قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن: “قال أبو حيان في شرح التسهيل:
/// “ما سمي منها بجملة تحكَى نحو ((قل أوحى)) و ((أتى أمر الله)) أو بفعل لا ضمير فيه =أُعرب إعرابَ ما لا ينصرف إلا ما في أوله همزة وصل, فتقطع ألفُه وتُقلبُ تاؤه هاءً في الوقف, ويكتب بهاء على صورة الوقف, فتقول: قرأت (اقتربت) وفي الوقف (اقتربه). أما الإعراب: فلأنها صارت أسماء, والأسماء معربة إلا لموجب بناء, وأما قطع همزة الوصل: فلأنها لا تكون في الأسماء إلا في ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها,
وأما قلب تائها هاءً: فلأن ذلك حكم تاء التأنيث التي في الأسماء,
وأما كتبها هاءً: فلأن الخط تابع للوقف غالبا.
/// وما سمي منها باسم فإن كان من حروف الهجاء وهو حرف واحد وأضفت إليه سورة =فعند ابن عصفور أنه موقوف لا إعراب فيه. وعند الشلوبين يجوز فيه وجهان: الوقف والإعراب. أما الأول -ويعبر عنه بالحكاية- فلأنها حروف مقطعة تحكى كما هي. وأما الثاني فعلى جعله اسما لحروف الهجاء, وعلى هذا يجوز صرفه بناء على تذكير الحرف, ومنعه بناء على تأنيثه, وإن لم تضف إليه سورة لا لفظا ولا تقديرا =فلك الوقف والإعراب مصروفا وممنوعا.
/// وإن كان (أكثر من حرف) فإن وزان الأسماء الأعجمية كـ(طس) و(حم) وأضيفت إليه سورة أم لا, فلك الحكاية والإعراب ممنوعا لموازنة قابيل وهابيل, وإن لم يوازن فإن أمكن فيه التركيب كطاسين ميم وأضيفت إليه سورة فلك الحكاية والإعراب إما مركبا مفتوح النون كحضرموت, أو معرب النون مضافا لما بعده مصروفا وممنوعا على اعتقاد التذكير والتأنيث, وإن لم تضف إليه سورة فالوقف على الحكاية, والبناء كخمسة عشر, والإعراب ممنوعا, وإن لم يمكن التركيب فالوقف ليس إلا, أضفت إليه سورة أم لا, نحو (كهيعص) و(حم عسق) ولا يجوز إعرابه؛ لأنه لا نظير له في الأسماء المعربة, ولا تركيبه مزجا؛ لأنه لا يركب, كذلك أسماء كثيرة, وجوز يونس {هو ابن حبيب} إعرابه ممنوعا.
/// وما سمّي منها باسم غير حرف هجاء: فإن كان فيه اللام انجرَّ, نحو الأنفال, والأعراف, والأنعام, وإلا منع الصرف إن لم يضف إليه سورة, نحو هذه هود ونوح, وقرأت هودَ ونوحَ, وإن أضفت بقي على ما كان عليه قبلُ. فإن كان فيه ما يوجب المنع مُنع, نحو: قرأت سورة يونس. وإلا صرف نحو سورة نوح وسورة هود. انتهى ملخصا”
الإتقان 127 – 128