TNT: تي أن تي أو تروتيل, مادة كيميائية تعرف بالاسم العلمي تري-نيترو-تولون, و هي مادة متفجرة في حد ذاتها و تستخدم كجزء من خلائط متفجرة أخرى. صيغتها الكيميائية
C6H2(NO2)3CH3
مركبات تي إن تي
على عكس النيتروغلسرين (Nitroglycerin), فان التي أن تي لا يتفجر بمفعول الاصطدامات و ذلك يعني أنطلاق عملية تفجره تحتاج الى مفجر (Detonator). و ال تي أن تي لا يمتص الماء و يكون بذلك, على عكس الديناميت, قابلا للتخزين لمدة طويلة دون أن تنقص فاعليته.
يستخدم التي أن تي كوحدة لقيس الطاقة, مثلا فان طاقة قنبلة نووية تقاس بما يعادلها من انفجار كمية معينة من ال تي أن تي. و على سبيل المثال فان قنبلة نووية بقوة 10 كيلوطن (kiloton) لها قوة تعادل انفجار 10 آلاف طن من الTNT.
وتعرف مادة التى أن تي بأنها سامة و قابلة للامتصاص من البشرة
تاريخ التي أن تي
استعمله الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى ضد السفن البريطانية .
وفي الفترة السابقة كثرت الأحاديث التي تعلن عن وجود نباتات تستطيع الكشف عن هذه الألغام، منها ما نشرته جريدة الأهرام المصرية مؤخرا في عددها رقم 43742 عن مشروع النباتات التي تأكل الألغام، وأن “المركز القومي للبحوث” يسعى لنقل هذه الفكرة لتطبيقها في مصر، التي تحتضن أراضيها حوالي 23 مليون لغم!!
لكن المركز قد أغفل تماما دور الدكتور ” طارق عبد الرؤوف البشير” أستاذ الكيمياء الحيوية المساعد بمعهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة المنوفية، الذي شارك في تنفيذ إحدى المشروعات الأمريكية لمكافحة الألغام.
د. طارق أكد في حواره مع “عشرينات” أنه الوحيد الذي له الحق في التحدث حول المشروع، لأنه المصري الوحيد الذي وجهت له الدعوة للعمل بالفريق البحثي القائم به بقسم الميكروبيولوجى وعلم الخلية بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
قضية الألغام الأرضية تشغل بال الكثير من دول العالم والمنظمات الدولية، حيث أن وجودها في أرض دولة معينة يعرقل كافة أوجه التنمية بهذه الدولة، ويعرض الكثير من الأرواح البشرية إلى خطر الموت أو التشوهات والإصابات البالغة، وتقف مشكلتي المساحات الشاسعة وعدم توافر الخرائط عقبة أمام المجهودات المبذولة لإزالة هذه الألغام في الدول التي تحمل أراضيها هذه الألغام.
* وماذا عن مادة T.N.T المفرقعة ؟
مادة T.N.T هي المركب الأساسي في تركيب الألغام وهى مادة مفرقعة شديدة الانفجار وتتسرب تلقائيا من الألغام وتنتشر بالتربة لأنها أقرب إلى الشكل الغازي.
* وما هو سبب إختيارك للمشاركة في هذا المشروع ؟
يرجع اختياري إلى الخبرات والمهارات التي اكتسبتها في مجال البيولوجيا الجزيئية والهندسة الوراثية أثناء إجراء أبحاث الدكتوراه الخاصة بي تحت إشراف الأستاذ الدكتور ( ويليام بيل جيرلى ) أستاذ علم الخلية بجامعة فلوريدا في الفترة من عام 1996وحتى 1998، وهو ما دعا الأستاذ الأمريكي للاستعانة بخبراتي في هذا المجال، فقام بتوجيه الدعوة لي للانضمام إلى فريقه البحثي والمكون من خمس باحثين، بهدف استنباط سلالات نباتية مهندسة وراثيا تستطيع الكشف عن وجود الألغام الأرضية.
* ولماذا تقوم أمريكا تحديدا بمثل هذا المشروع؟
الدافع الأمريكي وراء ذلك المشروع هو دافع سياسي بالدرجة الأولى، حيث تواجه القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان خطر الألغام الأرضية التي زرعها تنظيم القاعدة بين الجبال والصحراء مما يعرض جنودها للموت أو الإصابات أوالتشوهات، وهو ما دعا هيئة الأبحاث المتقدمة بوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلى الاهتمام بفكرة استنباط نباتات تكشف عن وجود الألغام الأرضية، وتمويل هذا المشروع الضخم اشتركت فيه خمس جامعات أمريكية بخمس فرق بحثية، ومن ضمنها جامعة فلوريدا والتي عملت ضمن فريقها البحثي.
* كيف تم العمل في هذا المشروع ؟
بدأ العمل في هذا المشروع بعقد سلسلة من الاجتماعات المطولة وطرح للعديد من الأفكار وعمل تصورات وتخطيط شامل للعمل، وكان الهدف الأساسي واضحا وهو تعديل النباتات وراثيا بأسلوب “الهندسة الوراثية” لتكون قادرة على الإحساس بوجود مادة T.N.T بالتربة الأرضية.
* وما هي الفكرة التي يقوم عليها المشروع ؟
بعد العديد من الدراسات العميقة تبين وجود نظام جينى بالبكتيريا النباتية Agrobacterium الموجودة علي سطح التربة يُمّــكن من التعرف على هرمون نباتي يفرز بواسطة النباتات المُصابة فقط، وعند إحساس البكتيريا النباتية بهذا الهرمون فإنها تنشط وتقوم بمهاجمة النبات المُصاب، وقد اكتشفنا إن التركيب الكيميائي لهذا الهرمون يتشابه مع التركيب الكيميائي لمركب T.N.T ، ومن هنا بدأت الفكرة تختمر في عقول الفريق البحثي بحيث يمكن فصل هذه الجينات المسئولة عن التعرف على الهرمون النباتي من البكتيريا ثم هندستها وراثيا أي تعديلها، ثم نقلها إلى الخلية النباتية لتصبح قادرة على الكشف عن مادة T.N.T.
* وهل نجحت فكرة هذا التعديل الوراثي ؟
بالفعل تم الجزء السابق بنجاح، وتأكدنا من اندماج الجينات البكـتيرية في الخلية النباتية وعملها ، وبعـــد هذا انـتقلـنا إلى الجـزء الثاني من المشروع وهو نوعية ( الإشارة ) التي سيصدرها النبات بعد إحساسه بمادة T.N.T ، وقد توصلنا إلى تلك الإشارة عن طريق التحكم في جين لون الأوراق ، بحيث يتغير لون أوراق النبات من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر القرمزي عند إحساس النبات بوجود مادة T.N.T في التربة الأرضية .
* وما هو التفسير العلمي لذلك ؟
– التفسير العلمي لتلك الإشارة يتلخص في أن هذه النباتات المزروعة في مناطق تحوى ألغاما أرضية تشعر جذورها بوجود مادة T.N.T في التربة، فتصدر إشارة معينة تنتقل إلى الجين المسئول عن لون الأوراق فيتغير لون الورق إلى الأحمر القرمزي ، وبالتالي يكون ظهور الأوراق الحمراء القرمزية دلالة على وجود ألغام أرضية.
* وهل تم تطبيق ذلك فعليا؟
– نعم تم تطبيقها بالفعل على نبات ( ارابيدوبسيس )، حيث أن هذه النباتات تم الكشف عن خريطتها الجينية وتبين أنها تتميز بسرعة نموها وتحملها للعوامل البيئية وملاءمتها للنمو في مختلف البيئات المناخية، فيتم نشر البذور عن طريق طائرات خاصة في المناطق المراد الكشف عن وجود الألغام بها بحيث تحلق الطائرات بالقرب من سطح الأرض ، ثم يتم رصد لون الأوراق عن طريق الأقمار الصناعية .
وقد تمت تجربة تلك النتائج بنجاح في صحراء تكساس الأمريكية بمساعدة وكالة ناسا للفضاء التي رصت النتائج عن طريق الأقمار الصناعية ، والمشروع لا يزال قائما ويثبت نجاحه يوما بعد يوم .
* كيف يمكن استغلال المشروع وتطبيقه علي الدول التي تعاني من انتشار الألغام على أراضيها ؟
– أتمنى أن تستفيد دول العالم من هذا المشروع عن طريق الاتفاقات الدولية مع الولايات المتحدة الأمريكية لأن المشروع ممول من وزارة الدفاع الأمريكية وبالتالي فهي الوحيدة المسئولة عن حق استغلاله، لذا فتطبيق هذا المشروع يتطلب تعاونا دوليا لأنه يحتاج نظاما زراعيا متقدما وطائرات خاصة وأقمار صناعية وهو مالا تتحمله دوله بمفردها.
* وماذا عن تطبيقه في مصر؟
مصر تحتضن أراضيها حوالي 23 مليون لغم تمثل 20% من ألغام العالم، تتوزع بين الصحراء الغربية وسيناء حسبما تشير الإحصائيات ويزيد من خطورتها عدم امتلاك مصر لخرائط هذه الألغام التي يرجع تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية.