التصنيفات
العلوم الكيميائية

أسماء بعض المركبات التي حضرها العرب قديماً

أسماء لبعض المركبات التي حضرها علماء العرب و المسلمين سابقا

1- زيت الزاج ← حمض الكبريتيك H2SO4

2- ماء الفضة ← حمض النيتريك HNO3

3- روح الملح ← حمض الهيدروكلوريك HCl

4- الماء الملكي ← ماء الذهب { مخلوط من HCl وَ HNO3 }

5- النطرون ← الصودا الكاوية NaOH

6- الراسب الأحمر ← أكسيد الزئبق Hg2O

7- السليماني ← كلوريد الزئبق HgCl2

8- ملح البارود ← كربونات البوتاسيوم K2CO3

9- حجر جهنم ؟ ← نترات الفضة AgNO3

10- الأسرنج الأحمر ← ثاني أكسيد الرصاص Pb3O4

11- الزنجفر ← كبريتيد الزئبق HgS

12- الرهج ← كبريتيد الزرنيخ As2S3

13- الشك ← ثلاثي أكسيد الزرنيخ As2O3

14- الفيروزج ← فوسفات الألومنيوم القاعدية المتحدة مع النحاس CuAl6(PO4)4(OH)8.5H2O

15 – المرتك ← كبريتيد المولبدنيوم MoS2

16- زعفران الحديد ← أكسيد الحديد FeO

17- الدهننج ← كربونات النحاس القاعدية Cu2CO3(OH)2

18- الكحل ← كبريتيد الرصاص PbS

19- الاثمد ← الانتيمون Sb

20- الزاج الأزرق ← كبريتات النحاس المائية

21- الزاج الأبيض ( القلقيدس ) ← كبريتات الخارصين المتبلرة ZnSO4.7H2O

الحجر الطاهر – رتبة الحكيم – درة الغواص في معرفة الخواص .


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقتطف] أسماء القمر عند العرب

ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- فى تفسيره
لقول الله تعالى:
** وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ **

قَالَ مُجَاهِد الْعُرْجُون الْقَدِيم أَيْ الْعِذْق الْيَابِس يَعْنِي اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَصْل الْعُنْقُود مِنْ الرُّطَب إِذَا عَتُقَ وَيَبِسَ وَانْحَنَى وَكَذَا قَالَ غَيْرهمَا ثُمَّ بَعْد هَذَا يُبْدِيه اللَّه تَعَالَى جَدِيدًا فِي أَوَّل الشَّهْر الْآخِر

وَالْعَرَب تُسَمِّي كُلّ ثَلَاث لَيَالٍ مِنْ الشَّهْر بِاسْمٍ بِاعْتِبَارِ الْقَمَر

فَيُسَمُّونَ الثَّلَاث الْأُوَل غُرَر

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا نُقَل

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا تُسَع لِأَنَّ أُخْرَاهُنَّ التَّاسِعَة

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا عُشَر لِأَنَّ أُولَاهُنَّ الْعَاشِرَة

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا الْبِيض لِأَنَّ ضَوْء الْقَمَر فِيهِنَّ إِلَى آخِرهنَّ

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهنَّ دُرَع جَمَعَ دَرْعَاء لِأَنَّ أَوَّلهنَّ أَسْوَد لِتَأَخُّرِ الْقَمَر فِي أَوَّلهنَّ مِنْهُ وَمِنْهُ الشَّاة الدَّرْعَاء وَهِيَ الَّتِي رَأْسهَا أَسْوَد

وَبَعْدهنَّ ثَلَاث ظُلَم

ثُمَّ ثَلَاث حَنَادِس

وَثَلَاث دَآدِيّ

وَثَلَاث مِحَاق لِانْمِحَاقِ الْقَمَر أَوْ الشَّهْر فِيهِنَّ

وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يُنْكِر التُّسَع وَالْعُشَر . كَذَا قَالَ فِي كِتَاب غَرِيب الْمُصَنَّف .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وَاَللَّوَاتِي بَعْدهَا الْبِيض لِأَنَّ ضَوْء الْقَمَر فِيهِنَّ إِلَى آخِرهنَّ

هذه أول مرة أعرف هذه المعلومة

شكرااا لكم على الطرح المفييييد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فوائد مستخلصة] معنى لفظة في لغة العرب هو لا غير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإنَّ المعنى المشهورَ لـ(الكلمة) هو اللفظُ المُفردُ المُفيدُ المُنحصِرُ في ثلاثةِ أقسامٍ: الاسم والفعل والحرف.
قال شرف الدين يحي العمريطي في نظمه للآجرومية المسمى بـ(الدرة البهية):
((كلامُهم لفظٌ مُفيدٌ مُسنَدُ *** والكِلمةُ اللفظُ المُفيدُ المُفرَدُ
لاسمٍ وفِعلٍ ثُمَّ حَرفٍ تنقَسِم *** وهـــذه ثـلاثــــةٌ هـــيَ الكَـلِـــم)).

ومقصودُهم بـ (المُفرد) من جهة التركيب، لا المُفرد الذي يقابلُه المثنى والجمع.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الألفية:
((لأن النَّحويِّين لا يُريدون بالكَلمةِ الكلامَ، إنَّما يُريدون بالكلِمة القولَ المُفرد، فيجعلون مثل: (قام محمد) كلمتين)).

******
– وهذا المعنى إنما هو اصطلاحُ النحويين في مُسمَّى (الكلمة) ولا مكان له في قاموس العرب ومعاجم اللغة،
قال ابن تيمية رحمه الله [مجموع الفتاوى (105/12-106)]:
((فـ(الكلمة) في لُغة العَربِ التي كان النبيُّ صلى الله عليه وسلمَّ يتكلَّمُ بها هي: (الجملةُ التامة) …
ولا يوجَدُ قطُّ في الكِتابِ والسُّنَّة وكلامِ العَرب لفظُ (الكلمة) إلا والمُرادُ به (الجُملةُ التامة).
وأمَّا النُّحاةُ؛ فكثيرٌ مِنهم أو أكثرُهم لا يعرِفون ذلك، بل يظُنُّون أنَّ اصطِلاحَهُم في مُسمَّى (الكلمة) ينقسِمُ إلى اسمٍ وفِعلٍ وحَرفٍ هو لُغةُ العَرب!)).اهـ

وليس الإشكال في اصطلاح الكلمة عند النحويين، فكما قيل (لا حَجر في الاصطلاح) ولكن الإشكال يقع حينما تُستَخدمُ هذه اللفظة في غير موضعها، فلا ينبغي أن يُفسَّر بها مثلا قوله تعالى: (كلا إنها كلمةٌ هو قائلُها)..

قال ابنُ القيِّم رحمه الله [إعلام الموقعين (90/1)]:
((ولا حَجْرَ في الاصطِلاحِ ما لم يتضَمَّن حَملَ كلامِ الله ورسولِه عليه، فيقع بذلك الغلطُ في فَهمِ النُّصوصِ وحَملُها على غيرِ مُراد المتكلِّمِ منها، وقد حصلَ بذلك للمُتأخِّرين أغلاطٌ شديدةٌ في فهم النُّصوص))
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله [مجموع الفتاوى (106/12)]:-
((ومِن أعظمِ أسبابِ الغَلَطِ في فَهمِ كلامِ الله ورسولِه أن ينشأَ الرجُلُ على اصطِلاحٍ حادثٍ، فيُريدُ أن يُفسِّرَ كلامَ الله بذلك الاصطِلاح ويحمِلَه على تلك اللُّغة التي اعتادَها)).

كتب: أبو زياد حمزة الجزائري
13 ذو الحجة 1443 ه


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

مذاكرة الشيخ البشير الإبراهيمي في صحة قول العرب:

الحوار في صحة جر الجوار
أو
مذاكرة الشيخ البشير الإبراهيمي في صحة قول العرب: ( هذا جحر ضب خرب)

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأنا أقرأ في جزء لطيف من روائع ما دبجه يراع الشيخ الإبراهيمي ــــ رحمه الله ــــ موسوم “برسالة الضب“،([1]) والتي استعرض فيها الشيخ ما كان يحفظه عما قيل في الضب وعلى لسانه، وما ضرب من الأمثال المتعلقة به، ومن ذلك ما يذكره النحاة استشهادا للجر بالمجاورة: (هذا جحر ضب خرب).
وكان أن وقف الشيخ منه موقفا عجيبا حيث قال: ((هذا المثال البارد الفج الصامط، الذي لا يثير في النفس اهتماما بل يثير فيها اغتماما))!!.
وأثار كلام الشيخ البشير هذا اهتمامي؛ إذ إن علماء اللغة لا يشترطون في الذي يذكرونه من شواهد أن تكون مما يطرب السامع وتهتز له أعطاف القارئ ويجد الأريحية في ترديده، كما أنهم لا يجعلون أمر هذه الشواهد متوقفا على استحسان الدارس أو استهجانه، بل الأصل عندهم في صحة شواهد اللغة ثبوتها عن أهل اللسان، دون النظر إلى أي اعتبار أخر. فشأن الشواهد اللغوية كما قال الشيخ محمد صادق الرافعي: (( لا يبالي الرواة فيها إلا باللفظ، فيستشهدون بكثير من كلام سفهاء العرب وأجلافهم، ولا يأنفون أن يعدوا من ذلك أشعارهم التي فيها ذكر الخنى والفحش؛ لأنهم يريدون الألفاظ وهي حروف طاهرة)).([2])
وهكذا ذهب الشيخ البشير مغتما إلى التشكيك في ثبوت المثال وصحته فقال: (( فلست على ثقة من أن مثال النحاة مسموع من العرب)). وهي دعوى يستغرب صدورها من مثل الشيخ البشير؛ إذ قد نقل هذا المثال العدول من أئمة العربية وأساطينها، ويكفي حكاية سيبويه له، قال في “الكتاب”: (( وقد حملهم قرب الجوار على أن جر هذا جحر ضب خرب ونحوه)).([3])
بل زاد الشيخ الإبراهيمي على التشكيك في ثبوت المثال إلى القطع بأنه منتحل مصنوع حيث قال: (( وإنما هو مثال سوقي انتحلوه، ثم قلد أخرهم أولهم فيه على عادتهم)).
وهو كلام شديد رمى فيه الشيخ البشير عن قوس واحدة المثال وناقليه ومنهجهم. واستنتج الشيخ بعد ذلك إشكالا غريبا صاغه في قالب الإنكار فقال: ((وهل يصح لهم أن يمثلوا لمسألة سماعية بمثال مصنوع)). وعلى تسليم كون المثال مصنوعا منتحلا فإن أهل اللغة لا يقتصرون في التمثيل لقضية الجر بالجوار بجحر الضب الخرب بل يذكرون من متماسك الشواهد الكثير. قال أبو البقاء في “الإملاء”: ((هذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد)).([4])
وفي بعض تلك الشواهد من الروح والخفة والإيناس ما يستحق أن يستولى به على هوى النفوس، و ينال الحظ الأوفر من ميل القلوب. ومن ذلك قول ذي الرمة:

تـريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب

حيث خفض غير للمجاورة، ومن ذلك أيضا قول امرئ القيس:

وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء أو قدير معجل

بحر قدير للمجاورة .
ثم إن الشيخ البشير في اعتراضه على مثال النحاة ذكر أمرين احتجاجا لدعواه:
الأمر الأول: (( إن نطق العرب لا يساعد على ما ادعاه النحاة فيه؛ لأن كلمة خرب التي يدعي النحاة جرها مقطعا في الجملة لم يعقبها كلمة أخرى، فإذا نطق بها عربي نطق بها ساكنة الأخر بلا شك، فمن أين يظهر الجر الذي ادعوه فيها)).
والجواب: أن الجر يظهر بلا إشكال باعتبار كون هذا المقطع في درج الكلام، بمعنى أن العبارة نطق بها موصولة بكلام يعقبها، والنحويون اقتصروا على محل الاستشهاد وموضع الاحتجاج. وهو مضطرد كثير في تصرفاتهم.
وأما دليل الشيخ الثاني على أن مثال النحاة مصنوع فقد قال الشيخ البشير: (( إن معنى المثال على برودته وجفافه لا يتفق مع ما يعرف العرب عن الضب من أنه لا يبني جحره إلا في الأماكن الصلبة المتماسكة)). وقد ساق الشيخ البشير في بيان هذه الحقيقة جملة من الشواهد والأشعار.
وعلماء اللغة لا يخالفون الشيخ في صحة صلابة وتماسك جحور الضباب، ولكنهم لا يعتقدون أن ذلك من قواعد العقول التي لا تنخرم بحال. ثم إن الضباب ليست على درجة واحدة من القوة والمهارة في بناء الأجحار؛ فالفوضى في البناء في عالم العقلاء فاشية فضلا عن عالم الأحناش. ثم إن صاحب تلك العبارة لم يجر في وصفه لجحر الضب ذاك على صناعة الحدود والتعاريف حتى يرد عليه ما ذكره الشيخ البشير، إذ قد يكون في مقام وصف جحر ضب رأى خرابه وعاين انقضاضه، ولا تثريب على من أخبر بما عاين وشاهد. وكأن الشيخ البشير تنبه لوهاء هذا الذي احتج به فقال: ((ولا ننكر أن بعض جحر الضباب يخرب وقد خربت مدائن الرومان والفراعنة فضلا عن جحور الضباب)).
ومع قوله هذا أصر الشيخ البشير على الطعن في المثال فقال: ((ولكنه أي المثال بارد جاف مخاذل، خاذل لحافظه إذ يوهمه خلاف الواقع)). وهذا عجيب من الشيخ. أويقال إن شواهد اللغة كلها تعبر عن حقائق ومسلمات لا تخالف الواقع؟ أوليس غالب شواهدها أشعار هام فيها أصحابها في أودية الباطل والخيال، أم هل يقال إنه لا ينبغي ولا يصح الاستشهاد بمثل قوله تعالى: {إن هذان لسحاران}؛ لأنه يوهم خلاف الواقع. ولو عاملنا شواهد النحو وأمثلته بما قد يفهم من كلام الشيخ البشير لنسفناها جملة، ولم يبق لنا منها إلا قول لبيد:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

والشيخ البشير ليس هو أبو عذر تخطئة هذا المثال، فقد عده بعض النحاة المتقدمين كابن النحاس وغيره من قبيل الغلط واللحن، بل قد تجاسر ابن جني ونقل إجماع العلماء على عده من غلطات العرب فقال: ((قولهم هذا جحر ضب خرب يتناوله آخر عن أول، وتال عن ماض على أنه غلط من العرب، لا يختلفون فيه ولا يتوقفون فيه)).([5])وما أدري مستنده في هذا النقل العجيب، الذي لا يختلف الناس في بطلانه، ولا يتوقفون في رده؛ إذ لا يزال النحاة واللغويون والمفسرون والفقهاء يستدلون بهذا المثال، وينقلونه آخر عن أول، وتال عن ماض، وعلى أساسه قعدوا باب الجر بالجوار. واعجب لابن جني نفسه ينـقــل اعتبار الكــافـة له، قــال في “الخصـائص”: (( وأما الجوار في المنفصل فنحو ما ذهبت الكافة إليه في قولهم هذا جحر ضب خرب)).([6])
وليت أن الشيخ توقف عند الاعتراض على هذا المثال كما ظن ذلك أخونا الفاضل بوسلامة فقال: (( ولم يكن هذا اعتراض من الإمام على الخفض بالمجاورة، وإنما هو اعتراض على المثال، والاعتراض على المثال لا يقدح في القواعد)).([7]) ذلك أن الشيخ يقرر في رسالته تلك: ((أن هذا النوع من الجر مقصور على ما سمع من العرب؛ فلا يسوغ لنا نحن طرده من كلامنا حتى لا نفسد اللغة على أنفسنا، بهدم القواعد الصحيحة، والجري على غير منهاج)). فأنت ترى كيف أن الشيخ لم يقتصر على المثال، بل تجاوزه إلى رد قاعدة الجوار. وهذا من الشيخ جريا على مذهب شاذ لبعض النحــاة والمفسرين. قال ابن الأنباري في “الإنصاف”: (( وقولهم جحر ضب خرب محمول على الشذوذ، الذي يقتصر فيه على السماع لقلته، ولا يقاس عليه)).([8]) والحق الذي عليه المحققون من أئمة اللغة والتفسير أن الجر بالمجاورة مطرد، ينسج على منوال ما سمع عن العرب فيه. قال أبو البقاء: (( وقد جعل النحويون له بابا، ورتبوا عليه مسائل، ثم أصلوه بقولهم هذا جحر ضب خرب، حتى اختلفوا في جواز جر التثنية والجمع، فأجاز الإتباع فيهما جماعة من حذاقهم؛ قياسا على المفرد المسموع، ولو كان لا وجه له في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط)).([9])
وليس الأخذ بقاعدة الجر بالجوار جريا على غير منهاج كما قال الشيخ البشير، بل هو مهيع ظاهر المعالم له ضوابطه وقواعده. وقد ذكر علماء اللغة لتسويغ الجر بالمجاورة جملة شروط:
الشرط الأول: عدم الإلباس. قال السمين الحلبي عند كلامه عن الجر بالجوار: (( وهذه المسألة عنذ النحويين لها شروط: أن يؤمن اللبس فلا يجوز قام غلام زيد العاقل، إذا جعلت العاقل نعت للغلام امتنع جره على الجوار لأجل اللبس، بخلاف قولهم هذا جحر ضب خرب ففي هذا المثال خرب صفة للجحر لصحة اتصافه به والضب لا يوصف به)).([10])
الشرط الثاني: أن لا يفصل بين المتجاورين بحرف العطف.قال ابن هشام: (( ولا يكون خفض الجوار في النسق؛ لأن التعاطف يمنع من التجاور)).([11])والحق جواز الجر بالمجاورة ولو في النسق، قال القاسمي: ((وما قيل بأن حرف العطف مانع من الجوار مردود بأنه ورد في العطف كثير في كلام العرب)).([12]) ومن مجيء الجوار في النسق قراءة أبي عمر و غيره {وأرجلكم} بالخفض. وجزم البيهقي في “السنن” أن من قرأ وأرجلكم خفضا فإنما هو للمجاورة.
الشرط الثالث: أن تتفق الكلمتان المتجاورتان إفرادا وتثنية وجمعا وتنكيرا وتعريفا وتذكيرا وتأنيثا. نص على ذلك الخليل([13]) وغيره. إلا أن سيبويه يجيز الحمل على الجوار وإن اختلف المتجاوران، إذ لم يشكل المعنى.([14])
الشرط الرابع: أن يتضمن جر الجوار نكتة. قال القاسمي: ((وشرط حسن الجر بالجوار عدم الإلباس مع تضمن نكتة)).([15])ومن دقق النظر في مثال النحاة هذا جحر ضب خرب رأى أنه يتضمن جملة من النكت:
أولا: أن الخراب مستثقل معنى، و الضم مستثقل لفظا، فجر خرب حتى لا يجتمع على اللفظ ثقلان.
ثانيا: إنه لما خالف جحر ضبنا الأصل في جحور بني جنسه من كونها متماسكة صلبة، خولف له في الإعراب، ونزع له ما هو أصل إعراب نظائره وهو الإتباع وجر على الجوار.
ثالثا: لما وصف الجحر بالخراب وكان الوصف مظنة الاختصاص أجراه على الجوار لا على الإتباع؛ بيانا لكون الخراب وصفا عارضا لا ملازما.
رابعا: إن هذه الجملة على وجازتها تصلح أن تكون مثالا جامعا لأنواع الإعراب الثلاث المحلي والظاهر والمقدر. فكلمة (هذا) إعرابها محلي، والكلمة المركبة في الوسط (جحر ضب) إعرابها ظاهر، وكلمة (خرب) الإعراب فيها مقدر.
هذا وإن إعمال الفكر في الإطلاع على أسرار سنن أهل اللسان يبين أنهم قد بلغوا مبلغا عظيما في تصرفهم فيه. وقد أحسن من قال:

هي العرب تأتي من وجوه كثيرة يتيه بها بعض النحاة الأكابر

وفي الأخير لم استطع تجاوز عبارة وجدتها في مقال أخينا الفاضل بـو سلامة، فإنه لما ذكر اعتراض الشيخ البشير على مثال النحاة. قال: (( ولست رديفه على هذه المطية التي اقتحم بها أبواب الجراءة على النحاة، فكان أجرأ من غضافر)).([16]) وهي عبارة شديدة أتمنى أن ينفعه معها ليت وأختها لعل.
وأرجو أن أكون بما كتبت قد حققت ما أراده الشيخ البشير ـــ نور الله عليه قبره ــ فإنه قال بعد إيراد الاعتراض: (( وددت لو ذاكرت بعض نحاة العصر المفتونين بالمباحث اللفظية العقيمة في هذا التوجيه؛ لأسمع رأيهم وما عسى أن يأتوا به من حجج فارغة)).
مذكرا أنني لست ـــ علم الله ــ من نحاة العصر، ولا ممن شغف ببعض مباحثهم اللفظية العقيمة، ولكنني فضولي أعبر عن توجيهات وحجج من نقلوا ذاك المثال، وأصلوا قاعدة الجوار من أنمة العربية و أساطينها كالخليل وسيبويه والأخفش وأبو البقاء وغيرهم.
والبحث ليس في الانتصار لتعليلات نحوية بعيدة، أو توجيهات إعرابية مستكرهة، يمكن وصفها بالمباحث اللفظية العقيمة والحجج الفارغة، ولكن الشأن في الانتصار لأسلوب من أساليب لغتنا قال عنه الإمام ابن كثير: ((المجاورة وتناسب الكلام وهذا سائع ذائع في لغة العرب شائع)).([17])
وكذا في الاحتجاج لشاهد نحوي نقله وأثبته أئمة فحول.

فإن كان الذي نقلت مقنعا فذاك، وإن كان غير ذلك فالأمر كما قيل:
غاية نفس عذرها مثل منجح

والله أسأل أن يرحم الشيخ البشير، وأن يجمعني وإياه في مستقر رحمته في جوار الأنبياء والصالحين.

انتهى

[1] مطبوعة ضمن “آثار الشيخ البشير الإبراهيمي” ( 2/40 ـ 52 ).

[2] “تاريخ آداب العرب” للرافعي (1/354 ).

[3] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[4] “إملاء ما من به الرحمان” لأبي البقاء العكبري (1/118 ).

[5] “الخصائص” لابن جني (1/191 ).

[6] “الخصائص” لابن جني (3/220 ).

[7]مقال (لسان لحلو يرضع اللبة) لمحمد بوسلامة مجلة “منابر الهدى” العدد (04)

[8] “الانصاف” لابن الأنباري (1/610 ).

[9] “إملاء ما من الرحمان” لأبي البقاء (1/118 ).

[10] “الدر المصون” للسمين الحلبي (4/210 ).

[11] “مغني اللبيب” لابن هشام ( 2/683 ).

[12] “محاسن التأويل” للقاسمي(6/109 ).

[13] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[14] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[15] “محاسن التأويل” للقاسمي (6/109 ).

[16] مقال (لسان لحلو يرضع اللبة) لمحمد بوسلامة مجلة “منابر الهدى”.

[17] “تفسر القرآن العظيم” لابن كثير (3/53 ).


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

معاني الاختلاط في لغة العرب

قال في القاموس المحيط
خَلَطَهُ يَخْلِطُهُ

وخَلَّطَهُ‏:‏ مَزَجه فاخْتَلَطَ‏.‏

وخالَطَهُ مُخالَطَةً وخِلاطاً‏:‏ مازَجَه‏.‏

والخِلْطُ، بالكسر‏:‏ السَّهْمُ والقَوْسُ المُعْوَجَّانِ، ويكسَرُ اللامُ فيهما، والأحْمَقُ، وكلُّ ما خالَطَ الشيء،

وـ من التَّمْرِ‏:‏ المُخْتَلِطُ من أنواعٍ شتَّى

ج‏:‏ أخْلاطٌ‏.‏

ورجُلٌ خِلْطٌ مِلْطٌ‏:‏ مُخْتَلِطُ النَّسَبِ‏.‏

وامرأةٌ خِلْطَةٌ‏:‏ مُخْتَلِطَةٌ بالناس‏.‏

وأخلاطُ الإِنسانِ‏:‏ أمْزِجَتُهُ الأربعة‏.‏

والخَلِيطُ‏:‏ الشَّريكُ، والمُشارِكُ في حُقوقِ المِلْكِ كالشِّرْبِ والطَّريقِ، ومنه الحديثُ‏:‏ ‏”‏الشَّريكُ أوْلَى من الخَلِيطِ، والخَلِيطُ أوْلَى من الجار‏”‏‏.‏ وأرادَ بالشَّريك المُشارِكَ في الشُّيوعِ، والزَّوْجُ، وابنُ العَمِّ، والقومُ الذين أمْرُهُمْ واحِدٌ، والمُخَالِطُ

ج‏:‏ خُلُطٌ وخُلَطاء، وطينٌ مُخْتَلِطٌ بِتِبْنٍ أو بِقَتٍّ، ولَبَنٌ حُلْوٌ مُخْتَلِطٌ بحازِرٍ، وسَمْنٌ فيه شَحْمٌ ولحمٌ، وبهاء‏:‏ أن تُحْلَبَ الناقةُ على لَبَنِ الغَنَمِ، أو الضَّأنُ على المِعْزَى، وعَكْسُهُ‏.‏

والخِلاطُ، بالكسر‏:‏ اخْتِلاَطُ الإِبِلِ والناسِ والمواشِي، ومُخالَطَةُ الفَحْلِ الناقةَ، وأن يُخالَطَ الرجُلُ في عَقْلِهِ، وقد خُولِطَ، وأن يكونَ بين الخَليطَيْنِ مِئةٌ وعشرونَ شاةً، لأحَدِهِمَا ثَمانُونَ، فإذا جاء المُصَدِّقُ، وأخَذَ منها شاتَيْنِ، رَدَّ صاحِبُ الثَّمانينَ على صاحِبِ الأربعينَ ثُلُثَ شاةٍ، فيكونُ عليه شاةٌ وثُلُثٌ، وعلى الآخَرِ ثُلُثا شاةٍ‏.‏ وإن أخذَ المُصَدِّقُ من العشرين والمِئةِ شاةً واحِدَةً، رَدَّ صاحِبُ الثمانينَ على صاحِبِ الأربعينَ ثُلُثَي شاةٍ، فيكونُ عليه ثُلُثَا شاةٍ، وعلى الآخَرِ ثُلُثُ شاةٍ‏.‏

أو الخِلاطُ، بالكسر، في الصَّدقَةِ‏:‏ أن تَجْمَعَ بينَ مُتَفَرِّقٍ، بأن يكونَ ثلاثةُ نَفَرٍ مثلاً، ولِكُلٍّ أربعونَ شاةً، ووجَبَ على كلٍّ شاةٌ‏.‏ فإذا أظَلَّهُم المُصَدِّقُ، جَمَعُوهَا لِكَيْلاَ يكونَ عليهم إلاَّ شاةٌ واحدةٌ، وفي الحديث‏:‏ ‏”‏وما كان من خلِيطَيْنِ، فإنهما يتراجعانِ بينهما بالسَّوِيَّةِ‏”‏‏.‏

الخَلِيطانِ‏:‏ الشَّريكانِ لم يَقْتَسِمَا الماشية‏.‏ وتَراجُعُهما أن يكونا خَليطَيْنِ في الإِبِلِ، تَجِبُ فيها الغَنَمُ، فتوجَدُ الإِبِلُ في يدِ أحَدِهِما، فَتُؤْخَذُ منه صَدَقَتُها، فَيَرْجِعُ على شَرِيكِهِ بالسَّوِيَّةِ‏.‏ و‏”‏نَهَى عن الخَلِيطَيْنِ أن يُنَبَّذَا‏”‏، أي ما يُنَبَّذُ من البُسْرِ والتَّمْرِ معاً، أو من العِنَبِ والزَّبِيبِ، أو منه ومن التَّمْرِ ونحوِ ذلك مما يُنْبَذُ مُخْتَلِطاً، لأنه يُسْرِعُ إليه التَّغَيُّرُ والإِسْكَارُ‏.‏

وأخلاطٌ من الناس،

وخَليطٌ وخُلَّيْطَى، كسُمَّيْهَى ويُخَفَّفُ‏:‏ أوباشٌ مُخْتَلِطُونَ، لا واحدَ لَهُنَّ‏.‏

ووقَعُوا في خُلَّيْطَى، ويُخَفَّفُ، أي‏:‏ اخْتِلاطٍ‏.‏

ومالُهُمْ خِلِّيطَى، كخِلِّيفَى‏:‏ مُخْتَلِطٌ‏.‏

والمِخْلَطُ، كمِنْبَرٍ ومِحْرَابٍ‏:‏ من يُخالِطُ الأُمورَ‏.‏ وهو مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ، كما يقالُ‏:‏ راتِقٌ فاتِقٌ‏.‏

والخَلْطُ، بالفتحِ، وككتِفٍ وعُنُقٍ‏:‏ المُخْتَلِطُ بالناس، المُتَمَلِّقُ إليهم، ومن يُلْقِي نساءه ومتاعَهُ بين الناسِ‏.‏

ورجلٌ خَلْطٌ، بَيِّنُ الخلاطَةِ، بالفتح‏:‏ أحْمَقُ‏.‏

وخالَطَهُ الداء‏:‏ خامَرَهُ،

وـ الذئبُ الغَنَمَ‏:‏ وقَعَ فيها،

وـ المرأةَ‏:‏ جامَعَها‏.‏

وأخْلَطَ الفَرسُ‏:‏ قَصَّرَ في جَرْيِهِ،

كاخْتَلَطَ،

وـ الفَحْلُ‏:‏ خالَطَ الأُنْثَى‏.‏

وأخْلَطَهُ الجَمَّالُ،

وأخْلَطَ له‏:‏ أخْطَأَ في الإِدْخالِ، فَسَدَّدَ قَضيبَهُ‏.‏

واسْتَخْلَطَ هو‏:‏ فَعَلَ من تِلْقَاء نَفْسِهِ‏.‏

واخْتَلَطَ‏:‏ فَسَدَ عَقْلُهُ،

وـ الجَمَلُ‏:‏ سَمِنَ‏.‏

و‏”‏اخْتَلَطَ الليلُ بالتُّرابِ،

وـ الحابِلُ بالنابِلِ،

وـ المَرْعِيُّ بالهَمَلِ،

وـ الخاثِرُ ‏”‏الزُّبَّادِ‏”‏‏:‏ أمْثَالٌ تُضْرَبُ في اسْتِبْهَامِ الأمرِ وارْتِباكِهِ‏.‏

وخِلاطٌ، ككتابٍ‏:‏ د بإِرْمِينِيَّةَ، ولا تَقُلْ‏:‏ أخْلاطٌ‏.‏

وجملٌ مُخْتَلِطٌ،

وناقَةٌ مُخْتَلِطَةٌ‏:‏ سَمِنَا حتى اخْتَلَطَ الشَّحْمُ باللَّحْمِ‏


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

من حكمة العرب في اللسان والذهن والواقع

اتفق أهل الألسن أن الشيء (في علم البشر) له وجودات أربعة:
(1) وجود في العِيان؛ وهو الواقع.
(2) ووجود في الأذهان؛ وهو الفكرة.
(3) ووجود في اللسان؛ وهو عبارة الكلام المنطوق.
(4) ووجود في البنان؛ وهو خطّ الكتابة المرسوم.
مع استقلال كلٍّ بوجوده، وتعلقه بما قبله وما بعده.
مفتاح السعادة وسفر الريادة، للعلامة التركي طاش كبري زاده، ومقدمة كشف الظنون لحاجي خليفة1/14. (بتصرف). واذكر شرح حازم القرطاجني في مطلع منهاج البلغاء 10-11.
وهي وإن كان أربعة فهي ثلاثة وجودات بضم قسمي البيان في واحد .
فهذا مثلث الإبداع الإنساني:
هو يتأمل في الواقع ..
ويستلهم ذلك في الذهن ..
ويبين عن ذلك ببنانه أو لسانه..
هذا عمل الأديب .. ( من الواقع إلى الكلمة )
أو العكس.. وهو عمل المخرج ( من الكلمة إلى الواقع )
يأخذ القول ..
ويستلهمه في ذهنه ..
ويخرجه عملا في الواقع ..
وسمى البلغاء ذلك نسباً..
فما يكون في الواقع سموه نسبة خارجية ..
وما يكون في التصور الذهني سموه نسبة ذهنية ..
وما يكون في الكتابة أو السماع سموه نسبة كلامية ..
هذا أول درس في إدراك معاني الأشياء .
ومن هنا يكون علم المعاني نقلة فكرية للمرء تجعله يفكر كما كان العرب يفكرون .
قال تعالى : (وكذلك أنزلنا حكماً عربياً ).
وقال : (إنا أنزلنا قرآنا عربياً ).
وقال : (بلسان عربي مبين ).
وقال : (وهذا كتاب مصدق لسانا عربياً ).
فقد نزل القرآن عربياً ، بلسان عربي ، وحكم عربي .
ووصف اللسان بالحكمة يتصور معه حكمة طليقة تنسرب في اللسان العربي، فتجعل الناس يقرأون فيه الحكمة ويستمعون منه الحكمة ويحكمون من أمرهم لساناً.
مصداقها في ثمرات بيانه وحكمه وسحره وألقه وشاعريته ..
ومصداقها في علومه المتتابعة والمتراتبة وروابطه المنسجمة مع الواقع ومع الذهن .
ومصداقها في صلوحيته للبقاء والنماء والعطاء .
هل لهذا التقسيم جدوى في التفكير باللغة العربية ؟.

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب

أسباب نشأة علم الأصوات عند العرب:

  • مقاومة اللحن والحفاظ على اللغة:

دفعَ دخول الأعاجم في الإسلام ،واختلاط العرب الفاتحين بأهل البلاد المفتوحة إلى تفشي اللحن، وفساد السلائق، حتى وصلت الآفة إلى البلغاء من خلفاء وأمراء، كعبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي ،وبلغ الأمر حتى أصاب قراء القرآن، مما استدعى القيام بضبط الأصوات والكلام، فنشأ علم النحو ،وزادت أهمية مقاومة اللحن مع امتداد الزمن، و تطاوله ،والابتعاد عن موطن الفصاحة في الجزيرة العربية.

  • خدمة القرآن الكريم:

دفع وصول إلى القرآن إلى إيجاد علم يضبط أصول القراءة، للوصول إلى النطق السليم، ومن هنا كان الاهتمام بالقراءات القرآنية ،وضبط قواعدها، من اتصال السند بالنبي، وموافقة رسم المصحف الشريف ،وخضوعها لقواعد اللغة العربية ،وقد جاء علم التجويد ،هذا العلم السماعي لمساعدة الأجيال الجديدة ،من عرب وعجم على قراءة القران، وضبط قراءاته

  • استكمال الدرس اللغوي:

ضبط النحو والصرف جانباً مهماً من اللغة، ثم جاء علم الأصوات ليستكمل جهود هذين العلمين، وقد بدأ هذا العلم الخليل في معجمه العين، وتابعه سيبويه والنحاة من بعده
4. الاستجابة للنهوض العلمي والثقافة الجديدة :دفعت ثقافة العصر الجديدة والمتأثرة بالاتصال بالثقافات الأخرى إلى إيجاد حضارة عربية إسلامية، شارك فيها الجميع ،وجنى الكلُّ ثمراتها
مصادر علم الأصوات :

  • القراءات القرآنية:

القراءات القرآنية علم سماعي ينقل مشافهة غايته ضبط نطق قراءة القرآن بشكل سليم أما الكتابة القرآنية فضبطت من زمن عثمان وصارت مرجعاً وحجةً عند الاختلاف وقد ركزت القراءة القرآنية على مسائل صوتية، كالتقاء الساكنين والترخيم، فأداء القراءات الصوتي لفت انتباه اللغويين الذين كانوا قراء أيضا كأبي عمرو بن العلاء
2. المعارف اللغوية:
لم يعرف العرب العلوم بشكلها الحديث، بل إن غاية ما يقصد بالعلم عندهم عبارةٌ عن معارفَ يشوب بعضها عدم الدقة ،والكثير من عدم التنظيم ،وعدم وجود منهج محدد،وخاصة في ميدان اللغة، ففي جمع اللغة مثلاً ،جمع اللغويون اللهجات واللغات دون ضوابط،ثم بدأ ذلك الجمع يأخذ شكل الرسائل المحددة الموضوع، فالمعاجم،ثم المعاجم المخصصة مثل المخصص التي ضمت أبواب من مثل خلق الإنسان. فالعرب عرفوا وسموا كل دقائق الجسم الإنساني وقارنوا بينه وبين المخلوقات الأخرى وضبطوها ومن هنا كان عمل الخليل ومصطلحاته في مقدمة العين(الحلق.اللسان .اللهاة) نابعة عن بيئة عربية ومنها نستنتج ألا تأثير للثقافات الأخرى في نشوء علم الأصوات. العرب طوروا ما كان عندهم أما الأمم الأخرى فالعلوم عندها نشأت حديثا .
3. التجارب العلمية:
من مثل عمل الخليل في معجمه العين في تجربته في ذوق الحروف ونطقها ساكنة مسبوقة بهمزة وصل ،و نظره ،وتدبره ،كلها من طرق العلم في الملاحظة والتجربة

  • العلوم الطبيعية والفيزيائية :

مصدر متأخر زمانا نشأ عن اختلاط العرب بالأمم الأخرى و تعتبر رسالة أسباب حدوث الحروف لابن سينا خير معبر عن هذا التأثير

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب:

الاتجــــــــاه الـلــــــغـوي:
رائده الخليل بن أحمد في مقدمة معجمه العين، ومابثَّ فيه من معلوماتٍ صوتيةٍ رائدةٍ بالنسبة إلى عصره ،غير أنَّنا لا نستطيع حصر جهود الخليل وتأثيره في من تلاه من اللغويين، وعلى الرغم من اللمز الكثير الذي تعرض له المعجم، إلا أن جهد الخليل وفكره واضحٌ وجليٌّ فيه.
أمَّا سيبويه فقد صب معلوماته الصوتية المركزة في باب الإدغام، وعلى الرغم من إيجاز الباب فإنه عالج جوانب صوتية هامة، كانت الأساس لمن تلاه من بعده، كالترتيب المخرجي للأصوات وصفات الحروف من جهر وهمس وشدة ورخاوة ،تابع سيبويه المبرد في المقتضب في باب الإدغام، وابن دريد في معجمه جمهرة اللغة الذي نقل فيه الكثير من آراء الخليل، ومثل هذا الكلام يمكن قوله عن الزجاجي في الجمل ،والأزهري في تهذيب اللغة أما ابن جني في كتابه سر صناعة الإعراب فقد كان لأستاذه أبي علي الفارسي كسيبويه بالنسبة للخليل، فقد شرح الكثير من علمه ،وقد بسط ابن جني في كتابه الكثير من كلام سيبويه وشرحها وان كان ينقل عن الخليل على الرغم من وسمه كتاب العين بالاضطراب وقد عرف في كتاب الصوت وتناول الحروف حرفاً حرفاً وأفرد قسماً منه للصوائت بعد ابن جني لم يضف النحاة جديداً كما نجد عند الزمخشري في المفصل وشرحه عند ابن يعيش
الاتجـــــــاه التجـــــويدي:
استثمر علماء التجويد جهود علماء النحو والصرف في القراءات القرآنية وقد نشأ علم التجويد في القرن الرابع الهجري وهو اسبق من علم القراءات القرآنية الذي هو علم سماعي مبني على قراءات منقولة مشافهة من لدن النبي وهي وجوه سماعية لا علاقة لها بالقياس يشترط فيها اتصال السند وموافقة رسم المصحف وقواد العربية بدا هذا الاتجاه مع موسى الخاقاني صاحب أول منظومة في علم التجويد وابن مجاهد صاحب السبعة في القراءات الذي يعود إليه الفضل في إرساء قواعد هذا العلم إن غاية علم التجويد تطبيق المعلومات الصوتية وللنحوية وتريب الطلبة على أداء قراءة القران الكريم بشكل صحيح كما وردت عن النبي فعلم التجويد علم تطبيقي هدفه تعليمي بامتياز ويبرز كتاب الرعاية لتجويد القراءة و تحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب القيسي وهو كتاب نادر في بابه عرف بآداب قراءة القران ثم تحدث عن صفات الحروف العربية وبعض التطبيقات الصوتية كالإدغام وأحكام النون الساكنة والتنوين
ومن رواد هذا الاتجاه أبو عمرو الداني في كتبه (المحكم في نقط المصحف ومرسوم قراءة أهل الأمصار وابن البنان وابن الجزري صاحب كتاب النشر في القراءات العشر والقاضي زكريا الأنصاري ومن المحدثين الدكتور غانم قدوري الحمد في دراسته( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد )
الاتجـــــــــاه البــــلاغــي :
رواده المفسرون والبلاغيون الذين اعتنوا بقضية إعجاز القرآن كالخطابي والرماني و الجرجاني صاحب دلائل الإعجاز وابن الأثير وابن سنان الخفاجي في سر الفصاحة وبهاء الدين السبكي وأبي هلال العسكري في كتابه( الصناعتين) وقد تناول هؤلاء قضية انسجام الحروف عند تأليف الكلمة العربية وفصاحة الحروف والإيقاع الموسيقي الذي تتركه في الكلمة إن هذه المباحث والجهود تبقى قليلة أمام جهد اللغويين وعلماء التجويد
الاتجاه العلمي :
كان الاتجاه العلمي ولا يزال محدود الأثر في الدراسات الصوتية العربية وأثره مستجلب متأثر بالترجمة من علوم الأمم الأخرى كالطب والتشريح وتبدو رسالة ابن سينا في أسباب حدوث الحروف يتيمة ونادرة في بابها فهي لم تتأثر بجهود عربية سبقتها ولم تؤثر فيما بعدها وتبقى جهدا يستحق التنويه والإشادة من هذا العقل المسلم ابن حضارة استوعبت ما سبقها و أخرجته سائغا لشاربيه وناهليه.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب- سيبويه

الدرس الصوتي عند سيبويه
(عرض ،مشكلات ،تقييم)

أولاً العرض :بيان نقاط الدرس :
Ý- مقدمة:
ȝ- الحروف(أصول وفروع )
ʝ- الترتيب المخرجي للحروف (الأصوات)
˝- صفات الحروف (الأصوات)
ثانياً:مشكلات الدرس الصوتي عند سيبويه.
ثالثاً:تقييم الدرس الصوتي عند سيبويه
رابعاً: بين الخليل والدرس الصوتي الحديث.
مقدمة:
يتجلى الدرس الصوتي عند سيبويه في الكتاب في باب الإدغام خاصةً وما تفرق من معلومات صوتية منثورة في ثنايا الكتاب. وقد رأى أنَّ دراسةَ الأصواتِ مقدمةٌ لا بدَّ منها لدراسةِ اللغةِ وأنَّ النظام الصوتي ضروري لمن أراد دراسة النظام الصرفي لذا نراه يضع الدراسات الصوتية في باب صرفي هو باب الإدغام ،وقد اتهم سيبويه بتضييق مجال دراسة الأصوات العربية بوضعه الدراسات الصوتية تحت باب الإدغام لأن الإدغام ليس جزءاً من النظام الصوتي وإنما هو ظاهرة موقعية سياقية ترتبط بمواقع محددة يلتقي فيها صوتان الأول منهما ساكن والثاني متحرك[1] لكن الأمر ليس كذلك فقد مهد بعمله هذا لدراسة الأصوات العربية ووصفها ورتبها ودرسها دراسة جعلت من تبعه لا يخرج عن دراسته إلا في القليل والقليل القليل .
أولاً:الحروف : حدد سيبويه عدد الحروف العربية بتسعة وعشرون حرفاً وهو نفس العدد عند الخليل[2] ورأيه هذا رأي علماء العربية كافة ولم يشذ عنهم إلا المبرد الذي رأى أنها ثمانية وعشرين حرفا وهذه الحروف أصول ٌومعنى ذلك أن لها فروعا تتفرع منها وتنحرف عنها إلى أصوات تماثلها وقد ذكرها مرتبة على ترتيب يخالف ترتيب الخليل وهيتعليم_الجزائر الهمزة، والألف، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، والكاف، والقاف، والضاد، والجيم، والشين، والياء، واللام، والراء، والنون، والطاء والدال، والتاء، والصاد، والزاي، والسين، والطاء، والذال، والثاء، والفاء، والباء، والميم، والواو.)
يضاف إلى هذه الأصول ستة حروف (ألفونات)فتكون خمسةً وثلاثين حرفاً وهذه الستة فروعٌ من التسعة والعشرين، وهي كثيرةٌ يؤخذ بها وتستحسن في قراءة القرآن والأشعار، فلها وجود في القراءات القرآنية و الشعر مما يكسبها صفة الفصاحة وهي :
(النون الخفيفة، والهمزة التي بين بين، والألف التي تمال إمالة شديدة، والشين التي كالجيم، والصاد التي تكون كالزاي، وألف التفخيم)
1. النون الخفيفة :يرى الدكتور تمام حسان أن الأصح الخفية لأن الخفيفة تقابل الثقيلة في التوكيد في علم النحو .وهي النون الساكنة المتبوعة بحروف الإخفاء مما يؤدي إلى ضياع الكثير من خصائصها الصوتية، واكتسابها من خصائص الحرف الذي يليها ،على خلاف النون المتحركة الواضحة الصوت وقد بحث علماء التجويد التأثيرات التي تتعرض لها النون الساكنة مع تلك الحروف.
2. الهمزة التي بين بين:قيل مصطلح (بين بين)من ابتداع سيبويه وقيل ومن الشعر العربي [3]ويعني بها الهمزة التي تسهل تبعاً لحركة الحرف السابق لها ،مثل همزة كأس التي تسهل فتصبح كاس،ذئب تصبح ذيب
3. الألف التي تمال إمالة شديدة:غاية الإمالة التسهيل وتوفير الجهد النطقي والإمالة معروفة مشهورة غير أن هذه الألف تمال حتى تفقد الألف خاصيتها باتساع الفم عند النطق بها إلى النحو بها إلى الياء المحضة كنطق أهل حلب لعبارة (بيت جنان )بيت جنين .
4. الشين التي كالجيم : وهي الشين المجهورة التي تشبه صوت الجيم في اللهجة السورية واللبنانية كما في قولنا (أشدق،أجدق)ولعل السبب في ذلك أن الجيم حرفان شجريان ومخرجهما واحد
5. الصاد التي كالزاي :وهي صاد مجهورة مفخمة تشبه نطق العامة في مصر للظاء في ظالم (زالم)وقد نطقت به العرب فقالوا :زقر في صقر وقالوا في المثل :ما حرم من فزد له يريدون ما حرم من فصد له.أي ماحرم القرى من فصد له دم الناقة أي أكل دمها .
6. ألف التفخيم :وهي الألف بلغة أهل الحجاز ومن ذلك ألفاظ الصلاة والزكاة التي رسمت في القرآن بالواو إشارة إلى تفخيمها لمجاورتها أصواتاً طبقية الصاد والزاي
ثم يضيف سيبويه إلى هذه الحروف حروفاً ثمانيةً يصفها بأنها غيرُ مستحسنةٍ ولا كثيرةٍ في لغةِ من لا ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن و لا في الشعر وهذه الفروع هي :
الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين، والضاد الضعيفة، والصاد التي كالسين، والطاء التي كالتاء، والظاء التي كالثاء، والباء التي كالفاء.
وهذه الحروف التي تتمتها اثنين وأربعين جيدها ورديئها أصلها التسعة والعشرون، لا تتبين إلا بالمشافهة.
1. الكاف التي بين الجيم والكاف:لم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة (كمل ) حيث تلفظ الكاف كما في الكشكشة أي كما يلفظ العراقيون وأهل المنطقة الشرقية كلمة (كيف؟)تشيف
2. الجيم التي كالكاف:لم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة (رجل )التي تلفظ (ركل)ويبدو أن المقصود بالجيم التي كالكاف الجيم القاهرية التي تضارع لفظ حرف (g)
3. الجيم التي كالشين:لم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة (اجتمعوا)التي تلفظ (اشتمعوا) ومن ذلك نطق أهل الشام لكلمة (وجه) (وش)
4. الضاد الضعيفة: الضاد الفصيحة التي وصفها سيبويه مختلفة عما يعرفها العرب اليوم، فالضادُ الفصيحةُ (شجرية) مخرجها من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس ،ولكنها متكلفة صعبة،
5. الصاد التي كالسين:الصاد مفخمة والسين مرققة فالصاد إذا رققت انقلبت سينا والعكس صحيح وقد مثل لها ابن عصفور بكلمة صابر التي ترقق فيها السين فتنطق سابر وهذا الوجه النطقي موجود عند النسوة المتشبهات بالأجنبيات
6. الطاء التي كالتاء:الطاء مفخمة والتاء مرققة فالتاء إذا فخمت انقلبت إلى تاء والعكس صحيح ولم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة طال التي تلفظ تال وهذه الطاء المرققة توجد عند نساء الطبقة الراقية
7. الظاء التي كالثاء:الظاء مجهورة مفخمة والثاء مهموسة مرققة ولم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة ظالم التي تنحرف فيها الظاء لتتحول على ثاء ظالم =ثالم
8. الباء التي كالفاء:وهي الباء الفارسية ،أو حرف ال(P)في اللغات الأجنبية والمعروف عن العرب أنهم كانوا يحولون هذا الصوت (P) إلى فاء كما يظهر في تعريبهم لكلمة (برزده) فقالوا (فرزدق)
الملاحظ على ما سبق أن سيبويه غالباً لم يمثل لهذه الأصوات لأنها ليست فصيحة لا تستحسن في قرآن ولا شعر و لأنه ذكر في المقدمة بعد تحديد عددها أنها لا تعرف إلا بالمشافهة فالحرف عاجز عن إيصال حقيقتها للقارئ أما الأمثلة فهي لابن عصفور في المقرب كما ذكر الدكتور تمام حسان في كتابه اللغة العربية معناها ومبناها والشرح له مع بعض التصرف
ترتيب سيبويه للحروف:حصر سيبويه المخارج بستة عشر مخرجاً ولم يؤثر عن الخليل ذكر عدد للمخارج لكن نُسِبَ إليه أنه حصرها بسبعة عشر مخرجاً وكذلك فعل علماء التجويد الذين جعلوها سبعة عشر مخرجا مضيفين مخرجا لحروف العلة جعلوه أول المخارج لأنهم ظنوها جوفية وهذا غير صحيح فحروف العلة لا مخرج له
o للحلق ثلاثة مخارج :
1. . أقصى الحلق : الهمزة والهاء والألف.
2. من أوسط الحلق :مخرج العين والحاء.
3. أدنى الحلق: مخرج الغين والخاء.
4. من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى مخرج القاف.
5. من أسفل من موضع القاف من اللسان قليلاً ومما يليه من الحنك الأعلى مخرج الكاف.
6. من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى مخرج الجيم والشين والياء.
7. من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد.
8. من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى وما فويق الثنايا مخرج اللام.
9. من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا مخرج النون
10. من مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلاً لانحرافه إلى اللام مخرج الراء.
11. مما بين طرف اللسان وأصول الثنايا مخرج الطاء، والدال، والتاء.
12. مما بين طرف اللسان وفويق الثنايا مخرج الزاي، والسين، والصاد.
13. مما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مخرج الظاء والذال، والثاء.
14. من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى مخرج الفاء.
15. ومما بين الشفتين مخرج الباء، والميم، والواو.
16. من الخياشيم مخرج النون الخفيفة.

صفــــــات الحروف عند سيبويه في باب الإدغام :
1) الحروف المجهورة عددها تسعة عشر حرفاً يجمعها قولك:عظم وزن قارئ ذي غض جد طلب.
الحرف المجهور : حرفٌ أشبع الاعتماد في موضعه، ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجري الصوت. فهذه حال المجهورة في الحلق والفم؛ إلا أن النون والميم قد يعتمد لها في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنةٌ
الدرس الحديث يخرج حروف ال(ء،ق،ط)من المجهورة ويضيفها إلى المهموسة وقد يكون السبب في ذلك تطور الأصوات وهو-الدرس الحديث-يذكر أن الجهر سببه اهتزاز الوترين الصوتيين مما يؤدي على تضخم الصوت في الحنجرة سيبويه أدرك الأثر لكنه لم يعرف الآلية والسبب والعلماء العرب جميعهم لم يعرفوا الوترين الصوتيين
2) الحرف المهموس :بقية الحروف (عشرة حروف) والمهموس: حرفٌ أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه.
3) الحروف الشديدة : (وهو الذي يمنع الصوت أن يجرى فيه وهو الهمزة، والقاف، والكاف، والجيم، والطاء، والتاء، والدال، والباء. وذلك أنك لو قلت ألحج ثم مددت صوتك لم يجر ذلك.)
الشديد :هو الصوت الحبسي .التوقفي.الانفجاري ويحدث نتيجة التصاق عضوين من أعضاء النطق مع بعضهما ،ثم يتلبث(يتوقف) فجأةً ثم ينفتح العضوان فينفجر الصوت لذا وصف الحرف الشديد بأنه _وقفي حبسي انفجاري –لأنه يمر بالمراحل الثلاث التي ذكرناها أما الحروف الشديدة ففيها نظر فقد جمعها القدماء في قولك تعليم_الجزائرأجدك قطبت)الدرس الحديث يضيف اليها الضاد ويحذف الجيم فتصبح الحروف الشديدة (ء،د،ك،ق،ط،ب،ت،ض)
4) الحروف الرخوة: الهاء، والحاء، والغين، والخاء، والشين، والصاد، والضاد، والزاي، والسين، والظاء، والثاء، والذال، والفاء
5) مابين الرخوة والشديدة(المركب):وهو حرف الجيم
6) المنحرف: هو حرفٌ شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت، ولم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشديدة، وهو اللام. وإن شئت مددت فيها الصوت. وليس كالرخوة؛ لأن طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه. وليس يخرج الصوت من موضع اللام ولكن من ناحيتي مستدق اللسان فويق ذلك.
7) المكررتعليم_الجزائر وهو حرفٌ شديد يجري فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام، فتجافى للصوت كالرخوة، ولو لم يكرر لم يجر الصوت فيه. وهو الراء.) وقصد به الراء الساكنة أما الراء المتحركة فليست تكرارية .
8) اللينة: هي الواو والياء، لأن مخرجهما يتسع لهواء الصوت أشد من اتساع غيرهما. جعل سيبويه لها مخرجاً وليس الأمر كذلك فلا مخرج لها والواو والياء لها شكلان الأول :صورة الاعتلال .والثاني :أن تكون نصف صئت نصف صامت أي تسبق بحركة لا تناسبها وهذان الحرفان يمدان إن سبقا بحركة تناسبهما
9) الهاوي: وهو حرفٌ اتسع لهواء الصوت مخرجه أشد من اتساع مخرج الياء والواو، لأنك قد تضم شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قبل الحنك، وهي الألف، يبدو أن سيبويه استمدَّ التسمية من شيخه الخليل الذي دعا حروف المد بالهاوية في الهواء
10) المطبقة:هي فالصاد، والضاد، والطاء، والظاء. وسميت كذلك (لأنك لا تطبق لشيءٍ منهن لسانك، ترفعه إلى الحنك الأعلى).رأى العلماء القدامى أن الإطباق يحدث نتيجة ارتفاع جذر اللسان -مؤخر اللسان-إلى الحنك المحدثون قالوا :رجوع اللسان إلى الخلف هو المهم لذلك تسمى هذه الظاهرة عند الغربيين التحليق وليس الإطباق فالإطباق هو رجوع جذر اللسان إلى الجدار الخلفي للحلق فالقضية برجوعه وليس بارتفاعه وحصر سيبويه حروف الإطباق ووصفه لكيفيته يدل على سعة علمه الدقيق .
11) المنفتحة:كل ما سوى حروف الإطباق

مشكلات الدرس الصوتي عند سيبويه:
9. 1.وصفُ سيبويهِ للضادِ الضعيفةِ مبهمٌ و غامضٌ كما خلَّطَ مَنْ جاءَ من بعده في وصفها ، الضاد الفصيحة التي وصفها مختلفة عما يعرفها العرب اليوم، فالضادُ الفصيحةُ (شجرية) مخرجها من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس ،ولكنها متكلفة صعبة،أما الضاد الضعيفة فهي أسنانية لثوية، وقيل إنَّ سيبويهِ أخطأ في وصفها وهذا لا يعقل لأنه لو أخطأ لاستدرك عليه العلماء خطأه وقيل :إن الخطأ في القراءات القرآنية وهذا محال فالقراءة سنة متواترة لا يصح فيها أدنى خطأ وقيل إن الضاد التي وصفها سيبويه لغة عرب فصحاء لكنها متكلفة ،والضاد التي نعرفها اليوم فصيحة أيضاً ولكن النبي rاختار الأيسر [4]وخفف على أمته فقرئ بها القرآن .رأي الدكتور
2.عدم فهمه للجهر والهمس فوصفه للمجهور يطابق الشديد في الدرس الحديث كما أن حديثه عن الرخو يطابق وصف الحرف المهموس
3.خلط في مفهوم الشدة والرخاوة عندما وصف الجيم بالتوسط ثم بالشدة إن كان النص الذي وصلنا عن سيبويه سليما لم تلمسه يد التحريف
4.أغفل معالجة حروف العلة (الصوائت)
تقييم الدرس الصوتي عند سيبويه:
1. ليس مقصوداً لذاته فغايته صرفية تشكيلية لفهم باب الإدغام
2. موجزٌ جداً وكان يستحق بسطاً أكثر من المؤلف لكنه مع ذلك شامل، درسَ الحروفَ جميعَها ،ووصفها وإن شاب وصفه شيء من الغموض .
3. يخلو من ذكر الخليل وهذا أمر نادر إذ طالما ذكره في بقية أبواب الكتاب و كان دائماً يعزو المعلومات إلى الخليل حتى قيل عنه إنه ألف ورقة من علم الخليل، كما أنه يخلو من إيراد الآراء المختلفة للعلماء على غير عادته.
4. بابُ الإدغامِ جزء ٌمن معطياتِ الدرسِ الصوتي عند سيبويهِ،وإنْ حوى الكتابُ عامةً معلوماتٍ تطبيقيةً وصوتيةً بثها سيبويهِ في تضاعيفِ كتابهِِ
5. مؤثر في المؤلفات التالية له والتي نهلت من معينه تارة وقلدته تارة أخرى ،ورأى فيه بعضهم –ابن جني –مصدراً موثوقاً للمعلومات الصوتية على عكس كتاب العين المشكوك بنسبته للخليل .
6. يختلف عما لدى الخليل من معلومات صوتية ولاسيما المخارج.
o أخذ علماء التجويد بترتيب سيبويه للأصوات ,فأعادوا لحروف العلة مخرجها لكنهم جعلوا مخرجها أول المخارج لأنهم ظنوا أنها جوفية وأنه يسبق بقية مخارج الحروف وهذا غير صحيح إذ لا مخرج لها.
o الدرس الصوتي الحديث :
جعل الدرس الصوتي الحديث مخرج الحروف عشرة بدلاً من ستة عشر ،ورتبها بدءاً من الشفتين على عكس الترتيب المتبع عند العلماء العرب الذين رتبوها بدءاً من الحلق وهذه المخارج هي :
1. شفويتعليم_الجزائرب،م،و)
2. شفوي أسنانيتعليم_الجزائرف)
3. أسنانيتعليم_الجزائرث،ظ،ذ)
4. أسناني لثوي تعليم_الجزائرض،ط،د،ت،ص،س،ز)
5. لثويتعليم_الجزائرل،ن،ر)
6. غاري (ش،ج،ي)
7. طبقيتعليم_الجزائرغ،خ،ك)
8. لهوي تعليم_الجزائرق)
9. حلقيتعليم_الجزائرع،ح)
10. حنجري تعليم_الجزائرء،ه)
ملاحظات :بين ترتيب سيبويه والترتيب الصوتي الحديث
o نقل الترتيب الحديث الضاد إلى مخرج جديد فبعد أن كانت شجرية صارت اليوم أسنانية لثوية اعتداداً بالصورة الحاضرة لنطقه وليس تخطئة لسيبويه
o جمع بين الأسلية و النطعية في مخرج واحد (أسناني لثوي)
o نقل الغين والخاء إلى مخرج جديد سماه الطبقي
o سمَّى الهمزة والهاء حنجرية والدرس الحديث مسبوق بابن سينا الذي سماهما حنجريتان
o جعل (ل،ن،ر)في مخرج واحد فيما جعل سيبويه مخرجاً لكل حرف

[1] اللغة العربية معناها ومبناها .تمام حسان ص 50

[2] العين ص48 .الكتاب ج 4ص431

[3] قال عبيد بن الأبرص : نَحمي حَقيقَتَنا وَبَعـ ضُ القَومِ يَسقُطُ بَينَ بَينا

ما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه [4] صحيح البخاري ج 3 ص :1306 عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت[4]

وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها


التصنيفات
الشعر والنثر

قصيدة بلاد العرب اوطاني

بلاد العرب اوطاني
أُسَبِّحُ باسمِكَ اللهُ

وليْسَ سِوَاكَ أخْشاهُ

وأعلَمُ أن لي قدَرًا سألقاهُ.. سألقاهُ

وقد عُلِّمْتُ في صِغَرِي بأنَّ عروبَتِي شرَفِي

وناصِيَتِي وعُنْوانِي

وكنّا في مدارسِنَا نُردّدُ بعضَ ألحانِ

نُغنّي بيننا مثلًا:

“بلادُ العُرْبِ أوطاني.. وكلُّ العُرْبِ إخواني”

وكنّا نرسمُ العربيَّ ممشوقًا بهامَتِهِ

لَهُ صدرٌ يصُدُّ الريحَ إذْ تعوِي.. مُهابًا في عباءَتِهِ

وكنّا مَحْضَ أطفالٍ تُحَرّكُنَا مشاعرُنا

ونسْرحُ في الحكاياتِ التي تروي بطولتَنَا

وأنَّ بلادَنا تمتدُّ من أقصى إلى أقصى

وأن حروبَنا كانت لأجْلِ المسجدِ الأقصى

وأنَّ عدوَّنا صُهيونَ شيطانٌ له ذيلُ

وأنَّ جيوشَ أمّتِنَا لها فِعلٌ كمَا السّيْلُ

سأُبْحِرُ عندما أكبُرْ

أمُرُّ بشاطئ البحرْينِ في ليبيا

وأجني التمرَ من بغدادَ في سوريا

وأعبُرُ من موريتانيا إلى السودانْ

أسافرُ عبْرَ مقديشيو إلى لبنانْ

وكنتُ أخبِّئُ الألحانَ في صدري ووجداني

“بلادُ العُرْبِ أوطاني.. وكلُّ العُرْبِ إخواني”

وحين كبرتُ.. لم أحصلْ على تأشيرةٍ للبحرْ

لم أُبْحِرْ

وأوقفَني جوازٌ غيرُ مختومٍ على الشبّاكْ

لم أعبُرْ

حين كبرتُ

كبُرتُ أنا.. وهذا الطفلُ لم يكبُرْ

تُقاتِلُنا طفولتُنا

وأفكارٌ تعلَّمنا مبادءَهَا على يدِكم

أَيَا حكامَ أمّتِنا

ألستم من نشأنا في مدارسِكُم؟

تعلَّمنا مناهجَكُمْ

ألستم من تعلّمنا على يدِكُمْ

بأنَّ الثعلبَ المكّارَ منتظِرٌ سيأكلُ نعجةَ الحمقى إذا للنومِ ما خَلَدُوا؟

ألستم من تعلّمنا على يدِكُمْ..

بأنَّ العودَ محميٌّ بحزمتِهِ.. ضعيفٌ حين يَنْفَرِدُ؟

لماذا الفُرْقَةُ الحمقاءُ تحكمُنا؟!

ألستم من تعلّمنا على يدِكم أن “اعتصموا بحبلِ اللهِ” واتّحدُوا؟

لماذا تحجبونَ الشمسَ بالأَعلامْ؟

تقاسمتُم عروبتَنَا ودَخَلًا بينكم صِرنا كَمَا الأنعامْ

سيبقى الطفلُ في صدري يعاديكُمْ

تقسّمْنا على يدِكم فتبَّتْ كلُّ أيديكُمْ

أنا العربيُّ لا أخجلْ

وُلِدتُ بتونسَ الخضراءِ من أصلٍ عُمَانيٍّ

وعُمري زادَ عن ألفٍ وأمي لم تزلْ تحبَلْ

أنا العربيُّ، في بغدادَ لي نخلٌ، وفي السودانِ شرياني

أنا مِصريُّ موريتانيا وجيبوتي وعَمَّانِ

مسيحيٌّ وسُنِّيٌّ وشيعِيٌّ وكُرْدِيٌّ وعَلَوِيٌّ ودُرْزِيٌّ

أنا لا أحفظُ الأسماءَ والحكّامَ إذْ ترحلْ

سَئِمْنا من تشتُّتِنَا وكلُّ الناسِ تتكتَّلْ

مَلَأْتُمْ دينَنَا كَذِبًا وتزويرًا وتأليفَا

أتجمعُنا يدُ اللهِ.. وتُبْعِدُنَا يدُ الفيفا؟!

هَجَرْنا دينَنَا عَمْدًا فَعُدنا الأَوْسَ والخزرجْ

نُوَلِّي جهْلَنَا فينا.. وننتظرُ الغَبَا مَخرجْ

أَيَا حكّامَ أمّتِنا سيبقى الطفلُ في صدري يعاديكُمْ.. يقاضيكُمْ

ويُعلنُ شعبَنا العربيَّ مُتَّحِدَا

فلا السودانُ مُنقسمٌ ولا الجولانُ مُحْتَلٌّ

ولا لبنانُ منكسِرٌ يُداوي الجُرْحَ منفردَا

سيجمعُ لؤلؤاتِ خليجِنا العربيِّ في السودانِ يزرعُهَا

فيَنبُتُ حَبُّهَا في المغربِ العربيِّ قمحًا

يعصُرونَ الناسُ زيتًا في فلسطينَ الأبيّةِ

يشربونَ الأهلُ في الصومال أبدًا

سيُشعلُ من جزائرِنا مشاعلَ ما لها وَهَنُ

إذا صنعاءُ تشكونا فكلُّ بلادِنا يَمَنُ

سيَخْرجُ من عباءتِكم – رعاها اللهُ – للجمهورِ مُتَّقِدَا

هوَ الجمهورُ لا أنتمْ

هوَ الحكّامُ لا أنتمْ

أتسمعُني جَحَافِلُكُمْ؟

أتسمعُني دواوينُ المعاقلِ في حكومتِكُمْ؟

هوَ الجمهورُ لا أنتمْ

ولا أخشى لكمْ أحدَا

هو الإسلامُ لا أنتمْ فكُفّوا عن تجارتكُمْ

وإلّا صارَ مُرْتَدَّا

وخافوا!

إنَّ هذا الشعبَ حمَّالٌ

وإنَّ النُّوقَ إن صُرِمَتْ

فلن تجدوا لها لَبنًا، ولن تجدوا لها ولَدَا

أحذِّرُكم!

سنبقى رغمَ فتنتِكُمْ فهذا الشعبُ موصولُ

حبائلُكُمْ – وإن ضَعُفَتْ – فحبلُ اللهِ مفتولُ

أنا باقٍ

وشَرعي في الهوى باقِ

سُقِينا الذلَّ أوعيةً

سُقينا الجهلَ أدعيةً

ملَلْنا السَّقْيَ والساقي

سأكبرُ تاركًا للطفلِ فُرشاتي وألْواني

ويبقَى يرسمُ العربيَّ ممشوقًا بهامتِهِ

ويبقى صوتُ ألحاني

“بلادُ العُرْبِ أوطاني.. وكلُّ العُرْبِ إخواني”


مشكوووووووووووووووووووووووووووور

تعليم_الجزائر


imane amouna ابدعت و لا زلت
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووورةةةةةةةةة ةةة

التصنيفات
السنة اولى متوسط

الوحدة العربية و كيفية تنفيذها على أرض الواقع * الإتحاد قوة فإن إتحد العرب زادت قواهم

الوحدة العربية و كيفية تنفيذها على أرض الواقع * الإتحاد قوة فإن إتحد العرب زادت قواهم بسم الله الرحمن الرحيم
الوحدة العربية و كيفية تنفيذها على أرض الواقع * الإتحاد قوة فإن إتحد العرب زادت قواهم
موضوع تعبير عن الوحدة العربية
هذا هو عنوان موضوع التعبير "الوحدة العربية" * متى سيتخذ العرب أولى الخطوات الحقيقة لدعم الوحدة العربية والبدء في تنفيذها ووضع الآليات الازمة لذلك
صورة من داخل الموضوع
تعليم_الجزائر

الموضوع مكتوب على ملف ورد

حمل الملف من هنا

في أمان الله ورعايته
بالتوفيق للجميع


شكرا بارك الله
تعليم_الجزائرتعليم_الجزائر