ولكن بعض العاملين المتابعين لأعمال الفيزيائي الراحل ـ وهو من الحاصلين على جائزة نوبل ـ يرجعون سبب التألق الضوئي إلى طاقة النقطة صفر. وركيزة فرضيتهم هي أن سطح الفقاعة يؤدي دور صفائح قوة كازيمير، فعندما تتقلص الفقاعة تطرد المقامات العالية من طاقة الخواء محوِّلة إياها إلى ضوء. ومع ذلك فقد جرب پوتهوف وزميله الجهاز وعدّلا فيه مرارا وتكرارا ولكنهما لم يجدا أثرا لهذه الطاقة الفائضة.
يعتقد پوتهوف أن استخدام الذرات أفضل من استخدام الفقاعات، وتعتمد فكرته على فرضية لم يتم التحقق من صحتها مفادها أن طاقة النقطة صفر هي التي تُبقي الإلكترونات تدور حول النواة في الذرة. ومن المعروف في الفيزياء التقليدية أن الشحنات المتسارعة ـ كالإلكترونات التي تدور حول النواة ـ تفقد طاقتها على شكل إشعاع. إلا أن ما يسمح للإلكترونات بالدوران حول النواة حسب اعتقاد پوتهوف، هو طاقة النقطة صفر التي يمتصها الإلكترون باستمرار (لا يقضي الميكانيك الكمومي في صيغته الأصلية إلا بوجود طاقة دنيا للإلكترون في الذرة ـ هي طاقة الحالة الأساسية).
تتجه الذرة المثارة إلى التخلي بشكل عفوي عن جزء من طاقتها والهبوط إلى مستوى طاقة أدنى. إلا أن هذا التوجه يزول تماما إذا وقعت الذرة المذكورة ـ صيدت ـ في فجوة صغيرة بقدر كاف [انظر: «إلكتروديناميك التجاويف الكمومي»وأساس ما يحدث هو التالي: تطرد الفجوة شديدة الصغر التواترات الضعيفة الموجودة في تقلبات الخواء، وهي بالذات التواترات التي تحتاج إليها الذرة لإصدار الضوء والهبوط إلى مستوى الطاقة الأدنى. وهكذا تتحكم الفجوة في تقلبات الخواء.
يستخلص پوتهوف من ذلك أنه يمكن في شروط معينة إحداث تأثير فعال في الخواء للحصول على مستويات طاقة أساسية أكثر انخفاضا. يهبط الإلكترون إلى المستوى الجديد وتصبح الذرة فعلا أصغر مما كانت عليه ـ ويتخلى عن جزء من طاقته. وعلى هذا «فإذا حقنَّا (زرقنا) ذرات هيدروجين أو دوتيريوم في الفجوات فقد نستطيع إنتاج طاقة فائضة» كما يقول پوتهوف. ويضيف: قد تفسر لنا هذه الإمكانية تجارب الاندماج البارد ـ وبعبارة أخرى قد تكون التقارير الواردة عن نتائج إيجابية أحيانا في اختبارات الاندماج البارد إشارة إلى طاقة النقطة صفر (بل لعل هذا كله مجرد تفكير مُتَمنَّى).
مفعول كازيمير هو حركة صفيحتين متوازيتين نتيجة تقلبات الخواء الكمومية. والصفيحتان متقاربتان لدرجة تسمح فقط للتقلبات الصغيرة بحشر نفسها بينهما، في حين يتم استبعاد المقامات الكبيرة (في الأعلى) والتي تؤثر بقوة أكبر من تلك التي تنشأ عن المقامات الصغيرة، وهذا يتسبب في دفع الصفيحتين إحداهما نحو الأخرى. لقد شوهد مفعول كازيمير من قبل
إن العمل التجريبي في إلكتروديناميك الفجوات الكمومي شيق وممتلئ بالتحديات. ولكن لم يتضح إن كان من الممكن عمليا استخدام «الذرة المتقلصة» كمصدر للطاقة. وحاليا يختبر معهد أوستن جهازا للتأثير في الخواء، إلا أن پوتهوف يرفض إعطاء أي تفاصيل متذرعا بوجود اتفاقات حماية الملكية مع المصممين.