التصنيفات
العلوم الكيميائية

محاكمة عنصر التنتالوم Ta

Tantalum 73

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله خالق العناصر الكيميائية وخالق كل شي سبحانه…..والصلاة والسلام على رسول الهدى صلوات الله عليه وسلم .

تعليم_الجزائر

رجل رث الثياب ، يرفس قيوده خلف القضبان ….والقاضي ومساعدوه يدخلون الان الى قاعة المحكمة……

القاضي : نادى على المتهم السجين .

– المنادى( بأعلى صوته ) : العنصر تنتالوم…العنصر…

المتهم : نعم.. نعم حاضر يا سيدي.

اسمك ؟

اسمي التنتالوم ويرمز لي بالرمز Ta .

بطاقتك الشخصية ؟

فلز رمادي اللون مع زرقة فاتحة
تعليم_الجزائر

،أقاوم الانصهار لاني اتحمل حرارة مرتفعة تزيد على 3000 درجة مئوية .
لدونتي عالية واتشكل بسهولة بتأثير الطرق والسحب والتصفيح، ومع ذلك فانا صلب جدا ولا يفوقني في القسوة الا الماس .

عنيد تجاه المؤثرات الكيماوية ولدي قدرة هائلة على مقاومة التآكل.
ولهذا لا أتأثر بحامض النتريك المركز، او حامض الكبريتيك ، او حتى الماء الملكي. ولا يقهرني الا حمض الهيدروفلوريك.

القاضي : هذه صفات رجولية يا بني، واني مندهش لتواجدك وراء القضبان !!

-المتهم : سوء تفاهل يا سيدي…اقسم انه سوء تفاهم طالما اتعبني واتعب الاخرين .

القاضي : ماذا تعني بذلك؟ … اوضح اكثر .

المتهم : الذي اعنيه هو ذلك الشبه الكبير بيني وبين غريمي المدعو “نيوبيوم” الذي لا يختلف عني في خواصه، اضافة الى انه ظهر على الساحة قبلي بعام واحد فقط .

ومن هو كفيلك الذي تم له التوكيل ؟

المتهم :الكيميائي السويدي “اندرس اكبرج” .

تعليم_الجزائر

القاضي : ولكن لم تقل لي يا فتى، لماذا دعوك بهذا الاسم ؟

المتهم : نسبة “تنتالوس” احد ملوك فريجيا الذي كان محببا “لزيوس” كبير الهة اليونان حسب اعتقادهم الفاسد. ولاظهار كرمه وحسن ضيافته ، اقام هذا الملك للالهة المزعومة وليمة قدم فيها لحم ابنه بيبلوس ليبهر الحظور بسخائه !
عاش بعدها معذبا ،وانا كذلك يا سيدي قضيت شطرا من حياتي معذبا، وما وجودي خلف القضبان الا دليل على ما اقول .

القاضي : تاريخ ميلادك من فضلك؟

المتهم : بدا المخاض عام 1802 م و رايت النور عام 1844 م.

القاضي : ما عملك ؟

المتهم : قضيت 100 عام من عمري عاطلا عن العمل، حيث لم يعرني احد أي اهتمام بسب صعوبة الحصول علىّ .وبعد ذلك بدات اعمل في اسلاك المصابيح الكهربائية لانني عنيد مقاوم لانصهار..ورغم هذه المهنة الشاقة، فان بعض العناصر اخذت تنافسني على رزقي، وخاصة السيد التنجستن الذي اخذ مكاني واحالني على التقاعد المبكر!

القاضي : معنى هذا الكلام انك عاطل عن العمل ؟

المتهم : كلا، فأعمالي ولله الحمد اليوم كثيرة ومتنوعة ومفيدة .
اذ اساهم في صناعة مقاومات التيار الكهربائي، والكاثودات اللازمة لاستخلاص الذهب والفضة .
ويذهب 40% من عملي في التعدين ولا سيما صناعة السبائك المقاومة للحرارة في الصواريخ والاقمار الصناعية .

القاضي : هل لك مساهمات في مجال الطب ؟

المتهم : طبعا، فانا انسجم مع انسجة الجسم الحي ولا اسبب لها أي ضرر ، ولذلك تصنع مني صفائح لشد شقوق الجمجمة ومرابط للاوعية الدموية واستخدمت صفيحة مني لصنع اذن اصطناعية نما عليها الجلد المأخوذ من الفخذ ،بشكل طبيعي لدرجة كان من الصعب تمييزها عن الاذن الطبيعية.

رجل صناعية مصنوعة من التنتالوم

وتستعمل خيوطي لتحل محل النسيج العضلي المعطوب، ولتثبيت جدار البطن بعد العمليات الجراحية . كما ان خيوطي الرفيعة جدا يمكن ان تحل مكان الألياف و الاوتار العصبية. فاذا كانت عبارة “اعصاب من حديد” تستخدم مجازا من قبل الناس، فان عبارة “اعصاب من التنتالوم” يمكن ان تستخدم بالمعنى الحرفي تماما .
وكذلك استخدم بصورة مسحوق لتشخيص امراض الشعب الرئوية. وكل هذا الذي ذكرت لك عن الطب لا يشكل سوى 5% من عملي……

القاضي : كفى كفى انك مظلوم كما ذكرت يا فتى فانت بحق عنصر هام ولابد من اثبات براءتك على رؤوس الاشهاد، واخراجك من هذا السجن لانجاز المزيد من الاعمال