السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمة الله وسعت كل شيءٍ في هذا الكون قال تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} (156) سورة الأعراف
وهاهم الملائكة الكرام حملة العرش عليهم السلام يسبحون الله عز وجل ويستغفرون للمؤمنين ويقرّون برحمة الله التي عمّت الخلق أجمعين ،المسلم والكافر والبر والفاجر والحيوان والنبات والجماد .
قال تعالى :
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} (7) سورة غافر
ومن صور رحمة الله بالخلق على هذه الكرة الأرضية هذا الغلاف الغازي المحيط بنا الذي يمنع عنا بفضل الله الكثير من الأخطار التي يمكن أن تهبط إلينا من الفضاء الخارجي من أشعة كونية مهلكة وأجرام سماوية مدمرة .
ومن هذه الأشعة الكونية الأشعة فوق البنفسجية ultraviolet وهي إحدى الموجات الكهرومغناطيسية المكونة لضوء الشمس يتراوح طولها الموجي مابين100 إلى 400 نانومتر .
وهي بالتأكيد أشعة مفيدة إذا ما كانت نسبتها في الحدود الطبيعية ولكنها قد تؤدي لو أزدادت نسبتها إلى اختلال في توازن النظم البيئية الطبيعية وتؤدي إلىالكثير من الأضرار الصحية والأمراض المعضلة كسرطان الجلد والأورام .
ولكنها رحمة الله فقد قيظ الله سبحانه وتعالى لهذه الأشعة طبقة رقيقة من غاز الأوزون ( أكسجين ثلاثي O3 ) في طبقة الستراتوسفير ” Stratosphere ” وهي طبقة توجد في أعلى الغلاف الجوي تمتد لمسافة 40 كيلومتر من سطح الأرض ( انظر الصورة السابقة ) حيث تعمل هذه الطبقة على حماية الأرض من هذه الأشعة وذلك بامتصاص جزء كبير من هذه الأشعة ولا يسمح بنفاذ سوى جزء قليل منها .
وفي الظروف الطبيعية فإن نسبة غاز الأوزون في الهواء الجوي ثابتة وهذا الثبات في كمية الأوزون ناتج عن حالة توازن ربانية حيث تمتص جزيئات الاوزون هذه الأشعة ليتفكك إلى غاز أكسجين وذرة أكسجين نشطة ثم تتحد ذرة الأكسجين النشطة مع جزيء غاز أكسجين ليتكون غاز الأوزون من جديد .
O3 + hv -> O2 + O
O + O2 -> O3
ولكن الذي حدث ومازال يحدث هو التأثير السيء للنشاط البشري الحاصل على الأرض فهذا التقدم التقني لابد من دفع ضريبته من صحتنا وسلامتنا وأمننا فقد بدأت طبقة الأوزون بالتضآؤل في السنوات الأخيرة وأصبحت الكرة الأرضية مهددة بخطر الأشعة فوق البنفسجية وأخذت ظاهرة ( ثقب الأوزون ) تتناقل في وسائل الإعلام المختلفة مرددة تخوف علماء البيئة المختصين من الخطر المحدق بنا .
ولكن ما السبب في حدوث هذا الثقب وكيف نتج ؟
إن أصابع الاتهام تشير الحقيقة إلى عدد من المركبات الكيميائية الصناعية التي كثر استخدامها في العقود الأخيرة ، ولعل أهم هذه المواد مركبات الفلورو كلور كربون ChloroFluroCarbons (CFC’s) s المعروفة تجارياً باسم مركبات الفريون والمستخدمة كغاز للتبريد وغاز دافع في العبوات المعدنية .
والسؤال الذي يهمنا نحن الكيميائيين الآن ، هو كيف تقوم هذه المركبات بخفض نسبة غاز الأوزون في الهواء الجوي ؟
الذي يحدث والعلم عند الله كالتالي :
1- عند تصاعد جزيئات الفريون لطبقات الجو العليا تتفكك هذه الجزيئات بتأثير الأشعة فوق البنفسجية لتنطلق منها ذرة كلور نشطة .
2- تهاجم ذرة الكلور النشطة جزيء من غاز الأوزون ليتكون جزيء من الأكسجين وجزيء ClO .
3- يمكن لذرة أكسجين نشطة مهاجمة جزيء ClO ليتكون غاز الأكسجين ويتحرر الكلور النشط الذي يهاجم جزيء أوزون أخر ، وهكذا تستمر العملية في تسلسل خطير يؤدي في النهاية إلى خفض نسبة غاز الأوزون.
والشيء المخيف الآن أن الأشعة الفوق بنفسجية يقال أنها تنتج من المصابيح التي نستخدمها في منازلنا وهي المصابيح البيضاء التي يسميها البعض بلمبات النيون أو الفلورسنت .
اخوكم : احمد ..