هذا الثرى الذي تدوسه أقدامنا، أطفالا عندما
نخطو خطواتنا الأولى المتعثرة.
تردد أجواؤه صدى ضحكاتنا صغارا .
تروي أرجاؤه قصة طموحنا و نجاحنا كبارا.
هذا الوطن الذي نحس أننا منه، ومن ترابه
جبلنا، وإلى ترابه نعود ما أقوى حبه.
لقد علمتني الحياة أن أوطان الناس هي قطع من
أكبادهم وهم لا يعلمون، فإذا ما اقتطعت عاشوا مفتتي الأكباد.
و هكذا أتمنى لو أستطيع أن أهمس في أذني كل
مخلوق،اعتن بوطنك ، اعتن بكبدك قبل أن تعطب ، لأجله يصبح الجبان شجاعا ، لأجله
نرحب بالموت أكره شيء لدى الحي.
لن أومن يوما إلا بالجزائر وطنا، أحمل حبها
في أحشائي، أذكر اسمها،فيهيج شعوري ويزداد ارتباط بها.
الجزائر نجمة غالية في سماء عالية.
الجزائر جوهرة ثمينة تزين أيديكم الجميلة.
الجزائر لؤلؤة كريمة تدفن في قلوبكم الرحيمة.
الجزائر حمامة بيضاء…..هي الأمان……هي السلام.
جزائر يا قبة زرقاء يعمها الصفاء.
جزائر يا وردة حمراء ساكنة في روضة خضراء.
جزائر يا شمعة ضياء في دامس الظلماء.
جزائر أحبك كحب الأرض للمطر.
جزائر أحبك كحب العصفور للوكر.
جزائر أنت نور ينبعث من القمر.
جزائر أنت نسيم يغذي الروح ويسعد البشر.
جزائر إن كنت وردة فأنا غصنك……
جزائر إن كنت سماء فأنا أرضك …..
جزائر إن كنت سفينة فأنا مرساك……
جزائر إن كنت ذاكرة فأنا ساكنها…….
جزائر لو كنا شموسا لما بخلنا عليك بالضياء
جزائر لو كنا بحارا لتجاوزنا حد السخاء.
جزائر لو كنا مدادا لنظمنا عنك شعرا كله
ألحان.
جزائر لو كنا كلمات لألفنا لك نثرا كله
امتنان.
هذه الأرض الطاهرة طهر لغتها ودينها……
هذه التربة اللينة التي ارتوت، وما زالت
ترتوي بدماء زكية …..
يعز على من افتداها بالأمس، أن تغتصب
عذريتها….
يرفض من أحبها بالأمس، أن تدنس كرامتها……
لن يقبل من عتقها بالأمس، أن تستعبد اليوم .
في الجزائر أحفاد المليون ونصف المليون شهيد
……..
في الجزائر أحفاد لعبد القادر و عبد
الحميد…….
في الجزائر أحفاد لجيل نوفمبر(ديدوش ،بن
المهيدي وآخرون…)
في الجزائر أبناء شربوا و رضعوا حبهم حتى
الثمالة، فاسلموا وجوههم لرب الجلالة.
في الجزائر أبناء لم يؤمنوا إلا بالجزائر وطنـــا
وأمــــا.
في الجزائر أبناء لم يحفظوا من القصائد إلا
قصيدة الجزائر،فجعلوا منها أنشودة وغنوة تملأ رحبهم ايقاعا جميلا .
وطني …… بلادي كيف يستهزؤون بك، وأنت
أعظم من كل كلمة.
بلادي…..أنت البذرة في تربيتي .
أنت النور في عيني .
أنت الحب في وجداني .
فهل لنا وطن غيرك يا بلادي .
جزائر إن الحياة فترة….. والعمر زهرة…..
والمحبة ذكرى……
تمضي الفترة……وتذبل الزهرة……وما تبقى
إلا الذكرى……
وعيب الحياة أنها ذكريات…..و عيب الذكريات
أنها لحظات ….وعيب اللحظات أنها لن تعود .
فإليك يا جزائر أعز ما عندي في الوجود، فحبي
واخلاص لك ليس لهما حدود ولن أنساك إلى اليوم الموعود.
bazaf hhh