الوسم: التاريخ
-الامتداد المكاني والزماني للدولة العباسية: شملت أجزاء كبيرة من العالم القديم واحتوت مجموعة واسعة الأقاليم مختلفة الأجناس والثقافات مما صعب السيطرة على أقاليم الدولة إذ تأرجحت بين القوة والضعف منذ تأسيسها سنة132هـ/750م إلى غاية سقوطها سنة656هـ/1258م.
2 –الدول التي حكمت باسم الخلافة العباسية:
أ// الدولة البويهية: 334هـ/945م الى447هـ/1055م:تنسب إلى أبي شجاع بويه الذين حولوا العاصمة إلى شيراز بإيران.
ب// دولة السلاجقة :447هـ/1055م الى530هـ/1135م: هي من تركستان ينتمون إلى زعيمهم سلجوق وفي عهدهم وقعت معركة ملاذ كرد التي انهزم فيها البيزنطيون.
ج//الدولة الأيوبية من 564هـ/1169مالى 648هـ/1250م:تنسب إلى نجم الدين أيوب والد صلاح الدين الأيوبي وفي عهدهم وقعت معركة حطين وتحرير القدس من الصليبين وتوحيد مصر والشام.
د// دولة المماليك من 642هـ/1250م إلى 932هـ/1517م:هم شراكسة وأتراك وروم وأكراد ومن أشهر قادتهم الظاهر بيبرس وقطز وقلاوون وابنه الناصر وفي عهدهم ألحقوا بالمغول هزيمة نكراء في معركة عين جالوت بفلسطين.
1/الحضارة العباسية:كان لتنوع الأجناس والثقافات للأمم التي اعتنقت الإسلام الدور الكبير في ظهور حضارة جديدة عظيمة في منجزاتها فظهرت علوم جديدة فقه السيرة … وتطورت علوم أخرى كالفلسفة والطب…
أ –الحركة الثقافية والفكرية والعلمية: شملت:
– تأسيس المدارس النظامية (نظام الملك) في عهد السلاجقة حيث انتشرت في شكل شبكة شملت معظم مدن المشرق الإسلامي أهم علمائها: الغزالي ،عمر الخيام…
-انتشار التعليم وازدهاره في العهد الأيوبي بين صفوف الحكام والرعية أما المماليك فقد تميز عصرهم بظهور علماء عظماء مثل: ابن تيمية، ابن خلدون…
ب- العمارة والفنون::اهتم كل من السلاجقة والأيوبيين والمماليك بالفن والعمارة فشيدوا الأبنية الشاهقة والمساجد الفسيحة والمنارات العالية واعتمدوا على استعمال الفسيفساء والرخام … من مآثرهم : مدرسة الفردوس بسوريا…
2- شهر أحداث أواخر العهد العباسي:
أ/ معركة ملاذ كرد: 1071م/464هـ:
هزم فيها السلاجقة الجيوش البيزنطية نتج عنها:
-بداية سيطرة الأتراك على الأناضول وشرق أوروبا.
– الانتقام الأوروبي من المسلمين عن طريقالحروب الصليبية.
ب/ الحروب الصليبية: 1096م الى1291م/489هـ إلى685هـ: هي حروب أثارتها أوروبا بهدف السيطرة على العالم الإسلامي باركتها الكنيسة ورفع فيها الصليب انتهت بانهزامهم على يد القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين سنة1187م/583هـ.
-الدولة الموحدية:515هـ الى668هت/1120مالى 1269م: قامت في المغرب الإسلامي وهي أول دولة وحدته تحت حكم أبنائه بالإضافة إلى الأندلس وبعض الجزر المتوسطية وما لبثت الاضطرابات الداخلية والأخطار الخارجية تضعف الدولة مما أدى إلى انقسامها لثلاث دويلات .
2- دول المغرب الإسلامي ما بعد الموحدين: بعد معركة حصن العقاب بالأندلس سنة1212م /609هـ التي كانت بداية النهاية للدولة الموحدية ومنها تفككها إلى دويلات هي:
أ-الدولة الحفصية 625هـالى 981هـ/1228م إلى 1573م: أسسها أبو زكريا بن أبي محمد بن أبي حفص تضم تونس وطرابلس الغرب والشرق الجزائري عاصمتها تونس.
ب-الدولة الزيانية(بني عبد الواد) 633هـ إلى 962هـ/1236م إلى 1514م: أسسها يغمرا سن بن زيان وانحصر نفوذها على القسم الأوسط والغربي من الجزائر عاصمتها تلمسان.
ج-الدولة المرينية:668هـ الى957هـ//1269م إلى 1550م:أسسها بنو مرين وبسطت نفوذها على المغرب الأقصى على يد أبو يحي بن عبد الحق عاصمتها فاس.
1-أوروبا في العصر الوسيط: يمتد من سقوط روما سنة 476م على يد القبائل البربرية الجرمانية إلى غاية سقوط القسطنطينية سنة 1453م على يد المسلمين (الدولة العثمانية) وأوروبا تشمل جميع البلاد التي شاركت في تشييد الحضارة المسيحية في الغرب الأوروبي مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا …
2-الأسرة الكارولونجية: عاشت أوروبا بعد سقوط روما أوضاع سياسية ودينية واقتصادية مزرية ولكن بمجيء الأسرة الثانية(الكارولونجية ) من ملوك الفرنجة التي حكمت أوروبا في هذه المرحلة تغيرت الأوضاع نحو الأفضل خاصة في مجال النشر المسيحية والإصلاحات وتكونت إمبراطورية قوية شملت غرب أوروبا خاصة في عهد شارلمان.
*-تفكك الإمبراطورية الكا رولنجية:مع نهاية العصر الوسيط شهدت أوروبا تدهور كبير على جميع الأصعدة بسبب:
تدخل رجال الدين والحكم (البابوية)
-تعرض المجتمع الى المعاناة والحرمان والاستعباد من طرف الإقطاعيين.
– انتشار الأزمات الاقتصادية .
-الصراع على السلطة بين الأسر الحاكمة.
-الفتن الداخلية والحروب الخارجية.
*** هذا ما ساعد المسلمين بقيادة الدولة العثمانية على فتح بيزنطة القسطنطين
-تمهيد: بعد سقوط القسطنطينية وهجرة علمائها إلى ايطاليا شهدت أوروبا بديات بذور نهضة شاملة ساعدها في ذلك الحضارة الإسلامية عبر منافذ عديدة منها:
-الحروب الصليبية
-صقلية والأندلس
-الاقتباس
2-تعريف النهضة:هي حركة إحياء التراث القديم وبعثه من بشكل يسمح بتطوير أسس الحياة الثقافية والسياسية والدينية…
3-الإصلاح الديني: نتيجة فساد الكنيسة والعاملين فيها خلال العصر الوسيط ظهرت كرد فعل على ذلك حركة إصلاحية دينية ابززها اللوثرية والتي تولد عنها مذاهب دينية متصارعة وحركة استعمارية تبشيرية.
4-الممالك والدول الأوروبية: كان لازدهار وانتعاش التجارة مع المسلمين عبر البحر المتوسط وانتشار اللغات القومية والطباعة وتطور العلوم وضعف سلطة الكنيسة وزوال الإمبراطورية القديمة وقيام حكومات محلية …أدى الى بروز ممالك ودول أوروبية حديثة كفرنسا وبريطانيا وايطاليا…
5-الكشوفات الجغرافية: مع نهاية العصر الوسيط نشطت الحركة التجارية مع الشرق (الصين والهند…)ولإيجاد طرق أخرى أقرب مع هذه الدول عرفت أوروبا الكشوفات الجغرافية فعرفوا أمريكا ورأس الرجاء الصالح وباب المندب ومضيق ماجلان…
-نشأتها:ظهر الأتراك العثمانيون سنة 1299م بعد العباسيون، تنسب إلى مؤسسها عثمان بن أرطغرل بآسيا الصغرى حيث أقامت دولة قوية وأعلنت الخلافة الإسلامية، سقطت الخلافة العثمانية سنة1924م.
2-تطورها:يعود أصلهم إلى عشيرة قابي في بلاد تركستان، خدموا تحت سلطة الدولة السلجوقية، حاربوا المغول والبيزنطيين، منحهم السلاجقة إمارة بالقرب من آسيا الصغرى، سرعانا ما توسعوا شرقا وغربا وأعلنوا الخلافة عام 1518م بعد ضم الحجاز (مكة والمدينة)
3-إنجازاتها:
أ-الجانب السياسي: لقب الحاكم بالسلطان يساعده الصدر الأعظم ومجموعة من الباشوات بالإضافة إلى الديوان وشيخ الإسلام والقاضي قسمت الدولة إلى إيالات يحكمها الباشا.
ب-الجانب العسكري: كان الجيش يتألف من ثلاث فرق هي السباهين والانكشاريين والجيش البحري وهو الأسطول البحري.
4-أهم السلاطين: تعاقب على حكم الدولة العثمانية أربعون حاكما جمعوا في أيديهم السلطة الدينية والسياسية من أشهرهم:
-عثمان الأول
-أو رخان
-مراد الأول
-محمد الثاني (الفاتح)
-بايزيد الثاني
-سليم الأول
-سليمان القانوني
-سليم الثاني.
-توسعات الدولة العثمانية: شملت كل أوروبا والبلاد العربية (آسيا، أوروبا، إفريقيا).
أ-التوسع العثماني في أوروبا: استولوا على المناطق المشرفة على بحر مرمرة والبحر الأسود شرقا كما وصلوا إلى البلقان.
ب-فتح القسطنطينية:بحلول سنة1400 اتجهت أنظارهم إلى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية حيث ضرب الحصار الأول عام 1400 والثاني في1422 والثالث في 1453 الذي دام شهرين حيث استطاع محمد الثاني الملقب بالفاتح في 29ماي 1453 من دخول القسطنطينية ونقل العاصمة من أدرنة إليها حيث عرفت بإسلام بول (اسطنبول).
ج-نتائج فتح القسطنطينية:
– تحقيق حلم المسلمين الأوائل بنشر الإسلام في أوروبا.
– استرجاع هيبة الدولة الإسلامية بوجود الدولة العثمانية.
– ظهور سلاح جديد بيد العثمانيين وهو المدفعية.
– فتح القسطنطينية ساهم في نهضة أوروبا.
د- ضم البلاد العربية وإعلان الخلافة: تم ضم بلاد الشام عام 1516م بعد هزيمة المماليك في معركة مرج دابق ومصر سنة1517 ثم نلتها بلاد الحجاز حيث تنازل الخليفة العباسي المتوكل عن الخلافة إلى السلطان العثماني سليم الثاني كما ضمت العراق.
2-الحضارة العثمانية:إن القوة العسكرية للخلافة العثمانية مكن من توقيف الزحف الصليبي للعالم الإسلامي ولم يصاحب التطور العسكري الحياة الفكرية والعلمية، باستثناء الجانب الديني كما اهتموا بالجانب العمراني خاصة المساجد أعظمها أبو أيوب الأنصاري وقد ألحقت بالمساجد المدارس والمستشفيات واهتموا بالفنادق والحمامات.
1/: الوحدة والترابط في ظل الخلافة العثمانية: تمكنت الدولة العثمانية من توحيد أجزاء العالم الإسلامي فهي تعتبر من اكبر الدول الإسلامية من حيث التحكم في أجزاء العالم الإسلامي وقد عاش العالم الإسلامي في عهدها عصرا من القوة والازدهار
2/: مواجهة المد المسيحي: في بداية العصر الحديث كانت سواحل العالم الإسلامي عرضة لقرصنة الدول الأوروبية وخاصة الأسبان والبرتغال مما جعل الدولة العثمانية تتصدى لهذا
3/: الدفاع عن المسلمين: أخذت الدولة العثمانية على عاتقها الدفاع عن المسلمين وخاصة وإنها تمثل الخلافة الإسلامية ومن أهم ما قامت به:
– نجدة مهاجري الأندلس
– تحرير سواحل المغرب العربي
4/: حضارة العثمانيين : لقد حققوا حضارة عظيمة من انجازاتها ومميزاتها:
– توحيد العالم الإسلامي
– التصدي للمد المسيحي
– تقسيم البلاد إلى 7 مقاطعات كبرى
– بناء المساجد والمدارس
-أسباب التحرش الأسباني والبرتغالي على سواحل بلاد المغرب:تعرضت سواحل دول المغرب العربي في القرن 16م الى اعتداءات أسبانية وبرتغالية تتمثل في:
-مواصلة الحروب الصليبية ومحاولة تنصير سكان بلاد المغرب.
-مطاردة المسلمين الفارين من الأندلس والانتقام من المغاربة.
–ضعف الحياة الاقتصادية للأندلس بعد مغادرة المسلمين للمنطقة.
-استغلال خيرات المغرب.
– ضعف دول المغرب وانقسامه والتنافس بين الأمراء على الحكم.
2-أسباب عجز دول المغرب عن رد التحرشات المسيحية:
-تفتت المغرب إلى دويلات ضعيفة.
– الصراع بين دول المغرب من أجل إعادة مجد الموحدين
-انقسام دويلات المغرب إلى إمارات صغيرة تتنافس على الحكم مثل بجاية والجزائر وتلمسان في الدولة الزيانية.
-توحد الإمارات الأوروبية في دول قوية عسكريا مثل الأسبان والفرنسيين والبرتغاليين.
3-البحرية العثمانية بالجزائر:كون العثمانيون أسطولا عظيما تمكنوا منها من خلاله بسط نفوذهم على مناطق كثيرة منها القسطنطينية والمدن الساحلية للبحر المتوسط كما شاركت البحرية العثمانية في طرد الأسبان من سواحل بلاد المغرب ومساعدة مهاجري الأندلس من الانتقال إلى الجزائر والمغرب وتونس وقد ساعدوا الجزائريين في بناء الأسطول الجزائري الذي شارك إلى جانب الأسطول العثماني في عدة معارك أشهرها ليبنايت 1571والحرب الروسية العثمانية 1787، وحروب الدولة العثمانية لإخراج نابليون من مصر في 1798م ومعركة نافرين1827م
-مقدمة:كان لعلاقة العداء بين دول المغرب وقوة الأسبان والبرتغال وتعرض سواحل المغرب الإسلامي للاعتداءات المسيحية دور في طلب الأهالي النجدة من الدولة العثمانية التي لبت النداء.
2-التنظيم السياسي للجزائر في العهد العثماني:أصبحت الجزائر ولاية عثمانية يحكمها بايلر باي هو خير الدين حيث كان الباي يعين من طرف السلطان العثماني مباشرة وخوفا من انفراد الحاكم بالسلطة تم تغيير نظام الحكم إلى الباشوات سنة1588 وحدد الحكم ب 3سنوات ثم سيطر الآغاوات على السلطة عام 1659، وبسبب قوة رياس البحر انفراد بالحكم الدايات من عام 1671م إلى غاية الاحتلال الفرنسي 1830 وفي عهدهم استقلت الجزائر نهائيا عن الخلافة العثمانية وبقيت تابعة لها اسميا فقط.
3-التنظيم الإداري للجزائر:قسمت إداريا إلى ثلاث مقاطعات (بايلكات)هي:
-بايلك الشرق عاصمته قسنطينة.
-بايلك التيطري عاصمته المدية وتضم الوسط.
-بايلك الغرب عاصمته مازونةثم معسكر ثم وهران.
— بالإضافة إلى دار السلطان وتضم الجزائر وضواحيها واستقر الهيكل الإداري بشكل واضح في عهد الدايات.
4-التنظيم العسكري: تكون الجيش الجزائري من ثلاث فرق هي السباهين والانكشاريين والجيش البحري يشرف عليهم:
-مجلس الديوان العسكري(رؤساء الجند)
-مجلس الرياس ويضم قادة البحرية ورؤساء المراكب
وقد برزت أهمية الجيش والأسطول البحري في عهد الدايات(1671-1830م)
-الجانب الاقتصادي للجزائر العثمانية:
أ-الزراعة: عرفت ازدهارا كبيرا تميزت بتنوع ووفرة المنتوجات الغذائية كالحبوب والأشجار المثمرة والبقول والخضر بمختلف أنواعها نتيجة وفرة الأراضي الخصبة وخصوصا المروية منها، كما جلب الأندلسيون معهم زراعة البستنة وتربية دودة القز وتقطير الزهور.
ب- الصناعة: كانت المدن الجزائرية تختص بالصناعات الحرفية مثل الصناعة الجلدية والنسيجية والأواني والزجاج…وقد كانت هذه الصناعات غير مسايرة للتطورات الواقعة في أوروبا.
ج-التجارة:كان للأسطول البحري الجزائري دورا كبيرا في حماية التجارة الوطنية وكذلك ما يدره من غنائم كثيرة وإتاوات مفروضة على أساطيل الدول الأجنبية من أهم صادراتها القمح والصوف مقابل استيرادها المواد الصناعية والأقمشة…
2-الجانب الاجتماعي:تكون سكان الجزائر من ثلاث فئات هي:
أ-الفئة الحضرية: سكان المدن وهم الأقلية التركية الكثيرة الامتيازات بالإضافة إلى جماعة الكراغلة والحضر والأشراف والنبلاء والأندلسين.
ب- الفئة الريفية: وهم الأغلبية 90% من السكان يمارسون الزراعة والرعي.
ج-الفئة الأجنبية: وهم اليهود المهاجرين من الأندلس والأسرى الأوروبيين كما احتكر اليهود قطاع المالية.
3- الجانب الثقافي: عاش المجتمع الجزائري على ما ورثه من الثقافة الإسلامية التي ازدهرت في العصر الوسيط (تيهرت-بجاية –تلمسان)ولم يساير ثقافة العصر الحديث، كما لعبت الزوايا والطرق الصوفية دورا بارزا في نشر العلم والمعرفة، وارتكز التعليم على
الجانب الديني.
مقدمة: كان الشعب الجزائري في الفترة بين القرنين ( 15 و17 ) يعيش على المقومات الثقافية التي ورثها عن العالم الإسلامي في العصر الوسيط
1/: المؤسسات الثقافية: شملت المدارس والمساجد والزوايا والكتاتيب حيث كان معظم الجزائريين يجيدون القراءة والكتابة مما مكن من نشر الثقافة الإسلامية
2/: الوضعية الثقافية:
– التعليم لم يكن من اختصاص الحكومة بل اعتمد على مبادرة المحسنين والجمعيات الخيرية
– عدم وجود جامعات ومعاهد عليا
– اقتصار التعليم على تحفيظ القرآن وتعليم مبادئ القراءة والكتابة
3/: النتيجة المترتبة عن الوضعية الثقافية : إن هذه الوضعية الثقافية أدت إلى عدم اطلاع الجزائريين لما كان يحدث في العالم من تطورات تقنية واختراعات حديثة فنتجت عنها عزلة وانغلاقا عن مسايرة ثقافة العصر
-توطئة: استكملت الجزائر في القرن 17م بناء مؤسساتها كدولة كاملة السيادة مما ساعدها على القيام بدور حضاري بفضل قوة أسطولها البحري، مما دفع بالدول الأوروبية إلى إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع الجزائر.
1/: مظاهر السيادة الجزائرية:
ا/: العلاقات الخارجية:لقد أقامت علاقات خارجية مع الدول الأجنبية وتجلى ذالك في ما يلي:
– المعاهدات والتعاون: وخاصة الاتفاقيات التجارية
– التمثيل الدبلوماسي: حيث كان لها سفراء بالخارج وكان للدول الأخرى سفراء بالجزائر
ب/: صك النقود: حيث كان للجزائر عملة خاصة بها
ج/: الجيش الجزائري: حيث كان لها جيشا قويا
2/: علاقات الجزائر بمختلف الدول :
– مع الدولة العثمانية: كانت علاقات حسنة والدليل على ذالك:
– مساندة الأسطول الجزائري للأسطول العثماني في حروبه ضد الأوروبيين
– إرسال الهدايا للسلطان العثماني
-مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية:أقامت علاقات سياسية وتجارية بشكل منفرد بدافع التفريغ بين دول أوروبا والحيلولة دون توحدها وتحالفها ضد الجزائر.
-مع فرنسا: كانت حسنة ثم ساءت بسبب أزمة الديون
-مع بقية دول أوروبا:سارعت كل من البرتغال وهولندا والسويد إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع تأمين سفنها التجارية العابرة للبحر المتوسط.
-مع الولايات المتحدة الأمريكية:سعت إلى إقامة علاقة صداقة وتعاون مع الجزائر من أجل حماية سفنها في البحر المتوسط حيث أبرمت معاهدة سلام 1795.
3-البحرية الجزائرية: اهتمت الجزائر بتقوية أسطولها البحري منذ القرن 16م نتيجة القرصنة المسيحية في البحر المتوسط والهجومات المسيحية على السواحل الجزائرية وكون الدايات وقبلهم البايات من رجال البحرية…وتوفر الموانئ الطبيعية والمواد الأولية كالخشب…
* دور الأسطول الجزائري على العيد الداخلي والخارجي:
-إثراء خزينة الجزائر بالغنائم والإتاوات…
-توفر الأمن في المنطقة والدفاع عن الوطن.
-التصدي للحملات الأسبانية وتحرير المرسى.
-حماية التجارة الإسلامية ونقل مهاجري الأندلس.
– المشاركة مع الأسطول العثماني في الحروب ضد التحالف الأوروبي.
-نشأة الأسطول: نتيجة تعرض سواحل المغرب الإسلامي للاعتداءات الأسبانية والبرتغالية ووفرة المواد الأولية واليد العاملة الماهرة(الأندلسيون) وسيطرة رياس البحر على السلطة في احتكاكهم بالعثمانيين…كل هذه العوامل ساعدت على إنشاء أسطول بحري قوي تكون من القطع الآتية:
أ- السفن الضخمة:مثل القالير-الغليوطة-الشبك-الطريدة-الفوستة…
ب-المراكب الصغيرة مثل:الكرافيل- البولاكة – الشاطية-الكوفريت…
وأشهر السفن الجزائرية سفينة ابن الغواص، المظهر، الصافي، أماني الهدى، الهلال، الأسد الأبيض نصر الإسلام، مفتاح الجهاد…
ولكل سفينة طاقم بشري يختلف حسب حجم السفينة إضافة إلى الجنود المتواجدين على متنها.
2-قيادة السفينة: يشمل على قيادة متمكنة أبرزهم:
-وكيل الخرج: أو البحرية وهو الرئيس الأعلى لجميع السفن والمراكب.
-قائد المرسى: المسؤول عن الميناء وشرطته والمخازن يساعده ثلاث ضباط.
-الرياس: قادة السفن البحرية أشهرهم صالح رايس والرايس حميدو…
3- تأزم العلاقات مع الغرب المسيحي: ظهور بوادر التوتر بعد أن دخلت أوروبا مرحلة الثورة الصناعية وعدم مواكبة الصناعة الجزائرية لهذا التطور مما أدى إلى اختلال التوازن العسكري بين الطرفين الجزائري والأوروبي من مظاهره شن حملات عسكرية متكررة على الموانئ الجزائرية بهدف إضعاف القوة البحرية الجزائرية وشل نشاطها الاقتصادي والعسكري
4-الهجمات الأوروبية المتكررة على الجزائر:
-حملة بريطانيا على مدينة الجزائر عامي 1660-1670 وحملة أكسموث سنة1816 بدعوى تنفيذ قرار مؤتمر فيينا.
– الحملة الفرنسية على الجزائر وشرشال عامي 1682-1683م
-الحملة الأسبانية على وهران في جويلية 1732م
-معركة ميناء الجزائر ضد القوات الفرنسية في 4 أكتوبر 1827م.
5-البحرية الجزائرية والمؤتمرات الدولية: حاولت الدول الأوروبية أن تتحالف ضد الجزائر وذلك من خلال طرح قضية وأسطولها في مؤتمر فيينا عام1815م ومؤتمر اكس لاشابيل1818م وذلك كله من أجل القضاء على السيادة البحرية الجزائرية في الحوض المتوسط.
توطئة:من نتائج الثورة الصناعية في فرنسا هو قيام هذه الأخيرة باحتلال الجزائر لاستغلال خيراتها.
1-افتعال الذرائع والمبررات لاحتلال الجزائر: من جملة مبررات فرنسا في احتلالها الجزائر ما يأتي:
– تجرأ الداي على هدم حصون المؤسسات الفرنسية التجارية (المرجان) بالساحل الشرقي للجزائر (الامتيازات)
– إصدار الداي قرار يمنع حرية احتكار صيد المرجان من طرف فرنسا سنة 1826 لكن لكل الدول.
– إجبار القنصل الفرنسي على مغادرة الجزائر سنة1814م
– حجز الأسطول الجزائري للباخرة الفرنسية في ميناء عنابة دون إعطاء مبرر لذلك.
-رفض الداي التوقيع على وثيقة مقررات اكس لاشابيل1818م.
– قيام الأسطول الجزائري بتفتيش السفن الفرنسية خارقا بذلك معاهدة الهدنة1826-1827م
-حادثة المروحة وعدم اعتذار الداي حسين للأمة الفرنسية.
2-الأسباب والدوافع الحقيقية للاحتلال:
أ-الأسباب الاقتصادية: نتيجة غنى الجزائر اقتصاديا كالمرجان والموانئ والخشب والسهول والحبوب والملح والمعادن…أدىالى بروز أطماع الفرنسية والبريطانية وتجلى ذلك منذ تأسيس الشركة الملكية الأفريقية الفرنسية بميناء عنابة والقالة وحملة أكسموث 1816م.
ب-الدوافع السياسية: تتمثل في:
-إسكات المعارضة السياسية والفرنسية.
-تغطية شارل العاشر لأعماله الاستبدادية.
-توجيه الرأي العام الفرنسي نحو الخارج
-الانتقام لشرف فرنسا المزعوم.
ج-الدوافع الدينية: يشمل
-الحقد الصليبي الدفين.
-الادعاء بنشر الحضارة والدين المسيحي.
د-العامل العسكري: يتمثل في:
– استغلال فرصة تحطم معظم وحدات الأسطول الجزائري في معركة نافرين جنوب اليونان 1827.
– بروز القوة الفرنسية البحرية والتي تطورت مع الثورة الصناعية
-توطئة:بعد تحطم وحدات الأسطول الجزائري في معركة نافرين مهدت فرنسا لاحتلال الجزائر بفرض عقوبات عسكرية واقتصادية تمهيدا للسيطرة عليها.
1-مراحل الاحتلال:مر بمرحلتين هما:
أ- مرحلة الحصار العسكري: من 16 جوان 1827 إلى 14 جوان 1830م فرضت فيه فرنسا حصارا بحريا حول المياه الإقليمية للجزائر بهدف:
– إضعاف القوة الاقتصادية للجزائر (النشاط البحري)
– إيجاد ثغرة لدخول الجيش الفرنسي للجزائر.
-لانفراد فرنسا باحتلال الجزائر دون غيرها من دول أوروبا
– إقناع الدول الأوروبية بالأهمية السياسية والدينية في إخضاع الجزائر.
ب- مرحلة الهجوم وسقوط العاصمة: في 7 فيفري 1830م أصدر ملك فرنسا قرارا يقضي بتجهيز الحملة العسكرية لاحتلال الجزائر حيث غادرت القوات الفرنسية ميناء طولون في 25 ماي 1830متجهة للجزائر بقيادة وزير الحربية الفرنسي الجنرال دي بورمون …وفي غياب خطة عسكرية دفاعية محكمة وقيادة متمكنة استطاعت الحملة الفرنسية النزول بشاطئ سيدي فرج غرب العاصمة 25كلم في 14 جوان 1830م والانتصار في معركة سطا والي يوم19 جوان على القوات الجزائرية وبعد 20يوم من القتال وصلت الحملة إلى حصن الإمبراطور الذي يشرف على العاصمة حيث قصفت بالمدفعية مما أضطر الداي حسين إلى طلب الاستسلام وتوقيع المعاهدة وتسليم العاصمة يوم5جويلية1830، ولقد عاثت القوات الفرنسية الفساد والنهب والتخريب في المدينة متنكرين للعهود التي جاءت في وثيقة الاستسلام.
2-المواقف الدولية من احتلال الجزائر: تباينت المواقف بين مؤيد ومعارض ومتحفظ حيث نجد:
– الدول المؤيدة: معظم الدول الأوروبية وباي تونس.
– الدول المعارضة: بريطانيا لأسباب استراتيجية وأيالة طرابلس الغرب
– الدول المتحفظة: الدولة العثمانية نتيجة ضعفها.
مقدمة : لقد قاوم الجزائريون بشدة الاحتلال الفرنسي وتمثلت هذه المقاومة في الغرب بمقاومة الأمير عبد القادر وفي الشرق بمقاومة احمد باي
أولا: مقاومة الأمير عبد القادر :قامت بالغرب الجزائري بين سنتي (1832-1847 ) وقدها عبد القادر بن محي الدين الشاعر والأديب والمتصوف
1/: مراحل مقاومة الأمير عبد القادر :
أ/: مرحلة القوة (1830-1837): وتميزت بتحقيق انتصارات باهرة من طرف الأمير على فرنسا في عدة معارك أشهرها معركة خنق النطاح الأولى والثانية ومعركة برج العين
ب/: مرحلة الهدوء المؤقت 1837-1839): وتميزت بتوقيف القتال بين الطرفين بفضل عقد معاهدة التافنة في 30ماي 1837
وقد استغل الأمير المعاهدة في:•
– بناء الحصون حول المدن
– تنظيم دولته
– فرض ضرائب للحرب
– تنظيم الجيش وبناء مصانع للسلاح
استغلت فرنسا المعاهدة في :•
– التفرغ لأحمد باي
– إعداد فرق لحرب الجبال والصحراء
ج/: مرحلة الإبادة والاستسلام 1839- 1847): بعد القضاء على احمد باي نقضت فرنسا المعاهدة وجددت الحرب مع الأمير فضاعفت من قواتها العسكرية ومارست حرب الإبادة والأرض المحروقة واكتشفت عاصمة الأمير المتنقلة (الزمالة) مما بالأمير للانتقال للمغرب طلبا للمساعدة لكنه لم يحصل عليها بالإضافة إلى موت أهم أعوانه
مما جعله يستسلم سنة 1847 ويسجن في باريس ثم ينفى إلى سوريا إلى أن يتوفى هناك سنة1883
ثانيا : مقاومة احمد باي : قامت بالشرق الجزائري بين سنتي (1832-1837) وقد قادها والي قسنطينة احمد باي الذي اعتبر نفسه الوريث الشرعي للأتراك بالجزائر
ولما زحفت فرنسا نحو قسنطينة اشتبكت معه وهزمها سنة 1836
وقد ساعدته عدة عوامل على الانتصار وهي:
– اعتماده على جيش منظم
– صعوبة تضاريس المنطقة
– مساندة الأهالي له
– تشتت القوات الفرنسية بين الشرق والغرب
ولكن في سنة 1837 بعد أن حيدت فرنسا الأمير عبد القادر (معاهدة التافنة ) استطاعت أن تهزم احمد باي
مما جعل احمد باي يذهب إلى الصحراء آملا أن يعيد قوته لكنه لم يتمكن من ذالك مما جعله يستسلم سنة 1848 ويوضع تحت الإقامة الجبرية بالعاصمة إلى أن مات سنة 1852
ثالثا: الانتفاضات الشعبية: هي مقاومات عفوية قادتها بعض القبائل الجزائرية ضد تقدم القوات الفرنسية ومن أشهرها:
اسم المقاومة
مجالها الزماني
مجالها المكاني
اسم القائد
ثورة بومعزة
1845-1847
– الشلف الحضنة-التيطري
محمد بن عبد الله
مقاومة الزعاطشة
1848-1849
بسكرة والاوراس
بوزيان
ثورة القبائل
1851-1857
منطقة القبائل
فاطمة نسومر وشريف بوبغلة
مقاومة أولاد سيدي الشيخ
1864-1880
البيض -التيطري
سليمان بن حمزة
احمد بن حمزة
مقاومة المقراني
1871-1872
الحضنة وبرج بوعريريج
المقراني والحداد
مقاومة بوعمامة
1881-1883
الجنوب الغربي
بوعمامة بن لعربي
رابعا:آثار الاحتلال الفرنسي للجزائر (نتائجه):
• زوال الدولة الجزائرية
• ظهور المقاومات المسلحة
• إفقار الجزائريين واستحواذ الفرنسيين على ثروات البلاد
• تفشي الجهل والأمية بين الجزائريين[/size][/size]
أجمل تحية . هذا المنتدى الاول الذي اعجبني . لذا اردت ان اضع الملخص الرائع في التاريخ و الجغرافيا للفصل الثاني السنة الرابعة متوسط على عدة سيرفرات اخترت المشهورة على الرابط التالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله اعضاء ta3lime
اقدم لكم
12 إختبار الفصل الثاني في مادة التاريخ و الجغرافيا
نتمنى ان تينكم هذه المواضيع في التحضير ، و من يدري ربما تتكرر احداها في bem 2022 !
في الاخير : لا تسنوا الدعاء لنا + كلمة جزاك الله خيرا تدفعنا لتقديم المزيد
قسم اللغة العربية و آدابها
ثانوية اول نوفمبر 1954
الملحق :
كوتاهية : مدينة في غرب تركيا الأسيوية بها أبرمت معاهدة كوتاهية بين السلطان محمود الثاني
ومحمد علي والي مصر في سنة 1833 م .
كوجوك كينارجي :مدينة تقع ببلغاريا ، وقعت فيها مع اهدة الصلح بين السلطان العثماني عبد الحميد
وكاترين الثانية قيصرة روسيا عام 1774 م.
كرلوفيتز:مدينة في شمال غرب يوغوسلافيا وقعت بها معاهدة تخلت بموجبها الدولة العثمانية عنممتلكاتها في المجر، ترانسفاليان ، كرواتيا ، سلوفينيا و دلماشيا عام 1699 م .
البلقان: شبه جزيرة جبلية السطح في جنوب شرق أوربا تمتد بين البحر الأسود وبحر مرمرة شرقا
وبحر الأدرياتيك غربا وبين نهر الدانوب شمالا وبحر إيجة جنوبا، تشمل كل من ألبانيا يوغوسلافيا
سابقا، بلغاري ا و اليونان يسكنها الجنس السلافي عرفت المنطقة عدة أزمات بفعل تكالب القوى الكبرى
عليها الأمر الذي جعلها لا تعرف الإستقرار، وتبعا لذلك أصبح مصطلح البلقنة يعني الإضطرابات
والتجزئة والتقسيم.
الجيش الإنكشاري : هو الجيش النظامي المتفرغ للحرب ، كونته الدولة العثمانية من شبان أخذوا
من الأسر المسيحية وتمت تربيهم على الدين الإسلامي والو لاء للسلطان ، يعود إليه الفضل في
الفتوحات العثمانية، باعتباره القوة الضاربة خاصة في فترة قوة السلاطين لكن في عهد السلاطين
الضعاف تخلى الجيش الإنكشاري عن دوره الأساسي في الدف اع عن ممتلكات الدولة العثمانية وأصبح
يتدخل في الشؤون السياسية الأمر الذي أفقده احترافيته وأصبح مصدر خطر يهدد استقرار الدولة
العثمانية وأصبح عرضة للهزائم أمام الجيوش الأوربية.
الأسطول البحري العثماني :اعتنى العثمانيون ببناء أسطول بحري قوي لمواجهة الأساطيل ا لبحرية
المعادية وحماية السفن التجارية خاصة وأن الدولة العثمانية تشرف على مسطحات مائية واسعة، وقد
ساعد ها على بناء أسطول بحري حربي كبير توفر المادة الأولية ” أشجار الأرز ” في كل من لبنان
والجزائر، هذا الأسطول تعرض إلى انتكاسة في موقعة نفارين “جنوب اليونان “في 1827 م الأمر الذي
أدى إلى انهيار القوة العسكرية العثمانية وعرض الإيالات التابعة لها إلى الغزو من طرف الدول
الأوربية الإستعمارية.
القسطنطينية: تقع على الضفة الغربية لمضيق البسفور ، بين أوربا وآسي ا، بين البحر الأسود وبحر
مرمرة ، فتحها محمد الثاني “الفاتح ” في 1453 م وأصبحت تسمى إسطمبول أي مدينة الإسلام.
مدينة قونية: مدينة تركية، تقع وسط تركيا إلى الجنوب من أنقرة.
خان: لفظ تركي قديم معناه السيد.
بــــــــــــــــارك الله فيكم
الوضعية الأولى :- من تبلور الوعي الوطني الجزائري إلى الثورة التحريرية
الإشكــالية :ان الظروف التي مرت بها الجزائر اثنا الحرب وبعدها كان لها دور كبير في تفجير الثورة المسلحة فكيف تطورت مجريات الاحداث؟
حتمية تفجير الثورة المسلحة
– مأساة 8ماي 1945:كانت رد فعل واع أمام التنكر الفرنسي
1-أسبابها:
– نمو الوعي السياسي الوطني – اكتشاف الوعود الكاذبة – مبدأ تقرير مصير الشعوب(ميثاق الاطلسي1941،خطاب ديغول 1944،مبادئ الأمم المتحدة1945)
2-نتائجها:
– استشهاد ما يزيد عن 45000 جزائري.
– آلاف المعتقلين والمفقودين والمعطوبين.
– حل الأحزاب السياسية
– أعدمت كلّ أفكار الإدماج والتعايش.
– اكتشاف مدى عقم الكفاح السياسي.
أما أسلوب الإغراء يتمثل في الإعلان سياسات إصلاحية كلما اشتد بها الحال كما حدث مع الحربين العالميتين
– دستور الجزائر (20سبتمبر 1947):يعتبر برنامج إصلاحي فرنسي لدعم السياسة الاستيطانية بالجزائر وهو من قبيل ذر الرماد في العيون.
أ-دواعي صدوره:
– محاولة امتصاص غضب الجزائريين بعد مجازر 8 ماي 1945- تنامي الوعي الوطني لدى الشعب الجزائري- تزايد نشاط الحركة الوطنية.- عودة الشبان من الحرب ع 2.
ب-أهم بنوده ص 162 من الكتاب المدرسي)
ج-أهم المواقف من الدستور:
– اقتنعت الحركة الوطنية أنّ الاستعمار يراوغ ويرفض تقيم تنازلات حقيقية( المادة الأولى تعتبر الجزائر قطعة فرنسية ، ديمقراطية المجلس الجزائري الزائفة) وهو يسعى فقط لتكريس الاستيطان .
لذا فقد استبقت حركة الانتصار المواقف وأسست المنظمة السرية في 15 فيفري 1947 للإعداد للعمل العسكري بقيادة محمد بلوزداد .
v اعتبره المعمرون خطوة تمكنهم من الاستقلال بإدارة شؤون الجزائر وتنمية ثرواتهم وشن الوالي العام نيجلان عمليات تزوير واسعة فانتخابات المجلس الجزائري .
أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية
– أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية (أفريل 1953):
عصفت الأزمة بصفوف قيادات الحزب نتيجة تأثير اكتشاف المنظمة السرية من قبل الاستعمار،و الخلافات حول القيادة والتمثيل داخل الحزب .ونتج عنه انقسام الحركة إلى
– تيار المصاليين ويعتبرون مصالي الحاج مصدر أي قرار وصلاحياته مطلقة .
– أعضاء اللجنة المركزية وعلى رأسهم بن يوسف بن خده يدافعون عن حكم الأغلبية والتسيير الجماعي للحزب.
v بروز التيار الثوري ممثلا في اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 23 مارس 1954 بقيادة محمد بوضياف التي رفضت الخوض في الصراعات الشخصية وأخذت تشق الطريق نحو العمل الثوري المسلح من خلال الاجتماعات الحاسمة التي أجرتها وخاصة في 23 أكتوبر 1954( راجع ص 166) .
التي تتكون من 22 عضوا أعدت للثورة في صلان باي ( المدنية حاليا ) في سرية 25 جوان 1954 تحت إشراف مصطفى بن بوالعيد الذي أسفر عن انتخاب القادة الست (مصطفى بن بوالعيد – ديدوش مراد – العربي بن مهيدي – كريم بلقاسم – محمد بوضياف وثلاثة بالخارج هم بن بله – آيت احمد – خيضر)
وفي 10 أكتوبر 1954 اجتمع القادة الست بلابوانت العاصمة اين تم تقسيم الجزائر إلى 05 ولايات وتعيين قادتهم كماهو مبين :
القادة الولايات
المنطقة الأولى- الأوراس :مصطفى بن بولعيد
المنطقة الثانية- الشمال القسنطيني: ديدوش مراد
المنطقة الثالثة- القبائل: كريم بلقاسم
المنطقة الرابعة- الوسط: رابح بيطاط
المنطقة الخامسة- الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي
الظروف المحلية و الدولية للعمل المسلح
*آ – الظروف المحلية :نمو الوعي الوطني – أساليب الاستعمار – فداحة الخسائر البشرية في 08/05/1945 – فشل الإصلاحات الفرنسية – انعكاسات أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية .
* ب –الظروف الإقليمية – استقلال العديد من الدول العربية ( سوريا –لبنان- مصر -…. )- العمل المسلح في تونس و المغرب الأقصى- الدعم العربي للحركات التحررية خاصة ليبيا
* ج – الظروف الدولية :- انتشار موجة التحرر في العالم –الانفراج الدولي – تراجع مكانة فرنسا في المحافل الدولية – انهزام فرنسا في معركة” ديان بيان فو ” – الواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب في تقربر مصيرها بنفسها ( هيئة الأمم – الجامعة العربية … )
مواثيق الثورة
* بيان أول نوفمبر ( يشرح أهداف الثورة و الخطوط العريضة لها )
* ميثاق الصومام ( التنظيم و الشمولية- البعد الاسترتيجي للثورة)
* ميثاق طرابلس ( الاختيارات الكبرى للجزائر المستقلة)
للثورة الجزائرية ثلاثة مواثيق اساسية هي :
1-بيان أول نوفمبر أو نداء نوفمبر1/11/1954
دعا جميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري ودون أدنى اعتبار آخر.
وبينت الجبهة في بيانها الأول أهدافها ووسائلها التي تصدرها الاستقلال الوطني وإقامة دولة جزائرية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية، واحترام الحريات دون تمييز ديني أو عرقي، وأعلنت الجبهة أنها ستواصل الكفاح بجميع الوسائل لتحقيق ذلك الهدف.
2-ميثاق مؤتمر الصومام بيجاية : 20/أوت/ 1956م
يعد الوثيق الثانية للثورة والذي اكسبها الصبغة التنظيمية الفاعلة
3-ميثاق مؤتمر طرابلس (ليبيا )
على اثر نجاح المفاوضات الفرنسية عقد المؤتمر الثاني بمدينة طرابلس الليبية واقر الاختيارات التالية
*- الأخذ بمبدأ الحزب الواحد –جبهة التحرير الوطني
*- تبين الاشتراكية كنظام للجزائر
*- بناء اقتصادي وطني قوي
*- إقرار سياسة اجتماعية
تقويم مرحلي :- اكتشف الظروف التي أوجبت القيام بالثورة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوضعية التعلمية الثانيــة :- العمل المسلّح و رد فعل الاستعمار
الإشكــالية اعتقد البعض ان الثورة المسلحة انطلقت دون تنظيم في البداية ناقش ذلك بتتبع استريجية تنفذها
تعريف الثورة
هي تغيير جذري لأوضاع ما ، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية . فالثورة الجزائرية هي حركة عسكرية سياسية بقيادة جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير لتغيير الوضع السيئ للشعب الجزائري و الاستقلال التام /
استراتيجية تنفيذ الثورة
ا – علي المستوي الداخلي::-
1 – التعبئة الشعبية : نوعية الشعب وإقناعه بالالتحاق بالثورة وتقديم أشكال الدعم لها .
تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل مارس 1954 برئاسة محمد بوضياف أعضاء المنظمة الخاصة بن بولعيد ، بن مهيدي ، بيطاط )
– اجتماع ال 22 بالمدينة جوان 1954 وانبثق عنه مجلس الثورة موزعين حسب المناطق :
الأور اس : مصطفى بن بو لعيد
قسنطينة : ديدوش مراد
القبائل : كريم بالقاسم ( انظم إليهم )
العاصمة : رابح بيطاط
وهران : العربي بن مهيدي –
– إصدار بيان أول نوفمبر 1954
– هجمات الشمال القسنطيني 20/08/1955
– إضرابات :- إضراب 28/01/1967
– مناهضة الإدارة الاستعمارية و شل الاقتصاد الكولونيالي .
– مظاهرات 11/12/1960
2- التنظيم الجماهيري:-
– الإتحاد العام للعمال الجزائريين 1956
– الإتحاد العام للتجار الجزائريين1956
– الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين
– الحركة النسوية – المثقفون و الأطباء – فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم
1- التنظيم المؤسساتي :-
– آ- التنظيم السياسي :- مؤتمر الصومام 20/08/1956
– جبهة التحرير الوطني إطار لكل المواطنين – فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا – المجلس الوطني للثورة – لجنة التنسيق و التنفيذ –الحكومة الجزائرية المؤقتة – الوفد المفاوض – تدويل القضية الجزائرية .
– بـ- التنظيم العسكري :-
– جيش التحرير الوطني – إنشاء قيادة الأركان – تحديد الرتب – إنشاء جيش الحدود – نقل الثورة إلى فرنسا –
*بـ:- علـى المستوى الخارجي :-
– التمثيل الدبلوماسي في مؤتمر باندونغ 1955 – هيئة الأمم المتحدة سبتمبر1955 – ( الوفد الخارجي : أيت احمد بن بلة – محمد خيضر- محمد يزيد كمنسق بين الداخل و الخارج ) – محمد بوضياف المنسق العام – عرض القضية الجزائرية في المحافل الدولية ( الأمم المتحدة ) – الجامعة العربية – تأسيس الحومة المؤقتة 1958
استراتيجية الاستعمار للقضاء على الثورة
-* مخططات عسكرية :- أ- في الداخل :-
– إتباع سياسة القمع و الإيقاف الجماعي – إقامة المحتشدات و تدمير القرى – إنشاء مراكز التعذيب كمدرسة “جندارك” في سكيكدة – إنشاء المناطق المحرمة – مكاتب لاصاص – الخطوط المكهربة – خطي موريس و شال
2-* مخططات اغرائية :-
مشروع قسنطينة 1958 – 1963 – إنشاء القوة الثالثة من العملاء
– سلم الشجعان – طرح مشروع تقرير المصير-
3-* مشاريع التقسيم :- تقسيم الشمال إلى 3 مناطق – فصل الصحراء .
بـ :- في الخارج :-
– اعتبار القضية الجزائرية مشكلة داخلية لفرنسا – حث الفرنسيين على تصفية أعمالهم مع الجزائريين – قمع المظاهرات في فرنسا (17/10/1961 في باريس – العدوان الثلاثي على مصر 1956
تقويم مرحلي :- أرسم خريطة التقسيم الولائي للجزائر وفق ما جاء في مؤتمر الصومام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوضعية >>الثانيــة :- العمل المسلّح و رد فعل الاستعمار
الإشكــالية الحركة الوطني بين الواجب الوطني و المبادئ الشخصية
*-إستراتيجية تنفيذ الثورة :
أ-على المستوى الداخلي :
1- التعبئة الشعبية : سعت القيادة الثورية لتفعيل الزخم الثوري المتنامي لدى مختلف فئات الشعب الجزائري وتوضيح الأهداف الموجودة وتذكيره با لممارسات التعسفية وكذا تخلفه عن ركب الحركات التحررية في العالم ومن خلال وسائل مختلفة ،وبالعمل الميداني استطاعت الثورة رفع المعنويات وتكريس القناعة بأن الثورة ضرورة ملحة على الشعب الجزائري المشاركة فيها أو مد يد العون لها ، وقد تمت العملية من خلال ما أصدره نداء أول نوفمبر 1954 ، حيث رسم المعالم الأولى للثورة التحريرية الكبرى وحدد الوسائل والآفاق لفترة ما بعد التحرير ، ومن خلال الإعلام والتوعية عبر توزيع البيان على عامة الشعب وشرح محتواه ، وعبر بيان مؤتمر الصومام والمناشير المختلفة ، والرسائل المكتوبة والشفوية ، وعبر الصحف كجريدة المجاهد
كما استغل ممثلو جبهة التحرير الوطني في الخارج وسائل الإعلام في البلدان الشقيقة والصديقة لإبراز الإنطلاقة والتعريف بالثورة الجزائرية وبأهدافها وأبعادها الحقيقية. فقد نظمت الجبهة برامج إذاعية بعنوان “صوت الجزائر” باللغة العربية تبث من الرباط وتطوان وطنجة بالمغرب الأقصى وأيضا من تونس والقاهرة.
وقد ظلت هذه البرامج تذاع حتى بعد إنشاء الإذاعة السرية للثورة في قلب الجزائر عام 1957. كما كانت هناك إذاعات للدول الصديقة تذيع أخبار الثورة الجزائرية بلغات متعددة وفي مقدمتها إذاعة بودابست (Budapest ) السرية التي كانت تذيع برامجها تحت عنوان: “صوت الاستقلال والحرية”.
وقد خدمت هذه البرامج الإذاعية الثورة الجزائرية خير خدمة.
فكانت أداة فعالة لغرس روح النضال وتقوية الإيمان بالنصر ورفع معنويات الجماهير الجزائرية في الداخل والخارج وحشدها وراء الثورة، وكانت أيضا خير وسيلة لتمرير الدور الدبلوماسي لقادة الثورة الجزائرية.
كما دعمت جبهة التحرير الوطني جهازها الإعلامي بإصدار صحيفتي: “المجاهد” في سنة 1956 والمقاومة الجزائرية ” في سنة 1955 والتي كانت لسان حال جبهة التحرير الجزائرية للدفاع عن شمال إفريقيا كلها. ف البلدان الشقيقة والصديقة …
– يمكن رصد مظاهر التعبئة الثورية في:
-حيث استقبل الشعب الثورة بمزيج بين الفرح والتساؤل وبعد صدور البيان تضاعف التأييد المادي والمعنوي وازداد عدد المجاهدين
– في 24 فيفري1956 تأسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وكذا اتحاد التجار والتحق الطلبة بصفوف الثورة في 19ماي 1956، وزيادة معادات الكولون وكل ماهو فرنسي والعمل على شل الاستيطان الفرنسي.
– على مستوى الحركة الوطنية معظم الأحزاب تفاجئت بالثورة في البداية فالجمعية التزمت الصمت والاتحاد الديمقراطي اعتبرها سابقة لأوانها، إما حركة الانتصار لم تؤيد الثورة رغم ذالك فقد التحق من الأحزاب بالثورة بصورة فردية ثم انضمت معظم الحركة الوطنية ( باستثناء الاتجاه الذي يقوده مصالي الحاج)الىالثورة سنة 1956.
– إضراب 08ايام(28جانفي/04فيفري1957الذيجاء تلبية لدعوى جبهة التحرير دعما للعمل المسلح وذا صلة بتطوير القضية الجزائرية في الأمم المتحدة وقد كان إضرابا شاملا وجامعا شارك فيه الشعب والمنظمات الجماهيرية وهو مظهر آخر من مظاهر معركة الجزائر .
– مظاهرات 11/12/1960 شملت العاصمة ومدن أخرى من الغرب وشرق البلاد لمعارضة سياسة ديغول والوقوف إلى جانب جبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة بعد لتماطل الفرنسي عند انطلاقة المفاوضات.
– مظاهرات 05/07/1961 عمت مختلف أنحاء البلاد للتعبير عن الرفض المطلق لأي مساس بوحدة التراب الوطني، وللتعبير عن التمسك المطلق بالاستقلال ودعم مطالب جبهة التحرير.
– مظاهرات 17/10/1961 قامت في مدينة باريس لرفض الاجرءات الفرنسية ودعم الثورة في مفاوضاتها مع فرنسا.
– مظاهرات 01/11/1961 شملت اغلب التراب الوطن وخاصة العاصمة قسنطينة وتعد تعبيرا عن احتفال الشعب الجزائري بأول نوفمبر والضغط على فرنسا للعودة إلى طريق التفاوض.
2-التنظيم المؤسساتي :
لتجاوز الإدارة الفرنسية وحالة الانسداد السياسي وتشتت الحركة الوطنية كان على قادة الاتجاه الثوري تبني خطط استراتيجة لتنظيم عملهم والمضي قدما نحو الأمام ويظهر ذالك في:
1- تأسيس جبهة التحرير الوطني لتكون وعاءا لكل الوطنيين.
2- فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا.
3- اعتماد القيادة الجماعية في اجتماع 23/10/1954(مجلس الثورة) مع اعتماد التسيير اللامركزي.
4- مؤتمر الصومام : تعتبر سنة 1956 هي سنة تنظيم الثورة وجعلها أكثر شمولية وتدارك النقائص وتذليل الصعوبات بإيجاد إستراتيجية تضمن إستمراريتها لتحقيق النصر والاستقلال . انعقد المؤتمر بمنطقة القبائل الكبرى جنوب بجاية في 20 أوت 1956 ، حضره معظم إطارات الثورة من أهم نتائجه تكوين مؤسسات الثورة كالمجلس الوطني للثورة ، ولجنة التنسيق والتنفيذ ، وتقسيم التراب الوطني إلى 6 ولايات ، وضبط الرتب ، وتحديد المسؤوليات ، وإقرار مبدأ القيادة الجماعية ، وأولوية العمل في الداخل على الخارج ، وتنظيم الشعب ، وتوجيهه والعمل على تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية ، وتحقيق الوحدة المغار* نتائجه:
– مكن الثورة من وضع جهاز تنظيمي شامل سياسي وعسكري.
– بلور المسار الثوري لدى الرأي العام الداخلي والخارجي.
– أعطى دفعا قويا مجددا للثورة.
– أصبحت الثورة هي العامل المؤثر في الإستراتيجية الفرنسية( قيامها بالقرصنة الجوية واختطاف طائرة الزعماء الخمسة22/10/1956 – مشاركتها في العدوان الثلاثي ضد مصر – قنبلة ساقية سيدي يوسف في 08/02/ 1958سقوط الجمهورية الرابعة والاستنجاد بديغول).
3-المخططات العسكرية: وذلك ل :
*تقسيم الجزائر إلى خمس مناطق ثم إضافة الولاية السادسة بعد الصومام
*انطلاق الثورة المباركة بعدد قليل من المجاهدين والهجوم على نحو 30 مركز للعدو ليلة أول نوفمبر 1954 متزامنة مع :
– بداية السنة الهجرية في يوم الاثنين تيمنا بمولد المصطفى عليه الصلاة والسلام.
– سبقتها عطلة نهاية الأسبوع ومن ثمة خلو الثكنات العسكرية من الجند.
– ذكري عيد القديسين الكاثوليك.
– بداية فصل الخريف (تساقط الأمطار وتوفر الثمار).
وهذا يؤكد أن اختيار التاريخ لم يكن مصادفة وإنما ينم عن إحاطة بكل الوقائع.
*شن هجومات الشمال القسنطيني 20 اوت1955 التاريخية بقيادة البطل زيغود يوسف
تفادي العمليات العسكرية للجيش الفرنسي * اختيار المكان والزمان للعمليات العسكرية * إنشاء قيادة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني * تصغير الوحدات العسكرية لضمان خفة الحركة وممارسة حرب الكر و الفر والكمائن * إيجاد جيش الحدود لفك الخناق على الداخل * تكثيف العمليات الفدائية في المدن وتخريب طرق المواصلات * نقل الثورة إلى فرنسا من خلال خلايا شرعت في تنفيذ العمل المسلح .
ب- على المستوى الخارجي:
– التمثيل الدبلوماسي : ارتأت الثورة أن تدعم المجهود السياسي والعسكري بجهاز دبلوماسي يقيها كالأشكال التعتيم والتشويه ، فمن القاهرة امتد صوتها إلى باندونغ سنة 1955 ثم إلى هيئة الأمم المتحدة 1957، وذلك بغية التعريف بالقضية الجزائرية وفضح السياسة الفرنسية وتذكير العالم بمواثيقه في تقرير المصير وحقوق الإنسان وكسب تعاطف الرأي العام على الدعم المادي والمعنوي والضغط على فرنسا … لاسيما بعد مؤتمر الصومام، تحركات دبلوماسية ركزت بالخصوص على:
ـ عزل العدو في الميدان الدبلوماسي
ـ ربح أصدقاء جدد في الداخل والخارج
ـ الحصول على مساعدات مادية ومعنوية
ـ تدعيم مؤسسات الدولة الجزائرية قصد الاعتراف بالنظام السياسي لها.
ـ الضغط المتواصل ومداهمة الاستعمار باستعمال سياسة الإنهاك الإعلامي.
ـ تدويل القضية الجزائرية وقد تعزز أكثر بتأسيس الحكومة المؤقتة قي 19/09/1958.
القضية الجزائرية في الحافل الدولية :- يمكن أن نقول أن المؤتمر الآفروآسياوي الذي انعقد في 17 أبريل 1955 بباندونغ (اندونيسيا) كان بمثابة نقطة انطلاق وتحول رئيسية في كفاح الشعب الجزائري والدور السياسي لجبهة التحرير، خاصة وأنه اختتم بإصدار بيان تضامني مع الثورة الجزائرية في حربها الدائرة ضد الاستعمار
– كانت سنة 1957 هي سنة الجزائر في الأمم المتحدة، فقد عرضت مرتين قضية الجزائر على الأمم المتحدة في الدورتين الحادية عشر والثانية عشر، واستمر طرح القضية بعد ذلك في كل دورة من دورات هيئة الأمم المتحدة وذلك نتيجة الكفاح السياسي والدبلوماسي الذي لعب، إن لم نقل الدور الأساسي، بل الدور الأهم في الكفاح لخدمة القضية الجزائرية وإظهار حقيقتها.
*-إستراتيجية الاستعمار للقضاء على الثورة :
أ- الموقف الفرنسي من الثورة:
2-موقف الحكومة الفرنسية : ظهر أول بيان رسمي من الحكومة الفرنسية يوم 02 نوفمبر 1954 على لسان وزير داخليّتها ميتران حيث قال : ” …إنّ المفاوضات الوحيدة بيننا هي الحرب …” كما صرّح روجي ليونار الحاكم العام في الجزائر يوم 07 نوفمبر 1954 قائلا : ” … يمكنني القول بأنّي سأقضي على هؤلاء المشاغبين أعداء الوطن خلال الأيام …” أما رئيس فرنسا مانديس فرانس فقد صرّح قائلا “… إنّ الانفصال بين فرنسا والجزائر مستحيل ..ولن تتهاون أية حكومة فرنسية ولا أي برلمان فرنسي في هذا المبدأ الأساسي … “
3. موقف العالم : أيّدت معظم الدّول العربية الثورة الجزائرية مـــنذ إعلان بيان نوفمبر 1954 كما أيّدتها الكثير من الشعوب المحبة للأمن والسلام والعدالة وزاد تأييد هذه الدول بعد انعقـاد مؤتمر باندونغ عام 1955 .
*بعد إخفاق الحكومات الفرنسية المتتالية ونتيجة للخسائر المادية والبشرية التي منيت بها فرنسا اختار الفرنسيون شارل ديغول ( الرجل العسكري والسياسي المحنك صاحب الخبرة الطويلة ومنقذ فرنسا من ورطة الحرب العالمية الثانية )اثر انقلاب 13 ماي 1958 وبه سقطت الجمهورية الرابعة وبدأت الجمهورية الخامسة تحت تأثير ضربات الثورة الجزائرية.
*إنشاء المناطق المحرمة في الأرياف الجزائرية * إتباع سياسة القمع والإيقاف الجماعي * تطبيق سياسة التجويع وإخضاع المواد الغذائية للتقنين * إنشاء مكاتب الفرق الإدارية الخاصة ( لاصاص) * إقامة المحتشدات ومراكز التعذيب وإنشاء الخطوط المكهربة على الحدود ( خط شال وموريس) ، إبتداءمن سنة 1958 ،*مضاعفه الجيش الفرنسي حتى فاقت 800ألف جندي سنة 1958 *الاستعانة بحلف شمال الأطلسي * القيام بعمليات تمشيط عسكرية شارك فيها معظم جنرالات فرنسا أخذت تسميات مختلفة ومنها عمليات المهجر Jumelle بالقبائل، ومنها عملية الشرارة ببلاد الحضنة لتطهيرها من الثوار، ومنها عملية الأحجار الكريمة على جبال قسنطينة وأخرى على جبال الونشريس، بالإضافة إلى التفنن في وسائل التعذيب والتوسع في المحتشدات استعملت فيها كافة الأسلحة …
ج- المخططات السياسية و الإغرائية :وذلك ب:
أهمها : * مشروع قسنطينة : 3 أكتوبر 1958 : جاء به الجنرال ديغول لاعتقاده أن الثورة ليست سياسية بل تعود لسبب مادي ، فكان هذا المشروع المتمثل في توزيع الأراضي على الجزائريين 250 ألف هكتار * تطوير الجزائريين ماديا * فتح مجالات العمل أمام الجزائريين 400ألف وظيفة ..
وفي سنة 1959 أعلن ديغول عما أسماه بـ “سلم الشجعان”، حيث دعا الثوار إلى وضع السلاح دون شرط والاتصال بسفارتي فرنسا في تونس والرباط لتنظيم عملية الاستسلام
إنشاء القوة الثالثة ( من العملاء ) لإبعاد جبهة التحرير الوطني وتضليل الرأي العام
تنظيم استفتاء شعبي حول دستور الجمهورية الخامسة 28/07/1958 وذلك بإرغام الشعب با لتصويت ” بنعم ” على دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة
مشاريع التقسيم : ومنها :
تقسيم الشمال إلى 3 مناطق 1957 : قسنطينة ( حكم ذاتي ) ، الجزائر ووهران ( إقليم فرنسي) ، تلمسان ( حكم ذاتي ) ، مخطط تجميع المستوطنين 1961 : فصل الصحراء عن الشمال للحد من توسع الثورة واستغلال بترول الصحراء ومراقبة دول الساحل الإفريقي
قشل المخططات الاستعمارية ونجاح الثورة
بتاريخ 16 سبتمبر 1959 أعلن ديغول عن حق الجزائريين في تقرير مصيرهم وحذر الجزائريين من أنهم إذا اختاروا الانفصال فإن فرنسا ستوقف عنهم كل دعم ومساندة، وأنها ستقوم باللازم لتجميع الجزائريين الراغبين في البقاء فرنسيين.
في الخارج : اعتبرت فرنسا أن القضية الجزائرية قضية داخلية فرنسية تهم فرنسا
لم تفلح المخططات الفرنسية في القضاء على ثورة بفضل الاستراتيجية التي تبنتها ولجأت في آخر المطاف إلى طريق المفاوضات
مفهوم المفاوضات : هي صيغة دبلوماسية لحل مشكلة أو أزمة وهي عبارة عن لقاءات سرية أو علنية تجمع ممثلي الطرفين المتنازعين.
دواعي قبول فرنسا المفاوضات:
1- قوة وانتصارات الثورة عسكريا وسياسيا -2- تعثر الدبلوماسية الفرنسية – 3 – تعذر انتصار العسكري للجيش الفرنسي وارتفاع نفقات الخزينة الفرنسية -4- انتقال الثورة إلى فرنسا -5- الاضطراب السياسي في فرنسا -6- ضغوط الرأي العام العالمي والداخلي على الحكومة الفرنسية -7- مظاهرات 11 ديسمبر والتفاف الشعب الجزائري حول الثورة
– دوافع الطرف الجزائري :
1- مبادئ ومحتوى وبيان أول نوفمبر الذي فتح باب التفاوض
2- طول فترة القتال -3- الظروف المزرية التي كان يعاني منها الشعب الجزائري -4- ارتفاع حصيلة الخسائر -5- بروز بعض الخلافات بين الثوار .
مراحل المفاوضات :
· مرحلة الاتصالات السرية ( 1956-1960) : لقاء الجزائر ( ابريل 1956 )/لقاء القاهرة / لقاء بلغراد ( جويلية1956 –لقاء روما سبتمبر 1956
· مرحلة المفاوضات الفعلية :-
1- مرحلة جس النبض :- محادثات مولان جوان 1960 فشلت نتيجة تمسك فرنسا بالشروط
– محادثات لوسارن ةبسويسرا 20221961 أيضا فشلت لتباين موقف الطرفين :-
-آ – الموقف الفرنسي :- الحكم الذاتي – تقسيم الجزائر عرقيا و دينيا – فصل الصحراء –الطاولة المستديرة –الهدنة قبل التفاوض
-ب- الموقف الجزائري :- السيادة الكاملة – وحدة التراب- وحدة الشعب- جبهة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الجزائري – وقف إطلاق النار
*محدثات إيفيان الأولى :- 20ماي 13 جوان1961 فشلت لتمسك فرنا بفكرة فصل الصحراء – وامتيازات المعمرين
– لقاء بال بسويسرا :-أكتوبر/نوفمبر1961 عبارة عن تحضير للمفاوضات و نوقشت فيه عدة قضايا منها مشكلة البقاء أو التواجد العسكري الفرنسي في المرسى الكبير
* مفاوضات إيفيــان الثانية من07إلى18مارس 1962 أدخلت فيها جملة من التعديلات على نص الاتفاق المحرر في اللقاءات السابقة و في الأخير تمّ التوقيع على الاتفاقية في 18مارس1962
( محتوى الإتفاقيات في وثيقة خارجية )
تقويم مرحلي :- بين الاستراتيجية التي اتبعتها الثورة لإفشال المخططات الاستعمارية
– ابرز سياسة الاستعمار في مواجهة الثورة المسلحة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدة التعلمية 2 : الجزائــر مابين 1945-1989م
الوضعية الثالثــة :- استعادة السيادة الوطنية و بناء الدولة الجزائرية
الإشكــالية :- الشعب الجزائري و القيادة السياسية أمام امتحان صعب انتزاع الحقوق الضائعة و المحافظة عليها
وقف إطلاق النار و الاستقلا ل
دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 19مارس1962 و في 01جويلية1962 أجري الاستفتاء الذي كانت نتائجه لصالح الاستقلال و تم تحديد تاريخ 5جولية كموعد رسمي لإعلان الاستقلال
ظروف قيام الدولة الجزائرية
· المفاوضات و اتفاقيات أيفيان
· وقف إطلاق النار و الاستفتاء
· إنشاء هيئة تنفيذية لتسيير الفترة الانتقالية
· النشاط الإرهابي لمنظمة الجيش السري الفرنسي (o.a.s)
· مؤتمر طرابلس من29/5ألى4/6 /1962
· تكوين الجمعية التأسيسية برئاسة فرحات عباس سبتمبر 62
· أزمة صيف62 ( حرب الولايات)
· مشاكل الحدود – اللاجئين – الفقر- اقتصاد محطم ….)
الاختيارات الكبرى لبناء الدولة الجزائرية
من البيان :- إقامة دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية
من ميثاق الصومام :- إحياء دولة جزائري تحت شكل جمهورية ديمقراطية اجتماعية
من ميثاق طرابلس :- تشييد دولة حديثة على أسس ديمقراطية- إعادة القيم المكونة للأمة الجزائرية .
· الاختيارات السياسية :- تشييد دولة عصرية على أسس ديمقراطية في إطار نظام الحزب الواحد
– محاربة الاستعمار و الامبريالية ودعم حركات التحرر .
– العمل على تجسيد الوحدة المغاربية العربية الإفريقية
– الدعم الفعال للسلم و التعاون الدولي
· الاختيارات الاقتصادية :- تبنّي النظام الاشتراكي كوسيلة للتنمية – محاربة الاحتكارات و الإقطاعية
· الاختيارات الاجتماعية و الثقافية :- رفع مستوى المعيشة – تحسين الخدمات الاجتماعية – ترقية اللغة العربية و إحياء التراث الوطني –
· الاهتمامات :- استرجاع الثروات عن طريق التأميمات – بناء زراعة و صناعة حديثة ووطنية – إحداث توازن جهوي وتنمية الريف الجزائري – تحسين الحالة الاجتماعية للمواطن الجزائري – تنمية التجارة – الاهتمام بالتعليم
التطور السياسي للجزائر من 1965 إلى 1989
– المرحلة 65/78 فترة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين وكانت حافلة بالإنجازات على مختلق الأصعدة- للتطور الاقتصادي و الاجتماعي – التأميمات – صك العملة ( الدينار)
التطور السياسي :- التصحيح الثوري – البناء المؤسساتي – النشاط الدبلوماسي .
– التطور الاقتصادي و الاجتماعي :- المشاريع الكبرى .
– المرحلة 79/89|:- التطور السياسي :- أحداث أكتوبر 88 – دستور 89 – التعددية الحزبية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدة التعلمية 2 : الجزائــر مابين 1945-1989م
الوضعية الرابعـــة:- تأثير الجزائر و إسهامها في حركة التحرر العالمية
الإشكــالية تعدّ الثورة الجزائرية نموذجا لحركات التحرر في العالم و ساهمت في تصفية الاستعمار . كيف ذلك ؟
الثورة الجزائرية نموذج ريادي
السياسة الخارجية للجزائر وأبعادها.
أ – الأسس والمبادئ : – مبادئ الثورة في مواثيقها
– مساندة الحركات التحررية.
– العمل على التحرر الاقتصادي وتحقيق التنمية
– تبني موقف الحياد الجابي.
– دعم القانون الدولي.
ب – الأ بعاد :
– خدمة الوطن ومصالح الشعوب .
– مساندة الحركات الثورية .
د – مجالات النشاط:
– القطبية الثنائية – النظام العالمي الجديد .
– الوحدة المغاربية – العربية – الإفريقية .
أ – دور الجزائر في حركة عدم الانحياز:
– دعم جهود الحركة .
– الدفاع عن مصالح وحقوق الشعوب .
– حضور المؤتمرات بشكل دائم وفعال .
– احتضان مؤتمر الحركة 1973.
– إعطاء وزن للحركة .
دور الجزائر في المنظمات الدولية .
ب – دور الجزائر في الأمم المتحدة ( أ ونالي) :
– انضمام الجزائر للمنظمة 8/10/1962.
– احترام الجزائر لميثاق المنظمة والسعي لتجسيده .
– العمل على تفعيل دور الهيئة وإصلاح أ جهزتها .
– السعي للإقامة نظام اقتصادي دولي جديد أساسه العدل والمساواة.
– المطالبة بإعادة تتعين ثروات العالم الثالث ومراقبة نشاط الشركات الاحتكارية .
ج – دور الجزائر في منظمة الوحدة الإفريقية ومجموعة 77:
– فتح الحوار جنوب – جنوب .
– تمتين أوامر الإخوة بين الشعوب .
– المساهمة في حل العديد من القضايا (أمثلة).
– دعم قضية الصحراء الغربية .
الجزائر والقضية الفلسطينية.
احتضان العديد من اللقاءات والمؤتمرات الخاصة بالقضية الفلسطينية .
– شحن الرأي العام الدولي للقضية ( المؤتمر الرابع لحركة عدم الانحياز سنة 1973 والذي قال فيه الرئيس الراحل بومدين نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.
– ترتب الجزائر زيارة الرئيس عرفات للأمم المتحدة .
– المشاركة الفعلية في الحروب العربية الاسرائلية (1967/1973).
– الاعتراف بدولة فلسطين في المؤتمر المنعقد في الجزائر سنة 1988.
– إنشاء إذاعة فلسطين ( صوت فلسطين )
تقويم مرحلي :- أكتب موضوعا من عشرين صفحة عن المواقف الجزائرية اتجاه فلسطين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26/10/2009
فأما أولاهما فتتعلق بمنهج كتابة البحث التاريخي ، سواء في الدائرة الاسلامية أم خارجها ، إننا هنا بإزاء تقنيات ذات طابع عالمي ، أعانت على تكوينها وتنميتها خبرات الأمم والجماعات والشعوب ، وكان لحضارتنا دور بارز في تشكيلها وإغنائها ، وبمرور الوقت أصبحت أشبه بعرف عالمي متفق عليه في سائر الدوائر الأكاديمية ، بحيث إن أي بحث في التاريخ ، أو أية رسالة جامعية ، لن تستكمل شروطها المقبولة إن لم تلتزم بمطالب هذا المنهج الذي يعرفه جيدا التدريسيون والطلبة الجامعيون على السواء ، والذي يتضمن عددا من الحلقات المتماسكة التي يأخذ بعضها برقاب بعض ، والتي لا يمكن تجاوز أحداها ، بأية حال ، لأن ذلك سيعني خللا ما في طريقة جمع وتركيب المادة التاريخية حول هذا الموضوع أو ذاك .
إن اختيار الموضوع بعد تنفيذ قراءات ودراسات شاملة في دوائره المباشرة وغير المباشرة ، وترتيب قائمة المصادر والمراجع التي تغذيه بمادتها التاريخية ، وتصميم خطة بحث مقنعة يقوم عليها المعمار التركيبي للبحث ، ثم البدء بجمع المادة وفق الشروط المعروفة ، وفرزها وفق سياقاتها النمطية ، والتحول لتركيب المادة التاريخية وصولا الى استكمال الجوانب التكميلية الأخرى من مقدمة وخاتمة وقائمة مصادر ومراجع .. إلى آخره .
هذه جميعا خطوات منهجية عامة تلزم كل محاولة للبحث في التاريخ ، إسلاميا كان أم أوربيا أم صينيا .. هنا حيث لا يكون للخصوصيات التاريخية تأثير ما على تقنيات المنهج الذي يبدو ، كما لو كان أداة عمل محايدة ، يمكن توظيفها للبحث في أي حقل من حقول المعرفة التاريخية .
في هذا السياق قدم الكثير من المحاولات بدءاً من محاولة الدكتور أحمد شلبي المعروفة " كيف تكتب بحثاً أو رسالة " وانتهاء بما تقوم به أقسام التاريخ في الجامعات المختلفة ، من إعداد مؤلفات خاصة بالمنهج ، لكي تدرس على طلبتها ، في هذه المرحلة أو تلك من مراحل الدراسة .
لكننا إذا انتقلنا الى النمط الخاص لكتابة التاريخ الإسلامي ، أي إلى الضوابط والمعايير والشروط التي يتحتم توفرها لدى الباحث في هذا التاريخ ، مضافة على أوليات المنهج وتقنياته العامة المتفق عليها ، فإننا يجب أن نتريث قليلا .
أولا : لأن ضوابط خصوصية كهذه لم تأخذ حظا كافيا من العناية ، ولم يكتب فيها بما يوازي حجم الأهمية البالغة التي تتميز بها .
وثانيا : لأن هذا القليل الذي كتب لم يتح له في أغلب الأحيان أن يتجاوز حدوده التنظيرية صوب التطبيق ، والمطلب الأكثر الحاحا هو تنفيذ هذه الشروط في الساحة التاريخية الإسلامية ، لكي تتحقق المقاربة الأكثر خبرة ونضجا واكتمالا للواقعة التاريخية .
ثم إن علينا ألا نغفل عن ملاحظة لا تقل أهمية ، هي أن منهج البحث في التاريخ الاسلامي نفسه قد يأخذ سياقين أساسيين ، يتطلب كل منهما شروطه وضوابطه الخاصة ، فضلا عما يمكن وصفه قاسما مشتركا أعظم لكل مجالات البحث في التاريخ الإسلامي .
فأما السياق الأول فيتمثل في دراسة واقعة إسلامية ما .. ظاهرة من الظواهر .. حدث من الأحداث .. دولة أو تشكيل سياسي .. معطى ثقافي أو حضاري .. شخصية من الشخصيات .. معركة أو معاهدة .. أو متابعة للعلاقات الخارجية بين هذا الكيان أو ذاك ..إلى آخره . بعبارة أخرى إن معظم الأبحاث التي تكتب عن تاريخ الإسلام ، بما فيها سيول رسائل الدبلوم والماجستير والدكتوراه ، تنحو هذا المنحى ، وتجد نفسها ، بحكم مطالب المنهج ، تتحدد بمسائل معينة ذات حدود زمنية ، أو مكانية ، أو موضوعية ، وإلا انساح الجهد المنهجي على مساحة واسعة فعانى من الفضفاضية والتسطح ، وفقد قدرته على التمركز والإيغال العمقي لمتابعة الواقعة والوصول الى جوهرها .. الى مكوناتها ومقوماتها وخصائصها الأساسية ، أي التحقق بمقاربتها بشكل أفضل .
إلا أن السياق الثاني هو الذي يهمنا في هذه الصفحات .. السياق الذي ينطوي على كتابة تاريخ الأمة الإسلامية على مداه في الزمن ، والمكان ، والمعطيات ، والذي يتطلب منهجا في العمل ، يقدر على ضبط محاولة معقدة ، شاملة ، ممتدة كهذه ، قد لا يكون بمستطاع فرد ، أو مجموعة مؤرخين ، بل قد لا يكون بمقدور مؤسسة علمية أو أكاديمية واحدة ، أن تنفذها بالشكل الصحيح .
ويقينا فإن بعض مواصفات المنهج الذي تقتضيه الأبحاث المحددة في التاريخ الإسلامي، فضلا عن التقنيات المنهجية العامة المتفق عليها عالميا ، ستغذي هذا المنهج الذي يستهدفكتابة ، أو إعادة كتابة تاريخ الأمة الإسلامية ، لكن يبقى بعد هذا كله ، أو قبل هذا كله ، مجموعة من الشروط والمعايير والضوابط التي يتحتم بلورتها والاقتناع بها ، لكي يكون منهج العمل صالحا تماما للبدء بخطوة كهذه ، تستهدف عرض وتركيب المادة التاريخية الإسلامية كما تشكلت ـ بالفعل ـ في الزمان والمكان ، لا كما يراد لها أن تكون .
والكمال لله وحده … ومحاولة استعادة معطياتنا التاريخية كما تشكلت بالفعل ، بدقائقها وتفاصيلها ، أمر ليس بمستطاع الإنسان ، لاسيما وأنه يتعامل مع مادة تنضوي تحت دائرة العلوم الإنسانية لا العلوم المنضبطة (Exact Sciences ) كبعض العلوم الصرفة والتطبيقية ،
ويتعامل أيضا مع وقائع يفصل بينها وبين الباحث حاجز الزمان والمكان ، هذا إلى أن الرواية التاريخية القادمة إلينا من مظانها الأولى ليست ـ في كل الأحيان ـ أمرا يقينيا لكي نقيم عليه بنيان المعمار التاريخي ، بل إننا قد نجد ما هو نقيض هذا أحيانا سيولا من الرويات التي تتطلب قدرا من الصرامة النقدية لرفضها أو قبولها ، فيما سبق وإن نبه إليه ابن خلدون في " المقدمة " والقاضي أبو بكر بن العربي في " العواصم من القواصم " وغيرهما ممن انتبهوا الى ما تضمنته هذه الروايات من " احتمالية " قد تصل ـ بتعبير الطبري في مقدمة تاريخه المعروف ـ حد الاستشناع الذي يصدم القارئأو السامع ، ويدفعه الى عدم الاستسلام للرواية التاريخية .
ها نحن إذن بازاء ثلاث طبقات منهجية يجب اجتيازها وصولا إلى " الحالة " الملائمة للتعامل مع التاريخ الاسلامي ، وإذا كانت الطبقة الأولى بتقنياتها المنهجية العالمية المتفقعليها ، معروفة تماما ، وإذا كانت الطبقة الثانية قد تلقت بعض المحاولات على مستويي التنظير والتطبيق ، فإن المعضلة تتبدى في الطبقة الثالثة ، والأكثر أهمية ، تلك التي تعنى بتصميم الشروط والضوابط والمعايير التي لابد من الأخذ بها ، إذا أردنا فعلا أن نستعيد تاريخنا الإسلامي .. أن نكتب ، أو نعيد كتابة تاريخ أمة إسلامية لا أمريكية أو روسية أو صينية أو أنكلوسكسونية أو لاتينية !.
ستكون الصفحات التالية " مقترحات " وليست صيغا نهائية على هذا المستوى المنهجي الثالث ، والأكثر أهمية ، بسبب من ارتباطه بالمنظور الشامل لحركة التاريخ ، وستتضمن عددا من الضوابط والمعايير التي يمكن أن يضاف إليها الكثير فيما بعد ، كما يمكن أن ينخل ويصفى منها ما يخرج عن دائرة الضرورة .
إنها أشبه بموجهات عمل منهجية ، تستهدف حماية أية محاولة جادة لكتابة التاريخ الإسلامي ، أو إعادة كتابته ، من الجنوح او الانحراف ، أو التزوير والتزييف ، فيما يخرج وقائع هذا التاريخ ، وطرائق تشكله وصيرورته ، عن بيئتها الحقة ، ويعيد تركيبها في بيئات وأنساق غربية هجينة ، من شأنها أن تصد المقاربة عن المضي إلى هدفها بالصيغة العلمية المطلوبة ، فيما هو نقيض المنهج ابتداء .
أولا : هنالك ـ قبل أي أمر آخر ـ ضرورتان أساسيتان لا يمكن ـ بدون الأخذ بهما ـ البدء من النقطة الصحيحة .
أولاهما: أن يكون الباحثون على إلمام مناسب بملامح التفسير الإسلامي للتاريخ البشري ، والتي تضع تحت أيديهم مجموعة قيمة من الضوابط التصورية التي لا يمكن فهم التاريخ الإسلامي بدون هضمها وتمثلها .
إن التفسير الإسلامي وهو يسعى وفق منهجه الخاص للكشف عن قوانين الحركة التاريخية وسننها على مستوى العالم يضع في الوقت نفسه منظومة صالحة من القيم التي تفسر تاريخ الإسلام نفسه ، بما أن الإنسان في كلتا الحالتين هو رحى التاريخ وقطبه ، وبما أن السنن التي تعمل عملها في نسيج الحركة التاريخية هي نفسها سواء عملت على مستوى التاريخ البشري أم الإسلامي .
أما الضرورة الثانية : فهي أن يكون الباحثون على وعي مشترك بخصائص التاريخ نفسه، ليست الخصائص الجزئية التفصيلية ، وإنما تلك التي تمثل امتدادا أكبر في الزمن والمكان ، وتمنح هذا التاريخ خصوصياته المؤكدة التي تميزه عن تواريخ الأمم والجماعات والشعوب، ولن يناقش أحد في أن تاريخ الإسلام يحمل ميزات خاصة كهذه بما أنه ـ من بين عوامل عديدة أخرى ـ نتاج لقاء حميم بين الوحي والوجود .
إن الأخذ بهاتين الضرورتين يمكن أن يحمل معه الإفادة القصوى من الحدين الإيجابي والسلبي للمسألة في إطارها المنهجي ، فأما الحد الإيجابي فهو إعانة الباحثين على إدراك أعمق لوقائع هذا التاريخ وسبل تكوينه ، وأما الحد السلبي فهو منع هؤلاء الباحثين من شتات الأمر ، والتبعثر في كل اتجاه ، بل من التصادم والتضارب أحيانا ، في التصورات والتحليلات ، وبالتالي في النتائج التي سيتمخض عنها العمل ، الذي سيغدو ـ رغم ما ينطوي عليه من بذل وعناء ـ ضربا على غير هدى ، ولن يأتي بالنتيجة المتوخاة من تقديم نسيج متوحد لوقائع التاريخ الإسلامي مقاربا قدر الإمكان لصيرورة هذا التاريخ وقوانين تشكله .
ثانيا : تحقيق قدر من التوازن بين دراسة الجوانب السياسية ـ العسكرية ، وبين فحص وتحليل الجوانب الحضارية ، مع الأخذ بنظر الاعتبار ضرورة أن ينظر الى المعطيات الحضارية بوصفها أجزاء متفرقة تنتمي الى كل أوسع ، يتضمنها جميعا ويمنحها معنى وهدفا ،
وليس من الضروري ، بصدد هذه النقطة ، أن يقف الباحثون عند سائر التفاصيل والجزئيات التي تعج بها مصادرنا القديمة ، وبخاصة فيما يتعلق بالجوانب السياسية والعسكرية من تاريخنا ، ليس من الضروري أن يقع الباحث أسير هذا الحشد الزاخر من النصوص ، ولابد له ـ إذن ـ من أن يتجاوز الجزئيات الى الكليات ، والوقائع الصغيرة الى الدلالات الخطيرة ، ولا يقف عند حدود النص أو الواقعة ، بل يتعداها الى معناها العميق ودلالاتها الموحية ، وحينذاك سيقدر على تحقيق عملية الاختزال والتركيز ، إذ إن كل مجموعة من التفاصيل والجزئيات تندرج تحت هذا المعنى أو ذاك ، وتمنحنا هذه الدلالة أو تلك ، في سياق الحركة التاريخية الأكبر حجما ، ومن ثم تغدو هذه الجزئيات عبارة عن مواد كمية ، أو نماذج متشابهة ، يمكن اعتماد عدد محدود من عيناتها للتوصل إلى الصيغة البنائية الأكبر للواقعة التاريخية ، وبالتالي التخلص من ركام التفاصيل الذي يثير الإرباك في ذهن القارئ أكثر مما يحقق من سيطرة على الحركة التاريخية وتفهم لصيرورتها .
ثالثا : تحقيق قدر من التوازن بين العرض الأكاديمي الصرف للوقائع التاريخية ، سياسية وحضارية ، وبين اتخاذ مواقف فلسفية ، أو تصورية ، لتفسير هذه الوقائع ، وتبين عوامل تكوينها ومؤشرات مساراتها وحصيلة مصائرها ؛ شرط أن تندرج هذه المواقف جميعا في رؤية نوعية متجانسة ، وتلتزم الحد الأدنى المشار إليه من الأسس والمواضعات المستمدة من خامة التاريخ الإسلامي نفسه ، من صميم نسيجه ، غير المقحمة عليه من الخارج .. فلا تتخذ إحداها التفسير المادي منطلقا لها ، بينما تنحو الأخرى نحو المثالية أو الحضارية أو الروحية، وإنما تسعى هذه المواقف قدر الإمكان الى إعتماد أكثر التصورات انسجاما ، وتناغما مع حركة التاريخ الإسلامي وإيقاعه ، وأشدها قدرة على استبطانه وتفسيره.
رابعا : تقديم عروض تاريخية متوازية زمنيا بين ما كان يجري في مرحلة ما من مراحل التاريخ الإسلامي ، وما كان العالم المحيط يشهده في المرحلة ، ذاتها من أحداث ، من أجل تكوين نظرة شمولية لدى الدارس أو القارئ ، تمكنه من فهم طبيعة العلاقات بين الإسلام والعالم الخارجي ، من خلال تحقيق قدر من السيطرة على ما كان يحدث في المرحلة التاريخية ـ الزمنية الواحدة .
كتب: د.عماد الدين خليل
08/11/1430 الموافق
26/10/2009
نعم .. أغلب الظن .. لاسيما إذا تذكرنا وحدة الحركة التاريخية ، وصيرورتها المتواصلة، وامتدادها المستمر إلى نسيج الأمم والشعوب الإسلامية بعيدا عن التبدل الفوقي في الأسرات والنظم والحكام .. هنالك حيث تتحقق التبدلات التاريخية وفق معادلات زمنية تختلف في الأساس عن معادلات التبدل في الدول والنظم والسياسات .
وهكذا يبدو ضروريا اعتماد مقاييس التغير النوعي في الحركة التاريخية بين مرحلة ومرحلة ، وعصر وعصر ، وعلى سائر المستويات السياسية والعقيدية والحضارية ، أي أن التقسيم الزمني للمراحل التاريخية يجب ألا ينصب على المتغيرات الفوقية بل يمتد إلى قلب المجتمع في تمخضه وتحوله الدائمين .
أما على المستوى المكاني فمن الأفضل اعتماد الوحدات الحضارية المتنوعة ضمن إطار وحدة الحضارة الإسلامية ، هذه الوحدات المتميزة التي قد تشهد أكثر من كيان سياسي ، وقد تمتد إلى أكثر من بيئة جغرافية أو إقليم .
سادسا : الأخذ بأسلوب نقدي رصين في التعامل مع الروايات التي قدمتها مصادرنا القديمة ، وعدم التسليم المطلق بكل ما يطرحه مؤرخنا القديم ، وإحالة الرواية التاريخية ، قبل التسليم النهائي بها ، على المجرى العام للمرحلة التاريخية ، لمعرفة هل يمكن أن تتجانس في سداها ولحمتها مع نسيج تلك المرحلة ؟ هذا فضلا عن ضرورة اعتماد مقاييس ومعايير النقدين الخارجي والباطني ، وصولا إلى قناعة كافية بصحة الرواية .
ويمكن الإفادة في مجال النقد الخارجي ـ إلى حد ما ـ من علمي ( مصطلح الحديث ) و ( الجرح والتعديل ) ، اللذين مورسا على نطاق واسع في عمليات تمحيص الأحاديث النبوية ، ومن كتب التراجم الغنية الخصبة ، فما من أمة في الأرض عنيت بتمحيص مصادر أخبارها وتاريخها كالأمة الإسلامية ، فهنالك تراجم لعشرات الآلاف من الرجال أسهموا جميعا في تقديم الأحاديث والأخبار والروايات التاريخية ، التي لا يمكن توثيقها والأخذ بها إلا بعد فحص أولئك الرجال الذين تناقلوها ، ومن ثم فإن دراسة التاريخ الإسلامي دراسة جادة تستلزم ـ بالضرورة ـ دراسة هذا الموضوع الخطير لكي تقوم الأعمال التاريخية معتمدة على أوثق المصادر وأدق الأخبار ، ومنقحة من حشود الدسائس والأباطيل ، وسيل الروايات التي نفثتها القوى المضادة في جسد تاريخنا المتشابك الطويل .
ولابد من الإشارة هنا إلى الملاحظة القيمة التي أبداها محب الدين الخطيب حول هذه النقطة ، فهو يشير إلى أن تاريخ الطبري " لا يمكن الانتفاع بما فيه من آلاف الأخبار إلا بالرجوع إلى تراجم رواته في كتب الجرح والتعديل ، وأن كتب مصطلح الحديث تبين الصفات اللازمة للراوي ، ومتى يجوز الأخذ برواية المخالف .. وأن العلم بذلك من لوازم الاشتغال بالتاريخ الإسلامي ، أما الذين يحتطبون الأخبار بأهوائهم ، ولا يتعرفون إلى رواتها، ويكتفون بأن يشيروا في ذيل الخبر إلى الطبري ، رواه في صفحة كذا من جزئه الفلاني ، ويظنون أن مهمتهم انتهت بذلك ، فهؤلاء من أبعد الناس عن الانتفاع بما حفلت به كتب التاريخ الإسلامي من ألوف الأخبار .."(1).
والطبري نفسه يقول في مقدمة كتابه عبارته المعروفة : " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين ، مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها صحيحا ، ولا معنى في الحقيقة ، فليفهم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من بعض ناقليه إلينا ، وإنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا "(2).
سابعا : يقابل هذا ضرورة الاعتماد في بناء البحث التاريخي على الواقعة نفسها ، دون الوقوع في مظنة اعتماد هياكل مرسومة ووجهات نظر مصنوعة سلفا ، ومحاولة تطويع الوقائع وإرغامها على الانسجام مع هذه الهياكل والوجهات ، حتى ولو أدى هذا إلى تشويه ملامح الواقعة التاريخية ، أو إعادة تركيبها ، لكي تنسجم والأطروحات المسبقة ، مما نجده واضحا ـ على سبيل المثال ـ في الدراسات التي تنطلق من المفهوم المادي في تفسير التاريخ ، الأمر الذي ، أوقعها في حشد من الأخطاء والتناقضات .
ونحن نجد هذا ـ مثلا ـ في موقفهم من حركة الرسول صلى الله عليه وسلم فبعضهم يرى أن المجتمع العربي [ في مكة والمدينة ] شهد بداية تكوين مجتمع يمتلك الرقيق ، بينما يرى ( بيجو لفسكايا ) أن القرآن [ الكريم ] يشعر بتركز مرحلة ملكية الرقيق ويذهب مع ( بلا ييف ) إلى أن المرحلة الإقطاعية هي من آثار اتصال العرب بالشعوب الأخرى ، هذا ويرى آخرون أن المجتمع الإقطاعي بدأ بالتكون فعلا ومنهم من يرى أن الإسلام يلائم مصالح الطبقات المستغلة الجديدة من ملاك وأرستقراطية الإقطاع مثل ( كليموفيج ) ومنهم من يراه في مصلحة أرستقراطية الرقيق فقط ، في حين أن البعض مثل ( بلاييف ) يرى أن الإسلام المتمثل بالقرآن ، لا يلائم المصالح السياسية والاجتماعية للطبقات الحاكمة ، فلجأ أصحابه إلى الوضع في الحديث لتبرير الاستغلال الطبقي الجديد ، وفي حين أن بعضهم يقول : إن الأرستقراطية وحدت القبائل العربية لتحقيق أغراضها ، يقول غيرهم : إن القبائل كانت تتوثب للوحدة ، فجاء الإسلام موحدا يعبر عن ذلك التوثب ، ويضطرب الموقف من نشأة الإسلام ذاته، فبينما يدعي ( كليموفيج ) أن محمدا صلى الله عليه وسلم واحد من عدة أنبياء ظهروا وبشروا بالتوحيد ، وأرادوا توحيد القبائل ، يذهب ( تولستوف ) إلى نفي وجود النبي العربي ، ويعتبره شخصية أسطورية . وبينما يعترف البعض بظهور الإسلام ، يذهب ( كليموفيج ) إلى أن جزءا كبيرا منه ظهر فيما بعد ، في مصلحة الإقطاعيين ، ونسب أصله الى فعاليات معجزة لمحمد صلى الله عليه وسلم .
وتجاوز ( تولستوف ) إلى أن الإسلام نشأ عن أسطورة صنعت في فترة الخلافة لمصلحة الطبقة الحاكمة ، وهي أسطورة مستمدة من اعتقادات سابقة تسمى الحنفية "(3).
ثامنا : يجب ألا يقع الباحثون تحت وطأة الموضوعات المعاصرة ، في سائر مناحي الحياة البشرية : السياسية والاقتصادية والأخلاقية والروحية والاجتماعية ، لأن هذا من شأنه أن يصبغ رؤيتهم للتاريخ الإسلامي بألوان تستمد تركيبها من واقع عصرنا الراهن ، الأمر الذي قد يفسد موضوعية الرؤية ، وبالتالي يصد المؤرخ عن الوصول إلى كنه الوقائع التاريخية التي قد لا تمت بصلة إلى معطيات العصر الحديث.
صحيح أن على المؤرخ أن يستفيد من كل ما يقدمه هذا العصر من علوم وأدوات موصلة أو مساعدة على كشف الحقيقة التاريخية ، ما كان بميسور مؤرخنا القديم أن يحظى بعشر معشارها ، لكن الاعتماد على هذه العلوم ـ وأكثرها ميداني أو تجريبي ـ للإعانة على كشف الواقعة التاريخية شيء ، والتأثر بفلسفة العلم الظنية التخمينية ، وما أحدثته من نتائج سيئة في عالمي النفس والمجتمع ، في ميداني الضمير والسلوك ، شيء آخر ، قد يجعل المؤرخ أسير موضوعات زمنية نسبية متغيرة تفرض عليه نمطا من التفكير في تعامله مع حشود الوقائع التاريخية ، فلا يراها كما يوجب البحث الموضوعي أن يراها ، وإنما يقوم ـ إذا صح التعبير ـ بعملية تمرير لهذه الوقائع من خلال تلك الموضوعات ، فما تلبث حينذاك أن تفقد لونها الأصيل وملامحها الخاصة وشخصيتها المستقلة ، لكي تقتبس ألوان هذه الموضوعات وملامحها وخطوطها وتضيع .
تاسعا : حيثما اكتشف تناقض حاد بين التجربة التاريخية الواقعة وبين النص أو الرواية التاريخية ، تحتم اعتماد التجربة الأكثر ثقلا وتحققا وإقناعا، والأشد تلاؤما مع الصيرورة التاريخية نفسها .
وعلى سبيل المثال : فقد جابهت الدولة الإسلامية في صدر الخلافة الراشدة أخطر التجارب في تاريخها: الحركة المضادة المعروفة بالردة ، مجابهة عسكرية ومصيرية حاسمة مع نظم العالم القديم القائمة يوم ذاك .. تحديات حضارية دائمة تتطلب استجابات ناجحة باستمرار .. لقد كانت الأمة الإسلامية أمام امتحانها العسير ، وكان عليها أن تنجح أو أن تنتكس ، ولقد نجحت في نهاية الأمر على المستويات الثلاثة .
وحركة التاريخ الثقيلة هذه ما كان لها أن تتحقق هذا التحقق لو كانت الأمة الإسلامية ، والدولة الجديدة ، تعاني في قيادتها العليا انشقاقا خطيرا ، كما حاولت بعض الأخبار أن تصور ، إن التجربة أكثر إقناعا ـ ولا ريب ـ من مجرد النصوص الإخبارية التي لا مردود لها على مستوى الفعل التاريخي إزاء التحديات الكبرى .
إننا نرى أيضا ـ وعلى سبيل المثال ـ كيف أن الفتوحات الإسلامية قطعت أشواطا واسعة في عهد الخليفتين الأولين والسنين الأولى من عهد الخليفة الثالث ( رضي الله عنهم )، ثم ما لبثت أن توقفت فترة من الزمن لكي تعود فتستأنف قدرتها على الإنجاز في عهد معاوية ، وأننا لنرى ـ أيضا ـ كيف لم يتقدم الأمويون في خلافة عبد الملك أو سليمان ـ فيما عدا مجازفة القسطنطينية ـ بينما فتحوا المشارق والمغارب في خلافة الوليد .
إن الوقائع التاريخية المنظورة هنا تشير إلى أن هناك قانونا يفسر : لماذا عبر هذا المدى الزمني القصير نسبيا تحققت ظاهرة الفتح مرتين ؟ وتوقفت مرتين والجواب ، إزاء الإنجازات التاريخية الكبرى ، يكمن ـ غالبا ـ في وحدة الأمة ووحدة قيادتها في تجمع طاقاتها ، في مرحلة ما من مراحل التاريخ ، وقدرتها على صنع الإنجاز الكبير .
أما ما ذكرته حشود الروايات والأخبار التي تنوقلت ودونت بعد عشرات العقود من هذا التحقق التاريخي المنظور ، والتي تقدم معطياتها باتجاه مضاد: التفتت والتطاحن والتمزق وصراع المصالح والفتن والأهواء ، فإنها لا يمكن ان تصمد أمام ثقل الواقعة التاريخية نفسها.
عاشرا : سيكون من فضول القول التأكيد على ضرورة التنويع في اعتماد المصادر القديمة ما بين كتب التاريخ العام ، والحوليات ، وتواريخ الدويلات والأقاليم والمدن ، وكتب الخطط ، والجغرافيا والرحلات ، والتراجم والسير والطبقات ، والفقه … الخ ، لأن إغناء الجانب الحضاري ـ بخاصة ـ في التاريخ الإسلامي لا يتحقق إلا بهذا التنويع ، ولأن مقابلة الروايات والنصوص ومناقشتها وصولا إلى الحقيقة التاريخية ، لا يتأتى إلا بالانفتاح على هذا الحشد الزاخر من أنماط المصادر التي ترفد العمل التاريخي من مناح شتى .
أحد عشر : وسيكون من فضول القول ـ كذلك ـ التأكيد على ضرورة اعتماد منهج أو أسلوب البحث العلمي الحديث وطرائقه ومعطياته المتعارف عليها عالميا ـ والتي ألمحنا إليها في القسم الأول من هذا المقال ـ والتي غدت أشبه بالبداهات التي لا تقبل نقضا ولا تحويرا(4) ، وهي في حقيقتها إرث إنساني مفتوح أسهمت في صنعه وإغنائه ، شتى الأمم ومختلف الحضارات ، وكان لحضارتنا الإسلامية دور بارز فيه(5).
إن هذه الطرائق والمعطيات التي تبدأ بوضع خطة البحث ، وتنتهي بتنظيم فهارسه مرورا بتحليل المصادر والمراجع ، وتجميع المادة ، وتصنيفها ونقدها ، وتركيب المادة التاريخية ، ..الخ .. فيما يمكن تسميته بتقنية البحث ، إنما تمثل الحد الأدنى الملزم والمتفق عليه بين سائر الباحثين ، هذا إلى جانب أنها لا تعدو أن تكون أداة حيادية ، بوصفها وسيلة تقنية صرفة لخدمة البحث التاريخي في آفاقه وميادينه كافة .
اثنا عشر : ولابد من الإشارة ـ كذلك ـ إلى أن الدعوة لإعادة كتابة أو عرض وتحليل تاريخ الأمة الإسلامية لا تعني ـ بالضرورة ـ البدء من نقطة الصفر ، أو الرفض المطلق للصيغ التي قدمه بها مؤرخونا القدماء ، ومحاولة قلب معطياتهم رأسا على عقب ، ومن يخطر على باله أمرا كهذا فهو ليس من العلم في شيء .
والمقصود شيء آخر يختلف تماما : منهج عدل يتعامل مع معطيات الأجداد بروح علمية مخلصة ، فيتقبل ما يمكن تقبله ، ويرفض ما لا يحتمل القبول ، ويقدر عطاء الرواد حق قدره، دون أن يصده ذلك عن متابعة آخر المعطيات المنهجية والموضوعية التي يطلع علينا بها العصر الحديث ، وأشدها صرامة .. موقف وسط يرفض الاستسلام للرواية القديمة ويأبى إلغاءها المجاني من الحساب ، رؤية موضوعية تستحضر البيئة التي تخلقت في أحضانها وقائع التاريخ الإسلامي ، وتعتمد في الوقت نفسه معطيات العلوم المساعدة كافة : إنسانية وصرفة وتطبيقية ، من أجل كشف أشد إضاءة لهذه البيئة ، وفهم أعمق لوقائعها وأحداثها .
ثلاثة عشر : من المستحسن ، إزاء ذلك كله ، أن توضع مؤشرات عمل في الاتجاهات النقدية الثلاثة التالية :
آ ـ نقد الرواية الأساسية لدى المؤرخ القديم ، وتصنيف الروايات حسب قوتها وضعفها .
ب ـ نقد مواقف المؤرخين المحدثين وفلاسفة التاريخ ، الذين تعاملوا مع تاريخنا ودرسوا جوانب منه ، وتحديد مدى قرب معطياتهم أو بعدها عن الحقيقة التاريخية .
جـ ـ نقد معطيات الحركة الاستشراقية بأجنحتها كافة، وتحديد المساحات التي يمكن الإفادة الفاعلة منها، وتلك التي يجب تجنبها، مع تبيان أبعادها اللاموضوعية ، وهذا ينقلنا إلى النقطة الأخيرة في هذه المنظومة من الضوابط والشروط والتي سنقف عندها بعض الوقت.
ـــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
(1) المراجع الأولى في تاريخنا ، مجلة الأزهر ، المجلد 44 ، ج 2 ، ص 210 ، القاهرة ، صفر ـ 1372 هـ.
(2) تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، القاهرة ـ 1961 ـ 1962 م ، 1 / 8.
(3) د. عبد العزيز الدوري وزملاؤه ، تفسير التاريخ ، مكتبة النهضة ، بغداد ـ 1963 م ، مقال ( التاريخ والحاضر ) ، ص 17.
(4) ينظر على سبيل المثال : حسن عثمان : منهج البحث التاريخي ، وأسد رستم : مصطلح التاريخ .
(5) ينظر على سبيل المثال : فرانز روزنثال ، مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي ، وعلم التاريخ عند المسلمين ، و د. مصطفى الشكعة ، مناهج التأليف عند العلماء العرب.
المصدر : موقع التاريخ
المؤرخون و التاريخ عند العرب
المؤرخون و التاريخ عند العرب / محمد أحمد ترحيني
الحجم : 8 MB