الفيزياء بالتعريف علم الطبيعة ولكن قولوا لي من هو المدرس المسكين مدرسي أو جامعي بإمكانه أن يحيط بعلوم الطبيعة وأن يجيب الطلاب على كل أسئلتهم فمدرس الجغرافيا يتحدث بثقة عن معلوماته حين يقول مساحة بلدنا كذا فيسأله مدرس الفيزياء :يا ترى قمتم بالقياس في الصيف أم في الشتاء ،كم كانت درجة الحرارة لحظة القياس وما هي نسبة الخطأ كي لا تقعوا في حدود بلد مجاور كما حدث في العراق مع الكويت،طبعاً هذا لا يحدث ولكنه فكرة عن الفرق بين العلمين فعلم الجغرافيا وغيره يمكن الإحاطة بها أو بتخصص ما في حين لا يمكن الإحاطة بعلوم الطبيعة من فيزياء وكيمياء وأحياء وأموات وجيولوجيا أو الطب أو الهندسة وفي حين ينفع مبدأ تقسيم العمل المستمد من صانع أسلحة أمريكي في القرن التاسع عشر في بعض الحالات(اشتهر بمبدأ فورد ) فطبيب العيون بعد مروره بالمرحلة العامة يتخصص في أمراض العين ولو سئل في أمراض القلب لعجز ، ولا ينفع المبدأ مع ظن البعض أن مدرس الفيزياء في المدرسة الابتدائية وما فوقها قادر على شرح الكون الصغير(الذرة وما أصغر) والكون الكبير (النجم وما أكبر) وليس سراً فنحن دكاترة الجامعة لا نستطيع الإحاطة بكل علوم الطبيعة وكثيراً ما أعتقد الطلاب أن دكتور الجامعة مثل “طاسة الجان” من أين ما سألته يجاوبك ،وأيضاً توجد المشكلة بين الدكاترة الجامعيين أنفسهم فقد يمضي أحدهم سنوات طويلة في تدريس أحد المواد لدرجة أنه يراها باللاوعي أهم معلومات أساسية يجب أن يعلمها الكل ويحفظها الكل ويستغرب من دكتور جامعي “وقد لا يتعاقد معه” لأنه ضعيف بمعلومات السنة الأولى الجامعية وكيف أن لا يعرف مثلاً مبدأ برنولي في تمديد مجاري المياه مثلا وهو نفس مبدأ الطيران ومكابح السيارة ونشؤء الأعاصير والجلطات الطبية وعلاج الشرايين بالجينات وقد يستغرب آخر كيف أنه لا يعرف مشكلة التوأمين في النظرية النسبية رغم أنه لا توجد مثل هذه المسألة بسبب وجود تسارع الإقلاع والهبوط وهو الأمر الذي لم تعالجه المسألة أصلاً كما يعرف البعض منكم سؤال ماذا يحدث لو كانت الأرض مجوفة ورمينا فيها حجراً فاختلف المتعلمون والصحيح على قول أهل العلم والذين لم أذكرهم والواقع أنه جوابي وحدي ولم أستشر فيه أحد أنه بغياب جاذبية المركز وفتحة عمودية بين قطبين فستصبح الأرض اسطوانية لزمن قصير ثم تتحول إلى عهن منفوش بغياب الجاذبية مطلقا (القوى الأربعة في الطبيعة هي التي تحدد الأشكال وهي الجاذبية والنووية الضعيفة و الشديدة والكهرطيسية )وتتحول لطبق من الغبار ليس له معالم وكما ترون فلا فائدة من تخيل مثل هذه المسائل وتصعيب الفيزياء بها وتنفير الطلاب منها ومن الأفضل شطب المسائل الغريبة من الفيزياء المدرسية في حين أنه توجد فيزياء حقيقية تطبيقية من الضروري معرفتها قبل انتقال الطالب لمرحلة التخصص التطبيقي الهندسي والطبي وأن تكون الكتب المدرسية واضحة وكافية وللطالب “الشاطر” أن يدرس فيها لوحده وقد شُرحت الرياضيات فيها له ولا تجد عبارة “وبالحل الرياضياتي نجد ” التي تحول الطالب من آلة حاسبة إلى آلة تسجيل “أحفظ تحفظ ماء وجهك في الاختبار” وحتى لو كان مدرس الفيزياء(طبعاً هذا لا يحدث ولكني افترض جدلاً) مشغولا بمشاكل الحياة(البقاء) والكرامة(غيابها) وحاجز رفح الكولوني وأنفاقها الكمومية والبورصة الانتروبية العشوائية ومبدأ حفظ المال الكلي) ومكتب عقاري (تفاضل الإيجار) واستيراد وتصدير(حساب التغير في الأسعار والنهاية العظمى للربح) (ربما من الأفضل أن نعتاد على الاسم العربي للفيزياء أي الطبيعة فالبعض ينفر من الاسم الأجنبي نفوراً طبيعياً وهو لم يرى منهم سوى الجريمة التي تنتظر العقاب وكثيرا ما سمعت البعض يقول سعيد درس فيزا أو رحت السفارة وأخذت فيزياء سياحية وأجملها الفرن الذري الذي اتضح أنه مخبز لصنع الحلويات من دقيق الذرة الزراعية… وأشياء مثلها)
أيضاً تجدر الإشارة لاعتماد فهم الفيزياء على الحساب والرياضيات (بينهما فرق) وأن تكون لغة المعلم والطالب واحدة وقوية قادرة على حمل المصطلحات العامية وستجدون أن المدرسين “التعبانين” يتحدثون بالعامية مما يعيق طلابهم عن صياغة الأفكار وهي العملية التي يقوم بها الدماغ لتخزين المعاني وستجد هؤلاء المدرسين هم من أشد الدعاة للتدريس بالانكليزية بشكل كامل بدلا من تدريس النص بالعربية لغة القرآن والرسول التي اختارها الله لنا مثل الدين تماما وهي جزء منه والمعادلات باللاتينية أي كي أكون واضحا أنا أدعو إلى استخدام النص العربي والرموز اللاتينية في المعادلات وكتابة المصطلحات الإنكليزية لأول مرة على الأقل عند ورودها وذلك في التعليم المدرسي وهي الطريقة الشرعية مهما قيل لمنعها عن أمة سبب تخلفها خوفها من الفيزياء والعلوم عامة.