هذا النص عن علم العروض والقافية يتعلق بالقصائد العمودية القديمة ولا علاقة له بالتغييرات التي دخلت حديثا على الشعر العربي.
معلومات عامة
– واضع علم العروض هو الخليل بن أحمد.
– العروض هو ميزان الشعر يعرف به مكسوره من موزونه وهو علم يبحث فيه عن أحوال الأوزان المعتبرة .
– ينقسم كل بيت شعري إلى شطرين أو مصراعين.
– بحر الخبب أو المتدارك وضعه الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مُسعدة. وسائر البحور وضعها الخليل بن أحمد.
– التفعيلة التي في آخر الشطر الأول من البيت الشعري تسمى العروض والتفعيلة التي في آخر الشطر الثاني تسمى الضرب وما عدا ذلك يسمى الحشو.
مثال على ذلك
يا فؤادي لا تسل أين الهوى
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن
فاعلن أعلاه تسمى العروض
كان صرحا من خيال فهوى
فاعلاتن فاعلاتن فعلن
فعلن في الشطر الثاني من البيت تسمى الضرب
بقية التفعيلات (فاعلاتن) تسمى الحشو
– التغيير الذي يحدث في الحشو يسمى الزحاف والذي يحدث في العروض والضرب يسمى العلة وهي ملزمة ، بمعنى أنك إذا أوردتها في مطلع القصيدة يجب عليك الالتزام بها في بقية الأبيات.
– التصريع هو أن يجانس الشاعر بين شطري البيت الأول في القصيدة أي يجعل العروض مشابها للضرب وزنا وقافية .
– يجوز أن يستخدم التصريع في القصيدة الواحدة أكثر من مرة إذا كانت القصيدة مقسمة إلى فقرات .
تقطيع البيت إلى وحدات صوتية
أي كتابته حسبما يلفظ وهو ما يسمى بالكتابة العَروضية مثل :
دخلتك والأصيل له ائتلاق
تكتب كالتالي :
دخلتك ول أصيل لهؤ تلاقنْ
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
من البحر الوافر
– الزحاف تغيير يحدث في حشو البيت غالبا وهو خاص بثواني الأسباب ومن ثم لا يدخل في الأوتاد ، ودخوله في البيت من القصيدة لا يستلزم دخوله في بقية أبياتها .
– العلة العروضية : كل تغيير يطرأ على تفعيلة العروض أو الضرب وإذا ورد في أول بيت من القصيدة التزم في جميع أبياتها.
– الزحاف المزدوج : هو اجتماع زحافين في تفعيلة واحدة ، مثل مستفعلن في بحر الرجز بحيث تجوز أن تصبح متعلن بحذف السين والفاء ويصبح تقطيعها كالتالي: ن ن ن ــ ، وتكون فاصلة كبرى (خمسة حروف آخرها ساكن والبقية متحركة.
– الزحاف الجاري مجرى العلة : زحاف يدخل على العلة وقد يكون وحده في التفعيلة أو يصاحبه نوع من أنواع العلة .
– العلل الجارية مجرى الزحاف : تغييرات تطرأ على بعض مقاطع التفعيلة في الحشو لكنها لا تحدث في الأسباب ولكن في الأوتاد .
– إذا كان الشعر بيتا واحدا سمي يتيما وإن كان بيتين أو ثلاثة سمي نتفة ، وإن كان أربعة أو خمسة أو ستة سمي قطعة، وإن كان سبعة أو أكثر سمي قصيدة . ويطلقون كلمة قصيد على كل ما طالت أبياته وكثرت .
– يسمى النصف الأول من البيت صدرا والثاني عجزا وكل منهما مصراعا أو شطرا .
– قد يشترك مصراعا البيت في كلمة واحدة يكون بعضها في الصدر وبعضها في العجز فيسمى البيت مدرجا أو مداخلا أو مدورا .
– أهم مقومات القصيدة العربية وحدة القافية ووحدة الوزن.
– حشو البيت : جميع تفعيلات البيت ما عدا العروض والضرب. والتغيير الذي يحدث في الحشو يسمى زحافا أما الذي يحدث في العروض والضرب فيسمى علة.
– القافية : هي المقاطع الصوتية التي تكون في أواخر أبيات القصيدة أي المقاطع التي يلزم تكرار نوعها في كل بيت
حروف القافية
تتكون القافية من حرف أساسي ترتكز عليه يعرف باسم ” الروي ” . والروي هو آخر حرف صحيح في البيت ترتكز عليه القصيدة . وهو عماد القافية ومركزها وما عداه من الوصل والردف والتأسيس والخروج يدور حوله .
والروي اقل شيء تتألف منه القافية إن كان ساكنا فإذا زاد الشاعر شيئا آخر فلهذه الزيادة اصطلاحات . أولا : الوصل : وهو حركة المد المتولد عن إشباع حركة الروي بحركة مد أو هاء ساكنة فيكون ألفا أو واوا أو هاء ساكنة أو محركة . مثال الهاء الساكنة وصلا :
بيض الحمائم حسبهنهْ
إني أردد سجعهنهْ
ثانيا : الخَروج : حركة هاء الوصل ـ إشباعها ـ مثل شبابهُ تلفظ ( شبابهو) فالواو التي نتجت عن إشباع الهاء تسمى خَروجا . فالواو والياء والألف التي تنتج عن الإشباع تسمى خَروجا .
ثالثا : الرِدف : حرف مد أو لين قبل الروي مباشرة مثل ، أوطان ، هيمان ، جوعان ، تعبان سواء كان هذا الروي ساكنا أو متحركا .ويجب على الشاعر متى بدء قصيدته باستخدام الردف أن يلتزم به طوال القصيدة وإلا اعتبر ذلك عيبا من عيوب القافية يسمى “سناد الردف ” . مثال على قصيدة مشتملة على ردف وروي ووصل وخَروج
نجا وتماثل ربانها
ودق البشائر ركبانها
تحول عنها الأذى وانثنى
عباب الخطوب وطوفانها
الألف قبل النون للتأسيس ، والنون هي الروي والهاء هو الوصل والألف هي الخَروج .
رابعا : التأسيس : حرف مد بينه وبين حرف الروي حرف صحيح مثل ، حاجب ، صاحب ، شبابه ، عتابه .. الخ فالألف هنا تسمى التأسيس والروي هو الباء والحرف الواقع بين الروي وحرف التأسيس يسمى الدخيل .
الدخيل : هو الحرف الذي يفصل بين الروي وحرف الألف الذي يسبقه ولا يشترط في الدخيل اتحاد النوع .ولكن وجود التأسيس يستلزم وجود الدخيل ،والعكس صحيح .
قد يجتمع التأسيس والدخيل والروي والوصل والخروج في قافية واحدة مثل قول بشارة الخوري :
قف في ربى الخلد واهتف باسم شاعره
فسدرة المنتهى أدني منابــــــره
وإن كانت الألف من كلمة أخرى سابقة والكلمة التي فيها الروي منفصلة عنها بمعنى أنها ليست ضميرا فلا تسمى تأسيسا ولا تلزم . أما إذا كانت منفصلة والروي ضمير أو جزء من ضمير مثل حياتي ، هما فيصح التأسيس .
الحروف التي لا تصلح أن تكون رويا إلا بشروط
الحروف التي لا تصلح أن تكون رويا : حروف المد الثلاثة والهاء ، والتنوين ” تنوين الترنم ” كقول جرير :
أقلي اللوم عاذل والعتابن
وقولي إن أصبت لقد أصابن
الأحرف التي تصلح رويا ووصلا بقيود هي : الألف والواو والياء والهاء وتاء التأنيث وكاف الخطاب . فأن التزم الشاعر ما قبلها كان ما قبلها رويا وإلا كانت هي الروي .
تصلح الألف للروي والوصل إن كانت أصلية وكان ما قبلها مفتوحا ولم يلتزم الشاعر ما قبلها كروي . حينها تسمى قصيدة مقصورة ، أما إذا التزم الشاعر ما قبلها كروي أصبحت الألف وصلا . والألف غير الأصلية هي ألف التثنية وألف الإطلاق وهو الحرف المتولد عن إشباع الحرف مثل له ويلفظ لهو ، والألف المنقلبة عن نون التوكيد الخفيفة وكذلك ألف أنا وألف ها الغائبة مثل لها . وإليك مثال لقصيدة لخليل مطران المقصورة :
ولقد علوت سراة أدهم لو جرى
في شأوه برق تعثر أو كبا
يجري على عجل فلا يشكو الوجى
قدَّ النهار ولا يمَلُّ من السرى
وإليك مثال عن الروي الحرف الذي قبل الألف والألف وصل .
قال أبو العلاء المعري
منك الصدود ومني بالصدود رضا
من ذا علي بهذا في هواك قضى
بي منك ما لو غدا بالشمس ما طلعت
من الكآبة أو بالبرق ما ومضا
إذا الفتى ذم عيشا في شبيبته
فما يقول إذا عصر الشباب مضى
وقد تعوضت عن كل بمشبهه
فما وجدت لأيام الصبا عوضا
جربت دهري فما تركت
لِيَ التجارب في ود امرئ غرضا
تصلح الياء كروي ووصل إن كانت أصلية وما قبلها مكسورا ولم يلتزم الشاعر ما قبلها . والياء غير الأصلية هي ياء الإطلاق وياء المتكلم مثل ياء عني .
وإذا التزم الشاعر ما قبلها كان رويا وكانت الياء وصلا حتى لو كانت أصلية .
وإن كانت الياء أصلية متحركة ـمع تحرك قبلها أو سكونه ـ تعين أن تكون الياء رويا ومثال قول شوقي :
أولا : مثال الياء المتحركة مع تحرك ما قبلها :
وما العشق إلا لذة ثم شقوة
كما شقي المخمور بالسكر صاحِيا
ثانيا : مثال الياء المتحركة وما قبلها ساكنا :
جبريل أنت هدى السماء وأنت برهان العنايةْ
ابسط جناحيك اللذين هما الطهارة والهدايةْ
تصلح الواو للروي والوصل إن كانت ممدودة أصلية وكان الحرف الذي قبلها مضموما ولم يلتزم الشاعر ما قبلها .والواو غير الأصلية هي واو الإطلاق وواو الجماعة والواو اللاحقة لضمير الجمع مثل شعارهمُ وتلفظ شعارهمو .
تصلح الهاء أن تكون رويا ووصلا إن كانت أصلية من بنية الكلمة وكان ما قبلها محركا ، وما عدا ذلك تكون وصلا . والهاء ثلاثة : هاء السكت وهاء الضمير الساكنة ، وهاء الضمير المتحركة . والهاء بعد الردف تكون رويا مثل أتاها وبناها الخ ، وإن كانت الهاء للسكت أو هاء الضمير أو تاء التأنيث الساكنة التي تنطق هاء فأنها في هذه الحالة تكون وصلا لا رويا .
وإن كان قبل الهاء حرف مد أو لين تكون الهاء هي الروي وما قبلها ردفا مثل :
فلا كان بانيها ولا كان ركبها
ولا كان بحر ضمها وحواها
تاء التأنيث والمقصود تاء التأنيث المتحرك ما قبلها ـ أي التي ليس قبلها مدة مثل زلت ، استحلت ، تخلت ـ فإذا لم يلتزم الشاعر الذي قبلها اعتبرت رويا سواء كانت محركة بالكسر أو بياء المتكلم واعتبرت حركتها هي الوصل وإذا التزم الشاعر ماقبلها رويا كانت وصلا وحركتها خروجا .
كاف الخطاب التي لم يكن قبلها مد والتزم الشاعر ما قبلها رويا كانت وصلا وإلا أصبحت هي الروي .ويجوز اعتبارها في المثال الأول رويا كذلك . أما إذا سبق الكاف حرف من أحرف المد الثلاثة فإنه يتعين أن تكون الكاف رويا ..
القافية وحركاتها
القافية المقيدة ، هي ما كانت ساكنة الروي سواء كانت مردفة أم خالية من الردف .
القافية المطلقة : هي ما كانت متحركة الروي وسواء وصلت بهاء الوصل ( ساكنة أم متحركة ) .
القافية : هي المقاطع الصوتية التي تكون في أواخر ابيات القصيدة أي المقاطع التي يلزم تكرار نوعها في كل بيت .
الحروف التي تشتمل عليها القافية بوضع معين هي ستة : الروي ، الردف ، الدخيل ، التأسيس ، الوصل والخَروج .
إذا بدأ الشاعر القافية بردف في أول بيت عليه أن يلتزم ببقية الأبيات وهي قسمان ، ردف بالألف وردف بالياء والواو .
حركات القافية
أولا : المجرى : حركة الروي المطلق كفتحة الميم من صاما أو كسرة اللام من على الجبلِ
ثانيا : النفاذ : حركة هاء الوصل كفتحة الهاء في شعارها الخ
ثالثا : الحذو : حركة الحرف الذي قبل الردف .
رابعا : الإشباع : حركة حرف الدخيل .
خامسا : الدس : حركة ما قبل التأسيس .
سادسا : التوجيه : حركة ما قبل الروي المقيد .
أهم عيوب القافية
أولا : التضمين : أي ألا يستقل البيت بمعنا .
ثانيا : الايطاء : إعادة كلمة الروي بلفظها ومعناها بعد سبعة أبيات أو أقل .
ثالثا : الإقواء : اختلاف حركة الروي المطلق كأن تكون مرفوعة وتم كسرها .
رابعا : السناد : وهو اختلاف ما يراعى قبل الروي من الحروف والحركات . والسناد نوعان الأول سناد التأسيس والثاني سناد الردف. خامسا : سلامة القافية ، وهي أن تخلو من اختلاف الحركة التي قبل الروي
دوائر العروض
الأولى : دائرة المختلف ونسميها دائرة الطويل وتشمل على ثلاثة أبحر هي الطويل والمديد والبسيط .
الثانية : دائرة المؤتلف ونسميها دائرة الوافر وتشمل على بحرين هما الوافر والكامل.
الثالثة : دائرة المجتلب ونسميها دائرة الهزج وتشمل على ثلاثة أبحر هي الهزج والرجز والرمل .
الرابعة : دائرة المشتبه : ونسميها دائرة السريع وتشمل ستة أبحر هي : السريع والمنسرح والمضارع والخفيف والمقتضب والمجتث .
والخامسة : دائرة المتفق ونسميها دائرة المتقارب وتشمل بحرين هما المتقارب والمتدارك .
تتكون مقاطع كل دائرة من أسباب وأوتاد .
المقاطع العروضية
1- السبب الخفيف: يتكون من حرفين أولهما متحرك وثانيهما ساكن مثل: عن قد هل الخ.
2- السبب الثقيل: يتكون من حرفين متحركين مثل: لَكَ
3- الوتد المجموع: يتكون من ثلاثة أحرف الثالث فيها ساكن والآخران متحركان مثل: إلى، على، مضى، قضى، مشى
4- الوتد المفروق: يتكون من ثلاثة أحرف ثانيها ساكن والآخران متحركان مثل: بَيْنَ، أين، قام، سوف، لان الخ
5- الفاصلة الصغرى: تتكون من أربعة حروف أخرها ساكن مثل: لعبت، سألت، ضحكت الخ
6- الفاصلة الكبرى تتكون من خمسة حروف آخرها ساكن مثل: غَمَرَنا، شجرةٌ