا أنه من المتوقع تحسن الأداء التنظيمي كنتيجة للتوافق بين الأفراد و الأهداف التنظيمية فقد أكدت بعض النتائج صحة هذه التوقعات حيث وجدت علاقة ارتباط بين الأداء العالي و الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية المتكاملة أيضا، ازداد إدراك قيمة إسهامات إدارة الموارد البشرية في تحقيق نجاح المنظمة على صعيد الأعمال الدولية و لكن قبل تحقيق هذه الإسهامات لابد من تنمية إستراتيجية الموارد البشرية و ربطها بإستراتجية المنظمة ككل
و تعود اهمية الاستراتيجية عند مدراء الموارد البشرية، و انشغالهم لها للأسباب التالية:
– وضع و توضيح مهمة و أهداف المؤسسة
– توجيه عمل الموارد البشرية بنشاط إلى تحصيل التوازن، بين متطلبات المحيط الداخلي للمؤسسة و متطلبات محيطها الخارجي.
– تطوير و تنفيذ القرارات العائدة لخطط وسياسات المؤسسة التي تدخل ضمن صلاحيات إدارة الموارد البشرية
ثانيا: أهداف إستراتيجية الموارد البشرية :
تهيئة القوى العاملة الوطنية و تنميتها لتقوم بإدارة وتنمية الاقتصاد الوطني خلال المدى الزمني للإستراتيجية كما تستهدف الأهداف الفرعية التالية:
1- الحد من العمالة الوافدة و ترشيد عملية استقدامها و استخدامها و قصر العمل في بعض القطاعات والمهن على العمالة الوطنية.
2- تحقيق مزيد من المواءمة بين العمليات التعليمية و التدريبية و احتياجات سوق العمل من القوى العاملة الوطنية.
3- تحقيق التكامل في مجال التخطيط للقوى العاملة و تطويرها.
4- إيجاد قواعد متكاملة لمعلومات سوق العمل تتسم بالشمولية و الحداثة .
5- تحسين ورفع مستوى إنتاجية القوى العاملة الوطنية ومواكبة التغيرات التقنية وتناقش الإستراتيجية إمكانيات تحقيق مزيد من المواءمة بين العمليات التعليمية والتدريبية واحتياجات سوق العمل من القوى العاملة الوطنية الحالية و المستقبلية من العمالة على مستوى الاقتصاد الوطني حسب الأنشطة الاقتصادية و القطاعات والمهن المختلفة و المناطق الجغرافية و التغيرات التقنية.
كما تشير الإستراتجية إلى أهمية مراجعة و تقويم نظم التعليم و التدريب القائمة حاليا و ذلك من خلال التأكد من مواكبة المواد الدراسية للتطبيقات العالمية والتقنية و تطوير أساليب ورفع مستوى المعلمين والمدرسين ووضع معايير واضحة لتقويم أداء الطلاب ومتابعة الخريجين وكذلك تراهن الإستراتيجية على أهمية وضع خطة وطنية شاملة للتدريب تغطي مختلف المجالات والمستويات مع الأخذ في الاعتبار التوازن الإقليمي والاقتصادي والمهني في توزيع المعاهد والمراكز والكليات والاستغلال الأمثل لطاقات المؤسسات التدريبية القائمة والاستفادة من التجارب والتطبيقات العالمية الرائدة في هذا الاتجاه كالتعليم التعاوني على أن تتضمن خططا مرنة للتدريب الفني تعني بإعداد المهارات والخبرات التي يزداد الطلب عليها و تهتم بالتدريب التحويلي و التدريب على رأس العمل
المطلب الثالث: أبعاد إستراتيجية إدارة الموارد البشرية
إن الاهتمام بإستراتيجية إدارة الموارد و أهدافها كان محل دارسة بالنسبة لكل دول العالم مما أدى إلى خلق أبعاد إستراتيجية هامة.
أولا: نظرة شاملة لأبعاد الإستراتيجية: وضعت العولمة المنظمات في غالبية دول العالم في بيئة اقتصادية و قانونية ذات تغير مستمر و سريع فقد أصبحت المنافسة في الأسواق على أوجها، لأنها باتت مفتوحة على مصرعيها في معظم أنحاء العالم، فلم تعد هناك قيودا على حركة دخول السلع و الخدمات لأسواق العالم لقد فرضت هذه الأوضاع ضرورة تكييف المنظمات لإستراتيجيتها و ممارساتها في كافة مجالات العمل فيها (الإنتاج، التسويق الموارد البشرية، نمط الإدارة الهيكل التنظيمي…إلخ) مع هذه التغيرات البيئة و أحد هذه المجالات الذي اجتاح إلى تغيير و تكييف هو عمل إدارة الموارد البشرية فدورها السابق تحت مسمى إدارة الأفراد الذي كان سائدا قبل الثمانينات لم يعد يتوافق مع رياح التغيير التي هبت على اقتصاديات دول العالم و منظماتها، فكان لابد من تغيير دور إدارة الأفراد بمسعى جديد هو إدارة الموارد البشرية (HRM) و بمهمة متطورة متكيفة مع الأوضاع الجديدة فظهرت بثوب و مضمون جديدين، واصح لها إستراتيجية خاصة بها كجزء من إستراتيجية المنظمة تلعب دورا بارزا في تحقيق أهدافها، فإستراتيجية هذه الإدارة تعمل على فهم البيئة الخارجية و الإلمام باتجاهات متغيراتها المؤثرة في نشاط المنظمة، كما تعمل أيضا على فهم بيئة المنظمة الداخلية و متغيراتها الأساسية رسالتها، ثقافتها التنظيمية، فلسقتها الإدارية استراتجياتها، متطلبات العمل فيها…إلخ، هذا الفهم الشامل

للبيئة الخارجية و الداخلية أصبح يمثل أساس يقوم عليه وضع إستراتيجية إدارة الموارد البشرية بشكل يمكنها من مواءمة ممارسات هده الإدارة مع متغيرات البيئة في الوقت نفسه، لقد بات معروفا أن رسالة المنظمة واستراتيجياتها المستقبلية لن تتحقق إلا من خلال إستراتيجية موارد بشرية فعالة، تلي حاجة إدارات المنظمة من الموارد البشرية الصالحة، و المؤهلة و المدربة المحفزة جيدا، من خلال برامج و سياسات تضعها إدارة الموارد البشرية لهذه الغاية.
لقد أصبحت مسؤوليته هذه الإدارة مسؤولية جسيمة، فمطلوب منها وباستمرار تكييف استراتيجياتها وممارساتها مع تغيرات البيئة التي تؤثر في إستراتيجية المنظمة، فحلول المشاكل التي كانت ناجحة في السابق، قد لا تكون كذلك في الأوضاع البيئية المستقبلية، و هذا يستدعي من إدارة الموارد البشرية ابتكار وتجديد مستمر لممارساتها تتماشى مع البيئة و إستراتيجيته المنظمة. أصبح مطلوب من إدارة الموارد البشرية في الوقت الحاضر والمستقبل أن تصمم برامج و تضع سياسات حديثة فعالة تمكنها من استقطاب أفضل الموارد البشرية التي تحتاجها المنظمة من سوق العمل، و تنتقي أنسيبها وتعلمها و تدريبها، وتنميها، وتحفزها، و تزرع لديها الولاء و الانتماء للمنظمة، و تحافظ على سلامتها و صحتها في العمل و هذا كله من اجل خلق قوة عمل فعالة قادرة على انجاز إستراتيجية المنظمة و تحقيق أهدافها فنشاط إدارة الموارد البشرية الإستراتيجي يتغلغل في جميع أنحاء المنظمة، فهي قريبة من المدرين، تمدهم لهم يد العون و المساعدة في تهيئة مرؤوسهم و جعلهم قادرين على تنفيذ المطلوب منهم بأعلى كفاءة.
ثانيا ” تحديد أبعاد الإستراتيجية: سنعمد إلى ما يلي إلى عرض موجز للبعد الإستراتيجي لمهمة و دور إدارة الموارد البشرية:
– أصبح لإدارة الموارد البشرية إستراتيجية خاصة بها وتعد جزءا من إستراتيجية المنظمة، وتعمل بشكل متكامل و متوافق و منسق معها، بشكل تلبي احتياجاتها من العنصر البشري.
– انطلاقا من النقطة السابقة، فعمل إدارة الموارد البشرية عمل استراتيجي يسعد في الاسهام في تحقيق رسالة المنظمة و أهدافها.
– أصبح لإدارة الموارد البشرية و دورها رؤية جديدة معاصرة تتماشى مع اتجاهات التغيير التي سادت العالم في مجالات الإدارة، التسويق، الإنتاج…
– تتوافق ممارسات إدارة الموارد البشرية مع القيم التي تشتمل عليها ثقافة المنظمة التنظيمية.
– هدف إدارة الموارد البشرية الإستراتيجي هو خلق قوة فعالة لديها ولاء و انتماء للمنظمة، و هذا يتطلب عمل استراتيجي على شكل برامج و سياسات في مجال الحفز الإنساني، و توفير مناخ عمل تنظيمي مناسب يمكن الموارد البشرية من العطاء و التطور فمسالة جعل مكان العمل مجيب لنفوس العاملين مسالة إستراتيجية الآن.
– يتوجب على من يعمل في مجال موارد البشرية، أن يكون مؤهلا أكاديميا في هذا المجال، أي أنه إنسان متخصص و محترف في شؤون هذه الموارد البشرية، فلم يعد يسمح بالعمل ضمن هذا المجال سوى للذين لديهم معرفة علمية و خبرة في مجال الموارد البشرية.
– النظر إلى الإنفاق على الموارد البشرية و إداراتها على أنها اتفاق رأسمالي، أي استثمار له عائد كبير.
– تحديث برنامج وسياسات الموارد البشرية باستمرار، لجعلها منسجمة مع الاتجاهات المعاصرة المتعلقة بالمورد البشري، كأحد أهم عناصر مدخلات العمل و نجاح المنظمة.
– لم تنجح إستراتيجية إدارة الموارد البشرية إلا بتعاون كافة المدرين في المنظمة، فمسؤولية إدارة العنصر البشري في العمل مسؤولية مشتركة بين جميع المدرين و خاصة الإدارة الوسطي و المباشرة، المسؤوليتان مباشرة عن وضع هذه الإستراتيجية موضع التنقية لذلك يتوجب وجود تنسيق و تعاون بين مدير إدارة الموارد البشرية و بين كافة المدرين والرؤساء داخل المنظمة.
– أن تتماشى إستراتيجية الموارد البشرية مع الاتجاه المعاصر في إدارة المنظمات الذي يسعى إلى تطبيق نهج إداري شامل، يركز على وجودة الأداء والإنتاج الشاملين لتحقيق الرضا لدى، الزبون الذي هو يسد السوق الآن و اعتبار رضاه هو أساس نجاح و بقاء المنظمة، فهذا الرضا يعني حصة سوقية اكبر و قدرة على المنافسة و قد سمي هذا النهج بإدارة الجودة الشاملة TOTAL QUALITY MANAGMENT (TQM) ، و بالطبع يقع على إدارة الموارد البشرية وإستراتيجيتها دورا و مسؤوليته في تطبيق هدا النهج ذلك لأن المسؤول الأول عن تحقيق الجودة الشاملة التي تخلق الرضا لدى، الزبائن هو العنصر البشري و إدارته، لذلك و تماشيا مع اتجاهات إدارة الجودة الشاملة، أصبح مطلوب من إدارة الموارد البشرية تطبيق مفهوم إستراتيجية الزبون الداخلي (INTERNAL.CUSTOMERS) الذي يعتبر العنصر البشري في العمل و رضاه هو أساس تحقيق الجودة الشاملة التي تولد الرضا لدى الزبون الخارجيEXTERNAL CUSTOMER و لا يكفي التخطيط لتطبيق هذا المفهوم بل المطلوب التعاون مع إدارة المنظمة و مديرها على تفعيله و ممارسته على أسس علمية صحيحة، فإدارة الجودة الشاملة أفعال و ليست أقوال
– العلاقة مع النقابة جزء من إستراتيجية إدارة، و الموارد البشرية، يجب النظر إليها على أنها جهة داعمة لجهودها، و ليست عدوا بالمفهوم التقليدي لذلك يجب التعاون معها لخدمة الطرفين المنظمة و العاملين فيها، و حل جميع المشاكل بينهما و بين المنظمة بروح التآخي.

خاتمة الفصل الأول :
من خلال دراسة هذا الفصل نستنتج أن تسيير الموارد البشرية تهدف إلى تحديد إيجابيات المنظمة من يد عاملة، و العمل على تأهيلها و تطويرها تطويرا فعالا يعود بالفائدة على المنظمة و أفرادها، و كذلك دعمهم و تحفيزهم لتحقيق الأداء المتميز و المتوافق مع الغدارة الساعية إلى تحقيق النتائج المقصودة، فالعنصر البشري ما يملكه من مهارات و قدرات و ما يتمتع به من دوافع للعمل هو العنصر السياسي في زيادة المر دودية و تحقيق الكفاءة و الفعالية. و هذا ما يتم التطرق إليه في الفصل الثاني.

الفصل الثاني :
مقدمة الفصل الثاني:
حقا نحن نعيش في عصر ثورة المعلومات وانفجار المعرفة.عصر القول إلى مجتمعات المعلومات التي تزداد اندماجا بفضل شبكات اتصالات البيانات ،و المنظومات الشبكية للكمبيوتر و البث المباشر أو الانتقائي عبر الأقمار الصناعية ،إلى غير ذلك من التحولات الجوهرية التي جعلت العالم أشبه بقرية كونية صغيرة.
و قد رافقت كل هذه التحولات التي ألغت حواجز الزمان و المكان تغيرات نوعية و جذرية في بيئة الأعمال والمنافسة ،و في السوق الكونية ،فضلا عن التعقيد المتزايد في المتغيرات التكنولوجية والاقتصادية و الاجتماعية والثقافية و الدولية التي فرضت تحديات مختلفة و مستمرة على كل منظمات الأعمال مهما اختلفت أحجامها ،ومواردها ،بغض النظر عن الموقع الريادي أو الحصة السوقية .
في ظل هذا الوضع تزداد أهمية الدور الإستراتيجي لنظم المعلومات الإدارية و ضرورتها انطلاقا من حيوية وأهمية المعلومات كمورد ثمين من موارد كل منظمة ،و من كونها أداة لا غنى عنها لامتلاك أو تحقيق الميزة التنافسية الإستراتيجية المؤكدة ،تطوير و تنمية المنظمة ،تحسين النوعية المستمرة ،الإبداع التكنولوجي ،إعادة هندسة الأعمال ،صياغة و تطبيق إستراتيجيات الأعمال ،و إدارة العمليات بكفاءة وفعالية و تعظيم الإنجاز في كل أنشطة و فعاليات
المنظمة .انطلاقا من هذا يمكن التساؤل عن ما هو أثر نظام المعلومات على تسيير الموارد البشرية ؟

المبحث الأول :مفهوم وهيكلة نظام معلومات الموارد البشرية .
من أهم التطورات الحديثة في مجال إدارة الأفراد هو الإتجاه نحو تصميم وتشغيل نظم للمعلومات تكون أساسا لرسم السياسات و إتخاذ القرارات في كل ما يتصل بشؤون الأفراد
المطلب الأول :مفاهيم عامة حول نظام معلومات الموارد البشرية :
أولا- مفهوم نظام المعلومات : هو أداة إدارية يتم من خلالها تجميع كل البيانات الداخلية و الخارجية ذات الأهمية بالنسبة للإدارة في مجال عمل معين .ثم تنسيق هذه البيانات و تصنيفها و تحليلها و تبويبها بصفة منتظمة وفقا لقواعد وأسس متفق عليها. و تتحول البيانات بذلك إلى معلومات تصلح للاستخدام بواسطة الإدارة المعنية. و يتم تخزين هذه المعلومات سواء بطرق يدوية أو باستخدام الحاسبات الإلكترونية بشكل يسمح بسهولة استرجاعها عند الحاجة إليها. كذلك يسمح النظام بسهولة تعديل المعلومات المختزنة وتجديدها أولا بأول
ويتم تصميم طرق تداول هذه المعلومات بين الإدارات و الأقسام الإدارية المختصة بحسب احتياجاتها الفعلية الأمر الذي يخفض من الوقت و الجهد و التكلفة، و في نفس الوقت يضمن سلامة و دقة القرارات التي يتم اتخاذها.
و نقطة البداية في تصميم نظم معلومات الأفراد هي بطاقة المعلومات التي تعد لكل فرد من أفراد المنشأة بحيث تحتوي على البيانات الأساسية عنه، كذلك تسجل عليها كافة التطورات التي تطرأ على الفرد سواء من الناحية الشخصية أو الوظيفية، مثل الترقية و النقل، و زيادة الأجر و الراتب، و تقارير تقييم الأداء….وغيرها.
و الشكل التالي يمثل التصور العام لنظام معلومات الأفراد الذي يستخدم بواسطة الحاسبات الإلكترونية:

الشكل رقم (3) : نظام معلومات الأفراد لاتخاذ القرارات
رقـــابة

المصدر : مصطفى نجيب شاويش : إدارة الموارد البشرية (إدارة الأفراد)، دار الشروق،1996 ص 166
ثانيا : أهمية نظام المعلومات : تكمن أهميته في
-يمكن الإدارة من مواجهة التحديات بالتخطيط و التنظيم و الرقابة و اتخاذ القرارات
– يوفر للعاملين البيانات و المعلومات المطلوبة و التي تمكنهم من : التفكير بروح المسؤولية، تفهم طبيعة وأبعاد العلاقات الوظيفية و التنظيمية، تفهم النتائج النهائية المطلوبة، تفهم مسؤولياتهم
– كيف نشأت الحاجة إلى تصميم نظم المعلومات الإدارية ؟
المشكلة الأساسية التي تواجه الإدارة: الإدارة أمامها جبال من البيانات و بحار من الأوراق التي تنشأ من البيانات و المعلومات الزائدة عن الحد، و لذلك يثور السؤال التالي: ما هي احتياجات الإدارة من المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات؟
و لا شك أن ذلك يعتبر مدخلا أساسيا إلى تصميم نظم للمعلومات الإدارية التي تمكن من إنتاج التقارير والنماذج اللازمة لممارسة المديرين لوظائفهم .
ثالثا – خصائص نظام معلومات الموارد البشرية:
– كامل الآلية يعتمد أساسا على الحاسبات الإلكترونية المربوطة في شبكات
– متاح للاستخدام المباشر On-line من كافة المسؤولين المعنيين بشؤون الموارد البشرية (كل في حدود صلاحيته)
– منتشر في كافة أرجاء المنظمة مهما تباعدت مواقعها جغرافيا.
– شامل لجميع مكونات الموارد البشرية على اختلاف نوعياتها و مستوياتها
– شامل لجميع معلومات الموارد البشرية مهما تعددت مصادر الحصول عليها، و تجميع تلك المعلومات في ملف واحد بالنسبة للفرد الواحد.
– متداخل بحيث يمكن الوصول إلى المعلومات المطلوبة عن الفرد من كافة الجهات(الإدارات أو الأقسام أو المجموعات) التي يتصل بها في عمله.
– إمكانية إشراك الأفراد أنفسهم في تغذية النظام بالمعلومات المتجددة عن أفكارهم و مقترحاتهم لتطوير العمل، وملاحظاتهم عن المنافسين في السوق و غير ذلك من المعلومات التي قد لا تتوافر الفرص لفرد لتوصيلها بفعالية إلى الإدارة- رغم أهميتها في النظم التقليدية
– شمول النظام كل ما يخص الفرد حتى و لو نشأت المعلومات الخاصة به في مواقع متعددة في المنظمة ، مثل الراتب، الحوافز المستحقة، الإجازات المستخدمة، و رصيد الإجازات المتاح، تعليمات أداء العمل، التغيير في السياسات و النظم التي تريد الإدارة إبلاغها للأفراد.
رابعا – تعريف نظام معلومات الموارد البشرية HRIS :
يمكن تعريف نظم المعلومات الخاصة بالمواد البشرية بأنها ” الإجراءات المنظمة الخاصة لجميع وتخزين و حفظ و استرجاع البيانات الصحيحة و الفعالة عن الموارد البشرية و أنشطة الأفراد و خصائصهم في أي منظمة و بما يدعم كفاءة و فاعلية إدارة الموارد البشرية في إنجاز القرارات الخاصة بالعنصر البشري”
و يتضح من التعريف السابق عدة اعتبارات أهمها:
أ- يعتمد نظام المعلومات البشرية على إجراءات محددة و منظمة و منطقية
ب- يهتم هذا النظام شأنه شأن النظم العامة للمعلومات بجمع و تخزين وحفظ و استرجاع البيانات الصادقة والدقيقة والموضوعية أي ذات الفائدة في تعظيم الأداء البشري.
ج-إن نظام المعلومات المرتبط بالموارد البشرية يهتم بجميع أنشطة العنصر البشري من اختيار و تعيين وترقية ونقل و أجور و حوافز و تخطيط للقوى العاملة و غيرها.
د- إن الهدف النهائي لهذه النظم هو تعظيم و ترشيد عملية صنع و اتخاذ القرارات في أسمى و أغلى ما تملك منظمة من المنظمات ألا و هو العنصر البشري.
هـ- و بمعرفة أن الموارد البشرية تنتشر في جميع أجزاء المنظمة، لذا يمكن القول أن العلاقة تبادلية بين نظم معلومات الموارد البشرية و نظم معلومات مختلف الأنشطة الإنتاجية و التسويقية و المالية و غيرها.
و المنظمات صغيرة الحجم مثل محلات البقالة و التجزئة و المطاعم،قد لا تحتاج إلى نظام معقد أو حتى يعتمد على الكمبيوتر في مجال معلومات الموارد البشرية، أما في المنظمات الكبيرة مثل البنوك والمستشفيات و الجامعات و المصانع فإنها تحتاج إلى نظم آلية و معقدة في مجال المعلومات الخاصة بالعنصر البشري و ذلك لكبر حجم الأفراد و تعدد المستويات الإدارية و تداخل العلاقات التنظيمية وما يترب على ذلك من تعقد نظم التوظيف و الأجور والتعويضات و المكافآت…إلخ.
و يمكن لنظام معلومات الموارد البشرية أن يدعم تخطيط القوى العاملة Manpower planning في المنظمة من خلال التبؤ بالبيانات والمعلومات الخاصة بالعرض و الطلب على العمالة سواء في المجتمع أو على مستوى المنظمة وهذا ويساعد نظام معلومات الموارد البشرية في كثير من الجوانب الأخرى مثل:
– توفير المعلومات عن فرص التوظيف العادلة.
-توفير المعلومات اللازمة لطلبات التوظيف و الاستيداع.
– ترشيد تكاليف تدريب و تحسين الموارد البشرية.
– توفير البيانات الخاصة بظروف و أحوال سوق العمل المحلي و الدولي.
– إمداد حملة الأسهم و أصحاب رأس المال بالبيانات المطلوبة.

المطلب الثاني : هيكلة نظام معلومات الموارد البشرية
يمكن توضيحها على شكل المخطط التالي:
الشكل رقم (4): هيكلة نظام معلومات الموارد البشرية

المصدر : علي السلمي، مرجع سابق ، ص 382.

أولا – الهيكل التنظيمي
نعرض فيما يلي الخطوات التي تمر بها عادة حين تصميم هيكل تنظمي لإدارة محددة
أ- تحديد الأهداف : من المفيد التمييز بين الأهداف العامة أو الإستراتيجية مثل تنمية الوظائف القيادة بالمنشاة، وبين الأهداف الوسيطة مثل تحسين الكفاءة الإنتاجية لمجموعة من الأفراد و بين الأهداف الدقيقة مثل ترشيد استخدام العلاج الطبي للموظفين.
ب-تحديد الأعمال (الأنشطة): يجب أن تتم بعض الأنشطة لكي نصل إلى هذه الأهداف في صورة نتائج إيجابية ملموسة، و بذل النشاط معناه أن شخصا أو أكثر يستخدم آلة أو موردا ما و يطبق قاعدة أو أسلوبا ما في تأدبه مهام و أعباء معنية يترتب عليها حدوث نتيجة أو حدث يكون نقطة أقرب للوصول على الهدف.

جـ- تجميع الأنشطة و تنسيقها: يتم في هذه الخطوة تجميع الأنشطة السابق تحديدها و تقسيمها إلى مجموعة متجانسة أو (متكاملة) حسب أحد أسس التقسيم المناسبة- و نتيجة هذا التجميع تكون قد توصلنا إلى حل لما يسمى بالمشكلة الأفقية في بإنشاء هيكل التنظيم 
د- تحديد المستويات التنظيمية: و تتمثل في
– مهام جديدة تماما لم يسبق القيام بها و لها تأثير يشمل المنظمة كلها أو أجزاء كبيرة منها و لا توجد قواعد مساعدة في اتخاذ قرار بشأنها.
– مهام سبق القيام بها و توجد قواعد عامة مرشدة و معتمدة في التعامل بشأنها و إلا أن طبيعية المهام ذاتها متجددة و متغيرة أو أن ظروف تنفيذها هي المتغيرة.
– مهام عادية الأهمية و ينحصر تأثيرها في محيط ضيق لا يصل إلى باقي أجزاء المنظمة، و تتسم عادة هذه المهام بالتكرار بصفة دورية أو غير دورية.
* ملحقات الهيكل التنظيمي: إن بناء الهيكل التنظيمي حسب الخطوات السابقة ليس نهاية المطاف في إقامة التنظيم الفعلي، بل هناك متطلبات تكميلية لابد من إعدادها حتى يكون الهيكل التنظيمي فعالا، و أهم هذه المتطلبات ما يلي:
– تحديد الاختصاصات.
– تحديد السلطة و المسؤولية.
– تصوير إجراءات العمل.
و فيما يلي الهيكل التنظيمي لإدارة الموارد البشرية
الشكل رقم (5):هيكل تنظيمي لإدارة الموارد البشرية ا

مصدر :علي سلمي، مرجع سابق ص 170.
ثانيا – هيكل الوظائف :
تميل أغلب الشركات إلى تجميع وظائفها العديدة في مجموعات (أو درجات)، و يتم تحديد أجر لكل درجة، و حصل كل الوظائف التابعة لدرجة معينة على نفس الأجر، بدلا من تحديد أجر مستقل لكل درجة، و تختلف الشركات فيما بينها في عدد الدرجات المناسب لها و لكنها تتراوح بين 4 و 25 درجة، و الشائع هو استخدام عدد 10 و 11 و 12 درجة و العناصر التالية تساعد في تحديد عدد الدرجات المناسب:
أ‌- حجم الشركة: الشركات الصغيرة لا تتحمل وجود هيكل وظيفي مكون من عدد كبير من الدرجات بينما تقدر الشركات الكبيرة على هذا.
ب‌- عدد الوظائف: بنفس المنطق السابق ذكره كلما كان هناك عدد كبير من الوظائف أمكن تقسيمها إلى عدد كبير من الدرجات، بينما وجود عدد قليل من الوظائف يجعل من الضروري وجود عدد قليل من الدرجات
ج- سياسة الترقية: إذا أردت الشركة ترقية العاملين من خلال الأجر كنوع من التشجيع و التحفيز وجب زيادة عدد الدرجات.
د- الفرق بين أعلى أجر و أدنى أجر: كلما كان هذا الفرق كبيرا كلما أمكن زيادة عدد الدرجات
هـ- العرف السائد في الشركة و الصناعة: كلما تعود العمال على عدد كبير من الدرجات كلما كان من الصعب تقليله.
تحديد سعر أو اجر كل درجة: إن دراسة خريطة الانتشار الخاصة بالوظائف التي يتم تقيمها تساعد على التعرف على اتجاه التقييم أو اتجاه الأجر و الذي يمكن التعبير عنه في شكل خط الاتجاه العام للأجر mage trend Line ،و يمكن استخدام هذا الخط بشكل تقريبي، أو من خلال طريقة المربعات الصغرى الإحصائية ، في تحديد العلاقة بين قيم الوظائف و بين أجورها و أيضا في تحديد عدد الدرجات و جورها.
الفرق بين الدرجات = نقط أعلى وظيفة – نقط ادني وظيفة
عدد الدرجات
ثالثا : تحديد سياسة الأجور للمنظمة و بناء الهيكل الأجري :
سياسة الأجور: تحدد سياسية الأجور القضايا الرئيسية التالية :
– مستوى أجور المنظمة بالنسبة للسائد في (السوق) سوق العمل.
– موقع عنصر الأجر من مجمل عناصر العوائد التي يحصل عليها الفرد
– الحد الأدنى للأجر و الحد الأقصى له لكل مجموعة أجرية.
هيكل الأجور :
يجب أن يعكس هيكل القيم النسبية للوظائف التي أسفر عنها التقييم، و من ثم يتناول ما يلي :
– اختيار الهيكل الأجري الحالي للوظائف.
– اختيار العدالة الداخلية: العلاقة بين قيم الوظائف و مدلات الأجور.
شكل رقم 6) : الهيكل الأجري

المصدر : على السلمي، مرجع سابق ص 210
– كلما كان شكل الانتشار أقرب للخط المستقيم ، وكلما كانت الانحرافات عن الخط قليلة، كان هذا مؤشرا لوجود عدالة داخلية.
– اختيار العدالة الخارجية : العلاقة بين خط الأجر الحالي، و خط الأجر السائد في سوق العمل
تقسيم الهيكل الأجري إلى شرائح:
1- عدد الشرائح الأجرية قليل هيكل أجري بسيط – فرص أقل للترقية
كبير هيكل موسع – فرص أكبر للترقية
2- أجر ثابت لكل وظيفة أم مدى أجري له حد أدنى وحد أعلى.

3- درجة استقلال الشرائح شرائح متداخلة يعطي فرصة للزيادة الأجرية دون أن
يرتبط هذا بالضرورة بالترقية
شرائح غير متداخلة استمرار زيادة الأجر يتطلب الترقية
معالجة انحرفات الأجور الحالية:
أ‌- الإنحرفات السالبة (أجر الوظيفة أقل من الأجر الذي أسفر عنه التقييم). أي أن الوظيفة تحصل على اقل مما يستحق مما يوجب رفع أجرها.
ب‌- الإنحرفات الموجبة (اجر الوظيفة أعلى من الأجر الذي أسفر عنه التقييم) أي أن الوظيفة تحصل على أعلى مما تستحقه .و الحل الأمثل هو تجميد الزيادات الأجرية للوظيفة كليا أو جزئيا ، بحيث يستقطع الجزء الزائد من الأجر من العلاوات المستقبلية .و بذلك يحصل الفرد على الأجر الزائد بصفة شخصية .
رابعـــا :الحوافز:
تعتبر الحوافز بمثابة المقابل للأداء المتميز .و يفترض هذا التعريف أن الأجر (أو المرتب) قادر على الوفاء بقيمة الوظيفة .و بالتبعية قادر على الوفاء بالمتطلبات الأساسية للحياة ،وطبيعة الوظيفة ،وقيمة المنصب .كما يفترض هذا التعريف أن الحوافز تركز على مكافأة العاملين عن تمييزهم في الأداء ، وأن الأداء الذي يستحق الحافز هو أداء غير عادي ، وربما وفقا لمعايير أخرى تشير إلى استحقاق العاملين إلى تعويض إضافي يزيد عن الأجر.
ولا يجب النظر إطلاقا إلى الحوافز بإعتبارها جزء مكملا للأجور والمرتبات .وللأسف قد يرى البعض في الدول النامية أنها تلعب هذا الدور ، وعليك أن تلاحظ أنه لو انقلبت إلى هذا الدور فإنها تصبح نوعا من التكافل الاجتماعي ،وتعويض عن انخفاض الأجر،و تفقد في هذا الوقت دورها الحافزي .
يحقق النظام الجيد للحوافز نتائج مفيدة من أهمها :
1-زيادة نواتج العمل في شكل كميات انتاج ،وجودة انتاج ،ومبيعات ،وأرباح .
2-تخفيض الفاقد في العمل، ومن أمثلته تخفيض التكاليف، وتخفيض كميات الخامات،وتخفيض الفاقد في الموارد البشرية ،أي موارد أخرى .
3-إشباع احتياجات العاملين ،بشتى أنواعها ،والأخص ما يمس التقدير والاحترام والشعور بالمكانة .
4-إشعار العاملين بروح العدالة داخل المنظمة .
5-جذب العاملين إلى المنظمة ،ورفع روح الولاء والإنتماء .
6-تنمية روح التعاون بين العاملين ،وتنمية روح الفريق والتضامن .
7-تحسين صورة المشروع أما م المجتمع.
و تمنح الحوافز على أساس الأداء، المجهود**،الأقدمية،*** و المهارة****
أنواع نظم الحوافز :
هناك طرقا عديدة لتصنيف هذه الحوافز هما:
– حوافز على مستوى الفرد
– حوافز على مستوى جماعة العمل.
– حوافز على مستوى المنظمة ككل.
– كما يمكن تقسيم الحوافز على الأساس التالي:
– حوافز على مستوى العمال
– حوافز على مستوى التخصيص و الإداريين
و بمزاوجة هذان التصنيفين يمكن التواصل إلى شكل رقم (3) والذي سيليه شرح الأنواع الحوافز المختلفة.

الشكل رقم (7): تصنيف أنواع الحوافز
على مستوى العامل على مستوى التخصيص و الإداريين
على مستوى الفرد 1- حوافز بالقطعة
2-حوافز بالوقت النمطي 1- العمولة
2- العلاوة
3- المكافأة
على مستوى جماعة العمل نفس الطرق
على مستوى المنظمة ككل 1-المشاركة في الأرباح
2- خطط الاقتراحات
3- ملكية الأسهم

المصدر: أحمد ماهر ، مرجع سابق، ص237 .
خامسا- التدريب :
يسعى التدريب إلى زيادة مهارات الأفراد لأداء عمل محدد، و مجموعة الأنشطة التي تسعى إلى هذا الغرض تمثل في مجموعها أنشطة التدريب – (و هو أمر) كما يمكن اعتبار التدريب على انه تأقلم مع العمل أو انه تغيير في الاتجاهات النفسية و الذهنية للفرد تجاه عمله، تمهيدا التقديم معارف و رفع مهارات الفرد في أداء العمل
خطوات التدريب:
1- تحديد الاحتياجات التدريبية: الاحتياجات – الأهداف
2- تصميم برامج التدريب : موضوعات التدريب- أساليب التدريب- مساعدات التدريب- المدربين – ميزانية التدريب.
3- تنفيذ برنامج التدريب: الجدول الزمني- مكان التدريب – المتابعة اليومية للتدريب
4- تقييم كفاءة التدريب: تقييم المتدربين – تقييم إجراءات البرنامج – تقييم نشاط التدريب ككل.

أنواع التدريب:
يمكن حصرها في الجدول التالي:
جدول رقم : (1) :أنواع التدريب
يمكن تقسيم أنواع التدريب حسب :
مرحلة التوظف نوع الوظائف المكان
1- توجيه الموظف الجديد 1- التدريب المهني و الفني 1-داخل الشركة
2- التدريب أثناء العمل 2- التدريب التخصيصي 2- خارج الشركة
3- تدريب لتجديد المعرفة و المهارة 3- التدريب الإداري أ- في شركات خاصة
4- تدريب بغرض الترقية و النقل ب- في برامج حكومية
5- التدريب للتهيئة للمعاش
المصدر: أحمد ماهر، مرجع سابق، ص 323
سادسا –القوى العاملة:
1- تخطيط القوى العاملة:
أ‌- تعريف تخطيط القوى العاملة :هو مجموعة السياسات والإجراءات المتكاملة والمتعلقة بالعمالة ،والتي تهدف إلى تحديد وتوفير الأعداد والنوعيات المطلوبة من العمالة (القوى العاملة)لأداء أعمال معينة في أوقات محددة وبتكلفة عمل مناسبة، سواء كان ذلك لمشروع قائم أو تحت الدراسة أو الإنشاء ،آخذين في الاعتبار الأهداف الإنتاجية للمشروع والعوامل المؤثرة عليها ،وبذلك تكون خطة القوى العاملة جزءا أساسيا من الخطة العامة للمنشأة .
ب‌- أهداف تخطيط القوى العاملة :
1-التعرف على الوضع القائم للقوى العاملة بصورة تفصيلية تمكن من تحديد المعالم الواقعية لقوى العمل المتاحة.
2-التعرف على مصادر القوى العاملة ودراستها وتقييمها بهدف تحديد أسلوب الاستفادة المثلى منها في تنفيذ خطة القوى العاملة من حيث العدد والنوع.
3-التعرف من واقع هذه البيانات والمعلومات المشار إليها على المشاكل التي تحد من الاستخدام الرشيد لقوة العمل الحالية والمتاحة والممكنة في الحاضر والمستقبل.
4-محاولة وضع مجموعة من الحلول العملية لكل أو معظم هذه المشاكل في الوقت الحاضر مع ضرورة مراعاة الحل التدريجي لما تبقى منها في المستقبل وضمان عدم تكرارها.
5-التنبؤ بإعداد ونوعيات القوى العاملة اللازمة لمختلف الأنشطة بالمنشأة خلال فترة زمنية مناسبة في المستقبل.
6-حديد معالم سياسات وخطط التعيين والتدريب اللازمة لضمان الوصول إلى مستوى التشغيل الاقتصادي السليم والمستقر داخل المنشأة.
ج- فوائد تخطيط القوى العاملة:
1-إتاحة الفرصة للمنشأة لتحديد أهدافها وخططها بدقة من خلال إمكانية توجيه هذه الخطط إلى ما يأتي :
أ- ما هو العمل المطلوب؟
ب- وبواسطة من سيتم إنجازه؟
ج- وبأي المعايير سيتم إنجازه؟
أو بمعنى آخر ترجمتها إلى ساعات عمل – أعداد ونوعيات عمالة.
2- إتاحة الفرصة أمام المنشأة لمراجعة وتطوير سياسات وإجراءات وتطبيقات العمالة فيما يتعلق بالاحتياجات ،والاختيار ،والتعيين ،والتدريب والتنمية ،وتنظيم العمل ،والحوافز والمكافآت في شكل بنود تكلفة توضح مدى قبولها وفاعليتها.
3- إتاحة الفرصة أمام المنشأة لمراجعة مواءمة هيكلها التنظيمي، وهيكل الوظائف فيها.
4- إتاحة الفرصة أمام المنشأة للتأكد من مدى الاستفادة من المصادر البشرية المتاحة لها ،وخاصة هؤلاء الذين يؤدون أعمالا لا تتوافق مع قدراتهم.
5- إتاحة الفرصة أمام المنشأة للحصول على ما تحتاجه من عمالة لتحقيق أهدافها في المستقبل حتى تصل إلى الاستخدام الأمثل للعمالة المتاحة مع ضمان فاعلية ورضاء العاملين.
6- التخلص أو الحد من ظاهرتي البطالة المقنعة والعجز في بعض فئات العاملين، بما يضمن تحقيق خطة الإنتاج المرجوة بأقل تكلفة ممكنة.
2- اختيار القوى العاملة*:
أ- مصادر اختيار القوى العاملة:
أ-1المصـادر الداخلية: وهذا يعني أن المنشأة تعتمد في الأساس عند تعبئة الوظائف الشاغرة فيها على العاملين فيها الذين تتوافر فيهم متطلبات الوظيفة ومؤهلات الأشخاص المطلوبة ويستخدم في هذا النوع من المصادر أسلوبان أساسيان هما:
أ- 1- الترقية من الداخل:ويقصد به ترقية أحد العاملين في المنشأة إلى الوظيفة الشاغرة والتي تكون في العادة ذات مسؤوليات أعلى من وظيفته الحالية.
أ-2- الإعلان والتنافس: وهذا يعني القيام بالإعلان داخليا ،وذلك عن طريق لوحة الإعلانات في المنشأة أو عن طريق إصدار وتوزيع تعميم بذلك على العاملين.
أ-3- كما أن البعض يضيف أسلوبا ثالثا وهو حالات إعادة تشغيل العمالة المتقاعدة أو المحالة على المعاش.
أ-2 المصادر الخارجيـة :
– طلبات الاستخدام application و قوائم الانتظارwating lists.
– الإعلان عن الوظائف الشاغرة من خلال وسائل الإعلان والإعلام المختلفة مثل المذياع ،والتلفاز ودور عرض الأفلام (السنيما) والصحف ،والمجلات… وغيرها.
– الجامعات والكليات ومراكز التدريب والمعاهد والمدارس المختلفة.
– مكاتب التوظيف أو وكالات الاستخدام العامة و الخاصة.
– نقابات العمال unions .
– توصيات العاملين في المنشأة بمن يعرفونهم من ذوي الخبرة والكفاءة.
ب- إجراءات ومراحل اختيار القوى العاملة:
هناك عدّة إجراءات ومراحل يمكن استخدامها في اختيار القوى العاملة اللازمة للمنشأة من أهمها:
1- طلب التوظيف
2- المقابلات الشخصية
3- التحري والتوصية
4- اختبارات التوظف 5- الفحص الطبي.

المبحث الثاني: إنشاء وتشغيل نظام معلومات الموارد البشرية
تحتاج الإدارة في تعاملها مع الموارد البشرية إلى أنواع عديدة من المعلومات اللازمة لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية المتاحة.
المطـلب الأول: إنشاء نظام معلومات الموارد البشرية
لقد كانت وسائل التعامل في تلك المعلومات في السابق تتسم بالبدائية والبساطة وعدم الفاعلية ،إذا كانت تنحصر في تجميع البيانات في صحف أو سجلات ،وكذلك حفظ المستندات والأوراق التي تحتوي على بيانات هامة عن الأفراد في ملفات وأضابير تخزن في أماكن للحفظ ،ويتم التعامل فيها يدويا ) .
و لكن مع تقدم الحاسبات الآلية والشبكات الداخلية في المنظمات(لسلسة من الحاسبات المتصلة بعضها البعض مباشرة)، و تطور تكنولوجيا المعلومات المعتمدة على وسائل الاتصال الفضائية والإلكترونية، فقد أصبح من الميسور تصميم و تشغيل نظم فعالة للمعلومات في مختلف مجالات النشاط، و منها إدارة الموارد البشرية، الأمر الذي جعل الإدارة في موقف أفضل كثيرا ليس فقط من حيث وفرة المعلومات وحداثتها بل أيضا من حيث سهولة التعامل معها بالحفظ والتحديث والتداول والإستراجاع، و إمكانية استخدام معلومات من مجالات مختلفة و من أماكن متباعدة و تجميعها في نسق متكامل يحقق رؤية اشمل لقضايا الموارد البشرية، و تتيح القدرة الأعلى لاتخاذ القرارات.
و في نظام الأعمال المعاصر القائم على العالمية و التنافسية تدرك الإدارة أكثر من أي وقت مضى أهمية العنصر البشري المتميز، و من ثم حيوية توافر المعلومات الصحيحة و الحديثة و المتجددة عن كافة شؤون و أبعاد القوى البشرية المتاحة لها، حتى تستطيع التخطيط لاستثمار قدراتها بشكل فعال، و في هذا العصر التنافسي سريع التغيير، لم تعد قضايا الموارد البشرية مقصورة على الإدارة المختصة بشؤونهم فقط كما كان العهد سابقا، بل أصبح كل مدير مسؤول عن عمل له اهتمام مباشر في كفاءة وفعالية الموارد البشرية باعتباره المورد الرئيسي الذي يتحكم في نتائج الأداء والإنتاجية بأي منظمة ومن هنا أصبح من الضروري وجود نظم مرنة و فعالة وشاملة ومتداخلة ومباشرة يمكن لأي مدير أن يتعامل معها للحصول على ما يريده من معلومات
و تشمل المعلومات المطلوبة عن الموارد البشرية عادة ما يلي :
– المعلومات الشخصية عن الأفراد.
– المعلومات التي تصف الحالة التعليمية للفرد
– المعلومات التي تصف المهارات و القدرات التي يتمتع بها الفرد.
– المعلومات التي تصف التاريخ الوظفي للفرد و الأعمال التي مارسها و اكتسب فيها خبرات محددة.
– المعلومات التي تصف الأداء الفردي و تطوره و ما يعاني منه الفرد من مشكلات أو نقاط ضعف، أو ما يتميز من مميزات.
– المعلومات التي تصف اهتمامات الفرد و اتجاهاته و دوافعه للعمل.
– المعلومات التي تصف علاقات الفرد في عمله بزملائه و رؤسائه و مرؤوسيه و غيرهم من البشر الذين يتعامل معهم.
و من جماع تلك المعلومات تستطيع الإدارة اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتصل بما يلي:
1- تخطيط استخدام الأفراد في انسب الأعمال المتفقة مع خبراتهم و تأهيلهم و قدراتهم.
2- متابعة أداء الأفراد و الحكم هل مستوى الكفاءة في العمل.
3- تحديد مدى احتياج الأفراد إلى التدريب أو أشكال التنمية المختلفة لعلاج أوجه القصور في الأداء.
4- تحديد مدى ملاءمة الفرد لوظائف أخرى سواء على نفس المستوى الوظيفي أو مستوى أعلى (تخطيط الحركة الوظيفية).
5- تقرير الرواتب و المكافآت و الحوافز و غيرها من أشكال التعويض عن الكفاءة و الفاعلية.
و عادة تمر عملية بناء نظام لمعلومات الموارد البشرية بالمراحل التالية:
1- تحليل النظم الإدارية بالمنظمة و تحديد احتياجات الإدارة من المعلومات.
2- تصميم النظام بتحديد ومصادر وسائل و دورية الحصول على المعلومات، و أساليب التعامل معها( التجميع، التحليل،التبويب، التصنيف، التداخل، التداول، الاسترجاع التحديث، الإضافة، الحذف…).
3- تحديد الاحتياجات البشرية و الآلية لتنفيذ التصميم المطلوب.
4- تنفيذ النظام و تشغيله لمرحله تجريبية، و تعديله أو تطويره حسب نتائج التجريب
5- تعميم استخدام النظام.
6- التطوير المستمر في النظام مع تغير الاحتياجات أو تطور التكنولوجيا.

المطلب الثاني: تشغيل نظام معلومات الموارد البشرية
و يتم التركيز في هذا المطلب على الناحية الاجتماعية :
أولا : نظام المعلومات الاقتصادية و نظام المعلومات الاجتماعية
دعنا تجعل فاصل تصوري بين نظام المعلومات الاقتصادية و نظام المعلومات الاجتماعية للمنظمة و من جهة، نجد المحاسبة كقاعدة أساسية للمعلومات الاقتصادية، حيث نجدها في كل المؤسسات، إذ تغذي بالمعلومات كلا من النظام (Financier)، المحاسبة التحليلية (Analytique) و تسيير الموازنات.
هذا هو نظام المعلومات الاقتصادية، الذي يعد من أوائل النظم التي استخدمتها المؤسسات في تسييرها اليومي، من جهة أخرى نجد قاعدة المعطيات “الراتب و المستخدمين (Paie- Personnel) الموجودة – على الأقل بحد أدنى – في كل المؤسسات لإعداد الراتب الشهري. هذه القاعدة تغذي نظام معلومات الاجتماعية لإنتاج الوثائق الإلزامية (كالميزانية، و التصريحات القانونية) و في حالات متزايدة الانتشار لإعداد لوائح القيادة الاجتماعية و موازنات مصاريف المستخدمين و محاسبة الموارد البشرية.
ثانيا: استخراج و معالجة المعلومات:
إن الإجراءات المستعملة في الوقت الحالي، تبقى المعلومات الاجتماعية مخفاة في كل أنحاء المؤسسة، نظرا لأن جمع هذه المعلومات و مركزتها لا يتمان باحترام الأوقات المحددة.
– ففي أماكن (postes) العمل، يمكن معرفة أوقات العمل و الحضور و أحيانا مردودية المناصب المنتجة.
– في المصالح (Services) ، يمكن التحكم في توزيع الإمكانيات، في المردودية الإجمالية، في تطور العتاد البشري و حتى في مصاريف التكوين، و مستوى المكافآت لكن هذا يرتبط بدرجة اللامركزية.
– في المستوى المركزي يمكن تتبع التدفقات (Flux) المجمعة (consolidé) من الدخول و خروج تكاليف الأجور و التكاليف الاجتماعية، الكفاءات و عمليات التكوين…إلخ.
و بالتالي، مبدئيا يمكن الحصول على أي معلومة اجتماعية مهما كانت طبيعتها بشرط أن تقبل بدفع ثمن ذلك، أما عمليا، فإن مسألة التكلف و أجل (délai) الاستخراج، هي بالتحديد التي تفرض إجراء تصفية (Filtrage) للمعلومات.
و يمكن تحليل التعاملات مع المعلومة الاجتماعية عبر وصف العمليات التالية :
1- الانطلاق من معلومات الراتب:
لا يمكن لأي مؤسسة أن تطلق على حتمية (obligation) استخدام نظام المعلومات لتحديد أجور العمال، حيث يمكن استخراج معطيات من هذا النظام: هذه المعطيات تتعلق بالعتاد البشري و توزيعهم في الهيكل، أوقات العمل، الغيابات ، تكاليف الأجور و التكاليف الاجتماعية للمستأجر الواحد، الخروج والدخول، وبالتالي يتوفر لدى المسؤول معلومة ثرية، و التي يكفي تصفيتها و تحويلها إلى السجلات الأخرى. للمسالة الوحيدة التي تطرح، تكمن في الجانب التقني: و هي كيفية استخراج (interfaçage) معلومات سجلات (fichier) الرواتب، و في هذا المجال نلاحظ أن أغلبية أنظمة الرواتب تتصور مسبقا كيفية خروج المعلومات المغذية للتسيير الاجتماعي.
2-جمع (rassembler) و تجميع (consolider) المعطيات:
بغض النظر عن الراتب، فإن المعلومة الاجتماعية تتواجد في كل مكان، لذلك يجب على النظام أن يكون قادرا على استخراج المعطيات المفيدة لتجميعها فيما بعد. في مجال المراقبة الاجتماعية، هذه الضرورة تفرض التدخل (L’intervention) في كل من المعلومات الاجتماعية و في المعلومات الاقتصادية والمالية، أبرز مثال هو ذلك الخاص بالتكوين: حيث أن مصلحة المحاسبة تملك المعطيات المالية، أما المصلحة المستخدمين فتتوفر لديها المعلومات الإدارية ، لذلك فإن ضرورة مراقبة مشاريع التكوين تؤدي إلى القيام بإعادة معالجة و تجميع المعلومات الصادرة من كلا المصلحتين.
3- تصفية المعطيات الفائضة (Surabondante) :
تنتج المنظمة يوميا ملايين المعلومات، و يحتفظ بالآلاف منها باستعمال مختلف طرق معالجة المعلومات، هدف أنظمة المراقبة هو فرز المئة معلومة التي تفيد التسيير الاجتماعي، ثم عرضها في لوائح القيادة، وضرورة الفرز و التجميع تكتسي أكثر أهمية كلما ارتفعنا في المستويات الهيراكية، حيث يمكن الاحتفاظ بثلاث مستويات للفرز المتتالي (progressif) للمعطيات:
أ-قواعد المعطيات: تمثل اختيار أولي للمعلومات المفيدة للتسيير الاجتماعي الاقتصادي(Socio- économique) باستعمال الحوامل المعلوماتية التي تسمح باستغلالها آليا. عادة ما يتعلق الأمر إما بقاعدة الراتب و المستخدمين التي تسمح بإعداد الراتب و متبعة التسيير الاجتماعي، و أحيانا بقاعدة متابعة الأوقات، حيث أن معطيات هذه القواعد تستعمل مع المعطيات المحاسبية و مراقبة التسيير.
ب-المجمعات (recueils) الإحصائية: تشكل فرز أولى للتنسيق بين قواعد المعطيات حسب المواضيع(thèmes)، مثلا قيام إدارة الموارد البشرية بتحليل مفصل للعتاد البشري حسب الجنس، الدرجة، الوظيفة أو المنصب المنتمي إليه… الخ. على أن يكون هذا التحليل في متناول المسؤولين الهيراكيين ضمن الشبكة الداخلية.
ج- لوائح القيادة الاجتماعية: تساعد على اختيار و عرض المعلومات التي تعد بمثابة مفاتيح لاتخاذ القرار، هذه اللوائح يجب إذا أن تكون سهلة القراءة وملائمة لكل مستعمل، كما ستحتوي على جزء من المعطيات في شكل أهداف مسطرة و قياس الانحرافات (écarts) غالبا ما يترك في هذا اللوائح مكان التعليق.

ثالثا : استغلال المعلومات القانونية في لوحة القيادة الاجتماعية
من المستحيل اقتراح لوحة القيادة جاهزة الاستعمال لكل الوظائف، كما أن الاحتياجات الخاصة لا يمكن معالجتها فرعيا، لذلك قبل إنتاج معلومات جديدة، يجب البحث في تلك التي أنتجت من قبل إن لم تكن موجودة التي تحتاجها، و هذا له فائدتين:
1- فائدة الاقتصاد، لأن المعلومات إنتاجها مكلف، حتى و إن كانت هذه التكلفة غير معرفة بوضوح،
2- فائدة المصداقية لأن المعلومات المكتسبة في إطار قانوني متأكد منها و المصادر القانونية هي: المحاسبة المالية، والتسيير المحاسبي و الميزانية الاجتماعية.
1- معلومات المحاسبة المالية:
المحاسبة المالية (و بالخصوص أحد مقاييسها، الراتب) يمكن أن توفر العديد من المعلومات بتكلفة تقريبا معدومة و بمصداقية قصوى، إذ يكفي فتح الحسابات الفرعية اللازمة. فيمكن مثلا الجمع في حسابات منفصلة أعباء المستخدمين حسب نوعهم (إطار إداري، و مهندس، موظف، عامل ورشة،…) أو حسب المصالح (الإدارة التمويل، التصنيع، التسويق، الخدمات، الخدمات ما بعد البيع…) أو كذلك حسب الموقع الجغرافي ( المقر، المصانع المخازن، الورشات) كما يمكن تحليل الأعباء الاجتماعية تبعا لمعايير مختلفة، كالأعضاء المستفيدين طبيعة الخطر المغطى ، تفصيل للمزايا العينية…إلخ لكن المحاسبة المالية لا تعالج سوى القيم النقدية ، لذلك تستعمل معلومات من مصادر أخرى.
2- معلومات التسيير المحاسبي:
التسيير المحاسبي، عندما يكون موجود، يمكنه كذلك توفير معلومات ثمينة لتكميل المحاسبة المالية بمؤشرات مادية، مبدئيا يقوم التسيير المحاسبي بتحليل أعباء المستخدمين فيسمح، مثلا بحساب المؤشرات التالية:
– عدد ساعات العمل / عدد الساعات المدفوعة،
– عدد الساعات المفوترة لزبائن / العدد الإجمالي للساعات المدفوعة،
– عدد الوحدات (Article) المنتجة / عدد الساعات (و هو مؤشر مردودية أو إنتاجية العمل)
التسيير المحاسبي يسمح كذلك بالجمع بين المؤشرات المادية و المؤشرات المالية لحساب التكلفة المتوسطة لساعة العمل في مصلحة معينة، مصنع أو ورشة، أو بالنسبة لطلبية أو زبون ميعن.
3- معلومات الميزانية الاجتماعية:
للتذكير، الميزانية الاجتماعية كما عرفها المشرع في قانون العمل، هي وثيقة معدة سنويا في كل المؤسسات التي تشكل على الأقل (300) عامل، إذ يتم عرض هذه الميزانية على الهيئات الممثلة للمستخدمين لتعمل على تلخيص المعطيات العددية الأساسية، الني تسمح بتقدير وضعية المؤسسة في الميدان الاجتماعي وتسجيل الإنجازات التي تمت و قياس التغيرات التي طرأت خلال السنة الجارية و في السنتين الفارطتين. والميزانية الاجتماعية لا تشبه على الإطلاق الميزانية المحاسبية، حيث تتكون من سبع فصول تشمل عدة مؤشرات إلزامية و التي تعالج على التوالي:
• العمالة: كتوزيع العتاد البشري حسب السن ، الجنس، الأقدمية، المؤهلات والجنسية، العمال الأجانب، الرحيل بعزل التسريحات الاقتصادية و استقالة البطالة، الغيابات، وتقاس بعدد أيام التغيب.
• التعويضات و الأعباء الثانوية (accessoire) : كحجم الأجور حسب طبيعة المهنة و حسب الجنس، و هيراكية المكافآت، إجمالي أعباء الأجور، المساهمات المالية (في النتيجة و في رأس المال).
• ظروف الصحة و الأمن : كحوادث العمل، الأمراض المهنية، و مصاريف التأمين.
• الظروف الأخرى للعمل: كمدة العمل، تحديد و تنظيم الساعات، مصاريف التنظيم و التحسين.
• التكوين: نسبة حجم الأجور المخصصة للتكوين المتواصل، عدد المتربصين، عدد ساعات التربص، أجازات التكوين.
• العلاقات الاجتماعية: تشمل تشكيله اللجنة (comité) المركزية للمؤسسة، عدد اجتماعاتها، تواريخ و مواضيع الاتفاقيات، وجود هياكل التشاور.
• الظروف الأخرى للحياة في المؤسسة : تتمثل في الخدمات الاجتماعية و تكلفة الخدمات التكميلية الأخرى (كالأمراض، الوفيات، الشيخوخة)
رابعا: المراجعة الاجتماعية (audit sos)
يتم إعداد هذه الوثيقة عبر مراحل، ففي بادئ الأمر يتم مراجعة التطابق ثم الفعالية وأخيرا الملائمة الإستراتيجية
مراجعة التطابق (conformité):
تسمح بالـتأكيد من أن المؤسسة- بصفة شاملة و كذلك مأخوذة مصلحة بمصلحة- تحترم القواعد الخارجية التي تفرض عليها، سواء كانت قواعد قانونية أو اتفاقية (Conventionnel)، أو كانت عبارة عن إجراءات قررت إنجازها بمحض إرادتها، و كذلك الاتفاقات التي أمضتها مع المؤسسات الأخرى، كما انه لا يمكن بناء شيء قابل للدوام (durable) إلا بمعرفة أسسه واستقرار هذه الأخيرة، فإنه لا يمكن للمؤسسة ضمان الحديث مع شركائها الاجتماعيين إلا باحترام التزاماتها مهما كان مصدرها. ثم يتم جمع المعطيات الموجودة في تقرير مراجعة التطابق مع معطيات الميزانية الاجتماعية (المعرفة مسبقا) لتكميلها عند الضرورة.
من هاتين الوثيقتين تنجم مراجعة الفعالية (efficacité): التي تقدر مدى نجاح المنظمة في بلوغ أهدافها المسطرة ضمن بعد “الموارد البشرية” مثلا: هل العتاد البشري متواجد بعدد كافي؟ هل تكوينه كافي؟ هل حضوره كافي؟ و هل درايته للنتائج المنتظرة منه كافية؟
من هذه الوثائق الثلاث تنتج الوثيقة الأخيرة و هي:
مراجعة الملائمة الإستراتيجية: أي إذ كانت المنظمة بفضل السياسات الاجتماعية التي حددتها لنفسها، قادرة على بلوغ أهدافها القصيرة و المتوسطة المدى؟
و هكذا انتقلنا من فحص الانحراف الإجرائي الموجود بين ما ينبغي أن يكون، وما هو فعلا (وهذا بمراجعة التطابق) إلى فحص الانحراف الكمي و النوعي الموجود بين النتائج المتوصل إليها والأهداف المسطرة(بمراجعة الفعالية)، للوصول على الانحراف في السياسة والإستراتجية الحاضرة والمستقبلية.

المبحث الثالث: نظام معلومات الموارد البشرية و أثره على التسيير الفعال في المؤسسة
المطلب الأول: أهمية الموارد البشرية و مدى، فعاليتها في العملية الإنتاجية
تحتل الموارد البشرية على المستويين الجزئي والكلي أهمية بالغة في الدراسات الاقتصادية فعلى، المستوى الجزئي أي في الوحدات الاقتصادية تمثل هذه الموارد محو النشاط الإنتاجي و المتغير الفاعل في تشكيل دينامكية المؤسسات، أما على المستوى القومي فهي تمثل المنطلق في تحقيق تنمية اقتصادية مستديمة و الأساس في بلوغ مستويات مضطرة من النمو الاقتصادي.
تعتبر الموارد البشرية المتمثلة في الأفراد و في جماعات العمل، أهم القوى وأعظمها أثرا في تشكيل حركية المؤسسات فهم الذين يتخذون القرارات التي تهيئ لها فرص الانطلاق و النجاح أو تسبب مشكلات ينتج عنها خسائر و احتمالات الفشل و الانهيار، فكثير ما يكون فشل المؤسسات يرجع إلى ضعف نظام العاملين و عدم كفاءة المدربين في التحليل و التخطيط و في رسم السياسات و الإستراتيجيات و على ضعف القدرات و المهارات لدى العاملين و المدراء بصفة عامة.
لقد أدركت المؤسسات اليوم أن السعي نحو تحقيق فرص النجاح و التقدم و الازدهار هو العمل على تحقيق معدلات متنامية من الإنتاجية والربحية و الحصة السوقية و كذا إلى تحقيق المزايا التنافسية و تحسين الجودة، و استيعاب التطورات التكنولوجية، و في هذا الصدد يتكون لدى هذه المؤسسات سؤال جوهري عن كيفية تحقيق هاته الأهداف و عن الدعم السياسي لتحقيق النجاح و الاستمرار في الأسواق التنافسية إننا نشير على أن الاهتمام بالموارد البشرية و محاولة تنمية وتحسين أدائها يعد الدعامة الأولى، والأخيرة التي تكمن المؤسسة في تحقيق أهدافها و الاستمرار في نشاطها
أولا – الموارد البشرية و الميزة التنافسية:
الميزة التنافسية تعني القدرة على إنتاج السلع و الخدمات بالنوعية الجيدة و بالسعر المناسب وهذا يعني تحقيق منافع للعملاء أعلى مما يحققه له المنافسون و تؤدي إلى حالة التميز و الاختلاف فيما بين المؤسسات ومنافسيها و تحقق الميزة التنافسية بإحدى الإستراتجيتين : إما من خلال تقديم منتج اقل أي إستراتيجية السيطرة على التكاليف الأقل أو باستخدام إستراتجية التميز بتقديم منتج بجودة أفضل يعتقد المستهلكون أنه يستحق أعلى مقابل التمييز و يعتمد في تحقيق الميزة التنافسية على ما يطلق عليه بالقدرات و الكفاءات المحورية و التي تحقق للمؤسسة الميزة التنافسية و يمكن تعريف الكفاءات المحورية والقدرات على أنها تركيبية أو مجموعة من المهارات الخارقة للأصول الملموسة أو الغير ملموسة، ذات الطابع الخاص التكنولوجيا فائقة المستوى والروتينيات(تصرفات المؤسسة) و التي تشكل في مجملها أساسا جيدا و قاعدة لطاقات المؤسسة على التنافس ومن ثم تحقيق ميزة تنافسية متنامية
و يتم خلق هذه القدرات والكفاءات المحورية انطلاقا من موارد المؤسسة والتي تشمل كل الأصول، الإمكانيات العمليات التنظيمية الخصائص المتعلقة بالمؤسسة المعلومات والمعرفة عن طريق تنمية وتوصيل أو تبادل المعلومات و المعارف بين أعضاء المؤسسة (رأس المال البشري) إن نقطة البدء لتحقيق الميزة التنافسية هي موارد المؤسسة (المادية، البشرية) و يتم تحويلها إلى قدرات وكفاءات محورية و التي تعد بدورها مصدرا هاما ورئيسا لتحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة
الشكل رقم (08): يوضح الموارد كأساس لتحقيق الميزة التنافسية

المصدر: بنية عمر، مذكرة تخرج، مرجع سابق*ص85″
إن الموارد البشرية التي تملكها المؤسسة قادرة على تحقيق الميزة التنافسية ذلك أن هذه الموارد مزودة بالمعارف والمهارة والخبرات اللازمة لتطوير أساليب تفكير جديدة و أساليب إنتاج جديدة تساهم في تحقيق الميزة التنافسية المتنامية، لقد أصبحت الموارد البشرية أساس التنافسية مما يعطيها بعدا استراتيجيا في قيادة ونجاعة المؤسسات، كما أن وظيفة الموارد البشرية خرجت من إطارها التسييري إلى دورها الإستراتيجي تحت تأثير سرعة و حجم التحولات التنافسية.
لقد بدأ الاعتماد على التكنولوجيا يتراجع لسرعة تغييرها إذ أصبح التنافس و التفوق المرتكز عليها أمر صعبا وفي ظل عالم تتحرك فيه المعلومات، و الموارد و التكنولوجيا بجدية عبر الشركات و الحدود، أصبحت أصول المؤسسة قابلة للتبادل مع مثيلاتها من المؤسسات الأخرى بخلاف عنصر واحد يملك قوة الترجيح و المتمثل في الكفاءات البشرية القادرة على خلق القيمة المضافة من خلال ما تملكه من قدرات ومهارات مختلفة، لقدرات الشركات العالمية المعتمد لاستراتيجيات تنمية القدرات التنافسية أن العامل الإنتاجي الوحيد الذي يمكن أن يوفر لها الميزة التنافسية، المتواصلة هم كفاءاتها البشرية ذات المعرفة و المهارات العالية القادرة على الإبداع ومنه ذات الأهمية الإستراتيجية لتلك الموارد و الكفاءات والتي تدفع للتحول من اقتصاد المعلومات إلى اقتصاد المعرفة و العقول الذكية.
لقد أصبحت العقول الذكية المتمثلة في إجمال المعرفة والمهارات والقدرات التي تمتلكها الكفاءات البشرية المؤهلة للإبداع و التجديد و التحسين المستمر المصدر الجديد للميزة التنافسية، وفي هذا الصدد يشير “جاك ويبش” وهو احد انجح و أشهر رجال الأعمال و المدير التنفيذي لشركة “جنرال إلكترونيك” بأمريكا بقوله : (نحن كشركة جنزال إلكترونيك نحاول أن نميزها عن الشركات الأخرى و تنافسها عن طريق الارتفاع و الرقي برأس المال الفعلي و الإبداعي في القوى العاملة كلما أمكن ذلك و هذا يحتاج إلى مجهود أكبر و أكثر من عملية زيادة رأس المال النقدي الذي يسهل تحقيقه في أي سوق من أسواق العالم
ثانيا : الموارد البشرية و التكنولوجيا الإنتاجية
يرتبط تحسين الإنتاجية بالتكنولوجيا ارتباطا وثيقا حيث يعتبر التقدم التكنولوجي الأساسي في تحسين مستويات الإنتاجية و تنمية القدرات التنافسية للمؤسسات، و في هذا الصدد يرى الاقتصادي و الصناعي بورتر Porter، إن التقدم التكنولوجي هو أحد أكبر القوى المحركة للمنافسة فهو يلعب دورا هاما في التغيرات الهيكلية للقطاعات و إنشاء قطاعات جديدة و هو ايضا ممهد و معوض للسبق التنافسي للمؤسسات ذات الاستقرار الجيد و دافع بمؤسسات أخرى نحو الواجهة، غير أنه ليس كل تقدم تكنولوجي يمكن أن يؤدي إلى تحسين الإنتاجية و تنمية القدرة التنافسية للمؤسسة، فالبعض يمكن تؤدي إلى تراجع القدرة التنافسية لها، و عليه فالتكنولوجيا تكون ذات أهمية عندما تكون لها تأثيرات لا يمكن إهمالها على للسبق التنافسي للمؤسسة أو على بنية القطاع الاقتصادي و على هذا الأساس ترى أن مساهمة التكنولوجيا في تحسين الإنتاجية و تنمية القدرة التنافسية للمؤسسة يكون في حدود معينة أي يعتبر آخر فإن إدخال التكنولوجيا في تحسين الإنتاجية وتنمية القدرات التنافسية للمؤسسة يكون في حدود معينة أي يعتبر آخر فإن إدخال التكنولوجيات الحديثة مرتبط بمدى توفر الأفراد و الكفاءات البشرية القادرة على تسيير و الأخذ بهذه التكنولوجيا و توجيهها نحو تحقيق أهداف المؤسسية، بما فيها هدف تحسين الإنتاجية، و لتحقيق ذلك يفترض على إدارة المؤسسة البحث عن الأفراد ذوي الكفاءات العالمية و القادرة على تسييرها أو ينبغي عليها إعادة تأهيل القوى العاملة بالمؤسسة وتدريبها لتتلائم مع هذه التكنولوجيا، و في كلتا الحالتين يبرز دور إدارة الموارد البشرية في جعل هذه التكنولوجيا ذات جدوى و فعالية بالإضافة إلى هذا فإن هناك درجة عالية من التكامل بين نمط معين من طرق الإنتاج و بين نوع الأيادي العاملة التي تتطلبها و يعتبر آخر فإن المستوى المعين من الإنتاجية انما يتطلب نوعا من التنظيم و معدات و رأس المال ومستوى معين من الفن الإنتاجي و هذه بمجموعها تتطلب تركيبا مهنيا محددا من الأيادي العاملة، و يمكن القول بناءا على أن هناك ارتباط وثيقا بين مستوى الإنتاجية في المؤسسة أو صناعة معينة و بين نمط التركيز المهني للأيدي العاملة ويمكن صياغة ذلك باستعمال دالة الإنتاج التالية :
Y= F(K ,L1,L2,L3……….Ln
حيث يشير :
Y : على حجم الإنتاج L3, L2,L1 …. Ln ترمز اعدد المشتغلين في المهن (1،2….إلخ) بالمؤسسة مثلا إنتاجية، تسويقية إدارية …إلخ
K: فترمز إلى رأس المال و ممكن إعادة كتابة هذه الدالة كما يلي:
Y/L = F(K/L, L1/L, L2/L,L3/2……….Ln/L
حيث تمثل (L) مجموع القوى العاملة بالمؤسسة الإنتاجية ليس الاستثمارات في العناصر المادية بل هو الاستثمار في العامل البشري سواء كعامل أو موظف في المؤسسات كمسير و منظم الإنتاج باعتبار أن هذا الأخير (الإنتاج) يحتاج إلى تسييره و تنظيمه إلى خبرات و مؤهلات يفترض أن يكتسبها الإداريون سواء في متابعة العملية الإنتاجية و الوظائف الأخرى و من ناحية توفير الظروف الملائمة للموارد البشرية ككل مؤسسة، حق تقدم هذه الموارد ما لديها من طاقات و تبذل مجهود ذات كافية لرفع إنتاجية رأس المال و كذلك إنتاجية جميع عناصر الإنتاج و هو الهدف الذي تسعى إليه كل مؤسسة اقتصادية.
المطلب الثاني : استخدام نظام المعلومات في تقييم الأعمال و تحديد نظام لدفع الأجور
تلعب الأجور دورا بارزا في تحسين الإنتاجية، فهي تمثل من جهة تكلفة من تكاليف الإنتاج و لها انعكاساتها على إنتاجية و ربحية المؤسسة، و من جهة أخرى تمل أداة تحفيزية لتحسين الإنتاجية لتأثيرها على أداء الأفراد.
و لضمان سيرورة و نجاعة المؤسسة الاقتصادية، وتحسين إنتاجيتها ، فعليه ينبغي على إدارة الموارد البشرية تحديد نظام فعال للأجور، يضمن المطابقة الصارمة للتشغيل، والتكاليف منبثقة عنه الأجور مع مستويات نشاطها و التي من شانها إنتاج قيم مضاعفة تساهم في عملية تطويرها وتنميتها.
أولا : الخلفية التاريخية للأجور و أهميتها الاقتصادية و الاجتماعية:
1- مفهوم الأجر: يختلف مفهوم الأجر في النظريات الاقتصادية الرأس مالية عنه في النظريات الاقتصادية الاشتراكية و السبب في هذا الاختلاف يرجع إلى نظرتهم للعمل، ففي النظريات الاقتصادية الرأس المالية ينظر إلى العمل على انه سلعة تباع و تشتري، و لها ثمن و أن هذا الثمن هو الأجر، والذي يعرف في النظم المذكور على أنه ” الثمن الذي يحصل عليه العامل نظير المجهود الجسماني أو العقلي الذي يبذله في عملية الإنتاج”
أما في النظريات الاقتصادية الاشتراكية، فالعمل هو مجهود مشترك يبذله العمال متعاونين لهدف رفع مستوى، معيشة المجتمع الاشتراكي، و ذلك بتوفير السلع والخدمات للمجتمع، وعليه يعرف الأجر في هذا النظام بأنه “نصيب العاملين في الإنتاج من النقد (غالبا) وذلك بحسب ما يقدمونه من عمل كما و نوعا وقد عرفه “عمر وصفي عقلي” بأنه :”ذلك المبلغ النقدي الذي يدفع للموظف أو العامل لقاء عمله وجهده الذي يبذله في المؤسسة، و له وجهان: الأول يمثل التكلفة التي تتحملها المؤسسة وتحصل على مقابل لها في شكل إنتاجية الفرد، و الثاني يمثل الدخل الذي يحل عليه العنصر البشري من جهة، و المؤسسة من جهة أخرى، في عملية بيع و شراء العمل، فالفرد يقوم ببيع عمله للمؤسسة، لقاء الأجر و المؤسسة تشتريه منه لقاءه أيضا”
و تتأثر الأجور بعوامل عديدة تتعلق بالأفراد والبيئة الداخلية للمؤسسة وبعوامل خارجية تتمثل في المحيط الاقتصادي و الاجتماعي و ترتبط العوامل الداخلية بطبيعة مناصب العمل، و بطبيعة الموارد البشرية التي تشغل هذه المناصب و يتسنى تحديد ذلك انطلاقا من تحليل و تقسيم الأعمال أو الوظائف للوقوف على متطلباتها، ومن ثم المهارة و درجة التأهيل التي يجب أن يتمتع بها الفرد شاغل الوظيفة.
إضافة إلى ذلك يعتبر عامل إنتاجية الفرد، من بين أهم العوامل المجددة للأجور، و كذلك أقديمة الفرد مستوى، خبرته في العمل كما تتأثر الأجور بالجمعيات النقابية داخل المؤسسة و قوتها التفاوضية في رفع الأجور.
أما العوامل الخارجية، فتتمثل في سوق العمل و القوانين و التشريعات الحكومية و مستوى المعيشة و الهيكل الاقتصادي للبلد أو المنطقة محل، نشاط المؤسسة.
و يبرز تأثير سوق العمل على مستويات الأجور، في تفاعل قوى العرض و الطلب على القوى العاملة من قبل المنتجين، و على شدة المنافسة في الطلب عليها، حيث أن الأجور تتناسب عكسيا مع عرض القوى العاملة وطرديا مع الطلب عليها.
و في صدد التعرض، لمفهوم الأجر، نود أن نبين الفرق بين مفهوم الأجر و مفهوم الراتب
فالمصطلحان مترادفان و يستعملان للدلالة على شيء واحد تقريبا، فكلاهما تعويض، نقدي يشير إلى مجموع المبالغ النقدية التي تدفعها المؤسسة للفرد الذي يعمل لديها، لقاء المساهمة التي يقدمها لها عن طريق أدائه وسلوكه و نشاطه في العمل، إلا أنه في الحقيقة فإن المصطلحان يختلفان، فالراتب يطلق على التعويض النقدي الذي يدفع لشاغلي الأعمال الإدارية و المكتبية والذي يطلق عليهم مصطلح ” أصحاب الياقات أو البدلات البيضاء”،حيث تدفع تعويضاتهم عادة على أساس الزمن ونسميهم بالموظفين، أما الأجر فيطلق على التعويض النقدي الذي يدفع لشاغلي الأعمال المصنعية والإنتاجية والذين يطلق عليهم “أصحاب الياقات الزرقاء” وتسميتهم بالعمال، حيث تدفع تعويضاتهم عادة على أساس ذمية الإنتاج أو على، أساس الزمن أو على ، أساس الاثنين معا، فالفرق بين مصطلحين الأجر و الراتب هو فرق في الشكل و ليس في المضمون، و يكاد يحتفي هذا الفرق في كثير من المؤسسات الصناعية اليوم.
2- أهمية الأجور و دورها في تحسين الإنتاجية :
تمثل الأجور محور اهتمام و تركيز الأفراد في العمل، لأنها تمثل الجزء الأكبر من التعويضات الكلية التي يحصل عليها الفرد، حيث أن معظم المؤسسات تدفع حوافز و مزايا قليلة، تدفع على الإطلاق و بالتالي فإن الأجور تلعب دورا أساسيا و بارزا في قرار الفرد في البقاء في المؤسسة الحالية أو الانتقال منها و كذلك تؤثر الأجور التي يحصل عليها الأفراد على درجة الرضه و بالتالي على رغبتهم في العمل و اندفاعهم لتحسين مستويات أدائهم و بالتالي مستوى الإنتاجية.
كما تعتبر الأجور مصدر استرزاق، و محدد لمستوى المعيشة لهؤلاء الأفراد و من ثم تحسين قاليتهم الإنتاجية، فزيادة الأجور قد تكون ضرورية لتحقيق زيادة في مستويات الإنتاجية لدى الأفراد
و في هذا الصدد تعتبر الأجور أداة تحفيزية للأفراد لتحسين أدائهم و إنتاجيتهم، كما تساعد في جذب استقطاب القوى العاملة الماهرة و المدربة و المزودة بالمعارف العالية، و التي تشتد الحاجة إليها لرصد السياسات و الإستراتيجيات العامة للمؤسسة، و لاسيما في الأجل الطويل، فالأفراد ذوي الشهادات العليا، لا يقدمون للعمل في المؤسسات التي تقدم أجورا منخفضة، بل يتوجهون إلى المؤسسات التي تعرض أجورا تتناسب و قدراتهم و مستواهم التعليمي أما على مستوى المؤسسة فإن الأجور تعتبر مصدر تكليف، قد تصل إلى %50 من التكلفة الكلية لإنتاج ، و بالتالي لها اثر واضح على إنتاجية المؤسسة و ربحيتها و مستوى أسعارها فالزيادة في الأجور و إن لم تكن مصحوبة بزيادة مماثلة في إنتاجية العمل سوف تؤدي إلى انخفاض في أرباح المؤسسة ما لم تستطيع هذه الأخيرة تمرير الزيادة في الأجور إلى المستهلك في شكل رفع الأسعار و غالبا لا تستطيع تحقيق ذلك في سوق تنافسية، و هكذا يتضح مما سبق أن للأجور أثار إيجابية و سلبية على إنتاجية المؤسسة وأرباحها، و الإشكالية التي تطرح بالمنظمات هي في كيفية تحديد هيكل للأجور يتسم بالعدالة في الدفع في الدفع و يحقق أهداف الأفراد و المؤسسة، و يرى الاقتصاديون أن تحديد نظام عادل، لدفع الأجور لابد أن يرتبط بتقييم الأعمال و الذي يحدد الأجر المناسب لكل عمل، ووظيفة في المؤسسة، و أن الزيادات في الأجور و منح الحوافز و المكافئات لابد أن يرتبط بمستويات التحسن في إنتاجية العمل، و إلا سوف تؤدي هذه الزيادة في الأجور إلى إنخفاض أرباح المؤسسة و تحمل الخسائر.
كما يمكن للأجور أن تمارس، تأثير مباشر على مستوى الادخار، بالتالي تكوين رأس مال و من ثم معدلات النمو الاقتصادي و إمكانيات التشغيل، و فرص العمل، و ينطلق هذا التصور على افترضن أن الارتفاع في الأجور سوف يؤدي إلى زيادة الاستهلاك و الادخار حيث الفائض بعد الاستهلاك يجول على ادخار و هذا الأخير يعد مصدر للاستثمار و بالتالي زيادة في النمو الاقتصادي و تحقيق التنمية الاقتصادية ففي الفكر الاقتصادي “الكينزي” تمثل أي الأجور- مصدر إنفاق على السلع و الخدمات و بالتالي زيادة و انتعاش، الطلب الفعال الذي يحرك الإنتاج و يحقق النمو الاقتصادي، على العكس من ذلك في الفكر الكلاسيكي إذ تعتبر مصدر التكاليف، و يجب كبحها فهي تقلص، من أرباح المشروعات و بالتالي فرص التوسع في الاستثمار، و من ثم الإيرادات العامة للدولة (الضرائب) مما يضر بقضية التشغيل و التنمية الاقتصادية.
و أخيرا فإن الزيادات الكبيرة في الأجور على المستوى القومي، إن لم تكن مصحوبة بزيادة مماثلة في الإنتاجية فإنها سوق تؤدي إلى رفع أسعار السلع و التي تترجم إلى ضغوط تضخمية
3- النظريات الاقتصادية في تحديد الأجور
تختلف النظريات الاقتصادية في تحديد الأجر الذي يأخذه العامل لقاء عمله و سبق و أن أوضحنا أن هناك اختلاف النظرة نحو الأجور، في كل من النظامين الاشتراكي و الرأسمالي و لذلك سنتعرض هنا إلى بعض النظريات التي تفسر لنا كيفية تحديد الأجر من وجهة نظر الفكر الاقتصادي
3-1- نظرية أجرة الكفاف أو حد الكفاف: و قد صاغ هذه النظرية و روج لها كل من “أدم سميث” و” ريكاردو” و ترى ، أن أجر العامل يتحدد عند الحدود الدنيا من مستوى العيش، الذي يضمن بقاءه و ممارسة نشاطه و أسرته، دون زيادة أو نقصان، كما أن الارتفاع أو الانخفاض في الأجر يعتبر حالة وقتية نزول، ليعود بعدها الأجر مستواه عند حد الكفاف، تبرر هذه النظرية أن أي زيادة في الأجور العاملين سوف يتبعها زيادة في عدد السكان و التي تؤدي إلى زيادة في عرض العمل، و بالتالي التأثير على مستويات الأجور، و أن الاستمرار في ذلك يؤدي على انخفاضها لتصل إلى حد الكفاف مما يؤثر على قوة و إمكانيات العيش و البقاء مما يترتب عليه نقص في عدد السكان و القلة في عرض، ، العمل مما يؤدي مرة أخرى إلى ارتفاع الأجور على مستوى حد الكفاف.
3-2- نظرية مخصص الأجور : و قد صاغ هذه النظرية”جون ستيورات ميل” الاقتصادي الإنجليزي و تعتقد هذه النظرية أن أجر العامل يتحدد بمقدار الأرصدة التي يخصصها أصحاب رؤوس الأموال كبعض من أموالهم لتمويل قوة العمل في مشاريعهم و من هنا يتحدد مستوى الأجر المدفوع للعامل عن طريق قسمة مخصص الأجور على عدد العمال و يرجع ارتفاع الأجور حسب هذه النظرة إما لزيادة رأس المال، المخصص للأجور أو لنقص في عدد العمال
3-3 نظرية الإنتاجية الحدية: و ترى هذه النظرية أن قيمة الإنتاج الحدي أو العائد الحدي هي التي تحدد الطلب على أي عنصر من عناصر الإنتاج و على هذا فإن الطلب على أي عنصر إنتاجي هو عبارة عن طلب مشتف، أي تابع لإنتاجية ذلك العنصر، إما إنتاجية عنصر العمل تتحدد عن طريق ناتج العمل الأخير المضاف إلى العملية الإنتاجية.
و ترى هذه النظرية أن أجر العامل يتحدد عن طريق مقارنة الناتج الحدي للعمل (الإيراد الحدي) مع التكلفة الحدية المتمثلة في أجر العامل في سوق المنافسة التامة، فإذا كان الإنتاج الحدي للعمل (الإيراد الحدي) مع التكلفة الحدية المتمثلة في أجر العامل في سوق المنافسة التامة، فإذا كان الإنتاج الحدي.
و الإيراد الحدي للعمل أكبر من التكلفة الحدية (معدل الأجر) فإن المنتوج سوف يتنافسون في الطلب في العمل لزيادة إرباحهم و بالتالي سوف ترتفع الأجور حتى تتعادل، مع الإيراد الحدي فإن المنتجون يستخدمون عمال اقل، و ينخفض طلبهم على العمل مما يؤدي إلى إنخفاض الأجور ،للتعادل مع الأخير مع الإيراد الحدي للعمل
3-4 – نظرية القوة الشرائية: إن هذه النظرية لا تنظر إلى الأجور نظرة مجردة من خلال كونها تكلفة يتحملها صاحب المشروع لتغطية نفقات أحد عناصر الإنتاج بل هي قوى شرائية تحدد سوى الطلب على السلع والخدمات التي ينتجها أصحاب المؤسسات، و أن زيادة الأجور يعني زيادة القدرة الشرائية و التي تترجم إلى زيادة في الأسعار و الأرباح، و بالعكس فإن إنخفاض الأجور سوف يؤثر في الطلب على السلع و الخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض في مستويات الأرباح للمؤسسة.
3-5- نظرية الطلب و العرض : و تعتبر هذه النظرية أن العمل سلعة يتحدد سعره (الأجر) من خلال العرض و الطلب حيث يتحدد الأجر بناء على تقاطع منحنى الطلب مع العرض كما أن زيادة الطلب على العمل أعلى من الطلب عليه و يؤدي إلى انخفاضه
3-6- فلسفة الأجور في الفكر الاشتراكي: وفقا للمفهوم الاشتراكي للعمل فإن هذا النظام لا يعتبر الأجر ثمنا لهذا العمل و إنما يعتبر جزءا من التخلي القومي الذي يتكون من عوائد عناصر هذا الإنتاج المختلفة و هي (الأجور، الفوائد، الأرباح،) و من ثم فإن تحديد مستوى الأجر إنما يتوقف على مستوى الناتج القومي والدخل القومي وعلى عدالة و توزيع هذا الدخل بين عوامل الإنتاج المختلفة و على مقدار العمل الذي يبذله العامل مساهمة منه في بناء النظام الاشتراكي و في دعم كيانه و هذا علاوة على ما تحرص عليه الدولة، و هي التي تملك عناصر الإنتاج المختلفة كما أن الأجر في هذا النظام يجب أن لا يقل على حد معين يضمن للعامل حياة كريمة معقولة و يتحدد أيضا من اثر تفاعل عنصري العرض والطلب و تحديد الأجر، كما أن الدولة في هذا النظام تقوم بتوزيع ما خصص للأجور في مبالغ على العاملين طبقا لما يبذله العامل من جهد و نوع العمل الذي ينجزه بمعنى أن العامل الذي يعمل في ظروف عمل شاقة يكون أجرها أعلى من اجر زميله الذي يعمل في ظروف عادية طبيعية
ثانيا : تقييم الأعمال كأساس في تحديد الأجور:
1- مفهوم تقييم العمل: لقد عرف معهد الإدارة البريطاني تقييم العمل على أنه “عملية تحليل و تثمين الأعمال لتحديد قيمها النسبية و استخدام هذا التثمين كأساس لموازنة هيكل الأجور
و عرفته لجنة خبراء تقييم العمل في هولندا على انه طريقة تساعد على ترتيب الأعمال ككل، ليكون هذا الترتيب كأساس لتحديد الأجور.
أما منظمة العمل الدولية عرفت تقييم العمل على انه، نظام يهدف على تحديد القيم بالنسبة للأعمال المختلفة في المؤسسة أو في القطاع الصناعي، و ذلك بالإستناد على أسس منطقية و من هذه التعاريف نميز تعريف منطقة الأعمال الدولية فبعض التعاريف تركز على ترتيب الأعمال و البعض الأخر يهتم بقيمة العمل، و التقييم يهتم أكثر بتحديد قيمة العمل أو مجموعة الأعمال، و مما يلاحظ من تعريف المعهد الإدارة البريطانية أنه أشار إلى أن التقييم يتضمن تحليل و تثمين الأعمال وفق هذا التعريف يعتبر التحليل كأنه جزء من التقييم و أنه لا يتم إلا لغرضه و لكن في الواقع إن التحليل يشكل مرحلة سابقة للتقييم و منفصلة عنه و أنه يتم تحليل الأعمال لأغراض متعددة سابقا و أن تناولها عندما تتطرقون إلى مفهومه و من بينها تقييم العمال، كما أنه لا يمكن القيام بتقييم الأعمال مهما يكن قد تم تحليلها مسبقا.
انطلاقا من التعاريف السابقة لمفهوم تقييم الأعمال، تبين لنا أنه يتمثل في تحديد أهمية كل عمل في المؤسسة قياسا بالأعمال الأخرى، ثم ترتيب هذه الأعمال بعد تقييمها في سلم يعكس قيمة و أهمية كل عمل، وتستخدم نتائج التقييم في تحديد هيكل الأجور و الرواتب
2- أهداف تقييم العمل
إن الهدف الأساسي من عملية تقييم العمل هو الحصول على التوافق الداخلي و الخارجي في دفع الرواتب والأجور، و المقصود بالتوافق الداخلي هو مبدأ انسجام الأجور المدفوعة للأعمال المختلفة في المؤسسة و يحقق هذا التوافق العدالة في الدفع حيث أنه من المنطقي أن يكون الأجر المدفوع لرئيس قسم ما أعلى من الأجر المدفوع لمرؤوسه، فلو فضل العكس يمكن القول بان هناك عدم تناسب أو توافق في الدفع، و في طبيعة الحال فإن الدفع يكون
وفقا لقيمة العمل نفسه، فهل رئيس القسم أكثر قيمة ، من عمل مرؤوسه ضمن القسم، أي أن الأعمال ذات القيمة العليا يدفع لها أكثر من العمال ذات القيمة الدنيا.
أما التوافق الخارجي فيشير إلى العلاقة المرغوب فيها بين هيكل الدفع بالمؤسسة، مع الدفع في المؤسسات المماثلة سواء في الصناعة أو على مستوى الاقتصاد عموما، فغالبا ما تسعى المؤسسات لأن يكون نظام الدفع لديها لا يقل عن نسبة الدفع في المؤسسات الأخرى.
إن التوافق الداخلي و الخارجي في الرواتب و الأجور المدفوعة يؤدي إلى تحقيق رضاء مشترك بين الإدارة والأفراد، حيث أن الإدارة تسعى إلى تحقيق العدالة في الدفع، و أن تحقق للأفراد هذه الرغبة، لذلك لابد من توافر نظام عادل لقياس و تحقيق قيمة الأعمال بالمؤسسة و هذا النظام يتطلب تحديد المستلزمات الضرورية التالية:
– توفر المعلومات الواضحة و الواقعية عن أوصاف و محددات العمل، بهدف تسهيل مهمة تحديد العوامل التي تحتويها الأعمال و قياسها.
– تحديد الأعمال التي من الممكن أخذها بنظر الاعتبار كأعمال أمامية (أساسية) في هذه العملية.
– تهيئة الأفراد العاملين في المؤسسة لهذه العملية، و تعريفهم بالأسس المعتمدة عليه( ).
3- تحديد هيكل الأجور:
لقد رأينا في العناصر السابقة كيف يتم تقييم الأعمال، و رأينا أن الهدف الأساسي من هذه العملية هو تحقيق نوع من التناسق الداخلي و الخارجي في دفع الأجور، حيث أن التناسق الداخلي يتحقق من خلال تحديد القيمة أو الأهمية النسبية للعمل بين مجموعة أعمال المؤسسة ككل، إذ أن الأعمال ذات القيمة الأعلى تأخذ أجورا أعلى، و الأعمال ذات القيمة الدنيا تأخذ أجورا منخفضة، بينما التناسق الخارجي فيتحقق بإيجاد نوع من التقارب بين الأجور التي تدفعها المؤسسة، و الأجور التي تدفعها المؤسسات الأخرى –في نفس الصناعة.
إن هذا التقييم في الأعمال إنما يظم الحقيقة تحقيق الهدف الأول، وهو العدالة الداخلية في دفع الأجور كما أنه يحدد لنا مقدار الأحر الذي يستحقه العامل، و إنما يحدد لكل عمل قيمة معبرا عنها بالنقط أو بترتيب معين أو أية صفة أخرى حسب طريقة التقييم المعتمدة ولأجل تحقيق التناسق الخارجي في دفع الأجور وتحديد المعدلات المناسبة لها، فإن تجب القيام بعمل آخر وهو تحديد هيكل الأجور أو ما يسمى تسعير الأعمال( ).
إن عملية التسعير تمثل الامتداد الطبيعي لعملية تقييم الأعمال و تهدف أساسا إلى خلق هياكل للأجور موازي لهيكل التقييم ( بالنقط، بالترتيب…..) المتولد من تقييم الأعمال بحيث نحصل على قيم محولة من نسب إلى قيمة نقدية تصبح في شكل أجور تدفع للقائمين بالأعمال، و تضمن تحقيق التناسق الخارجي.
ثالثا: أنظمة دفع الأجور
1- نظام الأجر الزمني:
حسب هذا النظام يحدد الجر على أساس وحدات من الزمن كالساعة أو اليوم أو الشهر التي يقضيها العامل في عمله مضروبة في معدل الأحر، كما أن العامل يتقاضى الأجر خلال الفترة الزمنية التي يقضيها في المؤسسة سواء أنتج أو لم ينتج، و لا يتغير هذا الأجر بتغير كمية الإنتاج و تصلح هذه الطريقة في الأحوال الآتية:
-الأعمال التي يصعب القياس الكمي لإنتاجها
-الأعمال التي يصعب تحديد العلاقة بين الإنتاج و الجهد المبذول فيه
– الأعمال التي يكون عامل الجودة فيها أهم من كمية الإنتاج
– الإنتاج الغير المتماثل
– الأعمال التي يحدث فيها أعطال يصعب تفاديها
و تعد هذه الطريقة من أقدم الطرق و أكثرها شيوعا في أغلبية المؤسسات إضافة إلى ذلك فهي تحضى بقبول أغلب أفراد القوى العاملة و ذلك للمزايا التالية:
– سهولة تطبيقها نظرا لسهولة حساب الأجر على أساسه
– ضمان دخل معين
– قلة النفقات الإدارية المتعلقة بإعداد الكشوف و سجلات الأجور
– يرحب الكثير من النقابات العمال بالعمل بهذا النظام تجنبا لنزاعات التي كثيرا ما تنشأ بسبب إتباع نظام الجر على أساس الإنتاج
و رغم كل هذه المزايا فإن هذا النظام لدفع الأجور لا يخلو من بعض العيوب أهمها:
-إن نظام الجر الزمني لا يشجع روح الابتكار و المبادرة و لا يوفر حافزا كافيا أمام أفراد القوى العاملة لتحسين إنتاجيتهم.
إن هذا النظام لا يفرق بين الفرد المنتج و غير المنتج، و بالتالي فهو لا يراعي الفروق بين الأفراد من حيث الأداء.
– فيظل هذا النظام صعب التنبؤ مقدما بتكلفة العمل كعنصر من عناصر الإنتاج، فالإنتاج قد يختلف بدرجة ملحوظة، بينما لا يختلف أجر العامل و نتيجة لذلك فإن تكلفة الوحدة من العمل قد يختلف من وقت لأخر( ).
2- نظام الأجر حسب الإنتاج:
عن هدف إدارة المؤسسة فيما يتعلق بدفع الأجور، هو تحقيق نوع من التوازن بين ما يدفعه الأفراد في شكل الأجور و محفزات، مع ما يقدمونه من مساهمات في شكل جهود أو إنتاجية و على هذا الأساس فإن تحقيق هذا التوازن يربط الأجر الذي يحصل عليه الأفراد بالإنتاج الذي يقدمونه.
إن نظام الأجر بالإنتاج يعني أن يحصل الفرد على أجر يعادل قيمة إنتاجية، و إن هذا الأجر لا يربط إطلاقا بالزمن الذي اشتغله العامل و بالتالي فإن الأجر يتحدد بضرب بعدد الوحدات المنتجة في اجر الوحدة ويرفع الجر الإجمالي بزيادة الإنتاج و ينخفض بانخفاضه و قد لايحصل العامل على أجر إذا انعدم إنتاجه، وبهدف نظام الأجر بحسب إنتاج على تحقيق هدفين اثنين:
• تحقيق التوازن بين إجمال الأجور و إجمالي الإنتاج على المستوى القومي لتلاقي الضغوط التضخمية الناشئة على ازدياد الأجور بمعدل أسرع من معدل الزيادة في الإنتاج.
• زيادة النتائج و تحسين الإنتاجية، بإيجاد الحافز لدى العمال على زيادة الجهد و تحسين الأداء.
• أن نظام الأجر بالإنتاج.
صلح تطبيق هذا النظام في الحالات التالية:
• الأعمال التي يسهل قياس إنتاجها و إنتاجية أفرادها بوحدات كمية ، كالأعمال المتعلقة بصناعة الحديد و البناء……إلخ.
• حالة الإنتاج النمطي ذي المواصفات النمطية، و تمييز بالتدفق المنظم، و لا تكون هناك أعطال كبيرة.
• في حالة وجود نظام للرقابة و الإشراف على العمال من جانب الإدارة، أو لا يتوفر الوقت الكافي من جانب الإدارة لمراقبة العمال.
• عندما يكون من السهل اختيار جودة الإنتاج، أو عندما تكون اعتبارات الجودة أقل أهمية من الكمية المنتجة.
إلى جانب كل هذه المزايا، فإن هناك مجموعة من العيوب تصاحب هذا النظام:
– إشكالية تحديد المعايير التي يتم دفع الجر على أساسها
– احتمال التضحية بالجودة في سبيل زيادة كمية الإنتاج
– إرهاق موارد المؤسسة البشرية و المادية.
– اهتمام العوامل بإنتاجية و إهماله لعوامل أخرى لها أهميتها مثل: سلوكه الوظيفي، و تعاونه مع الآخرين( ).

خاتمة الفصل الثاني:
نظم معلومات تسيير الموارد البشرية لها علاقة وطيدة بأفاق تناول مشكل المورد البشري في المنظمة، لأن نجاح هذه الأخيرة مقرون قبل كل شيء بطريقة دمج بين جزء مؤقت في الأعمال الروتينية و جزء يدوي قادر على ضمان الجودة، الليونة و الإثراء، في تسيير العلاقات بين الأفراد المنظمة.
و أمام تعقيد المشاكل التي تواجهها إدارة الموارد البشرية فيما يخص نظم المعلومات، فإن تكوين المواد البشرية يمكن أن يشكل مساعدة معتبرة لتهيئة و مواكبة اتخاذ المسؤولية في استعمال الإدارة المعلوماتية ( الأجهزة و البرمجيات) بشكل كامل من اجل تحقيق كفاءة عالية في ممارسات التسيير. و سيتجلى ذلك من خلال تطرقنا للفصل الثالث( دراسة حالة).

الفصل الثالث :
مقدمة الفصل الثالث :
-بعد تطرقنا إلى القسم النظري الذي تناول تطور إدارة الموارد البشرية وكذا نظام معلومات تسير الموارد البشرية، نجد من الضروري أن نقوم بدراسة ميدانية لتحديد مدى فعالية المورد البشري بالمؤسسة الإستشفائية (محمد بوضياف) بالمدية، و كذا دور نظام المعلومات داخل المؤسسة، و الذي سنتطرق فيه إلى تحليل استمارات استبيانيه و تحليل أسئلة المقابلة، بعدها تفسير النتائج.

المبحث الأول: ماهية المؤسسة
المطلب الأول: التعريف بالمؤسسة:
المؤسسة الإستشفائية “محمد بوضياف” قديمة النشأة بناها الاستعمار الفرنسي، حيث بدأت نشاطها عام 1959م، بأطباء أجانب و جزائريين، تتكون من 13 مصلحة إضافة إلى مصلحة الاستعجالات، و تتمثل هذه المصالح في مايلي:
– مصلحة جراحة (النساء و الرجال)
– مصلحة جراحة العظام (رجال –نساء)
– مصلحة طب داخلي (رجال –نساء)
– مصلحة طب العيون
– مصلحة الأنف و الأذن و الحنجرة
– مصلحة الولادة
– مصلحة أمراض النساء
– مصلحة طب الأطفال
– مصلحة جراحة الأطفال
– مصلحة الأمراض الصدرية (رجال- نساء)
– مصلحة الكلى
– مصلحة العمليات (جناح العمليات)
– مصلحة ما بعد العمليات
و هذه المصالح مرتبطة ب 3 مصالح رئيسية تشرف عليهم:
– مصلحة المخبر
– مصلحة حقن الدم
– مصلحة الأشعة
إضافة إلى ذلك هناك (880) عامل يسهرون على خدمة المرضى و (520) سرير، كما صنفت الوزارة المستشفيات إلى (3) أصناف ” أ، ب، س” و المستشفى ” محمد بوضياف بولاية المدية يصنف ضمن “أ” إلا أن هناك فرق بين الأصناف الثلاثة:
“أ” مستشفى متخصص يفوق عدد أسرته (500) سرير مثلا مستشفى بن عكنون متخصص، في أمراض القلب، مستشفى الدويرة متخصص في أمراض العظام.
“ب” تتراوح عدد أسرته ما بين (250) و (300) سرير و هو أقل درجة من “أ” من حيث الاختصاصات، و رواتب العمال.
“س” أقل من (200) سرير و هو أقل درجة من “أ” و “ب”
و النشاط الإداري للمستشفى، يغلب عليه الطابع العلاجي أكثر منه إداري .
المطلب الثاني: الهيكل التنظيمي للمؤسسة
يتمثل الهيكل التنظيمي للمؤسسة فيمايلي:
تم تصميم الهيكل التنظيمي في سنة 1982م، و طرأت عليه تعديلات سنة 1997م و بدا العمل به في سنة 1998م ، و كان تقسيمه كالآتي:
المدير العام و له فرعين يتمثلان في مكتب التنظيم و مكتب الاتصال، لهم علاقة مباشرة بالمدير .
أولا- مكتب التنظيم: و يظم المديرية الفرعية لإدارة الوسائل و التي تنقسم بدورها إلى
1) مكتب حساب التكاليف: يقوم بعملية تقييم تكاليف المستشفى
2) مكتب تسيير الموارد البشرية: يهتم بالعنصر البشري
3) مكتب الميزانية و المحاسبة: يقوم بعملية محاسبة المصالح الأخرى على العمل.
ثانيا- مكتب الاتصال: يظم المديرية الفرعية للمصالح الاقتصادية و التي تنقسم بدورها إلى قسمين :
1) مكتب المصالح الاقتصادية
2) مكتب النشطات و صيانة الهياكل
ثالثا- المديرية الفرعية للنشطات الصحية: لها علاقة مباشرة بالمدير و تنقسم بدورها إلى :
1) مكتب الوقاية
2) مكتب تقييم النشاطات الصحية
3) مكتب الدخول
4) مكتب الاستقبال و التوجيه
و في سنة 2022 طرأت على الهيكل التنظيمي بعض التغيرات و المتمثلة في إضافة المديرية الفرعية للصيانة و التجهيزات إلا انه هذه الأخيرة لم تنصب ، فالمديرية الفرعية و المالية و الوسائل هي التي تتكفل بأعمالها، و مكتب تسير الموارد البشرية بعد أن كان تابع للمديرية الفرعية لإدارة الوسائل أصبح مديرية فرعية للموارد البشرية منفصلة.
و يمكن تجسيد الهيكل التنظيمي في الشكل التالي:

الشكل رقم(9) : التمثيل البياني للهيكل، التنظيمي للمستشفى”محمد بوضياف” بالمدية

قبل 2022

بعد 2022
>

المصدر: مديرية الوسائل المادية بالمستشفى

المطلب الثالث: دراسة الموارد البشرية في المؤسسة
العنصر البشري يعتبر أهم عناصر الإنتاج لذا يجب دراسته و الاهتمام به للوصول إلى الهدف المرجو لخدمة المصلحة العامة.
أولا: مهام الموارد البشرية في المؤسسة
تهتم بالحياة المهنية للموظف (منذ دخوله من أول يوم حتى التقاعد تقدر هذه الفترة بـ32 سنة).
و من جملة الأشياء التي تقوم بها أيضا:
– تنصيب العمال و الاحتفاظ بملفاتهم و تمر عملية التنصيب بالخطوات التالية :
1) محضر تنصيب: فيه السنة و اليوم و الشهر و اسم الموظف و صنف الوظيفة مع إمضاء المدير و الشخص المعني.
2) مقرر التعيين: يظم قرار تعيين الموظف مع إمضاء المدير العام
3) تكوين الملف الخاص، بالموظف و الاحتفاظ به في مكتب مديرية الموارد البشرية.
حيث يكون الشخص في العام الأول متربص من الدرجة “0” العام الثاني يتم الترسيم أو التثبيت الدرجة “1” و بعدها يدخل في الأقدمية
4-التكفل برتبة العميل: وتكون من حسب الدرجة و الصنف حيث أن الدرجة (1-2) حالية ومن (1-10) قديمة.
5) وضع التكفل بأجور العمال حيث يحدد أجر العامل على أساس تصنيفات و ليس المهنة في حد ذاتها، ويتكون الأجر من أجر العامل يضاف إليه اجر المهارة (حسب الدرجة).
6)تتكفل بالعطل الاستثنائية أو المرضية
7)تتكفل بوضع ملفات التقاعد .
ثانيا : طرق تقدير الاحتياجات في المؤسسة
من خلال أنشطة السنة الجارية و في 31-12 من السنة تظهر بعض النقائص، و بعض الإيجابيات.
النقائص: يتم تسجيلها من طرف المدير في أخر السنة بمعية المجلس الإداري إضافة إلى المجلس الطبي و يبعث بها إلى مدير الصحة بتزويدهم بتلك النقائص، (كسيارات الإسعاف أو الأدوية، أو الأخصائيين…الخ) ثم مديرين الصحة يأخذ كل هذه النقائص و التي تخص كل القطاعات الصحية بالولاية إلى الوزارة، ثم الوزارة تبعث إلى كل مدير بين الصحة في كل الولايات و تتم المناقشة مع كل مدير على حدى، بحظور مديرين الوزارة حول سبب النقص، مع إثبات ذلك بالأدلة لأنه في حالة عدم أدلة يتم رفض ما هو مطلوب ثم يرفع الوزير طلب إلى رئيس الحكومة لتزويده بالمبلغ المالي المخصص، لذلك.

المبحث الثاني : دراسة حالة
المطلب الأول: تحليل أسئلة المقابلة
من خلال زيارتنا الميدانية إلى مستشفى :” محمد بوضياف” بولاية المدية أجرينا حوار مع مدير مصلحة الموارد البشرية السيد: مختار بوقيريط و طرحنا عليه بعض، الأسئلة تخص، وظيفة الموارد البشرية على مستوى المؤسسة و كانت المقابلة بالشكل التالي:
* س1: ما هو النظام المتبع لدفع الأجور على مستوى المؤسسة؟
*ج1- عند التوظيف يقدم محضر التنصيب و مقرر التوظيف المباشر.
حيث أنه نسخة تبقى عند الموظف.
– نسخة تبقى في الملف (ملف العامل في الإدارة)
– نسخة تبعث إلى الوظيف العمومي.
– مصلحة الأجور تطلب من الموظف شيك يؤخذ منه الرقم البريدي
و بعد توظيف العمال و توجيهم حسب التخصصات الموجودة في المستشفى:
– شبه الطبي.
– الطب.
– الإدارة.
مع العلم أن كل تخصص يوجه له مبلغ مالي مبعوث من وزارة الصحة حيث توجه هذه المبالغ إلى خزينة المستشفى، ثم أمين الخزينة يبعث المبلغ المخصص لكل تخصص(شبه طبي،طب، الإدارة) مصحوبا بقائمة عمال هذا التخصص، إلى القابض، وهو موظف تابع لمصلحة الضرائب،حيث يقوم هذا الأخير بإجراء اقتطاعين على الأجر.
– اقتطاع الضمان الاجتماعي
– اقتطاع التقاعد
والمبلغ الباقي يكتب في الشيك و يرسل إلى مصلحة البريد و المواصلات مصحوب بقائمة العمال المعنيين، فتقوم مصلحة البريد بإدخال، قائمة العمال و المبالغ المخصصة بذلك في جهاز الكمبيوتر ثم توزع الأجور على أصحابها.
*س2- في حساب العلاوات و المكافآت هل تعتمدون على المعطيات المتعلقة بالإفراد؟
ج2- لا نعتمد على المعطيات المتعلقة بالأفراد في حساب العلاوات و المكافآت، لأن الإدارة لا تستطيع مكافأة العمال، بل هناك مكافآت قانونية تدخل ضمن الأجر تبعث من طرف الوزارة الوصية مثلا العاملين ليلا و العاملين(في العطلة الأسبوعية)، كما أن هناك مبلغ خاص، خارج الميزانية يوجه إلى مصلحة الخدمات الاجتماعية لمكافأة العمال،كخدمة تحفيزية له مثلا(بعثة تترواح بين (25-30)شخص إلى العمرة، بعثات طلابية من (1-10) أفراد إلى الخارج، زيادة مواليد مكافأة تقدر بـ 1000 دج، وفاة مكافأة تقدر بـ 10000دج، البيع بالتقسيط….إلخ.
*س 3- إذا أردتم قياس أداء أحد المستخدمين فكيف يتم ذلك ، (كيف يتم جمع المعلومات)؟.
ج3- نحن كإدارة نقيمه تقييم معنوي و مادي، من خلال التقارير التي تبعث من طرف رئيس المصلحة التابع لها تعرف سلوكات هذا الموظف:
– من خلال المعاملات
– من خلال الانضباط في العمل
– من خلال تصرفاته مع المرضى…إلخ.
قبل اتخاذ أي إجراء قانونيا يبعث له تنبيه.
س4- هل ترون من الضروري استخدام خرائط أو مخططات لحركة المعلومات في المؤسسة، و إذا كانت الإجابة بنعم هل تعتقدون أن هذا سيسهل عملية التسيير في المؤسسة؟
ج4- نعم من الضروري استخدام مخطط لحركة المعلومات داخل المؤسسة و ذلك من أجل التنظيم.
س5- هل تم اعتماد نظام المعلومات ضمن مؤسستكم إذا كانت الإجابة بنعم هل يؤدي هذا النظام دورا بارزا في تسيير مختلف الوظائف؟
ج5- على مستوى المؤسسة يستعمل نظام المعلومات و لكن لم يستغل جيدا لذلك من الأحسن عدم استعمال المعلوماتية لوحدها في المؤسسة بل، من الأحسن استعمال اليدوية و ذلك لمواجهة بعض المخاطر مثل الفيروسات صعوبة استخراج الوثائق من الكمبيوتر و ذلك لنقص خبرة العاملين…الخ.
س6- هل تلاحظون وجود فرق واضح في العمليات التسييرية بعد اعتماد مخططات لحركة المعلومات داخل المؤسسة؟
ج6- نعم هناك وجود فرق واضح في العملية التسيرية بعد اعتماد مخططات لحركة المعلومات داخل المؤسسة.
س7- إذ وجد (حدث) خلل في إحدى الوظائف الإدارية هل يساهم نظام المعلومات الذي تعتمدونه في اكتشاف مثل هذه الحالات؟
ج7- لا يساهم نظام المعلومات في اكتشاف الخلل، بل اكتشافها بالطريقة اليدوية أحسن.
س8- إذ تم اعتماد تعليمة داخلية في المؤسسة ما هي سرعة وصولها أو تنفيذها داخل المؤسسة؟
ج8- في حالة دخول المعلومة المدير العام يبعثها إلى مكتب الاتصال و مكتب الاتصال يبعثها إلى المصلحة المعنية و المصلحة المعنية تنشرها بين العمال.
من خلال المقابلة الشخصية مع مدير الموارد البشرية في المؤسسة يتضح أن لهذه المصلحة “الموارد البشرية” دور بارز على مستوى المؤسسة، كما يظهر انه على مستوى هذه المصلحة يوجد نظام معلومات لكن غير معتمد بصفة رسمية لكن بآلية تلقائية، من خلال خرائط العمل و كذا وسائل الاتصال فيما بين إدارات المؤسسة.
كما تبين أن لهذا النظام الموجود بصفة تلقائية دورا مهما من خلال الأهمية البارزة لهذا النظام إذ يساهم في تجنب الكثير من الصعوبات و المسائل المتعلقة بوظيفة الموارد البشرية في هذه المؤسسة.
المطلب الثاني : تحليل الاستمارات
عند زيارتنا إلى المستشفى، تم توزيع استمارات إستبيانية على العمال، و كانت الآراء تختلف حول الأسئلة المطروحة :
س1- ما هي الفئة الأكثر نشاطا في المؤسسة؟
الجدول رقم (2 ) : توزيع الأفراد حسب النشاط
البيان الإجابة النسبة
20-29 05 %25
30-49 10 “50
50-60 05 %25
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية بالمستشفى.
– من خلال الجدول يتضح لنا أن الفئة العاملة في المؤسسة يتراوح سنها ما بين 30-49 و هي الفئة الأكثر رشادة، و هذا يدل على حسن التسيير في الجهاز الإداري و تناسق أفكارهم و خروج بقدرات سليمة تخدم المصلحة الخاصة و العامة
س2- ما هو المستوى التعليمي للعاملين داخل المؤسسة؟
الجدول رقم (3 ) : توزيع الأفراد حسب المستوى التعليمي
المستوى التعليمي الإجابة النسبة
بكالوريا أو اقل 11 %55
جامعي أو ليسانس 04 %20
خريجي معاهد أو مدارس 05 %25
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية

من خلال الجدول أعلاه يمكن تصنيف المستوى التعليمي في هذه المؤسسة إلى ثلاثة أصناف مستوى تعليمي جيد و يتمثل في خرجي معاهدا و مدارس بنسبة %25 و مستوى تعليمي متوسط يتمثل في المستوى الجامعي أو ليسانس بنسبة %20 و مستوى تعليمي دون المتوسط و يضم بكالوريا و اقل %55 و هو المستوى الغالب في المؤسسة.
و هذا يعني وجود كفاءات و مهارات مختلفة داخل المؤسسة، مما يدل على حسن التصرف و اتخاذ القرارات السليمة في هذه الأخيرة .
س3- الأقدمية في الوظيفة
الجدول رقم (4 ) : توزيع الأفراد حسب الأقدمية
الأقدمية الإجابة النسبة
أقل من 6 سنوات 04 %20
6-20 سنوات 12 %60
أكثر من 20 سنة 04 %20
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
يبين لنا الجدول أعلاه من خلال دراستنا له، اقدمية العمال داخل المؤسسة و تقسيمهم إلى فئات، نجد أن الفئة الأولى و الثالثة أي اقل من 6 سنوات و أكثر من 20 سنة تمثل نسبة %40 موزعة بالتساوي، أما بالنسبة للفئة الثانية من 6 سنوات إلى 20 سنة فهي تمثل نسبة %60 ، هذا يدل على وجود خبرات متنوعة تختلف من فئة إلى أخرى حسب الأقدمية في العمل و منه نستنتج أن الفئة الثالثة فئة ذات أقدميه طويلة جدا و خبرة و مهارة في مجال العمل، أما بالنسبة للفئة الأولى فهي فئة جديدة ذات أقدميه متوسطة، أما بالنسبة للفئة الثانية فهي الفئة التي تمثل اكبر نسبة في الأقدمية داخل المؤسسة و هي اقل خبرة من الفئة الثالثة و أكثر خبرة من الفئة الأولى.
س4- كيف تقيم مستوى التكنولوجيا الجديد للمعلومات و الاتصال المعتمد في المؤسسة؟
الجدول رقم (5 ) : توزيعات الأفراد حسب المستوى التكنولوجي
البيان الإجابة النسبة
متطورة 04 %20
متوسطة 14 %70
سيئة 02 %10
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
من خلال الجدول يتضح لنا أن مستوى التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال المعتمد في المؤسسة متوسطة إذا تمثل نسبة %70 عن باقي المستويات هذا يدل على أن المؤسسة ما زالت بحاجة إلى الوسائل القديمة لتسيير شؤونها فهي لا تعتمد التكنولوجيا بشكل كبير.
س5- هل توافق على مضاعفة استعمال التكنولوجيا الجديد للمعلومات و الاتصال في المؤسسة؟
الجدول رقم (6 ) : توزيعات الأفراد حسب مضاعفة استعمال التكنولوجيا
البيان الإجابة النسبة
موافق 12 %60
معارض 00 %00
غير مهتم 08 %40
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
من خلال الإجابة على هذا السؤال تبين أن هناك نسبة عالية من العمال تمثل %60 موافقة على استعمال التكنولوجيا جديدة للمعلومات و الاتصال في المؤسسة في حين أن هناك نسبة %40 غير مهتمة لذلك، و لا توجد أية معارضة على استعمال التكنولوجيا.
س6: هل العمل باستعمال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الإتصال؟
الجدول رقم (7) : توزيعات الأفراد حسب العمل بالتكنولوجيا
البيان الإجابة النسبة
جيد 05 %25
حسن 10 %50
سيئ 02 %10
لم يتغير 03 %15
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
استنادا إلى هذا الجدول هناك استعمال حسن للتكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال يقدر بنسبة %50
س7- هل تعتقد أن عملية إدخال التكنولوجيا الجدية للمعلومات و الاتصال على المؤسسة يؤثر على طريقة سير الموارد البشرية؟

الجدول رقم (8 ) : توزيعات الأفراد حسب تأثير التكنولوجيا على تسيير الموارد البشرية
البيان الإجابة النسبة
نعم 18 %90
لا 02 %10
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
بناءا على الإجابة المقدمة و فإن عملية إدخال التكنولوجيا الجديدة للعمليات و الاتصال على المؤسسة يؤثر على طريقة تسيير الموارد البشرية،إذ يرى أكثر من %90 ممن شملهم الاستبيان أن ذلك ممكن، مما يبرز الأثر الواضح لأنظمة معلومات على تسيير الموارد البشرية.
س8- إذا كانت الإجابة بنعم فهل يؤثر ذلك ؟
الجدول رقم (9 ) : توزيعات الأفراد حسب نوع الإجابة (بالسلب أو الإيجاب)
البيان الإجابة النسبة
سلبا 02 %10
إيجابيا 18 %90
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
من خلال الإجابة السابقة يتضح لنا أن عملية إدخال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال على المؤسسة يؤثر بالإيجاب على تسيير الموارد البشرية في المؤسسة بنفس النسبة التي ترى إدخال نظام المعلومات
س9: هل تلجا مصلحة الموارد البشرية في عملية استقطابها لمهارات جديدة إلى الاتصال الإلكتروني؟
الجدول رقم (10 ) : توزيعات الأفراد حسب الإجابة بنعم أو لا
البيان الإجابة النسبة
نعم 12 %60
لا 08 %40
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
بناءا على الإجابة يتضح لنا أن مصلحة الموارد البشرية تلجأ في عملية استقطابها لمهارات جديدة إلى الاتصال الإلكتروني.

س10- هل تلجا المؤسسة في عملية التوظيف إلى سوق العمل الإلكتروني عبر شبكة الانترنت؟
الجدول رقم (11 ) :توزيعات الأفراد حسب الإجابة
البيان الإجابة النسبة
نعم 04 %20
لا 16 %80
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
من خلال هذه نسب تلجأ المؤسسة في عملية التوظيف إلى سوق العمل الإلكتروني عبر شبكة الانترنيت.
س11: هل تلجأ مصلحة الموارد البشرية في عملية تكوين الموظفين إلى التكوين الإلكتروني؟
الجدول رقم ( 12) :توزيعات الأفراد حسب التكوين الإلكتروني
البيان الإجابة النسبة
نعم 02 %10
لا 18 %90
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
من خلال الجدول : لا تلجا مصلحة الموارد البشرية في عملية تكوين الموظفين على التكوين الإلكتروني.
س12: هل استطعت باستعمال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال أن تثبت مكانتك داخل المؤسسة بشكل؟
الجدول رقم ( 13) :توزيعات الأفراد حسب حجم مكانة التكنولوجيا
البيان الإجابة النسبة
كبير 04 %20
متوسط 10 %50
ضعيف 06 %30
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
من خلال الجدول يتضح أن استعمال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال لم يكن لها أثر بشكل كبير داخل المؤسسة و دليل تلك النسب المبينة في الجدول و التي توضح أن نسبة العمال الذين اثبتو مكانتهم داخل المؤسسة هي نسبة متوسطة تقدر بـ %50
س13: هل أدى استخدام التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال إلى تمكين العاملين من معلومات الموارد البشرية و سهولة وصولهم إليها؟
الجدول رقم ( 14) :توزيعات الأفراد حسب استعمالهم للتكنولوجيا
البيان الإجابة النسبة
نعم 16 %80
لا 04 %20
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
نعم استخدام التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال أدى إلى تمكين العاملين من معلومات الموارد البشرية و سهولة وصولهم إليها و ذلك من خلال البيان الموضح أعلاه.
س14: هل تستعمل شبكة الانترنت للوصول إلى المعلومات التي تحتاجها داخل المؤسسة؟
الجدول رقم ( 15) :توزيعات الأفراد حسب استعمال الانترنت
البيان الإجابة النسبة
غالبا 02 %10
احيانا 14 %70
ابدا 04 %20
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
هناك نقص في استعمال الانترنت داخل المؤسسة، هذا يدل على ضعف التكنولوجيا بهذه المؤسسة و ذلك من خلال الإجابة المبينة في الجدول
س15: هل أدى إدخال نظام معلومات الموارد البشرية إلى المؤسسة إلى إعطاء شكل أحسن للمعلومات مما يسهل التعامل معها؟
الجدول رقم ( 16) :توزيعات الأفراد حسب أثر نظام المعلومات
البيان الإجابة النسبة
نعم 16 %80
لا 04 %20
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
إن إدخال نظام معلومات الموارد البشرية على المؤسسة ساهم بشكل كبير في إعطاء شكل أحسن لمعلومات مما يسهل التعامل معها وفقا لنتائج الجدول أعلاه.
س16: هل ترى أن تجهيزات الاتصال و المعلوماتية في مكتبك قد اصبحت بعد ادخال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال؟
الجدول رقم (17) :توزيعات الأفراد حول تجهيزات الاتصال والمعلوماتية
البيان الإجابة النسبة
جيدة 00 %00
كافية 04 %20
تتطلب التحسين 08 %40
لم تتغير 08 %40
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
من خلال الإجابة الموضحة في الجدول أعلاه نرى أنه هناك اختلاف أراء العاملين حول ادخال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال فمنهم من يرى أنها لم تتغير و تتطلب التحسين بنسبة %40 بالتساوي و منهم من يرى أنها كافية و هذا بنسبة %20.
س17: هل أدى استخدام التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال في مجال تسيير الموارد البشرية داخل المؤسسة إلى تفعيل دور هذه الوظيفة بشكل؟
الجدول رقم ( 18) :توزيعات الأفراد حسب التأثير التكنولوجي
البيان الإجابة النسبة
كبير 04 %20
متوسط 14 %70
ضعيف 02 %10
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
– نلاحظ أن استخدام التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال في مجال تسيير الموارد البشرية داخل المؤسسة أدى إلى تفعيل هذه الوظيفة بشكل متوسط بنسبة %70

س18: هل تعتقد أن استعمال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال قد سمح بوظيفة الموارد البشرية من أن تكون أكثر إستراتيجية و بان تمثل مكانة هامة في عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة؟
الجدول رقم (19 ) :توزيعات الأفراد حسب دور التكنولوجيا في المؤسسة
البيان الإجابة النسبة
نعم 16 %80
لا 04 %20
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
لقد أدى استعمال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات و الاتصال إلى السماح لوظيفة الموارد البشرية من أن تكون أكثر إستراتيجية و بأن تحتل مكانة هامة في عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة و ذلك من خلال إجابة العمال.
س19: هل تؤدي الأعطاب في أجهزة المعلوماتية إلى الإخلال بدور إدارة الموارد البشرية بشكل؟
الجدول رقم (20 ) :توزيعات الأفراد حول الأعطاب في أجهزة المعلوماتية
البيان الإجابة النسبة
كبير 20 %60
متوسط 06 %30
ضعيف 02 %10
المجموع 20 %100
المصدر: مصلحة الموارد البشرية
– بناءا على المعلومات المقدمة يتضح انه إذا حدث أية عطب في أجهزة المعلوماتية هذا يؤدي إلى الإخلال بدور إدارة الموارد البشرية بشكل كبير و هذا بنسبة %60
إن الاستقرار العام لمختلف أسئلة الاستبيان يوحي بشكل واضح إلى بيان الدور الهام و البارز لنظام المعلومات المتعلقة بوظيفة الموارد البشرية في هده المؤسسة.
إذا تمحورت جمل الإجابات من شملهم الاستبيان حول دعم استخدام أنظمة معلومات متناسقة لدعم أداء الموارد البشرية، من خلال مواكبة التكنولوجي الحديثة و كذا مسايرة آليات التسيير الحديث و الفعال لمختلف الوظائف داخل المؤسسة.
رغم محدودية الوسائل المستخدمة في نقل المعلومة داخل هذه المؤسسة (كما و نوعا) إلا أن الأهمية البالغة لأنظمة المعلومات و خصوصا المتعلقة منها بالموارد البشرية تبقى في تزايد ملحوظ وفقا لما يبينه مدير مصلحة الموارد البشرية في هذه المؤسسة و كذا ما يؤيده من مختلف إجابات المستخدمين على مستوى هذه المؤسسة.
مما يظهر جليا الدور المتزايد لأنظمة المعلومات المتعلقة بالموارد البشرية في تحسين آليات تسيير هذه الوظيفة و رفع أدائها، و المضي بها نحو الأحسن.

خاتمة الفصل الثالث :
برجوعنا إلى النتائج التي تحصلنا عليها من دراسة التي أجريناها على المؤسسة الإستشفائية “محمد بوضياف”، تمكنا من الخروج ببعض الملاحظات، و هي أن المؤسسة تسعى إلى تطبيق الجانب المعرفي للرفع من فعالية التسيير فيها، إلا أن الواقع أكد أنها تفتقر للمادة المعرفية في تسييرها، و يرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب، كعدم استفادة عامليها من الدورات التدريبية التي من شانها أن تحسن أداءهم و كذا قلة استعمال شبكة الانترانت التي تكون حكرا على قلة معينة فقط، و كذلك استخدام أجهزة الحاسوب، و ذلك راجع لقلة التربصات.



شكرا على الموضوع

الف شكر على الموضوع

الاقتباس غير متاح حاليا

شكراااااا على المجهودات
بارك الله فيك
تعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
تعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
تعليم_الجزائر

التصنيفات
الطلبات والاستفسارات للسنة أولى متوسط

المؤسسة التعليمية

ساعدوني ضضضضضضضضضضضضضضضضضضضضضض

يا أختي في ماذا نساعدكي ؟؟؟؟

التصنيفات
علم الاجتـماع

أدوات تقييم الآداء داخل المؤسسة


أدوات تقييم الآداء داخل المؤسسة
أدوات التقييم

أولاً : تصميم أدوات التقييم :
أداة التقييم عبارة عن وسيلة يتم بها جمع البيانات عند مراحل معينة من عملية تنمية الموارد البشرية بهدف التعرف على مدى ملائمة أوتناسق النتائج المحققة مع التصورات والمسارات الإستراتيجية الأولية المستهدفة من وراء هذا النشاط، وتأخذ أدوات التقييم أشكالاً عدة يمكن تقسيمها إلى المجموعات الآتية :
(أ) نماذج استطلاع الرأي ( الاستقصاء ) Questionnaire
(ب) مسوح الرأي والاتجاهات Attitude Survey
(ج) الاختبارات Tests
(د) المقابلات Interview
(ه) الملاحظات Observations
(و) سجلات الأداء Performance Records
أساسيات التصميم :
عند تصميم الأداة لا بد من الإجابة على عدة أسئلة توفر الإجابة عليها بيانات هامة تساعد على التقييم الأمثل للغرض المقصود ومن هذه الأسئلة :
• كيف ستستخدم البيانات ؟
• كيف سيتم تحليل البيانات ؟
• من الذي يستخدم البيانات ؟
• ما هى الحقائق المطلوب معرفتها ؟
• هل يجب اختبار الأداة ؟
• ماهى عواقب الإجابات الخاطئة أوالمعلومات المتميزة ؟
• هل الأداة سهلة الفهم والعرض ؟
• هل الأداة بسيطة وموجزة ؟
• هل الأداة اقتصادية ؟
• هل هناك أداة قياسية ؟
مواصفات الأداة الجيدة :
بغض النظر عن نوع الأداة هناك مبادئ أساسية للتصميم يمكن أن تؤدى إلى الحصول على أداه أكثر فعالية ومن أهم هذه المبادئ :
(1) المصداقية Validity :
يقصد بها قدرة الأداة على قياس ما يريد أن يقيمه الشخص المستخدم لها وهناك أربعة وسائل لتحديد مدى مصداقية الأداة هي :
× مصداقية المحتوى ومنطقي تشير إلى أي مدى يكون تمثيل الأداة لمحتوى البرنامج
× مصداقية التكوين وهى تشير إلى المدى الذي تمثله الأداة للتكوين المفروض قياسه والتكوين عبارة عن متغيرات مثل ( المهارات، وجهات النظر… الخ ).
× مصداقية التزامن والموائمة وهى تشير إلى مدى توافق الأداة مع النتائج الأخرى المعمول بها في الوقت نفسه تقريباً لقياس الخصائص نفسها.
× مصداقية التنبؤ: وهى تشير إلى مدى قدرة الأداة على التنبؤ بسلوكيات ونتائج المستقبل.
(2) الإعتمادية Reliability :
ويقصد بها الثقة فالأداة المضمونة هى الأداة الثابتة بحيث تعطى القياسات المتتالية لعنصر ما النتائج نفسها تقريباً. وتوجد ثلاثة إجراءات معروفة يمكن أن تؤكد إعتمادية الأداء من عدمه وهى :
× الإختبار وإعادة الإختبار Test / Retest : وهويتضمن تطبيق الإختبار نفسه أوالمسح على نفس المجموعة من العاملين في فترتين مختلفتين ثم حساب معامل الإرتباط للنتائج، فإذا ما كانت درجة الإرتباط الإيجابى عالية يعنى ذلك إعتمادية الإختبار والعكس صحيح.
× النموذج التبادلي : وهويشتمل على أداتين متماثلين يتم طرحهما على العاملين في الوقت نفسه مع تحليل درجة الارتباط بين نتيجة الاثنين إذا ما وجد ارتباط إيجابي مرتفع تعتبر الإدارة معتمدة وتكوين أداه مماثلة لها يعتبر مضيعة للوقت.
(3) الشطر إلى نصفين :
تقوم على شطر الأداة إلى جزء ين متساويين ثم مقارنة نتائج كل من النصفين وفحص مدى ترابطهما.

ثانياً : أنواع أدوات التقييم :
أ/ الاستقصاء Questionnaire :
تعتبر استمارات استطلاع الرأي (الاستبيانات) ا لأكثر شيوعاً من أدوات التقييم وتتراوح بين الصيغ القصيرة لرد الفعل إلى أدوات المتابعة التفصيلية، وهى وبأشكالها المختلفة وسيلة لجمع البيانات الأولية التي تكون في معزل عن الباحث والتى تبقى لدى الفرد لحين إيجاد ما يمكن أن يثير في نفسه مثل هذه الأسئلة, وذلك بتوجيه أسئلة معينة بأسلوب معين تجعل الفرد في موقف يشجعه على إبداء رأيه والإجابة على ما يوجه إليه من أسئلة.
فاستمارة استطلاع الرأي تتوافر في جميع الأحجام ويمكن إستخدامها للحصول على معلومات موضوعية عن مشاعر المشاركين بالإضافةإلى النتائج المستندية القابلة للقياس لإستخدامها في التحليل المالي لمردود التدريب.
أساليب ومحددات تصميم الاستقصاء :
ذيوجد العديد من الأساليب والمحددات التي تحكم تصميم الاستقصاء ومنها :-
1/ أنواع الأسئلة :
توجد خمسة أنواع أساسية من الأسئلة التى قد يحتوى الإستقصاء على بعضها أوجميعها :
1. السؤال ذوالنهاية المفتوحة : وهوسؤال ذوإجابة غير محددة ويتبعه مساحة فارغة كبيرة للإجابة عليه.
2. القائمة الإرشادية : وهوعبارة عن قائمة تحتوى على عدة عناصر يطلب من المشارك اختيار البديل الذي يتطابق مع رأيه وإنطباعاته.
3. السؤال الثنائي الإجابة : سؤال لديه إجابات تبادليه (نعم / لا / إجابات أخرى )
4. السؤال المتعدد الإجابات : يعطى هذا السؤال اختيارات متعددة ويطلب من المشارك انتقاء أكثرها صحة.
5. التصنيف المتدرج : ويتطلب هذا النوع من الأسئلة أن يقوم المشارك بتصنيف قائمة من العناصر.
2/ تصميم الاستقصاء (الاستبيان ) :
يمكن الحصول على استمارة استقصاء صالحة ومعتمدة وفعَّالة بإتباع الخطوات الآتية في التصميم :
1. تحديد المعلومات لمطلوبة : أدرج بالقائمة جميع الموضوعات والمهارات والقدرات التي تناولها البرنامج أوكانت مرتبطة به بشكل ما تمهيداً لصياغة الأسئلة.
2. اختيار نوع أوأنواع الأسئلة ؟ من الخمسة أنواع سالفة الذكر مع الأخذ في الاعتبار تحليل البيانات المخطط لها وتنوع البيانات المفروض جمعها.
3. صياغة الأسئلة : ويتم ذلك وفقاً لنوع السؤال أوالأسئلة المخطط لها والمعلومات المطلوبة وتحديد العدد المناسب والمتنوع من الأسئلة التي تدعم وتتوافق مع معايير المصداقية والإعتمادية سابقة الذكر.
4. اختبار الأسئلة : وذلك عن طريق اختبارها مع مجموعة من المشاركين في برنامج إرشادي أومع مجموعة من العاملين على نفس مستوى المشاركين المرتقبين، أجمع أكبر قدر ممكن من الملاحظات والانتقادات وأعد مراجعة الأسئلة لتطويرها.
5. إعداد استمارة كاملة لاستطلاع الرأي مع تجهيز ملخص بيانات : يجب أن تكون الأسئلة متكاملة لتكوين استمارة استقصاء واضحة بها تعليمات صحيحة حتى يمكن عرضها بشكل فعَّال بالإضافة لتجهيز ورقة تحتوى على الملخص حتى يمكن تصنيف البيانات بشكل سريع لأجل التلخيص والتفسير وبمجرد استكمال هذه الخطوات تصبح الاستمارة جاهزة للإستخدام.
ب/ قياس الاتجاهات Attitude Survey :
تمثل نوعاً خاصاً من استمارات استطلاع الرأي التي يمكن إستخدامها لقياس نتائج برنامج تدريبي. ويعدَّ قياس الاتجاهات أمراً معقداً لاستحالة قياس وجهة نظر بشكل دقيق لأن المعلومات المجمعة قد لا تشكل المشاعر الحقيقية للمشارك كما أن السلوك والمعتقدات والمشاعر الإنسانية لا تكون ثابتة وتتغير مع الوقت والظروف.
ج/ الاختبارات :Tests
من العادي إستخدام الاختبارات في إجراء المقارنات قبل وبعد الدورات التدريبية، حيث يوضح التحسن في درجات الإختبار، وجود تغيير في مهارة أومعارف أوقدرة المشارك والتي يجب أن يتميز بها البرنامج.
أنواع الاختبارات :
تعد أنواع الاختبارات التالية هى الأكثر شيوعاً وإنتشاراً في تقييم برامج التدريب :

1/ الاختبارات المرجعية Norm – Referenced :
تقارن هذه الاختبارات بين المشاركين أنفسهم أوبمجاميع أخرى أكثر في المقارنة بأهداف ذات تراكيب خاصة وتتميز بإستخدام البيانات المقارنة للمشاركين بالمعدل الإحصائي أوالمتوسط.
في بعض الحالات يتطلب الأمر تقدير المشاركين الذين أحرزوا درجات كبيرة بالاختبارات أويمنحون جوائز أويتم ترشيحهم لأنشطة خاصة أخرى.
2/ الاختبارات القائمة على المعايير Criterion –Referenced Test :
وهى اختبارات موضوعية ذات تقدير ثابت محدد مسبقاً وهى تعد قياساً للأهداف المكتوبة بعناية لبرامج التدريب وفائدتها في معرفة ما إذا إستطلاع المشاركين من تحقيق الحد الأدنى من المعايير المطلوبة وليس التسابق مع الآخرين أي الإهتمام الأول هوقياس ووصف وتحليل أداء المشارك فيما يتعلق بالأهداف.
د/ اختبارات الأداء :
تتيح هذه الاختبارات للمشارك إستعراض المهارات والمعلومات والإتجاهات التى تعلمها في برامج التدريب وهويستعمل في التدريب المرتبط بالعمل حيث يسمح للمشاركين بإستعراض وشرح ما تعلموه ولكي يكون إختبار الأداء ناجحاً وفعالاً يجب إتباع الخطوات الآتية في تقييم وإدارة الإختبار :
• أن يكون الاختبار عينة ممثلة لبرنامج التدريب.
• أن يتم تخطيط الاختبار بدقة.
• ضرورة دقة التعليمات وتناسقها.
• تطوير إجراءات التقييم الموضوعي.
هـ/ المقابلة Interview :
المقابلة سواء كانت جماعية أوفردية بين المقابل والشخص الذي سيتم إجراء المقابلة معه للوصول إلى مايراد دراسته من خلال مناقشة عامه ومفتوحة توفر للفرد الذي تجرى معه المقابلة الحرية الكاملة في التعبير عن نفسه ومشاعره وآرائه , وعادة ما تبدأ المقابلة من خلال المبادرة التي يقوم بها المقابل بالحديث عن أمور أو أشياء عامه تتصف بالجدية أوالمرح لخلق جو من الألفة والصداقة يشجع الفرد على التجاوب معه, ثم يحاول المقابل أثناء ذلك التطرق للموضوع الذي يمثل مجال الإهتمام في البحث مع الاحتفاظ بحالة الاسترخاء والالفه وحرية التعبير التي استهلت بها المقابلة.
وتتمثل أهم عيوب المقابلات في أنها تستغرق وقت طويل وقد تتطلب تدريب أوأعداد القائمين على إجراء المقابلة نفسهم لضمان أداء العملية بشكل فعَّال.
ويمكن تقسيم المقابلات الشخصية إلى :
– مقابلات مقننة : فيها توجه أسئلة معينة مع فرصة ضئيلة للإنحراف عن الإجابات المطلوبة.
– مقابلات غير مقننة : تسمح بالتقصي عن مزيد من المعلومات عبر توظيف عدة أسئلة يمكن أن تؤدى إلى المزيد من المعلومات التفصيلية التي تؤدى بدورها إلى الكشف عن البيانات المطلوبة.
تصميم المقابلات الشخصية :
لكي تكون المقابلات أداة أكثر فعالية وتأثيراً يتطلب ذلك :
– إدراج الأسئلة الأساسية التي تود توجيهها (الإعداد للمقابلة )
– استدعاء المعلومات
– تكوين العلاقة مع من تتم معه المقابلة
– تدريب المحاورين (المقابلة فن وعلم )
– إعطاء ضيف المقابلة تعليمات واضحة
– إدارة المقابلات طبقاً لخطة مسبقة.
– تسجيل البيانات.
ه/ الملاحظة Observation :
تعرف الملاحظة بأنها طريقه لتجميع البيانات الأولية بتدوين الأحداث والتصرفات الحاصلة في موضوع معين. وتعد المراقبة أداه مفيدة في التقييم ويشمل ذلك ملاحظة المشارك سواء قبل أوأثناء أوبعد برنامج التدريب بتسجيل التغيرات التى تطرأ على السلوك. وقد يكون المراقب أحد فريق تنمية الموارد البشرية أوالمشرف المشارك وعموما المراقب الأكثر شيوعاً والأفضل من الناحية العملية هوعضوتنمية الموارد البشرية ويمكن زيادة فعالية عملية الملاحظة بإتباع الإرشادات التالية :
– ضرورة إعداد الملاحظين إعداداً كاملاً.
– ضرورة أن تكون الملاحظات منظمة ومرتبة.
– ضرورة معرفة الملاحظين لكيفية تفسير والإبلاغ عما يشاهدونه.
– ضرورة الحد من تأثير الملاحظين.
التخطيط لملاحظة منظمة :
الخطوات الهامة لتحقيق ملاحظة ناجحة :
– حدد السلوك الذي سيتم ملاحظته.
– جهز النماذج التي يستخدمها الملاحظون.
– أختر الملاحظين.
– أعد جدولاً للملاحظات.
– درب الملاحظين على ما ينبغي ملاحظته وما لا ينبغي ملاحظته.
– أخطر المشاركون بالملاحظات اللاتي تم إعدادها مع شرحها لهم.
– نفذ الملاحظات.
– لخص بيانات الملاحظة.
أساليب الملاحظة :
هنالك أربعة أساليب للملاحظة هي :
1. قائمة السلوكيات : وهي تفيد في تسجيل الحضور ( الغياب، معدل التكرار أوالفترة الزمنية لسلوك المشارك).
2. سجل السلوكيات المفهرسة : وهي تتضمن فهرسة السلوكيات على النموذج وهي تستهلك وقتاً طويلاً.
3. طريقة التقدير المتأخر : وفيها لا يستخدم الملاحظ أي نماذج أومواد مكتوبة أثناء الملاحظة فالمعلومات إما أن يتم تسجيلها بعد الإنتهاء من الملاحظة أوعند فترات زمنية معينة أثناء الملاحظة.
4. التسجيل بالفيديو: حيث يتم إستخدام كاميرا الفيديولتسجيل سلوك المشارك.

و/ سجلات الأداء :Performance Record
توفر سجلات قياس الأداء للإدارة تحديد الأداء على أساس الناتج، الجودة والنوعية، التكاليف والوقت وهى ضرورية لتحقيق نظام دقيق للتقييم. وتقسم السجلات إلى :
1. سجلات حالية : إذا توفرت السجلات الجاهزة يوصى بإتباع الإرشادات والتعليمات التالية لضمان سهولة تطور نظام القياس ومن هذه الإرشادات :
– حدد السجلات المناسبة.
– تحديد الحاجة إلى إتباع أسلوب العينة.
– تحويل السجلات الجاهزة إلى سجلات قابلة للإستخدام
2. السجلات غير الجاهزة : في بعض الحالات لا تكون السجلات متاحة لأجل المعلومات المطلوبة لقياس فعالية برنامج تنمية الموارد البشرية، هنا يجب على طاقم تنمية الموارد البشرية العمل مع المنشأة المشتركة لتطوير أنظمة حفظ هذه السجلات إن ثبت جدواها الإقتصادية.


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
أساتذة التعليم المتوسط

بحث حول دور و أهمية دفتر المراسلة في المؤسسة التربوية الجزائرية

بحث حول دور و أهمية دفتر المراسلة في المؤسسة التربوية الجزائرية

تفضلوا

http://www.oranetudiant.com/vb/thread286.html


التصنيفات
علم الاجتـماع

الثفاقة التنظيمية في المؤسسة


الثقاقة التنظيمية
:هي القدرة الجماعية للفعل لحل المشاكل بإتفاق جماعي علني أو ضمني في اطار تفاعلي لزيادة القدرة على الإندماج الداخلي لتحقيق توازن النسق الإجتماعي تلك القدرة الجماعية تعبر عن دمج مختلف الذهنيات الفردية في ذهنية جماعية للعمل في شكل عقلنة نموذجية للعمل .تتميز تلك المجموعة في حل مشاكلها وطريقة تعاونها تتجسد تلك الذهنية أو العقلية الجماعية للعمل في ذهنيات مبدعة ومخاطرة متحملة للمسؤولية ومشاركة جماعية ومبادرة ومتقبلة للخلافات و مناقشتها علنا في الإنتماء للمنظمة .
وتعتبر الثقافة التنظيمية نسيج ثقافي لبناء نمط من أنماط السلوكات المشتركة ,فهي الطريقة المميزة التي تمارس بها المنظمة نشاطها ,وهي البعد الانساني الذي يخلق التوحد في المعنى,ويوحي بالإلتزام والإنتاجية,عند القيام بتغيرات استراتجية في المنظمة .
بهذا المعنى هي نتاج للسلوك الجماعي لأعضائها ,الذين ينظمون الروابط الإجتماعية فيما بينهم لتصبح تفاعلات ,من خلال انتاج مجموعة من الإفتراضات ,والقواعد والقيم وتطويرها بطريقة مشتركة ,لتصبح مرجع للسلوك النموذجي داخل المنظمة ,بشرط أن تعبر عن تجربة جماعية,أو في شكل ذاكرة مشتركة ,كبرمجة فكرية جماعية للحلول بالنسبة لمشاكل الإندماج الداخلي ,ثم يصبح هذا الإرث المشترك الفاعل ,في صناعة السلوك الفردي فيما بعد.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

بحث حول موارد المؤسسة

المـــــــــــــــقدمـــــــــــة :
تعتبر المؤسسة أحد الركائز الهامة لاقتصاد دولة إذ تلعب دورا هاما في تنمية الاقتصاد الوطني وفي توفير كل حاجات المجتمع ومناصب الشغل إلا أن هذه المؤسسات تواجه تحديثات متزايدة ولعل أهمها ازدياد المنافسة وكذلك التقدم التكنولوجي الكبير وعليه بات من الواضح أن بقاء أي مؤسسة واستمرارها مرهون بكفاءة آرائها المالي حيث أن الهدف الأساسي للإدارة المالية هو تعظيم قيمة المؤسسة وذلك عن طريق إدارة رأسمالها بغية الوصول إلى أقصى ربحية ممكنة فالمؤسسات الفنية تعتمد بدرجة أكبر على المصادر الداخلية باعتبارها مؤشر جيد لاستقرار المشروع .
وبغية تمكين المؤسسة من القيام بدورها وضمان بقائها لابد من توفرها على الموارد الضرورية اللازمة لدفع عجلة سيرها .فما هي موارد المؤسسة الاقتصادية ؟.
– فهل يمكن اعتبارها مورد الإدارة والتنظيم هو المورد الوحيد للمؤسسة الاقتصادية نظرا لما له من دور كبير في المؤسسة ، ولإزالة الغموض حول هذا الموضوع ومعرفة حقيقة موارد المؤسسة الاقتصادية ولتزويد معرفتنا وإفادة زملائنا تطرقنا لهذا البحث المتواضع مستخدمين المنهج الاستقرائي .
كما تضمن بحثنا خمسة مباحث ألا وهى : المورد الطبيعي ـالمورد البشري ـ مورد رأسمالي المال ـالمورد التكنولوجي ـ مورد الإدارة والتنظيم .

المبـــــــــــــــحث الأول: —- المطلب الأول :
موارد المؤسسة الاقتصادية :
انطلاقا مما سبق ، ومن تعريف المؤسسة فانه لا يمكن أن تنشا مؤسسة مهما كان نوعها أو نشاطها ، بدون توفير عوامل الإنتاج المختلفة التي تسمح لها بالقيام بالنشاط المنوط وهو الإنتاج المادي أو تقديم خدمات في عدة أشكال وأنواع . وقد قسم الاقتصاديون والمهتمون عوامل الإنتاج إلى ثلاثة عناصر أساسية : الأرض ، العمل ، رأس المال ،إلا أن هذا التقسيم الأول البسيط يعتبر غير كاف ، إذ أدى تطور الأدوات والطرق المستعملة في الإنتاج ، وكذالك توسع نشاط المؤسسة ، إلى إدماج عامل أخر لا يقل أهمية عن العوامل الآخرة ، وهو التنظيم أو الإدارة بشكل أدق ،ولأدراك هذه العناصر أكثر نستعرضها فيما يلي .
1/ رأس المال : لقد عرف هذا المصطلح الاقتصادي اهتماما الغ منذ ظهورا ا لأفكار الاقتصادية ،باعتباره احد العناصر المحددة للنشاط الاقتصادي ابتداء من الشكل القانوني إلى نوع المعاملات بين مختلف عوامل الإنتاج الأخرى وعلى رأسها العامل البشري ،وكذلك لهذا العنصر دور في تحديد طريقة توزيع الدخل الوطني وغيرها ،ونحاول هنا التطرق إلى أهم الجوانب لهذا العنصر المهم .
1 – تعريف رأس المال : يعبر رأس المال عن مجموعة الأدوات والآلات والمباني ، التي تساهم في عملية الإنتاج أو عملية تقديم الخدمات ،ومن المنطقي انه لا يمكن الحصول على هذه العناصر إلا بتوفر أموال بقيمتها وهذه الأموال تجلب من جهات تختلف باختلاف طبيعة المؤسسة فإذا كانت هذه الأخيرة فردية خاصة فصاحبها هو الذي يجمع هذه الأموال ،أما إذا كانت شركة أشخاص فهؤلاء هم الذين يقدمونها ، أما إذا كانت مؤسسة عمومية فإن الجهة الوصية ، سواء الوزارة أو الجماعة المحلية ، هي التي تقدم هذه الأموال . والملاحظ انه إنشاء المؤسسة يتحول رأس المال النقدي ، أو الكتابي إلى رأسمال عيني مادي ، في شكل مجموعة وسائل الإنتاج .
إلا إن هذا التعريف غير كاف نظرا لأن الاقتصاديين يرون أن رأس المال يشمل مقابل كل وسائل الإنتاج المختلفة ،بالإضافة إلى المواد المستعملة في الإنتاج واليد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

العاملة ، أي يقابل عوامل الإنتاج التي يجب على صاحب المؤسسة تجميعها عند القيام بنشاطها . وقد وزع الاقتصاديون رأس المال هذا المعني إلى جزئيين ثابت ومتغير أو دوار ، حسب الفكر الرأسمالي و الاشتراكي.
فلدى الرأسماليين نجد أن الثابت يشمل كل الاستثمارات بالمعنى المحاسبي ،وهي كل وسائل الإنتاج من الآلات والأدوات ووسائل النقل، بالإضافة إلى المباني بمختلف أنواعها ،أما الرأسمال الدوار (capital circulant )فيشمل المواد المستعملة في الإنتاج المحولة ،بالإضافة إلى اليد العاملة .في حين نجد لدى الاشتراكيين أن رأس المال يشمل كل الرأسمال الثابت لدى الرأسماليين بالإضافة إلى الموارد المستعملة ،أي يشمل كل العناصر المادية المستعملة في الإنتاج. الرأسمال المتغير(variable)فهو مقابل اليد العاملة أو قوة العمل (حسبهم ) ، أي العامل البشري الذي يعتبر لديهم أهم عنصر من عوامل الإنتاج.
2 – مكونات رأس المال : نظرا للاختلاف وجهات النظر والاستعمالات المتعددة لمصطلح رأس المال فقد تعددت التعاريف والتفريعات المتعلقة به ، حتى لم يعد مصطلح رأس المال واضحا ودقيقا لمن يرغب التعرف عليه أو استعماله . وبالاقتراب أكثر نحو هذا المفهوم في المؤسسة الاقتصادية ، نستطيع أن نقسمه إلى فرعين وهما رأس المال المالي ، الذي يأخذ شكل الموارد المالية في المؤسسة ، وهي ذات مصادر مختلفة ومتعددة ، وكل منها لها شروط وخصائص ،ويطلق عليها اسم خصوم المؤسسة . والفرع الثاني هو رأس المال الاقتصادي الذي يأخذ شكل استعمالات المؤسسة أموالها في العناصر المادية وغير المادية ، التي تسمح لها بالقيام بنشاطها الاقتصادي ، ويطلق عليها الأصول باللغة المحاسبية .وسوف نحاول التطرق إلى عدد من الجوانب المرتبطة برأس المال و بالمعنيين بالمؤسسة .
1)- استعمالات الأموال أو موجودات المؤسسة : عندانطلاق المؤسسة، و حتى تستطيع مباشرة نشاطها، تقوم بجلب و حيازة مختلف الأصول التي تسمح لها بذلك، وقد تكون هذه الأصول من تقديم صاحب المؤسسة الفردية أو من تقديم الشركاء في حالة الشركة، أو يتم شرائها من السوق، بواسطة ما يقدم من أموال في الصورة النقدية، أو وسائل التمويل الأخرى و الأصول توزع إلى :
1)- الأصول المادية : يضم هذا النوع من الأصول، كل شيء مادي يستعمل في المؤسسة كوسائل للإنتاج، وتأخذ صورة الأراضي و المباني و التجهيزات و الآلات ، وما يلحقها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
و كذلك المواد الأولية ، والقطع الصناعية و ملحقاتها ، وهي في مجموعها ملكية تامة للمؤسسة و لأغراض استعمالها فيها أو تأجيرها للغير.
1 – الأراضي : تمثل الأراضي نوعا من الوسائل المادية المستعملة في النشاط الاقتصادي بالمؤسسة ، وتختلف طبيعتها وقيمتها من مؤسسة لأخرى ، فقد تكون العنصر الأساسي في وجود و حركة المؤسسة الزراعية أو الفلاحية ، وتأخذ نوعيتها أهمية خاصة فيها ، وكذلك مساحتها ، ومكان وجودها بالنسبة للسوق ….. الخ.
وفي مؤسسة أخرى لتربية المواشي مثلا، تكون الأرض هامة أيضا باعتبارها إلى حد بعيد مصدر منتجات الأعلاف الخضراء الخاصة للماشية ، وكذا وسيلة للرعي وحركة هذه الماشية ، وفي نفس الوقت مستعمل لفضلاتها وبقاياها ، وهذه الميزة لا تختلف كثيرا عن مكانة الأرض بالنسبة لمؤسسة لصناعة مواد البناء مثلا ، وتستعمل فيها مواد وعناصر مصدرها تلك الأرض ، حتى حاجتها إلى وضع وعرض منتجاتها مثلا ، وتزداد الأرض أهمية في حالة استعمالها كمصدر للمعادن ، أو المواد الخام لمنتوجات المؤسسة ، وبالتالي ترتبط قيمة هذه الأرض بما يتوفر فيها من تلك المواد .
وفي ماعدا هذه الأنواع من المؤسسات التي تتبع القطاع الاقتصادي الأول ، فإن الأرض تأخذ معنى وقيمة اقتصادية أقل من ذلك . وفي أغلب الحالات تقوم المؤسسة بتسييج الأرض بأسلاك حديدية ، أو بواسطة سور يحميها من أخطار تعدي الأشخاص وحتى الحيوانات ، وما ينتج عنه من تضرر لموجودات المؤسسة بهذه الأرض من جهة، ومن جهة أخرى لتعيين حدود الملكية لها .
وتستعمل الأرض عادة في المؤسسة الصناعية والتجارية كمستودعات طبيعية لمنتجاتها ومواردها الأولية ،أو كموقف للسيارات أو معارض لمنتجاتها ، وفي حالة استعمالها لإنتاج المواد الأولية الزراعية مثلا تأخذ نفس المكانة كما في القطاع الأول ، وقد تؤجر المؤسسة مساحة من أراضيها للغير .
2- المباني والمحلات :بالإضافة إلى الأراضي تلعب المباني أهميــــــــة في وجود المؤسسة ،وحتى في حالات متعددة تأخذ المؤسسة صورة لدى المتعاملين من خلال محلاتها ومبانيها ، أشكالها ومواقعها وطريقة بنائها ……………الخ.
ومباني المؤسسة تتوزع إلى عدة أنواع ، منها ما يستعمل كورشات أو مصانع للإنتاج ، أو كمخازن للموارد والمنتجات ، وهما النوعان من المباني اللذان يتميزان بنوعية بناء وتجهيز تتطلب الملائمة مع الأنشطة والاستعمالات لها ، خاصة في حالة المصانع الكبيرة ، أو التي تتعرض للضوضاء والاهتزازات الهوائية وحتى المادية ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
طبقا للآلات والتجهيزات التي تستعمل فيها ، ولما ينتج فيها أيضا حيث للغازات والمواد الكيميائية تأثيرات على المباني .وكذلك الشأن بالنسبة للمخازن تجهز بوسائل ، وتبنى بطرق تسمح بأداء دورها كما يجب .وعادة تستعمل في النوعين من الأنشطة مباني هياكل حديدية مقاومة للعوامل المذكورة .ومن المباني أيضا ما يستعمل لإغراض إدارية كمكاتب لمختلف أعمالها ، ومصالحها المركزية والفرعية ، وهي بدورها تتميز بإعداد وتهيئة حسب الاستعمال ، وهي أقل صلابة من النوعين السابقين
كما أن المؤسسة تمتلك عادة مباني لاستعمالات تجارية سواء في نفس النقطة أو موقع وجود إدارتها ، أو مركزها الاجتماعي ، أو في نطاق بيع تزيد بعدا وتعدد من مؤسسة إلى أخرى ، وحسب اتساع نشاطها ، والذي قد يصل خارج بلدها الأصلي .
وكل هذه الأنواع من المباني تدخل ضمن الوسائل الأساسية لنشاط المؤسسة ، ويتأثر بها إلى حد بعيد . في حين أن هناك مباني أخرى قد تستعمل لإغراض اجتماعية للعمال ، أو مختلف مستخدمي وإدارة المؤسسة ، مثل مقهى أو مطعم أو غيرها .
3- الآلات والأدوات : من أجل القيام بعملية الإنتاج ، سواء المادية أو المعنوية و التجارية في المؤسسة عدد من الآلات والتجهيزات و المعدات ، التي تستعمل في العملية التحويلية للمواد ، في عملية التكييف والتغليف مثلا ، أو من أجل توفير الظروف العامة للنشاط مثل أجهزة التهوية والتسخين في مختلف المباني مكان نشاط المستخدمين أو الإدارة ،أو محلات البيع ….الخ. و تختلف بطبيعتها ودرجة تطورها التقني من مؤسسة إلى أخرى حسب فرع و طبيعة نشاط المؤسسة ،و حسب التكنولوجيا المستعملة في النشاط و طرق الإنتاج….الخ.
و مع الآلات و التجهيزات ،التي قد تكون ميكانيكية أو إلكترونية أو آلية ،خاصة مع دخول الإعلام الآلي و أجهزة التحكم في بعض الأنشطة ،مثل الإستخراجية أو الطاقة وغيرها ، و مع هذه الآلات عادة ما تستعمل بالمؤسسة خاصة الإنتاجية ،أدوات مساعدة في العمل منها ما يكون بسيطا أو متطورا تكنولوجيا مثل المطرقة ،و المفاتيح المستعملة يدويا لإحكام أو فتح البراغي ،و غيرها من الأدوات كثيرة،وفيها ما قد أدخل عليها تحويلات و أصبحت نصف آلية لتخفيض القوه العضلية المبذولة من طرف المستعمل .و يمكن أن نضيف إلى التجهيزات و الأدوات ،العناصر المستعملة في المكاتب مثل الآلات الكاتبة ، أو أجهزة الكمبيوتر و مختلف وسائل الترتيب و التصنيف للأرشيف و الخزائن….الخ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
4 -وسائل النقل:تعد وسائل النقل من العناصر المستعملة في نشاط المؤسسة ،سواء للنقل الداخلي للمواد و الأشخاص أو للنقل من و إلى المؤسسة ،و تزداد أهمية هذه الوسائل حسب درجة الحاجة و الضرورة التي تتميز بها ،فقد لا تكون وسائل نقل البضائع، و المواد و المنتوجات من و إلى مؤسسة إنتاجية ،بنفس الأهمية مع نقل البضائع من و إلى مؤسسة تجارية ، أو حتى مع أهمية هذه الوسائل لدى مؤسسة لنقل الأشخاص و البضائع كنشاط أساسي أو وحيد فيها .
5- أصول مادية أخرى :بالإضافة إلى هذه العناصر من الأصول،التي تتميز بالاستعمال المستمر،أو لمدة عادة ما تزيد عن أكثر من دورة استغلالية فيها ،و هي بذالك تدعى استثمارات ،و تأخذ معناها من تعريف الاستثمار اقتصاديا ، و هو كل قيمة أو مبلغ يستعمل لإنتاج قيم أو ثروة جديدة ،و يزيد عد دورات استعماله عن السنة أو الدورة الواحدة.
بالإضافة إلى ما ذكر فهناك عدد من العناصر المستعملة في نفس المعنى ،من غلافات و أشياء مادية ،و كذالك مختلف المواد و البضائع و المنتوجات التي تستعمل لأغراض إنتاجية ،تجارية أو خدمية بالمؤسسة ،و تتميز باستهلاكها الفوري عكس العناصر السابقة ،وهي محور الموارد المادية .
2)- الأصول النقدية و الشبه نقدية :في إطار نشاطها العادي ،تقوم المؤسسة بتوفير مبالغ في صورتها النقدية أو السائلة،أو في صورة مبالغ في حساباتها بالبنوك و مختلف المؤسسات المالية ،و هي تحت تصرفها في الوقت الذي ترغب فيه طبقا للمعاملات المتعارف عليها.و بالإضافة إلى العناصر السائلة ،هناك عدد من القيم و المبالغ التي تنتظر التحصيل في المستقبل حسب تواريخ استحقاق معينة، وهي ما ترتب عمليات البيع للعناصر المادية والمعنوية التي تقدمها المؤسسة للزبائن عامة في حالة عدم التسديد المباشر لها يبقى ذلك كحق لها يسدد حسب نظام معين و مسجلة حسابات المؤسسة ، أو على أساس أوراق تجارية تنتظر التحصيل في تواريخ استحقاقها ، وعلى الحاجة تستطيع المؤسسة خصمها لدى بنك صاحبها أو تظهيرها للغير .
وهناك عدة أنواع أخرى من الحقوق بالنسبة للمؤسسة ناتجة عن استثمارها لأموال خارجها في صورة سندات أو أسهم بمؤسسات أخرى ، وعادة ما تشترى وتباع في السوق المالية أو البورصة وهي عناصر تستطيع المؤسسة استعادتها في الوقت الذي ترغبها فيه ،إذا كانت قابلة للتداول في السوق أو انتظار تاريخ استحقاقها في حالة العكس.
وهناك أيضا ما ينتج عن معاملات المؤسسة في إطار التسبيقات للموردين ، في انتظار توزيع مشتريات معينة * وكذلك ما تقدمه المؤسسة للغير في صورة كفالات الأصول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

التي تستأجرها من الغير،كالمحلات والسيارات وغيرها إذ تفيد هذه الكفالات في تغطية ما يمكن أن يصيب هذه الأصول من تدهور في حالتها المادية أساسا عند انتهاء عقد الاستئجار.
3)- الأصول المعنوية : من الأصول التي تزداد أهميتها باستمرار ما يرتبط بجانب المعلومات و التكنولوجيا في صورة براءات اختراع أنتجتها المؤسسة بنفسها ، أو تم الحصول عليها بالشراء وهي تعني سواء المنتجات و تقنياتها ، أو تقنيات طرق الإنتاج نفسها . لوظيفة البحث و التنمية للمؤسسة دور يزداد أهمية خاص في الوقت الحالي في عمليات تطوير هاذين الجنبين ، وفي حالة بيع نوع من الأصول أو نتائج الأبحاث التي تم تحقيقها بالمؤسسة تخرج من هذه الأصول .
بالإضافة إلى العنصرين نجد مختلف العناصر المتـــعلقة بالمحل التجاري في جانبه المعنوي ، مثل العلامة التجارية ، الإنتاجية ،الاسم التجاري و غيرها ، وفي مجموعها يطلق عليها شهرة المحل وتتكون وتتأثر بالعديد من العوامل إبتداءا من نشاط المؤسسة و حجمه ، وموقعها المكاني وفي السوق أو نصيبها فيه والمحدد بقيمة رقم أعمالها ، إلى شخصيات أصحاب المؤسسة و مديرها ….الخ .
وهيكل أصول عناصر المؤسسة يعطي صورة من خصائصها ونوع نشاطها ،وحجمه وطاقتها ،وفعاليتها ومحيطها و علاقتها مع المتعاملين معها وشروطها . ومن جهة أخرى فإن مخــــــــــــــــتلف هذه الموجودات والأصول يتم مزجها بالإضافة إلى العمل ،كمدخلات طبقا لمقاييس وطرق إنتاج تقنية تسمح بتحقيق نشاط المؤسسة وهدفه في صورة المنتجات أو الخدمات ، التي تقدمها للمستهلك أو مخرجاتها .
وقيمة هذه المخرجات تعتبر في جزء منها كقيمة تساهم به هذه الأصول في تكوينها ، فالمواد واليد العاملة التي تستعمل في إنتاج منتوج ، أو خدمة معينة ، تحول قيمتها إليها كلية نظرا للاستهلاك النهائي لهما فيها ،أما عناصر الأصول التي تستعمل لأكثر من كآلات مثل ، أنها تتحول إلى المنتوج أو الخدمة أو السلعة ، بمقدار ماأستعملت فيه ، وفق نظام زمني محدد للاستهلاك ، ويحدد به دوريا (سنويا) جزءا يخفض من قيمه التجهيزات والأصول الدائمة عدا الأراضي وشهرة المحل عادة ، ليحسب في تكلفة أو قيمة المنتج . وهناك العديد من الطرق على أساسها يتم حساب هذا الجزء أو الاهتلاك ، نجدة عادة في كتب المحاسبة أو ما يرتبط بالاستثمارات (1) .ومنها طريقة الاهتلاك الثابت أو الخطي ، وتحسب بقسمة قيمة الأصل الدائم على عدد السنوات الممكن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

استعماله فيها ، ونحصل على قيمة أو دفعة اســـتثمار ثابتة تحمل كل دورة تكــــــــــلفة المنتجات .

ولكل من الأصول الدائمة إذا والمتداولة أو المستعملة لدورة واحدة ، دورة خاصة إذ الدورة الاستغلالية تفوق الدورة الاستثمارية ، كما أن عملية تقدير أو تقييم مختلف أصول المؤسسة تطرح العديد من المشاكل على المسيرين إذ تقيم على أساس تكلفة حيازتها بتاريخ الشراء ، ولاستعمالات عادة ما يعاد تقديرها .
ومن جهة أخرى فان الرأسمال الاقتصادي في صورة أصول تختلف مكوناته في المدة الاستعمالية لها كما رأينا ، وهذا يفرض أو يجعل من الضروري توفير مصادر تمويل لها مقابلة لها في القيمة والمدة الزمنية ، وهو ما يطرح العديد من الجوانب في تسيير الهيكل المالي للمؤسسة ، وبعد هذا سوف نحاول التطرق إلى مصادر التمويل في الشكل الثاني لرأس المال في المؤسسة .
المطلب الثاني:
مصادر تمويل المؤسسة : تجد المؤسسة عادة أمامها عدة اقتراحات أو طرق وإمكانيات التمويل ، سواء عند انطلاقها أو أثناء نشاطها بعد مدة ، وهذه الإمكانيات بعد عرضها سوف تحاول تحديد العوامل التي تؤثر على المؤسسة عند اختيار إحداها أو بعضها . ومصادر التمويل يمكن تصنيفها حسب الملكية ، أو حسب الزمن أو حسبهما معا .
1)- مصادر التمويل حسب الملكية : طبقا لهذا التصنيف فالمؤسسة لديها إمكانية تمويل نفسها ذاتيا ، أو من مصادر خارجية .
2)- مصادر التمويل حسب الزمن : إذا تم ترتيب عناصر التمـــويل حسب هذا المعيار، فنلاحظ أن هناك أموال تستعمل لفترات أو لمدة طويلة أو متوسطة ، أي تزيد عن سنة إلى 5 سنوات كمدة متوسطة ، وتزيد عن هذه المدة كطويلة ، إلى جانب الأموال للاستعمال لدورة واحدة على الأكثر وهي لمدة قصيرة .
3)- مصادر التمويل حسب المعيارين معا : التمويل الذاتي ، ثم التمويل الخارجي الطويل ومتوسط الأجل ، ثم القصير الأجل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

1 – مصادر التمويل الذاتي : أثناء نشاطها ، تقوم المؤسسة بحصر أعبائها ومصاريفهامقابل إيراداتها و إنتاجها من جهة أخرى لتحدد نتائجها المالية ، وبعد القيام بطرح مختلف الأموال والالتزامات تجاه الضرائب والممولينمن خارجها ، تتحصل على نتيجتها السنوية الصافية ، والاهتلاكات والمؤونات غير المحققة بعد تصفيتها ، ليتجمع ما يسمى بقدرة التمويل الذاتي للمؤسسة فهي إذن صافي النتيجة غير الموزعة والاهتلاكات والمؤونات الصافية .
و قدرة التمويل الذاتي تسمح بضم جزء منها إلى الأموال الخاصة ، سواء إلى حصص المشتركة في حالة شركة أشخاص أو بإضافتها إلى أسهم الشركاء في حالة مؤسـسة أسهم ، أو بضمها الاحتياطات في رأسمال المؤسسة . وهي في مختلف الحالات وإن تركت ضمن نتائج التخصيص مثلا قبل تخصيصها أو توزيعها ، تعتبر تمويلا ذاتيا يسمح بالاستثمار أو توسيع المؤسسة أو تغيير لآلاتها و تجهيزاتها مثلا ، وأيضا يعتبر كضامن لتسديد ديونها تجاه الغير . ولهذا فالتمويل الذاتي كعنصر داخلي يمثل محرك نمو المؤسسة ، وفي نفس الوقت يعمل على رفع استقلاليتها المالية تجاه دائنها ، ويسمح لها برفع إمكانية حصولها على ديون في حالة طلبها لأنه يضمن التسديد .
وإن كان التمويل الذاتي المرتفع يخفض من اللجوء عادة إلى قروض الغير ، و يخفف بذلك الأعباء المالية التي يمكن أن تتحملها المؤسسة في حالة الاقتراض ، فهو في نفس الوقت ليس بدون تكلفة نظرا لأنه إذا أستعمل في مساهمات أو مؤسسات أخرى جديدة كان لها مردود يزيد أو ينقص حسب عدة عوامل و ظروف . ومن جهة أخرى فإن عدم الاهتمام بتوزيع الأرباح على أصحاب الأسهم قد يجعلهم أقل إقبالا على المؤسسة ، وخاصة في حالة إمكانية تحقيق أرباح على أسهمهم في مؤسسات أخرى ، سوف نذكرها في حينها ، تتعلق بمردودية المؤسسة من جهة و بتكلفة الأموال المقترضة من جهة أخرى.
2- مصادر التمويل الخارجي : يقسم التمويل الخارجـــي كما ذكرنا إلى جزئين : التمويل طويل و متوسط ثم التمويل قصير الأجل .
1)- التمويل طويل و متوسط الأجل : بالإضافة إلى مصادر التمويل الذاتي للمؤسسة هناك عدة مصادر أخرى للتمويل طويل و متوسط الأجل ، و سواء فيما يتعلق بتكوين رأس المال أو ما يتعلق باقتراض يسدد بعد ذلك في مدة من سنتين إلى خمس سنوات كديون متوسطة الأجل ، وفي مدة بين خمس سنوات فما فوق كديون طويلة الأجل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

ففي المؤسسات الفردية و شركات الأشخاص يتم تكوين رأس المال و رفعه في حالة الضرورة بطرق أخرى ، مثل رفع قيمة الحصص بضخ أموال نقدية جديدة أو تقديم قيم بصورة أصول . وفي المؤسسات الأموال أو المساهمة فبالإضافة إلى هذه الإمكانية ،يمكن إصدار أسهم في السوق المالية ليشتريها مكتتبون ليصبحوا شركاء جدد في الشركة.
كما أن كل من أنواع المؤسسات لها إمكانية الاقتراض من الجهاز المصرفي لمدة طويلة أو متوسطة، طبقا لشروط وقيود معينة ، بضمانات أو بغيرها ، و بنسب فائدة معينة .و ما يلاحظ أن مؤسسات الأسهم تطرح مشاكل في طرق التمويل سواء لرفع
رأس مال بإصدار أسهم ، أوفي حالة اقتراض بإصدار سندات ، و لكل منها أنواع وميزات و فوائد و مزايا، سوف نحاول تناول بعض منها .
أ- التمويل بواسطة الأسهم : السهم هو عبارة عن حصة متساوية من رأسمال شركة مساهمة ، يتم تقديم الحصة من طرف الشريك لأي شخص مكتتب مقابل الحصول على وثيقة تسمى سهم و تحمل قيمته الاسمية ،وهي تختلف عن القيمة الحقيقية أو السوقية ، التي تحدد حسب العرض و الطلب في السوق المالية . و للأسهم عدة أنواع تجمع عادة في فرعين الأسهم العادية و الأسهم الممتازة .
و السهم العادي يترتب لصاحبه ، بالإضافة إلى حقه في رأسمال الشركة ، عدة حقوق يضمنها له القانون وعلى رأسها الحق في الحصول على الأرباح في حالة توزيعها ، كما يتحمل في المقابل نسبة من الخسائر بمقدار نسبة حصته في رأسمال الشركة ، ثم الحق في الجمعيات العامة للمساهمين ، إلا أن هناك العديد من المساهمين بنسب صغيرة لا يحضرونها نضرا لضعف حقهم في التصويت في مختلف الأمور المتعلقة بالمؤسسة ، إبتداءا من الإطلاع على نتائج المؤسسة و ميزانيتها الختامية و المصادقة عليها ، توزيع الأرباح ، تعيين أعضاء مجلس الإدارة ، زيادة رأسمال المؤسسة بإصدار أسهم جديدة ، و له الأولوية في الاكتتاب مع الشركاء القدماء مقارنة بالشركاء الجدد ، وكذلك حق التفتيش و مراجعة سجلات الشركة في حالة إقرارها بالجمعية العامة و حق بيع الأسهم التي يمتلكها في حالة الأسهم الغير الاسمية أو لحاملها ، إذ في الأسهم الاسمية إلا يسمح بتداولها …الخ.
و بالإضافة إلى الحقوق السابقة فلصاحب الأسهم الممتازة عناصر أخرى :
– الأولوية لتوزيع الإرباح مقارنة مع أصحاب الأسهم العادية .
– تحديد حد أقصى لمقدار العائد الذي يمكن لصاحب الأسهم الممتازة الحصول عليها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

– ليس هناك حقا دائما للتصويت لصاحب الأسهم الممتازة.
وللأسهم عدة مزايا مثل التخفيف من الخسارة إن وقعت بتوزيعها على عدد كبير من المساهمين ، وعدم التزام ثابت من طرف مؤسسة مثل ما على السندات والقروض المصرفية مثلا .
حامل الأسهم لا يطالب المؤسسة باسترجاع أمواله ، بل إن أراد ذلك يطرح الأسهم في السوق المالية .
ويقابل هذا عدد من العيوب منها إمكانية شراء جهة واحدة أو مؤسسة لنسبة مرتفعة من الأسهم وبالتالي التحكم فيها وتوجيهها ، وارتفاع تكلفة الإصدار لما للأسهم من أعباء
وعمولات ، انخفاض الربح الموزع على الأسهم في حالة زيادة عددها …….الخ .
ب- التمويل بسندات : السند هو عبارة عن جزء من القرض تطلبه المؤسسة من السوق المالية بإصدار سندات يشتريها الأشخاص أو المؤسسات بمختلف أنواعها ، ولصاحب السند المقرض (عكس المساهن في حالة شراء أسهم ) ، الحق في الحصول على أرباح بنسب ثابتة كل سنة واسترجاع قيمة السندات في الوقت المحدد لها ، ويحق له أيضا استرجاع قيمة سنداته قبل المساهم في حالة تصفية الشركة ………الخ.
وللسندات مزايا وعيوب تنتج من طبيعتها ، وطرق وكيفية إصدارها وتسديدها وما تتحمل المؤسسة من جهة أصحابها ،ومالا تتحمله منهم فمثلا تسديد الفائدة الثابتة والمحددة مسبقا على السندات ،تعتبر في نفس الوقت كمزية مادامت ثابتة و محددة مسبقا ،و من جهة أخرى كعيب لأسهم تمثل قيد للمسير المالي يجب أخذه بعين الاعتبار في برنامجه و تصرفه المالي….الخ.
ج- التمويل بتأجير: يدعى التأجير التمويلي باتفاق بين المؤجر و المستأجر لأصول رأسمالية إنتاجية يملكها المؤجر ،وتبقى كذالك طيلة مدة الإيجار و يستفيد منها المستأجر بانتفاع كامل مقابل تقديم أقساط إيجار سنوي طيلة مدة العقد و قد ينتهي عند التأجير في إحدى الحالات:
– بعد الانتفاع الكلي بالأصل المؤجر حتى نهاية مدة العقد يعود إلى المؤجر ،يبيعه أو يؤجره مرة أخرى للغير ،و هذا عقد التأجير لفترة واحدة.
– في نهاية مدة الإيجار يتم شراء الأصول بقيمتها ،و هو ما يسمى بعقد الاعتماد بالتأجير و الشراء .
– تجديد عقد الإيجار لمدة أخرى و بقيمة تأجير أقل ،و هذا يسمى بعقد تأجير لأكثر من فترة.
و لعقد التأجير التمويلي عدة خصائص ،مزايا و عيوب مثل غيره من الطرق في التمويل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

2)- التمويل قصير الأجل:هناك العديد من مصادر التمويل القصير الأجل ،و عادة ما يأخذ شكل قروض مصرفية بين المؤسسات و البنوك الأولية أو الحصول على مواد و مشتريات من الموردين دون التسديد في نفس الوقت بل يتم ذالك بعد فترة في حدود معينة (تتراوح قانونا بـ 90يوم) و هي موارد تمويل دون فوائد معتبرة ،و بشكل عام فمصادر التمويل قصير الأجل تتوزع إلى :
أ- القروض التجارية بين المؤسسات :و هو ما يتم بين المؤسسة و المورد،و هو ما يتعلق و الاستعمالات قصيرة الأجل.و تلجأ إليه المؤسسة في حالة عدم وجود أموال كافية أو من أجل الاستفادة من هذه الطريقة ،في إطار عدة عوامل مؤثرة و طبيعة السلع و الأشياء و حركتها ….الخ. و قد تكون هذه الطريقة على أساس التسجيل حسابات الموردين في سجلات المؤسسة ، أو مقابل حصولها على أوراق تجارية قابلة للدفع في تاريخ محدد.
ب- القروض المصرفية: تقدمها البنوك التجارية للمؤسسات مقابل فائدة بمعدلات متفق عليها و يتم تسديدها خلال فترات لا تزيد عن السنة ،وهناك نوعين من القروض مضمونة و غير مضمونة.
والقروض غير المضمونة يشترط عادة في تسديدها أن لا تزيد عن السنة ، وهي في الحالات تكون على شرط خطوط قرض ، أي حصول المؤسسة باستمرار على مبلغ من الأموال متفق عليه ما دامت تسدد ما سبق اقتراضه في الوقت المناسب والمتفق عليه باستمرار ، ولتفادي إعادة المفاوضات والعقود المنفردة ….الخ .وفيه بعض الشروط مثل إبقاء نسبة معينة في حساب المؤسسة بالبنك .
أما القروض المضمونة ففيها يعمل البنك على طلب ضمانات نتيجة لعدد من العوامل ، مثل الحاجة إلى الأموال باستمرار من طرف المؤسسة ، وخاصة في مواسم معينة ، أو تكون المؤسسة عرضة لنسبة من الخطورة أكبر من العادية أو حالة ضعف وضعيتها المالية …الخ.والضمان عادة يكون بأحد عناصر الأصول كرهن .وفي حالة توقف المؤسسة عن الدفع يبلع الأصل ويغطي به البنك قرضه والباقي يعود إلـــــــــــــى المؤسسة .والضمان قد يعطي فرصة أحيانا للمؤسسة للحصول على أكبر قدر من القرض ، وفي نفس الوقت يمثل مصدر اطمئنان للبنك .
ج- قروض من جهات أخرى:قد تأخذ المؤسسة قروضا في أشكال متعددة في إطار نشاطاتها في صورة تسبيقات من الزبائن ،أو خصــــــــــــــــــــــــــم أوراق تجارية قبل وقتها …الخ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

و الملاحظ أن في مختلف طرق و إمكانية التمويل،سواء لرفع رأس المال أو الاقتراض القرار أو الاختيار الذي تتخذه المؤسسة في ذالك يتأثر بعدة عوامل منها على الخصوص:
– ملائمة المصدر مع حاجة التمويل: باعتبار أن الأموال المحصلة سوف تستعمل في أحد الأصول،و هذه الأخيرة تتميز باختلاف مدة استعمالها ،و لهذا فبالضرورة يجب أن يتقابل المصدر التمويلي في قيمة و في مدة الاستعمال،فمدة استحقاقه لا يجب أن تكون أقل من مدة استعمال الأصل بطريقة تسمح بتسديد القرض بعد تحصيل الأصل في صورة نقدية ،طريق الامتلاك أو الإنتاج ثم البيع مثلا في حالة المنتج .
الهدف من التمويل و علاقته بالتحكم في توجيه و قرارات المؤسسة:فهناك فرق بين رأس المال بتمويل ذاتي ،أو بزيادة أسهم من أطراف خارجية ،أو اقتراض من بنك ،أو بواسطة سندات .وإذا كانت طريقة السندات لا تمثل تدخلا في الإدارة فإن هذا التدخل يظهر أكثر الأسهم مثلا.
– مستوى مردودية المؤسسة داخليا:إذا كانت نسبة مردودية المؤسسة الداخلية تزيد مستوى معدلات الفائدة المطبقة في السوق المالية ،أو المصرفية فإنها تستفيد من الاقتراض و تحقق أرباحا باستعمال أموال خارجية بعد تسديدها مع فوائدها ،و هو ما يدعى بمبدأ الرافعة (principe du levier)و العكس ابتداء من التساوي بين نسبة الفائدة التي تقترض به معدل المردودية فلا يصبح في صالح المؤسسة الاقتراض إلا في حالات قصوى يمكن أن تغطي الخسائر فيها بجوانب أخرى أو سنوات قادمة .
– الدخل المقدم للسندات أو الأسهم : خاصة في حالت تحسن وضعية المؤسسة العوامل التي تجعل إصدار الأسهم أو السندات بشكل سهل ويحقق الهدف.
وهناك أيضا عامل مهم ،وهو الخطر الذي يمثله إصدار السندات أو أسهم ممتازة مثلا،بحيث يكون لأصحابها الأولوية في الحصول على أموالهم وفوائدها في حالة التصفية أو انتهاء المؤسسة.
بالإضافة إلى الملائمة في التوقيت الذي يعد من القيود التي تعمل فيها المؤسسة،إذ اقترض قيمة أو مبلغ كبير في وقت لا نحتاجه فيه يكلف المؤسسة أعباء مالية،وبالعكس في حالة القبول بإجراءات للحصول على أموال بطريقة لا تمكننا من تحصيلها إلا بعد فوات وقت الحاجة إليها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

وهكذا نلاحظ أن الموارد المالية تعتبر بالنسبة للمؤسسة ذات أهمية كبيرة، سواء في وجودها أو استمرارها و نموها . إلا أن و رغم الحديث عن الجانب المالي ، فهو ليس الوحيد المتحكم في نمو المؤسسة ، و استعمال مصادرها المالية ، إذ هناك عدة عوامل اجتماعية و اقتصادية مرتبطة بالسوق مثلا وغيرها ، لها دخل و تأثير في قرارات و سياسة التمويل بالمؤسسة (2). و بعد هذا سوف تحاول التطرق إلى مورد آخر لا يقل أهمية عن الأموال و هو المورد من المواد الأولية ، أو مادة العمل .

المبـــــــحث الثاني :
2/ مادة العمل(الطبيعة) : المواد التعامل بها في المؤسسة الاقتصادية تعتبر من عوامل الإنتاج أو الموارد الأساسية التي لقيت اهتماما من الاقتصاديين في نفس الوقت مع رأس المال و العمل و سوف نتعرض هنا إلى عدد من العناصر الخاصة بهذا المورد .
1- تعريف مادة العمل : وهي تعبر عن مجموعة المواد الأولية المستعملة في الإنتاج ، و قد تكون على شكلها الطبيعي الخام ، أو قد خضعت إلى تحويلات سابقة في مؤسسات أخرى ، فقد تكون الصوف الطبيعي في صناعة الخيوط النسيجية ، أو كالخيوط في صناعة النسيج ، و قد تختلف درجة تحويل هذه المواد فدرجة تحويل الخيوط مثلا بالنسبة للنسيج ليست كدرجة تحول النسيج بالنسبة لإنتاج الألبسة . إلا أنه و بشكل عام فأي مادة تأتي من خارج المؤسسة لتدخل في عملية الإنتاج فهي من المواد الأولية ، و بالتالي عن مادة العمل مهما كانت درجة تحولها ، وهي تعبر عن المواد الأساسية التي تدخل في تكوين المنتوج ، كما أن هناك مواد أخرى لا تدخل في التكوين الأساسي للمنتجات فهي إذن مواد مساعدة مثل مواد الصيانة و الطاقة للآلات . و يرمز عادة لهذه العناصر بالأرض و الطبيعة . وفي المؤسسة الاقتصادية تلعب المواد الأولية دورا مهما ، و كذلك مختلف عناصر المخزون من قطع و أجزاء مصنعة من المنتوج النهائي ، سواء تحصل عليها من الخارج أي نشتريها من مورديها ، أو التي تصنعها داخليا و تدعى في هذه الحالة نصف مصنعة ، بالإضافة إلى المنتوجات التي قد تتحصل عليها المؤسسة في العملية الإنتاجية عامة مثل الفضلات و المنتوجات ذات العيوب أو المهملات ، إلى جانب المنتـــــجات التامة الجيدة والموجهة إلى المخازن في انتظار الاستعمال الداخلي أو البيع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و إلى جانب هذه العناصر فهناك البضائع التي نجدها عادة في المؤسسات التجارية ، و سوف نتعرض إلى هذه الأنواع من المخزون و أهميتها فيما يلي .
2- أنواع المخزونان في المؤسسة الاقتصادية : لقد تم تصنيف المخزونات والعناصر المادية التي تمثل مادة العمل لدى المؤسسة وفق عدة معايير ، و إذا اعتمدنا التصنيف حسب المخطط الوطني للمحاسبة الذي يفيد في عدة جوانب اقتصادية و تسييرية بالمؤسسة ، فالمخزونات تنقسم إلى :
أ- البضاعة : تطلق تسمية بضاعة حسب المخطط الوطني للمحاسبة على العناصر المادية من الأشياء التي يتم الحصول عليها من عملية شراء بغرض إعادة بيعها على نفس شكلها المادي الأساسي ، فهي لا تخضع لتحويلات مثلما يحدث في العملية الإنتاجية . و تأخذ عدة صور حسب فروع النشاط التجاري للمؤسسة مثل تجارة المواد الأولية المختلفة ، سواء في طبيعتها الخام أو المحولة إلى درجة معينة ، أو مواد البناء بمختلف أنواعها و مصادرها الطبيعية ، أو المحولة ، أو الحديدية . أو ذات الاستهلاك النهائي المباشر مثل الخضر والفواكه ، و المواد الأخرى المستعملة للغذاء كمعلبات مصبرة أو غير مصبرة و غيرها . أو الألبسة التي تتميز بدورة إستعمالية أطول نوعا ما، و إلى الأجهزة الكهرومنزلية المختلفة و السيارات ووسائل النقل المختلفة ذات الاستعمالات التجارية و الخدمات ، أو ذات الاستعمالات الفردية السياحية . و هناك العديد من أنواع وسائل النقل و الجر والتجهيزات المتحركة المستعملة في مختلف القطاعات الاقتصادية . و كذا البناءات و المحلات التي تشتريها المؤسسة بغرض إعادة بيعها . و كل هذه الأشياء تجمع ضمن البضائع أو السلع نظرا لاستعمالها لهدف تجاري في السوق .
وقد تقوم المؤسسات ببعض العمليات البسيطة مع البضائع ، خاصة فيما يرتبط بالمواد الكيميائية أو الغذائية ، مثل إعادة تكييف في علب و غلافان بكميات قابلة للشراء لكل المستهلكين كأسر ، انطلاقا من كميات كبيرة في صناديق أو حاويات يتم شراءها أو استيرادها من مؤسسات أخرى لغرض تجاري .
ب- المواد واللوازم : بعكس البضاعة فإن المواد واللوازم تجمع كل الأشياء المادية ذات المصدر الخارجي عن المؤسسة ، يتم حيازتها لغرض التحويل ، أو الاستعمال في ميدان الإنتاج أو الخدمات ، فالفلاح بالمزرعة كمؤسسة يشتري من المؤسسة المتخصصة في بيع مختلف المواد التي يستعملها في الزراعة أو في تربية المواشي و متابعتها الصحية حتى إعطائها المنتوج التام القابل للتسويق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فالأسمدة والبذور والأدوية والعلف وغيره من المستلزمات تعتبر من مدخلات الإنتاج للمؤسسة الفلاحية في حين تعتبر الأرض والماشية التي تستعمل للولادة والحليب كاستثمارات أما التي تستعمل للتسمين والبيع كمواد أولية سوف تعطي منتجا وهو المستوى الذي تصل إليه عند البيع .
كما يمكن تعميم نفس المنطق على مختلف القطاعات الصناعية حيث كل عنصر مادي يدخل ضمن تكوين صلب للمنتجات يعتبر كمواد أساسية ، أما المواد والعناصر التي تكون مساعدة الطلاء أحيانا ، البراغي واللصاق والطاقة فهي تدخل
في مكونات الإنتاج بشكل غير مباشر ومساعد فتدعى لوازم أو مواد مستهلكة وهي نفس الميزة التي تعطى للعناصر في الصيانة من مواد تنظيف وقطع غيار وغيرها .
أما في مجال الخدمات فإن المواد المستعملة قد تأخذ معنى أو وضعا يختلف عن ما وجد في القطاع الصناعي ، فقطاع الخدمات يقدم منتجات غير مادية وهو لايعني عدم استعمال أشياء مادية فمختلف اللوازم المرتبطة والمستعملة في مكاتب مؤسسة دراسات مثلا كالورق و الأقلام وغيرها من العناصر الضرورية لنشاطها ، بخلاف التجهيزات والبرامج في الأقراص الإعلام آلية التي تعتبر كأصول ثابتة تستهلك لعدة سنوات .كما أن أي فندق أو مطعم يستعمل لتقديم خدمات عدة مواد، ابتدءا من المواد الغذائية المختلفة ، والمواد المستعملة في التنظيف والاستهلاك اليومي بالإضافة إلي الطاقة والمياه ……الخ .
ج- المنتجات قيد الإنتاج ونصف المصنعة : في إطار العملية الإنتاجية تتحصل المؤسسة على منتجات تحت الانجاز عند توقف العملية ، فمثلا في نهاية يوم أو فترة معينة من الإنتاج قد لا تنتهي المنتوجات تماما في عملية التحويل ، بل يبقى البعض منها في إحدى مراحل العملية ، ابتداءا من دخول المواد الأولية إلى العمليات الأولى عليها وحتى نهاية المنتوج تماما . ووجود المنتوجات قيد الصنع أو التنفيذ في المصنع أو الورشة يكون حسب طبيعة المنتوجات قيد الصنع في حالة الإنتاج الذي يمر على مراحل متعددة ، ويمكن أن يتوقف في إحداها دون التأثير أو التغيير في طبيعتها (مثل ما في المواد الاستهلاكية سريعة التلف) ، وكذلك في حال الإنتاج بالطلبيات ، وفيها نجد أن المؤسسة كما الورشة تخصص متسعا من المكان لوضع المنتجات قيد الصنع ،في انتظار إنهائها في مرحلة أحرى ،و هذا التخصيص يتم ضمن عملية إعداد و تنظيم المصنع و الو رشات قبل انطلاق العمل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما نجد بالإضافة إلى هذا النوع من المنتجات ،منتوجات قد وصلت إلى مرحلة محددة،ويمكن تناولها أو بيعها استثنائيا على ذالك الشكل،إلا أن استعمالها العادي هو في تكوين المنتوج التام الذي تنجزه المؤسسة ،و فيه عدة إمكانيات ،فقد يكون المنتوج نصف المصنع في صورة منتوج كهر ومنزلي ،أو قطع أســاسية داخلية فيه ،و في نفس الشيء نجده في صناعة السيارات وإنتاج الأثاث و غيرها .
د- المنتوجات التامة: في نهاية الدورة الإنتاجية تكون المنتوجات جاهزة للبيع و في مرحلة انتظاره يدخل المخازن،أو في عدة حالات قد يستعمل المنتوج المعني داخليا في المؤسسة أو في إحدى فروعها الأخرى لإنتاج منتوجات قد تكون في نفس التخصص أو في تخصص مخالف لهذه الحالات،تكون في المؤسسات المتركزة في شكل تروست أو المؤسسات متعددة الجنسيات و الفروع المتعددة سواء في نفس البلد أو في بلدان مختلفة،و عادة ما تستعمل المقاولة من الباطن أو ما تنتجه مؤسسات تونسية للصناعة الفرنسية أو في التايوان للمؤسسات الأمريكية.
وحسب نوع المؤسسة و طبيعة نشاطها و فرع هذا النشاط أو قطاعه الأول ، الثاني أو الثالث ،يحدد المنتوجات التامة ،فقد تكون في صورة قمح أو حليب أو حيوانات أو مواد خام محولة إلى درجة معينة أو صورة منتجات غذائية مصبرة جاهزة للاستعمال،أو في صورة أوراق أو غلافات أو قارورات أو سيارات أو أجهزة إلكترونية ….الخ.
و- الفضلات و المهملات:أثناء عملية الإنتاج يتم الحصول على عدة منتوجات مرافقة قد تنتج من عدة أسباب منها ما يعتبر عيوبا و أضرارا في المواد الأولية مفصولة أو قطع نتجت عن التقطيع للحصول على الشكل و الأطوال الملائمة ،أو عن التبذير…الخ.
و هذه العناصر تتخذ طبيعة المواد الأولية المستعملة في الإنتاج ،سواء في الصناعة أو الفلاحة أو الخدمات ،و قد تكون مادية أو غازية أو سائلة ،و تدعى بالفضلات.
و قد تتحصل المؤسسة على منتوجات تامة أو نصف مصنعة ولكنها ذات عيوب أو أضرار واضحة تفصل أثناء الفرز و المراقبة للمنتجات عن العناصر الجيدة ،و قد يعاد تحويلها أو إصلاحها أو بيعها كما هي ، و تدعى هذه المتوجات بالمهملات.ورغم عدم الوضوح أحيانا في محتوى المهملات و الفضلات لدى البعض نظرا للتعقيد و التشابه في عدة جوانب منها ،وفي طرق المعاملة قد يأخذ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منتوج معين مكان الفضلات في حالة المواد الكيميائية أو السوائل أو العكس ، و المؤسسة عادة تضع حدودا معينة مسموح بها لمستوى الفضلات و المهملات مثل 5% من حجم أو مواد أو عدد المنتوجات أو أكثر أو أقل ، حسب عدة عوامل مثل طبيعة المواد و المنتوجات المتعامل بها ،و تكنولوجية الآلات و طريقة الإنتاج المستعملة ،درجة تكوين المستخدمين،نوعية المواد ،وزن المؤسسة في السوق….الخ.
وهي عناصر تدرس و تؤخذ بعين الاعتبار في وضع التقديرات الخاصة بالإنتاج وبنسبة الخطأ أو الفضلات و المهملات المسموح بها.
المطـــــلب الثـــــــالث :
3- أهمية الموارد أو المخزونات في المؤسسة الاقتصادية : على ضوء الإطلاع على مختلف مكونات عناصر المخزون التي تتعامل معه المؤسسة ، و التعقيدات التي تتميز بها حسب مختلف القطاعات الاقتصادية ، نلاحظ درجة الأهمية التي تتمتع بها هذه المخزونات و الوزن الذي يمثله نشاطها فهي تحدد إلى حد بعيد أهم جزء في تكلفة المنتوج باختلاف أنواعه ، و تؤثر بذلك سعر البيع و إيراداته ، فقد تصل نسبة تكلفة المواد في سعر المنتوج إلى 25 % أو حتى إلى 70 و 80 % حسب المنتوجات و المواد و طبيعتها ، و كذا حسب فرع النشاط . ففي القطاع التجاري ترتفع النسبة في سعر بيع البضاعة أحيانا ، إذا لم تستلزم النقل ، و ما يرتبط بعملية التخزين و التسويق و غيرها بنسبة كبيرة ، و العكس في حالة المنتوجات التي تستعمل تكنولوجيا مرتفعة فترة فيها تكلفه الآلات المستعملة في التحويل ، و تكلفة اليد العاملة التي تستوجب التكوين المتخصص و درجة مراقبة و دقة و متابعة عالية ، في حين تنخفض نسبة المواد الأولية فيها نتيجة لذلك .
و من جانب آخر فإن عناصر المخزون ، سواء المشتراة من خارجها أو التي يتم إنتاجها داخليا تلعب دورا في عملية تحديد و تنظيم أنشطة فروع المؤسسة ، و طريقة مراقبتها و إدارتها ، و كذلك تستعمل عدة أدوات تقنية في عملية متابعة هذه المخزونات للعمل على التحكم في حركتها و تكاليفها التي تؤثر على الإيرادات العامة للمؤسسة و أرباحها ، نظرا لأنها تعبر عن تكاليف رقم أعمالها ، و في نفس الوقت من أصولها في موجوداتها كما ذكرنا سابقا ، و هذه العناصر سوف نتطرق إليها في جزء إدارة المخزونات . و سوف نتطرق بعد هذا إلى الموارد البشرية في المؤسسة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
المبحث الثـــــــالث :
3/ العمل و الموارد البشرية : من الموارد الأساســية و المؤثرة في حياة المؤسسة ، ليس فقط بتكلفتها و نوعيتها كما في الموارد المادية و المعنوية ، بل أيضا تؤثر بعدة جوانب معنوية و اجتماعية في نتائج المؤسسة ، و في توجيه هذه الأخيرة و تغيير أهدافها في حالات معينة …الخ ، و كل هذا ينتج الخصائص الخاصة به مقارنة بالمواد الأخرى ،و سوف نتعرض للبعض من هذه العناصر في هذه الفقرة إبتداءا من التعريف .
المطـــــلب الأول :

1- تعريف العمل : و هو ذلك النشاط الواعي و الهادف ، المبذول في عملية الإنتاج أي في استعمال أدوات الإنتاج من أجل تحويل مادة العمل ، فلا يمكن إذن أن نتصور عملا خارج عملية الإنتاج المادية و المعنوية ، وفي نفس الوقت العمل قد يكون عضليا أو فكريا . ويرى الاقتصاديون و الاشتراكيون أن العمل هو صورة عنصر أساسي و هو قوة العمل التي تكمن في ذات أو جسم الإنسان بحيث تظهر عند إنفاقها في صورة عمل و يعرفها ماركس : " تحت هذا الاسم يجب أن تشمل مجموعة من الطاقات الجسمية و الفكرية المتواجدة في جسم إنسان ، و التي يجب أن يجعلها حركة لكي ينتج أشياء نافعة ".
كما أن هؤلاء يرون إن أساس عملية الإنتاج وإنشاء المنفعة أو تكوين منتوج معين هو من العمل البشري الحسي الذي يحرك عوامل الإنتاج الأخرى .أي بدونه لا يمكن أن تتم عملية الإنتاج ويستنتجون حسب هذا التحليل أن عوامل الإنتاج الأخرى خاصة أدوات العمل ما هي إلا عمل متراكم سابق (ميت)، وهذا يعني أن أصل كل إنتاج أو خدمة هو عمل بشري فأساس النشاط الاقتصادي هو العامل البشري وهو صانع الخيرات بمختلف أنواعها ، في حين أن رب العمل في المؤسسة الرأسمالية ما هو إلا مستغل فهو قد جمع رأسمالا بواسطة الاستحواذ على فائض الإنتاج (القيمة) ، الذي قدمه العامل في دورات إنتاج وتحويل السلع إلى نقود ثم إلى عوامل إنتاج ما هو إلا جزء من حق العامل الذي حرم منه وأن رأس المال أو أدوات الإنتاج لا حركة لها وبالتالي فهي لا تنتج قيما .وهكذا يتوصل ماركس بعد مقارنات إلى أن استغلال العامل يكمن في عملية الإنتاج الرأسمالية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

إلا أن الرأسماليين يرون أن رأس المال هو العنصر الأساسي في عملية الإنتاج وبالتالي في تكوين المؤسسة مما يخول له بشكل منطقي الاستحواذ على أكبر جزء من عوائد عملية الإنتاج بعد طرح أعباء العناصر الأخرى ومنها العمل في صورة أجور .
وهذا يؤدي إلى أن هناك تضاد بين العمل ورأس المال سواء لدى أصحابها ، وهذا ما أكده أحد كبار ومؤسسي نظرية الرأسمالية "David Ricardo" حيث قال أن : الأجر والربح في المؤسسة الرأسمالية يتناسبان عكسيا فيما بينهما ، ومجموعهما يكون نتـــــــــــــيجة عملية الإنتاج وبالتالي فان رفع أحدهما يؤدي إلى انخفاض الثاني .وبالطبع فالرأسمالي هو صاحب السلطة في المؤسسة ، وهو الذي يفرض رغبته ويعمل على تخفيض الأجر أو قيمة شراء قوة العمل إلى أدنى مستوى ، وهي قيمة الوسائل الاستهلاكية المادية والمعنوية التي تسمح بالاحتفاظ على هذه القوة وتجديدها دون السماح لها بالخروج من ضغوطه .
من جهة أخرى نجد هذا التضاد والنفور بين العنصرين في حالة إدخال أدوات أو وسائل الإنتاج جديدة ، مما يؤدي إلى التخلص من عدد من العمال وهذا ما لوحظ منذ القدم خاصة أثناء الثورة الصناعية في أوربا .كما قد يؤخذ العامل مكان الآلة في حالة التخلص منها وذلك بسبب ارتفاع قيمتها أو بسبب سياسة المؤسسة التي تستعمل طرق إنتاج أكثر استعمالا للعمال .
إلا أن التطور السريع في المايكرو إلكترونيك قد أدخل جذريا الإعلام الآلي والآلات الأوتوماتيكية إلى المؤسسات وفرضت نوعا معينا من التنظيم ، وكذلك سيطرت على حرية العمال من ناحية التكوين واستعمال هذه الآلات وكذلك أخرجت الكثير منهم إلى خارج دائرة نشاط المؤسسة ، وهذا لأنها تستجيب إلى رغبات المؤسسة بصفة عامة في عملية الإنتاج وارتفاع المردود والسرعة والتنظيم الجيد .
المــــــطلب الثانـــــي :
2خصائص العمل البشري : لقد تطرق إلى عنصر العمل العديد من الاقتصاديين والمتخصصين في الإدارة والتنظيم بمختلف اتجاهاتهم وأزمان وجودهم خاصة في هذا القرن . وكل من تطرق إلى مفهوم العمل يمكن أن نستخلص ميزات مشتركة ناتجة عن جوهرهوعلاقته بالمحيط والإنسان الذي يقوم به :
– أن العمل يعبر عن بذل جهد عقلي وفكري لغرض تحقيق أو تحصيل على مقابل وهو يتخذ أشكالا وأنواعا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

– إن العمل نتيجته تقديم أشياء أو منتوجات ذات قيمة وتختلف طبيعتها باختلاف طبيعة العمل المقدم والموارد المستعملة فيه وهي المنتجات المقدمة إلى الاستعمال البشري .
– يخضع العمل إلى إحصاء أو قياس وهو عنصر ملازم له لعدة أسباب منها ما يزيد بتقديم الذي يقابله وقد أخذ صورة الزمن المنفق في عملية العمل من أجل الإنتاج أو الأمر ليقيم هذا الجهد فيما بعد بقيم نقدية وغيرها .
– باعتباره ظاهرة اجتماعية ،فالعمل يرتبط بشكل مباشر بتنظيم المجتمع،بواسطة ما يسمى بتقسيم العمل و تنظيمه.
– يأخذا لعمل ميزة أخلاقية ،تزيد أو تنقص ،أو تأخذ قيمتها حسب ما يتخذه هذا الجانب لدى المجتمع، و يرتبط بالجانب الثقافي القيمي للمجتمعات .
– يتميز العمل و العامل بالتعقيد و اعتبار العملية نتيجة حاصلة لتجمع عدد من الجوانب النفسية ،الاجتماعية ، الاقتصادية ،و غيرها داخل الإنسان الذي يقوم بها،و للظروف المحيطة بهذا الإنسان .
– مع تطور التكنولوجيا و طرق تنظيم المؤسسات و التطور الحضاري للإنسان تتغير درجة ارتباط الإنسان ككائن حي بالآلة .فبعد أن كان يقوم بالعمل مجردا من الأدوات ،أصبحت هذه الأدوات الوسيط بينه و بين المواد أو الموضوع الذي يقع عليه العمل ،ثم أخذت الآلة مكان الأداة اليدوية البسيطة بعد ذالك .و يزداد تعقيد العمل بتالي بتعقيد الآلة و دورها في العمل .
– وبتدخل القوانين و التنظيمات المفروضة من طرف الأنظمة و الدول و كذالك دور النقابات المتزايد في هذا المجال يزيد من تعقد و تشابك موضوع العمل .
ولكل هذا أصبح العمل اليوم لا يمكن أن يغطيه نوع من الدراسات أو العلوم بل مجالا خصص لكثير من العلوم و المناهج في التطرق إليه .مما يزيده ثراء و توسعا بعد أن كان حكرا على المتخصصين في العلوم الاقتصادية .وقد أعطت النظريات النفسية و السوسيولوجية دفعا قويا لفهم العمل وطبيعته ومن خلاله فهم العامل وتوفير الشروط الضرورية لنجاح المؤسسة في استغلاله ،بعد أن عملت المدرسة الكلاسيكية في الإدارة لمدة طويلة على إلغاء الضوء على جوانب من العمل وخاصة ذات العلاقة بالجوانب الكمية و القياسية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
المطلــــب الثالـــــــث:
3- العمل لدى مفكري الإدارة: بإلقاء نظرة سريعة على ما لدى بعض الكتاب في الإدارة يمكن أن نكتشف اهتمام كل منهم بموضوع العمل ضمن اتجاههم العام.
فمن بين تعريفات المنظمة أو المؤسسة نجد H.SIMON يعتبر هذه الأخيرة نظاما متوازنا لقي مساهمات في صورة رأسمال و جهد و يقدم بالمقابل عوائد لهذه المساهمات .و من بين العائدات و الفوائد صنف عددا من الحوافز المادية و الغير المادية بدءا بالأجر إلى المراكز أو المناصب ومنها الترقية و غيرها .
أما WEIS فتتميز لديه المنظمة بأربعة خصائص أساسية:
– شبكة من الأفراد يمارسون وظائف.
– ارتباطهم المسؤول بنشاطاتهم الوظيفية المحددة تماما و المصورة إجمالا.
– هدف يعمل الجميع من أجل تحقيقه.
– نظام علاقات ثابت ،و متناسق بين الوظائف في إطار تنظيم هيكلي معين.
أما T.CAPLO من جهته قد اعتبر المنظمة:"كوحدة جماعية تظم مجموعة أو أكثر و يسودها نظام يحدد مراكز أعضائها و يفرض عليها برنامج عمل مسبقا"،أما الجماعة المنظمة فهي:"الجماعة الاجتماعية المستقرة التي يمكننا التثبت من هوية أعضائها دون أي التباس".
وفي كلا التعريفين الأخيرين نلاحظ الدور العام المعطي لوجود العمال و الأفراد و ضرورة تنظيمهم وعملهم في إطار موجه نحو تحقيق أهداف معينة .و هو نفس الشيء الذي نجده لدى BAKKE ET ARGYRIS الذين يعتبران أن المنظمة هي عبارة عن :
مجموعة من الأفراد ،مجتمعين مع بعضهم البعض لحل المشكلات و معتمدين على بعضهم البعض في هذا الحل يستخدمون موارد بشرية و مادية و طبيعية لتحقيق أهداف شخصية و جماعية بواسطة سلوك منظم و الذي يمكن وصفه بأنه:
– نظام لعمليات أساسية مرتبط بعضها ببعض مدعمة بمواصفات و قواعد و بضمانات أخرى وهي ما يمكن أن تسمى"روابط النظام ".
– نظام الأدوات والأدوار المتــــباينة مدعم بالمواصفات ، والقواعد والضمانات الأخرى .
– بطرق تحمل "الفردية " كما تبينها وتدعمها لائحة المنظمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

– في ظروف طبيعية واجتماعية موفرة لها الفرص لصيانة المنظمة ، وتحديد أهدافها وأهداف العمال فيها .
هذا بشكل عام عن المؤسسة وعلاقتها والعمال فيها ، أما فيما يتعلق بالتطرق على وجه الخصوص إلى العمل في المؤسسة فيتضح أكثر من خلال مختلف أفكار المتخصصين في الإدارة بداية من المدرسة العلمية للإدارة أين ركزت على العمل في مجملها ، وعلى رأسهم تايلور الذي دعا إلى استعمال الإدارة العلمية في المؤسسة ، والاختيار العلمي ، وتطوير معارف العمال وتدريبهم لأداء نشاطاتهم بشكل أكثر مرودية ، وكذلك تقسيم العمل داخل المؤسسة وتنظيمه بالإضافة إلى الفصل بين الإدارة والعمال في المؤسسة .
وأهم عنصر في الإدارة حسب تايلور هو " فكرة الوظيفة " ، " فعمل كل فرد مخطط تخطيطا كاملا بواسطة الإدارة يوما مسبقا على الأقل ، وفي معظم الحالات يتسلم العامل تعليمات مكتوبة كاملة ، تشرح بتفصيل العمل المطلوب منه " .
وهو ما يدعو إلى تصنيف المناصب في المؤسسة وتوزيعها على العمال وفق قدراتهم وإمكانيتهم : " إن كل عامل يجب أن يعطى له أعلى مستوى من العمل يناسب قدرته وحالته الجسمية ". كما اقترح في كتابه عن الإدارة نوعا من الأجرة والمكافأة عن العمل الذي يقدمه العامل زيادة عن مستوى معين ، وهو نظام الأجرة الذي عرف باسمه إلى اليوم والذي يدعو من حلاله العامل للتخلي عن تكاسله حسب ما يعرفه تايلور .
وقد اهتم كل من جلبرت فرانك ، وهنري غانت ، بالعامل وحركاته في المؤسسة ، وضرورة تسلسل خطوات العمل ، ومعرفة أحسن الظروف للعامل .وقد حدد غانت خرائط العمل التي تبين ما إذا قام العامل بعمله اليومي المطلوب أم لا ، وهو بذلك يضع نوعا من أساليب الرقابة على العمال وحركاتهم ، بواسطة التقرير للشيء اللازم منها مسبقا ، ويقارن مع الشيء المحقق فعلا .
ويأتي فايول في نفس الفترة ليقدم المبادئ المشهورة (14مبدئ ) عن الإدارة ،إذ يتجه فيها إلى الإطار العام للإدارة وتنظيم وظائف المؤسسة ، وبالتالي يكمل نظرية تايلور حول أساليب الإدارة ومتابعة العمل على مستوى التنفيذ أو الورشة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

ونجــــــــد من بين 14 مبدأ لفا يول 9 منها تهتم وتدعو إلى الالتفات للعامل وتنظيم العمل ، وتوجيهه وتقسيمه والتعاون فيما بين العمال ، وخضوع المصلحة الشخصية في المؤسسة إلى المصلحة العامة ،والعدالة في معاملة العمال وتقديم الأجور .حتى تضمن المؤسسة بذلك احترامهم وتعاونهم واستمرارهم فيها . ولم تأت اقتراحات CULICK و IRWIK بعيدة عما جاء به فايول وتايلور حيث اقترح الأولون عددا من الوظائف للإدارة ، منها التنظيم ، تهيئة الأفراد التوجيه والتنسيق وهي العناصر المهمة في الإدارة ، والموجودة لدى مختلف المدارس الإدارية ، وهي مرتبطة بالعوامل البشري ومتابعته ،ضمن تكييف الأفراد مع الهيكل التنظيمي للمؤسسة ، وتدعم وحدة السلطة ووحدة الأمر بمستشارين ومساعدين للمسؤول .
وبدوره يقول شلدون "أن الإدارة جزء لا يتجزأ من تركيب الصناعة ، وان مسؤولية الإدارة مسؤولية إنسانية ناتجة من رقابتها على البشر ، وليس من تطبيقها للطرق التقنية ."
وتأتي المدرسة السلوكية بمختلف مفكريها ابتدءا من فوليت (1867-1933)،إلى ما جاء مع التجارب التي قام بها التون مايو في WESTERN ELECTRIC ، التي بينت انه لايمكن فهم تصرفات العمال بعيدا عن شعورهم . وهي النتائج التي فتحت الطريق واسعا أمام عدة أعمال ، ودراسات تطبيقية قامت لدراسة مختلف المجالات المرتبطة بالعمل في المؤسسة ، من قيادة وسلطة ودور الحوافز غير المادية في الإنتاجية ، وكذلك الجماعات غير الرسمية .
كما فتحت هذه الأعمال الباب أمام فهم الكثير من الجوانب التي كانت غير واضحة في العمل ، واستفاد منها المديرون والأخصائيون في وضع سياسيتهم في المؤسسة وخططهم للوصول إلى تعاون واندماج لمختلف الأطراف فيها (من عمال وادارييين مسؤولين) ، لأداء أهدافها وأهدافهم حسب BAKKE وARGYRIS
واللذان توصلا إلى أن الفرد كائن معقد ،أي يتكون من قدرات بيولوجية وبسيكولوجية واجتماعية ، له عادات و أحاسيس واتجاهات ومعتقدات صمن آلة بيولوجية ، على استعداد للتنشيط .والاتجاه الرئيسي فيها (الذات المركبة للإنسان)، هو تحقيق الذات والذي يتميز بتطويرها وإدراكها والتعبير عنها، وهذا لايتم إلا من خلال سلوك موجه نحو هدف وضمن إطار حضري معين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المـــطلب الرابـــــــع :
4- الموارد البشري وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية : لقد كان اعتبار الإنسان أو العمل في النشاط الاقتصادي ،ولمدة طويلة (منذ ظهور التحليلات الاقتصادية في القرن 18م)
كعنصر اقتصادي كالأرض ورأس المال وان الأجور كانت تحدد على أساس حد الكفاف لمختلف أنواع الأعمال التي اعتبرت متجانسة ، ولو أنها تصدر أو تقدم من أفراد مختلفين ويتميزون بمواصفات غير متطابقة ، وهو ما يجعل الأعمال أو القوة المقدمة مختلفة في نوعيتها ، وهو ما كان مغفلا إلى حين .
وانطلاقا مما سبق فقد اعتبر النمو الاقتصادي نتيجة للزيادة التي تعرفها إحدى العوامل الاقتصادية الثلاثة الأرض ، العمل ورأس المال ، إلا أن الدراسات التي تمت في الواقع سمحت بتفسير جزء فقط من النمو الاقتصادي وأرجعته إلى العوامل الثــــــــــــــلاثة . ففي الفترة 1929-1957 كانت هذه العوامل الثلاثة قد ساهمت بالنصف فقط في معدل النمو الاقتصادي الذي شهدته أوربا الغربية و اليابان ، وتم إرجاع الفرق الباقي إلى عوامل أخرى غير محددة،حيث تم تجميعها تحت ما يسمى "بالتقدم التقني"،أولى عوامل التنمية المكثفة و التي تجمع عددا من العناصر مثل التطور التقني و غيرها،و هي تصنف في مجموعها في"التقدم التقني".و من جهة أخرى فإن نظرية أجر الكفاف (البقاء) أظهرت ضعفها أمام الأجور المتغيرة و المرتبطة بالإمكانيات الموفرة لدى الأفراد و بتالي فالعمل المتشابه كفرضية لم يصبح مقبولا .و هذا ما فتح المجال أمام الدراسات في هذا الموضوع إلى اعتبار العمل ليس فقط من جانبه الكمي بل أيضا من جانبه الكيفي .
و أول من بين أن الجانب الكيفي للعمل ،و لو كان محددا في صفة محدودة في مؤشر مستوى التعليم،كان :"DENISON "،الذي قال عن الدعم الذي يقدمه التعليم أنه :"في الولايات المتحدة الأمريكية بين 1929-1957 ،استفاد العامل المتوسط بارتفاع سنوي في التعليم تقريبا بــ 2%، وهذا ما رفع نوعية العمل إلى 0.97% سنويا ، و ساهم بـ0.67% في نمو الدخل الوطني ، و ساهم بـ 42% في رفع الدخل الحقيقي لكل فرد عامل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

و من الانتقادات الموجهة لهذه النتائج من ناحية الحساب ،و خاصة من ناحية اعتبار
أن مستوى التعليم الرسمي فقط سببا في رفع إمكانيات الأفراد ، التي أثرت على التنمية الاقتصادية في هذا البلد (الو.م.أ) ،إذ يعتبر التعليم الرسمي واحدا فقط من بين المكونات المتعددة ، المشتركة في تحديد نوعية العمل الإنساني ،و منها التعليم الغير الرسمي ، و
كذالك الصحة و التكوين المهني و الدورات التدريبية وغيرها .و بغض النظر عن هذه الانتقادات و غيرها ،فإن النتائج تدل على أهمية العامل البشري ،و دوره الفعال في النتائج الاقتصادية .
ومن جهته كان "HECTOR CORREA" في محاولة لفصل مساهمة التربية في نمو الناتج الوطني الخام (P.N.B)في الولايات المتحدة الأمريكية بين:1909-1949،قد أوضح حسب تقديراته أن نمو P.N.B في هذه الفترة كان نتيجة 31% من مدخلات العمل و رأس المال ،و 5.3% من تطور أو زيادة مستوى التعليم للبيد العاملة و4.4% من ارتفاع طاقة العمل بفعل تحسين الحالة الصحية و 59.3% أرجع الى تطورات أخرى تكنولوجية.ولا نخوض في الإنتقدات الممكن تقديمه لهذه النتائج أيضا. وقد بين عدد من المختصين الاقتصاديين أن هناك علاقة بين الاستثمار في الإنسان و المخزون من الطاقات الإنسانية و أكثر من نصف الفرق في النمو بين اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية و العديد من الدول النامية .
وهذا ما يؤدي إلى الحديث عن مرد ودية الاستثمار في الإنسان و المعدلات الممكن تحقيقها مقارنة مع الاستثمار في المجالات المادية الأخرى ، فانطلاقا من معطيات مرتبطة باقتصاد عدة بلدان ذات ظروف و حقائق مختلفة و متميزة مثل الولايات المتحدة ، فرنسا ، الهند ، المكسيك ، أعطت دراسات عنها أن معدلات المر دودية في الاستثمارات البشرية تساوي عادة معدل المر دودية في الاستثمارات المادية ، و أحيانا تزيد عنها مثل فرنسا مثلا . و في دراسة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية ، كان التعليم سنة 1939 في المستوى الابتدائي ذي مردودية تقدر بـ 35% و 54% عند إدخال إمكانية الانتقال إلى مستوى أعلى من التعليم بافتراض إمكانية الارتقاء إلى مستوى أعلى لكل شخص يريد ذلك .وكل هذه النتائج ، وغيرها ، رغم ما يمكن أن يقال عنها من احترازات من تفسيرها أو مكوناتها ، كذا إلى بعد الفترات التي أجريت فيها باعتبار التطور السريع الذي تشهده مختلف جوانب التكوين ، ودورها في النشاط الاقتصــــادي ، وهو ما يدعوا إلي الحذر في التعامل معها ، رغم كل هذا لكن الاعتراف ، وبدون شك ، بأهمية الدور الذي تلعبه عملية الاستثمار في الموارد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

البشرية ، سواء على المستوى العام للمجتمع ، أو على المستوى الوحدي ، أي في المؤسسات الاقتصادية ، مما جعل العديد من المختصين ، وحتى السياسيين يدعون إلى إتباع سياسات منهجية إستراتيجية في هذا المجال ، من اجل تحقيق تطورات وقفزات في النمو الاقتصادي .ويزداد اليوم دور الموارد البشرية في التنمية الاقتصادية مع التطور الرهيب في الآلات والأجهزة ، وفي الإعلام الآلي وما يؤثر به على مردودية هذه الموارد ، وكذا على مستوى التكوين المطلوب منها والمتزايد باستمرار . هذا بالإضافة إلي التعقيدات التي لحقت بظروف الحياة ككل ، وما يترتب على ذلك من خسائر وخطورة في حالة سوء تسييرها بالشكل المطلوب ، الذي لايمكن الوصول إليه إلا من خلال التكوين للتمكن من الوعي بأسباب المشاكل وحلها في الوقت المناسب .
وقد كتب هانس (كيتري أمريكي) " حتى من وجهة نظر المنافسة الصناعية ، أستطيع القول بأننا ربما نتحرك باتجاه عصر جديد . فالصناعة ، ربما ستكون أكثر من غيرها من القطاعات ذات مصلحة في تحقيق مستوى عالي من الخدمات الإنتاجية ، أكثر من مصلحتها في وجود مستوى منخفض . و من الملاحظ أن الأقسام المتخصصة بالتنمية الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية تبني دعايتها أكثر فأكثر ، لا على تخفيض الضرائب ، و إنما على رفع مستوى التعليم الاجتماعي ، و الخدمات البلدية و الشروط السكنية ، و الخدمات الصحية و غيرها .
و يلتقي أيضا الكلاسيك الجدد في الولايات المتحدة في نفس الفترة ، مع هذا الرأي حيث توصل التحليل الكلاسيكي الجديد لعوامل النمو الاقتصادي بواسطة دالات الإنتاج من نموذج كوب-ـ دوقلاس ، إلى استنتاج بأن الدور الحاسم في رفع معدلات النمو في الرأسمالية المعاصرة يرجع إلى التقدم التقني ، أو ارتفاع فعالية عوامل الإنتاج التي ترتبط بعملية التجديدات التقنية ، و بارتفاع المستوى الثقافي و التأهيلي للإطارات ، وبتحسين تنظيم و إدارة الإنتاج و غير ذلك .
و حسب هذا فإن العامل الأساسي في النمو الاقتصادي ليس الاستثمارات في العناصر المادية ، بل هو الاستثمار في العامل البشري ، سواء كعامل أو موظف في المؤسسات ، أو كمسير و منظم الإنتاج باعتبار أن هذا الأخير (الإنتاج) يحتاج في تسييره تنظيم مختلف مجالات نشاط المؤسسة العامة ، إلى خبرات ومؤهلات ، يفترض أن يكتسبها الإداريون ، سواء في مجالات متابعة العمل الإنتاجي و الوظائف الأخرى ، أو من ناحية توفير الظروف الملائمة للعمال ، أو للموارد البشرية ككل في المؤسسة ، حتى تقدم ما لديها من طاقات و تبذل مجهودات كافية لرفع مردودية الاستثمار كعنصر بشري ، و عن طريق ذلك رفع مردودية كل ما استثمر من موارد مختلفة الطبيعة المؤسسة ، وهو الهدف الذي تسعى إليه كل مؤسسة اقتصادية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

4/ التنظيم و الإدارة : لقد أصبح دور الإشراف على نشاط المؤسسة ذا أهمية بعد إنشاء المؤسسات الرأسمالية بعد الثورة الصناعية ،حيث أصبح العامل لا يتحكم في العملية الإنتاجية الكلية بل يقوم بجزء بسيط منها ، كما ازداد دور التنظيم بتطور المؤسسات و كبر حجمها و كذلك ارتفاع قيمة الخطورة في حالة إمكانية وقوعها . و اخذ التنظيم حاليا معنى أكثر تكاملا و أتساعا ابتدءا من تطوير ما قدمه فايول في هذا الموضوع .
التنظيم أو الإدارة عامة حـسب مؤسسها العلمي الأول (فايول) هي التخطيط و التنظيم ، التوجيه ، المراقبة والقيادة ، و اكتسب هذا العنصر أهمية مع تطور الرأسمالية و حددت له نسبة من عوائد عوامل الإنتاج و هو الربح حيث في بادئ الأمر يحصل عليها رب العمل الذي غالبا ما يجلب الأموال بنفسه لإنشاء المؤسسة و قد تكون هذه الأموال ملكا له إلا أنه بظهور شركات الأشخاص وشركات الأموال اتخذت الإدارة شكلا آخر حيث أصبح إسنادها إلى شخص قد لا تكون له أية صلة برأسمال الشركة أي يأخذ مكان أجير مسير ، و بالتالي تتخذ الإدارة شكل العمل الفكري في المؤسسة في إطار تطور المؤسسة بالمجتمعات الصناعية الحديثة .
و قد أخذت الإدارة نفس الشكل في المؤسسات العمومية ، حيث يكون المنظم أو المسير فيها كعامل يتقاضى أجرته ، ولا علاقة له بالأرباح إلا في ما تمليه سياسة المؤسسة . و مع دخول الإعلام الآلي إلى المؤسسات وجد هناك إدارة أكثر دقة واتخذت أشكالا أكثر تطورا ، و سوف نتطرق إلى الإدارة و جوانبها المختلفة في المؤسسة ، و كذا التنظيم الداخلي لها في أجزاء منفصلة من هذا الكتاب .
5/ الموارد التكنولوجية : التكنولوجيا من المصطلحات التي تلفت الانتباه عند سماعها ، و تجعل المستمع يعطيها معاني و أدوارا في التطور الاقتصادي و الاجتماعي الذي شهدته تشهده البشرية باستمرار ،كما أن نفس المصطلح قد يعني العديد من المعاني والاستعمالات والأقسام .وفي كل الحالات فأن التكنولوجيا تجد مكان تحققها بالمؤسسة الاقتصادية إلى حد كبير ، وجزءا كبيرا من الإعداد والبحث والتنمية وبالتالي فنتائج ذلك تعود عليها في عدة جوانب وسوف نتناول التكنولوجيا وعناصرها ودورها في المؤسسة في عدد من النقاط ابتداءا من تعريفات لها أو أجزاءها :
1- تعريف التكنولوجيا ومكوناتها :يمكن أن ننظر إلى التكنولوجيا بأنها مفهوم معقد بدرجة التعقيد الذي تتميز به في مراحلها والجوانب المختلفة بها وهناك التقنية كعنصر منها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

1)- التقنية : هناك الكثير من الخلط بين التكنولوجيا والتقنية وعادة ما يعرف بأحدهما الآخر إلا أن كل منهما يخـــــــــــتلف عن الآخر فالتقنية (LA Technique) عند JEAN FOURASTIE مثلا هي : " فن استعمال الموارد الطبيعية من أجل تلبية الحاجات المادية للإنسان ."
وهذا التعريف للتقنية يعني أنها ما يقوم به الإنسان في عملية اتصاله بالموارد البشرية من أجل استعمالها حسب حاجاته . فالتقنية لدى الإنسان البدائي هي استعمال الأدوات الحجرية التي كان ينحتها بيده وبواسطة أحجار أخرى لينتج منها رؤوس حراب لصيد الحيوانات أو مشارط حادة لقطع الأشجار وغيرها من استعمالات القطع أو لصناعة محراث لقلب الأرض . وهي كلها تظهر ما يضيفه الإنسان بفكره إلى الموارد الموجودة في الطبيعة ونتيجتها سوف تفيده في تلبية حاجاته بشكل أسهل وأكثر ملائمة بعد أن وجد أو أحس بحاجة إليها عند عدم توفرها .
ونفس المنطق ينطبق على مختلف مراحل تطور الإنسان إلى يومنا هذا وإلى المستقبل فالتقنية تتغير حسب درجة تطور الإنسان وحتى طبقا لظروف وجودها ومكانه ولها جانب كبير من الفن والتصور .
ونجد نفس المعنى تقريبا عند فيصل يشير حيث يعرف التقنية " كمجموعة الطرق المباشرة وغير المباشرة الإنتاج السلع الاستهلاكية الفردية والجماعية " . ولديه الطرق غير المباشرة في الإنتاج هي ما يعني إنتاج وسائل وأدوات الإنتاج ، كأداة عمل وتحويل للمواد من أجل الحصول على ما يلبي حاجاته وهي طرق الإنتاج المباشرة .
وإذا كان صاحبي التعريفين قد أعطيا معاني جد محددة للتقنية فهناك من يراه واسع المعاني وليس لديه تعريف واحد فمثلا لدى " JAQUES ELLUL" : "مصطلح التقنية بحد ذاته يشمل عددا من الظواهر وعدة معاني ولكن ما يجعل صعوبته هو أن هذه المعاني تعني حقائق مختــــــــــــــــــــلفة : من جهة حقائق واقعية (تقنية محرك التفجر à explosion) ومن جهة أخرى مواضيع دراسات علمية وأخيرا طبقات من التقنيات المختلفة مرتبة حسب الزمن ويبدو في البداية نعني بتقنية نوع من كيفـــــــــــية العمل(how to do) طريقة أو مجموعة طرق (procédés)، ولكن بسرعة وفي حالة ما الذي سوف يغلب هو الآلة وتطبيقاتها الصناعية ، التقنية أصبحت تعني طرق الانجاز واستعمال الآلات والكلام عادة عن التقنيات " .
وبنظرة عامة فإن مختلف هذه التعريفات ترتبط مباشرة بعملية الإنتاج وطريقتها ونتائجها باستعمال مختلف عوامل الإنتاج من أجل الحصول على منتوجات معينة تلبي حاجات الإنسان وهو ما يعني ارتباط التقنية بالمؤسسة وبالعمليات الاقتصادية فيها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

2)- التكنولوجيا : بخلاف التقنية وبساطتها في التعريف فإن التكنولوجيا تأخذ أكثر تعقيدا حيث عرفت بطرق مختلفة منها ما يرتبط بالعلم وتطبيقاته في الصناعة والاستعمال ومنها ما يرتبط بالطرق المستعملة في العمليات الاقتصادية وهناك ما يضيف جانب le savoir faire لدى الأفراد وهو مايرتبط بالرأسمال البشري فيعرف مثلا " jean perin" التكنولوجيا هي إذا المعرفة المنظمة المشكلة للتقنيات .وتتحد حسبه التكنولوجيا بمجموعة التقنيات كما تم التطرق إليها فيما سبق .
ومن بين التعريفات نجد " Root " يعرف التكنولوجيا بأنها " مجموعة المعارف التي يمكن أن تستعمل في إنتاج سلع وفي إنشاء سلع جديدة" .
3)- مكونات التكنولوجيا : حسب jeanperinفإن هذه المعارف يمكن احتوائها في المصانع والآلات ، و يمكن أن تسجل في وثائق مكتوبة (دفتر شروط ،خطط تقنية،شهادات براءة) ،أو يمكن أن يتحصل عليها الأشخاص(مهندسين،تقنيون وعمال). وهذا ما يؤدي إلى القول أن التكنولوجيا ليست فقط مجسدة في الآلات و طرق استعمالها في الإنتاج ، وما تعطيه في سلع،بل أيضا عليها أشخاص أو أفراد في المؤسسة من أجل استعمال و التجهيزات و الآلات ، و يمكن وجودها في وثائق مختلفة.و هذا المعنى في الواقع هو الاتجاه الموجود حاليا في تعريف التكنولوجيا حيث تشمل الأجهزة التي تحتوي على معارف وعمل متراكم و بحث معين سمح بالوصول إليه.
1)- الطرق و الأساليب :و هي الجوانب المتعلقة بتوجيه الإنتاج و النشاط الاقتصادي ككل في المؤسسة ،أو في منظمات حتى غير هادفة لإنتاج الربح مثل المؤسسة الاقتصادية،وهي مرتبطة بشكل كبير بطرق التسيير أو الإدارة عامة ،وجوانب تنظيم المؤسسة و تقسيم العمل و غيره و تتدخل فيه عدة عوامل اجتماعية و نفسية و ثقافية كما تم الإشارة إليه في تعريف المؤسسة كنظام اجتماعي .
2)- معرفة العمل (know how):ما يجتمع لدى الأفراد من إمكانيات و طاقات و معارف تسمح لهم بتوجيه الآلة و تنظيم الإنتاج،حيث كيفية العمل"هو نتيجة تراكم خلال السنوات من التجارب الإيجابية ،ولكن أيضا من الصعوبة و الأخطاء هذه العملية تراكمت في رأس و أيدي عدد محدد من الأفراد".
و ليس بعيدا عن هذا ، فإن الإدارة و تسيير الإنتاج، تعتبر إلى حد كبير تتمتع بالجانب الفني الذي يظهر قدرات الشخص المسؤول أو المدير و هو ما نجده عند تعار يف عن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

الإدارة حيث تشمل جانبين : جانب علمي و جانب فني. و تلتقي إذن الإدارة مع التكنولوجيا في ما يتعلق بالـــــــــطرق و الأساليب و حتـــــــــــــى في معرفة العمل(le savoir faire) ،كما يلتقي هذا الجانب من جهة أخرى بتعريف أخر للتكنولوجيا لدى :"R.F.BIZEG":"التكنولوجيا هي معالجة (Traité) الفنون عامة أو أيضا تفسير المصطلحات خاصة لمختلف الفنون و الحرف."
ومعرفة العمل في الواقع تتجمع بالتكوين و التعليم ،و بالتدريب في المؤسسة أو في المعاهد أو مدارس متخصصة ،أو حتى بطرق فردية و تكوين ذاتي و هو ما يكون رأس المال البشري كما ذكر سابقا في الموارد البشرية ، و يجعل من الإنسان يختلف عن الأخر نظرا لم يتميز به من قدرات وطاقات تستعمل في الإنتاج أو في الإدارة ،أو في مجالات أخرى من الحياة ،و تعطي نتائج جد مختلفة و متباينة ، و هو الفرق الذ1ي كسبته المجتمعات المتطورة التي تستعمل أكثر و أكثر هذه العناصر.
و هناك من يقسم تقنيات التسيير إلى فروع ثلاثة : تقنيات المعلومات ،تقنيات التنظيم ،تقنيات اتخاذ القرار .و بكل من هذه الفروع الثلاثة ترتبط العديد من العناصر و التقنيات الفرعية ،مثل أنواع المحاسبة في لمؤسسة و ما تقدمه للإدارة، وكذالك التنظيم و تقنياته بعد ما قدمته مختلف التيارات الفكرية ابتداء من سميث و تايلور و غيرهم بالإضافة إلى عناصر أخرى لاتخاذ القرار ،و إعداد متابعته مثل تقنيات البرمجة الخطية ،تسيير المخزونان وغيرها.
و من جهة أخرى فإن احتواء التكنولوجيا على جوانب اجتماعية نفسية و ثقافية يجعل منها أداة لحمل خصائص و قيم و ثقافة،المجتمع الذي ينجوها و يكونها و هو ما قد كان سبب حديث و دراسات و تحليلات ،فيما يتعلق باستيراد التكنولوجيا و المشاكل المرتبطة بها ثقافيا ، أو من عدم تكييف المستخدمين و حتى المسيرين مع طرق الإدارة و أساليب الإنتاج في المؤسسات الصناعية المستوردة من الدول الصناعية الكبرى إلى دول شرقية أو دول متخلفة و هي جزء من أسباب عدم نجاحها في كل منهما . وقد عرف A.Ben Achenhou التكنولوجيا :"مجموعة قوى عمل مؤهلة مترابطة اجتماعيا ،و آلات في النظام الاقتصادي محدد بأساليب تنظيم داخلية و خارجية لوحدة العمل.
2- مراحل إنتاج التكنولوجيا: حتى يتم الوصول إلى تحقيق نوع جديد من الآلات أو من المنتوجات ،أو من طرق الإنتاج و غيرها، تمر العملية بعدة مراحل يمكن توزيعها إلى 3 أساسية : قاعدية ،تطوير ،تطبيقي و كل منهما يمكن تفريعها إلى أكثر من مرحلة حسب نوعية البحث و المنتوج المراد تحقيقه.و تتميز المرحلة الأولى لهذه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

السلسلة بالتكاليف المرتفعة و الطويلة و هي تصل إلى تكلفة عالية في المنتوج ،في حين أن المرحلة الأخيرة لها أهمية في المرور من مرحلة البحث إلى التصنيع ، و قد يستغرق وقتا معينا إبتداءا من التجارب و إنجاز النماذج ثم تجربتها في السوق بالعرض على مجموعات محددة من المستهلكين،و بعدة طرق و تقنيات ، و نجاح هذه المرحلة يؤدي إلى نجاح المنتوج الجديد بنسبة عالية .و تلعب وظيفة البحث- تنمية في المؤسسة دورا مهما وفعالا في ذالك .
3- أهمية التكنولوجيا في المؤسسة :تزداد هذه الأهمية باستمرار ،باعتبار المنتوج والآلة و العامل ، و هم العوامل المتحركة في المؤسسة ، بالإضافة إلى الطرق المستعملة كلها تساهم في تحقيق المنتوج و بالأشكال و الكميات المطلوبة من المستهلك و كل منها مرتبط بالتكنولوجيا المستعملة في المؤسسة ، و ترتبط بها كل من الإنتاجية و النوعية للمنتوج ، و هذا الأخير سوف يحدد الأرباح و مرد ودية المؤسسة، و يحدد درجة نجاحها في أداء دورها و استمرارها،و بالعكس الاختفاء و الانسحاب.
والمؤسسات اليوم تتنافس فيما بينها بالجودة والسعر في نفس الوقت ، وهما عنصران ينتجان عن مستوى التحكم في التكنولوجيا في مختلف أشكالها ، وليس فقط باستعمال آلات حديثة ، ومن جهة أخرى فتزداد أهمية التكنولوجيا من جانب ضرورة اهتمام المسيرين بها في عملية الاختبار المناسب منها ، إذ غالبا ما تتم باعتماد مقاييـــــــس مالية،وإهمال الجوانب الاجتماعية والنفسية وغيرها ، وهي جوانب قد يصل تأثيرها إلى حدود خطيرة جدا مثل توقف أو إفلاس المؤسسة .
كما أن المدير مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى ،بمعرفة كافية بالأساليب التقنية التي يتم استعمالها في المؤسسة وبجوانب الإنتاج الذي تقوم به وهو ما يتطلب أن يكون المدير ليس فقط ذا تكوين علمي إداري أو بدونه تماما أو يصل إلى المنصب بطرق غير معروفة وملتوية بل أن يكون ذا تكوين مزدوج سواء في معاهد متخصصة أو حتى داخل المؤسسة حسب الزمن الذي يقضيه فيها مع ضرورة تميزه بتكوين متخصص في التسيير .
كما أن عملية اختيار التكنولوجيا أو تغييرها في حياة المؤسسة ، تعتبر ذات أهمية كبيرة خاصة في ظروف السوق الحالية أين يكون التأثير في المؤسسة ليس في السوق الداخلية للبلد الموجودة فيه ، بل حتى من الأسواق الخارجية في إطار انفتاح الأسواق الداخلية للبلدان المختلفة على بعضها لتكون ســـــــــوقا واحدة ، أو ما يسمى بعولمة الاقتصاد . ولذلك فهناك عدة أخطار تنتج عن التنافس في حالة سوء اختيار التكنولوجيا المناسبة للوقت والسوق المناسبين ، إذ يمكن أن تغير المؤسسة منتجاتها بإدخال طرق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

وآلات جديدة ، بحثا منها في التحسن وتفادي أخطار المنافسة في حين أن النتائج قد تأتي بالعكس في حالة عدم الاطلاع الكامل على مختلف التكنولوجيات التي يستعملها المنافسون وما يمكن أن يتوجهوا إليه من تحسينات انطلاقا من سلوكهم في السوق .
وكذلك الاطلاع على مختلف مصادر التكنولوجيا والأبحاث التي تتم باستمرار في مختلف الجهات المتخصصة ، مثل الجامعات و المخابر المتخصصة ، والمجالات المتخصصة . وهذه العناصر تدخل في إطار الاتصال الدائم بالمحيط عن طريق نظام المعلومات في المؤسسة ، و محاولة جلب مختلف المعلومات و من مختلف المصادر الممكنة ، من أجل تمكنها من إعداد الجيد للقرارات ، وخاصة منها المهمة أو الإستراتيجية ، مثل ما يرتبط بتغيير أو تحسين التكنولوجيا المستعملة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

الخاتـــــــــمــة :
من خلال بحثنا في موضوع موارد المؤسسة الاقتصادية تبين لنا أنه لا يوجد شك في أن موارد المؤسسة في حالة توفرها و تظافرها مع بعضها البعض تلعب دورا كبيرا في تحقيق النمو والتطور ومنه فإن اعتقادنا أن مورد الإدارة و التنظيم رغم ما له من أهمية فإنه لا يمثل المورد الوحيد للمؤسسة ، فبغية كفاءة عملية الإنتاج في المؤسسة الاقتصادية يتحكم العمل دوما في توثيق و ربط العلاقة بين مختلف الموارد و الإنتاج ، وتوظيف كامل لكفاءة الموارد ، أي أن لكل مورد أثره على النشاط الاقتصادي للمؤسسة إذ يساهم كل منها بنسبة معينة في خلق ذلك المنتج، لذا وجب على المؤسسة إعطاء كل مورد أهمية خاصة به و العمل على ضمان تواجد هذه الموارد لتجنب حدوث ما بعرف بالمشكلة الاقتصادية و من هنا يمكن طرح تساؤل جديد و هو كيف يا ترى أن تحافظ المؤسسة على هذه الموارد ؟.
و في آخر بحثنا المتواضع نرجو أن نكون- بإذن الله – قد استوفينا و لو جزء بسيط للتعرف على ماهية بحثنا و عناصره و حتى نزيد في إثراء معلوماتنا و زملائنا و للإفادة و الاستفادة .

الفـــــهـــــــرس:
العنوان الصفحة .
المقدمة ………………………………………….. …………..ص1
المطلب الأول :
موارد المؤسسة الاقتصادية …………………………………..ص2
مكونات رأس المال ………………………………………….. ص3
الآلات والأدوات…………………………………… …………ص5
الأصول النقدية والشبه النقدية …………………………………ص6
الأصول المعنوية ………………………………………….. …ص7
المطلب الثاني:
مصادر تمويل المؤسسة ………………………………………ص8
المبحث الثاني :
مادة العمل (الطبيعة)………………………………….. …….ص14
أنواع المخزونان في المؤسسة الاقتصادية …………………..ص15
المطلب الثالث :
أهمية الموارد أو المخزونان في المؤسسة الاقتصادية………..ص18
المبحث الثالث :
العمل والموارد البشرية …………………………………….ص19
المطلب الأول:
تعريف العمل ………………………………………….. ….ص19
المطلب الثاني :
خصائص العمل البشري …………………………………..ص20
المطلب الثالث :
العمل لدى مفكري الإدارة………………………………….ص22
المطلب الرابع :
الموارد البشرية وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية ………………ص25
التنظيم والإدارة…………………………………… ……….ص28
الموارد التكنولوجية ……………………………………….ص28
أهمية التكنولوجيا في المؤسسة …………………………….ص32
الخاتمة……………………………………. ………………ص34

لتحميل الملف على شكل ورود من هنا

http://ta3lime.com/up//view.php?file=8aa8066e47


بارك الله فيك اخي
منذ مدة ابحث عليه هذا الموضوع
لكن لماذا لا استطيع نسخه والله محتااااااااااااااااجه

لتحميل الملف على شكل ورود من هنا

http://ta3lime.com/up//view.php?file=8aa8066e47


qmmmmmmmmmmmmmmmmmmvvvvvv

سبستنبتسبتنس تنسبانسبت ا نتسنتسا نت نتسقبانتاقبستنبا

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

مفهوم الاتصال الخارجي في المؤسسة

مفهوم الاتصال الخارجي في المؤسسة:

يعرفه مصطفى حجازي على انه حلقة وصل بين المؤسسة و المجتمع المحيط بها ، ففي كل مجتمع لابد من وجود مؤسسات و هيئات مختلفة ، قائمة لتحقيق غايات و وظائف معينة و لها صلات مع أفراد ذلك المجتمع ، لا تتمكن هذه المؤسسات من القيام بأعمالها ما لم تكن ثقة متبادلة بينها و بين جماهيرها ، هده الثقة لا تأتي عن طريق الصدفة ، لكن يجب ان تبنى على أسس متينة و خطط مدروسة تضمن لها البقاء ن لذلك فالاتصال الخارجي هو بناء ثقة الجمهور بالمؤسسة و المحافظة عليه.
يعني الاتصال الخارجي كل ما يرمز للاتصال و العلاقات الخارجية لمؤسسة ما.
أنواع الاتصال الخارجي في المؤسسة:
1-الاتصال المؤسساتي:
الاتصال المؤسساتي هو كل ما يتم بواسطة المؤسسة سواء تعلق الأمر بتقديم الأخبار عن نفسها أو عن نشاطاتها ، أو تأكيد حضورها أو التعريف بموقفها حول موضوع أو حدث يسمى نشاطها الخارجي.
2-الاتصال التجاري:
فهذا النوع من الاتصال الخارجي هو مجموع التعاملات التي تقوم بها المؤسسة مع محيطها الخارجي المرتبطة بتسويق السلع و الخدمات و حث مختلف الزبائن إلى اقتناء منتجاتها من خلال الإشهار و الترويج ، و لهذا لابد أن يكون الاتصال التجاري في مستوى راقي هذا الأخير تعكسه منتجات المؤسسة من خلال الجودة و النوعية.
يهدف الاتصال التجاري إلى: ترويج منتجات المؤسسة ، جلب الزبائن إلى المؤسسة ، فتح أسواق جديدة ، المنافسة.
3-الاتصال الاجتماعي:
يرى ميشال لوني أن الاتصال الاجتماعي هو أحد الأساليب التي يستعملها الإنسان في حل مشاكله ، فهو ركيزة لتغيير الآراء إلى الأفضل و تعديل السلوك المعاكس.
يعني الاتصال الذي توجهه المؤسسة للمواطنين ، الجماعات العامة ، المحلية و الوطنية ، و الإداريين الذي تتمنى المؤسسة خلق علاقات جيدة معهم.
وسائل الاتصال الخارجي في المؤسسة:
أ- وسائل العلاقات مع الصحافة.
ب- وسائل العلاقات العامة.
ج- وسائل تكنولوجية.
تقنيات الاتصال الخارجي في المؤسسة:
-العلاقات العامة
-الهوية المرئية
-الأعمال الخيرية
-الرعاية

بالتوفيق للجميع



افدتنا الله يبارك فيك

التصنيفات
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

بحث حول ميزانية المؤسسة

الفصل الثاني: الميزانيـة
المبحث الأول: نظـرة حول الميزانيـة
المطلـب الأول: مفهـوم الميزانيـة (1)

إن أصل كلمة الميزانية هي تعليم_الجزائر أنجلو سكسونية) و تعني الحقيبة التي تحتوي على الوثائق المالية ، وقد أعطيت لها تعاريف مختلفة و خاصة ما جاءت به المراسيم التنفيذية الفرنسية خلال فترة الإستعمار .
أما المشرع الجزائري فقد عرف الميزانية في المادة رقم 60 من قانون 84 المرسوم التنفيذي رقم ( 17-18) وهذا نصها : ( تتشكل الميزانية العامة للدولة من إيرادات و نفقات النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية و الموزعة وفقا للأحكام التشريعية و التنظيمية المعمول بها )

يتضح لنا من نص المادة أن المشرع الجزائري قد عرف الميزانية العامة للدولة بمحتواها فقط ، دون الإشارة إلى مفهومي التقرير و الترخيص وهذا يعني أن الميزاينة هي مجرد وثيقة محاسبية أو جدول مالي يتضمنه قانون المالية ، وهذا الأخير هو الذي يقدر و يرخص النفقات و الإيرادات بالإضافة إلى هذا فإن قانون المالية هو الذي يحدد طبيعة الإيرادات و النفقات العمومية ، ونتيجة للتطور جاء تعريف تعديلي للميزانية العامة للدولة وذلك في المادة رقم 3 من قانون المالية لسنة 1990 ( المرسوم التنفيذي رقم 21- 90 ) وهذا نصها: ( الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية ، مجموع الإيرادات و النفقات الخاصة بالتسيير و الإستثمار و منها نفقات التجهيز العمومي و النفقات بالرأسمالي وترخص بها). (2)

(1): شبابكي سعدان : دراسة تحليلة و نقدية لنظام المحاسبة العمومية في الجزائر – جامعة منتوري ( قسنطينة)2001 / ص( 78)
(2): فهيمة باديس ، محاضرات في المحاسبةالعمومية،جامعة منتوري قسنطينة2000-2001 ص 27

المطلـب الثاني: مبادئ و خصائص الميزانيـة
1- مبادئ الميزانيـة:
هناك مبادئ أساسية للميزانية إتفق عليها مختصو المالية و تتلخص في مايلي:
و نقصد به أن الميزانية سنوية و تتعلق بسنة مالية بدايتها من 01 جانفي ونهايتها يوم 31 ديسمبر من نفس السنة وهي في الجزائر ، سوريا ، فرنسا أمافي بعض الدول تبدأ السنة المالية في 01 أفريل كما الحال في ألمانيا ، إنجلترا و تبدأ في جويلية بالنسبة للو.م.أ ، يتم غلق الحسابات بالنسبة لهذا المبدأ وفق طريقتين أو قاعدتين .
أ/- قاعـدة الـدورة: تعني أن كل النفقات يجب أن ترتبط بميزانية السنة التي أنشأت فيها النفقة و بالتالي عدم غلق حساب النفقات حتى السداد التام لكل النفقات الملتزم بدفعها و كذلك بالنسبة لحساب الإيرادات .
ب/- قاعـدة التسييـر : و حسبها أن كل النفقات يجب أن ترتبط بميزانية السنة التي سددت فيها دون الإهتمام بتاريخ ، نشوؤها و بالتالي إمكانية غلق و تسوية كل حسابات الدورة في نهاية السنة المدنية أي 31/12 من نفس السنة، وهي القاعدة المتبعة في الجزائر وذلك حسب النص التالي ( يدرج في ميزانية السنة المالية الإيرادات المحصلة فعلا وكذا النفقات المقبول دفعها بصفة نهائية من طرف محاسب عمومي خلال السنة المالية المناسبة. (1)
1-2/ مبدأ الشموليـة : (2)
ونقصد بها المبدأ أن تشمل ميزانية المؤسسة العمومية جميع إيراداتها و جميع نفقاتها دون أي نقصان أو إقتطاع وذلك مهما كانت طبيعتها أو مصدرها و يضم المبدأ قاعدتين هما:
أ/- وجوب إتباع الناتج الخام( عدم إجراء مقاصة): إذ يمكن إجراء كل عمليات المقاصة الممكنة بين الإيرادات والنفقات كأن يسجل ضم الإيرادات الناتج الصافي للضرائب بعد خصم مصاريف التحصيل وتسجل ضمن النفقات.
للأعباء الصافية للمصالح بعد خصم الإيرادات الناتجة عن نشاط هذه المصالح و هي ما تسمى طريقة الناتج الصافي ، كما يمكن تسجيل الإيرادات و النفقات خاما أي دون إيجاد مقاصة بينها و هي ما تسمى طريقة ” الناتج الخام” و هو ما يعتمد عليه مبدأ الشمولية .
ب/- عدم التخصيص : ” لا يمكن تخصيص أي إيراد لتغطية نفقة خاصة إذ تستعمل موارد لتغطية نفقات الميزانية العامة للدولة بلا تميز” (3)

(1):المادة 7 من قانون 84/17 المتعلق بقوانين المالية المؤرخ في 07/07/1984
(2): مطبوعة خاصة للأستاذ أونيسي العياشي
(3): المادة 8 من قانون 84/17 ، مرجع سبق ذكره

ج/- الإ ستثناءات عن هذا المبـدأ:
– الميزانيـة الملحقـة
– الحسابات الخاصة بالخزينـة المساهمات الخاصـة
– رسـم التعويـض
– رسـوم شبه الخزينـة
1-3/ مبـدأ الموازنـة:
و يعني أن تكون مجموع النفقات تساويا لمجموع الإيرادات إذ لا يعقل أن تضع النفقات دون أن تكون مغطاة بغطاء مالي كافي ، و نشير هنا إلى عدم ضرورة تغطية نفقات المؤسسة بإيراداتها الخاصة ، بل أن الأغلبية المطبقة من المؤسسات العمومية ذات الطابع الغير الربحي تعتمد في تسيير شؤونها على الدعم الذي تقدمه لها الدولة و الذي يسجل في جانب الإيرادات من ميزانية المؤسسة تحت عنوان “مساهمة الدولة”
1-4/ مبـدأ الوحـدة:

تشمل الميزانية الوثيقة التي تشمل على النفقات و الإيرادات بمعنى عدم تقديم وضعية الإيرادات والنفقات في شكل ميزانيات متعددة لكل منها إيراداتها الخاصة .

” أما إذا قدمنا الميزانية إلى المجلس دفعات و لكن بدون أن تكون لكل قسم منها موارد خاصة أو أن تقدم إليه ميزانية الإيرادات على حدى أو ميزانيات النفقات على دفعات و هذا لا يعني أن ثمة ميزانيات متعددة طالما الإيرادات مجموعة كلها في جدول واحد شامل”. (1)
ويستند في تبرير ضرورة إحترام القاعدة و الإحتفاظ بها إلى عدة نقاط إيجابية منها إمكانية الإطلاع الفعلي على توازن الميزانية فلا يحتاج الأمر إلى فحص وثائق متعددة إذ يكفي مقارنة مجموع النفقات بمجموع الإيرادات المسجلة في وثيقة واحدة.
ورغم إيجابيات هذا المبدأ فإنه يعترض عارضتين هما:

 بعض المرافق ذات الطابع الصناعي تستوجب وضع الميزانية الخاصة التي تمكن من تقدير جيد لمردوديتها و منحها إمكانية التحويل الذاتي إلى جانب أن نفقات المصالح الصناعية و التجارية والإستثمارية لها أوضاع و حاجات خاصة .

 عملية الجمع التي تتم بين مبالغ ليس لها نفس الطبيعة كانت تظم نفقات نهائية ، و نظرا لهذين الإعتراضين ظهر تعديل مزدوج و يتمثل في الميزانيات الملحقة و الحسابات الخاصة بالخزينة.

(1):الدكتور حسن عواضة ، المالية العامة ، طبعة4 ، دار النهضة العربية بيروت 1978 ص71،72

أ/- الميزانيات الملحقة : (1)
هي ميزانية ذات إيراد خاص توضع عادة للإدارات والمرافق العامة ذات النشاط التجاري والصناعي، الثقافي، الإجتماعي تلحق بالميزانية العامة للدولة و هي تخضع لنفس الإجراءات التي تخضع لها الميزانية العامة إلا إنها تتمتع بالإستقلال دون الإستقلال الشخصي أو الإعتباري عن الدولة .

ب/- الحسابات الخاصة للخزينة : تشمل الأصناف التالية:
 حسابات التخصيص الخاص: ” تدرج في حسابات التخصيص الخاص للعمليات الممولة بواسطة الموارد الخاصة على إثر إصدار الحكم في قانون المالية و يمكن أن تتم موارد حسابات التخصيص الخاص بحصة مسجلة في الميزانية العامة للدولة ضمن الحدود المبينة في قانون المالية “(2)
 الحسابات التجارية : ” تدرج في الحسابات التجارية من حيث الإيرادات و النفقات للمبالغ المخصصة لتنفيذ عمليات ذات الطابع الصناعي أو التجاري تقوم بها المصالح العمومية التابعة للدولة بصفة إستثنائية و يحدد قانون المالية سنويا المبلغ الذي يمكن ضمن حدوده دفع النفقات المتعلقة بالعمليات المناسبة لما تتجاوز هذه النفقات المتعلقة بالعمليات المناسبة لما تتجاوز هذه النفقات المبالغ المحصلة فعلا بالنسبة لمجمل الحسابات التجارية”. (3)
 حسابات التسبيقات : ” تتبين حسابات التسبيقات من خلال عمليات منح التسبيقات أو تسديدها والتي يرخص للخزينة العمومية بمنحها في حدود الإعتمادات المفتوحة لهذا الغرض .
تعوض التسبيقات الممنوحة من طرف الخزينة العمومية للهيئات العمومية من الفوائد مالم ينص حكم من قانون المالية على خلاف ذلك ، ويجب تسديدها ضمن أجل أقصاه سنتان”. (4)
 حسابات القروض : ” تدرج في حسابات القروض الممنوحة من طرف الدولة في حدود الإعتمادات المفتوحة لهذا الغرض ، أما في إطار عمليات جديدة ، أو في إطار دعم التسبيقة تكون القروض من طرف الخزينة منتجة لفوائد مالم تنص أحكام قانون المالية على خلاف ذلك..” (5)
 حسابات التسوية مع الحكومات الأجنبية : ” تدرج العمليات المنجزة تطبيقا للإتفاقيات الدولة المصادق عليها قانونا في حسابات التسوية مع الحكومة الأجنبية ..” . (6)

(1): د – فوزي عطوة ، المالية العامة ، منشورات الحلبي الحقوقية 2022 ص 350.
(2): المادة 56 من قانون المالية 1984 من المرسوم التنفيذي (17/18).
(3)،(4)،(5)، (6): المواد 58،20،61،54 ،من قانون 84/17 ن مرجع سبق ذكره.

1-5/ مبدأ عدم تخصيص الإيراد: وهي ذلك أن الإعتمادات لا تمنح للمؤسسات و الهيئات العمومية على شكل كتلة مالية واحدة بل تمنح بصورة مفصلة بحيث يخصص كل إعتماد
لتغطية نوع معين من النفقات إذ ” تخصص الإعتمادات و توزع حسب الحالات على الفصول أو القطاعات التي تتضمن النفقات حسب طبيعتها أو غرض إستعمالها وفقا لمدونات تحدد عن طريق التنظيم..”(1)
2- خصائص الميزانيـة: (2)
1- وثيقـة محاسبيـة: ونقصد بذلك أن الميزانية تخضع للشكليات المحاسبية التي يفرضها نظام المحاسبة العمومية على كل مؤسسة عمومية ذات طابع إداري والتي تعتمد في مسك محاسبتها على تقسيم الميزانية إلى جانبين أولها خاص بالإيرادات والثاني خاص بالنفقات وكل جانب مقسم إلى فصول وكل فصل إلى أبواب وكل باب إلى مواد وكل مادة إلى فقرة .
2- وثيقـة تقديريـة: بالرغم من أن العناصر الموضوعية التي تعتمد عليها الميزانية إلا أنها تبقى متميزة بعدم اليقين لأنها مجرد أرقام تقديرية تستوجب التنفيذ للتأكد من صحتها و دقتها ، ويرجع سبب ذلك للتغيرات الخارجية المتعددة و التي لها تأثير مباشر على عناصر الميزانية .
3- أنها مساعدة على إتخاذ القرار: نظرا لطبيعة و مميزات المعلومات التي تتضمنها الميزانية والتي تسمح بالتغير عن كل الإمكانيات المتاحة بطريقة مبسطة ومعبرة وسهلة .
التحليل ، فإن مسؤولي المؤسسات يعتمدون في إتخاذ قراراتهم بصفة أساسية على معطيات الميزانية .
4- أنها برنامج العمل الذي تعتزم الحكومة تنفيذه: فهي لهذا الغرض تبنى على دراسات تضع نصب أعينها إمكانيات التغير و إتجاهات المتغيرات الدولية و المحلية، فهذا البرنامج الذي يتعلق بالمستقبل فهو تقدير للحكومة لما تعتزم إنفاقه و ماتتوقع تحصيله من إيراد خلال السنة القادمة، ولهذا التقدير طرقه وأساليبه الأمر الذي يستدعي الإحاطة بأحداثها و إستخدام أسسها وهذه الخاصية كانت سائدة في الفكر الكلاسيكي ،أما الفكر المالي الحديث فبرنامج العمل متكامل بجانبيه الإنفاقي والإيرادي يؤثر كل منهما على الآخر و يتأثر به.
5- أنها برنامج لتحقيق أهداف المجتمع : الميزاينة كسياسة إقتصادية متكاملة تتأثر بمتغيرات الإقتصاد القومي والعالمي و تؤثر فيها، ومن ثم يصبح تقسيم الميزانية هنايقدره بأفضلية آثارها في تحقيق أهداف المجتمع ، يصبح هذا لتحديد هدف البرنامج معيارا يتحتم على السلطة أن تضع نصب أعينها في تحضير وإعداد الميزانية و معيارا يلزم السلطة التشريعية بالرجوع من توافره و أتباعه و تنفيذه في كامل المراحل.

(1) : المادة 59 ،من قانون 84/17 ن مرجع سبق ذكره.
(2): الصادق الأسود : المحاسبة العمومية كأداة و مراقبة و تسيير ، جامعة منتوري قسنطينة97/98 ص 95.

6- أنها برنامج عمل السنة المقبلة: فنظرا لكون الميزانية يتم إعدادها في أشهر ، 6 أشهر ، و أيضا في 10 أشهر ، 19 شهرا ، فإنه إستقر مفهوم الميزانية على أن مدتها سنةعلى كامل المشروعات الخاصة والعامة حدا طبيعيا لإعداد ميزانيتها و إحتساب نتائج أعمالها و تحديد أرباحها ،.و تحديد فترة السنة كأنسب فترة في الأحوال العادية و هذا لا يعني أن تبدأ السنة من 01 جانفي ( بداية السنة ) فكل دولة تحدد بداية سنتها المالية لما يتناسب مع ظروفها السياسية و الإقتصادية ومكانتها الإدارية و العملية
– مراقبة الآداء: إن الميزانية بصفتها تعبر بشكل أو بآخرعلى برنامج عمل ، ونشاط مؤسسة لفترة زمنية محددة كمرجع لقياس حجم و نسبة ماتم إنجازه من خلال البرامج المسطرة خلال فترة زمنية معينة وذلك عن طريق المقارنة بين ماكان مقرر تحقيقه من جهة وما تحقق فعلا من جهة أخرى.

المطلب الثالث: الأعوان المكلفون بتسيير الميزانية
1- الآمر بالصرف: الآمرون بالصرف هم مبدئيا مدراء هيئات عمومية أي الأشخاص المكلفون بإدارة وتسيير هذه الهيئات حيث أن صلاحياتهم المالية ليست إلا مكملة أو تابعة لصلاحياتهم الإدارية، فهم إذا لا يملكون سلكا متخصصا يطلع بمهام التسيير المالي للهيئة و عليه يمكن القول أن الآمرون بالصرف هم المدراء ، ويمكن تعريف الآمر بالصرف بأنه كل شخص مؤهل لإثبات دين لهيئة عمومية و تصفيته و الأمر بتحصيله .
أ) أنـواع الآمرون بالصـرف:
أ1- الآمر بالصرف الرئيسي: هو الذي تخصص له الإعتمادات مباشرة و الترخيص بها في الميزانية ، مثل الوزير للدولة، و الوالي بالنسبة للولاية .

أ2- الآمر بالصرف الثانوي: هو الذي تفوض له هذه الإعتمادات من قبل الآمر بالصرف الرئيسي مثل : مدير مديرية الصحة و السكان.
ب) إختصاصـات الآمر بالصـرف:
تتمثل إختصاصات الآمر بالصرف في المحاسبة العمومية فيمايلي:
 التسجيل التسلسلي لكل الطلبات في سجلات خاصة و التأكد من عدم وجود أخطاء محاسبية .
 التأكد من أن عملية التصفية المستلمة بصفة قانونية و محاسبية سليمة.
 التسجيل التسلسلي للفواتير و النفقات و متابعة ذلك و مراجعة أرصدة النفقات .
 المراقبة والتأكد من أن الفواتير التي تم تصفيتها وفق إستحقاق معين قد أرصدت بشأنها حوالات .
 التأكد عقب كل عملية من أن النفقة قد سلمت إلى فصلها أو مادتها
 التسجيل التسلسلي للحوالات الصادرة في سجل النفقات الخاصة بذلك.
 التأكد من أن أوامر التحصيل واجبة الصدور قد أنجزت ، و التأكد بعد ذلك من عملية التصفية المرتبطة بها.
 التسجيل التسلسلي للإيرادات المحصلة في سجل التحصيل و هذا بعد التأكد منها .
 التأكد من أن المدينين والمحاسب قد أحضر المستندات اللازمة المتعلقة بالإيرادات واجبة التحصيل.
ج) مسؤوليات الآمر بالصرف: للآمر بالصرف مسؤوليات و هي بالشكل التالي:
ج1- المسؤولية السياسيـة : تعتبر الميزانية المرآة العاكسة لسياسة الدولة ، و أداة لتنفيذها و تظهر آثارها النتائج السياسية الإقتصادية و الإجتماعية ، لذلك يخضع الوزراء الذين ساهموا بتوجيهاتهم السياسية في إعداد الميزانية و تنفيذها لمسؤولية سياسية .
وهي مسؤولية خاصة للوزراء و رؤساء البلديات فالوزير يمكن طلب عزله إذا إرتكب مخالفة في الميزانية و أعضاء المجلس الشعبي البلدي يمكن لهم سحب الثقة من رئيس المجلس الشعبي البلدي .

ج2- المسؤولية المدنية: يعتبر إستعمال أموال شخص لتعويض الضرر الذي يتسبب في عقوبة مدنية ومثل هذه المسؤولية تقع على عاتق الآمر بالصرف أثر إرتكابهم الأفعال لاشرعية أو خطأ في إستعمال الممتلكات المكتسبة من الأموال العمومية وهو ما يضر بالمصالح العمومية .
ج3- المسؤولية الجنائية: لكي تقوم المسؤولية الجنائية للآمرين بالصرف يجب أن تشكل المخالفة المالية التي إرتكبوها أثناء آداء مهامهم مخالفة جنائية و تظهر المسؤولية الجنائية في حالة معروفة و التي يعاقب عليها القانون الجنائي مثل : إختلاس الأموال العمومية ، الرشوة و التحصيل اللاشرعي…إلخ.
ج4- المسؤولية التأديبية: إن الأفعال اللاشرعية والأخطاء التي يرتكبها الآمرون بالصرف أثناء تأدية مهامهم تعرضهم إلى العقوبة التأديبية التي ينفذها المسؤول السامي الذي يشرف عليهم وهذه العقوبات هي عبارة عن : توبيخات ، ّإنذارات ، تخفيض في الرتبة…إلخ.
2- المحاسـب العمومـي :
أ) تعريف المحاسب العمومي: عرف ” جال مانيلي” المحاسب العمومي بأنه موظف أو عون عمومي المرخص له قانونا للتصرف في الأموال العمومية أو الأموال الخاصة المنظمة ، يبرز هذا التعريف ثلاثة عناصر أساسية لمفهوم المحاسب العمومي:
1- صفة الموظف أو العون العمومي : حيث أن كل المحاسبيين العموميين موظفون لدى الدولة أو لدى الهيئات العمومية الأخرى.
2- الترخيص القانوني : الذي يتمثل في تعيين المحاسبين العمومين أو إعتمادهم من طرف وزير المالية .
3- التصرف في الأموال العمومية كالذي يشمل أساسا تحصيل الإيرادات ورفع النفقات و حركة الأموال و القيم العمومية و حفظها.
ب) أنـواع المحاسـبون العموميـون:
1- المحاسبون الرئيسيون الذين يسألون مباشرة من قاضي الحسابات الذين يقدمون له حساباتهم السنوية التي تتضمن العمليات الخاصة بهم و عمليات المحاسبون الثانويين التابعين لهم،أما المحاسبون الثانويون فهم الذين يتولوا تجميع عملياتهم المحاسبون الرئيسين.
2- المحاسبون المتخصصون : هم المعنيون بتنفيذ العمليات المالية بعد مراقبة شرعيتها شخصيا و تحمل المسؤولية عنها ، وإعتبار أن لهم دور رئيسي المتخصصين يسمو أحيانا بمحاسبي الدفع.
3- المحاسبون القانونيـون: أي المعنيون قانونيا وهم وحدهم المخولون بالتصرف في الأموال و القيم العمومية أو الخاصة المنظمة.

ج) إختصاصات المحاسبون العموميون :
تتمثل إختصاصات المحاسبون العموميون في:
 تحصيل الإيرادات الصادرة إليهم و تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم عن الآمر بالصرف أو المسددة إليهم مباشرة من طرف المدينين ، حسب طبيعة الإيراد و إجراءات التحصيل .
 دفع النفقات (تنفيذ الأوامر) أو حوالات الدفع الصادرة إليهم عن الآمر بالصرف أو المستندات المقدمة لهم من قبل الدائنين أو بمبادرة منهم في بعض الحالات .
 حفظ القيم و الأموال المملوكة للهيئات العمومية .
 مسك المحاسبة التي تبرز العمليات المنفذة من قبلهم.
 المحافظة على المستندات الخاصة بالإثبات و الوثائق المحاسبية .
د) مسؤوليـات المحاسـب العمومـي:
إن المحاسب العمومي مسؤول مسؤولية شخصية و مالية عن مجموع تصرفاته و أعماله الشخصية و خاصة:
 ترتيب النفقات العمومية في ظروف غير شرعية .
 حراسته و حفظه الأرصدة و قيم الهيئات العمومية .
 تحريكه للأرصدة و القيم و قيامه بالحركات الحسابية .
 محافظته على الوثائق و المستندات المثبتة للعمليات الحسابية.
 قيامه بمهمة المحاسب للمنصب الذي يشغله.
وللتمييز بين المسؤولية الشخصية و المسؤولية المالية : فالمسؤولية الشخصية هي مسؤولة عن كل المخالفات المرتكبة في تنفيذ العمليات الخاصة بالميزانية أما المسؤلية المالية هي : مسؤولية عن كل نقص أو عجز في الأموال أو الصندوق أو القيم حيث يسدد الناقص أو العجز من ذمته الشخصية .
3- مبدأ الفصل بين المحاسب العمومي و الآمر بالصرف :
يعتبر الفصل بين مبادئ المحاسبة العمومية الأساسية و يخضع لعدة أسباب أهمها:
 الوظيفتين تتعلقان بمهمتين مختلفتين : مهمة إدارية ومهمة مالية.
 تجنـب تداخـل المهـام .
 إختـلاف الكفـاءات .
أما مبررات المبدأ فتتمثل فيمايلي:
أ‌) تقسيـم المهـام ( التخصص) :
كل عملية متعلقة بالإيرادات أو النفقات هي إما عن دين للدولة لدى الغير مثل تحرير سند ، أو دين يقع على عاتق الدولة مثل تعيين موظف، في كلتا الحالتين لا بد من القيام بجملة من المهام الإدارية و المالية و بالتالي فإختلاف المهام يتطلب إختلاف الأعوان المكلفين بالإنجاز .

ب) المراقبـة المشتركـة :
الآمرون بالدفع يمسكون حسابات إدارية ( الإلتزام و الأمر بالدفع) أما المحاسبون فيمسكون حسابات التسيير ( دخول و خروج الاموال ، وهذا يسهل من عملية المراقبة بتحديد المسؤوليات ف الآمر بالصرف يراقب المحاسب و العكس صحيح).
ج) وحـدة النشـاط المالي :
بما أن كل الأموال العمومية توضع في حساب تحت مراقبة وزارة المالية فمن الطبيعي أن كلا من الآمر بالصرف و المحاسب يخضعان لسلطتها المباشرة .
أما فيما يخص بعض الإستثناءات للمبدأ فتتمثل في النفقات والإيرادات حيث توجد نفقات وإيرادات كلا منهما يشتركان في تنفيدها .
و الشيء نفسه للمحاسب توجد لديه نفقات و إيرادات خاصة بـه.

المبحث الثاني : النفقات و الإيرادات العمومية
المطلب الأول : مفهوم و تقسيم النفقات
1- مفهوم النفقات : إن القيام بأي إنفاق يتطلب توفر ثلاثة شروط هي وجود المال و شخص يقوم بالإنفاق وهدف يراد تحقيقه ، وتتوفر هذه الشروط في الإنفاق العام الذي تقوم به الدولة لكي تفي بإلتزاماتها فالنفقات العامة هي مبالغ نقدية أقرت من قبل السلطة التشريعية ليقوم شخص عام بإنفاقها في توفير سلع أو خدمات عامة و تحقيق الأهداف الإقتصادية و الإجتماعية. (1)
من هذا التعريف نستخلص أن النفقة العمومية تتميز بخاصيتين هما :
 الخاصية الأولى: و تتمثل في الخاصية المادية و هي خروج مبلغ مالي من حسابات الدولة ( الخزينة ) ، قصد تسيير المصالح الحكومية و تحسين الظروف الإقتصادية و الإجتماعية .
 الخاصية الثانيـة: هي تتمثل في الغاية من هذه النفقة ، و المتمثلة في تحقيق منفعة عامة. (2)
2/- تقسيم النفقات العمومية :
تتخذ النفقات صورا متعددة و متنوعة ، ويزداد هذا التنوع مع تزايد وظائف الدولة و تزايد مظاهر تدخلها في الحياة العامة ، إذا أردنا إعطاء تقسيمات للنفقات العمومية فنجد هناك نوعين، تقسيمات علمية أو نظرية وتقسيمات وضعية.
أ) التقسيمات العلمية أو النظرية:
وتقسم النفقات علميا من عدة روايات حسب نظرة كل باحث ، فمن حيث دوريتها تقسم إلى نفقات عادية و غير عادية أي دورية و غير دورية ، ومن حيث إنتاجيتها تقسم إلى نفقات إدارية و رأسمالية ، ومن حيث طبيعتها تقسم إلى نفقات فعلية أخرى محولة .
• النفقـات العاديـة والنفقـات الغير العاديـة :
وهو تقسيم لعلماء المالية ، و يقصد بالنفقات العادية تلك التي تتكرر كل عام بصفة دورية ،كرواتب الموظفين و النفقات الإدارية اللازمة لسير الإدارات العامة وهي نفقات تغطي بموارد عادية أما النفقات غير العادية : فهي التي لا تتكرر كل سنة أو تتكرر لكن على فترات متباعدة ، كنفقات التجهيز و الحروب والكوارث و غيرها ويرى أصحاب هذه النظرة أن هذه النفقات تغطى بموارد غير عادية كالقروض .

لكن هذا التقسيم لم يعد يتلائم مع المالية العامة الحديثة ذلك لأن النفقات غير العادية أصبحت أهم النفقات العادية كنفقات الطرق و المباني ، و المشاريع الإستثنائية والتي تكرر سنويا بنوعيها هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الموارد اللازمة لتغطيتها أصبحت غير عادية أصبحت مع كثرة اللجوء إليها لتغطية العجز المنظم في الميزانية من الإيرادات العادية .

(1): المالية العامة للدكتور علي محمد خليل و الدكتور سليمان أحمد اللوزي ص 89
(2): محاضرات في المحاسبة العمومية من إعداد فهيمة باديس ص 33

• النفقات الإدارية و النفقات الرأسمالية :
إن تقسيم النفقات حسب دوريتها إلى نفقات عادية و غير عادية أظهرت أوجه كثيرة للنقد مما جعل الإقتصاديين إلى وضع تقسيم جديد ليحل محل التقسيم السابق هذا التقسييم يميز بين النفقات الإدارية والنفقات الرأسمالية .
فالنفقات الإدارية أو ماتعرف بنفقات التسييرية أو الجارية وهي النفقات اللازمة لسير المرافق العامة للدولة كأجور العاملين وهذه النفقات تقتصر على ضمان سير الإدارة العامة و على إشباع الحاجات العامة الجارية و تزداد بزيادة نشاطات الدولة الإدارية و الإجتماعية والإقتصادية، إما النفقات الرأسمالية أو ما تعرف أيضا بالنفقات الإستثمارية التي تهدف إلى خلق سلع مادية يتولد عنها إزدياد الناتج الوطني الإجمالي و بالتالي إزدياد ثروة البلاد و يرى البعض أن هذا التقييم خاطىء ذلك لأن النفقة المنتجة ليست لها عائد مادي فقط بل هناك نفقات سميت غير منتجة تزيد من إيرادات الدولة بطريقة غير مباشرة مثلا: التكوين المهني .
• نفقـات فعليـة ونفقات محولـة:
تقوم هذه النفقات على أساس تحليل طبيعة النفقات التي تقوم بها الدولة ، فالنفقات الفعلية أو الحقيقة هي التي تنفقها الدولة من أجل الحصول على السلع و الخدمات اللازمة للحياة الإدارية وتسير المصالح العامة مثل راتب الموظفين ومستخدمي الدولة و شراء الآليات و المفروشات و الفوائد التي تؤديها عن قروض وبالتالي فهذه النفقات تمثل دخولا حقيقيا يحصل عليها أصحابها في مقابل ما قدموه للدولة من سلع و خدمات وبهذا فهي تؤدي إلى خلق دخول جديد.

أما النفقات المحولة و التحويلية و الناقلة ضمن التي تنفقها الدولة دون مقابل ودون الحصول على أي سلعة أو خدمة وغرض الدولة من هذه النفقات هو إعادة توزيع الثروة أو المداخيل بحيث تأخذ المال من بعض المكلفين بالضرائب ، وتقوم بتوزيعه على بعض الآخرين بدون أي مقابل وتتمثل هذه النفقات في المساعدات الإجتماعية المختلفة ، الضمان الإجتماعي ، التأمين ضد الشيخوخة ( البطالة و الإعانات الخيرية و الثقافية ).
ب) التقسيمـات الوضعـية:
تقسم النفقات العمومية في ميزانيتها العامة إلى عدة أقسام تختلف عن التقسيمات العلمية ، فتطور مهام الدولة بالإضافة إلى قضايا المالية جعلت تقسيم النفقة العامة يستند لتقسيم إداري أو وظيفي أو إقتصادي.
فالتقسيم الإداري يوزع النفقات على مختلف الإدارات حسب تنوعها:
– واردات
– رئاسة الجمهورية
– برلمان….إلخ .

أما التقسيم الوظيفي فهو يعتمد على وظائف الدولة و مهامها في مختلف النشاطات الإنسانية ، فهذا التقسيم يحدد نطاق الغرض الذي تسعى إلى تحقيقه الدولة من وراء النفقات العامة .
أما التقسيم الإقتصادي فيكون بالإستناد إلى التقسيم الإداري ووفقا لمهام مختلف مصالح الدولة بشرط أن توزع هذه المهام حسب تدخل الدولة في النشاطات الإقتصادية المختلفة و تقسم النفقات العمومية في الجزائر حسب نص المادة 23 من قانون رقم 84/17 المؤرخ في 17 جويلية 1984 كما يلي:
تشمل الأعباء الدائنة للدولة على مايلي :
– نفقـات التسييـر.
– نفقـات الإستثمـار .
– القـروض و التسبيقات.

المطلب الثاني : مفهوم و تقسيم الإيرادات العمومية:
1- مفهوم الإيرادات العمومية : إن الإيرادات العامة هي كل المداخيل الخاصة بالدولة من ضرائب و رسوم ، مداخيل الدومين العام ، القروض العامة ، وتهدف الإيرادات العامة إلى تغطية النفقات العامة وهذا المفهوم تقليدي لأنهم ينادون بحياد دور الدولة و إقتصار وظائفها على الحد الأدنى و الضروري لكن يحكم تطور هذه الوظائف و إتساع مجال تدخل الدولة في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية أصبحت الإيرادات العامة إحدى الدورات الخاصة بالتوجيه و التدخل في هذه الجوانب من الحياة ، كمحاربة التضخم و مواجهة الإستعمار و تخفيف الفوارق بين الدخول فهي إذن آداة لإعادة الثروات و المداخيل .
2-تقسيمات الإيراد العام: إن التعدد الذي شهدته مصادر الإيرادات العامة في العصر الحديث و التفرع في الأساليب أدى إلى إختلاف طبيعة الإيرادات و ذلك تبعا لنوع الخدمة العامة التي تقوم بها الدولة و نتيجة لكل هذا لقد حفل الفكر المالي بالعديد من المحاولات لتقسيم الإيرادات العامة ومن المعلوم أن هذه الأخيرة نجد صورها كقاعدة عامة في الدخل القومي ، ومهما تعددت التقسيمات للإيرادات العامة فهي لم تخرج عن كونها إيرادات” سياسية ” أو ” إيرادات إئتمانية”
أ) الإيرادات الإقتصاديــة:
تنقسـم بدورهـا إلى : – إيرادات أملاك الدولة ( الدومين ) .
– الثمـن العـام.
أ-1)إيرادات أملاك الدولة ( الدومين ): يطلق مصطلح الدومين على ممتلكات الدولة أيا كانت طبيعتها عقارية ومنقولة و أيا كان نوع ملكية الدولة لما عامة أو خاصة “ممتلكات خاصة”.
• الدومين العام : ويقصد به كل ممتلكات الدولة مخصصة للمنفعة العامة وذلك دون إستثمار لتحقيق الأرباح مثل : المباني المخصصة للإيرادات العمومية كمبنى الوزارة أو البلدية أو الغابات و الحدائق العمومية – لكن هذا لايمنع من تحقيق بعض الإيرادات من الدومين العام ، وهي ضئيلة في معظم الحالات و الغرض منها تغطية نفقات إنشاء هذه المرافق ، وهناك ميزانية خاصة بالدومين العام هي :
 غير قابلة للتصرف.
 غير قابلة للتقدم .
 غير قابلة للعجز.
• الدومين الخاص : (1)و نعني به كل ممتلكات الدولة التي تستثمر لهدف الربح ، كالغابات المخصصة لإستغلال الخشب و الفلين والأراضي الزراعية أو البحرية المستغلة للصيد و الأنهار المستعملة في العبور و المؤسسات الإقتصادية القومية المختلفة ومن هذا الاخير يقسم الدومين الخاص إلى مايلي :

(1):الأستاذ حسين الصغير ، دروس المالية و المحاسبة العمومية ، دار المحمدية الجزائرية1999 ص 7

1- الدومين الزراعي : و يشمل كل المزارع المملوكة من طرف الدولة.
2- الدومين التجاري: و يشمل كل المؤسسات الحكومية ذات الطابع التجاري مثل الأروقة الجزائرية.
3- الدومين المالي : و نقصد به كل المؤسسات المصرفية و البنوك المملوكة من طرف الدولة.

أ-2) الثمـن العـام :
يطلق الثمن العام على ثمن السلع و الخدمات التي تبيعها المشروعات العامة الصناعية و التجارية ، وعلى ذلك فالثمن العام يمثل المقابل ، الذي تحصل عليه الدولة بمناسبة قيامها بنشاط تجاري أو صناعي ، ويعتبر أحد الوسائل التي تمكنها من تحقيق إيراد عام للدولة ، يتمثل في مقدار الأرباح التي تحققها من ممارسة بيع السلع و الخدمات للأفراد مع مراعاة تحديد ثمن الخدمة المقدمة للجماعة.

ب) الإيرادات الإئتمانية ( القروض العامة): (1)
هي تلك المبالغ النقدية التي تستدينها الدول أو أي شخص معنوي عام آخر من الغير أي من الأفراد أو البنوك أو الهيئات الخاصة أو العامة أو الدولية أو ملف الدول الأخرى.

ج) الإيرادات السيادية :
هي تلك الإيرادات التي تحصل عليها الدولة جبرا من الأفراد بمالها من حق السيادة و تشمل الضرائب و الرسوم و مقابل التحسين و الغرامات المالية و التعويضات و القرض الإجباري و سنكتفي في دراستنا على النوعين الأول و الثاني لكونهما المورد الأساسي الذي تعتمد عليه الدولة .

(1) :د- أحم


مشكورييييييييييييييييييين

مشكوووووووووور

mercccccccccccci

شككككككككككككككككككرا جزييييييييييييييلا