المبحـــث الأول: مفهوم منهج تحليل المضمون
المطـلـب الأول : تحديد مصطلحات المنهج التحليلي *
أولا : معني التحليل –
ثانيا : معني المحتوي (المضمون) –
المطلب الثاني : تعريفات منهج تحليل المضمون *
المطلب الثالث : خصائص منهج تحليل المضمون *
*المبحث الثاني : المميزات العامة للمنهج التحليلي
المطلب الأول : خطوات تحليل المضمون *
المطلب الثاني : وحدات تحليل المضمون *
* المطلب الثالث: التحليل الكمي و التحليل الكيفي
المبحث الثالث : تطبيقات منهج تحليل المضمون *
* المطلب الأول : مجالات استخدام المنهج التحليلي
*المطلب الثاني: تطبيقات المنهج التحليلي في العلوم القانونية و الإدارية
*خاتمــــــــــة
*المراجــــــــعالمبحث الأول : مفهوم منهج تحليل المضمون
المطلب الأول : تحديد المصطلحات
: (Analyse أولا : معنى التحليليقصد بالتحليل تلك العمليات العقلية التي يستخدمها الباحث في دراسته للظواهر و الأحداث و الوثائق لكشف العوامل المؤثرة في الظاهرة المدروسة و عزل عناصرها عن بعضها بعضا و معرفة خصائص و سمات هذه العناصر و طبيعة العلاقات القائمة بينها ،و أسباب الاختلافات و دلالاتها،لجعل الظواهر واضحة و مدركة من جانب العقل .
ثانيا : معنى المحتوى المضمون
هو كل ما يقوله أو يكتبه الفرد ليحقق من خلاله أهداف اتصاله مع الآخرين ،فقد يكون عبارة خطاب أو قرار سياسي ,أو قانون,أو أعمال عادية تتم على مستوى المؤسسات الاجتماعية أو الإدارية.
المطلب الثاني : تعريفات منهج تحليل المضمون :
إن تحليل المضمون كغيره من المفاهيم الاجتماعية ،لم يحسم بتعريف جامع مانع ( محدد بدقة ) إلى حد الاتفاق التام في ظل مشكلات حدود تطبيقاته وإجراءاته على المنجز الأدبي ،واللغوي ،والشكلاني ..بالرغم من التطور والتوسع الذي شهده في استخدام الأساليب والتقنيات على المستوى الدولي ، وفيما يأتي بعض التعريفات التي أوردها د.احمد بدر في أحد مراجع الاتصال ،واتخذه على أساس أغراضه الإجرائية كأداة للبحث العلمي كما جاء به:
1- كابلان ، 1943: تحليل المحتوى هو المعنى الإحصائي Statistical Semantics للأحاديث والخطب السياسية . 2- أما بيزلي Paisley ) 1969 فيرى أن تحليل المحتوى هو أحد أطوار تجهيز المعلومات حيث يتحول فيه المحتوى الاتصالي إلى بيانات يمكن تلخيصها ومقارنتها وذلك بالتطبيق الموضوعي والنسقي لقواعد التصنيف الفئوي (Categorization Rule ) .
3- ويرى بيرلسون : ( Berelson ) 1971-1952 على إن تحليل المضمون هو أحد الأساليب البحثية التي تستخدم في وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة الإعلامية وصفاً موضوعياً،منتظماً ، كمياً. كما عرفه على انه أسلوب البحث الذي يهدف إلى تحليل المحتوى الظاهري أو المضمون الصريح لمادة الاتصال ووصفها وصفاً موضوعياً ومنهجياً وكمياً بالأرقام
4- بينما أورد الدكتور محمد عبد الحميد( 2000 ): لتحليل المضمون التعريف آلاتي مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى ،والعلاقات الارتباطية لهذه المعاني من خلال البحث الكمي ،الموضوعي ،والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المحتوى) 5- أما لازويل: فيرى أن تحليل المضمون يستهدف الوصف الدقيق و الموضوعي كما يقال عن موضوع معين في وقت معين .
ـ إن الاختلاف هذه التعاريف في تحديد مفهوم تحليل المضمون يعكس في حقيقة الأمر اختلاف الأساليب و الإجراءات و الأهداف التي يتوخها الباحث:فبعض البحوث تكتفي بتحليل مضمون وسائل الإعلام لدراسة و تحليل المادة الإعلامية أو لتحليل مضمون بعض المجالات التي تتناولها,في حين أن البعض الأخر يهتم بالعلاقات الدولية و مظاهر الصراعات ,بينما تهدف دراسات أخرى إلى دراسة بعض القضايا و الظواهر في الدول الحديثة مثل الديمقراطية ,حقوق الإنسان ,المشكلات الاجتماعية .المطلب الثالث: خصائص منهج تحليل المضمون
1- يسعى تحليل المضمون عن طريق تصنيف البيانات وتبويبها إلى وصف المضمون المحتوى الظاهر والصريح للمادة قيد التحليل . و لا يقتصر على الجوانب الموضوعية ، وإنما الشكلية أيضاً .
2- يعتمد على تكرارات وردت أو ظهور جمل أو كلمات أو مصطلحات أو رموز أو أشكال المعاني المتضمنة في مادة التحليل بناءً على ما يقوم به الباحث من تحديد موضوعي لفئات التحليل ووحداته .
3- يجب إن يتميز بالموضوعية ويخضع للمتطلبات المنهجية ( كالصدق والثبات ) ،حتى يمكن الآخذ بأحكام نتائجه ،على أنها قابلة للتعميم .
4- ينبغي أن يكون التحليل منتظماً ،وان يعتمد أساسا الأسلوب الكمي في عمليات التحليل ،بهدف القيام بالتحليل الكيفي على أسس موضوعية .
5- يجب أن تكون نتائج تحليل المضمون مطابقة في حالة إعادة الدراسة التحليلية لذات الأداة وللمادة ( قيد التحليل ) ،لضمان ثبات النتائج – الاتساق عبر الزمن – أو عبر تطبيقها واقتراب نتائجها من قبل محللين آخرين ( التحكيم الخارجي ) .
6- ترتبط نتائج تحليل المضمون مع ما ورد من نتائج وصفية وتحليلية ونظرية ،بإطار عام وشامل ،ليتم وفقها تفسير الظاهرة أو المشكلة،أي انه في هذه الحالة يعد مكملاً لإجراءات منهجية أخرى تسبقه،أو تلحقه في إطار الدراسة الشاملة .المبحث الثاني : الميزات العامة للمنهج التحليلي
المطلب الأول: خطوات تحليل المضمون1- تحديد مشكلة البحث أو موضوعه.
2-صياغ الفروض افتراض وجود علاقة بين المتغيرات ).
3-تحديد مجتمع البحث : المادة أو المواد التي سوف تخضع للبحث و الدراسة فقد يتضمن مجتمع البحث مقالات الأعمدة الصحفية المنشورة .
4-اختيار العينة :موقف الصحافة من الانتخابات .
5-تحديد رمز التحليل للعينة (جريدة الخبر،الشعب ،المجاهد).المطلب الثاني: وحدات تحليل المضمون :
هي وحدات المحتوى التي يمكن إخضاعها للعد و القياس و يعطي وجودها أو غيابها و تكرارها دلالات تفيد الباحث في تفسير النتائج الكمية هناك خمسة وحدات رئيسية هي :
1 – وحدة الكلمة :تعبر عن رمز أو مفهوم أو مدلول .
2 – وحدة الموضوع الفكرة : عبارة عن جملة أو عبارة عن فكرة يدور حولها موضوع التحليل
3 – وحدة الشخصية : تشير إلى الأشخاص أو الشخص محور الاهتمام .
4- الوحدة الطبيعة للمادة الإعلامية : قد تكون خطاب أو كتاب أو برنامج تلفزيوني و يستطيع الباحث أن يصنف البرنامج التلفزيوني إلى برامج سياسية ،اقتصادية ، ثقافية .
5 – مقاييس المساحة و الزمن : المقاييس المادية التي يتبعها الباحث للتعرف علي المساحة التي تشغلها المادة المنشورة في الكتب أو الصحف المطبوعة أو المدة الزمنية التي استغرقتها المادة في الإعلام كما تقدم لنا النتائج المتحصل عليها من استخدام هذا الأسلوب كما هائلا في كثير من الأحيان .المطلب الثالث : التحليل الكمي و التحليل الكيفي .
*التحليل الكمي : هو ترجمة المحتوي إلى أرقام و نسب و إعداد و إحصائيات و معدلات ثم حساب التكرار لتحديد مواقع التركيز و الاهتمام أو تهميش فحضور المصطلح أو غيابه في المضمون يعطي تفسيرات و دلالات تفيد الباحث .
*التحليل الكيفي : هو تفسير و تحليل نتائج و كشف أسبابها و خلفياتها لماذا كان الاهتمام وما القصد من ذلك.المبحث الثالث : تطبيقات منهج تحليل المضمون.
المطلب الأول : مجالات استخدام المنهج التحليلي1- الكشف عن اتجاهات الأفراد والجماعات إزاء موضوعات مختلفة .
2- المقارنة بين وسائل الإعلام الجماهيري من حيث موضوعاتها واتجاهاتها وأهدافها
3- قياس مدى تطبيق وسائل الاتصال للمعايير والأسس الإعلامية والثقافية والفنية .
4- تشخيص خصائص الأسلوب الأدبي أو الصحفي من خلال تحليل الرسائل المختلفة .
5- التعرف على الوضع النفسي والاجتماعي للأفراد والجماعات في الأوضاع الطارئة والاعتيادية من خلال تحليل الرسائل التي يعبرون بها عن أنفسهم بأي شكل من الأشكال
6- الحصول على افتراضات حول تأثير وسائل الاتصال على الجمهور .
7- تعرف الدولة على معلومات ونوايا الدول الأخرى وأهدافها وخاصة في حالات الصراع والحروب ، اذ يسعى كل طرف إلى تحليل الوثائق والتصريحات والخطب وما تنشره وسائل الإعلام حول الطرف الآخر .
إضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه للتعرف على المعارف والقيم ومديات تحقيق الأهداف والآثار التي تحملها الكتب ، والمناهج ، والأدبيات التربوية والثقافية وغيرها …المطلب الثاني : تطبيقات المنهج التحليلي في العلوم القانونية و الإدارية .
لقد بدا تطبيق منهج تحليل المضمون في ميدان القانونية على يد “هارولد لازويل ” الذي قام بدراسة الحملة الدعائية التي قامت بها الإعلام البريطانية لمبدأ ولسن 14 ومنها مبدأ حق تقرير مسير الشعوب و في سنة 1969 استخدم منهج تحليل المضمون لدراسة محتوى المؤتمرات الصحفية للجنرال ديغول و من هنا تأكد أن تحليل المضمون هو أفضل وسيلة للقراءة التحليلية و النقدية للنصوص السياسية و القانونية و كذلك دراسة الباحثة عواطف عبد الرحمان عن أنماط الجريمة في الصحافة المصرية ودلالاتها الاجتماعية و تذكر الباحثة هدف دراستها كتالي:
-تحديد الملامح العامة لأنماط الجريمة في المجتمع المصري من خلال تحليل مضمون ما ينشر في الصحف اليومية مع إبراز علاقة ذلك بالواقع الاقتصادي و الثقافي .
– يستخدم منهج تحليل المضمون لخدمة أغراض كثيرة في ميدان العلوم القانونية و الإدارية أهمها :*تحليل مضمون الشكاوي المنشورة في الصحافة الوطنية لتعرف عن المشاكل .
* تحليل أنماط الجرائم و عددها و بيئتها و ذلك من خلال ما ينشر في الجرائد الوطنية .* دراسة و تحليل المواد التي تقدمها الصحف و الإذاعة المسموعة أو المرئية و الكتب و النشرات التي تتصل بموضوع قانوني أو إداري .
* التعرف على موقف الرأي العام الوطني من قرار سياسي أو قانون أو مسالة معينة و كذلك التعرف على موقف الرأي العام في دولة معينة تجاه مسالة تتعلق بدولة أخرى وذلك من خلال تحليل مضمون الصحافة .
* تحليل الأحكام القضائية قبل رفع الاستئناف .– تحليل التقرير التي تأتي إلى وزارة أو إدارة معينة ، و ذلك بدراستها بطريقة موضوعية و التعرف على أراء الجهات التي لها علاقة بها .
– تحليل مضمون الخطب السياسة و الدبلوماسية و خطابات المعارضة السياسية .
– دراسة و تحليل مضمون البرامج السياسية للأحزاب و كذلك برامج الحملات الانتخابية .
– التحليل القانون للمعاهدات و الاتفاقيات و المواثيق الوطنية و الدولية في ضوء القانون
الدولي ، و الحكم على مدى شرعيتها .
– دراسة محتوى الدساتير و القوانين لكشف مواطن الخلل و التغيرات .
– دراسة و تحليل أقوال و تسريحات المتهم في مجال التحقيق القضائي .
– معرفة الشخصيات و انتمائهم و تصوراتهم من خلال دراسة محتويات الخطب السياسية و مذاكرتهم .
– كما يمكن القول إن تحليل المضمون هو منهج حديث الاستخدام ، عرف تطورا واضحا و طبق في مجالات مختلفة يستخدمه رجل القانون في تفسير الفقه ،و القاضي في التحقيق القضائي ،و المحامي في تحليل الأحكام القضائية و الإدارية في الشكاوي ،و النائب في تحليل مشروع قانون و السياسي في دراسة موقف الأخبار .يعتبر من أدوات جمع البيانات و المعلومات الذاتية ،يكتفي الباحث في حالة استخدامه لهذا الأسلوب على دراسة المصادر المتاحة و تفسير مضمون و محتوى :
– المواثيق القانونية الوطنية و الدولية .
– الدساتير و القوانين لكشف النقائص و الثغرات و الفراغات الموجودة .
-العقود و المعاهدات و الاتفاقيات الدولية و مدى شرعيتها و ضوء مبادئ القانون الدولي .
– دراسة التقارير و المحاضر و التعليمات الصادرة من الموئسسات الرسمية .
– الخطب السياسية و تصريحات القادة السياسية و الدبلوماسية .
-الأحكام القضائية و الاجتهاد في ميدان المنظومة القضائية .
– تصريحات و أقوال أطراف النزاع ( أقوال الشهود و تصريحات المتهم ) .
– برامج الأحزاب السياسية لمعرفة إيديولوجيتها و اتجاهاتها السياسية .المقابلات السياسية مع الشخصيات القانونية أو السياسية .
– الكتابات الصحفية الرسمية لمعرفة موقف دولة من قضية أو دولة معينة ( التحيز أو الموضوعية ) .
– دراسة الشكاوي التي تنشر في الجرائد لمعرفة اهتمام الرأي العام ، موقف ورد فعل الجماهير من القوانين و السياسات .
الوسم: المضمون
تحليل المضمون
لقسم الاول
ارتبطت استخدامات تحليل المضمون (المحتوى ) بالدراسات الإعلامية والاتصالية بوصفها أداة واسلوباً لتعرف المعلومات والتفسيرات من خلال الأنشطة الاتصالية المختلفة ،وكان هذا الارتباط والنشأة قد تولد تبعاً للحاجة الماسة التي فرضتها منهجية علم الإعلام وتعقيداته منذ بواكير القرن العشرين وتحديداً بعد طغيان الصفة الجماهيرية عبر الوسائل ،لتشكيل الخطاب الجمعي الجماهيري .
وكانت المحاولات الأولى لاستخدامات تحليل المضمون ما قام به الباحثان ( ليبمان و تشارلز ميرز) من خلال قيامهما بتحليل مضمون ( عينة من المادة الإخبارية ) المنشورة في جريدة (نيويورك تايمز )، وقد تصاعد هذا النمط من الدراسات بعدما ظهرت إمكانية الضبط والسيطرة على عوامل التحليل واستحكاماته وجدواه في الوصول إلى نتائج يمكن التعويل ( الاعتماد) عليها ، وكانت مدرسة الصحافة في جامعة كولومبيا ،قد اهتمت بتحليل المضمون اهتماماً واسعاً وكبيراً في ثلاثينيات القرن الماضي للعديد من الصحف الأمريكية ،بالإضافة إلى بعض الدراسات التحليلية المتخصصة كدراسة ( جوليانت و ادواردز ) حول الأخبار الخارجية في الصحف الصباحية الأمريكية .(1)
و يشير اصطلاح ( التحليل )(Analysis) بأنه عملية تستهدف إدراك الأشياء والظاهرات عن طريق فصل عناصر تلك الأشياء والظاهرات بعضها عن بعض ، ومعرفة الخصائص التي تمتاز بها هذه العناصر ، فضلاً عن معرفة طبيعة العلاقات التي ترتبط بينها
ويشير اصطلاح ( المضمون او المحتوى ) ( *******) في علوم الاتصال الى كل ما يقوله الفرد من عبارات او ما يكتبه او ما يرمزه ، والمعلومات التي تقدم والاستنتاجات التي يخرج بها والأحكام التي يقترحها أهدافا اتصالية مع الآخرين .
وهذه الطريقة تستخدم في حالة تعذر اتصال الباحثين بالمبحوثين بصورة مباشرة للتعرف على اتجاهاتهم وأفكارهم واستجابتهم من خلال الملاحظة والمقابلة والاستبانة وغيرها ،لذا يلجأ الباحثون لأية طرق بديلة غير تقليدية ، من خلال دراسة نصوص غير التعبير الشفهي او التحـريري ( المكتوب) لهذه الجمـاعـات دراســة منهجيـة باتبـاع طريقـة منظمة وصارمة من خلال أسلوب(تحليل المضمون ) .
ويستخدم هذا الأسلوب في مجالات أخرى متعددة ، لتؤدي دوراً مهماً في عملية البحث العلمي ولتقود للتعرف على الاتجاهات والآراء سواء كانت رسائل موجهه عبر أجهزة الإعلام او مجرد رسائل ونصوص اعتيادية ، إضافة إلى استخدامها كطريقة للتعرف على ما تؤديه أجهزة الإعلام من وظائف تحقيقاً لأهدافها ، وافتراض ما يمكن ان تفعله في الجمهور من تأثيرات ويمكن ن تحديد بعض المجالات ا التي يستخدم فيها : –1- الكشف عن اتجاهات الأفراد والجماعات إزاء موضوعات مختلفة .
2- المقارنة بين وسائل الإعلام الجماهيري من حيث موضوعاتها واتجاهاتها وأهدافها
3- قياس مدى تطبيق وسائل الاتصال للمعايير والأسس الإعلامية والثقافية والفنية .
4- تشخيص خصائص الأسلوب الأدبي او الصحفي من خلال تحليل الرسائل المختلفة .
5- التعرف على الوضع النفسي والاجتماعي للأفراد والجماعات في الأوضاع الطارئة والاعتيادية من خلال تحليل الرسائل التي يعبرون بها عن أنفسهم بأي شكل من الأشكال
6- الحصول على افتراضات حول تأثير وسائل الاتصال على الجمهور .
7- تعرف الدولة على معلومات ونوايا الدول الأخرى وأهدافها وخاصة في حالات الصراع والحروب ، اذ يسعى كل طرف الى تحليل الوثائق والتصريحات والخطب وما تنشره وسائل الإعلام حول الطرف الآخر .
إضافة الى ذلك، يمكن استخدامه للتعرف على المعارف والقيم ومديات تحقيق الأهداف والآثار التي تحملها الكتب ، والمناهج ، والأدبيات التربوية والثقافية وغيرها …
ويتسق أسلوب تحليل المضمون (المحتوى ) اتساقاً وثيقاً ومحورياً بالرسالة Message ونقصد بالرسالة النتاج أو الأفكار أو المفاهيم التي يراد توصيلها إلى الجمهور من خلال التتابع الرمزي والدلالي، وهذه الرموز يمكن ان تكون لفظية(منطوقة أو مكتوبة)أو غير لفظية( إشارات ،إيماءات ،ألوان ،أشكال،موسيقى رسوم.. ، ويعّد فهم هذا المنجز ( غالباً ما يكون ماضياً) وتكوينه وتحليله وإيجاد العلاقات الرمزية (الظاهرة ) كالشدة ،والتكرار، والكيفية ،ودرجات التأكيد ،وتسيد القيم والاتجاهات والتأييد والرفض.. ،هذه الميادين هي ما يدخل ضمن وظائف تحليل المضمون ، للوصول إلى اكتشافات وعلاقات بالإمكان تجزئتها أو تصنيفها (Classification ) ،ومن ثم إيجاد ارتباطها والكشف عنها على أساس (كمي ونوعي Quantityive and Specific ) ،ذلك ان تحليل الرسالة.. لكلماتها.. أشكالها.. ألوانها ..أو اية سياقات أو رموز تعبر عن المضمون الصريح لها قد تدلنا على مؤشرات متنوعة تساعدنا في سبر أغوار النص أو ( الإنتاج الاتصالي بشكل عام ) وهذا التصنيف أو التجزئة المنظمة يعمل على تفسير العمل ،وبالتالي التنبؤ بمقاصد منشئ الرسالة واتجاهاته وتأثيراته على المتلقي من خلالها ، ذلك ان التحليل الكمي المنظم يتيح لنا قياس مقاصد ومرجعيات المرسل (المرمز) وقدراته ،وبؤر التركيز القيمي أو التفضيل الذي انساق معه النص أو المادة الاتصالية قيد التحليل والدراسة،كما وتكشف عن دوافع( المرمز) وقيمه التي يؤمن بها ،والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها ،وهذه تتصل وتتفاعل باتجاهاته السياسية والدينية والاجتماعية وتكويناته المرجعية ( بيئة ،عقائد ، أفكار ، تأثيرات أخرى مختلفة ..).
هذه المرجعيات في ثنايا الرسالة ،يمكن الكشف عنها ضمن نظام التصنيف (Classification )اتساقاً مع أهداف البحث الرئيسة ،وبذلك فان الرسالة تعد الركن الأساس الذي يمكن عن طريقه فهم ماكان..وما يريد..( مقصدية المرسل ) والتنبؤ بإمكانية التغيير Change أو التأثير ( Effect ) الذي يمكن ان تحدثه الرسالة في الجمهور المتوقع ..
وتحليل المضمون كغيره من المفاهيم الاجتماعية ،لم يحسم بتعريف جامع مانع ( محدد بدقة ) إلى حد الاتفاق التام في ظل مشكلات حدود تطبيقاته وإجراءاته على المنجز الأدبي ،واللغوي ،والشكلاني ..بالرغم من التطور والتوسع الذي شهده في استخدام الأساليب والتقنيات على المستوى الدولي ، وفيما يأتي بعض التعريفات التي أوردها د.احمد بدر في أحد مراجع الاتصال ،واتخذه على أساس أغراضه الإجرائية كأداة للبحث العلمي (1):
• كما جاء به كابلان ، 1943(( تحليل المحتوى هو المعنى الإحصائي Statistical Semantics للأحاديث والخطب السياسية)).
• أما بيزلي (Paisley ) :1969 فيرى أن ((تحليل المحتوى هو أحد أطوار تجهيز المعلومات حيث يتحول فيه المحتوى الاتصالي إلى بيانات يمكن تلخيصها ومقارنتها وذلك بالتطبيق الموضوعي والنسقي لقواعد التصنيف الفئوي (Categorization Rule ) .
• ويرى بيرلسون ( Berelson ) : 1971-1952 على ان تحليل المضمون (( هو أحد الأساليب البحثية التي تستخدم في وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة الإعلامية وصفاً موضوعياً،منتظماً ، كمياً)). كما عرفه على انه (( أسلوب البحث الذي يهدف إلى تحليل المحتوى الظاهري او المضمون الصريح لمادة الاتصال ووصفها وصفاً موضوعياً ومنهجياً وكمياً بالأرقام ))(1).
• بينما أورد الدكتور محمد عبد الحميد( 2000 )لتحليل المضمون التعريف آلاتي (( مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى ،والعلاقات الارتباطية لهذه المعاني من خلال البحث الكمي ،الموضوعي ،والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المحتوى))(2).
من جهة أخرى ينبغي توضيح نقطة هامة قد يغفل عنها بعض الباحثين ،وهي ان تحليل المضمون ليس منهجاً قائماً بذاته ،إنما هو مجرد أسلوب او أداة (استكمالية Complementary) يستخدمها الباحث ضمن أساليب وأدوات أخرى في إطار منهج متكامل هو : المنهج المسحي Survey Method ) إذ يسعى الباحث عن استخدامه إلى مسح جمهور القرّاء ،والمستمعين أو المشاهدين ،أو مسح الرأي العام أو المادة الاتصالية ( عن طريق تحليل المضمون ) كمجموعة المقالات والنصوص المسرحية أو الأشكال والتكوينات الفنية( اللوحات ، الرسوم ، المنحوتات ،أعمال السيراميك ) بغرض الوصول إلى (ارتباطات Correlations )معينة ،أو البحث عن قيم سائدة أو رموز دلالية أو يمكن التوصل أليها عن طريق تطبيق الإجراءات المنهجية الصارمة وعليه يمكن القول ومع ما ذهبت أليه التعريفات السابقة من وصف طبيعة أو غرضيه تحليل المضمون انه يتميز بالخصائص آلاتية :*
1- يسعى تحليل المضمون عن طريق تصنيف البيانات وتبويبها إلى وصف المضمون (المحتوى) الظاهر والصريح للمادة قيد التحليل .و لا يقتصر على الجوانب الموضوعية ، وانما الشكلية أيضاً.
2- يعتمد على تكرارات وردت أو ظهور جمل أو كلمات أو مصطلحات أو رموز أو أشكال ( المعاني المتضمنة في مادة التحليل) بناءً على ما يقوم به الباحث من تحديد موضوعي لفئات التحليل ووحداته .
3- يجب ان يتميز بالموضوعية ويخضع للمتطلبات المنهجية ( كالصدق والثبات ) ،حتى يمكن الآخذ بأحكام نتائجه ،على أنها قابلة للتعميم (Generalization) .
4- ينبغي ان يكون التحليل (منتظماً) ،وان يعتمد أساسا الأسلوب الكمي في عمليات التحليل ،بهدف القيام بالتحليل الكيفي على أسس موضوعية.
5- يجب ان تكون نتائج (تحليل المضمون ) مطابقة في حالة إعادة الدراسة التحليلية لذات الأداة وللمادة (قيد التحليل)،لضمان ثبات ( Reliability )النتائج – الاتساق عبر الزمن -أو عبر تطبيقها واقتراب نتائجها من قبل محللين آخرين ( التحكيم الخارجي ) أو لمدى اتساقها مع محكات خارجية معينة
6- ترتبط نتائج تحليل المضمون مع ما ورد من نتائج وصفية وتحليلية ونظرية ،بإطار عام وشامل ،ليتم وفقها تفسير الظاهرة أو المشكلة،أي انه في هذه الحالة يعد مكملاً لإجراءات منهجية أخرى تسبقه،أو تلحقه في إطار الدراسة الشاملة.
خطوات تحليل المضمون:
تعتمد خطوات تحليل المضمون بعضها على بعض ،بحيث تشكل وحدة ارتباطيه متناغمة متكاملة ،وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على الفروض والتساؤلات أو الموصوفات التي يسعى الباحثا الحصول عليها ويتساوق معها بالإضافة إلى طريقة وعدد العينة ونظامها بحيث تمثل مجتمع البحث تمثيلا شاملاً ودقيقاً، وكل خطوة من هذه الخطوات تتطلب قراءة وتفحصاً دقيقاً متتالياً للنص أو المنجز –المراد تحليله ومعايشته وترميزه ،بحيث يشكل حواراً صامتاً بين الباحث والرسالة فبالقراءة الكشفية ( Exposeition ) المتأنية يتضح للباحث الكثير من الارتباطات والرموز التي كانت غافلة أو غير محسوبة ، إذ تعد القراءة الكشفية (الاستطلاعية ( معيناً وتزيده تالفاً مع وحدات البحث وفئاته ،بحيث أشار إلى ذلك قديماً فلاسفة اليونان بالقول (( ان فهم أي نص يفترض قراءات ثلاث : الأولى لفهم ذلك الذي قاله الكاتب ،والثانية تخيّل ذلك الذي لم يقله ،والثالثة لاكتشاف ذلك الذي أراد ان يقوله ولم يعلن عنه ))(1) .
وبشكل عام يتم إجراء تحليل المضمون بخطوات منتظمة متعاقبة ،ألا انه ليست بالضرورة ان يجهد الباحث على اتباعها بهذا الترتيب ،ولكن مما تجدر الإشارة أليه هو ان تحديد مشكلة البحث وفروضه وأهدافه يعد نقطة انطلاق محورية لسلامة التحليل وصدقه وثباته ،وعليه يمكن استعمال الخطوات آلاتية كخطوط أو محاور عامة لإجراءات تحليل المضمون منها2)
1- صياغة مشكلة البحث وفروضه أو تساؤلاته.
2- تحديد مجتمع البحث والعينة موضع الاختبار.
3- اختيار وحدة التحليل وتعريفها و إعداد (التصنيفات Categories ) لفئات المضمون الذي سيتم تحليله وتعريفها إجرائيا.
4- تأسيس نظام حساب كمي .
5- إجراء دراسة استكشافية لتحقيق الثبات Reliability .
6- ترميز المضمون بناءً على التعريفات الإجرائية التي تمت صياغتها (فقره4).
7- تحليل البيانات التي تم استخلاصها ومناقشتها في ضوء جداول أو تصنيفات.
8- استخلاص الاستنتاجات وتفسير المؤشرات الكمية والإحصائية.
واخيراً لابد من الإشارة هنا إلى خصائص وصفات تحليل المضمون بما أورده بيرلسون من تعريف والذي جاء فيه ( أسلوب بحث وصفي ،كمي ،منتظم ،موضوعي ،للمضمون الظاهر للاتصال)،فالمصطلحات موضوعي ومنتظم وكمي وظاهر ،هي التي تميز بين التحليل العلمي والوصف العادي المبني على ذاتية الباحث ،كما في الآراء التي تورد في الصحف والمجلات والأحاديث والأحكام الجاهزة والعابرة ،التي لا تستند إلى أساس منهجي صارم.
وكلمة (موضوعي Objective) تعني الفئات المستخدمة لتحليل المضمون يجب ان تكون بالغة التحديد ،بحيث يمكن لأي باحث آخر ان يتوصل إلى ذات النتيجة وبتكرارات قريبة مع نسبتها الرياضية ،والأداة نفسها والترميز ذاته.
أما كلمة (منتظم Systematic ) فتعني اختصار المضمون (المحتوى) موضوع التحليل ويتم وفق خطة رسمية منسقة سابقة الإعداد لاستبعاد إثبات نقطة معينة في ذهن الباحث ،دون غيرها ولتجنب التحيّز.
( والكمي Quantitative ) تعني التعبير عن نتائج التحليل في شكل رقمي بطريقة ما ،كتوزيع التكرارات وجداول التخيل ،ومعامل الارتباط،والنسب المئوية …وغيرها ،وهناك اتفاق عام على سهولة تحديد ما هو خطا وما هو صواب في اللغة الرياضية الدقيقة ،وهذا الأمر يفيدنا إلى حدٍ كبير في تعيين صدق التحليل وثباته.
وتعني كلمة( ظاهر Manifest ) ان تحليل الدلالة يتميز بالسهولة والوضوح وامكانية التصنيف ،أي ان يتم ذلك على قراءة السطور وليس على قراءة (مابين السطور ) كما يرى ذلك هارولد لاسويل( Lasswell ) (ودانيال ليرنر D.Lerner ) واثيل بول( A.Pool ).*
ويرى العديد من المتخصصين في مجال المنهج العلمي ان تحليل المضمون اسلوب ملائم للكشف الاستطلاعي ( Poll ) لكنه يجب ان يستكمل بضوابط واستحكامات اخرى نظراً لان النتائج التي يتوصل اليها البحث مشكوك في صحتها ،ومقدار الثقة فيها (Its Validity and Reliability ) ومن هذه الضوابط،بحسب ما يرى احد باحثي الاتصال والراي العام 1) د.احمد بدر في كتابه الموسوم الرأي العام : طبيعته ،تكوينه ،وقياسه):
1- المقارنة المنهجية : أي مقارنة ذات الرسالة ( المادة قيد التحليل) في حقبتين زمنيتين مختلفتين( لضمان ثبات التحليل) ،وتسمى هذه الخطوة ( الاتساق عبر الزمن)، اواسناد بعض عينة التحليل إلى محكمين خارجيين- 2 أو اكثر-بشرط استعمال ذات الأداة التي استعملها الباحث ويتم استخراج معامل الاتفاق ،عن طريق معادلات إحصائية ،كمعادلة سكوت (*)..او (هولستى Holsti) وان الاخيرة هي الابسط والاكثر شيوعاً في الاستخدام ، فمثلاً لو افترضنا ان كلا المرمزان قد حللا( 24) حالة ، واتفقا في 18 حالة فان معامل الثبات طبقاً لطريقة هولستى تصبح كالاتي :
معامل الثبات = 2ت / ن1 + ن2 ………..( القانون)
حيث ت = عدد الحالات التي اتفق عليها المرمزان
ن1 = عدد الحالات التي رمزها الباحث الاول
ن2 = عدد الحالات التي رمزها الباحث الثاني
وطبقاً للمثل ، او الافتراض اعلاه فان معدل الثبات يستخرج كالاتي :
2 × 18 / 24+ 24 =
36 / 48 = 3 /4 = 75%
أي ان الباحثان اتفقا بنسبة 75%