السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه مما عمت به البلوى في هذه الأيام ضعف الكتابة وتعلم قواعد الإملاء العربي، فأصبحتَ لا تجد صفحة من صفحات المنتديات خالية من خطأ في تاء مفتوحة أو مربوطة ( وجزاكي وإياكي) وغيرها كثير وهذا غيض من فيض؛ والأدهى والأمر منها ما تجده في غرف الدروس، وهي أخطاء يندى لها الجبين، لهذا كان من اللازم أن نقوم بدروس لتعلم هذه القواعد، وهي سهلة بسيطة إن شاء الله لمن تتبعها ووعاها. وحتى نبدأ في الموضوع لابد من مقدمة وجيزة عن الخط العربي ونشأته وأقسامه. ثم فيما بعد نشرع في وضع الدروس كل درس على حدة ويكون كل درس مصحوب بتطبيق يخدم القاعدة المذكورة.
نشأة الكتابة العربية:
كان التدوين كثيرا في البلاد العربية المتحضرة كاليمن والحيرة، وقليلا في بلاد الحجاز. فالحميريون في اليمن دونوا كثيرا من أخبارهم وحوادثهم ونقشوها على الأحجار ولا تزال آثارهم في ذلك تتكشف بين حين وحين.
وفي الإسلام كانوا يكتبون على الرقاع والأضلاع وسعف النخل والحجارة الرقاق البيض. ويروى أيضا أن أول من خط بالعربي الواضح “مرامر بن مرة” وكان يسكن الأنبار إلى أن ظهر علماء الكوفة واشتغلوا باستنباط القواعد لهذا الخط فسمي بالخط الكوفي، ثم تبعهم بتدوينه علماء البصرة، ومن الأنبار انتشرت الكتابة في العرب ثم جاء ابن مقلة فنقل الكتابة في الخط الكوفي إلى هذه الصورة وبعده ابن البواب.
كانت الكتابة خالية من الشكل والنقط وبذلك تستوي عندهم كلمتي (قال ومال)، والواضع لبعض النقط هو “أبو الأسود الدؤلي” وذلك عندما فشا اللحن ، وكان هذا النقط يعتمد على حركة الحرف، فالفتحة تكون بنقطة من أعلى، والضمة تكون بنقطة بين يدي الحرف، والكسرة تكون بنقطة تحت الحرف
وكان أول من وضع النقط “نصر بن عاصم” و”يحيى بن يعمر” تلميذا أبي الأسود، غير أنهما كانا يرسمان نقط الشكل بمداد يخالف مداد النقط، وقسما الحروف إلى مهملة وعنوا بها الحروف الخالية من النقط وحروف معجمة وعنوا بها الحروف الحاوية على نقط، والحروف المهملة هي: أ، ح، د، ر، س، ص، ط، ع، ك، ل، م، هـ، و .
والحروف المعجمة: ب، ت، ج، خ، ذ، ز، ش،ض، ظ، غ، ف، ق، ن، ي، وأول من وضع الشكل الذي نرسمه الآن هو “الخليل بن أحمد الفراهيدي” فجعل للفتحة ألفا صغيرة توضع فوق الحرف، وجعل الكسرة رأس ياء صغيرة تحته، وللضمة واوا صغيرة فوقه، وكرر الحرف الصغير عند التنوين. ووضع للهمزة رأس عين ولألف الوصل رأس صاد فوقها، وللمد ميم صغيرة متصلة بجزء من الدال، ثم تفنن أتباع “الفراهيدي” من بعده وغيروا بعض الأشياء في الحرف.
أنواع الكتابة:
للكتابة ثلاثة أنواع
1 ـ كتابة المصحف: ويكتب على ما كتب في المصحف الإمام وإن خالف القواعد، مثل اتصال التاء بحين في قوله تعالى (وَلاَ تَحِينَ مناص) ولكن هذا سنة متبعة مقصورة على القرآن الكريم وحده.
2 ـ كتابة العروضيين: وتكتب حسب الملفوظ بها دون التقيد بالقواعد وهذه مختصة بالكتابة العروضية لا يتعداه إلى غيرها.
3 ـ الكتابة الاصطلاحية: وهي الكتابة السائدة بين الكتاب وبني التي وضعت القواعد من أجل ضبطها وتثبيتها، والتي استمدت قواعد الإملاء فيها من علماء البصرة والكوفة ومن بعض كلمات المصحف الإمام والنحو.
بعض التعريفات:
الخط: هو القواعد الهندسية لكتابة الحروف لكي تكون حسنة الشكل إفرادا وتركيبا
التحرير: هو إجادة الكتابة وإحكامها بتقويم حروفها وإصلاح سقطها بحيث ينسج الكاتب على القواعد والمواد التي وضعها علماء اللغة
الإملاء: هو إملاء قارئ وكتابة سامع، وإملاء أو إملال لا فرق في ذلك في اللغة.