important enzyems
يسمع الناس الكثير عن الفيتامينات والمعادن والهرمونات إلخ من عناصر الغذاء الرئيسية ، وهي الكربوهيدرات ، البروتينات ، النشويات ، ولكن هناك عنصر آخر مهم جدا إستفاد منه الأقدمون ونسيه الحاضرون ، لاتجده إلا في الخضار والفواكه الطازجة وجنين الحبوب ألا وهي …الأنزيمات ، فما هذه الأنزيمات ؟
الإنزيم هو بروتين خاص لاتجده إلا في النباتات واللحوم الطازجة ، وله دور كبير في هضم الطعام وبناء البروتين في العظام ، ويساعد في إزالة السموم من الجسم و في أداء مهامه الطبيعية ، لذا فهو يدخل في جميع العمليات الحيوية الجسمانية ، وهو يساعد في تغيير وتركيب المواد المختلفة في الجسم دون أن يتغير هو .
وهذه الأنزيمات توجد في الأغذية الطازجة غير المطبوخة ، فإذا ما طبخت ماتت الأنزيمات على الرغم من وجودها ماديا لكنها بلا طاقة ولا حياة !! والبيضة مثل جيد على ذلك ؛ فحين تسلق البيضة تتغير إلى الصورة المعهوده وتصبح ( ميتة ) !!
وهذا مثل آخر لتوضيح الصورة : خذ بذرتين من اي نوع كان – أطبخ واحدة عدة دقائق وأبق الأخرى كما هي ثم ازرع الإثنتين – ماذا يحصل ؟ لقد فقدت البذرة المغلية شيئا هاما … ما هو ؟
لو تأملنا مأكولاتنا بشكل عام لوجدناها مطبوخة في الغالب ، والجسم خلق عجيب ينمو ويدافع ويعمل ويعالج نفسه ويقاوم الأمراض إلا أنه مع الأحمال الثقيلة التي يعاني منها مثل وجود التلوث الكيماوي في الكثير من الأطعمة والاشربة وحتى الهواء ، وبدون مدد من الأغذية الطازجة المحتوية على الأنزيمات تجده بدأ ينهزم ويفشل مما يساعد في تولد الأمراض المختلفة .
وباختصار نقول: إنا نعيش في فترة المأكولات التي تفتقد طاقة الحياة .
فإن لم تدعم جسمك بالطاقة الحية فإنه سيستنفذها من داخله مما يضعف مناعته الداخلية .
لذا ينبغي ادراك معنى القول : ليس المهم ماذا تأكل ، ولكن المهم مالذي تهضمه وتستفيد منه !!
فالأنزيمات الطبيعية الموجودة في الخضار مسئولة عن 75% من عملية هضم الأطعمة في الأمعاء مما يوفر كثيرا من الجهد والطاقة على أمعاء الإنسان .
ولنا ان نتساءل : لماذا يبلغ وزن بنكرياس الإنسان ضعف وزن بنكرياس الثور أو الحصان ؟(بالرغم من الفارق العكسي في وزن الأجسام ).
والجواب يظهر لك مما شرحناه آنفا : إن على بنكرياس الإنسان أن يضاعف حجمه وجهده لتعويض نقص الأنزيمات في الأطعمة المطبوخة التي يتناولها يوميا !
وهناك أدلة واضحة على أن الأمعاء تفرز كميات أكبر من الإنزيمات لهضم الأطعمة المطبوخة عن تلك التي تفرزها لهضم الخضار الطازجة والفواكه . لذا فإن تناول الأغذية الخضراء الطازجة يساعد الجسم في إتمام عملياته الحيوية بشكل أكثر راحة وسهولة .
وهناك العديد من الأمراض التي له علاقة بالنقص الحيوي للأنزيمات مثل : السمنة / أمراض الدورة الدموية / سوء الهضم / السرطانات في الجهاز المعوي .. الخ ، وهناك ربط بين مستوى سكر الدم وهذه الأنزيمات ، إذ تشير الدراسات في أمريكا إلى وجود 100 مليون أمريكي يعانون من هبوط في سكر الدم !! مما يولد فتورا في الجسم وكآبة في النفس وكسلا في العمل ، والحلّ يكون في تناول الأنزيمات المتوفرة في الأطعمة الطازجة .
وقد تم ملاحظة أن الأغذية المطبوخة التي تحتوي على النشويات ترفع سكر الدم بسرعة لسهولة هضمها ثم يهبط السكر بسرعة بفعل الانسولين ، بينما يكون الإرتفاع والإنخفاض بطيئا ومتوازنا في حال تناول الأغذية الطبيعية الطازجة .
وقد لاحظ مسئولو حدائق الحيوان في اوروبا وامريكا؛ أن الحيوانات التي تتغذى على طعام البشر تصاب أيضا بالأمراض البشرية !! مثل امراض الغدة الدرقية ، فقر الدم ، إلتهاب القولون ، وأمراض الكبد ، والمفاصل ، بالإضافة إلى أمراض الدورة الدموية . أما الحيوانات التي تترك لغذائها الطبيعي فإنها تعيش حياتها الصحية الطبيعية ، حتى الذئاب والضباع التي تأكل لحوم الميتة فإنها تترك اللحم فترة من الوقت حتى تبدأ الأنزيمات الموجودة طبيعيا في اللحم بتفسيخ اللحم تدريجيا ثم تبدأ بعدها بالأكل .
ويبدو أن الأسكيمو في بيئتهم الصعبة فهموا هذا السر منذ قرون وهو مايدعى بـ High Fish – السمك العالي – فهم يدفنون السمك الذي تم صيده حديثا لمدة زمنية محدده حتى يبدأ بالتفسخ المبدأي ثم يأكلونه .
وهم يعلمون أنه إذا أكلت كلابهم العاملة معهم سمكا طازجا مباشرة بعد صيده فإنها تبدأ بالهزال خلال أشهر البرد القارس .
بينما إذا تناولت " السمك العالي" فإنها تسمن وتعمل بشكل أفضل بكثير، ومن هنا نفهم كيف يعيش هؤلاء القوم في هذه الظروف الصعبة بصحة جيدة جدا .
وهناك علاقة مباشرة بين مقدار الأنزيمات الحية المتناولة وبين قوة جهاز المناعة لدينا ، إذ أن الخلايا البيضاء تحوي وتفرز عدة أنواع من أنزيم الأميليز ( Amylase ) والذي يقوم بدور قاتل الجراثيم ، ويمنع الشرايين من الإنغلاق والمفاصل من التيبس ، ومع أن البنكرياس يفرز كميات كبيرة من الأنزيمات فقد أظهرت الأبحاث أن الأنزيمات تفرز من أنسجة مختلفة في الجسم ، ولذا فإنه بعد تناول الطعام المطبوخ تزداد الحاجة للأنزيمات الهاضمة في الجسم فإن عدد الخلايا البيضاء في الجسم يزداد مساعدة منها في زيادة عملية الهضم ، لذا فإن تناول الطعام الطازج يخفف العبء عن هده الخلايا البيضاء ( وهي عنصر مهم في جهاز المناعة ) وهنا نفهم ضرورة إعطاء المريض وجبات من الأغذية الطبيعية لمساعدة جهاز المناعــة لديه .
وهناك حالات مستعصية شفيت عن طريق إعطاء الأنزيمات الحية من عدة امراض مثل : السرطان والسكري والإلتهابات الفطرية والحساسية .
والكثير من الأعشاب إذا تم عصرها وشربها فإنها تعطي كمية مركزة من الأنزيمات الحية للجسم مما يساعده في شفائه من أمراضه .
وقد أقر علماء الطبيعة أن جميع الفيتامينات توجد في الأعشاب الخضراء المختلفة ، وصرح الدكتور " إيرل ثوماس " ( خبير عشبة القمح ) بأن عصير عشبة القمح الخضراء يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان للصحة المثالية .
ولذلك فإن العلاج بعشبة القمح بعتبر طريقة ناجحة في معالجة الجسم الذي يعاني من نقص التغذية ، ويقوي الجهاز العصبي ويبني الجسم .
وإذا لم تتوفر لديك آلة عصر عشبة القمح اليدوية ( غير كهربائية ) فيمكن مضغ عشبة القمح بسهولة ، وستعجب من مفعول مقدار قبضة من هذه العشبة فهي ستنشط جسمك ( علما بأن لاينبغي تناول اي طعام قبلها أو بعدها بنصف ساعة ) ، وهذا يقودنا إلى الحديث عـن:
" البذور المنبتة " :
فهذه الحبوب الصغيرة تستطيع فعل الكثير في تحسين صحة الإنسان ومعالجته من أمراضه ، فهي تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن والأنزيمات الحية وهي سهلة الهضم ، ويمكن زراعتها في البيت بعيدا عن الأسمدة الكيماوية .
والفصفصة ( البرسيم الحجازي- الفافا ) واحدة من أعظم البذور التي يمكن إنباتها ولها دور كبير في التغذية ، وهي سهلة الزراعة ، سريعة النمو ، سريعة تكوين الكلوروفيل ، وأوراقها تحتوي على الحديد وفيتامين (K) .
ويمكن تناول أوراقها بين حين وآخر وطعمها ليس سيئا .
والفصفصة تزرع تجاريا ليس فقط لتغذية البهائم وإنما أيضا لفوائدها الطبية وبذورها ولإنتاج الكاروتين والكلوروفيل .
كما أنها تزيد من تركيز النيتروجين في التربة التي تزرع فيها .
والفصفصة المنبتة لاتستعمل في السلطات فقط بل تستعمل في السندويتشات والخبز أيضا .
إن عملية الإنبات تنشئ عمليات كيماوية حيوية ونشاط أنزيمي هائل لامثيل له ولانجده في عمليات النبت المتأخرة ، فالبذور النباتية تحوي غذاء شبه مهضوم بفعل الأنزيمات ولذا فهي تعتبر مثالية للغذاء ، والأنزيمات فيها تكون مركزة إلى درجة كبيرة بحيث تفيد عمليات الأيض ( Metabolism ) في الجسم بصورة واضحة .
وإليك هذه المعلومة :
100 جرام من فول الصويا المنبت تحوي الكميات التالية من فيتامين ( C) بحسب عمرها :
العمر بالساعات كمية فيتامين C ملغم / 100 جم
0 0
24 8.2
48 27.2
72 71.8
96 82.9
120 102.8
والنقطة المهمة الثانية هي النشويات :
فالحبوب بعد إنباتها تصبح أقل مخاطية ، ونشاط الأميليز يزداد سبعة أضعاف في الستة الأيام الأولى مما يكسر معظم النشويات إلى نشويات صغيرة بسيطة ، وفي بعض المنبتات ، وفي أثناء عملية ( الايض ) تتحول النشويات إلى سكر الجلوكوز والفركتوز مثل ذلك الموجود في الفواكه .
والنقطة المهمة الأخرى هي إستعمال المنبتات كأطعمة " بقاء" إذ قد تحصل مجاعات في العالم ، حينئذ تكون البذور المنبتة خير معين للإنسان في بقائه على قيد الحياة بصحة جيدة .
فمثلا : ملعقة واحدة من بذور الفصفصة يمكنها تزويدك بمنبتات لصحن سلطة كبير ، نفس البذور لو طبخت بدون تنبيت فهي لا تكفي لسد أي جوع، بينما يقوم ( 25كيلو ) من بذور الصفصفة بتزويد عائلة متوسطة العدد بكمية سلطة لمدة سنة كاملة .
كما أن هذه البذور المنبتة تعطي مناعة جيدة للجسم وتصبح نزلات البرد وأمراض الشتاء خفيفة جدا .
كما أن الحالة النفسية مهمة جدا ولها علاقة وطيدة بمناعة الجسم، فالضغوط والتحديات اليومية ينبغي النظر إليها بصورة إيجابية فلا نعتبرها إحباطا بل نعتبرها تغييرا !! بانتظار أن نكسب الأجر والخبرة فننال الجائزة يوم القيامة .
طرق التنبيت :
1- طريقة الوعاء المقلوب والشاش.
إنقع البذور في الماء لمدة 6 ساعات وهي مغطاة .
لف البذور بشاش مبلول وإقلب فوقة وعاء لإبقاء البذور في الظلام، ثم بلل القماشة مرتين يوميا . فتنبت البذور خلال 2-4 أيام
وحين يصل طول الجزء النابت نحو نصف سنتيمتر ضعها في الشمس ليصبح لونها أخضر . ثم بللها وضعها في الثلاجة وإبدأ بأكلها بأسرع وقت .
2- الصواني المنبتة ( صواني التنبيت ) :
وهي عبارة عن صينية بغطاء وقاعها يحتوي شبكة لإخراج الماء .
وبعد إنبات البذور كما في الخطوة رقم 1 توضع في هذه الصينية وتغطى بالغطاء لمنع الضوء ، وتبلل البذور من حين لآخر ثم يرفع الغطاء بعد يومين فتخضر النبتات.
إن أهمية هذا الصواني ينبع من فكرة أن البذور النابتة لها مجال مغناطيسي خاص بها بحيث تنمو باتجاه وبشكل خاص متاح لها كما خلقه الله مما يعطيها النماء المثالي في حال عدم تحريكها من مكانها ( الإكتفاء بسقيها فقط ) .
3- أكياس التنبيت : يمكن عملها من القطن أو الخيش.
تبلل البذور ثم توضع في هذه الأكياس والتي تبلل بدورها 3 مرات يوميا، فنجد انها تنبت خلال 3 أيام من فم الأكياس.
هذه الأكياس سهلة في حالة السفر او المبيت في المخيمات و في حال عدم توفر الصواني ، ويمكن تعليق هذه الأكياس في أي مكان مع توفر حرارة جوية معتدلة .
4- التربة :
بعض البذور يكون إنباتها أفضل في التربة ، خاصة إذا رغبت في إنباتها أكثر من خمسة أيام .
وفي هذه الحالة لن تأكل النبتة كاملة بل ستأكل الأوراق والقمم ، والقمح خير مثال على ذلك ؛ فهي تحول الكثير من غذاء التربة إلى أوراقها خلال نموها .
تبلل البذور ( القمح لمدة 12 ساعة ثم توضع في التربة تحت 1 إنش عمق في التراب ) أبقها رطبة ، وإسقها يوميا حتى يصبح طول الورقة 12-15 سم، قم بقصها ، فسينبت بدلها .
أعصر الأوراق أو إمضغها أو ضعها في سلطة ، وإذا كان لديك أرانب او طيور فأعطها شيئا منها فهي ستقوي مناعتها أيضا .
الخبز الجيد :
• إنقع 2 كوب من حبوب القمح في الماء لمدة 15 ساعة .
• إسكب الماء عن البذور واترك البذور لمدة 15 ساعة لوحدها .
• خذ هذه البذور التي في أول إنباتها وضعها في الخلاط أوعصارة يدوية ويمكنك إضافة بعض بذور الكراوية أو غيرها ، كما يمكن إضافة 2/1 كوب من البقدونس أو الكرفس أو البصل أو الجزر المقطع .
• إخبزها في فرن لمدة 12-24 ساعة إعتمادا على الحرارة والتهوية ، وفي الأساس كان يخبز هذا الخبز على الصخور في الشمس ( في الفلكور الشعبي ) . وينبغي للخبز أن يكون قابلا للمضغ .
• قلب الرغيف عدة مرات حتى لا تلتصق أية جهة منه في الصينية ، كما يمكنك أيضأ إضافة التمر او المكسرات او غيرها .
وهو خبز ثقيل ومشبع ويمكن ان يحتاجه الإنسان خاصة إن كان في أماكن معزولة.
بذور الفصفصة :
اخلط كوب من بذور الفصفصة المنبتة مع 4/1 كوب من الجزر المبروش وقليل من الفلفل الأخضر .
ضع قليلا من بودرة الثوم واخلطها جيدا مع 30جم زيت زيتون وخل التفاح ، ثم أضف ذلك إلى السلطة ، وأضف بعض البهارات ان رغبت.
وهناك العديد من طرق الغذاء بواسطة البذور المنبتة – حيث يمكنك إنباتها في أي وقت وأي مكان وبدون شمس / أليس ذلــك رائعا ؟