ظهرت في آداب العصر الحديث.
النزعة الإنسانية:
عندما يكون المشكل يخص البشرية عامة دون تحديد الإطار الزماني و المكاني.
النزعة القومية:
تحدث الأديب العربي عن مشكل يخص كل الوطن العربي مثال ذلك: محمد العيد آل خليفة شاعر جزائري تحدث عن العدوان الثلاثي على مصر، و أيضا مثل أدونيس
النزعة الوطنية:
تحدث الشاعر أو الأديب عن مشكل يخص وطنه الأصغر(بلده) مثل مفدي زكريا و محمد الصالح باوية.
النزعة التأملية:
تكون عند الشاعر إيليا أبو ماضي و يتجلى ذلك من خلال إلى الطبيعة و تأمله فيها و استلهامه منها عبرا و دروسا كثيرة .
التصنيف: الأدب و اللغة العربية السنة الثانية ثانوي
الأدب و اللغة العربية السنة الثانية ثانوي
هو أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس ولد بالأهواز من بلاد فارس سنة 145هـ من أم فارسية. نشأ في البصرة ، درس الشّعر رحل إلى الكوفة فأخذ عن أئمتها اللغة و النحو و الأدب، اشتهر باللهو و المجون ووصف كؤوس الخمر ، عرف بشعوبيته و أصله الفارسي ،توفي سنة 199هـ ، و قد نظم في جميع الأغراض و أجود شعره خمرياته.
اثري رصيدي اللغوي:
سرى: يسري سريا:مضى وذهب الليل قطعه بالسير / فتل: الحبل لواه والشيء اندمج وقوى والذراع عصبها فصاحبها أفتل فتلاء فتل ./ بيداء: هي الفلاة القفر (ج) بيد/ النخل : العطاء الشيء المعطى تبرعا ( الهبة)/ إبان : خلال/ فيئة:الشجر ظلل والريح الغصون حركتها / لبلبلة : اللبلاب نبات يلتوي على الشجر له ورق كورق اللوبياء ويسمى عاشق الشجر وحبل المساكين / خبل : يخبل خبلا : الحزن أو الهم ، الرجل أفسد عقله .
اكتشاف معطيات النص :
* اتخذ الشاعر موقفا خاصا من الرسوم والأطلال بحيث لم يبال بها ولم يحزن كما يحزن العربي عند تذكرها بل رفض الوقوف عندها كعادة الشعراء في قصائدهم .
* مظاهر حياة البدو التي رفضها الشاعر تبرز من خلال ثلاث نواحي : الحياة الاجتماعية بحيث تجلت مظاهرها من خلال سكن الخيام واستعمال الحبال لتماسكها" الطنب"وكذا مظاهر الطبيعة من سهول وجبال وذكر للحيوانات فيها كالحرباء والورل والضب والجمال.
* يهدف الشاعر وراء نفيه لمعرفة البدو وحياة البداوة إلى التجديد وميله إلى الحياة العصرية ورغبة منه في العيش الرغيد .
* دعا الشاعر معاصريه إلى وصف مظاهر الحياة العصرية من خلال التجديد في أشعارهم مع رفض القديم منه والاكتفاء بوصف عناصر الطبيعة الطبيعية والجامدة كالقصور الفاخرة . ترك حياة البداوة والبساطة إلى المدنية والحضارة
مناقشة معطيات النص:
* يدعو الشاعر معاصريه إلى الصدق الفني في قصائدهم وضح ذلك من خلال النص.
* الأسباب التي جعلت الشاعر يدعو إلى الثورة على التقاليد وعلى كل قديم ترجع إلى نزعته الشعبية وميله إلى أصله من خلال كراهيته إلى كل ما هو عربي ودعواته إلى التجديد.
* تظهر دعوة الشاعر إلى الصدق الفني من خلال البيت الأخير .
احدد بناء النص:
*يظهر الصراع الفكري من خلال نزعة الشاعر الشعوبية وهي صراع بين العنصر العربي والفارسي غير أنها نزعة هدامة لأن الاسلام لم يفرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى أما صراع الحياة المادية يظهر بين حياة البداوة والحياة الرغدة في الحواضر والقصور كما عرفتها الحضارة العباسية جراء العنصر الأجنبي خاصة الفارسي .
* يذكرنا البيت الأول بالمقدمة الطللية الغزلية .
* الألفاظ الدالة على ذلك : لا شجاني لا رسوم لا ابكي بيداء مقفرة لا شددت بها خيمة .. قصرا منيفا غناك طائرها
* نمط النص وصفي حجاجي
تفحص الاتساق والانسجام:
* تكرار النفي في الجزء الأول يعود إلى رفض الشاعر لكل
مظاهر البيئة البدوية ودعوته إلى الجديد.
* الأفكار : ( 1-7) رفض وترفع عن البداوة
( 8- 14) دعوة إلى الجديد في الشعر من خلال وصف الجوانب الحضارية .
* امتازت البيئتين المختلفتين اللتين وصفهما الشاعر ب: – البيئة البدوية بالبساطة من الناحية الاجتماعية فركز على المأوى والحيوانات والغطاء النباتي أما البيئة العصرية فامتازت بالفخامة والجمال .
أجمل القول في تقدير النص:
المجالات التي تناولها الصراع هي الحياة الفكرية والمادية بحيث دعا الشاعر إلى التجديد في الشعر من خلال التجديد في الموضوعات وهذا جانب ايجابي أما السلبي فهي السخرية من الإرث العربي وكذا الطابع الهدام خاصة وأن الصراع الفكري هدام إذ يحدث حربا عنصرية بين العرب والفرس والإسلام لم يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى .
* الأسباب التي أوجدت هذا الصراع هي النزعة الشعوبية وكذا العصبية والسعي إلى التجديد في الشعر خلال العصر العباسي .
* تعلل سهولة اللغة عند الشاعر بميله إلى التجديد .
[/IMG]
[/IMG]
آمل أن يعجبكم الموضوع و يفيدكم
[/IMG]
الزهد: هو ترك ما في الدنيا ابتغاء لما عند الله من ثواب و الإنشغال بالآخرة . أي السفر إلى الله و هجر ملذات الدنيا
[/IMG]
التصوف: مجموعة المبادئ التي يعتقدها المتصوفة و الآداب التي يتأدبون بها في مجتمعاتهم و خلواتهم
[/IMG]إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.[/IMG]
الفرق بينهما
الزهاد هم الذين بالزهد و التعبد و التخلي عن الدنيا و الانقطاع إلى العبادة , أما الصوفية فقد زادوا على ذلك أمورا محدثة تفردوا بها و ابتدعوا أمورا جديدة في دين الله ضلوا بسببها و أضلوا .
–
———[/IMG]
هذا كل شيء باختصار
[/IMG]
في أمان الله
[/IMG]
اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين———————–
فيما يخص نص المطالعة الموجهة “باب الحمامة و الثعلب و مالك الحزين ” للسنة الثانية الشعب العلمية *إليكم كل ما يساعدكم على الفهم المبسط للنص :
عبارة عن حكايات فيها مجموعة من النوادر والأخبار المسلية
هذه الحكايات
من هو ابن المقفع :
ابن المقفع : من أصل فارسي ، اسمه الحقيقي روزبه بن دازويه ، كان مجوسيا ثم أسلم فسمي عبد الله بن المقفع . نشأ في البصرة نشأة عربية متأثرة بالثقافة الفارسية وكتب لبعض الولاة في العصر الأموي ثم العباسي . قتله سفيان بن معاوية والي البصرة بأمر من الخليفة المنصور ، بتهمة الزندقة سنة 142هـ .
كان ابن المقفع فصيحا ذا ثقافة واسعة مزدوج الفكر واللغة بين العربية والفارسية . ترجم كثيرا من الكتب والرسائل الفارسية إلى العربية ، أشهرها : كليلة ودمنة ، الأدب الصغير، والأدب الكبير ، وقيل أنه زاد فيها من تأليفه ، وله الفضل الكبير في الارتقاء بفن الإنشاء .
والقصة التي نوردها في حصة المطالعة مقتطف من كتابه (كليلة ودمنة) :
قال الفيلسوف بيدبا : زعموا أن حمامة كانت تُفرخ في رأس نخلة طويلة ، ذاهبة في السماء ، فكانت الحمامة تشرع في نقل العش إلى رأس تلك النخلة ، فلا يُمكنها ما تنقل من العش ، وتجعله تحت البيض إلا بعد شدة وتعب ومشقة ، لطول النخلة وسحقها ، فإذا فرغت من النقل باضت ثم حضنت بيضها، فإذا فقست وأدرك فراخها ، جاءها ثعلب قد تعهّد ذلك منها لوقت قد علمه، ريثما ينهض فراخها، فيقف بأصل النخلة فيصيح بها ويتوعدها أن يرقى إليها، أو تلقي إليه فراخها، فتلقيها إليه .
فبينما هي ذات يوم ، وقد أدرك لها فرخان ، إذ أقبل مالك الحزين ، فوقع على النخلة ، فلما رأى الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهم، قال لها :
– يا حمامة ، مالي أراك كاسفة البال سيئة الحال ؟
فقالت له : يا مالك الحزين ، إن ثعلباً دُهيتُ به ، كلما كان لي فرخان، جاءني يتهددني ويصيح في أصل النخلة ، فأفرق منه ، فأطرح إليه فراخي .
قال لها مالك الحزين :
– إذا أتاك ليفعل ما تقولين فقولي له : لا أُلقي إليك فرخيّ ، فارْقَ إليّ وغرّرْ بنفسك ، فإذا فعلت ذلك وأكلت فرخيّ ، طرتُ عنك ونجوت بنفسي .
فلما علّمها مالك الحزين هذه الحيلة، طار فوقع على شاطئ نهر ، وأقبل الثعلب في الوقت الذي عرف إدراك فرخيها ، فوقف تحت النخلة ثم صاح ، كما كان يفعل . فأجابته الحمامة بما علّمها مالك الحزين . فقال لها :
– أخبريني من علّمك هذا ؟
قالت : علّمني مالك الحزين .
فتوجّه الثعلب حتى أتى مالكاً الحزين ، على شاطئ النهر فوجده واقفاً ، فقال له الثعلب :
يا مالك الحزين ، إذا أتتك الريح عن يمينك فأن تجعل رأسك ؟
قال : عن شمالي .
قال : فإذا أتتك عن شمالك، فأين تجعل رأسك ؟
قال : أجعله عن يميني أو خلفي .
قال : فإذا أتتك الريح من كل مكان وكل ناحية ، فأين تجعله ؟
قال : تحت جناحيّ .
قال : وكيف تستطيع أن تجعله تحت جناحيك ؟ ما أراه يتهيأ لك .
قال : بلى .
قال : فأرني كيف تصنع ؟ فلعمري ، يا معشر الطير ، لقد فضّلكن الله علينا ! إنكنّ تدرين في ساعة واحدة ، مثل ما ندري في سنة ، وتبلُغن ما لا نبلغ ، وتُدخلن رؤوسكنّ تحت أجنحتكنّ من البرد والريح ، فهنيئاً لكّ ، فأرني كيف تصنع ؟
فأدخل الطائر رأسه تحت جناحيه ، فوثب عليه الثعلب مكانه ، فأخذه ، فهمزه همزة دقّ فيها عنقه ، ثم قال :
– يا عدو نفسه ، ترى الرأي للحمامة ، وتعلّمها الحيلة لنفسها ، وتعجزُ عن ذلك لنفسك ، حتى يتمكن منك عدوّك ؟
ثم قتله وأكله .
اكتشاف معطيات النص :
– راوي القصة شهرزاد بنت الوزير ، على لسان الفيلسوف بيدبا ، روتها على مسمع الملك شهريار
– المشكلة التي تعاني منها الحمامة طول النخلة ، وصعوبة الوصول إليها بالعش إلا بشق الأنفس
– سبب حزن الحمامة هو ثعلب ماكر يهددها تحت تلك النخلة ، فكانت ترمي له صغارها
– نصحها مالك الحزين بأن لا تأبه بتهديد الثعلب ، وتقول له إن صعدت إليّ طرت فأكلتَ أفراخي ونجوتُ أنا
– لكن نصيحة مالك الحزين باءت بالفشل ، ولم تنفع الحمامة في شيء
– دبّر الثعلب مكيدة لمالك الحزين لمّا أخبرته الحمامة بأنه صاحب تلك النصيحة
– غرّه بمدحه للطيور على انها تستطيع ما لا تستطيعه الحيوانات البرية ، إذ إنها تستطيع وضع رأسها بين جناحيها ، ولما فعلها مالك الحزين انقض عليه الثعلب فقتله
مناقشة معطيات النص :
تحكي هذه القصة عن حمامة نقلت عشها إلى رأس نخلة ، فهددها الثعلب ، فغدت تعطيه صغارها ، وشكت مالك الحزين فأعطاها حلا بأن ترفض ، فانتقم الثعلب منه بتدبير مكيدة جعلته يضع رأسه بين عنقه فينقض الثعلب عليه .
البناء الفني للقصة :
شخصيات القصة :
1- الثعلب : المكار المخادع المتظاهر بالحب ، لا ييأس أبدا في سبيل الإطاحة بفريسته
2- مالك الحزين: المحسن لكن في غباء جعله يعطي النصيحة لغيره وينسى نفسه .
3- الحمامة : الطيبة لكن في غباء جعلها لا تعرف كيف تحافظ على صغارها
المكــــــان :
رأس النخلة (مكان ضيق) ، العش (مكان ضيق) ، شاطئ النهر (مكان واسع) .
الزمــــان :
كان مبهما غير دقيق ، حتى يبين أن الحكمة في الفصة وليس في زمانها
الحبكـــة :
تفاعلت أحداث االقصة وتطورت إلى درجة من التعقيد ، إذ بدأت القصة بمقدمة تمثلت في تصوير مشهد الحمامة مع الثعلب
ثم عقدة تمثلت في تدبير الثعلب مكيدة لمالك الحزين على شاطئ البحر ، وصراع بين المحسن الناصح والماكر الخبيث
ثم حلّ تمثل في سذاجة الحمامة ، وغرور مالك الحزين وغباؤه ، وانتصار الثعلب بالمكر والدهاء
جاءت أحداث هذه القصة متسلسلة ؛ تسلسلا محكم البنيان ، مترابطة ترابطا منطقيا
البناء اللغوي للقصة :
– الاعتماد على الفعل الماضي
– الاعتماد على الأسلوب الخبري لأنه الأنسب للسرد القصصي
– الاعتماد على أسلوب الحوار
– بداية القصة بلفظة ( زعموا ) لتدل على أنها نسيج من خيال ، وخرافة من بيان
وجوب تقديم النصيحة للغير ، لكن مع الحذر في الوقوع فيما ننصح به الغير أن يتجنبوه
المكر والدهاء والخبث والخداع أسلحة قد تنجح في الدنيا مع الغفّل السذ ّج
عبارة زعموا:” واو الجماعة” في هذه الجملة، تعود لحكماء الهند، وقد استعملها الكاتب ليبعد عنه تهمة الكتاب، وبواسطة هذه العبارة يفهم القارئ أن هذه الأمثولة تحمل التكذيب أو التصديق.
مالك الحزين: وهو يرمز إلى فئة من الناس الذين يسدون الخير للآخرين ولا يعرفون خير أنفسهم. وهو يبدو أكثر ذكاءً من الحمامة، يفطن إلى واقع الأشياء ومعطياتها وينفذ منه إلى النجاة. فقد عرف أن الثعلب لا يتسلق وأن الحمامة تستطيع الطيران. لكن معرفته ناقصة، فهو على ذكائه، يفسد عقله الغرور حين مدحه الثعلب وصدق قول الثعلب أنه متفوق على غيره. إلى أن كانت نهايته.
الثعلب: يمثل الغدر أي العقل، عندما يضع نفسه في خدمة الشر ليضاعف من قدرته على الأذى. فالثعلب يكسب رزقه من لحوم الآخرين. إنه رمز الأنانية الغادرة التي تستحل كل حرام لتحقيق هدفه. وهو في ذكائه يستفيد من غباء الآخرين. لقد ألم بالحمامة وأكل فراخها بعد أن استفاد من خوفها وغبائها. وكأن الكاتب يرمز إلى القول أن ضعيفي الحيلة والتدبير في الوجود هم ضحايا ذوي الحيلة والمكر.
غاية الكاتب: 1) أن العقل ليس فضيلة إذا استخدمه صاحبه في سبيل الشر
2) أن أصحاب المكر والحيلة هم الناجحون في الواقع،
يحيون من فضل ما ينزلونه بالآخرين من خسائر
* ملاحظة: مالك الحزين هوطائر من طيور الماء زعموا أنه دعي بذلك لأنه لا يزال يقعد بقرب المياه ومواضع نبعها من الأنهار، فإذا نشفت يحزن على ذهابها ويبقى حزينا، كئيبا، وربما ترك الشرب حتى يموت عطشا، خوفا من زيادة نقصها إذا شرب منها.
إعراب إنّكنّ تدرين :
إنكن: “إن” حرف نصب، وتوكيد، ومصدري مشبه بالفعل، مبني على الفتح. لا محل له من الإعراب.
والكافُ ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، اسم إنَّ.
والنونُ حرف دال على جمع الإناث، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.
تدرين : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل والجملة الفعلية في محل رفع خبر ” إن ”
نشكر الاستاذ prof_chenine
على الملاحظة و هي أن هذه القصة ليست من قصص ألف ليلة و ليلة بل هي من قصص كليلة و دمنة
اضغط لتعرف المزيد عن كليلة و دمنة هنا
تم حذف الاخطاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
لا شكر على واجب أخي ، ونحن في خدمة المنتدى ، والله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .
طلبت منا الاستاذة تلخيص قصة من كتاب لكنني ليس لدي الخبرة بالكتب دلوني على قصة سهلة للتلخيص في 16سطرا بليز
مع انجاز بطاقة فنية عن الكتاب مثل اسمه مؤلفه دار النشر. الناشر .السلسلة .تاريخ اول طبعة
بليز ساعدوني
ابو تمام
تحليل النص الأدبي
فتح عمورية.. السيف أصدق إنباء
17 من رمضان 223 هـ
كانت وصية الخليفة المأمون لأخيه المعتصم وهو على فراش المرض أن يقضي على فتنة بابك الخُرَّمي، وكان زعيم فرقة ضالة، تؤمن بالحلول وتناسخ الأرواح، وتدعو إلى الإباحية الجنسية. وبدأت تلك الفتنة تطل برأسها في أذربيجان، ثم اتسع نطاقها لتشمل همدان وأصبهان، وبلاد الأكراد وجرحان. وحاول المأمون أن يقضي عليها فأرسل الحملات تترى لقمع تلك الفتنة، لكنه توفي دون أن يحقق نجاحًا، تاركًا للمعتصم مهمة القضاء عليها.
وما إن تولى المعتصم الخلافة حتى انصرف بكليته للقضاء على فتنة بابك الخرمي مهما كلفه الأمر، وخاصة بعد أن شغلت الخلافة سنوات طويلة، وأنهكت ميزانية الدولة، وأهلكت الرجال والأبطال. واستغلت الدولية البيزنطية انشغال الخليفة المعتصم بالقضاء على تلك الفتنة الهوجاء وراحت تعتدي على حدود الدولة العباسية، وجهزت لذلك جيشًا ضخمًا قادة إمبراطور الدولة، حيث هاجم شمال الشام والجزيرة.
وكان بابك الخرمي -حين ضاق عليه الحصار، واشتد الخناق عليه، وأيقن ألا مفر من الاستسلام- قد اتصل بإمبراطور الروم يحرضه على غزو الدولة العباسية؛ ليخف الحصار عليه، وزين له أمر الهجوم بأن معظم جيوش الدولة مشغول بالقضاء عليه، ولم يبق في العاصمة قوة تدافع عنها، ووعده باعتناق المسيحية هو وأتباعه.
عزز ذلك الأمر من رغبة الإمبراطور في الهجوم على الدولة العباسية، ودخل بقواته مدينة "زبطرة" التي تقع على الثغور وكانت تخرج منها الغزوات ضد الروم. وقتل الجيش البيزنطي من بداخل المدينة من الرجال، ثم انتقل إلى "ملطية" المجاورة، فأغار عليها وعلى كثير من الحصون، ومثّل الجيش الرومي بمن وقع في يده من المسلمين، وسمل أعينهم، وقطع آذانهم وأنوفهم، وسبى أكثر من ألف امرأة مسلمة، ورجع الجيش البيزنطي إلى القسطنطينية فرحًا بما حقق، واستُقبل من أهلها استقبالا رائعًا.
النفير
وصلت هذه الأنباء المروعة إلى أسماع الخليفة المعتصم وكان قد أوشك على قمع فتنة بابك الخرمي. وحكى الهاربون الفظائع التي ارتكبها الروم مع المسلمين، فاستعظم الخليفة ما حدث، وأمر بعمامة الغزاة فاعتمّ بها، ونادى لساعته بالنفير والاستعداد للحرب، وبعث بنجدة إلى أهل زبطرة بقيادة "عجيف بن عنبسة"، استطاعت أن ترد إليها الهاربين من أهلها تطمئنهم، وفي هذه الأثناء تمكن "الأفشين" أبرع قادة المعتصم من القضاء على الفتنة وألقى القبض على بابك الخرمي في (10 من شوال 222هـ = 16 من سبتمبر 837 م).
وكان المعتصم قد سأل: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية؛ لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام وهي عين النصرانية، فسارع بتعبئة الحملة وتجهيز الجيش بكل ما يحتاجه، حتى قيل: إنه لم يتجهز قبله مثله، وخرج إلى عمورية في (جمادى الأولى 223هـ= إبريل 838م) ولم تكن من عادة الحملات الكبرى الخروج في ذلك الوقت، غير أن الخليفة كان متلهفا للقاء، ورفض قبول توقيت المنجّمين الذين تنبئوا بفشل الحملة إذا خرجت في هذا التوقيت، وهذا ما عبر عنه الشاعر الكبير "أبو تمام" في بائيته الخالدة التي استهلها بقوله:
السيف أصدق أنبـاءً مـن الكتـبفي حدّه الحد بيـن الجـد واللعـب
بيض الصفائح لا سود الصحائف فيمتونهـن جـلاء الشـك والريـب
والعلم في شهـب الأرمـاح لامعـةًبين الخميسين لا في السبعة الشهـب
أين الرواية؟ أم أين النجـوم؟ ومـاصاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخـرصًـا وأحاديـثـا ملـفـقـةليست بنبـع إذا عُـدّت ولا غـرب
عجائبـا زعمـوا الأيـام مجفـلـةعنهن في صفر الأصفار أو رجـب
فتح أنقرة
وعند "سروج" قسم المعتصم جيشه الجرار إلى فرقتين: الأولى بقيادة الأفشين، ووجهتها أنقرة، وسار هو بالفرقة الثانية، وبعث "أشناس" بقسم منها إلى أنقرة ولكن من طريق آخر، وسار هو في إثره، على أن يلتقي الجميع عند أنقرة.
علم المعتصم من عيونه المنتشرين في المنطقة أن الإمبراطور البيزنطي قد كمن شهرًا لملاقاة الجيش الإسلامي على غرّة، وأنه ذهب لمفاجأة الأفشين، وحاول الخليفة أن يحذر قائده، لكنه لم يستطع، واصطدم الأفشين بقوات الإمبراطور عند "دزمون" وألحق الأفشين بالإمبراطور البيزنطي هزيمة مدوية في (25 من شعبان 223 هـ= 838م) ولم يحل دون النصر الضباب الكثيف الذي أحاط بأرض المعركة أو المطر الغزير الذي انهمر دون انقطاع، وهرب الإمبراطور إلى القسطنطينية، وبقي قسم من جيشه في عمورية بقيادة خاله "ياطس" حاكم "أناتوليا".
دخلت جيوش المعتصم أنقرة التي كانت قد أخليت بعد هزيمة الإمبراطور، وتوجهت إلى عمورية فوافتها بعد عشرة أيام، وضربت عليها حصارًا شديدًا.
حصار عمورية
بدأ الحصار في (6 من رمضان 223هـ= 1 من أغسطس 838م)، وأحاطت الأبراج الحربية بأسوار المدينة، في الوقت نفسه بعث الإمبراطور البيزنطي برسوله يطلب الصلح، ويعتذر عما فعله جيشه بزبطرة، وتعهد بأن يبنيها ويردّ ما أخذه منها، ويفرج عن أسرى المسلمين الذين عنده، لكن الخليفة رفض الصلح، ولم يأذن للرسول بالعودة حتى أنجز فتح عمورية.
ابتدأت المناوشات بتبادل قذف الحجارة ورمي السهام فقُتل كثيرون. وكان يمكن أن يستمر هذا الحصار مدة طويلة، لولا أن أسيرًا عربيًا قد أسره الروم دلّ الخليفة المعتصم على جانب ضعيف في السور، فأمر المعتصم بتكثيف الهجوم عليه حتى انهار، وانهارت معه قوى المدافعين عنه بعد أن يئسوا من المقاومة، واضطر قائد الحامية "ياطس" إلى التسليم، فدخل المعتصم وجنده مدينة عمورية في (17 من رمضان 223هـ= 12 من أغسطس 838م). وقد سجل أبو تمام هذا النصر العظيم وخلّد ذكرى المعركة، فقال:
فتح الفتوح تعالى أن يحيـط بـه
نظمٌ من الشعر أو نثر من الخطب
فتح تفتّـح أبـواب السمـاء لـه
وتبرز الأرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفـت
عنك المنى حُفّلا معسولة الحلـب
ثم يصور الأهوال التي نزلت بالمدينة حتى اضطرت إلى التسليم تصويرا رائعًا، فيقول:
لقـد تركـتَ أميـر المؤمنيـن بهـا
للنار يوما ذليل الصخـب والخشـب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحـى
يشلّـه وسطهـا صبـح مـن اللهب
حتى كأن جلابيـب الدجـى رغبـت
عن لونها وكأن الشمـس لـم تغـب
خليفـة الله جـازى الله سعيـك عـن
جرثومة الديـن والإسـلام والحسَـب
بصرت بالراحة الكبرى فلـم ترهـا
تُنال إلا علـى جسـر مـن التعـب
إن كان بين صروف الدهر من رحـم
موصولة أو زمـام غيـر منقضـب
فبين أيامـك اللاتـي نُصـرت بهـا
وبيـن أيـام بـدرٍ أقـرب النسـب
أبقت بني الأصفر الممراض كما سْمهم
صُفْرَ الوجوه وجلّت أوجـه العـرب
وبعد هذا النصر قرر المعتصم المسير إلى القسطنطينية، لكن هذا المشروع لم يقيض له أن ينفذ، بعد أن اكتشف المعتصم مؤامرة للتخلص منه دبرها بعض أقربائه، كما أن فتح القسطنطينية يحتاج إلى قوى بحرية كبيرة لم يكن يملكها ساعتها، فتوقف المشروع إلى حين.
أما شاعرنا
244 ـ أبو تمام ( 188 ـ 231هـ = 804 ـ 846م )
فهو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، من حوران، من قرية جاسم، في بلاد الشام. ولد في أيام الرشيد، وقيل اسم والده تَدْرَس، وكان نصرانيـاً فأسلم وتسمي أوس، وانتمي لقبيلة طيء. نشـأ أبو تمام فقيراً، فكان يعمل عند حائك ثياب في دمشق، ثم رحل إلي مصر. فكان وهو صغير يسقى الماء في جامع عمرو بن العاص، ويتردد علي مجالس الأدباء والعلماء، ويأخذ عنهم. وكان يتوقد ذكاء، ونظم الشعر في فترة مبكرة من حياته. ثم عاد من مصر إلي الشام. ويُعد أبوتمام من أعلام الشعر العربي في العصر العباسي. عُرِف بخياله الواسع، ويمتاز عن شعراء عصره بأنه صاحب مذهب جديد في الشعر يغوص علي المعاني البعيدة، التي لا تُدرك إلاّ بإعمال الذهن والاعتماد على الفلسفة والمنطق في عرض الأفكار. يعدُّ أول شاعر عربي عني بالتأليف، فقد جمع مختارات من أجمل القصائد في كتاب سماه ( الحماسة ). أكثر شعره في الوصف والمدح والرثاء، له ديوان شعر مطبوع.
ومن مشهور شعره قصيدته في فتح عمورية، التي مدح فيها الخليفة المعتصم،
القصيدة
السَّيْـفُ أَصْـدَقُ أَنْبَـاءً مِـنَ الكُتُـبِ
فـي حَـدهِ الحَـدُّ بَيْـنَ الجِـد واللَّعِـبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِـفِ فـي
مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ
والعِلْـمُ فـي شُهُـبِ الأَرْمَـاحِ لاَمِعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْـنِ لافـي السَّبْعَـةِ الشُّهُـبِ
أَيْنَ الروايَـةُ بَـلْ أَيْـنَ النُّجُـومُ وَمَـا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومـنْ كَـذِبِ
تَخَرُّصَـاً وأَحَادِيثـاً مُلَفَّـقَـةً لَيْـسَـتْ
بِـنَـبْـعٍ إِذَا عُـــدَّتْ ولاغَـــرَبِ
عَجَائِبـاً زَعَـمُـوا الأَيَّــامَ مُجْفِـلَـةً
عَنْهُنَّ في صَفَـرِ الأَصْفَـار أَوْ رَجَـبِ
وخَوَّفُوا النـاسَ مِـنْ دَهْيَـاءَ مُظْلِمَـةٍ
إذَا بَـدَا الكَوْكَـبُ الْغَرْبِـيُّ ذُو الذَّنَـب
ِوَصَيَّـروا الأَبْـرجَ العُلْـيـا مُرَتِّـبَـةً
مَـا كَـانَ مُنْقَلِبـاً أَوْ غيْـرَ مُنْقَـلِـبِ
يقضون بالأمـرِ عنهـا وهْـيَ غافلـةٌ
مادار فـي فلـكٍ منهـا وفـي قُطُـبِ
لـو بيَّنـت قـطّ أَمـراً قبْـل مَوْقِعِـه
لم تُخْـفِ ماحـلَّ بالأوثـانِ والصُّلُـبِ
فَتْـحُ الفُتـوحِ تَعَالَـى أَنْ يُحيـطَ بِــهِ
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُطَـبِ
فَتْـحٌ تفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّـمَـاءِ لَــهُ
وتَبْـرزُ الأَرْضُ فـي أَثْوَابِهَـا القُشُـب
ِيَـا يَـوْمَ وَقْعَـةِ عَمُّوريَّـةَ انْصَرَفَـتْ
مِنْـكَ المُنَـى حُفَّـلاً مَعْسُولَـةَ الحَلَـبِ
أبقيْتَ جِدَّ بَنِـي الإِسـلامِ فـي صعَـدٍ
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشـرْكِ فـي صَبَـب
ِأُمٌّ لَهُـمْ لَـوْ رَجَـوْا أَن تُفْتَـدى جَعَلُـوا
فدَاءَهَـا كُــلَّ أُمٍّ مِنْـهُـمُ وَأَبــوَبَ
رْزَةِ الوَجْـهِ قَـدْ أعْيَـتْ رِيَاضَتُـهَـا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَـرِبِ
بِكْـرٌ فَمـا افْتَرَعَتْهَـا كَـفُّ حَـادِثَـةٍ
وَلا تَرَقَّـتْ إِلَيْـهَـا هِـمَّـةُ الـنُّـوَبِ
مِنْ عَهْـدِ إِسْكَنْـدَرٍ أَوْ قَبـل ذَلِـكَ قَـدْ
شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْـيَ لَـمْ تَشِـبِ
حَتَّـى إذَا مَخَّـضَ اللَّـهُ السنيـن لَهَـا
مَخْضَ البِخِيلَـةِ كانَـتْ زُبْـدَةَ الحِقَـبِ
أَتَتْهُـمُ الكُـرْبَـةُ الـسَّـوْدَاءُ سَــادِرَةً
مِنْهَـا وكـانَ اسْمُهَـا فَرَّاجَـةَ الكُرَبِـج
َرَى لَهَـا الفَـألُ بَرْحَـاً يَـوْمَ أنْـقِـرَةٍ
إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَـاتِ والرِّحَـب
ِلمَّا رَأَتْ أُخْتَهـا بِالأَمْـسِ قَـدْ خَرِبَـتْ
كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْـدَى مـن الجَـرَبِ
كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَـا مِـنْ فَـارسٍ بَطَـلٍ
قَانِـي الذَّوائِـب مـن آنـي دَمٍ سَـربِ
بسُنَّـةِ السَّيْـفِ والخطـي مِـنْ دَمِــه
لاسُنَّـةِ الديـن وَالإِسْـلاَمِ مُخْتَـضِـب
ِلَقَـدْ تَرَكـتَ أَميـرَ الْمُؤْمنيـنَ بِـهـا
لِلنَّارِ يَوْمـاً ذَليـلَ الصَّخْـرِ والخَشَـبِ
غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْـلِ وَهْـوَ ضُحًـى
يَشُلُّـهُ وَسْطَهَـا صُبْـحٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ
حَتَّى كَـأَنَّ جَلاَبيـبَ الدُّجَـى رَغِبَـتْ
عَنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّمْـسَ لَـم تَغِـبِ
ضَوْءٌ مِـنَ النَّـارِ والظَّلْمَـاءُ عاكِفَـةٌ
وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فـي ضُحـىً شَحـبِ
فالشَّمْـسُ طَالِعَـةٌ مِـنْ ذَا وقـدْ أَفَلَـتْ
والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِـنْ ذَا ولَـمْ تَجِـبِ
تَصَرَّحَ الدَّهْـرُ تَصْريـحَ الْغَمَـامِ لَهـا
عَنْ يَوْمِ هَيْجَـاءَ مِنْهَـا طَاهِـرٍ جُنُـبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْـسُ فيـهِ يَـومَ ذَاكَ علـى
بانٍ بأهلٍ وَلَـم تَغْـرُبْ علـى عَـزَبِ
مَا رَبْـعُ مَيَّـةَ مَعْمُـوراً يُطِيـفُ بِـهِ
غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِـنْ رَبْعِهَـا الخَـرِبِ
ولا الْخُـدُودُ وقـدْ أُدْميـنَ مِـنْ خجَـلٍ
أَشهى إلى ناظِري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ
سَماجَـةً غنِيَـتْ مِنَّـا العُيـون بِـهـا
عَنْ كل حُسْـنٍ بَـدَا أَوْ مَنْظَـر عَجَـبِ
وحُسْـنُ مُنْقَـلَـبٍ تَبْـقـى عَوَاقِـبُـهُ
جَـاءَتْ بَشَاشَتُـهُ مِـنْ سُـوءِ مُنْقَلَـبِ
لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِـنْ أَعْصُـرٍ كَمَنَـتْ
لَـهُ العَواقِـبُ بَيْـنَ السُّمْـرِ والقُضُـبِ
تَدْبيـرُ مُعْتَصِـمٍ بِاللَّـهِ مُنْتَقِـمٍ لِـلَّـهِ
مُرْتَـقِـبٍ فــي الـلَّـهِ مُـرْتَـغِـبِ
ومُطْعَـمِ النَّصـرِ لَـمْ تَكْهَـمْ أَسِنَّـتُـهُ
يوْماً ولاَ حُجِبَـتْ عَـنْ رُوحِ مُحْتَجِـب
ِلَمْ يَغْـزُ قَوْمـاً، ولَـمْ يَنْهَـدْ إلَـى بَلَـدٍ
إلاَّ تَقَدَّمَـهُ جَـيْـشٌ مِــنَ الـرعُـب
ِلَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً، يَـوْمَ الْوَغَـى، لَغَـدا
مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، فـي جَحْفَـلٍ لَجِـبِ
رَمَـى بِـكَ اللَّـهُ بُرْجَيْهَـا فَهَدَّمَـهـا
ولَوْ رَمَى بِكَ غَيْـرُ اللَّـهِ لَـمْ يُصِـبِ
مِـنْ بَعْـدِ مـا أَشَّبُوهـا واثقيـنَ بِهَـا
واللَّـهُ مِفْتـاحُ بَـابِ المَعقِـل الأَشِـبِ
وقـال ذُو أَمْرِهِـمْ لا مَرْتَـعٌ صَــدَدٌ
للسَّارِحينَ وليْـسَ الـوِرْدُ مِـنْ كَثَـبِ
أَمانياً سَلَبَتْهُـمْ نُجْـحَ هَاجِسِهـا ظُبَـى
السُّيُـوفِ وأَطْـرَاف القـنـا السُّـلُـبِ
إنَّ الحِمَامَيْنِ مِـنْ بِيـضٍ ومِـنْ سُمُـرٍ
دَلْوَا الحياتين مِـن مَـاءٍ ومـن عُشُـبٍ
لَبَّيْـتَ صَوْتـاً زِبَطْرِيّـاً هَرَقْـتَ لَـهُ
كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُـرَّدِ العُـرُبِ
عَداكَ حَـرُّ الثُّغُـورِ المُسْتَضَامَـةِ عَـنْ
بَرْدِ الثُّغُور وعَـنْ سَلْسَالِهـا الحَصِـبِ
أَجَبْتَهُ مُعْلِنـاً بالسَّيْـفِ مُنْصَلِتـاً وَلَـوْ
أَجَبْـتَ بِغَيْـرِ السَّيْـفِ لَــمْ تُـجِـبِ
حتّى تَرَكْـتَ عَمـود الشـرْكِ مُنْعَفِـراً
ولَـم تُعَـرجْ عَلـى الأَوتَـادِ وَالطُّنُـب
ِلَمَّا رَأَى الحَـرْبَ رَأْيَ العيـن تُوفَلِـسٌ
والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ
غَـدَا يُصَـرفُ بِالأَمْـوال جِرْيَتَـهـا
فَعَـزَّهُ البَحْـرُ ذُو التَّيـارِ والـحَـدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُـورُ بِـهِ
عَن غَـزْوِ مُحْتَسِـبٍ لاغـزْو مُكتسِـبِ
لـمْ يُنفِـق الذهَـبَ المُرْبـي بكَثْـرَتِـهِ
على الحَصَى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ
إنَّ الأُسُـودَ أسـودَ الغـيـلِ همَّتُـهـا
يَومَ الكَرِيهَةِ فـي المَسْلـوب لا السَّلـبِ
وَلَّـى، وَقَـدْ أَلجَـمَ الخطـيُّ مَنْطِـقَـهُ
بِسَكْتَةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فـي صخَـبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الـرَّدَى ومَضـى
يَحْتَـثُّ أَنْجـى مَطَايـاهُ مِـن الهَرَبِـم
ُوَكلاً بِيَفَاعِ الأرْضِ يُشْرِفُـهُ مِـنْ خِفّـةِ
الخَـوْفِ لامِــنْ خِـفَّـةِ الـطـرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَـا عَـدْوَ الظَّلِيـم، فَقَـدْ
أَوْسَعْتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَطَـبِ
تِسْعُونَ أَلْفـاً كآسـادِ الشَّـرَى نَضِجَـتْ
جُلُودُهُـمْ قَبْـلَ نُضْـجِ التيـنِ والعِنَـبِ
يارُبَّ حَوْبَاءَ لمَّا اجْتُثَّ دَابِرُهُـمْ طابَـتْ
ولَـوْ ضُمخَـتْ بالمِسْـكِ لـم تَـطِـبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيـضُ السُّيُـوفِ بِـهِ
حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيـتَ الغَضَـب
ِوالحَرْبُ قائمَةٌ في مـأْزِقٍ لَجِـجٍ تَجْثُـو
القِيَـامُ بِـه صُغْـراً علـى الـرُّكَـبِ
كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَـا مِـن سَنـا قمَـرٍ
وتَحْتَ عارِضِها مِـنْ عَـارِضٍ شَنِـبِ
كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَـاب الرقَـاب بِهـا
إلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذْرَاءِ مِـنَ سَبَـبِ
كَمْ أَحْـرَزَتْ قُضُـبُ الهنْـدِي مُصْلَتَـةً
تَهْتَزُّ مِـنْ قُضُـبٍ تَهْتَـزُّ فـي كُثُـبِ
بيـضٌ، إذَا انتُضِيَـتْ مِـن حُجْبِـهَـا،
رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُـبِ
خَلِيفَةَ اللَّهِ جـازَى اللَّـهُ سَعْيَـكَ عَـنْ
جُرْثُومَـةِ الديْـنِ والإِسْـلاَمِ والحَسَبِـبَ
صُرْتَ بالرَّاحَـةِ الكُبْـرَى فَلَـمْ تَرَهـا
تُنَـالُ إلاَّ علـى جسْـرٍ مِـنَ التَّـعـبِ
إن كـان بَيْـنَ صُـرُوفِ الدَّهْـرِ مِـن
رَحِمٍ مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْـرِ مُنْقَضِـب
ِفبَيْـنَ أيَّامِـكَ اللاَّتـي نُصِـرْتَ بِهَـا
وبَيْـنَ أيَّـامِ بَـدْرٍ أَقْــرَبُ النَّـسَـب
ِأَبْقَـتْ بَنـي الأصْـفَـر المِـمْـرَاضِ
كاسْمِهمُ صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
الهدف من دراسة النص الأدبي :
الوقوف على إبداعات الأديب في نصه وماتجلى فيه
من جماليات جعلت القارئ ينفعل بها ويتأثر
مثلما انفعل بها الأديب من قبل وتأثر ؛ انفعالاً وتأثراً يجعلانه
مشدوداً إلى مافي النص من سمات فنية ترقى بالأدب , ومن
قيم موضوعية تسمو بالإنسان إلى مراقي التقدم والكمال .
صفات الناقد الجيد
-سلامة الذوق ؛ لأن المتنبي يقول :
ومن يك ذا فم مريض ,,, يجد مراً به الماء الزلالا .
-دقة الحس , فلابد من أن يتجاوب الناقد والأثر الأدبي
وينفعل به انفعالاً عميقاً , فينتقل بكل حواسه إلى الجو
الذي عاش فيه الأديب ويتقمص شخصيته .
– التجرد , فلايكون لهواه منفذاً إلى حكمه , فقد أنصف
النقاد المسلمون قبلاً الأخطل النصراني , فينبغي أن لايكون
للهوا سلطان على حكم الناقد .
قبل تحليل النص :
– معرفة الأديب ( فالأدب يفسر الأديب ,
وحياة الأديب تفسر الأدب )
فبعض النصوص الخالدة لانستطيع فهمها إلا بمعرفة قائليها ,
ولانستطيع أن نعلل بعض الظواهر الأدبية إلا بذلك
( لم أجاد الحطيئة الهجاء ولم يجد الفخر؟!!!)
علماً بأن من الباحثين من يرى إبعاد الآثار الأدبية عن أجوائها.
-المناسبة :
وهي السبب المباشر لإنشاء النص , فالقصيدة
كالبركان يعتمل بالتوتر تحت سطح الأرض وساعة انفجاره تأتي متأخرة عن ساعة تكوينه , وهناك فئة من النقاد ترى
إبعاد النص عن مناسبته , وعن صاحبه لكي يحلل النص دون
نظر إلى الظروف المحيطة به , وهذا صحيح , ولكن المناسبة كالضوء الذي يساعدنا على رؤية ماتحت النص , وعلى الدارس
أن لايغرق في دراسة مناسبة النص وقائله , فتكون دراسة نفسية .
– الزمان والمكان :
فمعرفة الزمان مهمة لمعرفة تطور الأجناس , والظواهر الأدبية
ولمعرفة فضل من تقدم ومزية من تأخر , ومعرفة المكان
تساعد على وصف الظواهر الأدبية وتفسيرها , فأدب الصحراء
يختلف عن أدب المدينة , وأدب الريف يمتاز عن أدبي المدينة
والصحراء .
– قراءة النص :
على دارس النص أن يخلص إلى قراءة النص قراءة صحيحة
واعية , تفحص عن فهمه له , وإحساسه به , ووقوفه على
مضمونه .
# تحليل النص :
وهنا يتناول الشكل والمضمون كل على
حدة , دون أن ينسى أنهما مرتبطان بلا انفصال .
عناصر النص الأدبي:
الشكل :
1-بناء القصيدة:
– المطلع .
-الخاتمة .
-الطول .
-الوحدة .
2- اللغة ( الأسلوب ).
3- الصورة الأدبية .
4- الموسيقا .
المضمون :
1- الأفكار .
2- العاطفة
أولاً : الشكل /
المطلع :
البيت الأول فاتحة القصيدة متى ماعثر عليها الشاعر انصب على موضوعه لأنه المفتاح الذي يدخل به المتلقي إلى فضاء النص .
# من الشروط التي حددت لجودة المطلع :
1-أن يكون خالياً من المآخذ النحوية .
2- أن يكون معبراً عن مضمون النص وأن تراعى فيه جودة اللفظ
والمعنى معاً, ومن المطالع التي توحي بموضوعها قول أبي تمام :
السيف أصدق أنباء من الكتب … في حده الحد بين الجد واللعب
فموضوعها هنا ( الحرب والحماسة ).
كذلك لابد أن لا يكون مما يتشاءم منه أو يتطير به , بل حسن الوقع على النفس بعيداً عن التعقيد , واضحاً سلس النغم والجرس .
3-إن لم يكن رائعاً فينبغي أن لايكون بارداً كقول أبي العتاهية :
ألا مالسيدتي مالها … أدلاًّ فأحمل إدلالها
فمثل هذا الكلام لايناسب في بداية قصيدة تلقى بمناسبة اجتماعيةكبيرة يبايع فيها المهدي بالخلافة.
4-أن يكون نادراً انفرد الشاعر باختراعه كقول المتنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان … هو أول وهي المحل الثاني
ب الخاتمة :
استحسن نقادنا الأقدمون أن يكون البيت الأخير مختاراً رائعاً
لأنه آخر ما يرتسم في النفس ويعيه السمع.
وأحسن الانتهاء ماجمع الجودة والإشعار بتمام الكلام .
ومن ذلك قول علي السنوسي في قصيدته ( كيف أصبحت )
كيف أصبحت وماذا تصنعين … وإلى أي مكان تنظرين
ينعي على الأمة الإسلامية ماوصلت إليه من ذلة وهوان أمام أعدائها
ويثير الحماسة لاسترداد الحقوق المسلوبة , فيختم القصيدة
بهذا البيت المليء حماسة :
أفما آن لنا ياأمتي … أن نرد الصاع للمستهترين
الطول /
لم يحدد القدماء طولاً معيناً للقصيدة ,
وكان شعراء العرب يميلون إلى القصائد القصيرة لأسباب فنية
واجتماعية ونفسية
منها : الرغبة في التنقيح , والاكتفاء بماقل ودل .
ومنها :أن القصيدة القصيرة أروج وأسير عند الحفاظ والرواة .
ومنها : حرصهم على تجنيب السامع السآمة والملل .
والمعدل المألوف الذي اتفق عليها شعراء المعلقات
ومن بعدهم حتى العصر الأموي يراوح بين ( 20–> 50 بيتاً ).
فالطول يحدد باعتبار المتلقي وباعتبار الوقت وكذا القائل
ويحدد بالتجربة الشعرية والثروة اللغوية .
وبالغرض من القصيدة , وبالوزن والقافية , وكان ابن الرومي
يميل إلى الأوزان والقوافي التي تساعد على إطالة القصيدة .
الوحدة :
وهي إما موضوعية أو عضوية
1-الوحدة الموضوعية :
إذا كان النص في موضوع واحد , فهو ذو وحدة موضوعية
فتكون القصيدة مدحاً أو وصفاً أو رثاءاً ……., وأغلب
الشعراء القدماء لم يلتزموا بوحدة الموضوع .
وليست وحدة الموضوع أن يكون النص مديحاً أو غزلاً
أو رثاءاً فحسب بل أن يكون النص مراعياً مقتضى الحال
أي ( الغرض الأساس من القصيدة ).
2-الوحدة العضوية :
فلابد أن تكون عملاً فنياً تاماً , فهي كالجسم الحي يقوم
كل قسم منها مقام جهاز من أجهزته , ولايغني عنه غيره
في موضعه إلا كما تغني الأذن عن العين أو القدم عن الكف
أو القلب عن المعدة .
ومن علامات الوحدة العضوية براعة الأسلوب القصصي الذي
يساعد على الترابط والتلاحم في القصيدة .
والوحدة العضوية في الأدب القصصي أصل من أصوله
ولايجوز إهماله ولايمكن أن يسمى العمل الأدبي قصة بدونه
لأن القصة مبنية على تلاحم الأجزاء مرتبة تعتمد على توالي
الأحداث وتأثيرها في نفوس المتلقين .
الحديث عن أبي تمام ..
الإسلام في شعره .. بقلم: صدقي البيك
إنه حبيب بن أوس الطائي، خرج من إحدى قرى حوران في جنوب سورية، وأصبح شاعر المعتصم ومن حوله من القواد والولاة.
وإذا بدأنا بقصيدته (فتح عمورية) وجدناها تزخر بهذه المفاهيم، فالأبيات التي تفتتح بها القصيدة تمثل مفهوماً إسلامياً واضحاً وهو محاربة الشعوذة وادعاء علم الغيب «كذب المنجمون ولو صدقوا» فلو كانت هذه الأجرام السماوية تدل على المستقبل لكشفت ما بمعالم الكفر:
لو بينت قط أمراً قبل موقعه
لم تخف ماحل بالأوثان والصلب
ولكن النصر الذي وفضح زيف المنجمين وكذبهم، كان فتحاً مبيناً وعملاً صالحاً يتقبله رب السماء.
فتح تفتح أبواب السماء له
وتبرز الأرض في أثوابها القشب
وعندما يخاطب المعتصم يبين له أن مافعله كان رفعاً لنصيب الإسلام وقعراً لعمود الشرك، فالمعركة بين الإسلام والشرك، وأحدهما في صعود والآخر في انحدار:
أبقيت جد بني الإسلام في صعد
والمشركين ودار الشرك في صبب
ويتمنى لو أن الكفر كان يعلم أن عاقبة أمره مرهونة بسيوف المسلمين من زمن سحيق، وأن ذلك التدمير والإيقاع بالعدو هو من تدبير رجل يعتصم بحبل الله وكل عمله لله:
لو يعلم الكفر كم من أعصر كنت
له العواقب بين السمر والقضب
تدبيـر معتصم بالله، منتقـم
لله، مرتقـب في الله مرتغـب
ويختم قصيدته بالدعاء للخليفة بأن يجزيه الله خير الجزاء على ما قدمه من الخير والنصر للإسلام، فإن هناك رابطة قوية تشد هذه المعركة إلى أختها في بدر.
خليفة الله جازى الله سعيك عن
جرثومة الدين والإسلام والحسب
فبين أيامك اللاتي نصرت بها
وبين أيـام بدر أقرب النسـب
قصة فتح عمورية
في تاريخ الطبري 9 56-57 و الكامل في التاريخ 6 479 و ما بعدها , و النجوم الزاهرة 2 238 .في الحديث عن السبب في غزو المعتصم بالله لعمورية :
خرج توفيل بن ميخايل ملك الروم إلى بلاد المسلمين في سنة ثلاث و عشرين و مئتين , و أوقع بأهل زبطرة و غيرها , و يقال :
قتل من بها من رجال و سبى الذرية و النساء , و أغار على أهل ملطية و غيرها من حصون المسلمين , و سبى المسلمات , و مثل بمن صار في يده من المسلمين و سمل أعينهم , و قطع أنوفهم و آذانهم .
فبلغ الخبر المعتصم فاستعظمه , و كبر لديه , و بلغه أيضاً أن إمرأة هاشمية صاحت و هي أسيرة في يد الروم :
وا معتصماه !
فأجابها و هو جالس على سريره :
لبيك لبيك !
و نهض من ساعته , و صاح في قصره :
النفير النفير
ثم ركب دابته , و سمّط خلفه حقيبة فيها زاده , فلم يمكنه المسير إلا بعد التعبئة , و جمع العساكر , فجلس في دار العامة و أحضر قاضي بغداد و آخرين من أهل العدل , فأشهدهم على ماله فجعل ثلثاً لولده و ثلثاً لله تعالى و ثلثاً لمواليه .
ثم سار فعسكر بغربي دجلة لليلتين خلتا من جمادى الأولى و و وجه مجموعة من قواده إلى زبطرة معونة لأهلها , فوجدوا ملك الروم قد إنصرف عنها إلى بلاده , بعدما فعل ما فعل , فوقفوا حتى تراجع الناس إلى قراهم و اطمأنوا .
فلما ظفر المعتصم ببابك قال : أي بلاد الروم أمنع و أحصن ؟ فقيل : عمورية , لم يتعرض لها أحد منذ كان الإسلام , و هي عين النصرانية , و هي أشرف عندهم من القسطنطينية . فسار المعتصم إليها و قيل : كان مسيره في سنة اثنين و عشرين , و قيل : أربعة و عشرين , و تجهز جهازاً لم يتجهزه خليفة قبله قط من السلاح , و العدة و الآلة , غيرها
و لما علم بذلك الروم فقالوا :
و الله إنا لنروي أنه لا يفتحها إلا أولاد الزنا !
و إن هؤلاء أقاموا إلى زمان التين و العنب لا يفلت منهم أحداً !
فبلغ ذلك المعتصم فقال :
أما "إلى وقت التين و العنب " فأرجو أن ينصرني الله قبل ذلك , و أما" أن يفتحها أولاد الزنا " فما أريد أكثر ممن معي منهم
فجهز جيشه و أعد عدده و خرج للغزو .
و يقال : لما نزل المعتصم على عمورية هجم الشتاء , فأرسل إليه أهلها أن عمورية لا تفتح إلا بعد نضج التين و العنب .
و يقال : أن بعض من كان بعمورية من الرهبان قال :
إنا نجد في كتبنا أنه لا يفتح عمورية إلا ملك يغرس في ظهرها التين و الكرم , و يقيم حتى تثمر , فأمر المعتصم بأن يغرس التين و الكرم فكان فتحها قبل ذلك .
و يقول السيوطي : و كان لما تجهز المعتصم بالله لغزو عمورية حكم المنجمون أن ذلك طالع نحس , و أنه يكسر , فكان من نصره و ظفره ما لم يخفَ ( انظر : تاريخ الخلفاء ص 336 ) .
قلنا أن المعتصم تجهز جهازاً لم يتجهزه خليفة قط من السلاح و العدد , و توجه إلى بلاد الروم , فأقام عند نهر اللميس فيها , و هو عند سلوقية قريباً من البحر و أراد المعتصم أن يوقع الرعب في قلوب الروم قبل أن يصل إلى عمورية و لهذاّ دبّر النزول على أنقرة , فإذا فتحها الله عليه صار إلى عمورية , إذ لم يكن مما يقصد له في بلاد الروم أعظم من هاتين المدينتين , و الأحرى أن تجعل غايته التي يؤمها .
و تمكن من تدمير أنقرة أسر جنودها و قتل فرسانها و سبي نسائها ثم جعل العسكر ثلاث عساكر ميمنة و ميسرة و قلب و أمر كل عسكر أن يكون له ميمنة و ميسرة و امرهم ان يحرقوا القرى و يخربوها و بأخذوا من لحقوا فيها ففعلوا حتى وافوا عمورية , و داروا حولها و قام المعتصم بتقسيم عمورية بين قواده , و جعل لكل منهم أبراجا منها على قدر أصحابه , و علم أن موقعا من المدينة وقع سوره من سيل قد أتاه , فبني وجهه بالأحجار و لم يدعم ما وراءه فرأى المعتصم ذلك المكان فأمر فضربت له خيمة هناك و نصب المجانيق على ذلك الموضع , فانفرج السور عن ذلك الموضع و اندفع المسلمون و هم يكبرون , و تفرقت الروم عن أماكنها و قد غلبهم الرعب فجعل المسلمون يقتلونهم في كل مكان حيث وجدوهم , و أخذ المسلمون من عمورية أموالاً لا تعد و لا توصف , فحملوا منها ما أمكن حمله , و أمر المعتصم بتهديم أبراجها , و إحراق ما بقي منها , و إحراق ما بقي من المجانيق و الآلات كي لا يتقوى بها الروم على شيء من حرب المسلمين , و كانت إقامته في عمورية خمسة و عشرين يوماً لا غير .
طلبت منا الاستاذة تلخيص قصة من كتاب لكنني ليس لدي الخبرة بالكتب دلوني على قصة سهلة للتلخيص في 16سطرا بليز
بليز ساعدوني
جـ : قاد أبو مسلم الخراساني الثورة على الأمويين ، وأعلن قيام الخلافة عام 132هـ (750 م) .. ولكن العلويين (نسبة لسيدنا علي – رضي الله عنه -) رفضوا الاعتراف بخلافة العباسيين ، أشاعوا أن بني العباس اغتصبوا حقهم في الخلافة وأشعلت فرقهم من (الزيدية بالبصرة ، والإمامية الاثنا عشرية بالكوفة ، والإسماعيلية بشمال إفريقيا) الثورات ضدهم .
س2 : أدى نقل حاضرة الخلافة من الشام للعراق إلى تأثر الدولة الجديدة بالحضارة الساسانية الفارسية وبما كان يميزها . وضح مظاهر هذا التأثر .
– أو في التطورِ الاجتماعي تأثر العباسيون بالفرسِ ، فما مظاهر هذا التأثرِ ؟ وما آثاره ؟
جـ : انتقلت عاصمة الخلافة من الشام إلى العراق ونتيجة ذلك :
1 – تأثر العباسيون بالحضارة الفارسية وبذخها ؛ فظهر بناء القصور الفخمة ، والتأنق في أنواع الطعام والشراب والملابس والأثاث والحدائق والبرك .
2 – التفت جماعات من التجار الأثرياء والأدباء والظرفاء والعلماء والمغنين والأطباء حول الخلفاء والوزراء ، فازدهرت مجالاتهم .
3 – انتشر اللهو والمجون (الخلاعة) لاستكثار الأغنياء من الجواري .
4 – انتشرت الشعوبية والزندقة والديانات الفارسية ، كالزرادشتية والمانوية والمزدكية . (للمزيد من المعلومات عن هذه الفرق اضغط هنا)
5 – شاعت ظاهرة الزهد والتنسّك (التعبّد في خشوع) والوعظ والتصوف في مواجهة التيار العابث الماجن والديانات الفارسية .
س3 : ظهرت دعوة مضادة لأثر تأثر العباسيين بحضارة الفرس ، ما مظاهر هذه الدعوة ؟
جـ : ظهرت دعوة مضادة لذلك هي دعوة الزهد ؛ فامتلأت مساجد بغداد بالزُّهَّاد والوعَّاظ ، ونشطت الدعوة إلى التقشُّف وترْك المتع والشهوات الدنيوية وظهرت الجماعات الصوفية .(للمزيد من المعلومات عن الصوفية اضغط هنا)
س4 : العصر العباسي الأول هو عصر الازدهار العلمي . وضح مظاهر هذا الازدهار .
جـ : مظاهر ازدهار الحركة العلمية:
1 – أصبحت المساجد ساحات علمية ، ومجالس للدرس والمناظرة والتثقيف . [كيف أصبحت المساجد في العصر العباسي الأول؟]
2 – امتزاج الثقافة العربية بثقافات الأمم السابقة .
3 – ترجمة كتب العلوم المختلفة إلى العربية ، والإضافة إليها .
4 – ظهور علم الكلام للرد على الملاحدة والزنادقة . (للمزيد من المعلومات عن علم الكلام اضغط هنا). [لماذا ظهر علم الكلام ؟]
5 – ازدهار الثقافة الدينية (تفسير القرآن ، جمع الأحاديث ، نشأة الفقه) . [ما مظاهر ازدهار الثقافة الدينية ؟]
6 – ازدهار العلوم اللغوية بظهور مذهب الكوفيين والبصريين في الدراسات النحوية .
7 – الاهتمام بالتأليف البلاغي والنقدي ورواية الشعر والنوادر والأخبار .
8 – ظهور مذهب المحدثين في الشعر وتعددت اتجاهات الشعراء وأغراضهم وتطورت الأغراض القديمة.
9 – تجددت أساليب النثر ، وتنوعت فنونه (الخطابة ، الكتابة ، التأليف) .
سمات الأدب
في العصر العباسي الأول
س1 : ما العوامل التي أدت إلى نهضة الأدب وازدهاره في العصر العباسي الأول ؟
جـ : عوامل نهضة الأدب وازدهاره في العصر العباسي الأول :
1 – تحول الإنسان العربي من حياة بدوية ساذجة إلى حياة حضرية جديدة.
2 – امتزاج الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية كالفارسية والهندية واليونانية والسريانية .
3 – امتزاج الدماء بين العرب وغيرهم أدى إلى نشأة جيل جديد له صفات عصرية.
س2 : اذكر مظاهر تطور الأدب في العصر العباسي الأول.
جـ : مظاهر تطور الأدب في العصر العباسي الأول :
1 – استخدام اللغة سهلة النطق ، خفيفة الوقع على السمع .
2 – الميل إلى التفنن الفكري في الصور والمعاني .
3 – رجحان جانب الصنعة على العاطفة .
4 – تميز الخيال بالتعقيد ، وخضع لما قدمته الحياة .
5 – التطرق إلى موضوعات جديدة أملاها العصر عليهم .
6 – التزاوج بين الأفكار ، وتوليد المعاني ، وشيوع ترف الحياة في الأدب .
س3 : كان للبيئة الجديدة أثرها في خيال الشعراء – وضح ذلك بمثال من العصر العباسي مقارناً بمثال من العصر الجاهلي .
جـ : (المثال) الاعتذار : فالشاعر الجاهلي (النابغة) تأثر بالبيئة في العصر الجاهلي التي يكثر فيها (حيوان الجمل) وما يصيبه من مرض يعالج منه (بالقار) ، ويعزل عن بقية الجمال ، فشبه نفسه بهذا الجمل عندما اعتذر للنعمان بعد غضبه عليه فقال :
فلا تتركنَّي بالوعيدِ كأنني إلى الناسِ مطليٌّ به القارُ أجربُ
– أما (أبو نواس) الشاعر الذي عاش في العصر العباسي الذي تطورت الحياة فيه تطوراً واضحاً فيقول معتذراً بلغة شعبية يفهمها أوساط الناس وفي عذوبة موسيقية للخليفة ( هارون الرشيد) .
بكَ أستجيرُ من الردَى وأعوذُ من سطواتِ باسِكَ
وحياةِ راسِكَ لا أعـو دُ لمثلِها وحياةِ راســِكَ
فإذا قتلتَ أبا نواسـِــكَ مَن يكونُ أبا نواســِكَ ؟
س4 : تطورت صياغة الشعر وأساليبه وموضوعاته . وضح مظاهر هذا التطور من حيث الأسلوب ، والمعاني ، والأشكال ، والخيال ، والموضوعات .
جـ : أهم أغراض الشعر:
– من ناحية الأسلوب ، تميز بـ:
التوسط في اللغة بالابتعاد عن اللفظ البدوي . * هجر الألفاظ الغريبة ، والتماس أقرب الألفاظ إلى الحياة.
– من جهة المعاني والأفكار ، تميزت بـ :
الاهتمام بالأفكار وتوليد المعاني .
– من جهة الخيال ، تميز بـ:
الاهتمام بالجوانب الجمالية من تشبيه وكناية واستعارة ، واستخدام المجازات والمحسنات البديعية .
– من جهة الموضوعات ، تميز بظهور اتجاهين:
تطور الأغراض القديمة . إبداع موضوعات جديدة .
س5 : كان المدح على رأس الموضوعات التي تطورت في العصر العباسي الأول . ما ملامح قصيدة المديح القديمة ؟ وما ملامحها في هذا العصر ؟
جـ : من ملامح قصيدة المديح القديمة البدء بوصف الأطلال وتصوير الرحلة الشاقة إلى الممدوح .
– ومن ملامحها في العصر العباسي البدء بنفس البداية القديمة أحياناً وأحيانا أخرى البدء بوصف الرياض والبساتين أو بوصف الخمر وقد كثرت الحكم والأمثال في مديحهم ، وأعلوا من القيم الإسلامية في ممدوحيهم سواء وجدت أم لم توجد فيهم .
س6 : من الموضوعات القديمة التي تطورت في العصر العباسي الأول : قصيدة المدح ، قصيدة الهجاء ، قصيدة الرثاء . وضح مظاهر تطور كل منها مع الاستشهاد .
جـ : التطوير في الموضوعات القديمة يتمثل في :
* قصيدة المدح :
لم يلتزم الشعراء بالبدء التقليدي لها كوصف الأطلال وتصوير الرحلة إلى الممدوح ، بل نراها تبدأ بـ:
وصف الخمر :
يقول مسلم بن الوليد " صريع الغواني " (؟ – 823 م) في بداية خمرية لقصيدة مدحية :
أَديري عَلى الراحِ سـاقِيَةَ الخَمرِ لا تَسأَليني وَاِسأَلي الكَأسَ عَن أَمري
كَأَنَّكِ بي قَد أَظهَرَت مُضمَرَ الحَشا لَكِ الكَأسُ حَتّى أَطلَعَتكِ عَلى سـِرّي
وصف الطبيعة :
يقول أبو تمام في بداية وصفية لقصيدة مدحية :
رقت حواشي الدهر فهي تَمَرْمَرُ وغدا الثرى في حليه يتكسر
مدح القيم الإسلامية قال منصور النمري ( ؟ – 190هـ / ؟ – 805 م) :
بُورِكَ هـارونُ مِن إِمامِ بِطاعَةِ اللَهِ ذي اِعتِصامِ
لَهُ إِلى ذي الجَلالِ قُرَبى لَيسَــت لِعَدلٍ وَلا إِمامِ
– قصيدة الهجاء :
أصبح الهجاء نفياً للقيم الاجتماعية عن المهجو ، ولم يعد قبليًّا كما كان في العصر الأموي ، كما ظهرت فيه السخرية المقذعة الشديدة والإيذاء المؤلم كما في قصيدة حماد عجرد التي يهجو فيها بشار:
وأعمى يشبه القرد إذا ما عمى القرد
دنيُّ لم يرح يوما إلى مجد ولم يغد
– قصيدة الرثاء :
أصبحنا نرى العاطفة الملتهبة في الرثاء الذاتي حيث يكون الدافع شخصياً وعاطفيًّا دون رهبة أو رغبة كقول عبد الملك ابن الزيات في رثاء أم ولده :
ألا من رأى الطفل المفارق أمـه بعيد الكرى عـيناه تبتدران
رأى كل أمٍ وابنها غـــير أمه يبيتان تحـت الليل ينتجيان
و بات وحيداً في الفراش تحـثه بلابل قلبٍ دائم الخـــفقان
فلا تلحـــياني إن بكيت فإنما أداوي بهذا الدمـع ما تريان
وهبني عزمت الصبر عنها لأنني جليدٌ فمن بالصبر لابن ثمان
س7 : ما الموضوعات الجديدة التي استُحدثت في العصر العباسي؟ وما سبب ظهورها ؟
جـ : الموضوعات الجديدة:
– وصف الدور والقصور يقول علي بن الجهم ( 188 – 249هـ / 803 – 863 م) :
صُحونٌ تُسافِرُ فيها العُيونُ وَتَحسِرُ عَن بُعدِ أَقطارِها
وَفَوّارَةٍ ثَأرُها في السَـماءِ فَلَيسَت تُقَصِّرُ عَن ثارِها
لَها شُــرُفاتٌ كَأَنَّ الرَبيعَ كَساها الرِياضَ بِأَنوارِها
– وصف الطبيعة الغنّاء من خلال ربطها بالنفس يقول أبو تمام ( 188 – 231هـ / 803 – 845 م) :
أَبكي وَقَد تَلَتِ البُروقِ مُضــيئَةً مِن كُلِّ أَقطارِ السَماءِ رُعودُ
وَاِهتَزَّ رَيعانُ الشـَـبابِ فَأَشرَقَت لِتَهَلُّلِ الشَـجَرِ القَرى وَالبيدُ
وَمَضَت طَواويسُ العِراقِ فَأَشرَقَت أَذنابُ مُشرِقَةٍ وَ هُنَّ حُـفودُ
يَرفُلنَ أَمثالَ العَـــذارى طُوَّفاً حَولَ الدَوارِ وَقَد تَدانى العيدُ
– وصف الطبيعة في شعر الغزل يقول بشار بن بُرد ( 95 – 167هـ / 713 – 783 م) ::
حوراء إن نظرت إليـــــــــــــك سقتك بالعينين خمرا
فكأن رجع حـــديثها قطع الرياض كسين زهرا
– سبب ظهورهذه الموضوعات : التأثر بالحياة الحضرية المترفة الجديدة .
النثر
س1: كثرت فنون النثر في العصر العباسي الأول. اذكرها ، ثم وضح السمة الأساسية لأسلوب النثر عامة في هذا العصر.
جـ : الفنون هي : النثر العلمي ، والنثر الفلسفي ، والنثر التاريخي ، وتشعب النثر الفني إلى خطب ومواعظ وقصص ورسائل ديوانية وإخوانية وأدبية.
– والسمة الأساسية لأسلوب النثر عامة في هذا العصر :
1 – تيسير القوالب اللغوية العربية .
2 – إخضاعها للمعاني العلمية والفلسفية الدقيقة.
* وكان من نتيجة ذلك أن نشأ أسلوب عربي جديد أطلق عليه الأسلوب المولد
س2 : ماسمات الأسلوب المولد؟
جـ : سمات الأسلوب المولد :
1 – الاحتفاظ بكل سمات اللغة الأصلية .
2 – الابتعاد عن الألفاظ الغامضة والمعاني غير الواضحة .
3 – الحرص على الأداء السليم بحيث لا ينحط إلى العامية ، ولا يصل للتعقيد .
4 – تيسير القوالب اللغوية العربية ، وإخضاعها للمعاني العلمية والفلسفية .
* نموذج نثري في الوعظ :
قول ابن السماك لأحد الخلفاء : " يا أمير المؤمنين اتق الله وحده لا شريك له ، واعلم أنك واقف غدا بين يدي الله ربك ، ثم مصروف إلى إحدى منزلتين لا ثالثة لهما : جنة أو نار " .
س3 : ما التوقيعات ؟ اذكر مثالاً لها.
جـ : التوقيعات :
عبارات موجزة اللفظ ، موفورة المعنى يكتبها الخلفاء والوزراء عندما يوقعون على الرسائل ، وهى تحمل الحكمة والإيجاز… ومنها:
– كفى بالله للمظلوم ناصرا
– من صبر في الشدة شارك في النعمة . [توقيع السفّاح في كتاب جماعة من بطانته يشكون احتباس أرزاقهم]
– أسرفت في مديحك فقصرنا في حبائك . [توقيع المهدي لشاعر شكا من قلة المكافأة][/b][/i][/font][/size][/color][/COLOR]
بليييييييييييييييز
[IMG][/IMG]
هذا امتحانكم انتم ؟؟؟
MAFHMTSH