النموذج يلخص مراحل و أنشطة إدارة الإستراتيجية
و علاقتـها بمستوياتها الإستراتيجية في المؤسسة
أولا: مرحلة صياغة الإستراتيجية : التي تتضمن الجـوانب التالية :
1) تحليل العوامل البيئية الداخلية و الخارجية المؤثرة على المؤسسة وعلى إدارة مواردها البشرية، لتحديد ما بها من نقاط القوة و الضعف بالداخل و ما فيها من فرص أو تهديدات بالخارج.
2) وضع رسالة المؤسسة التي تعبر عن فلسفة تبرير سبب وجود المؤسسة، وتوحي بقيم و أولويات المؤسسة، وتكشف الرؤية البعيدة المدى في شكل ماذا تريد أن تكون؟ و من تريد خدمتهم، وما هو المطلوب منها عمله و الالتزام به لمواجهة كافة المتغيرات البيئية التي تعيش في محيطها؟
3) وضع الأهداف الإستراتيجية التي تعبر عن النتائج التي تتوقع المؤسسة الوصول إليها و ضمان تحقيقها على المدى الطويل باستمرار و يكون لها الأثر على مستوى المؤسسة ككل و في إطار رسالتها الأساسية .
4) تحديد وتحليل و تقييم الاستراتيجيات البديلة و المفاضلة بينها لتحقيق الأهداف الرئيسية العامة ذات البعد الاستراتيجي و يقصد بذلك اختيار أهم المتطلبات الضرورية لضمان تطبيق الإستراتيجية التي تم اختيارها من بين البدائل بأكبر درجة من الكفاءة و الفعالية و بما يناسب أوضاع المؤسسة و يحقق أهدافها .
5) اتخاذ قرار اختيار البديل الاستراتيجي المناسب الذي يمكن تنفيذه، حتى يمكن أن نفاضل بموضوعية بين الاستراتيجيات البديلة و ذلك بالاعتماد على القدرات و المحددات التنظيمية.
ثانيا: مرحلة تطبيق الإستراتيجية
بعدما تم التوصل إلى اتخاذ قرار باختيار البديل الاستراتيجي المناسب للمؤسسة، يبقى أن نتعرف على مقومات التطبيق الفعال للإستراتيجية التي تم اختيارها. ومن هنا لابد من الوقوف على أهم المتطلبات الضرورية لضمان التطبيق الجيد و الفعال للإستراتيجية.
احتياجات التطبيق الفعال للإستراتيجية
ضرورة الوقوف على الأسلوب الجيد لوضع و تحديد الأهداف التفصيلية (التشغيلية) التي تساعد على تصميم الاستراتيجيات المختارة على مستوى الوحدات و الفروع المختلفة للمؤسسة موضع التـنفيذ .
وضع السياسات الموجهة لعمل كافة المستويات الإدارية و المرشدة لهم عند التنفيذ و في اتخاذ القرارات اليومية .
تخصيص الموارد الضرورية اللازمة لإتمام مرحلة التنفيذ الفعال للاستراتيجيات التي تم صياغتها بنجاح، إلى جانب توضيح العلاقة بين الهيكل التنظيمي وتنفيذ الإستراتيجية، وكيف يمكن الوصول إلى الهيكل التنظيمي المناسب لتطبيق إستراتيجية معينة.
توظيف الأفراد المناسبين لتنفيذ الإستراتيجية، و ضرورة الاهتمام بالتوجيه الجيد و المستمر لهؤلاء العمال و قيادتهم و تحفيزهم و تـقييمهم لبذل أقصى جهد في إتقان العمل لتطبيق الإستراتيجية و ضمان نجاحها بإرادة و إخلاص و إتـقان .
فالتحدي الصعب في مجال إدارة الإستراتيجية هو وجود فرص نجاح الإستراتيجية يتوقف على قـيدين، بحيث لا يكفي توفر صياغة جيدة للإستراتيجية كضمان لنجاحها، بل يجب وجود كفاءة عالية في عملية تطبيق الإستراتيجية .
ولقد أكدت نتائج الأبحاث الميدانية أن هناك مشكلات يمكن أن تواجه عملية تطبيق الإستراتيجية ، رغم توصل المؤسسة إلى صياغة إستراتيجية جيدة لكن يؤدي التطبيق الرديء إلى إلحاق الفشـل بهذه الإستراتيجية .
كما أن التطبيق الجيد سوف يؤدي ليس فقط إلى نجاح الإستراتيجية الملائمة بل قد يؤدي إلى إنقـاذ الإستراتيجية الغير ملائمة.
ثالثا: مرحلة تقييـم الإستراتيجية
بعد أن تم صياغة الإستراتيجية و استكملت مقومات تطبيقها بنجاح، تأتي مرحلة الوقوف على نتائج هذا العمل من خلال عملية التقـييم و المراقبة للتأكد من أن كل شيء يسير على أحسن ما يرام .
و هذه المرحلة تتطلب بتزويد رجال إدارة الإستراتيجية بتدفق مستمر من البيانات و المعلومات الواقعية التي تحتل رصيدا لا يستهلان به في بناء خبرة و تعلم متراكم يجعل من عملية التخطيط و التـنفيذ بعد ذلك عملية أكثر واقعية و اتقانا. و في هذا الصدد يتطلب الإجابة على سؤالين مهمين هما :
1) هل تتحرك المؤسسة في الاتجاه الصحيح ؟ و هل الأشياء الأساسية في مكانها الصحيح؟ وهل الافتراضات التي اعتمدنها لازالت صحيحة ؟ هل الأشياء الحرجة التي كنا نحتاج إلـيها قد تم تـنفـيذها ؟ هل تحتاج لتعـديل أو تغـيـيـر في الإستراتيـجية ؟
2) كيف نقوم بالتطـبيق ؟ هل نـساير الأهداف و الجداول و البرامج المحددة ؟ ما هو موقف التكاليف و الإيرادات و التدفـقات النقـدية؟ هل تحتاج إلى تغـيير و تعديل في العـمليات